رواية أخباءت حبه الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم محمد ابو النجا


 رواية أخباءت حبه الفصل الخامس والثلاثون 

فى ذهول تام وبملامح يكسوها الصدمه ... تتابع ساره حديث زوجها محمود الذى قال بهدوء شديد : أعتقد أننى قد فعلت ما يجب عمله... تزوجت من الإنسانه الوحيده التى أحببتها... منى... تغلق ساره عينيها للحظات .. وكأنها تحاول التماسك والسيطره على إنفعالها... وغضبها.... لتقول : ومتى حدث هذا الزواج ..! محمود : منذ أسبوع... ساره فى سخط : تتحدث وكأن الأمر عادى...!! وكأنه لا يعنى شىء... محمود : على الأقل تزوجتها بإرادتى... ولست مجبرًا مثل ما حدث معك... لم يكن لديها أب مثل الحاج حسان... الذى استغل حالة الفقر لدى واستبزنى... وهددنى... تنفى ساره في حزن : أنا لم أكن على علم بتلك الواقعه... وإن كنت علمت ما وافقت على تلك الزيجه... لقد أعمانى حبك... لقد أفقدتنى الفرحه التفكير عن الأسباب والدوافع.. التى جعلتك تقبل الزواج بمثل هذه السرعه... لقد تبدد كل أحلامى معك.. لقد بدأت أقتنع بكل الأراء التى كانت تلومنى... لقد صدقت قول الناس بأنتى مجنون لإختيارى لك .. لقد كانت هناك مقارنه بينك وبين عريس آخر... محمود فى برود : إبراهيم ... أليس كذلك ...؟ تتنهد ساره : يبدو بأنك قد سمعت به... ولكنه كان شاب من العسير على أى فتاه رفضه... لقد فضلتك عليه... لأرى أسود أيام حياتى... لتتزوج فى النهاية بعد أشهر إمرأة غيرى... محمود : فى الحقيقه إنه ليس زواج رسمى... ولكنه سيكون رسمى بعد الحصول على الميراث... تعقد ساره حاجبيها في حيره : ماذا يعنى بأنه ليس رسمى...!! محمود : إنه زواج عرفى... ولكن لفتره مؤقته فقط .. ولكنى دفعت المهر والشبكه وكل شىء لها... تتسع أعين ساره فى ذهول : دفعت ماذا..!! ومن أين لك بالمال...!! محمود بكل برود : انسيتي أمر الثروه التي حصلت عليها....!! تتراجع ساره في صدمه وهى تصرخ ثأره : أي ثروه ...!! إننا لم نحصل على شيء بعد ..!! ثم أن تلك الأموال من حق ابنك ... محمود : لقد حققت امنيتي بالزواج من حبيبتي ... لقد كان حلمي دومًا الزواج من منى... ساره وهي تبكي تقول : وكم دفعت مقابل ذلك الزواج .. ؟ محمود بكل بساطه يجيب : خمسه ملايين دولار... تتسع أعين ساره وهي تكاد تبكى قائله : أنت مجنون بالفعل... لقد فقدت عقلك... محمود فى حدة : أنه حقها... من المهر والشبكه ... وكل شيء يلزم الزفاف الذي سيتم قريبًا... بعد الحصول على الميراث ... ولقد قمت بالبصمه على كل الأوراق... وانتهت القصه ... تنفي ساره برأسها : انت رجل ساذج بالفعل.. وكيف تضمن أن تلك الأوراق التى قمت بالبصمه عليها هى زواجك العرفى .. أو حتى نفس هذا المبلغ فقط... ربما يكون أكثر من ذلك... ربما أكثر من ميراثك نفسه... ينفي برأسه وبيده فى حماس : لا...لا... أنا أثق فى منى ... تمام الثقه ... ساره في حزن شديد : يا ويلي.... ماذا افعل ...!! لقد سئمت من الحياه ... ومنك ... ومن العيش معك ... لقد تعبت... لقد بدأت أشعر بالمرار... وطفح الكيل... لقد تزوجتك وكنت على أمل ب بالسعاده... على أمل أن أغيرك .. على أمل أن تحبني... لكن للأسف .. أعترف بالفشل وبالخطأ... وبالحماقه والغباء... ورغم كل ما فعلته من أجلك عشقت امرأه غيري... بل وتزوجتها .... إن كان هناك زواج بالفعل بينك وبينها .... ربما كانت خدع منها... فأنت تغوص بكل بلاهه فى بحور تلك الشيطانه.. وتتجرع السم عسل من يديها... أنني أعترف بالغباء ... ولا أنكر .. ليتني ما اتخذت قلبي دليلاً .. ليتني ما استمعت الى مشاعري... ليتني كنت قويه واستطاعت أن أكرهك ... ولكن ماذا يفيد الندم...؟ ربما الموت بالفعل يكون هو النجاه والراحه منك ... والخلاص من ذلك الخطأ الذي ارتكبته في حق نفسي بهذا الزواج... أنني أخشى على اولادي منك ... أنت متهور ومندفع .. ولا تفكر فيما تفعل... محمود في تعجب يردد : اولادك....!! ساره بكلمات ثقيله : نعم ... أولادي ... أنني حامل في توأم ... وليس طفل واحد... محمود في تعجب : أنت لم تخبريني بذلك... ساره في سخريه لن يكون هناك فارق... أنت لا ترى زوجتك المخلصه ولا ترى أولادك ... انت لا ترى سوى الافعى... التي سوف تجعلك يومًا تندم أشد الندم على ما فعلته في حقي... وأعتقد أن الرحيل عن هذا البيت هو النجاه والحل الوحيد ... ربما لو عدت الى بيت ابي ومت هناك سأكون أكثر سعاده ... وسأكون مطمئنه... محمود في صدمه يرتبك : ولكن أنا ... أنا ... ساره في صوت خافت تقاطعه بقوة : أنت ... أنت لا تحتاجني في شيء ... يكفيك حبيبتك... ستكون الى جوارك... وسترعاك ... ستهتم بشأنك... ستكون عيناك ... مثل ما كنت أنا.... ويدك مثل ما كنت .. ينفي محمود برأسه : انت تستغلين ضعفي واحتياجي لك... أليس كذلك..؟ تريدين المغادره لأنك تعلمي وتدركي أنني عاجز عن فعل أى شىء بدونك ... ساره في صوت كئيب : لو كنت كذلك ما تزوجتك... ولكني أصبحت عاجزه عن التحمل .... عجزها عن رؤيتك تعشق امرأه غيري ... لقد وصلت الى نهايه طاقتي... واحتمالي ... محمود في توسل : أنت تعلمي أنني لا استطيع الاعتماد على نفسي... لأنى كفيف... ساره في سخريه : ألم تصبح هي أيضًا زوجتك... إذن دعها تفعل... لقد إتخذت قراري... وسأرحل عن هنا.... يمكنك الإتصال بها كما تفعل .. وتدعوها للمكوس معك في هذا البيت... ولتنعم بالسعاده معها... أخبرها أنك في حاجه لها ... أخبرها أن تأتي لخدمتك... عليك أن ترى بنفسك إخلاصها... محمود بلهجه أقرب إلى التوسل : لا ترحلى الآن .. أنت زوجتي.. ويجب إطاعتى... ساره بكل يأس تقول : انتهى الحديث.. عليك إستدعاء زوجتك الثانيه ... فلتبقى هي معك ... إنها حبيبتك... وأنت حبيبها... سأعد حقيبتى وأرحل.. ومع أول خطوه كان محمود يهتف بقوة لها.. ويتعرثل... ويسقط ارضًا في عنف .. ولم يتحمل قلب ساره رؤية هذا المشهد .. إنها ما تزال تعشقه.. رغم كل هذا .. تندفع بسرعه نحوه ... وتحمله بيديها ... وتساعده على النهوض... وهو يهمس فى توسل : أرجوك لا ترحلى... ويسود الصمت بعد جملته ... وساره عاجزة عن التفكير... ولكنها بالفعل قد وصلت إلى نقطه لم تعد فيها قادره على التحمل .. لم تعد تتحمل تمامًا.. ****** (لم يتصل كريم بى حتى الآن ولم يرسل الصور..) نطقت رحاب جملتها وهى تتحدث عبر الهاتف مع ساره التى قالت فى حزن . . أننى بدأت أفقد الحماس على إثبات خيانة تلك الأفعى لزوجى محمود .. أقصد زوجنا .. رحاب في صدمه : ماذا تعنى ...!! ساره لقد ساءت الظروف أكثر مما كنت أتخيل.. أريد الجلوس معك... هل يمكن أن تأتي لزيارتى بعد إنهاء عملك ..؟ رحاب في إرتباك وكأنها تشاهد وتسمع تهديد عادل بالإبتعاد عن ساره فتقول فى تعلثم : ربما... ربما.. ساره فى حيره : ربما...!! رحاب في إرتباك : أقصد لدى عمل كثير اليوم .. وربما أعود متأخره من الليل.. ولا أستطيع زيارتك .. ساره فى حزن : حسنًا... أهتمى بنفسك ... رحاب بصوت خافت : هناك شىء غريب رأيته بالأمس... لا أدرى معنى له ... ساره فى حيره شديده : ماذا حدث...؟ رحاب عندما كنت أعود من العمل فى الأمس كنت داخل ميكروباص... وتوقف فى أحدى الشوارع.. وهناك من بعيد رأيت سياره سوداء متوقفة.. سياره أنيقه .. ساره وقد اشتعلت حيرتها : وماذا بعد ...!! ماذا هناك ...!!! اكمل... رحاب فى تردد تقول : لقد كان داخل السياره عبد الرحمن... ذلك العملاق .. الذى كاد أن يقتل يومًا محمود.. والذى أنقذك من يد عادل.. ساره فى تعجب : مازلت تتذكرين وجهه .. رحاب : من الصعب نسيان ملامحه المخيفه.. القويه .. لكن ليس تلك هى المفاجأة.. ساره وقد إزداد شغفها : هل ثمة هناك شيء آخر...!! رحاب لقد كان يجلس معه شخص لم أتوقع رؤيته ... معه... ساره فى لهفه : أى شخص.. رحاب بهدوء وتردد فى الحديث : كان يجلس مع عبد الرحمن أبوك الحاج حسان... وكان يتحدثان سويًا ... ويسقط قلب ساره بين قدميها ... وهى لا تصدق ما تسمعه.. أو تستطيع تفسيره... لقد كان لغز جديد... لغز مثير... لغز غير مفهوم.. ومن المستحيل تفسيره ... الفصل السادس والثلاثون من هنا

تعليقات



×