رواية جبران العشق الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم دينا جمال


 رواية جبران العشق الفصل السادس والثلاثون 

رحل وتركها تجلس علي الأريكة في صالة منزلهم تنظر للفراغ الذي يماثل روحها ضياعا لا تجد ما تُسكن به ذلك الألم البشع الذي يغزو خلاياها المشهد لا يختفي من أمام عينيها الشاب وهو يرتجف يتوسله لأجل ذلك السم ونظرة عينيه القاسية ابتسامته الخبيثة كلماته التي لاتزال تطرق عقلها بعنف لم تطلب منه إن يكن البطل الخارق ويصلح العالم ولكن علي الأقل لا يفسده بيديه كيف يمكن أن تكون يديه بذلك الحنو حين يضمها إليه هي نفس اليد التي تدفع السم لمثل ذلك الشاب المسكين
انحدرت دموعها عقلها مشوش لا تعرف ما عليها أن تفعل تتركه تصر علي موقفها وتطلب الطلاق شئ داخلها يؤلمها مع تلك الكلمات مجرد فكرة أنها ستخرجه من حياتها تؤلمها أحبته ولا تنكر إذا هو ربح الرهان توسعت عينيها حينها تتذكر كلمات التحدي الذي وعدها بها 
« تعالي نتجوز يا وتر من باب التغير اعتبريه تحدي أنا أعرف أنك بتحبي التحديات أوي يا تثبتي أني غلطان وإنك فعلا ما حبتنيش وساعتها بكامل ارادتي واقسملك هروح اسلم نفسي واعترف بكل جرايمي ، يا اثبتلك أنك حبتيني وساعتها بردوا مستعد اسيب كل حاجة ونبدأ مع بعض صفحة جديدة »

ربح التحدي وستلزمه بكلمته ستخبره انها أحبته ستطلب منه إن يفي بكلمته ألم يتفاخر أمامها مرارا وتكرارا أن كلمته عهد لا يخلفه أبدا ارتسمت ابتسامة أمل واسعة علي ثغرها جبران شخصية نرجسية لا ترضخ بالعناد أبدا لذلك عليها أن تشعره بأنه هو من انتصر لينفذ لها ما تريد ، قامت سريعا عليها أن تتجهز قبل ان يأتي ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن دق هاتفها نظرت للمتصل لتجد اسم أمل يُضئ الشاشة ، فتحت الخط سريعا تضع الهاتف علي اذنها تغمغم متلهفة :
- ألو يا أمل أنتي كويسة يا حبيبتي، جبران قالي انكوا بخير بس محتاجين راحة عشان كدة ما رضتش اتصل بيكي أمل ردي عليا ساكتة ليه

صمتت وتر قطبت جبينها ترهف السمع ليصل صوت بكاء أمل وشهقاتها إليها وجملة ممزقة بالكاد سمعتها :
- أنا محتاجاكي يا وتر ارجوكي تعالي

غمغم سريعا دون تردد :
- أنا جيالك حالا خمس دقايق وهبقي قدامك

أغلقت معها الخط لتقع عينيها علي ساعة الحائط لاتزال العاشرة الوقت لم يتأخر لحد كبير توجهت سريعا إلي غرفتها بدلت ثيايها
إلي فستان طويل مغلق عليه إلا يغضب في ذلك الوقت تحديدا إلي أن تحقق ما تريد وليكن للحديث بقية بعد ذلك 
أخذت طريقها لأسفل ما أن خرجت من مدخل العمارة وقعت عينيها علي جبران يقف عند ورشته يمسك منشار كبيرة يجز بعض الأجزاء الزائدة من باب كبير أمامه رفع رأسه يمسح جبينه بكفه لتقع عينيه عليها احتدت نظراته ليلقي المنشار من يده توجه ناحيتها أمسك بيدها يعود بها إلي المدخل وقف أمامها يهمس محتدا :
 أنتي رايحة فين وازاي تنزلي في الوقت دا ومن غير اذني يا بنت الذوات

تنهدت بعمق تحاول الا تصرخ في وجهه هي الأخري رسمت ابتسامة بسيطة تربت علي يده بخفة تغمغم برقة:
- رايحة عند أمل يا جبران كلمتني وهي منهارة من العياط وطلبت مني إني ارحولها ضروري ممكن أروح؟

قطب جبينه ينظر لها متعجبا منذ متي وهي تأخذ الإذن بذلك اللطف إلي ما تخطط وتر تحديدا تنهد يزفر أنفاسه بحدة يومأ لها لتشكره بابتسامة واسعة تحركت لخارج المدخل التفتت له قبل أن تخرج تحادثه مبتسمة :
- لما أرجع من عند أمل في موضوع مهم عايزة اتكلم معاك فيه

وأعطته ابتسامة لطيفة وغادرت ليقف مندهشا ينظر لها وهي تتوجه للعمارة القريبة منهم يتسأل في نفسه مدهوشا ما بها وتر ألم تكن في الإنفصال عنه قبل نصف ساعة فقط ضرب كفا فوق آخر اخذ طريقه عائدا للورشة يغمغم مع نفسه ساخرا :
- علي رأي اللي قال مستهون بالستات يا اخويا دولا مجانين 

علي صعيد آخر أخذت وتر طريقها سريعا لشقة أمل دقت الباب سريعا عدة مرات ليُفتح بعد لحظات ارتمت أمل بين أحضان وتر تبكي ما إن رأتها تحركت وتر بها لداخل الشقة تغلق الباب جلست جوارها علي الأريكة في الصالة تحاول أن تفهم ما حدث ولكن أمل لا تتوقف عن البكاء أبدا بعد ربع ساعة تحديدا هدأت عما كانت عليه أبعدتها وتر عن أحضانها تحادثها قلقة :
- في اي يا أمل فهميني مالك وحصل ايه وكنتوا فين ، جبران مارضيش يقولي حاجة خالص ... اهدي وفهميني

رفعت أمل يديها تمسح الدموع عن وجهها بعنف تحاول أن تهدئ ولو لدقائق تتنفس بعنف مرة بعد أخري نظرت لوتر تقبض علي كف يدها تغمغم بقهر :
- هقولك 
وبدأت تقص لها ما حدث منذ الأمس القريب وتر تتابع بأعين مذهولة ما تسمع ودموع أمل لا تتوقف انهت كلامها بشهقة بكاء عنيفة تلتها صوتها المبحوح :
- حسن اتكسر قدامي يا وتر ...وطي تحت رجلين أبوه عشان يرحمني من رجالته لسه فاكرة نظرة عينيه لما كنا في أوضته كان عتمل زي الطفل الصغير المرعوب .. أنا ما كنتش مصدقة جبران عن اللي قاله عن أبوه بس شوفت بعيني شوفت هو قد ايه شخص بشع مريض 

مدت وتر يدها تربت علي كتف أمل برفق تحاول تهدئتها قليلا لم تستطع وتر أن تُخفي سؤالها الملح :
- أنا عارفة أنه مش وقته بس أنا عندي سؤال أنتي حبيتي حسن يا أمل ولا لاء 

تجمدت أمل للحظات تنظر لوتر أغمضت عينيها تحرك رأسها بالنفي انسابت دموعها من خلف عينيها المغلقة تغمغم بغصة مؤلمة :
- حسن بني آدم كويس جدا عكس ما هو مبين للناس بس أنا ما قدرتش أحبه كل ما احاول اعاند واقول استسلم وأحبه افتكر اللي عمله وأنه اتجوزني غصب عني فاحس بالنفور من ناحيته وإني حتي مش عايزة أشوفه ... عشان كدة أحسن ليا وليه اننا اتطلقنا كدة أحسن ، يمكن بعد كدة ادي لنفسي فرصة أحبه 

ابتسمت وتر تربت علي يدها تومأ لها بالإيجاب كأنها تخبرها أن ما تفكر فيه الآن هو الصواب عادت أمل تحادث وتر بنبرة راجية حزينة :
- ممكن تباتي معايا النهاردة يا وتر أنا مش عايزة اكلم ماما هتفضل تفتح في الموضوع عشان تعرف اللي حصل وهتقلبها مندبة وأنا ما عنديش طاقة لكل دا 

كم أرادت داخلها أن ترفض لديها محددة لليوم ولكنها لم تقدر علي ذلك ابتسمت لها تحرك رأسها بالإيجاب التقطت هاتفها تغمغم :
- حاضر يا حبيبتي هكلم جبران بس الأول اقوله !!
________________
سيجن عقله علي وشك الإنفجار بحث عنها في كل مكان حتي في ذلك النفق الذي اخبرتهم به تلك الطبيبة لا أثر لها لم يجد سوي دبوس شعرها ملقي في النفق تحت الأرض خرج منه علي فضاء واسع ناحية مصنع مهجور بحث فيه شبر بشبر ولم يجد أي شئ لا أثر لها ، هل ذلك هو عقابه لأنه رفض مساعدة حسن وزوجته ، كاد أن يصدم رأسه في حائط غرفة مكتبه حين انفتح الباب ودخل خالد ومن بعده زيدان توجه ناحية صديقه يحاول التخفيف عنه :
- اهدي يا زياد هنلاقيها والله احنا مش ساكتين في أقرب وقت هنلاقيها

نظر زياد إلي صديقه عينيه زائغة وجهه شاحب شعره مبعثر منظره مذري للغاية صاح منفعلا :
- هنلاقيها فين وامتي وعلي ما نلاقيها هيكون عمل فيها ايه دا مريض ومجنون اللي عمله فيها مش شوية دا ممكن يقتلها ، أنا اللي غلطان ما كنش لازم ابعدها عني أبدا 

ترك المكتب وخرج يهرول من المكان بأكمله تنهد زيدان حزينا ينظر ناحية خالد يحادثه قلقا :
- والعمل يا خالي زياد عنده حق دا ممكن فعلا يقتلها 

حرك خالد رأسه بالنفي يحاول تحليل ما حدث يردف في ترو :
- لاء لو كان عايز يقتلها كان ضربها رصاصة وسابها مرمية في المخزن عشان زياد يلاقيها جثة ، خصوصا أنه أكيد عارف صلة القرابة بينها وبين زياد .. هو في الأغلب خاطفها يا اما عشان يساوم زياد بيها يا اما في غاية تانية في نفسه هو الوحيد الأدري بيها !!

هناك عند زياد اخذ سيارته ينطلق بها إلي مقابر العائلة عينيه حمراء تزرف الدموع جسده يرتجف خوفا وغضبا يتخيل الكثير من المشاهد البشعة التي يمكن أن تكون تحدث لها الآن يشعر بتلك العضلة التي تنبض تتمزق من الألم اوقف السيارة أمام سور المقابر من الخارج نزل منها سريعا يتحرك بخطي سريعة متلهفة الي قبر عائلتهم حيث يمكث أسفل التراب أبويه وشقيقه الكبير الذي كان بمثابة والده .. جلس علي ركبتيه أمام القبر وبكي  انهمرت دموعه بعنف يتمتم بحرقة :
- أنا خايف يا بابا ، مرعوب يا مراد .. أنا مش قوي ومغامر زيك يا مراد أنا طول عمري كنت بستخبي ورا ضهرك لحد ما سبتني وبعدت قولتلي هتبقي جنبي دايما وبعدت هربت .. أنا مش لاقيها يا مراد مش عارف هو بيعمل فيها ايه دلوقتي يا ريتك كنت موجود أنا محتاج ايدك اتسند عليها يا بابا أنا خايف ... خايف أوي
تسارعت الدموع من عينيه بحرقة ليخفي وجهه بين كفيه يشعر بالعجز لا شعور غيره يسيطر عليه !!
_________________
منتصف الليل صوت الساعة الكبيرة في الغرفة وهي تعلن عن انتصاف الليل اوقظها من ثباتها فتحت عينيها تتأوه بعنف ألم بشع يضرب رأسها فتحت عينيها شيئا فشئ ترمش عدة مرات إضاءة الغرفة ساطعة بشكل مبالغ فيها استندت بكفيها إلي الفراش تحاول أن ترفع جسدها عنه لتشعر بملمس ناعم للغاية أسفل كفيها انتصفت جالسة بعد جهد شاق تنظر حولها هنا وهناك عينيها ترتجف ذعرا هو من اختطفها اعادها الي العذاب من جديد حاولت القيام من الفراش علها تهرب ولكن جسدها ابي ذلك تشعر بخدر غريب يسيطر علي أطرافها بالكاد رفعت جسدها قليلا خدر لن تستلم له حاولت بصعوبة التحرك إلي حافة الفراش لتنزل منه تمسك بالمفرش تدفع بجسدها تجمدت ، هربت الدماء من جسدها بالكامل حين سمعته يغمغم ساخرا :
- رايحة فين بس بالعقل كدا انتي اصلا مش قادرة تقومي من السرير هتقدري تمشي 

لن تنظر خلفها اغمضت عينيها بقوة تحاول إقناع نفسها أن ما يحدث الآن لا يحدث فعلا هي فقط في كابوس مخيف وستسيقظ كابوس بشع وستصحو منه الآن ... انسابت الدموع تغطي وجهها تسمع صوت حذائها يقترب من الخلف يصدم الأرض اسفله بخفة وكأنه يلدغه ... تحرك وليد وقف أمامها يكتف ذراعيه أمام صدره ابتسم يغمغم ساخرا :
- فتحي عينيكي يا حياة دا مش حلم 

شهقت بقوة تفتح عينيها علي مصراعيها تبكي بحرقة ليته كان حالما تلك المرة بدأت تدفع بجسدها للخلف علها تهرب منه فابتعد هو عنها ذهب إلي الأريكة في الغرفة جلس هناك يضع ساقا فوق أخري يمسك بكأسه ابتسم يغمغم ببساطة :
- بس تعرفي حقيقي أنتي وحشتيني ، وحشني تمردك وخضوعك وحشتني الحياة اللي في حياة 

مختل كلماته مريضة مثله تذكرها بكل ما فعله ذهب تأهيلها النفسي هباءا منثورا ما أن عادت إليه لم تملك سوي البكاء المذعور حياتها علي المحك ليته يقتلها فقط دون عذاب شهقت بعنف ترتجف الأحرف بين شفتيها :
- أنت عاوز مني ايه تاني ... أرجوك ارحمني بقي ، أنا ما عملتش اللي قولت عليه ما قدرتش اقتلني 

ابتسم وليد في اتساع يرتشف ما في كأسه جرعة واحدة ضحك بقوة يغمغم ساخرة :
- ما أنا عارف أنك ما عملتيش ، أنتي فكراني فعلا باعتك عشان الفيلم الهابط دا انك تغويه ونصوره خالص ، أنا باعتك عشان زياد باشا يشوف اللي حصل لبنت خالته قرصة ودن صغيرة يمكن يبعد بس هو غبي كبيره معايا رصاصة وهخلص منه ... أما أنتي

وضع الكأس من يده قام متجها نحوها لتدفع جسدها للخلف بعنف كادت أن تسقط من الفراش ليقبض علي رسغ يدها يستند بركبته إلي سطح الفراش صرخت مذعورة ما أن أمسك بكف يدها تحرك رأسها بالنفي بعنف تحاول جذب يدها من يده :
- حرام عليك أبعد عني ... ارحمني بقي حرام عليك إنت عايز مني ايه تاني 

ترك رسغها بخفة لترتد للخلف ارتطمت بسطح الفراش ليقف أمامه يدس يديه في جيبي سرواله تنهد يتمتم ببساطة :
- أبدا أنا الفترة دي قاعد لوحدي عشان روزا مشغولة وأنا ما بحبش أكون موجود في صمت محتاج ونيس معايا فقولت اللي نعرفه احسن من اللي ما نعرفوش فخطفتك

نظرت له بحقد كم تتمني أن تكن أشجع قليلا فتقبض علي عنقه تزهق روحه تراه يتعذب كما فعل معها غمغمت محتدة :
- أنت مريض مش طبيعي 

ضحك وليد من جديد رفع كتفيه لأعلي يغمغم ببساطة :
- حبيبتي في المكان اللي إحنا فيه دا دلوقتي ، طبيعي انك تكون مش طبيعي إنما مش طبيعي أنك تكون طبيعي فاهمة حاجة 

ظلت تنظر له وهي ترتجف خوفا ليبتسم يغمغم في هدوء :
- شكلك جعانة وأنا كمان جعان هخلي حد من الحراس يجيبلنا أكل احنا لسه في بينا كلام كتير يختلف تماما عن كلام زمان 

تحرك ليغادر الغرفة ليسمعها تصرخ فيه بحرقة :
- ليه خطفتني تاني ليه أنا ما قولتلهمش اي حاجة عنك ولا حتي عن شكلك عشان تبعد عن حياتي خالص عايز مني ايه تاني

التفت لها ابتسم يغمغم بلامبلاة :
- وأنا مش هخاطر أنك تقولي يا حبيبتي أنا ضحيت بكتير أوي عشان أوصل للمكان قتلت بايدي أعز أصحابي عشان أنا ابقي الملك مش متسعد اخاطر ولو بواحد في المية أنك مثلا تكشفي شخصيتي ، حاولي ترتاحي وتغيري هدومك علي ما الاكل يجي ... هجيلك تاني يا حياة 
وخرج يغلق الباب عليها من الخارج وضعت يديها علي فمها تصرخ دون صوت كل ذرة بها تحترق خوفا شحب وجهها تتذكر صندوق الأفاعي وكم تمنت الموت في تلك اللحظة قبل أن تراه من جديد !!
_____________________
الثانية بعد منتصف الليل في مكان آخر يبعد كثيرا عن منزل صاحب الظل هناك من يحرك الجميع كأنهم عرائس تلتف بخيوطه دون أن يعلم اي منهم في غرفة نومه تنتظره الجميلة بغلالة سوداء قد لا تخفي شيئا تنتظره علي أحر من الجمر تنظر للباب متلهفة دقات قلبها تتسارع ... فُتح الباب لتتسع عينيها في صدمة سعيدة تنظر له تخترز عينيها كل شبرمن وجهه لم تره منذ سنوات هرعت إليه ترتمي بين أحضانه تبكي بحرقة تتمسك به كالغريق تمتم بانفعال :
- سراج أنت عايش بجد ... أنا مش مصدقة نفسي وحشتني يا سراج ... وحشتني اوي ،مجدي دمرني لما فهمني أنه قتلك خلاني ادمن المخدرات غصب عني قتل ابننا يا سراج عذبني سنين وسنين وهو بيفكرني كل لحظة أنه قتلك 

ظل سراج صامتا ينظر للفراغ بعينيه الرمادية لا شئ يطفو داخل لا غضب لا ضيق لا شئ فراغ كالزجاح مصمت جل ما فعله أنه حرك شفتيه يهمس لها:
- اببنا عايش ما ماتش مجدي ما قتلوش 

شخصت عيني شيرين في صدمة شهقة عنيفة خرجت من بين شفتيها ابتعدت عن سراج تلعثمت تردف سريعا :
- عايش، عايش بجد طب هو فين عايزة اشوفه ابننا فين يا سراج 

- في الحارة في مكان بعيد تحت عينيا ما تقلقيش هروحله بنفسي قريب 
غمغم بها سراج في هدوء تام لتحرك شيرين رأسها بالإيجاب تضحك سعيدة طفلها حي في مكان ما ستراه قريبا ارتمت بين أحضان سراج من جديد تغمغم :
- أنا بحبك أوي يا سراج .. بحبك أوي اوي

صرخت من الألم حين قبض علي خصلات شعرها بعنف يبعدها عنه نظرت له مذهولة وجهها يصرخ ألما في حين هزها هو بعنف يصيح فيها :
- بتحبيني وأنتي في حضن سفيان الدالي مش كدة ، أنا هدفعك تمن خيانتك ليا أنتي والكلب اللي اسمه سفيان ومجدي كلكوا هتدفعوا التمن غالي أوي !!
__________________
الثالثة بعد منتصف الليل اقترب الفجر علي البزوغ لازال الظلام يسيطر علي الحي الفارغ وقف في منتصف حيهم يبتسم ثملا يبدو أنه أسرف كثيرا في شرب الكحوليات وأضاف اليها أنه أراد تجربة السم الذي يبيعه وحقا أعجبه ذلك الشعور يشعر بأنه يخلق فوق الغيوم وهو يقف علي الأرض نظر لشرفة شقة أمل المغلقة زوجته الحبيبة تركته ليعانق الوسادات وذهبت لتمكث مع صديقتها زوجة صديقه ... مسكين حسن ينام كالطفل منذ ساعات تحرك إلي منزله صعد الطابق الأول والثاني عند الثالث في طريقه فُتح باب شقتها تمسك بحقيبة نفايات تضعها خارجا ترتدي غلالة بيضاء ناعمة مثلها تضع شال خفيف علي ذراعيها العارية ابتسم ثملا يترنح واقفا لتقطب هي جبينها تسأله قلقة :
- معلم جبران أنت كويس مالك شكلك تعبان 

ضحك في خبث ليتقدم صوبها يخترزها بنظراته من أعلي لأسفل نظرت له تتصنع أنها مرتبكة خائفة :
- مالك يا معلم أنت بتبصلي كدة ليه

تحركت للخلف وهو يخطو للأمام إلي أن دفعها داخل شقتها بعنف لتسقط أرضا نزع قميصه بعنف يدخل إلي شقتها يصفع الباب خلفه !!!
تعليقات



×