رواية أخباءت حبه الفصل الثاني والاربعون
كانت رحاب فى شغف كبير
لسماع وصية ساره الأخيره
كما تدعى..
تبتلع ساره ريقها وتصمت
لبرهة من الوقت..
جعلت رحاب على أعصابها
قبل أن تسألها من جديد :
تحدثى..
لقد اشعلت فضولى ...
ساره بهدوء شديد :
أن تتزوجى محمود ...
تتراجع رحاب في قمة
الذهول الرهيب وهى
تنفى بيديها : أنت مختله
بلا شك ..
أى عبث هذا الذى تقوليه ...!!
أنا أتزوج محمود ..
مستحيل ...
أنت مجنونه فى طلبك هنا
الذى لا يمكن أن أوافق عليه ..
ساره بصوت خافت :
أعلم أن كلماتى صعبه ...
وتحتاج إلى ..
تقاطعها رحاب وهى ترفع
راحت يديها فى وجهها :
كفى ...
أنا لا أحب الخوض فى فكرتك
البلهاء تلك ...
أنا أتزوج محمود ..
إذن دعينى اتخذ مسار أكثر
صراحه ووضوح ..
أتزوج من رجل أعمى..
ومشوه ...
ويعشق غيرى ...
وفوق كل هذا زوج أعز
صديقاتى..
ساره فى صوت هادىء :
نعم ..
أنا لن أشعر بالأمان على
أولادى سوى معك...
رحاب فى سخط : ساره
أننى على أتم الإستعدات
لتقديم أى تضحيات من
أجلك ...
أو مساعدات ...
لكنك بهذا تضعينى فى نفس
مقعدك ..
ونفس مأساتك..
وعلى تجرع نفس الكأس
مثلك ..
ونفس المعاناة...
أنا فتاة صغيره ..
والحمد لله على قدر من
الجمال ..
المستقبل ما يزال أمامى..
ما الذى يدفعنى لإرتكاب مثل
تلك الحمقاء ...
ساره : اولًا سيكون لديك
مال كثير...
سيكفى ما تبقى من عمرك ..
الميراث كبير ..
رحاب فى سخريه :
هذا إن لم يكن محمود ضحى
به إلى (منى) كما تقولى
بأنه قد قام بالبصمه
على أوراق لديها .
تنفى ساره بيديها :
لقد سألت محام كبير في
هذا الشأن وأخبرنى إن حدث
ذلك يمكننا الطعن ..
فهذه الأوراق ليست
قانونيه ...
وبحصولك على الثروة
يمكنك القيام بعملية
تجميل إلى محمود...
هذا أيضًا ممكن..
ربما تكون التكلفه كبيره
لكن معك من الأموال ما
يكفيك...
تنفى رحاب بيديها : لا.
لا تحاولى إقناعى ...
محمود زوجك يعشق
(منى)..
قلبه لن ..
تقاطعها ساره : أنت أجمل
وأرق منها ..
وسيحبك بدون شك إن
رأك...
رحاب : لن يقبل الزواج منى
تبتسم ساره : بدأت فى
الإقتناع ..
تنفى رحاب برأسها :
بالطبع لا ..
أنا فقط أخبرك العوائق..
وبأن فكرتك مستحيله ...
ولا يمكن تنفيذها...
بمعنى أننى
أحاول إثبات خطأك..
وسذاجة فكرتك ..
ساره : حسنًا ..
يمكنك قول ما تشاء
ولكن لا تغلق الباب...
أعطى لعقلك الفرصه
للتفكير..
ولا أحد يعلم ما تخبئه
الأيام له ...
******
(أنا موافقه على إجراء
العملية)
نطقت ساره جملتها أمام
زوجها محمود بملامح جاده
وصلبه ...
قالتها دون تردد ..
يقترب منها محمود خطوه
وهو يضرب بعصاه ارضًا
ثم قال : هل أنت مقتنعه
وراضيه...؟
ساره بكل هدوء : نعم ...
أشار محمود إلى صدره :
من أجلى...
أليس كذلك ...؟
وافقت من أجل حبك لى .
ساره بصوت خافت :
ليس من أجل حبك فقط ..
ومن أجل حب أولادنا أيضًا...
ثم اخذت تعض على شفتيها
قائله : ما موعد تلك العمليه..؟
محمود : ربما تكون خلال
أسبوع على الاكثر. ..
تتراجع ساره وهى تبتلع
ريقها : بهذه السرعه...!
أومأ محمود برأسه :
لقد أخبرتك ...
التأخير ليس فى صالحنا ..
أغلقت ساره عينيها :
حسنًا...
أدعو الله أن يفعل الصالح
لنا ..
محمود : هل أخبرت أحد
من عائلتك ...
تنفى ساره : مستحيل
طبعًا ...
لن يوافق أحد على تلك
العمليه ...
لو أخبرتهم ستكون عاصفه
لا أدر عواقبها ..
دعهم يعرفون بعد أن تتم ..
وليرضوا بالأمر الواقع
حينها ..
محمود : لكن من المؤكد
أنك أخبرتك صديقتك
المفضله رحاب ...
التى تعرف كل شىء عنك ...
وعنا ...
عقدت ساره حاجبيها فى
تعجب : إنها ليست
صديقتى فقط ..
بل أختى...
أختى التى لم تنجبها أمى .
محمود فى حيره :
إلى هذا تضعين ثقتك بها..
أومأت ساره برأسها : نعم ..
إلى أبعد الحدود...
محمود : ولكن صداقتك بها
حدثت منذ عدة أشهر
قليله ...!
أليس غريب هذا الحب...!
وتلك الثقه ...!
ساره فى دهشه :
من الواضح أنك تريد قول
شىء ما ...
هز محمود رأسه : بالفعل
لقد أردت كثيرًا قول هذا
السر وترددت...
خفق قلب ساره وهى تسأله
فى لهفه : من فضلك
إذا كنت ترغب فى الوقيع
بينى وبينها ..
عليك أن تعلم أن ذلك
مستحيل...
محمود فى هدوء شديد
وثقه : لقد اتصلت بى
فى الصباح رحاب صديقتك
وطلبت منى أن لا أخبرك
بتلك المكالمه ...
عقدت ساره حاجبيها فى
دهشه عارمه وهى تقول
: أنت تكذب...
رحاب ليس لديها رقم
هاتفك ...
إنها لا تعرفه ..
يبتسم محمود : لن أناقش
أو أجادل معك كثيرًا ..
فأنا أعلم وأثق بأنك لن
تصدقينى..
لكن من حسن حظى أن
لدى على هاتفى خاصية
تسجيل المكالمه ..
يمكنك استعمال هاتفى ...
وسماع ما قالته أعز
صديقاتك ...
وبدأت ساره تلتقط فى
لهفه هاتفه...
وهى تستمع إلى ذلك الحوار
المسجل بين صديقتها رحاب
ومحمود ...
وبالفعل كان صوتها ...
لقد سمعته بوضوح ..
ولا مجال للشك فى صحته ...
وكانت المفاجأة القصوى..
بل المفاجآت القصوى .
فتلك المكالمه كانت
رهيبه ...
رهيبه بمعنى الكلمه
على مسامع ساره..
رهيبه بشكل لم تكن
تتخيله أو تصدقه
من صديقتها المقربة ..
أو تتوقعه ...