رواية شط بحر الهوى الفصل الخامس والأربعون بقلم سوما العربى
دلفت للداخل مهروله تمكن الغيظ منها ، مجرد رؤيتها لذلك البنى آدم المدعو هارون تتمز من الغيظ .
فتقدمت تبعده عن غنوة بحده ثم قالت : ايييه .. أنت مفكرها لحمة عند جزارين و لا ايه ، شيل ايدك عن البت.
نظرت لغنوة ثم قالت: و انتى حسابك معايا بعدين.
وقف هارون من مكانه يحاول كظم غضبه ، وضع غنوة خلف ظهره و قال لها : هو ايه اللي شيل ايدك و حسابها معاكى بعدين إزاى مش فاهم ، أنتى أصلا إلى إزاى تتدخلى بينا ، واحد و مراته يعنى المفروض قبل ما تدخلى علينا مره تانيه فى أى مكان تخبطى ممكن نكون فى وضع مش و لابد و لا خالعين هدومنا مثلاً.
أتسعت عيناها منه ، لقد طمع فى كل البجاحة و الوقاحة التى خلقها الله فاتخذ الحجم الأكبر لنفسه.
تقدمت منه أكثر تردد : تخلع هدومك مع مين يالى ما تتسمى أنت ، أختشى على دمك عيب ، بس هقول ايه ، ما أنت خلاص قلعت بورقع الحيا ، و لا قلعته أزاى هو أنت كنت لابسه أصلا عشان تقلعه.
أغمض عيناه و هو يهز رأسه بنفاذ ثم فتحهم يصرخ فيها: أختشى إيه و عيب إيه ، بقولك مراتى ، انتى بتفهمى بأنهى لغة .
عادت نفس ضحكتها الريقعه تردد : هيهاااااى .
مسح كاظم على صدره و هو يقول : أموت أنا.
إلتفت له تزجره بعيناها ثم قالت: أخرس خالص .
عاودت النظر لهارون تهتف بحده : مرات مين يا أبو مراتك ، حد قالك يا واد أننا داقين عصافير ، تعالى ، تعالى يا واد أمسح الريالا يالا .
أقترب كاظم و هو مازال يدلك صدره و بعينه نظرة تحرش يقول : و ييجى هو ليه ، ما أنا فى الخدمه أهو .
ضربته على صدره بحده ثم نهرته بأمر: أسكت أنت.
كاظم : حاضر .
تقدمت من هارون و قالت : أسمع يا جدع أنت ، من غير كلام كتير لافينى البت إلى ورا ضهرك دى خلينا نطلع من هنا من غير عوء ، أنا مش هدخل السجن فى واحد زيك.
حادت بنظرها تنظر لغنوة المختبئة خلف ظهره و قالت: و أنتى يا حلوه يا غندورة متخبية فيه ، ده انتى نهار أمك ازرق نيلا ، أسود غطيس ، احمر زى الدم ، فوتى قدامى.
ظهرت غنوة من خلف ظهر هارون و قالت و هى تشير لها تحاول محادثاتها بهدوء: أهدى بس يا أشجان ، أنا بقول عفى الله عن ما سلف و .. و بصراحة كدة أنا... أنا بحب هارون و عايزة أكمل جوازنا.
شهقت بفزع مصدومه لا تصدق ، كذلك هارون لم يكن حاله أفضل منها ، بل صدم هو الآخر من أعترافها العلنى الصريح .
يذكر أنها قد صرحت بذلك مسبقاً قبلما يتزوجا مباشرة لكن اليوم له طعم آخر ، فذلك اليوم كان نصف اعتراف ، يتخلله مشاعر متخبطه ما بين الصدق و الزيف المتداخل مع خطتها آن ذاك .
اقترب منها بأنفاس مخطوفة و عيناه لامعه يمسك كفيها بكفيه مردداً : أخيراً قولتيها يا غنوتى ، أنا كمان بحبك أوى و نفسى أقضى عمرى كله معاكى ، مش عايز أبعد عنك ابدا ، أوعى أنتى تبعدى عنى .
تفزز جسد كل منهما على صوت أشجان: ما نجيب شجره ... نجيب شجره بقا و كوباية ليمون نسقط فيها شفاطين .
مص كاظم شفتيه يردد خلفها : شفاطين ؟! حرشه أوى.
أغمض عيناه يصك أسنانه بغضب ، حتى فى أسعد لحظات حياته تقفز فيها گ الكنغر و تفسدها عليه.
إلتف لها و هو يشيح بيديه گ المجنون: أنا عايز أفهم انتى إيه... ردى عليا أنتى إيه و طلعتى لى منين ؟ مكتوبه عليا مثلاً و لا اتبليت بيكى امتى ؟ أنتى يا ست أنتى منكدة عليا عيشتى و مبوظه كل لحظات حياتى.
تقدم كاظم يقف بينهما بصدر منفوخ يقول : بسسسس .. حلها عندى .. عقابها الوحيد أنها تتجوزنى .
هز هارون رأسه يردد : فعلاً ، ده أقسى عقاب من ربنا ليك و ليها .
صرخ بأعلى صوته ينادى البواب الذى تقدم سريعاً و هو يهرول: أمر يا باشا
هارون: أتصل هات المأذون بسرعة.
أتسعت عيناها برعب و تحركت سريعاً تلوذ بالفرار مردده : مأذون لمين يا مجنون يا أبن المجنونه ، و دينى لاوريك أنت و عمك الكهنه ده ، سلام أنتى يا غنوة يا اختى و أنا هجيلك بعدين .
ركض كاظم خلفها يلحقها مرددا : أشجاااااان ، أستنى يا أشجااااان.. ما انا هتجوزك يعنى هتجوزك .
خرج كاظم ورائها و هم هارون للتحرك بعصبية و غضب خلفها يردد: أنا مجنون إبن مجنونة ، طب قسماً بالله ما هى خارجه من هنا سليمة
تمسكت غنوة بذراعه سريعاً توقفه : جرى إيه يا هارون أنت هتعمل عقلك بعقلها .
هتف بحده: دى بتشتم أمى ، كله إلا أمى و بعدين أعمل عقلى بعقلها إيه دى مخها ذرى ، دى أنصح منى. منك و دينى ما سايبها .
تمسكت بذراعه أكثر ثم قالت بدلال و أعين لامعة: و هتسيبنى لوحدى ، ده انا ما صدقت إتصالحنا .
نسى أشجان و ما قالته و إلتف لها مرددا: أيوه عندك حق ، أشجان إيه و بتاع إيه ، أصلا كفايه عليها كاظم ، تعالى لى بقا يا حلو أنت يا حلو .
ضمها له بقوه يطبعها داخل أحضانه مرددا: كنتى بتقولى إيه بقى ؟
أقترب منها كى يقبلها فابتعدت معترضه : هاروون .
لم يهتم لحديثها و هو يردد بحده و نفاذ صبر: بلا هارون بلا زفت ، ما جننتى هارون خلاص .
اقترب منها و انعدمت المسافه نهائياً و هو يردد : خلاص بح هارون ، أنتى ملكتى هارون يا مراتى يا حلوة أنتى ، و المأذون على وصول و خلاص ما فيش خروج من البيت خالص و لا هسيبك تفارقينى ابدا.
تقرب رويداً رويداً منها يلاحظ هيامها التام به و بكلامة الجميل تغمض عيناها مرحبة جداً بقبلته التى عرفت طريقها لشفتيها ، تتقبلها بنهم و عطش شديد كى ترتوى و تروى ظمأه أيضاً.
_____________________________
جلست على طرف الفراش حزينه تتذكر ذلك اليوم حين أصر والدها على عدم ذهابها بعد إتصال صاحبه يحيى به الذى لم يخبره بالطبع عن عودة وحيده من الخارج ، و لم يتثنى لها هى الأخرى أخباره و لا التحدث بما يجول فى صدرها كى لا تزد من تعبه عليها.
خرجت من شرودها على صوت نور التى قالت : أااه ، مش قادره خلاص همووت ، درسى بيوجعنى .
نظرت لها زينب و قالت بتعاطف : طيب قومى خدى مسكن .
نور : مش عارفه عندى و لأ ، تعالى الأول قيسى الفستان ده كنت جيباه هدية لواحده صاحبتى و هى فى نفس كيرفاتك كده .
لكزتها زينب مردده : أنتى قليلة الأدب.
نور : يالا إخلصى .
وقفت معها سريعاً و وقفت عند المرأة و بسرعه جلبت نور فستانها تقول : افرضى بقا بوز أهلك ده ، ما خلاص بابا زعق له و قدامك و هو من ساعتها متجنبك خالص.
ضحكت زينب بسخريه مرددة : هو كده عمى زعق له ، الزعيق اتطور أوى الأيام دى.
بدأت نور تخرج الفستان من الكيس البلاستيكي الطويل و هى تقول: خلى بالك يوسف بردو ليه وضعه يعني إلى عمله بابا ده يعتبر حاجه جامدة جداً .
شهقت زينب بصدمه بعدما رأت الفستان و قد خرج من كيسه: يا خبر أسود و مقندل فوق دماغك ، هو فين يا بت الفستان .
ضحكت نور و هى تقبض قى يدها على ذلك الفستان الأحمر القصير جدا و لا يحتوى على حاملات حتى ثم قالت: أهو هو ده ، ده انا دافعه فيه دم قلبى ، لازم أرد لها هديتها ، كانت جايبه لى سلسلة غاليه و شنطه ماركه.
زينب : غالى إيه و رخيص إيه بقولك ده عريان خالص ، مش هيدارى حاجه أصلا.
التفت نور حولها تقول : مش قصتنا خالص دلوقتي ، البسى على ما أنزل المطبخ أدور على مسكن ، أوعى تغيريه قبل ما أجى و اشوفه ، أوكى .
اماءت لها زينب موافقه و خرجت نور.
بدأت زينب تقلب فى الفستان بتقزز و نفور تسأل اين صدره من ظهره.
بعد دقيقه واحده كانت تقف أمام المرأه مبهوره ، بنفسها و بهيئتها فى ذلك الفستان الرائع ، لقد وقعت في غرامه ، بل وقعت فى غرام نفسها و هى لأول مرة تجرب تلك الأشياء على جسدها و ترى كيف ستبدو فيها .
لم يسبق و أن جربت أو حتى ساقها عقلها لأن تجرب الفساتين العاريه او حتى قمصان النوم النسائيه على جسدها.
هى تكتشف نفسها و جسدها لتوها الآن بذلك الفستان ، لقد غيرت رأيها ، لم يتوجب عليها التسرع فى الحكم عليه ، إنه رائع ، بل أكثر من رائع حقا و يستحق ثمنه .
إلتفت تنظر لضهرها الظاهر فى المرأه ... دارت و هى تراه يبرز مقدمة نهديها بسخاء مخجل و بدأت تردد : حلو حلو حلو ، بس عريان سيكا .
نظرت على فخذيها ناصعى البياض و هما ظاهران منه و لا أكملت: لأ ده هو عريان خالص ، بس حلو ، هياكل منى حته ، ياختى عليا و على حلاوتى ، أجنن.
حلت وثاق شعرها القصير فانسدل لنصف عنقها و بقى النصف الباقى لامع كالمرمر مع مقدمة صدرها أيضاً تبتسم فى المرأه و هى تكتشف أنها فتاه رائعة الجمال جدا جدا.
بنفس الوقت.
خرج من غرفته سريعاً بعدما تعدل جهاز الكمبيوتر الخاص به ، قاصداً غرفة شقيقته لترى ما به يعرف أنها بارعة فى ذلك التخصص كونه من صميم دراستها .
فتح الباب على حين غفلة و وقف بصدمه و هو يرى زينب تقف فى منتصف الغرفه عند شقيقته نوى و هى ترتدى ذلك الفستان المهلك ، توقفت قدماه عن السير و بقى ينظر لها مسحور و لا ينطق .
أتسعت عيناه بصدمة ، بل سلبت أنفاسه ، لا يصدق ما يراه للتو .
صرخت فى وجهه و تحركت سريعاً للحمام المرفق بغرفة نور .
خرج و أغلق الباب خلفه و بقى واقف يلهث ، و أخيراً تحركت قدماه فذهب لغرفته و هو يردد : يا نهار اسود ، و دى هعيش معاها فى بيت واحد أزاى دى ، يخربيتها ، هو فى كده .
رفع هاتفه يتصل بشركة توريد أجهزة رياضية يقول : ألو ، عايز حاجه تهد الحيل و حياة والدك .
اما زينب فبقت متسعة العين تضرب وجنتيها بصدمه ، لا تصدق أنها فى اليوم الذي تجرأت فيه لتكتشف مقوماتها الأنثوية يكن أول من رآها يوسف و ليست حتى نور التى طلبت منها أن ترتديه لتراه عليها.
أسرعت بخلعه و ارتدت ثيابها فى اللحظه التى دلفت بها نور للداخل فقالت بأعتراض : مش قولت لك قيسيه عايزه أشوفه عليكى.
أعطته لها زينب بأيدى مرتعشه تردد : حححلو ، مظبوط .
ثم ذهبت لفراش نور تغطى جسمها كله و رأسها أيضا تستعد للنوم.
نور : إيه ده ، مش بابا عمل لك اوضه ، قومى روحيها .
زينب : مش عايزه أنام النهاردة لوحدى .
نور: امرى لله. . نامى بس مش عايزه حركه كتير.
رددت زينب فى سرها بحسره : و أنا هعرف أنام بعد إلى حصل ، بقا يوم ما اتكشف .. اتكشف على يوسف بيه
_____________________
بعدما خرج من بيتها و هى للأن لا تعرف أين ذهب و لا ماذا يفعل أو كيف يعيش و يتعايش هنا و هل عاد أم لا.
بدلت ملابسها و هى مستعده لكى تذهب و ترى إيه هو ، تحاول الاتصال به و هو لا يجيب .
ترى ماذا حدث معه ؟ و هل اكل ؟ أين نام ؟
توقفت على أعتاب البيت قبل فتح الباب و هى تستمع لصوت والدتها تقول بالالمانية : إلى أين تظنين نفسك ذاهبة .
إلتفت لها ببطئ ثم قالت ساخره : متمسكة أنتى بألمانيا كثيراً ، أكثر حتى من تمسكها بكِ
لم تهتم ڤيولا كثيرا لسخرية ابنتها و سألت مجدداً و لكن باللهجة المصرية هذه المره: رايحه فين يا نغم .
ضحكت نغم و قالت : طب ما أنتى حلوه أهو.
صرخت فيها : فى ايه ، مالك كده ، زياره واحده لمصر عملت فيكى كده ، إيه الى حصلك هناك .
نغم : لاقيت نفسى ، مش هقعد اشرح لك لأن طال الشرح أو قصر حضرتك مش هتفهمينى .
ضحكت ڤيولا ساخره و أردفت : أها صح ، عشان كده بسمع صوت عياطك كل يوم جاى من أوضتك.
أغمضت نغم عيناها بألم و تحركت ناحية الباب تستعد للبحث عنه و هى لا تعرف من أين تبدأ: فتحت باب المنزل لتشهق متفاجئة و هى تبصره أمامها و قد زادت هيئتة إزدراءً .
شهقت بصدمه: حسن ؟ إيه الى عمل فيك كده .
جاوبها بأعين يلتمع فيها الدمع الذي يجاهد على ألا يخرجه: نغم ، أرجعيلى يا نغم ، ارجوكى سامحينى .
دلفت للداخل و أدخلته سريعاً تحميه من برد المانيا و سط اعتراض ڤيولا و ابتسامته التى تحمل الكثير من الأمل بأنها قد سامحته.
______________________
جلس مصطفى مقابل ذلك الغريب يسأل مستنكراً : لأ ما فهمتش ماعلش ، أنت مين و عايز ايه.
زم فلاديمير شفتيه يسأل بأستنكار : معقول ماجد ما حكاش لحضرتك .
مطصفى : و لا جاب لى سيرة .
أبتسم فلاديمير و قال : غريبه ، بس ما فيش مشكله ، يكون لى الشرف أن أنا الى أعرفك بنفسى ، أنا محمد صديق ماجد من زمان ، معجب جداً بأنسه فيروز حفيدتك و جيت أدخل البيت من بابه و اتقدم لها .
قلب مصطفى النظر له ثم قال بأعين خبيره : صاحب ماجد ازاى أنا أول مره اشوفك.
رد الاخر بثبات شديد : أصلى طول عمرى مسافر برا ، و بعدين هو حضرتك تعرف كل أصحاب ماجد ؟
مصطفى: لأ ، بس أنت شكلك أكبر من مازن و أكبر من فيروز بكتير أوى ، ما علش ما تأخدنيش بس.. شكلك مقرب على الأربعين.
أبتسم فلاديمير بإتساع كاذباً ببراعه و قد اقتص من عمره عشر سنوات كامله فأكمل كذبه مرددا : لا خالص ، ده بس جسمى و شكلى الى بيقول كده ، لكن أنا.. أنا اتنين و تلاتين بس و أقدر اقدم لحضرتك الورق الى يثبت كده .
نظر له مصطفى بريبة و عدم اقتناع من هذا الذى لم يتخطى الإثنين و ثلاثين عاما ، و الله هو أكبر من ذلك بكثير .
هم ليتحدث لكن أوقفه صوت ماجد الذى قال: هو مين ده ماعلش إلى عنده اتنين و تلاتين سنه ؟
إلتف له مصطفى يقول : صاحبك ده يابنى و بيقول أنه.
أكمل فلاديمير عوضاً عنه : عايز يخطب فيروز ، و مستعجل أوى .
نظر لأظافره و أكمل بكبر : و ياريت نتجوز أخر الأسبوع .
توقف ماجد بصدمه لم يتخيل أنه بكل تلك الجرأه و البجاحه و أن يتطور الأمر سريعاً هكذا و هو يشعر بالتقيد.
___________________
من بابا جانبى للسفينه هبط ضياء و هو يشبك يده بيد تقى متسللاً منها و هو يضحك بسعادة : حاسس اني بسرق ، بس إحساس حلو اوي و أنا بهرب مع بنت و مش عايز حد يشوفنا .
قالت له بأعين لامعه: و أنا كمان ، أول مره أهرب مع واحد.
ضمها له مرددا: و مش هتبقى آخر مره تهربى معايا ، لسه بنا حاجات كتير هتحصل .