رواية شط بحر الهوى الفصل السادس والأربعون 46 بقلم سوما العربى

رواية شط بحر الهوى الفصل السادس والأربعون بقلم سوما العربى



فتح عيناه مضطراً و هو يشعر بشيء رطب يهبط على طول عنقه صعوداً إلى وجهه .

فتح عيناه بتشوش يستوعب ، لولا عطرها الذى يحفظه جيداً لأيقن أنه مازال نائم و يحلم .

جن جنونه و هو يتأكد أن ما يراه و يشعر به صحيح ،غنوة مقتربه منه جداً و هى من تقبله كى يستيقظ .

لا يصدق حقاً ، لو أصيب بالجنون ذات يوم فحتماً ستكن هى السبب.

فمرات عنيدة كالصخر و الآن لينه كحلوى الچيلى .

لااا و هى من تبادر بتقبيله أيضاً ، قبلات حاره جلعت الدماء تغلى بهروقه و بدأ يلهث مردداً بجنون : غنوة ؟! ده انتى بجد ؟!

أبتسمت له بإتساع و هى تمرر يديها على وجهه ثم تقبض على خديه تقرصه منهما و هى تهز رأسه يميناً و يساراً : باح الفل ، باح السرور ، على قلبى أنا ، يا صباح قلبى ، و صباح حبى  .

رمش بعيناه لن يجن ، بل لقد جن و أنتهى امره ، هو فقط يحاول أن يستوعب ما يحدث و ما تقوله و تفعله تلك التى كانت تود قتله من فتره صغيره .

و سأل: هو فى إيه ؟

قبلته مجددا ثم قالت : فى أنك نايم بقالك كتير أوى و وحشتنى أوى أوى فقولت ما بدهاش بقا ، أنا هصحيه ، يالا قوم أنت وحشتنى .

كانت تتحدث و هى تدفعه بيدها تجبره على النهوض.

و هو بالفعل رغماً عنه لا يستطيع الإستيعاب .. معذور .

تحركت مغادره ناحية الخارج و هى تردد : يلا يا كتكوتى بسرعه الأكل إلى بعمله بقالى ساعه عشانك هيبرد .

أنهت حديثها و قد خرجت من الغرفه و هو يقف على الارضيه البيضاء يهز رأسه كالمجنون ، تغييرها الجذرى هذا كفيل بالتسبب فى صدمه عصبيه له .

هبط الدرج بتروى يراها و هى تقف فى مطبخ بيته توليه ظهرها و قد انتهت للتو من إخراج صينيه كبيره من الفرن .

شعرت بعطره خلفها أغمضت عيناها مبتسمه تردد : جيت يا حبيبي.

أخذ يهمس لنفسه بمجون : حبيبى مره واحده ، هو فى ايه ؟

أقتربت منه بسرعه و شقاوه تجذبه من ذراعه كى يسير معها لكن قبلها همست فى أذنه مردده : يخربيت ريحة برفانك .

سحبت نفس عميق قرب صدره ثم وقفت على أطراف أصابعها تهمس فى أذنه : مجننه أمى من أول يوم شوفتك فيه.

لم يعد يستطيع التحمل و همس لها بتوسل : طب و حياة أمك واحده واحده عليا .. ماشى .

زمت شفتيها بحزن ثم قالت: الله.

هارون : معذور بردو ، أنا بحاول أستوعب إنك بتقولى كده .. غنوة هو فى حاجة ؟

أبتسمت بإتساع و الحماس يقفز من عينيها ثم قالت : أيوه.. طبخت لك بأيدى ، أصلك بصراحة مش عاجبني كده ، و قررت بقا أغذيك ، بص عملت لك ايه.

فردد ببلاهه : و كمان طبختى لى ؟ أنا كده اتوغوشت .

عادت لزم شفتيها ثم قرصته فى خصره مررده : إخص عليك يا هارون .

قفز فى الهواء أثر فعلتها فقالت بفرح و مجون : أوبااااا ... أنت طلعت بتركب الهوا.

نظر هارون خلفه يميناً و يساراً ثم حمحم مرددا : أاا .. مش أوى.

غنوة : لأ بتركب الهوا ، أنا شوفتك.

هارون : أيوه.. بس ده سر ما بينا ، أحمم عشان الهيبه و كده .

غمزت له بعبث ثم قالت : سرك فى بير يا سطى .

هارون : أسطى .. هو فى إيه.

غنوة: يا حرام ، هو انا كنت قاسيه عليك أوى كده 

عادت لزم شفتيها بحزن ثم قالت: بس حقك عليا ، و على فكرة أنا اخدت عهد على نفسى و حلفت لأعوضك عن كل إلى عملته فيك .

اقترب منها بأعين لامعه و وجه مشرق يفترس خصرها بكفيه و يقربها منه مرددا بانفاس مثقلة : ايوووووه ، عوضينى ، أنا بقبل العوض .

تملصت من بين يديه مردده : هارون.. الأكل .

هارون: أيوه صح ، عملالى إيه بقا .

إلتفت غنوة و حملت زوج من الصحون الفارغه مع الشوك و أعطتها له مردده : لأ دى مفاجأة ، خد الأطباق و الشوك و ظبط لنا القاعدة على البيسين لحد ما أجى لك و معايا الأكل.

تنهد بسعادة كان يفتقدها و أقترب يقبل وجنتها قائلا بأمل : يا رب تفضلى كده على ، حاكم إن أنا عارفك .

وقفت تكتف يديها حول صدرها و هى تهز قدميها ثم قالت : و مالى بقا يا سى هارون .

لاعب حاجبيه لها ثم جاوبها : عسل و سكر ، مربااااا .

رفعت لها حاجبها الأيمن ثم رددت : همممم ، هو صحيح فين المأذون يا سى هارون.

أبتسم بإتساع و اقترب منها قائلا : أنتى عايزه المأذون بجد ؟ عايزه نكمل جوازنا يعنى ؟

فجاوبت بحده : نعم يا حلاوة ، امال أنا قاعدة هنا بعمل إيه ؟! بصيف مثلاً ؟!

عض على شفته السفلى و هو يقترب منها مردداً : أوعى ، أموت أنا فى العرق العشوائي لما يظهر .

أتسعت عيناها بصدمه و سألت : يخرب عقلك ، هو أنت كمان ؟

هز رأسه يردد بتأكيد تام: أيوه للأسف ، إحنا عيلة قذره أوى.

عادت لهز قدميها و قالت بعصبية : بردو لسه ما جاوبتش عليا ، فين المأذون .

فقال : البيه البواب لما لاقى أشجان و كاظم مشيوا فكر إن كده خلاص و راح نام و ما كلمش حد.

أقترب أكثر منها ثم قال : بس حيث كده بقا  هتصل أنا بيه بنفسى عشان يحضر حالاً .. أصل أنا مش ضامن نفسى.

هزت رأسها و يديها تقول بحماس: و أنا أوى... أخرج دلوقتي عشان أنا الى مش ضامنه نفسى .

أتسعت عيناه بصدمه و هى تدفعه للتحرك فعلى ما يبدو أنها تتحدث بجدية و هو إنصاع ليديها يتحرك و هو يفكر فى ما قالته و أنه صحيح .

تائه فى دوامة من السعادة بعد تغير غنوة الذى يحاول حاليا إستيعابه فقد كان يلح عليها متمسكاً بزواجه منها يرجو فقط لو نظرة لين لكنها الآن توشك على التسبب فى إصابته بجلطة فى الدماغ بأفعالها معه .

كمن فتحت له نبع من العشق و الهوس لم يكن يظن أنه موجود بالأساس و إن حدث و وجد فلن يكن من غنوة خصوصاً بعد قصته معها هى و والدها و هوسها المريب بوالدها و تعلقها المرضى به .

على ما يبدو أنها ترفض أن ينال أى قدر و لو بسيط من الرحمه أو الشفقه فهى لم تتركه كم دقيقه ليلتقط أنفاسه بعدما سلبتها هى بإظهار جنونها و عشقها له حتى تأتى إليه الآن و هى تتهادى فى ثوب من البرتقالى و قد تخلت بكيفها عن حجابها تاركه شلالات العسل تنسدل على كتف واحد و الآخر ظاهر له بسخاء .

حرام عليها و الله .. هذا ما أخذ يردده دون حديث ينظر لها و هو يرفض حتى أن يرمش يخشى أن يفعل فتتبخر فى أى لحظه .

كانت تحمل تسير و هى واثقه من طلتها الخاطفه للقلوب و العقول و أبتسمت بعدما تأكدت من سلبها لعقله بتلك اللحظة و وقفت أمامه و هى تحمل صينيه من البايركس .

تراه و تسمعه و هو يردد ببلاهه : صلاة النبى أحسن ، المفروض يغيروا تى شيرت المتتخب و يخلوه أورانج عشان ناخد كاس العالم.

عضت على شفتيها بخجل و قالت : عجبك .

هز رأسه و لسانه عاجز عن الوصف ، لكن ثوانى و احتدت عيناه ثم جذبها من ذراعها بحده مرددا : أنتى ازاى تنزلى كده فى ناس فى البيت غيرى ده غير كاظم .

حاولت إفلات يديها منه قائله: يا هارون الصينيه هتقع تتكسر منى .

هارون : ما تقع .. اطلعى البسى حاجه بقولك .

وضعت الصينيه على الطاولة المستديرة ثم قالت : مافيش حد هنا ، كاظم شارد ورا أشجان زى مجاذيب السيدة و البواب راح يجيب فاكهه و خضار ، تخيل التلاجه بتاعتكم معفنه و فاضيه ، بيت فيه بنى ادمين ده و لا بيت أشباح .

قربها هارون منه و جذبها حتى سقطت فى أحضانه ثم وضعه رأسه على كتفها مرددا بتنهيده : أنا بقالى يجى أسبوع مافتحتش التلاجه دى ، مش بقعد هنا أصلا ، و كاظم أصلا شارد طول الليل و النهار عشان كده ما كلفتش نفسى اشوف حد للمطبخ .

ضمته لها بقوه ثم قالت بحنان وفير : كل ده هيتغير إن شاء الله ، و ربنا يقدرنى و أقعدك جنبى .

سحب نفس عميق من رائحتها ثم قال : هيتغير ؟! هو أتغير خلاص ، انا قاعد مش هسيبك ثانيه و هبعت دلوقتي أجيب المأذون على ما نخلص أكل.

غنوة : أوكى ، بس تعالى ناكل الأول ، بص عملت لك ايه ؟

نظر للطاولة و قال بإنبهار : واو ، مكرونه بشاميل ، ده انا بموت فيها ، عرفتى منين .

ضحكت عالياً ضحكه شريره ثم قالت : مش عيب تسأل السؤال ده .

ضحك هو الآخر يهز رأسه بقلة حيلة ثم قال : صحيح إن معاكى تقرير مفصل عنى. 

غنوة : بالظبط ، يالا بقا عشان الأكل هيبرد .

جذبها له أكثر يلصقها به و هو يردد بوله : ايوه بس قربى منى اكتر بجمالك ده .

انصاعت لطلبه تقترب منه أكثر حتى مما طلب و هو على شفا الجنون منها ، ثم بدأت تقطع له الطعام بل و تطعمه فى فمه و هو لا يستطيع الإستيعاب حتى الآن فهى حاليا من النقيض للنقيض تماماً.

______________________

أبتعد مسرعاً عن السفينه يجذبها من يدها و هو يقهقه بسعادة ، لا يصدق تصرفاته المتصابية التى بات يفعلها ، يقنع نفسه بالقوه أنه يفعل كل ذلك لأنه يريده لكن الحقيقة أنه يفعل لأجلها.

من باتت قريبه منه جداً و لا يود البعد عنها أبدا.

تقدم و هى معه تسأل : طيب هما كده صحابك مش هيزعلوا؟

جذبها من مرفقها حتى اقترب من و قال: سيبك منهم مش مهم .

فسألت : كلهم ؟

جعد ما بين حاجبيه و قال : أيوه 

ضحكت بجانب فمها ثم سألت : حتى كلارا ؟

زاد من قربها منه يسأل : دى غيره ؟!

أبتعدت عنه متسائله : لأ ، هو انا أعرفك عشان أغير عليك و بعدين إحنا أصدقاء عادى و لا إيه ؟

صمت بحيره حقيقة لأول مرة يوضع فيها ثم قال : مش عارف.

تقى : مش عارف إزاى ، هو إيه ممكن يكون بينا غير كده ؟

تنهد بهدوء ثم أبتسم و قال : تيجى نقضى اليوم النهاردة بالطول والعرض و نفرح و نتبسط و نعتبره إختبار و أخر اليوم إلى يحس حاجة ناحية التانى يقولها بس بصراحة و من غير كبر .

هزت رأسها إيجاباً مبتسمة  و هى تستجيب ليده التى تسحبها تردد داخلها : ضياء إلى كان السبب فى كل عقد حياتى بيطلب كده ، عهد عليا لأعاملك بكل الكدب و الكبر إلى فى الدنيا يا .. يا زوجى العزيز .

تقدمت معه تسير فى الأسواق لم يترك حانه إلا و أشترى لها منها هديه.

وقفا عند أشهر محل لبيع المثلجات فجذبها لجواره جداً يطعمها منه و هى تنظر له بحسره لا تستطع الابتسام حتى .

لن يفهمها أحد و هى حتى لا يمكنها البوح أو يسهل عليها كم تمنت لو كان كل ما تعيشه حقيقياً ، تحياه و هى تقى و ليست جيجى .

سمحت لنفسها بالجلوس معه و الإقتراب منه ، تعلم أنها زوجته .

و كأنها أرادت إثبات شئ ما لنفسها ، ارادت إستعادة ثقتها بنفسها ، أنها فتاه جميله و مرغوبة خصوصاً من ضياء من كان السبب فى تحطيم كل معنواياتها .

فتركته يقربها منه دون إعتراض و وجهه قريب من وجهها يلق ذراعه حول رقبتها يطعمها المثلجات بنفسه ، و يطيل النظر إلى ملامحها بإفتنان مردداً: جمالك مش طبيعى بجد ، من أول مره شوفتك و أنا مفتون بيه .

أبتسمت له بخجل و لم تحدد هويتها هل من تبتسم حالياً هى جيجى أم تقى زوجته و ابنة خالها.

لكن ما هو أقرب للصواب أنها حالياً فتاه تستمع لغزل صريح يقال فى حقها من شاب شديد الوسامه تتهافت عليه الفتايات و قد رأت ذلك بعينها .

و هو أنسحر تماماً بإبتسامتها و جمالها الأنثوي و بدأ يقترب منها رويداً رويداً يريد تقبيلها ، لكنها إبتعدت عنه سريعاً تقول : أنا شبعت ، يالا بينا .

أغمض عيناه و تنهد بتعب ثم وقف معها يكمل جولته في شوارع المدينة يشترى لها الألعاب و الهدايا و هو سعيد للغايه .

_______________________

توقفت بسيارتها أمام البوابة الضخمة التي تسبق منزل هارون و عادة ما كان يجلس لجوارها حارس كبير فى السن لكنه الآن غير موجود و الباب الحديدي يعتبر مفتوح .

أشتعل الغضب داخلها و كأنها ترغب فى لقاء أى شخص تفرغ عليه غيظها و غضبها.

تقدمت تفتح الابواب على مصرعيها تتمكن من الدخول بسيارتها .

بالفعل تقدمت للداخل و قبل ما تسير فى الممشى المحاط بالأشجار و الزهور و الذى يقود إلى الباب الداخلى للمنزل توقفت على صوت دق هاتفها.

رفعت الهاتف لتبصر إسم رضوان ، تجاهلته  و لم تهتم لكنه عاود الدق فجاوبت بشئ من الحده : ألو.

أستغرب كثيرا من طريقتها فى الرد و قال : ألو ، أنسه لمى مالك كده متعصبه ؟

لمى : لأ و لا حاجة ، قولى حضرتك خير كان فى حاجه ؟

أُحرج كثيرا من رد فعلها و قال : لأ بس .. احنا كان فى معاد بنا و.. أنا بقالى نص ساعه تقريبا قاعد مستيكى عشان كده قولت أكلمك أشوفك فين ؟

زفرت بضيق وصله ثم قالت متحججه : أنا أسفه بس.. ظهر لى شغل ضرورى و مفاجئ.

فقال سريعاً: تمام تمام ، مافيش مشكله ، نخليها وقت تانى ، ربنا يقويكي ، مع السلامه.

أغلقت الهاتف مع و القته بجوارها و هى تقف بسيارتها أمام الحديقه ترى زوجى الكناريا هذان يجلسان بأحضان بعضهما تطعمه و يطعمها ، يبدوان و كأنها أسره صغيره سعيدة ، يجلسان هكذا بعدما حطموها كليا ، لا ة الله ... لا و ألف لا لن تضيع وحدها .

تمكن الغيظ منها و حجب الغل أى تفكير داخلها أو حتى رحمه أو مرونة نفسيه لم تعد لمى القديمه ، هنالك وحدها جديده ولدت على يد غنوة .

غنوة و فقط ... هى السبب الرئيسي بكل ما يحدث للجميع حتى موت والدها حملته لها ، و إن كانت للأن لا تعلم التفاصيل لكن بكل تأكيد قد تدخل فى شئ يخص هارون و غنوة باتت جزء لا يتجزأ من قصته فالبالتأكيد لها يد إن لم تكن الأساس.

ترجلت من سيارتها بوجه محتقن لا تعرف للشفقه أو اللين سبيلاً ، صفقت باب السيارة بقوه جعلت غنوة تهتز متفززه فى أحضان هارون الذى أنتبه هو الآخر لوجود لمى و زاد من ضمه لغنوة يربط و يمسح على كتفيها يهدهدها و يهدئها او بالأحرى يضمها يحميها .

وقفت أمامها تقول بغلظة : ما شاء الله ، قاعدين انتو هنا و ولا على بالكم .

تحدث هارون بهدوء ثم قال : انتى دخلتى هنا إزاى ؟

نظرت لمى بجانب عينها لغنوة و فستانها العارى الذي تجلس به فى أحضان هارون و ازداد الغيظ بداخلها.

ثم قالت و هى تتجاهل الإجابة على سؤاله بل نظرت لغنوة : إيه يا حلوه ، مش وراكى شغل .

وقف هارون يخلع قميصه من عليه وسط زهول غنوة و لمى ، ثم وضعه على غنوة يغطى صدرها و رقبتها و شعرها ثم قال : غطى نفسك.

لكن غنوة صرخت بصوت أعلى: و أنت يا بيه ، هتقف لنا عريان كده بعضلاتك دى .

حاولت لمى إبداء لا مبالاتها بما يحدث أو يقال رغم الغيظ الذى يفتك بأحشائها ثم قالت : لو خلصتوا جو التلزيق و النينيى ده عرفونى عشان انا ورايا شغل مش فاضيه للهبل بتاعكم ده .

هارون : إنتى جايه هنا يا لمى عايزه إيه و دخلتى هنا إزاى من غير إستئذان.

لمى ببرود : البوابه برا مش عليها حارس و أنا هنا عشان أشوف إيه اخرتها فى الشغل المتعطل ده  ، أنا عندى شغل كتير عايز حد ينجزه .

فصرخ فيها بحده : و هو حد قالك إننا شغالين عندك ؟

إبتسمت له بسماجة ثم قالت بشماته و هى تنظر  لغنوة و تشير عليها بكبر : أنت نو ، لكن دى شغاله عندى .

تقدم هارون منها بغضب يردد : إيه دى ؟ اتكلمى عنها عدل أحسن لك ، و مين قال بقا أنها شغاله عندك .

ضحكت عالياً بشر ثم قالت : طب ما بلاش أنت بالذات و لا ناسى الشرط الجزائي إلى قولت لى أضيفه عشان أعرف أذلها.

حولت انظارها لغنوة ثم قالت : البيه إلى لابسه له الاورانج و قاعده فى حضانه زى جوز العصافير هو الى جالى و أتفق معايا نزود الشرط الجزائي بتاعك و نحك كلمة دولار كمان عشان نكسحلك ايدك و رجللك ، يعني ساعدنى و قدم لى كمان النصيحة عشان اعرف استعبدك ، و دلوقتي و من غير و لا كلمه تتحركى قدامى عشان وراكى شغل محتاج له يمكن أسبوع عشان يخلص .

لم تثور غنوة او تبدى أى رد فعل سوى أنها قالت بهدوء مريب : أوكى ، هغير و أجى.

تحركت غير مبالية لا بنظرة الشماته و الانتشاء التى تكونت على وجه لمى و لا بصراخ هارون عليها كى تتوقف بل سارت للداخل بقوه ترفض الإنكسار .

___________________

عادت للسفينه و جلست شارده أمام المرأه تتذكر ما حدث اليوم .

دلفت نادين للداخل و هى تقول بلهفه : بت يا تقى .. انتى يا بت ، انتى صحيح كنتى مع ضياء لوحدكم طول اليوم.

نظرت لها تقى عبر المرأه و قالت : أيوه و هو إللي طلب و كمان دلوقتي رساله يقولى إنه عايزنى.

جعدت نادين ما بين حاجبيها و قالت : و هتروحى له.

وقفت تقى و قالت بجديه و تحد : طبعاً.

تحركت بسرعه مغادره تاركة نادين خلفها مصدومه متسعة العين ، لكن قبل ما تغادر ألتفت إليها و قالت : كمان شويه على العشا هبعت لك رساله تنفذبها بالحرف ، اوكى ؟

هزت نادين رأسها موافقه بينما تقى أبتسمت بثقه بدأت تترعرع داخلها هذه الأيام فقط و صعدت لسطح السفينه حيث ينتظرها ضياء كما أخبرها فى رسالته.

و وجدته ينتظرها ، تبتسم بثقه و شماته و هى تراه يقف مبهور من طلتها يأكلها بعيناه تعرف جمال اللون الأبيض عليها و قد فعلت لتصيبه بسكته قلبيه و يقع صريع جمالها.

و هو بالفعل كان كذلك بل و أكثر يكاد يشعر بلعابه الذى يسيل على جوانب فهمه و هو يرى چيچى بجسدها الخرافى المنتلئ الذي يصيبه بالجنون يبرزخ فستان أبيض يضيق على جسدها مبرزاً مفاتنها بصورة موجعه للقلوب  و قد فجمعت شعرها على هيئة زيل حصان تاركه خصلات تنزل على جانب وجهها لتكتمل الصورة بأناقهة جمال منقطع النظير.

تقدمت بخطوات متددلله متمايله  حتى وقفت أمام تسأل : طلبتنى .

فردد و هو مسلوب العقل : و اتأخرتى عنى أوى.

ضحكت بمرح ثم قالت : كنت عايزنى فى حاجه؟

هز رأسه ثم أقترب منها يمسك يدها بكف و الكف الآخر و ضعه على وجنتها يتحسسها و هو يقول : أيوه .. قولت لك فى أخر اليوم هقولك إحساسي ناحيتك لما اتأكد منه.

بقت تنظر له بثبات لكن تجعد ما بين عينها ، ثم انفرجت شفتيها بزهول و هى تسمعه يقول بصدق موجع: أنا بحبك .... 

_______________

ماحدش يقول الفصل قصير .. اعتبروه تسخين عشان أرجع للكتابة و لو ربنا قدرنى هنزل فصل بكره فى نفس الميعاد.

تعليقات



×