رواية جبران العشق الفصل الواحد والاربعون 41 بقلم دينا جمال


 رواية جبران العشق الفصل الواحد والاربعون 

تملمت ناعسة لا ترغب سوي في النوم بعد ما حدث بالأمس لم يزر النوم جفنيها سوي مؤخرا بعد طلوع الفجر بساعات ربما حين استطاعت النوم فتحت عينيها تتثأب ناعسة فركت مقلتيها ناعسة تنظر لساعة السقف المقابلة لها الثالثة عصرا !! نامت لفترة أطول مما ظنت ... قامت تنفض الغطاء عنها ترتدي خفها وقفت لتجلس من جديد لاح علي ثغرها ابتسامة صغيرة حين تذكرت ما مر بالأمس فقط
Flash back
- تتجوزيني
نطقها بنبرة هادئة اخترقت حواسها تدغدغها تتسلل الي نياط قلبها تجلس هناك تنبض مع الفؤاد ارتكبت اضطربت حدقتيها تنظر له مدهوشة تتزوجه من جديد لم يمر علي طلاقهم سوي عدة أيام همست مدهوشة :
-اتجوزك !!
اومأ لها بالإيجاب يبتسم تحركت مقلتيها علي قسمات وجهه حسن وسيم ربما لم تلاحظ ذلك قبلا لأنها اعتادت النظر له دون مشاعر ولكن تري ما تغير الآن نبضت المشاعر دق الوتين يضرب جدران القلب رافضا حكم العقل العاصي كادت أن توافق بملئ إرادتها هذه المرة إلا أن العقل انتفض من جديد يذكرها بالهدف الذين سعوا إليه علي جمر من نار ارتكبت أنفاسها تعود للخلف خطوتين حاولت إلا تنظر لعينيه عقلها يرفض الموافقة وقلبها يرفض الرفض تلعثمت تهمس مرتبكة :
- مش عارفة

اقترب منها من جديد أمسك ذراعيها بكفيه برفق رفعت وجهها له فابتسم يغمغم :
- أنا المرة دي عاوز اتجوزك برضاكِ يا أمل أنتي لسه في عدتي واقدر أردك دلوقتي لو عايز .. بس أنا مش هعمل كدة مش هجبرك تاني عشان ما اخسركيش تاني .. قولتي ايه يا أمل تتجوزيني

شعرت بقلبها يلكم صدرها بعنف يصيح فيها أن توافق في حين جلس العقل ينظر لما يحدث بفتور شديد لم تعرف ما تقول ترفض تماما أم توافق الآن ابتلعت لعابها تهمس مرتبكة :
- اديني فرصة أفكر

علي عكس ما توقعت تماما ابتسم يومأ بالإيجاب يردف :
- فكري زي ما تحبي هستني رأيك تصبحي علي خير

تحرك ليغادر لتهمس باسمه سريعا التفت لها حمحمت تردف مرتبكة :
- هتعمل ايه في الكلام اللي ماما قالته عنك

رفع كتفيه لأعلي قليلا يغمغم ببساطة :
-هلاقيلها حل ما تقلقيش دا أنا المعلم حسن يلا تصبحي علي خير
Back
ومن ثم رحل بعد أن عثي في قلبها فسادا ارهقه تنهدت بعمق تنفض عنها الغطاء قامت صوب شرفتها تفتحها علي مصراعيها لتراه يقف في ورشة جبران يمسك في يده( منشار كهربائي ) يفعل شيئا ما في باب الدولاب أمامه ابتسمت في حماس توجهت سريعا إلي المرحاض مرت في طريقها بصالة المنزل لتسمع صوت والدتها تنادي باسمها فلم ترد أكملت طريقها اغتسلت تبدل ثيايها لجلباب أسود وحجاب من اللون البني توجهت إلي زوج والدتها تقبل جبينه تحادثه مبتسمة :
- أنا نازلة افتح العربية يا بابا عاوز حاجة وأنا جاية
ابتسم لها بحنو ينفي برأسه يربت علي يدها بخفة لتتحرك لأسفل دون أن تنظر لوالدتها التفتت سيدة لصابر تردف حانقة :
- شايف البت ولا كأنها شيفاني
ابتسم ساخرا يشيح بوجهه بعيدا عنها هو الآخر لتنظر له متفاجئة يبدو أنهم جميعا اتفقوا ضدها
نزلت تتحرك كالمها خطوات رشيقة لا تقصد بها الغنج تحت نظراته إلي حيث وقف تفتح المبرد تخرج قطعة اللحم الكبيرة نظرت للجرح في يدها لتنظر إلي السكين وقطعة اللحم إن لامسته سيلتوث الجرح ما العمل الآن وقفت لدقيقة تقريبا تنظر للقطعة أمامها في حيرة إلي أن سمعت صوته جوارها :
- محتاجة مساعدة
رفعت وجهها ابتسم مرتبكة تومأ بالإيجاب ليقترب هو يمسك بالسكين الكبير يقطع قطعة اللحم الكبيرة إلي قطع صغيرة وهي تقف جواره تنظر لما يفعل تلمع عينيها بلا سبب تحركت عينيها حين سمعت صوت يردف من جوارها ضاحكا :
- الله المعلم حسن بنفسه بيقطع الكبدة لاء طالما كدة اعملي بقي ساندوتيشين من ايديك يا معلم

زفرت أمل حانقة تنظر لتلك السيدة العجوز الفضولية صديقة والدتها التي اشاعت تلك الإشاعة عن حسن نظرت نحمده لهما بخبث لتقترب من أمل تهمس لها بخبث :
- يعني الجدع اللي طول بعرض دا مالوش في الجواز اخس علي الرجالة

احتدت عيني أمل تعقد جبينها غاضبة لتبتعد عنها تحادثها محتدة :
- مين اللي قالك الكلام الفارغ دا ..

- أمك ، تشدقت بها نحمده في سخرية لتردف أمل في حدة:
- ما هو طبيعي أمي مش هتطلعني غلطانة يا ست نحمده ، أنا وحسن اتطلقنا بسبب إني حملت علي طول في أول شهر جواز وأنا ما كنتش عايزة اخلف دلوقتي غير بعد ما اخلص كلية فسقطت الجنين وهو عمره أسبوعين بس وبسبب كدة أنا وحسن اتطلقنا مش الهبل اللي بتحكوا فيه دا

شهقت نحمده بعنف تضرب بيدها علي صدرها تردف مدهوشة :
- يالهوي اومال ايه الكلام اللي قالته أمك دا

ابتسمت أمل في سخرية تاخد أحدي أوراق الجرائد تلف بها الارغفة تردف متهكمة :
- عايزاها تقولك ايه بالظبط بنتي غلطانة وسقطت نفسها وخربت بيتها السندوتشات يا ست نحمده والحساب المرة دي عندي اتفضلي الحقي فرشتك

اخذت نحمده منها لفة الطعام تحركت تغادر تحادث نفسها في الطريق :
- شوف الولية السو بتتهم الواد عشان تداري البلوة اللي بنتها عملتها لاء دا لازم كل الحتة تعرف ااه

التفت حسن لأمل ينظر لها متعجبا قطب جبينه يسألها مستنكرا :
- ليه قولتلك أنا هتصرف ليه تطلعي نفسك شخصية سيئة قدام ست زي دي

ابتسمت أمل في لامبلاة تردف ببساطة :
- ماما هي اللي طلعت الإشاعة دي يبقي لازم تتنفي من عندي أنا ودا اللي أنا عملته ما تكبرش الموضوع يا حسن ... شكرا أنك قطعت الكبدة والبصل والفلفل

ضحكت في نهاية كلامها لينظر لها للحظات دون حتي أن يبتسم فقط اومأ برأسه بالإيجاب تركها وغادر ، التفتت هي لتجلس علي المقعد الخاص بها لتجد الطبيب الموجود في الصيدلية أمامها يبتسم ابتسامة كبيرة بلهاء يحمل في يده حقيبة صغيرة اردف سريعا ما أن رأته :
- أنا جيت اغير علي جرح ايدك قولت اكيد هتنسي واديكي نسيتي اهو

رفعت وجهها تبحث عن حسن لتراه يقف عند الورشة عينيه مثبتة علي ذلك الطبيب الشاب تري في مقلتيه نظرة شر تتوعد لذلك الأحمق !!
___________________
تنهدت حانقة تشعر بصداع مؤلم ينخر ثنايا عقلها تشعر وكأنها غاضبة بلا سبب جسدها يؤلمها قليلا ربما تلك أعراض الحمل المزعوم الذي لا تعرف أن كان حقيقي أم لا تحركت بلا هدي في انحاء الشقة الفارغة الليل حط بأستاره وجبران لم يعد خرج صباحا وإلي الآن لم يعد وهي لم تعد تفهم شيئا علاقتها الغريبة بجبران اشبه براقصين يقتربان فجاءة ويتعانقان ثم يبتعدان ويلتف كل منهم حول نفسه بعيدا عن الآخر علاقة غريبة تعبت من محاولة فهمها ومن الصداع الذي ينهش رأسها بعنف تذكرت صباحا صديقتها أعطتها عقار مسكن قامت سريعا تبحث عنه إلي أن وجدته اخذت قرصا تبتلعه بالماء حين سمعت صوت المفتاح وصوته يغمغم في هدوء :
- مساء الخير
التفتت له تبتسم ابتسامة مرتعشة تمسك بشريط الاقراص في يدها اقترب منها يسألها قلقا :
- ايه اللي في ايدك دا أنتي بتاخدي ايه

أعطته الشريط ليقرأ اسم الدواء المكتوب عليه لتردف هي :
- دا مسكن عندي صداع رهيب هروح أعمل قهوة
تحركت للداخل ليرتمي هو علي الأريكة الكبيرة أخرج هاتفه يرسل رسالة إلي أحد الأرقام مضمونها جملة واحدة
( ما فيش جديد لحد دلوقتي ... بس الفرح قريب ما تنساش تحضر )
ارسلها ليحذفها من هاتفه رأي وتر تقترب منه تبدو أكثر انتعاشا من ذي قبل تبتسم في حبور جلست جواره تلتصق به ليرفع حاجبه في خبث يغمغم مبتسما في عبث :
- تؤتؤتؤ الزبادي كدة بيلعب بالنار

ضحكت عاليا تشعر بنشوة غريبة تسري في دمائها طاقة وحماس وسعادة مبالغ فيها لا تعرف لها سببا لفت ذراعيها حول عنقه ابتسمت تغمغم :
- الزبادي دخلت بنفسها جوا النار من زمان يا معلم جبران ياسواح

توسعت حدقتيه مدهوشا تحركت مقلتيه علي قسمات وجهها يشعر بشئ ما غريب بها ألم تكن تعاني من الصداع قبل دقائق فقط ماذا حدث الآن ازداد الأمر غرابة حين عانقته بقوة تمسح رأسها في صدره أمسك ذراعيها يحاول إبعادها عنه يغمغم مدهوشا :
- وتر أنتي كويسة ايه اللي أنتي بتعمليه دا
______________
علي صعيد آخر وقفت سيارة سفيان في المكان المعتاد عند بداية الحي نزل منها يختال الخطي يتوجه صوب منزل جبران وقف عند الطابق الثالث دق الباب وانتظر إلي أن فتحت له الجميلة ارتبكت روزا ما أن رأته في حين ابتسم هو حتي بانت نواجزه يغمغم خامسا :
- عندي ليكِ رسالة من صاحب الظل
زاد ارتباكها افسحت له المجال ليدخل أغلقت الباب خلفه سريعا التفت له تسأله بشراسة :
- وصاحب الظل يبعت الرسالة معاك أنت ليه ، المهم رسالة ايه يا سفيان باشا

ضحك سفيان عاليا في سخرية لتهب سريعا تضغ كفها علي فمه تهمس له غاضبة :
- بس بس انت جاي تفضحني اخلص يا سفيان قول اللي عندك واتفضل امشي

ابتسم سفيان في خبث ليطبع قبلة صغيرة علي باطن يدها الذي يلامس فمه نفضت يدها سريعا تنظر له غاضبة لتدفعه في صدره تمتم مشمئزة :
- أنت مقرف
هنا تحديدا تبدلت نظرات سفيان تماما أحمر وجهه غضبا أسودت عينيه كليلة عاصفة حالكة السواد قبض علي خصلات شعرها يقربها منه يهمس لها متوعدا :
- أنا هوريكي المقرف دا هيعمل فيكِ ايه

جرها بعنف إلي الداخل الي غرفة النوم لم يبحث عنها حتي كان يعرف طريق الغرفة وحده !! دفعها إلي الفراش يلقيها كخرقة بالية تتخلص يديه من سترته وقميصه بعنف . اتسعت عينيها شعرا ومشهد اغتصابها وهي ابنة السابعة عشر من المايسترو يعاد أمام عينيها تجمدت مكانها مذعورة في حين أصر هو علي أن يلقنها ثمن كلمتها غاليا أن يعاملها بالوضع الذي ارتضت أن تكن فيه عاهرة لم تصرخ لم تقاومه فقط تجمدت مذعورة كما تفعل دائما حين تكن بين احضان المايسترو اتسعت عينيها ذعرا تهمس له بهلع وهو يرتدي قميصه :
- ازاي أنت هو ازاي ؟!

التفت لها يغلق ازرار قميصه الأخيرة يردف ضاحكا :
- أنا مين يا روزا سفيان الدالي واحد بس ما ينفعش تشبيهيه بحد تاني المهم خليني اقولك الرسالة صاحب الظل بيقولك خليكي اللي قادرة علي التحدي والمواجهة وسيبي الفرح يا عروسة قبل ما تتزفي سلام

ورحل سمعت خطواته تغادر إلي أن وصل لباب الشقة فتحه وغادر يغلقه خلفه لتملم شتات ذاتها المبعثرة تضم قدميها لصدرها تحاوطهم بذراعيها تنظر للفراغ حاقدة كيف وصل بها الحال لهنا روزا لا تُهزم سفيان سيدفع الثمن ... المايسترو سيجعله يفعل ذلك ستهرب لتلف حبالها الشائكة حوله ستنهش جسده كما فعل هو قبل قليل لم يعد أحد يهتم لأمرها حتي صاحب الظل منسجم للغاية مع لعبته الجديدة عليها أن تعود للمايسترو حيث هو البداية دائما
_______________
تحرك سفيان لأعلي حيث منزل ابنته الحبيبة الغالية دق الباب عدة مرات ليرفع جبران رأسه عن الوسادة ينظر لوتر التي تبتسم جواره كالبلهاء قام من الفراش يلتقط قميصه يرتديه توجه إلي الخارج يفتح الباب ليبتسم في فتور يغمغم :
- اهلا سفيان باشا اتفضل ... وتررر سفيان باشا عندنا فوقي كدة

ضحك سفيان بخفة يدلف للداخل يغمغم :
- هي وتر نايمة ولا ايه أنا عارفها تعشق النوم

توجه إلي أحد المقاعد يجلس هناك يضع قدما فوق أخري ليتنهد جبران في نفسه حانقا كم يكره غرور حماه العزيز رسم ما يشبه ابتسامة علي ثغره يسأله :
- منورنا والله يا حمايا ، ايه سر الزيارة الليلية الغالية أوي دي

من جديد ضحك سفيان اعتدل بجزعه يستند بمرفقيه إلي فخذيه كاد أن يقول شيئا إلا أن وتر خرجت من الغرفة تصيح باسم والده بحماس اندفعت ناحيته ترتمي بين أحضانه ليضحك سفيان من جديد يربت علي خصلات شعرها برفق جلست علي المقعد المجاور له ليبدأ سفيان الحديث دون مقدمات :
- بصوا بقي أنا جايلكوا في كلمتين مالهمش تالت آخر الأسبوع هيتعمل حفلة تنكرية كبيرة عندي في الفيلا لكل رجال الأعمال في البلد وأنا بصراحة عايز بنتي وجوز بنتي يحضروا الحفلة ويقبلوا دعوتي انهم يقعدوا عندي الكام يوم دول قبل الحفلة قولت ايه يا معلم جبران

بان علي وجهه الرفض واضحا دون الحاجة إلي تفسير ليتنهد سفيان يآسا ينظر لوتر بخيبة أمل يردف :
- وتر قومي يا حبيبتي اعملي لي فنجان قهوة
اومأت دون كلام تتحرك للداخل ليقوم سفيان من مكانه يتحرك صوب جبران جلس جواره يتنهد بعمق يهمس له بنبرة ثقيلة حزينة :
- جبران أنت دلوقتي جوز بنتي وأنا حقيقي مش فاهم ايه سر رفضك أنك تيجي إنت ووتر عندي ... جبران أنا عيشت سنين طويلة أنا ووتر لوحدنا أنا متعلق بيها وهي متعلقة بيها مش سهل إني الاقيها متجوزة فجاءة دون علمي أرجوك يا ابني أنا نفسي أحس أن بنتي لسه في حضني أنا كل يوم بدخل اوضتها وابكي وأنا راجل كبير ما ينفعش ... كام يوم بس يا جبران أجبر فيهم بخاطري دا أنت حتي اسمك جبران يا جدع قولت ايه

زفر جبران أنفاسه بعنف يريد الرفض ولكن كيف يفعل والرجل يتوسل له حرفيا اومأ بالإيجاب علي مضض لتتسع ابتسامة سفيان هب يصيح سعيدا :
- بجد موافق أنا حقيقي مش عارف اشكرك ازاي .... وتررر سيبي اللي في ايدك وتعالي هاتي هدومكوا يلا هتيجوا معايا دلوقتي يلا يا وتر

زفر أنفاسه حانقا للمرة الالف وهو يقف عند ورشته ينتظر نزولها بصحبة والدها التفت جواره ينظر لحسن رفع يده ربت علي كتفه يوصيه :
- ما تنساش اللي قولتلك عليه المنطقة في رقبتك علي ما ارجع وابقي شوف عمر وضبط معاه اللي قولتهولك
اومأ حسن بالإيجاب يطمئنه أن كل شئ يسير وفق ما يريدونه دون أخطاء إلي الآن
نزلت وتر بصحبة والدها ليتحرك جبران إليهم تحرك ليجلس علي المقاعد المجاور لسفيان حين امسكت وتر بذراعه التفت لها ليري وجهها شاحب مجهد تختلف تماما عن تلك التي كانت تضج سعادة قبل ساعات قليلة تحركت شفتيها تهمس بصوت ضعيف :
- جبران معلش اقعد جنبي أنا تعبانة اوي وحاسة اني هيغمي عليا من التعب
اومأ لها قلقا يجلس علي الأريكة جوارها لتضع رأسها علي صدره تغمض عينيها أدار سفيان محرك السيارة ينطلق بها نظر لابنته من خلال مرآة السيارة الامامية يحدثها قلقا:
- أنتي تعبانة ولا ايه يا وتر

نفت برأسها دون كلام ليتولي جبران دفة الحديث يردف في هدوء :
- احنا نسينا نقولك وتر حامل

هنا بانت الصدمة علي وجه سفيان أصفر وجهه ليتوقف فجاءة بالسيارة حامل لا يجب أن تكون ابنته تحمل طفلا والآن تحديدا بعد أن اقترب من الوصول لهدفه عليه أن يتصرف يجب أن يموت ذلك الجنين قبل نهاية هذا الأسبوع حاول رسم ابتسامة علي ثغره يغمغم مبتهجا :
- بجد والله ودا خبر تخبوه عليا بردوا مبروك يا اولاد ألف فكرة عقبال ما يوصل حفيد سفيان الدالي بالسلامة هيتعمله أكبر حفلة سبوع في مصر كلها
ابتسمت وتر في شحوب في حين تركزت نظرات جبران مع عيني سفيان يحاول قراءة تلك الصدمة التي ارتسمت علي وجهه قبل قليل
مرت ساعة قبل أن يصلوا إلي البيت الذي تعرفه وتر وتحفظه عن ظهر قلب ابتسمت كطفلة صغيرة اشتاقت لبيتها بعد سفر طويل تعود في حين تأمل جبران المكان كله كل شبر هنا لا يدل سوي علي الثراء الفاحش حديقة تقارب وحدها حجم الحي الذي يعيشون فيه وبين فخم ربما رآه علي التلفاز فقط اجفل علي جملة سفيان الذي قالها مغترا بذاته :
- تعرف يا جبران كتير مخرجين عرضوا عليا يأجروا مني القصر عشان يصوروا فيه مقابل مبالغ جبارة وأنا دايما برفض أنا القصر بتاعي ما ينفعش يتبهدل ولو عشان كنوز الدنيا

ابتسمت جبران ساخرا وتر دائما تخبره أنه شخص نرجسي يحب ذاته الا تري والدها؟!!
نزلت وتر سريعا تشعر بالسعادة علي الرغم من شعورها بالوهن المؤلم التفت حول نفسها في باحة القصر الفاخرة تردف سعيدة :
- أخيرا البيت القصر حقيقي كان واحشني أوي أوي

ابتسم سفيان في حبور اقترب من جبران يلف ذراعه حول كتفيه يوجه حديثه لابنته :
- طب يا برنسس وتر ممكن تطلعي أوضتك ترتاحي وأنا هتكلم مع جوزك كلمتين ويطلعلك

تنهد جبران حانقا بصوت مسموع ينظر لساعة الحائط أمامهم يضيق حدقيته يطالعهاعن كثب هل هي مرصعة بالألماس أم أنه يتوهم لا يهم المهم أنها تجاوزت الثانية عشر ليلا ماذا يريد منه الآن ... تحرك معه مجبرا إلي باب مكتب كبير مغلق ليعلق جبران ساخرا :
-أنا عارف أنا الابواب دي بتيجي في التلفزيون بتاعت سهير الغيلي كل مواعيدي واحجزيلي أول طيارة طالعة لندن

ضحك سفيان عاليا يفتح باب المكتب يشير لجبران أن يتقدمه ففعل دخل سفيان خلفه يغلق عليهما الباب التفت جبران له يرفع حاجبه الأيسر يغمغم ساخرا :
- ايه يا حمايا اوعي تكون ولعت اللمبة الحمرا أنا جوزك بنتك خد بالك ها

ومن جديد انفجر سفيان في الضحك صدم جبران علي ذراعه بخفة يغمغم من بين ضحكاته :
- مش ممكن يا جبران أنت فظيع ... اقعد اقعد

جلس علي أريكة من الجلد الأسود ليجلس سفيان علي مقعد أمامه بينهما طاولة صغيرة تنهد سفيان بعمق يردف في هدوء :
- بص يا جبران أنا اترددت كتير عشان اقولك الكلام دا بس خلاص الورق كله لازم يتكشف جبران أنا عارف أنك تاجر حشيش وما تحاولش تنكر الحكومة نفسها بس بتحاول تلاقي دليل ضدك

ابتسم جبران في سخرية ليكمل سفيان سريعا :
- صدقني أنا مش بحاول اوقعك في الكلام بالعكس أنا محتاجلك أنا عارف كل حاجة عنك يا جبران من يوم ميلادك وصدقني إنت أنسب شخص تدير معايا امبراطورية الدالي

قام سفيان من مكانه متوجها صوب جبران وقف أمامه يمد يده يصافحه يغمغم مبتسما :
- أحب أعرفك بنفسي يا جوز بنتي ... سفيان الدالي أكبر تاجر مخدرات في مصر وحاكم السوق السودا في 12 بلد عربي بما فيهم مصر

توسعت عيني جبران في ذهول ليهب واقفا يعجز لسانه عن نطق حرف واحد ليبتسم سفيان يربت علي كتفه :
-ما تتخضش كدة اومال أنت فاكر الإمبراطورية والقصر والملايين دي كلها جت ازاي ... أنا وأنت زي بعض يا جبران بس الفرق أنت بتشتغل علي الضيق نقطة في محيط احنا الحيتان بتوعه .... نقطة محظوظة بأنه جوز بنتي وأنا عايز اكبره ويبقي دراعي اليمين صدقني أنا وأنت زي بعض بطل تاكل الفتات عشان أنت فايتك حلويات كتير أوي قولت ايه

ضيق جبران عينيه ينظر للواقف امامه بحذر منه يردف :
- ومش خايف لاروح أبلغ عنك

ضحك سفيان ذلك الرجل يعشق الضحك تعالت ضحكاته بعنف تدوي في المكان بصعوبة توقف عن الضحك يغمغم بازدراء :
-روح بلغ حبيبي أنا اقدر اقتلك قبل ما تتحرك خطوة واحدة من هنا وتبان قضاء وقدر وبعدين فين دليلك مجرد كلام اثبته بقي ما تعملش ناصح يا جبران هي كلمة واحدة اللي عايز أسمعها آه معايا ولا لاء مش معايا

لدقائق طويلة وقف جيران شارد عينيه تتخبط في فراغ الغرفة ينظر للواقف أمامه يتذكر وتر والوعد الذي قطعه أن يبتعد عن ما هو فيه ليجد نفسه الآن علي وشك أن ينغمش في شئ أكبر أكثر قتامة تحرك صوب وقف علي بعد خطوة واحدة منه مد كف يده يغمغم في هدوء:
-جبران رزق السواح أكبر تاجر حشيش قي منطقة ****** .... موافق معاك يا سفيان باشا !!
_______________
جبران هتعرف تبعد عن القرف دا عشان خاطر وتر
جبران : شوف هبهرك
تعليقات



×