رواية شط بحر الهوى الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم سوما العربى

 


 رواية شط بحر الهوى الفصل السادس والثلاثون بقلم سوما العربى

السادس والثلاثين 

جلست تنظر للبحر بشرود ، ما من شئ يتمثل فيه الامان حالياً ، هى حتى باتت لا تتوقعه فى أحد ، فحتى والدها أتضح أنه كان على علاقة بشخصيات مشبوهه و ربما بل من المؤكد أن جزء من ماله غير شرعي ، ترجو ألا يكن كله .

إلتفت تنظر خلفها تلبية لذلك الصوت الذي يناديها فوجدت ذلك الشرطى الذى اقترب منها بخطوات رشيقه حتى بات خلفها مباشرة يقول : آنسه لمى إنتى لازم تتحركى معانا دلوقتي .

رمشت بأهدابها بتشوش ، مازال عقلها مُعطل للآن ، رمقته باستنكار و سألت : أتحرك معاكوا ؟ ليه ؟ هو انا متهمه مثلا ؟!

رضوان : لأ مش قصدى... أقصد إننا لازم نقفل المكان هنا .. البيت من المفروض أن حصل فيه جريمة قتل و لازم يبقى تحت تصرفنا و مراقبتنا لفتره يعنى حضرتك ما تقدريش تستنى هنا ، كمان فى تحقيقات لازم تكمل ، حاجات كتير المفروض تحصل و نظراً لحالتك بقترح تيجى معايا أوصلك و بلاش تسوقى .

وقفت منتصبه تنظر له بجمود ثم قالت : معايا السواق .. شكراً لذوقك .. تقدر حضرتك تتفضل و أنا هحصلك .

حمحم بإرتباك ، لرغبة ما داخله أراد توصيلها معه ، و لرغبة ما أيضاً أوقفها يسأل بفضول شديد : أنسه لمى .

لمى : أفندم .
رضوان : هو هارون الصواف يعنى مش ظاهر .. بقالنا يومين فى تحقيقات و تشريح جثة ، المفروض انكم مخطوبين .

بابتسامة متألمه ردت عليه بنبره ساخره : ماجاش عشان هارون الصواف خطيبى بيتجوز دلوقتي عقبال عندك .

اتسعت أعين رضوان فقد تفاجأ بما قالت بل و تفاجئ أيضاً بطريقتها التى نطقت بها الخبر .

كان مازال على وقفته متفاجئ لتلتف إليه بعدما سارت خطوتان و قالت له : هاجى معاك.. أنت ممكن توصلنى اوكى .

رفع انظاره لها ، تفاجئه مجددا مره تقبل و مره ترفض و ما قصة خطيبها الذى يتزوج هذا .

هز رأسه و هو لا يجد ما يقوله و تقدم معها ناحية سيارته يغادر بها المكان بعدما تأكد من إستتباب الوضع .

______________ سوما العربي ______________

جلس على طرف المقعد و هو يهز قدميه من الغيظ و الغيره لا يجد ما يفرغ فيه غضبه سوى ذلك المسكين الجالس على المقعد المجاور ، ضربه كف جديد على مؤخرة عنقه.

ليصرخ "دونجل" بألم : اااااااااااه.

ماجد : إتصل بيه تانى.

دونجل : مش بيفتح الاتصال .

ماجد : حتى لو عمل بلوك أدخله من ميل تانى و انت هتغلب يعنى .

إصطك دونجل أسنانه بغيظ و نفاذ صبر من غباء نظيره ثم ردد بكلمات متقطعة من شدة الغضب : أدخله من صفحه تانيه ليه و هو ما عملش بلوك يا بنى آدم... هو بس مش بيفتح الاتصال، و خلاص هرشنى يعنى اى إتصال من اى صفحه او ميل تانى هيعرف أنه أنا و بردو مش هيرد ، هو الى مش عايز يرد إفهم بقا .

زاد جنون ماجد و هتف بغضب : يعنى ايه يعنى مش عايز يرد.

زم دونجل شفتيه بحقد يردد : اه ما طبعا حد يبقى معاه المزه دى ، و لوحدهم و يرد على حد ، يالا بالسم الهارى ، ما هي اصلها بتبقى أرزاق .

فلتت أعصاب ماجد و وقف و هو يقبض على تلابيب قميص دونجل يرجه فى يده مرددا : تقصد ايه ؟! إنطق.

حاول دونجل تخليص نفسه منه يبعد قميصه عن قبضتى ماجد : ايه يا عم حاسب ، انت هتتشطر عليا انا و بعدين خلاص ده هيبقى ابو نسب ، حتى شبهك بعيون خضرا و اشقرانى ، يعنى هتبقوا عيله فله ، الدور و الباقى عليا بعد ما المزه طارت من إيدى .

تضاعف غضب ماجد : قصدك ايه يالا .

دونجل : انت هنجت ؟ كل شويه قصدك ايه قصدك ايه ... ايه مالك ، ما الكلام شارح بعضه ، مش بيرد علينا عشان مستفرد بالمزه و مش عايز حد يقاطعهم .

اشتعل صدر ماجد بالغيرة و الغيظ يزداد و هو بالفعل يتخيل ما هو ممكن ان يحدث عندهما الآن .

عند فيروز

كانت مازالت واقفه و الغضب ينهش بقلبها و عقلها لا يرحمهما ، لم تكن تلاحظ ذلك الذى وقف عن مقعده بأعين لامعه براقه و أقترب منها حد الالتصاق يحك جسده بها واضعاً انفه على وجنتها يردد بحراره يردد : إتمنى يكون إلى قولتيه صحيح .

لتوها فقط انتبهت لاقترابه الخطير منها هكذا بل ة اتسعت عيناها بصدمه خصوصاً و قد سمح لنفسه بأن يمد ذراعيه و يحاوط خصرها بحميميه شديدة و هو يسحب نفس عميق محمل برائحتها .

انتفتضت تحاول الابتعاد عنه لكنها لم تفلح فقد شدد من قبضته لها يبتسم بإنتشاء زاده تمنعها فقالت هى : إيه الى بتعمله ده ؟ أبعد عنى .

لكنه لم يمتثل لأمرها بل همس لجوار أذنها بنبره قريبه من الهوس : أنتى عجبانى يا فيروز... عجبانى عيونك الى خطفتنى و خددوك المدوره الى زى خدود الأطفال و لا جسمك .. جسمك رهيب ... عجبانى يا فيروز.. عجبانى أوى و حلفت لأجيبك عندى و تبقى معايا فى نفس الأوضه و نفس السرير.

كانت تستمع له و هى تنتفض برعب تتسع عيناها شيئا فشيئا و هى تستمع بصدمه لوصفه الوقح لها .

أبتلعت لعابها برعب و قالت بابتسامة مهزوزه : أنت كمان جان و ... وسيم و كمان أتراكتڤ .

التوى شدقه بإبتسامه مغتره ثم قال : عاجبك ؟ 

بكل براعة اتقنت التمثيل و قالت بوله : أوى .

تهلل فرحا و قال : مش حلو تقوليها بالكلام بفضل تقوليها بالفعل فوق فى اوضتى او هنا لو تحبى ، متوقع أنا هتكونى حاجه فوق الخيال أنا نفسى عمرى ما جربتها .

كانت تنهار داخلياً .. الأمر مأساوى و بمرور الدقائق يتعقد أكثر و لا تملك بيدها سوى الحيله الفطريه داخلها فابتسمت بتوتر و قالت : لاااا كله إلا الحرام أه و انت عارف 

زاد من ضمه لها و همسه أيضاً يردد : عايزه تتجوزينى ؟

رمشت بأهدابها تحاول فقط الاستيعاب ، يتحدث كما لو كانت الان تركع تحت اقدامه تتوسله و تطلب من الزواج من شدة هوسها به و هو سيفكر.

لتجيب سريعاً نافيه : لأ مش هينفع .

فلاديمير : ليه ؟

فيروز : أنا مسلمه .
فلاديمير : زواج مدنى .

فيروز : ما هو ده حرام بردو .

فلاديمير : موافق أدخل الإسلام عشانك.

استغربت رد فعله و سألت بصدمه : هتسيب المسيحية بسهوله كده ؟

لينفى ببلاده مرددا : نو ... أنا مش مسيحى .

ضربت على صدرها تقول : يهودى ؟ أنا كنت حاسه .. المعامله دى معاملة يهود .

فلاديمير : نو حبيبتى و لا حتى يهودى .. أنا إبن الطبيعية .

شحب الدم من وجهها تردد بفم مفتوح : إسم الله على مقامك .. صبرتى و نولتى يا فيروز .

فلاديمير : و دلوقتي قربى منى أكتر عايز أحس بيكى .

حاولت التحلى بالقوه و قالت له : قولت لك مش هينفع غير بعد الجواز.

اخذ نفس عميق و قال : اوكى نص ساعه نروح نتجوز و نيجى.

لكنها رددت بصوت مهزوز : لاا.. الجواز عندنا له شروط و أنا بنت بنوت لازم ولى .

ضيق ما بين حاجبيه و قال : بنت بنوت ؟

جاوبته : عذراء .

برقت عيناه بفرحه و التوت زوايا فمه بنصر عظيم ثم سأل : و ولى ؟

فيروز : شخص من عيلتى او أقرب الأقارب او حتى الجيران .

ضحك بغموض و ردد : أووه.. ده معناه إن لازم نروح مصر عشان يحصل كل ده .

رددت سريعاً و هى تشعر بدنو هدفها : بالظبط.

أبتسم بإستمتاع و صمت لدقيقه ينظر لها و قد راقه ذكائها و طريقة تخطيطها مع صبرها كأنها تحفر بئر بإبرة خياطه و كم هى فطنه و سياسيه .

دقيقه كانت كفيله بان تجعل دقات قلبها فى تسارع مستمر خصوصا و هى تبصر تلك الإبتسامة الغير مطمئنه بالمره .

تسمعه يردد بلكنته الإنجليزية : أووه.. تروقيننى جدا يا صغيره .. أتوق بشده لرؤية أطفالى منكى .

تخطى معدل دقات قلبها و هى تفطن بعض من كلماته التى استطاعت تكوين جمله شبه مفيده منهم أوحت لها بالمعنى المنشود بما يدل على كشفه لها .

خصوصاً حين ألتصق بجسده على جسدها و همس فى أذنها : و ليه نروح لهم يا زوجتى الجميله لما ممكن بالطياره ييجوا هنا .

أنهى حديثه و أبتعد عنها ينظر لها بإعجاب شديد كأنه يردد دون حديث : شابو .

لتردد بوجه شاحب : إلى جاى سواد مش كده ؟

ضحك جدا من قلبه عليها يقرض بيده طابع حسنها ثم يغادر و چلچة قهقهاته تملئ المكان من حولها تزيدها رعباً .

تقدم من جهاز الكمبيوتر خاصته ثم بدأ يعبث ببعض الازرار الذى فتحت أمامه فيديو إتصال بالطرف الآخر فى مصر ليجد ماجد و كأنه غريق منتظر قارب النجاة يقف مقابل كاميرا الكومبيوتر كانه سيخرج له من الجهاز فضحك فلاد و قال بينما يقرب فيروز منه و يقبل يدها : جهز نفسك حبيبى ماجد ، راح أبعتلك طياره خاصه بتجيبك لعندى بأقرب وقت .

صمت ثم رفع رأسه ناحية فيروز يردد بوله : لحتى تكون ولى زوجتى الجميله .

ماجد : أنت بتتكلم سورى و لا مصرى و لا انت حكاية أهلك ايه .

فلاديمير : أى لغة بتخيلا حبى .

عاد ماجد خطوه للخف يضع يده على رأسه يحاول الاستيعاب و ردد : أفهم بقا .. تتجوز مين و زوجة إيه الى بتتكلم عنهل.

إبتسم فلاديمير يرفع رأسه ناحية فيروز ثم قال بكلنته الإنجليزية بأعين تقطر إعجاب : تلك الماكره الجميله .

اتسعت أعين ماجد بغضب و ود كى يصرخ بهم و يفرع غضبه لكن شئ ما اوحة به نظرة فيروز دون حديث جعلته يتوقف و يفكر بحلم و تروى يحاول كبح جماح غيرته قليلاً و إعمال عقله فهدوء فيروز هذا يفهمه جيداً أصبع أعلم الناس بها.

لذا أبتسم بكياسه ثم قال بنفس اللكنه : إذا ستصبح صهرى .. كم اسعدني هذا الخبر ، متى سيحدث ذلك.

نظر له فلاديمير نظره ثاقبه ثم قال : فى أسرع وقت ربما غدا ، فأنا لا أطيق صبراً على إمتلاك تلك الجميله ، و ما رأيته فهى شرسه جداً و عنيده و لن ترضا بما هو دون الزواج ، و لن أخفى عليك عزيزى فقد بت صهرى ، فأنا أكاد أصاب بالجنون كلما تخيلت نتاج زواجى من جميلتى الخبيثه تلك ، بكل تأكيد سننجب شياطين حمراء و نغزو بهم العالم .

أبتلع ماجد لعابه بصعوبه يحاول التحكم فى غضبه و غيرته ثم رفع أنظاره ببطئ ناحية فيروزته يردد بصوت يملؤه الندم : لازم أتحمل انا فعلا أستحق العقاب على تهورى فى كل الى حصل .

بادلته النظره كأنها تؤكد له ذلك ، ربما ما يحدث و رغم خوفها الشديد و قلقها لكن به شئ مريح ، شئ أسعدها و أراحها لرؤيتها عقاب ماجد دون اى تدخل منها ، لكنها لن تكتفى .

لذا رددا على الفور : لسه ما خلصناش يا ... أخويا .

اطبق جفناه بقوه ثم فتحهم من جديد يردد بألم و صوت مختنق : حقك .. يا حبيبتي و روحى .. هجيلك فى أقرب وقت .

و على حين فاجأه ضغط فلاديمير زر أنهى الاتصال و رفع رأسه ناحية فيروز ينظر لها بشك إلى حد ما ثم قال : مش شايفه إن علاقتكوا ببعض غريبه شويه .

رفعت رأسها و كأن نهج حياتها واحد ( أفضل وسيلة للدفاع الهجوم ) تردد عليه بثبات : قصدك ايه ؟

فلاديمير : طريقته معاكى مش أخ و أخته أبدا ..حتى و هو حاضنك او مقرب منك .

فيروز : و أنت شوفت كل ده فين ؟ ده انت مراقبنى بقا.

فلاديمير : أها و عينى عليكى و عليه .

صمت يضع يداه فى جيوب سرواله ثم قال : على العموم جهزى نفسك بكره هنتجوز .

شملها بنظره راغبه ثم قال بصوت متهدج حتى لو كان حاسم : و حاولى تدارى نفسك عنى لحد ما أتجوزك ، إحنا دلوقتي فى لحظه مش بتحصل معايا كتير أنا مش بالنبل ده أبدا ، ساعات كمان و أنا شارب ممكن اتهور عليكى خصوصا و إنتى بالجمال ده قدامى .

صاح مناديا على السيده التى عينها بخدمتها كى تأتى و ما أن حضرتك حتى قال : رافقيها إلى غرفتها و إياكى من أى خطأ او تغافل للحظه عنها فهى ماكره و خبيثه إلى أقصى حد .

رفعت السيده أنظارها لرب عملها و هى مصدومه نوعاً ما مما تفوه به ليهز رأسه مجياً بكل تأكيد : نعم هى كذلك و هذا شيء من ضمن أشياء كثيرة تروقننى بها .

قال الأخيره و هو يتفحص جسد فيروز بعينيه حتى كأنه يوشك على إلتهامها .

ثم إلتف للخادمه و قال بتحذير شديد اللهجه : إحرصى على ألا يراها أحد و لتغلق الباب عليها من الداخل جيدا ، و أنا سأشدد على الحرس بتحريم الدخول لهنا من الآن فصاعدا ، أفهمتى .

هزت رأسها تنظر أرضاً ثم قالت : نعم سيدى.

هز رأسه يقول : جيد .

هم كى يغادر لكنه لم يستطع و اقترب يضم فيروز له يطبق على أضلعها داخل أحضانه يردد : سأشتاق لكى حلوتى .

جملته كانت واضحة الترجمة بالنسبة لها فابتسمت مجيبه : و أنت أيضاً ، كن بخير لأجلى ، أرجوووك .

رفع إحدى حاجبيه و ردد : يالكى من ماكره هههههه 

أنهى حديثه و يقهقه عالياً ثم قال : سأتحرك مغادرا الأن فلو بقيت لثانيه اخرى سألتهمك بشهيه مفتوحه ، أقسم أن أفعل .

غادر سريعاً و هى الأخرى تحركت مع تلك السيده تعود لنفس الغرفه التى سكنتها مذ جاءت لذاك المكان .

 ____________ سوما العربي ____________

عادت خالية الوفاض إلى أرضها من جديد ، أرضها ؟! هل هذه هى أرضها أم هناك حيث حبيبها المتخاذل الجبان ؟!
باتت تشعر أنها ارتكبت خطأ كبير حينما حركتها مشاعرها المجنونه المتهورة و ركضت خلفها كالبلهاء باحثه عن شئ ما لم تحدد ماهيته بالضبط.

و ها هى قد عادت من جديد بقلب انشق نصفين نصف مع شخص لم يكن جدير بقلبها جرحت بسببه شقيقتها التى تركت معها النصف الآخر ، شعورها بأنها غدرت بغنوة بسبب حسن يزيد من مقتها و سخطها عليه .

دلفت للبيت تجر حقيبتها جرا ، فتحت الباب لتجد ڤيولا تقف منتصبه فور رؤيتها لها و قالت : حمد لله على سلامتك عزيزتى .. همممم .. هل انتهيتى من سفرة الاحلام ؟ 

قلبت نغم عيناها بملل و تعب لتقول ڤيولا : و الان عزيزتى اين ما طلبته منكِ 

تقدمت نغم للداخل و قالت : لا لم أفعل والدتى الحبيبه.
صرخت ڤيولا عاليا بمجون تهم بالصراخ عليها لكن نغم بادرت بالقول : فلتأجلى صراخك على لما بعد أنا الآن مجهده و أريد النوم .

همت كى تغادر لكن توقفت تسأل : اين ابى ؟ إشتقت إليه .

و قبل ان تجيب ڤيولا ردت هى : نعم نعم تذكرت بالطبع هو كالعاده فى العمل .. ما الجديد ؟ طاب مسائك امى 

و بكل برود القت لها قبله فى الهواء ثم ذهبت لغرفتها تاركه ڤيولا خلفها تستشيط غضبا. 

و لم تمر دقيقه حتى أتاها الإتصال المترتقب من صوت قاسى نوعا ما يقول دون مقدمات : أين صور زوجتى ؟

تلعثمت ڤيولا فى الحديث لا تعلم بما تجيب : أ.. أهلا وسهلا بك سيد ستيڤ انا انا .

قاطعها ستيڤ بنبره قويه غليظه : سؤالى واضح ڤيولا اين صور زوجتى ، أعتقد أنه يحق لى التقييم ، لأعرف فيما دفعت أموالى .

حاولت ڤيولا الظهور بمظهر القوه تردد : أعتقد لم تدفع إموالك و انت معصوب العينين ولم تشترِ سمك فى المياه ، لقد سبق و أطلعت على صور لها.

ستيڤ : كانت بعمر اصغر من الآن .

ڤيولا : خمس سنوات لن تشكل فارقا .

مررت يديها على جسدها كأنه يراها و قالت : و كما تعلب فالقالب غالب ، و غنوة هى أكثر قربا لى فى الشبه حتى أكثر من نغم التى عاشت عمرها كله معى .

ستيڤ : فلتعرفى ڤيولا ، لن انتظر كثيرا ، لست بذلك الحلم و الصبر ابدا لكن ؛ لأجل غنوة فقط فعلت ، لكن لن استطيع الاستمرار طويلا ، فأنا احترق شوقاً لرؤيتها ، و تعلمين كذلك علم اليقين اننى لست بحاجه إلى مساعدتك العظيمه و لكنى أفضل تمهيد الأمر لها كما قلتى لا أن اقتحم حياتها هكذا لذا ؛ إن لم تفعلى شيئا و سريعاً سأتدخل أنا و لا تنسى هناك قسط جديد من القرض وجب تسديده خلال ايام قلال ، لذا و جب عليكى التعجيل من إجلك لا من أجلى فقصتى معها أمر مفروغ منه ، غنوة لي و ليست لأحد سواى و لا حتى لنفسها ، مفهوم ؟

ثم أغلق الهاتف فى وجهها دون أن يترك لها فرصه للرد فارتمت على الأريكة الموجودة خلفها لا تعلم ماذا تفعل فهى على علم بما يستطيع فعله .

______________ سوما العربي ______________

 مازالت تقف أمامه متسعة العين و قد توقف عقلها الذى بدأ يوبخها الآن على ما فعلت .

اين كان عقلها حين وافقت على فكرة الزواج العرفى من البداية بل و التوقيع أيضا و إستأمانه على العقدين.

كانت تظن أنها هكذا تشعره باستجابتها و أنها ذائبه فيه كذوبان قطعة سكر فى كوب شاى أسود و لا تريد شئ منه تعشقه بحق ، و أن الزواج العرفى سيجعلها قريبه منه فى أوقات كثيرة و ربما فلحت مره فى تنفيذ ما تريد.

تراه ليس بزواج من الأساس و هو بالتأكيد لن يبادر بإشهاره ، لينقلب السحر على الساحر .

و ورقتى الزواج العرفى الذان ظنتهما شئ سيرغب بشده فى إنكارهما و التملص منهما ليأتى هو و يخالف كل التوقعات فيستخدمهما ضدها لابتزازها و الضغط عليها .

كان لا يزال يقف مقابلها ينظر لها بتحدى سافر فقطع كل ذلك الصمت صوت أشجان التى تحدثت عبر مكبر الصوت : انتى يا بت .. واقفه كده ليه ، يالا خلينا نروح .

التفت غنوة و غمزت لها بعينها ان تصمت .

فهمت أشجان بنباهتها الا محدودة على الفور و تركت مكبر الصوت ثم هبطت من على السيارة بخفه و رشاقه تترجل على قدميها أمام كاظم الذى استقبلها يلوح لها بيديه : براحه على الأرض عشان مش بتاعتنا .

نظرت له أشجان شذرا ثم قالت : إتهد يا راجل انت ،أنت ما فكش زقه .

كاظم : أنا ؟! ده انا قلبى حديد .

أشجان : ربنا يسامحك على الكدبه دى .. أوعى من سكتى .. أوعى .

تخطه سريعا تقف لجوار غنوة تهمس لها : إيه يا بت.. بقا انا لامه اللمه و مأجره العربيه و جيالك و انتى واقفه متنحه ؟ ما تتحركى يالا الناس واقفه مش فاهمه حاجه .
لتجيب عليها غنوة هامسه : هدى اللعب حبه إبن الصواف بيهددنى بالورق العرفى الى معاه .

اشجان : نهار أمه اسود .

غنوة : ده هيبقى نهار امى أنا إلى أسود .

أشجان : لا كده لازم ناخده على حجرنا ، على الأقل لحد ما الناس الملمومه دى تمشى و نشوف هنعمل فيه إيه

غنوة : بالظبط .
أشجان : طب يالا ، خشى عليه .

التفت غنوة تحمحم مجلية صوتها ثم قالت لهارون : أحممم... على فكره آخر حاجه كنت أتوقعها منها و بتقول إنك هتعودنى ، كنت عارفه ، كنت متأكده ، كل ده كلام ، هو الكلام سهل انا عارفه .

أبتسم هارون و قال : مش محتاجه تعملى كل ده خالص ، انا عندي استعداد تاخدينى على حجرك و أنا زى الأهطل كده عادى

أٌحرجت كثيرا ، هندمت ملابسها تهمس لأشجان : أحمم أحمم ، شكله سمعنا .

ضحك هارون و قال لأشجان : يالا زى الشاطره كده زى ما لامتيهم اسرفيهم .

أشجان : عينى يا اخويا حاضر.

نظر لها هارون و قال مستنكرا : من أمتى الطاعه دى.

أبتسمت له أشجان تقول بسماجه : ده نظام لو ليك حاجه عند الكلب 

هارون مكملا : قوله يا سيدى.

أشجان : بالظبط يا سيدى .

بعد عشر دقائق 

كانوا يجلسون داخل البيت بعدما أصرت أشجان على مرافقة غنوة ورحب كاظم بذلك .

غنوة : أظن إننا نتفق.

هارون : على ايه
أشجان : هو ايه اللي على ايه ، عايزين الورقتين الى معاك.

هارون : ليه ؟
غنوة : هو ايه اللي ليه انت هتعلب.

هارون : أنتى الى بدأتى اللعب يا حياتى.

أشجان : ده انا اللي هنهيلك حياتك بإيدى إن شاء الله.

هارون : أنا مش فاضى رايح شغلى.. لما ارجع نبقى نكمل كلامنا .

وقف سريعاً يغادر لتقف أشجان لجوار غنوة مردده : هنعمل ايه .

غنوة : إصبرى هقولك .

وقف كاظم من مقعده يتمسح بها مرددا : بس.. بس .

صرخت أشج فى وجهه : إيه عايز إيه.

كاظم : ما براحه يا غزال .. انتى تملى طلقك حامى كده .

أشجان : أه .
كاظم : و هو ده اللي عاجبنى فيكى... حرشه .

أشجان بنزق : بقولك ايه أنا دماغى هابه منى و مش طالبه ، قول عايز ايه و خلصنى .

كاظم : عايزك تخلى عينك عليا عشان هبقى حبيبك الفتره الجايه.

نظرت له أشجان من أسفله لأعلاه ثم قالت : بس يا راجل يا ابو ركب بايشه.

هارون : بس لذيذ .. و ربنا لذيذ

نظرت لغنوة تقول بنفاذ صبر: قدامى نشزف زفت اوضه نقعد فيها لحد ما تبان لها آخر.

فى ساعه متاخره من الليل

تسللت كل من أشجان و غنوة إلى مكتب هارون بالطابق الأرضي و بسرعه و خفه بدأت كل واحدة بالبحث فى إتجاه.

ليضاء النور فاجئه ويظهر هارون يهاتفه يسجل فيديو لتلك اللحظه و هو يردد : أضحكى يا حبيبتي عشان الصوره تطلع حلوه.

*****"""*****

تعليقات



×