رواية أخباءت حبه الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم محمد ابو النجا


 رواية أخباءت حبه الفصل الثامن والثلاثون 

جلست ساره بحجمها الصغير
تختبىء وتراقب فى صمت 
وحذر ما يحدث...
لقد كانو ثلاثه من أبناء 
عم عبد الرحمن..
يضحكون فيما بينهم 
بصوت مرتفع ...
أشار أحدهم وهو يشعل 
سيجارة رغم صغر سنه
: افتح الباب 
يقترب بدين الجسد وهو 
يقوم  بفتح باب المخزن 
الخشبى.. 
فجأة..
هوت بقوة غاشمه 
تلك العصا الحديديه
التى دفعتها ساره من
 أسفل الباب إلى
 عبد الرحمن..
هوت كالقنبله فوق
 أصابع ذلك البدين ...
الذى صرخ بقوة وهو يتراجع 
فى ألم شديد ...
يضرب بأقدامه الأرض...
وقبل أن يحاول الثلاثه إدراك 
ما يحدث كان عبد الرحمن
يندفع بوجه غاصب ..
وملامح يكسوها شىء 
واحد فقط ..
الإنتقام ...
وبسرعه يضرب ضربته 
الثانيه والمباغته كتف 
الثانى ..
الذى تراجع هو الآخر فى 
صدمه وهو يمسك كتفه ..
لينقض الثالث يمسك بمعصم 
عبد الرحمن يحاول منعه 
من إستخدام تلك العصا
التى ستقضى عليهم...
ليركله بقوة عبد الرحمن بين
قدميه فيجبره على التراجع
هو الآخر والعصى تهوى 
على رأسه ...
فتسقطه أرضًا..
والدماء تنفجر منها...
ليصيب قلوبهم الذعر...
إنه ليس ذلك الفتى الذى 
أبرحوه ضربًا بالأمس...
إنه وحش مفترس ..
أصاب قلب ساره نفسها
بالرعب...
لقد كان عبد الرحمن ينهال
بكل عنف وقسوة فوق
أجسادهم ...
حتى أن الفرار أصبح عسير..
وصعب...
ولم يستطيعوا إدراكه ...
حتى صمتت أجسادهم 
ارضًا بلا حركه ...
هنا ألتفت عبد الرحمن بوجهه
ناحية ساره ...
التى أتسعت عيناها فى فزع ..
وفرت مسرعه تهرب...
لا تعلم لماذا ...!
لكنها كانت خائفه...
تسبق أقدمها الريح...
وقلبها يخفق بكل قوة ..
وكل هلع...

*****
الوقت الحاضر...
تنتهى ساره من قصتها 
أمام رحاب التى لم
 تقاطعها منذ أول كلمه ...
وكأنها كانت مستمتعه 
بقصتها.. 
ساره في تعجب :
لقد انتهيت من حديثى...
ما رأيك...؟
هزت رحاب رأسها وهى 
تقول فى حيره :
هل يعنى ذلك أن ذلك الفتى
الصغير الذى ساعدتيه يومًا
منذ زمن بعيد هو ذلك الضخم
الذى ظهر فى حياتك فى 
الفترة الأخيرة. .!!
 تغمغم ساره : ربما...
فأنا لست أتذكر الملامح
 جيدًا...
وبالطبع قد اختلفت ...
وتغيرت بمرور  الزمن...
وتلك الندبه التي تشق
 وجهه لم تكن هناك...
ثم تشيح بيديها : 
لست أعلم.....
 أنني عاجزه عن التفكير ...
ولكن ...
نفس الإسم ...
هو عبد الرحمن...
وهو الشخص الوحيد الذي
 قابلته في حياتي منذ 
سنوات طويله ويطابق 
الاسم ....
و بالفعل قدمة له مساعدتى...
هل هذا كفيل بأن يتذكرني
 طوال تلك السنوات...!
أو أن يدعوني بحبيبته...
بأى حب يقصد ...!!
أو أن يأتي إلى شقتي...!
أو يتبعني...!!
ولماذا ظهر فجأه بعد كل تلك
 السنوات...!
لقد عجز عقلي عن تفسير 
أى شيء...
رفعت رحاب حاجبها الأيمن 
ثم قالت : إنه بدون شك
شيء محير بالفعل ...
محير الى اقصى حد...
ولكني أعتقد بأنه هو نفس 
الشخص الذى ساعدتيه 
عبد الرحمن ...
وأنت صغيره ....
ليس هناك غيره ...
كلامك وحديثك يدل على
 ذلك ...
وربما تلك الندبه التي تشق 
وجهه حدثت له بسبب حادثه
ما وقعت له بعد ذلك....
ساره في قلق :
 ولكن ماذا يريد مني..؟
لقد أصبحت خائفه أكثر 
مما كنت عليه... 
رحاب : ما يثير حيرتي بشده
 هو وجود أبيك معه داخل 
سياره..!!
ما سر العلاقه بينهم ...!!
وهل أبيك يعلم بما يفعله
 معك..!!
تعقد ساره ساعديها أمام
صدرها ثم قالت : 
أمازلت مٌصره على أنه أبي ...؟
رحاب بصوت قوي وبسرعه 
: نعم ...
 بالفعل هو...
 وأنا متأكده من ذلك ...
وليس لدي ذره شك ..
عادت ساره تغير مسار الحديث
فجأة وهي تسألها قائله :
هل من أخبار عن كريم...؟
ألم يرسل الصور بعد ...؟
لقد أخذ وقت كبير فى 
التفكير...!!
ترتبك رحاب وهي تقول 
في تعلثم : لا ...
لم يرسل شىء ...
أنني لم ارآه منذ يومها ...
ولم يتصل منذ أن أخبرتك ...
ساره في دهشه : 
شىء غريب....
هل هو خائف ..!!
أم ماذا يدور في رأسه ..!!
ترفع رحاب كتفيها تشير 
إلى دهشتها وهي تقول :
 لست أعرف ....
تتنهد ساره وهي تقول :
 لقد تأخرت ....
سوف أرحل ...
وسأعاود الإتصال بك فى 
أقرب وقت...
وبدأت ساره تتحرك مبتعده
تغادر المستشفى..
وتتبعها رحاب بعينيها ...
وهي تعيد وتتذكر  أكثر
من مره أحداث تلك القصه
 التي سمعتها قبل قليل بصوت
ساره ...
وتسأل نفسها هل هو بالفعل
 عبد الرحمن ذلك الصبي
 الصغير ...؟
أم من يكون...!!
وكانت بالفعل فى قمة 
الحيره من إجابة هذا السؤال...

*****
(تأخرت كثيرًا خارج البيت)
نطق محمود جملته وهو 
يستمع إلى صوت فتح باب
الشقه وساره قد دلفت وجلست 
على مقعد قريب..
تقول فى سخريه : 
وهل غير غيابى شىء 
فى حياتك ...
أم أنك قد اشتقت إلى توبيخ 
خادمتك المطيعه ..
محمود : أننى كنت جائع 
ولم استطع .. أن..
تقاطعه ساره : لقد أعددت لك
الطعام فوق السفره ..
وأخبرت بذلك ...
وعلى كل حال سأعد لك 
طعام جديد بعد أن..
يقاطعها محمود بلهجه حاده
: لم أعد جائع..
ساره في سخط : 
إذن ماذا تريد منى ..!!
ينفى محمود بيده : 
لا شىء...
على كل حال (منى) قادمه
 فى الطريق ..
وسأخرج معها ..
لقد أتفقنا..
وسأتناول طعام آخر من 
يديها ..
تطلق ساره زفره حاره 
وهى تقول وقد نفذ صبرها
: أفعل ما تشاء ..
أفعل ما يحلو لك ..
ولا تنسي أن تسأل عادل
هل طعام (منى) أعجبه 
هو الآخر أم لا. ..؟
بالتأكيد سيكون رأيه مهم 
بالنسبه إلى (منى) ..
رأى زوجها الجديد ...
وعشيقها ..
محمود في غضب : 
أنا لا أسمح لك بالتحدث عنها
بمثل تلك الطريقه ...
ساره فى حنقه : حسنًا ...
نكتفى بالحديث عند هذا ..
مدمت لا تتحمل سماع 
الحقيقه ..
ولكنى قريبًا..
قريبًا جدًا سأثبت لك صدق
حديثى..
بأن هناك شخص ثالث بينك
وبين حبيبتك المخلصه ..
شخص ثالث يدعى عادل..
ربما ..
( أنا أعلم بوجوده )
فجأة نطق محمود جملته 
بصوت قوى 
وهو يقاطع حديث ساره 
التى تراجعت فى ذهول
حاد ...
وهى تكاد تصرخ : ماذا..!!
تعلم بوجوده ...!!
بوجود عادل ...!!
الشخص الثالث بينكم ..!!
أومأ محمود برأسه : 
نعم...
أعلم بوجوده ..
واتسعت أعين ساره 
فى قمة الصدمه ..
فما كان يقوله محمود 
زوجها مفاجأة صادمه ...
مفاجأة صادمه 
إلى الحد تكاد تصرخ منه...
تصرخ بكل جنون...

تعليقات



×