رواية أخباءت حبه الفصل التاسع والثلاثون
كانت بالفعل صدمه قاسية
على رأس ساره وهى تستمع
إلى محمود زوجها الذى
يعترف بكل برود بأنه يعلم
بوجود الشخص الثالث
عادل...
تقترب ساره لتصبح على بعد
خطوة واحده منه وهى
تضع يديها على خصرها
قائله فى ذهول :
كنت تعرف وتعلم بأن هناك
شخص ثالث يجلس معكم
بينك وبين (منى) ..!
هز محمود رأسه إيجابيًا
: نعم ...
تضرب ساره كفيها ببعضهما
وهى تقول فى تعجب :
كيف ...!
أنا غير مصدقه أو مقتنعه
بما تقوله .. !
كيف قبلت هذا على نفسك...!!
لماذا أنكرت ولم تصدق
دومًا حديثى
حينما أقسمت لك على
ذلك...
ساد الصمت وهو لا يجيب
ليزيدها غضبًا لتعود تسأله
فى عنف : تكلم...
أجبنى..
محمود بهدوء :
هل تسمحى لى أن ألقى
أنا سؤالى أولًا...
عقدت ساره حاجبيها فى
حيره من أمره ثم قالت
فى سخط : تكلم ..
أقصد ماذا تريد أن تسأل..؟
محمود بصوت خافت :
من يكون عادل هذا الذى
تدعى وجوده
مع (منى) ..؟
تتراجع ساره في صدمه
جديده وهى تردد :
أدعى وجوده...!!
محمود بكل ثقه :
من فضلك أجيبى سؤالي..
من عادل هذا ...؟
مطت ساره شفتيها :
بكل تأكيد عشيقها...
شريكها فى عملية النصب
محمود بلهجه حاده :
أريد الدليل على صدق
إتهامك...
أريد دليل واحد يثبت أنه
عشيقها ..
لم تستطع ساره أن تجيبه...
لقد شعرت بالفعل أنها
عاجزه ..
عن الرد ...
ليبتسم إبتسامه باهته
قائلاً : لماذا هذا الصمت ..!!
ساره فى غضب :
إذن من يكون فى رأيك
انت..!!
رجل ثالث يجلس بين
إثنين من المفترض أنهم
عاشقين..
بل أصبحوا متزوجين...
رجل بينهم يستغل
عجزك عن الرؤيه ...
وتخفيه هى عنك ..
وتكذب...
ينفى محمود برأسه
كلماتك غير مقنعه...
بل إجابه غير واضحه ...
ساره فى حنقه تمسح
بأصابعها خديها :
لم تجيبنى أنت بعد ..
كيف علمت بوجود عادل
بينكم. ..؟
وكيف قبلت هذا على
نفسك...؟
من فضلك أريد الإجابه
عن تلك الأسئله ..
محمود فى هدوء شديد :
أنا لا أؤمن أو أصدق
بوجود هذا الشخص
الذى أطلقت عليه اسم
عادل ...
تتراجع ساره في صدمه
جديده من حديثه
وهو يكمل :
كل ما أردت إثباته هو أنك
تتهمين (منى) دون دليل ..
بوجود رجل ثالث عاشق
لها ...
إتهام باطل..
وظلم..
يدل فقط على الغيره
والحقد لها ..
ساره فى قمة الغضب :
أنت شخص مريض ..
ومريب...
وغامض...
لم أكن أتخيل ذلك ...
أنا الآن أصبحت مقتنعه
بأنك تعلم وتدرك بوجود
عادل ...
ولكن تخشي أن أفضح
أمرك...
تقبل أن تخونك المرأة
التى تحبها من
أجل ماذا...!!
هل تخشي أن تبتعد عنك ...!!
أقصد هل تعلم أنها خائنه
وتقبل ذلك ..
وتخشي مواجهتها حتى لا
تثير غضبها فتقوم بإنهاء
علاقتها معك...
تخشي فراقها ...
وتقبل خيانتها...
ثم عادت تنفض عن رأسها
: لقد أصبت عقلى بالخلل...
والعجز عن فهمك...
يبتسم محمود ببرود
شديد :
أنت فتاة ساذجه..
ومتسرعه...
ولن تفهمى شىء ..
ربما أكون أعمى العين
لكنى لست غبى مثلك ..
ساره فى حيره شديده :
كلماتك غير مفهومه ..
انك تخفى شيئًا ما ..
يعود لإبتسامته البارده دون
أن بجيبها ..
لكنها شعرت لأول مره بأن
محمود وراءه سر...
أو مجموعة أسرار...
لا تستطيع فهمها....
*****
تهبط ساره عبر ادراج سلم
ضيق...مظلم..
تهبط ولا تعلم إلى أى شىء
ستصل فى نهايته ..
الحوائط لازجه...
تتعرقل ..
تسقط فى عنف...وألم...
جرذان تعبر فوق رأسها
وجسدها ...
تصرخ بقوة ..
تحاول النهوض...
إمرأة عجوز تظهر فجأة عبر
الأضواء الزرقاء الخافته ..
تمسك بيديها عصا خشبيه
تستند عليها...
تنهال ضربًا فوق جسدها ..
الجرذان تعض فيها ..
تستقيظ ساره ...
تلتقط أنفاسها المتلاحقة
والسريعه ...
تشعر بالظمأ الشديد...
تعتدل من فراشها ...
تخرج من حجرتها المغلقه..
فجأة تستمع إلى أصوات
تأت من حجرة زوجها
محمود ..
همهمات...
الساعه تتجاوز الثالثه
صباحًا...
تخطو ببطء وحذر ..
هناك أحد يضحك داخل
الحجره مع محمود زوجها ..
لكنها لا تستطيع تفسير
ماهيته ...
هناك حديث يدور بين
شخصين...
أو أكثر...
تبتلع ريقها فى خوف...
وتلامس مقبض الباب
فى تردد ..
وتفتح بسرعه وتدفع الباب
وتخطو نحو داخل الحجره ...
لتتراجع فى ذهول ...
وصدمه جديده ...
فما كانت تراه داخل حجرة
زوجها هذه المره
لا يصدق ..
لا يصدق تمامًا...
الفصل الاربعون من هنا