رواية قدري أنت الفصل الرابع و الثلاثون الجزء الرابع بقلم نجمه براقه
اليوم التالي في المستشفي
عمار: هو عبدالرحمن مجاش ليه تاني، ده قال هيوصل مشوار وجاي
صفوان: يمكن مشغول في حاجه ودلو....
( لم يكمل حديثه حتي رأه قادم اليهم يعرج و يتحسس الحائط بيديه وجهه مملؤ بالكدمات وعينيه متورمه لينصدم اثنتيهم عند رؤيته بهذا الشكل ف يهرول اليه عمار وما ان امسك بيده حتي قبض عليه وأخذ يضرب به بقدميه ويديه )
عبدالرحمن: انت مين ياض!!! ، فاكرني اعمي يا صايع
عمار: عبدالرحمن!!! انا عمار ، ايه اللي عمل فيك اكده
عبدالرحمن وهو يتحسس وجهه: ايه ده بابا!!! ، هو انت ، معلش مش شايفك ، انا فين.. سمير راح فين كان معايا
عمار: قولي مين اللي عمل فيك اكده
عبدالرحمن: سندني طيب ، احنا فين دلوقتي
عمار: في المستشفي
عبدالرحمن: طيب قعدني في اي زاوية مش قادر اقف ، اااه يا رجليه يا بابا ابنك اتبهدل في عز شبابه ، بس مش هسيبهم
عمار: طيب اصلب طولك بس تعالي اقعد
عبدالرحمن: وصلنا؟!
عمار: ايوه اقعد
عبدالرحمن: الله يكرمك يا بابا احنا فين علي كده ومين هنا كمان
صفوان: ايه اللي عمل فيك اكده ما تتكلم
عبدالرحمن: ناس مؤذيه بس انا مردغتهم مخلتش فيهم حتي سليمه
عمار: انت اللي مخلتش فيهم حته سليمه
عبدالرحمن: ايوه عجنتهم في بعض وحشوهم مني بالعافية
عمار: طيب ليه اكده ما تقول
عبدالرحمن: ها
عمار: ايه اللي عمل فيك اكده
عبدالرحمن يحك راسه مفكرآ: اااا ، ااه افتكرت ، كان في بنت بيحاولو يخطفوها ف انقذتها منهم
صفوان: جدع ياد
عبدالرحمن: اه امال ايه انا رجوله ومقدرش اشوف بنت بتتخطف قدامي ، ربنا يرزقنا باللي ينقذ بناتنا بقا
عمار: عبدالرحمن!
عبدالرحمن: نعم
عمار: مين عمل فيك اكده
عبدالرحمن: ما انا لسه قايلك يا بابا هقول تاني وانا تعبان ده حتي حرام اني اجهد نفسي بالكلام
عمار: عبدالرحمن!!!
عبدالرحمن: ايه يا بابا في ايه
عمار: اخر مره هسألك مين عمل فيك اكده وليه
عبدالرحمن: هو ده اللي حصل انا هكدب ليه يعني
صفوان: مالك ياعمار انت ممصدقش كلامه ليه
عمار: علشان مش بيعرف يكدب
عبدالرحمن: مفيش يا بابا اتخانقت وبس .. المهم دلوقتي في اخبار عن مؤيد
صفوان: لسه زي ماهو
عبدالرحمن: طيب مسألتوش الدكتور لو ينفع يقعد في البيت واللي بيتعمل هنا يتعمل هناك
عمار: لا ، بس هنشوف لو ينفع
عبدالرحمن: هينفع ، هما بيعملو ايه غير كشف ومحاليل متعلقالو وخلاص
#يقين
وحيد مبطلش سؤال وعياط علشان يشوفو، كان شكله يحزن وهو بيعيط وكانه حاسس انه يكون ابوه ، وانا مكنتش عارفه افهمه ازاي انه تعبان ومش بايده يكون معاه دلوقتي، ومكنش بأيدي غير اني اتوضي واصلي و ادعي انه يكون كويس ويرجعلنا بخير وبعدها قومت من علي المصليه علي صوت ملك وهي جايه تقولي مؤيد رجع شقته ف كنت هطير من الفرحه وانا بقول الحمدلله يارب انك استجبت دعائي قبل ما أسالها يعني فاق، ف بهتت ملامحها وقالتلي للأسف لا، وقتها حسيت مفيش فايده وان مش مكتوبلنا نفرح ولا مكتوب لوحيد ان يكون ليه اهل وهيعيش كل عمره مزلول.
وقولت يعني وقت ما يرجع واخيرآ وحيد هيكون ليه اب وام يحصله كده ويسيبنا تاني.
انا بحب مؤيد ونفسي قوي يفوق ويكلمني واقوله اني خلاص مش زعلانه منه، بس حزني علي وحيد اكبر من اي حاجة تانية وانا شيفاه بيكبر كل يوم ولسه مدخلش المدرسه زي كل الاطفال اللي في سنه ولسه ملهوش ورق رسمي ، واللي يوجع أكتر اني بخاف ان حد يعرف ان هو ابني حاجات كتيره توجع في الحال اللي وصلناله وكلها هتتحل لو مؤيد فاق
« بعد وقت»
يقين: عمي
براق: نعم
يقين بتردد: ممكن اروح اشوف مؤيد ، اطمن عليه شويه وارجع
براق: ايوه ممكن ، احنا كلنا هنروح نشوفه
يقين تبتسم: متشكره قوي
براق: متشكره علي ايه ده ولد عمك، يلا قولي لنسمه وملك اننا هنروح خليهم يجهزو
يقين: حاضر
خدنا وحيد والبنات وروحنا مع عمي الشقه التانيه اللي اول ما دخلتها رجعت افتكر اللي حصل زمان بكل تفاصيله.
ف وقفت شويه ابص للمكان اللي كنا فيه مع بعض وقت ما جيتله هنا من كام سنه وشردت بتفكيري في اللي حصل وقتها في الوقت اللي كلهم سابوني ودخلو جوه يشوفو مؤيد ، وبعد وقت وانا بستعيد الذكريات دي لقيت عمي جاي يقف عندي ويسألني مالك
يقين: ها... لا مفيش
عمار: مدخلتيش ليه؟!
يقين: داخله اهو
عمار: له استني
يقين: ليه
عمار: لما يطلعو
يقين: اشمعنا
عمار: الدكتور قال انه بيسمعنا وحاسس بينا لكن عقله رافض يفوق ، يمكن لو سمعك انتي يفوق
يقين: تفتكر
عمار: اهي محاولة
يقين : حاضر
#مؤيد
كنت سامع كل الاصوات بشكل غير مفهوم زي صدا صوت في اوضه مقفوله ، صوت الممرضات ، صوت الدكتور ، صوت بابا وعمي ، لكن مكنتش قادر افتح ولا اتحرك كأن حاجه مكتفاني ومعجزاني عن الرد وعن الحركه لغيت ما سمعت صوت طفل صغير بيتكلم ويقولي قوم نلعب مع بعض ، مشيت وسبتني ليه انا كنت بدور عليك ويقين مرضتش تخليني اجيلك ، بقا يتكلم كده وبعدها بقا يبكي وهو بيقول قوم بقولك متنامش تاني ، مكنتش عارف هو مين وليه بيعيط، بس صوت عياطه والحزن اللي في نبرته وترني حتي وانا مش قادر افتح ولا ادي ردت فعل وتوتري زاد لما سمعت صوت عياطه بيعلي وبيبعد بشكل يدل انهم خدوه ومشو وبعد شويه لقيت نفسي شايف المكان حوليه ، شايف اوضتي ، وكتبي ، والطربيزه بتاعتي كل حاجه زي ماهي تقريبا زي ما سبتها اخر مره قبل ما اجهز شنطتي علشان اسافر بعد ما خلصت اخر امتحانات لكن ايه رجعني تاني ومين اللي كان معايا في الشقه، وايه اللي حصل بعد ما الاتنين دول وقفوني بالموتسيكل وضربوني ، وايه غير مفرش السرير مكنتش عارف في ايه ، وكنت لسه ببص حوليه وبحاول افهم ف لقيت الباب بيتفتح و واحده بتدخل ولما ركزت في شكلها لقيت انها يقين بس ازاي شكلها اتغير كده وايه جابها مصر مكنتش فاهم حاجه لغيت ما اتقدمت نحيتي وهي مبتسمه بفرحه ودموعها ماليه عنيها وبتتقدم نحيتي
يقين بدموع: مؤيد
مؤيد يقطب حاجبيه بانكار: انتي ازاي هنا.، ازاي شكلك بقا كده ، ايه اللي بيحصل
يقين: انت تعبت و ودوك المستشفي
مؤيد بتوتر: مستشفي ؟! ايه اللي بيحصل.. انت جيتي هنا تاني ليه ، وازاي جيتي
يقين: جيت مع عمي
مؤيد: جيتي امتي ، وليه وانا ايه اللي حصلي، وازاي شكلك بقا كده
يقين بتعجب: جينا مع بعض مش فاكر
مؤيد: مش فاكر ايه
يقين: مؤيد انت كويس؟!
مؤيد ينظر للمكان: في حاجه مش مظبوطه ، انتي ازاي بقيتي كده.. والمكان .. مين جاب المفرش ده ... وفين تليفوني... انا بعمل ايه هنا... وازاي رجعت تاني.. وانتي عملتي ايه في الحمل...
يقين : مؤيد مالك .. انت مش فاكر اللي حصل
مؤيد: ايه ده هو في ايه.. انا اخر حاجه فاكرها لما كنت راجع البلد واتننين طلعو عليه
يقين بذهول: مش فاكر اللي حصل بعد كده
مؤيد: ايه اللي حصل بعد كده .. مش فاهم حاجه ( تقع عينه علي المرأه ليرا شكله ف تتوسع عينيه وهو يتحسس لحيته الخفيفه ) ايه ده انا مكنتش كده ، ايه ده!!! انا بقيت كده امتي ،( يتابع بجنون وهو ينظر حوله) انا نايم بقالي قد ايه وفين بابا
يقين: مؤيد انت كويس!!!... مالك
مؤيد يضع يديه علي اذنيه ليسكت ضجيج عقله ف يغلق عينيه بقوه و يأن بصوت عالي حتي صرخ فجأه لياتي علي صوته كل من في المنزل ف يجدوه يصرخ ويقين تحاول تهدئته حتي وقع وفقد وعيه مره اخري « اليوم التالي»
فتحت عيني بعد وقت مش عارف لو كان وقت كتير ولا قليل ولقيتهم كلهم عندي بيبصولي بترقب مستنيني اتكلم و طفل صغير قاعد جمبي بيقولي كل شويه تنام، بصيت عليه شويه وهو بيزعقلي لغيت ما افتكرته وبعدها بصيت للباقين وعرفتهم كلهم وافتكرت كل حاجه حصلت قبل الحادثه وبعدها وعرفت يقين اللي كانت واقفه عندنا الباب ودموعها علي خدها وهي بصالي بلهفه وقلق ، شكلها اتغير وكبرت عن الاول وحسيت انها بقت انضج عن اخر مره شوفتها قبل سبع سنين بس كانت لسه جميله ورقيقه وناعمه زي زمان و قد ايه اتمنيت اروحلها واضمها حضني قوي لغيت ما اكسر ضلوعها واسمعهم هما وبيتكسرو تعويض عن كل الوقت اللي اتحرمت منها فيه واقولها اني افتكرتها وافتكرت اللحظات اللي جمعتنا مع بعض انا وهي من صغرنا لغيت اللي حصل بيني وبينها في نفس المكان ده
عمار: حمدالله علي سلامتك
مؤيد: الله يسلمك ، ايه اللي حصل
عمار: تعبت شويه.. طمني عليك عامل ايه دلوقتي
مؤيد: تمام
براق: طيب حاسس بايه
مؤيد: ولا حاجه
ميار: حمدالله علي سلامتك يا حبيبي
مؤيد: الله يسلمك
عمار بترقب: افتكرت حاجه
مؤيد: حاجه ايه
عمار: يقين بتقول انك قبل ما توقع كنت بتتكلم عن اللي حصل زمان
مؤيد: مش فاكر قولت كده
براق: مش فاكر حاجه خالص
مؤيد: فاكركم انتو بس مش فاكر اللي حصل زمان
عمار باحباط: ده انا قولت افتكر.. ( يتابع بتنهيده) بس مش مشكله المهم انك زين
مؤيد: الحمدلله
كنت حابب ان يقين تكون اول واحده تعرف علشان كده مقولتش حاجه
وبعد ما اطمنو عليه كلهم مشيو وسابوني ارتاح ف قعدت شويه افتكر اللي حصل لغيت ما جه علي بالي وائل ومكالمته الاخيره وحركة الموتسيكل اللي اتكررت زي ما حصل زمان بالظبط، وبعد تفكير فهمت كل حاجه وفهمت ان هو وهيثم اللي عملو معايا كده بس ايه معني انه يكرر اللي حصل تاني بنفس الشكل دي اللي مكنتش فاهممها ف ندهت علي بابا وسألته ف قالي كل حاجه وعرفني ان وائل راح عندهم شايلني هو وصاحبه وعرفهم اللي حصل واللي عملوه معايا بالظبط واللي كان ناويه هيثم لنسمه ، ف كان لازم اتصل بيه واقابله علشان نتكلم في اللي حصل وتاني يوم اتصلت بيه
وائل: الو
مؤيد: عامل ايه
وائل: كويس ، حمدالله علي سلامتك
مؤيد: الله يسلمك.. عرفت اللي انت عملته معايا
وائل: افتكرت اللي حصل ؟!
مؤيد: اه ، انت عملت الحركه اياها علشان افتكر ولا كنت عاوز تقتلني
وائل: انت رايك ايه
مؤيد: رايي انك اتغيرت ومبقتش زي زمان ، ممكن نتقابل؟!
وائل: لأ
مؤيد: ليه لا
وائل: هنقول ايه لما نتقابل مفيش حاجه هتتقال تاني
مؤيد: في حاجات كتيره لازم تتقال
وائل: ايه اللي هيتقال ؟! هنتعاتب ولا هتاخد حقك مني بنفسك
مؤيد: ولا حاجه من دول، بس افتكر بعد اللي حصل في حاجات كتيره لازم نتكلم فيها ، لازم اعرف كنت بتفكر في ايه لما ضربتوني زمان وبتفكر في ايه لما ساعدتني دلوقتي وساعدت اختي ، اعتبر ده ندم ولا في حاجه تانيه
وائل: اعتبره اي حاجة انتو خلاص مش هتشوفوني تاني وهختفي من حياتكم
مؤيد: هتقدر؟!
وائل: انا قدرت خلاص ، ايه يخليني مقدرش
مؤيد: يمكن علشان نسمه
وائل: نسمه؟! انت اللي بتقول كده
مؤيد: ايوه ، انا عرفت انك قولت اللي حصل عشان تحميها
وائل : صح انا ساعدتها وساعدتك وقولت كل حاجه وعرضت نفسي للاحراج والاهانه عندكم عشانها ، عشان احميها بس ملقتش غير كرهها ليه في المقابل
مؤيد: انت لو عاوزها انا ممكن اخليهم يوافقو!
وائل: ايه
مؤيد: ايوه
وائل: وده ازاي بعد كل اللي حصل
مؤيد: يعني عاوزها ولا لا
وائل:
مؤيد: ايه
وائل: عاوزها بس ده مستحيل يحصل
مؤيد: طيب خلاص سيبلي انا الموضوع ده
وائل: محدش هيوافق
مؤيد: هنحاول
وائل: يعني في امل
مؤيد: مش عارف بس يعني مفتكرش ان حد يستحقها قدك دلوقتي
وائل: طيب وانت مش زعلان بعد كل اللي حصل
مؤيد: لا ، انا افتكرت وقت الحادثه زمان ، انت مكنتش عاوز تموتني ويمكن لولاك كان خلص عليه ، ده غير اللي عملته واللي بيثبت ندمك وانك اتغيرت
وائل: اها
مؤيد: تمام هبقا اكلمك تاني وان شاءلله اجيبلك اخبار كويسه
وائل : تمام مستني اتصالك ، ومتشكر
مؤيد: العفو
مع كل حاجه حصلت بس مفيش حد يستحقها غيره علشان كده كلمت بابا في الموضوع وطلبت منه انه يوافق، لكن قالي ده مستحيل وانه لو حصل هيبقا عمل شرخ في علاقته مع عمي وان ملك هتزعل وانه مش هيخسر اخوه علشان واحد غريب ، قال كلام واسباب كتيره تمنع جوازهم ، وللحقيقه اقنعني ولقيت ان مش هينفع ابدا يتجوزها ولا حتي نعرفه تاني ولكن في المقابل انا بقيت في موقف محرج منه ومقدرتش اتصل بيه تاني #وائل
اربع ايام وانا مبفارقش اوضتي ولا بتكلم مع حد ولا حتي قادر اتحرك من مكاني بسبب اللي حصل لغيت ما مؤيد كلمني واداني امل ان ممكن نسمه تكون ليه مع اني زعلان قوي منها عشان مسألتش ولا حتي عاتبتني في الوقت اللي انا كنت منتظر منها تتصل او تبعت رساله واحده وتحسسني اني فارق معاها ومكونش عملت كل ده علي الفاضي.
كان كلامها هيفرق معايا لو اتكلمت بس لا ، دي طردتني ومفكرتش حتي تقول حاجه لرحاب اللي جت من عندهم ساكته علي غير عادتها ، بس رغم كده فرحت بكلام مؤيد وبقيت مستني اتصاله بفارغ الصبر
#نسمه
مفتكرش اني مريتي بايام ولا شعور اصعب من اللي مريت بيهم الفتره دي ، كنت بموت حرفيآ ، وجوايا بينهار لغيت ما خلاص بقيت باهته ودبلانه ومش ناقصني غير اني اتكفن .
تعبت قوي و وزني كل يوم بيقل عن اللي قبله وشي بيبهت ، كلامي بيقل لغيت ما خلاص بقيت اكتفي برد بكلمه واحده، مش بذاكر ولا بعمل حاجه، حتي الصلاة بصليها بالعافيه واكتفي بالفرض واقوم.. ملك مش بتكلمني وبابا مكنتش عارفه زعلان لسه ولا انشغاله بمؤيد لاهيه عني، ماما خدت جمب وزعلت مني علشان مكنتش بحكيلها اللي بيحصل وجت قالتلي: اللي بيحصلك ده علشان فكرتي وبصيتي لحاجة غيرك وهي مأمنه ليكي ، انتي خونتينا كلنا ، خونتي تربيتنا وتعبنا فيكي وعملتي زي عبدالرحمن زمان واهو شوفي اللي وصلتيله واللي لسه هتوصليله بسبب عدم امانتك وخيانتك... وعبدالرحمن بعد ما طرد رحاب مشفتهوش تاني، ويقين حالتها مكنتش احسن مني وطول الوقت قلقانه علي مؤيد، وانا بقيت في اوضتي او في الجنينة لوحدي بعد ما خلاص تعبت من التمثيل قدامهم انه عادي علشان اثبتلهم كلهم اني عمري ما فكرت فيهم ، بس بالعكس انا كل حاجه فيه بتنطق باسمه وعمري ما حبيت حد زي ما حبيته ، وعمري ما ضعفت كده لغياب حد قد ما ضعفت بعد غيابه هو ، وحشني قوي وقلبي بيتعصر من شدة اشتياقي ليه ، وعيني مش بتروح عن مدخل الجنينة طول ما انا هناك وبتمني اني اشوفه داخل وجاي يكلمني ويطمني عليه يمكن ارجع زي الاول ، ارجع اعيش من تاني مكونش عايشه بالاسم
بس مبيجيش ومش معايا تليفون علشان يحاول يكلمني ، ومبروحش الجامعه يمكن اصادفه ، حتي رحاب مبقتش اشوفها ولا اكلمها علشان تطمني عليه وكل اخباره اتقطعت عني
: قاعده اهنه ليه ( قالهالي بابا وانا شارده ومنتبهتش لدخوله قبل ما اقوم احترام ليه وانا منطفيه تماماً )
نسمه: قاعده في الهوا
عمار: اه ، طيب تقدري ترجعي كليتك ( انفرجت اسارير وجهها قليلا عندما نطقها)
نسمه: بجد ، مش انت قولت مش هكمل هنا
عمار: لو مش عاوزه خلاص
نسمه: لا عاوزة
عمار: ماشي ، روحي وخلي بالك مش هنبهك تاني ، وانتي عارفه الممنوع والمسموح بيه، اي تجاوز هطلعك من التعليم خالص ومتبقيش تلومي عليه
نسمه بدموع: ليه يا بابا مش قال قادمك اني مقولتلهوش حاجه
عمار: يمكن مقولتيش بس هو مش هيكلمك بالثقه دي لو مكنش شاف منك حاجه
نسمه بدموع: اه بس انا كنت بم....
عمار بمقاطعه: مش هنرجع نتكلم في الموضوع، انا هسمحلك ترجعي الجامعة علشان هو قال انك مقولتلهوش حاجه ، بس اي غلط تاني بعد اكده متلومش غير نفسك
#ندي
اربع ايام لا كلمني ولا عارفه اكلمه عشان تليفونه مقفول ، وبسبب رجوع بابا من السفر انا مقدرتش اروحله، وخلال الوقت ده كنت بفكر ازاي افضح يقين من غير ما انس يزعل مني ولا يعرف ان انا اللي قولت وفي النهاية ملقتش احسن من لفت الانتباه لشبه اللي بينه وبين وحيد ، وحبها واهتمامها هي بيه وكانه ابنها ، وفعلا استغليت انشغال بابا بالشغل وقولتله رايحه اشتري هدوم وروحت شقة عمه وهناك لقيتهم كلهم موجودين الا انس وابوه و وحيد وبعد ما سلمت عليهم كلهم سألت علي وحيد ف قالولي معاه في الشقه التانيه وكانت فرصه هايله اني افتح السيره من غير ما حد ياخد باله اني بلفت انتباههم
ندي: اكيد مش بيسيبو بعض لحظه
ميار: لا طول الوقت معاه
ندي: طبعا مش شبه بعض ده ولا كأنه ابنه ، هو وحيد عنده كام سنه صحيح
ميار: سبعه
ندي: ههههههههه ايوه يعني بالظبط في الوقت اللي اختفي فيه انس كانت امه حامل فيه ، هي امه مين اوعو يكون كان متجوز ( قالت هذا لنظر إليها الجميع باستفهام)
يقين تحاول اخفاء توترها: هو يتيم
ندي: سبحان الله شبهه جداً ولصدفه يجي عندكم انتو بذات ، لقيتوه فين ده ( قالتها لينظر براق ليقين للحظات وهو يدير حديث ملك في عقله)
بُراق: ايوه صح يا يقين ، مين اهله
يقين: احم.. م معرفش امي قالت ان امه ماتت في المستشفي وهي بتولده وهي خدته تربيه
ندي: والمستشفي ادتهولها كده عادي
صفوان بشك: ايوه صح ، كيه ادتهولها
يقين: معرفش مقالتليش
ندي: بتحصل يمكن خافو عليه يروح ملجاء
براق: هو كان عندها وقت ما روحتي تقعدي فتره اهناك؟!
يقين بربكه: لا لا ده انا روحت بعدين عشان ازوها ف اتفاجأت بيه هناك وكان عنده سنه تقريباً
براق: سنه
يقين: اه
براق: امال كيه سبع سنين ده اكده يبقا عنده 8 سنين
ندي: مش بتقولي امه ماتت بعد ما ولدته ، ف ازاي سنه ولا انتي فضلتي سنه كامله مزورتيش امك
يقين بربكه: مش فاكره
براق بشك: اه... طيب .. اعملي شاي
يقين: حاضر ( قالتها وذهبت سريعآ ليتابع الباقيه حديثهم )
صفوان: هي يقين قعدت عند امها فتره؟!
ميار: اه قعدت عندها كام شهر
صفوان: ميته
ميار: من كام سنه
صفوان: مؤيد كان قاعد وقتها
ميار: لا بعد
براق يغير مجري الحديث: هو عمار مش هيجي ولا ايه ، اتصلي بيه يا ميار
ميار: حاضر
متاكده انهم مش هيتجاهلو شكهم فيها وهيدور لغيت ما يعرفو وكده انا مليش دعوه وهتفرج وبس
#يقين
كلهم شكو في الموضوع وبصاتهم ليه رعبتني وخاص ابوي اللي لو اتاكد من شكه مش هعرف ممكن يعمل إيه، والمصيبه الاكبر ان لسة العده بقيلها كتير علشان نقدر نتجوز انا ومؤيد
: مش غريبه الشبه اللي بين مؤيد و وحيد ، وغريب كمان انه امك هي بذات اللي تلاقيه ( اتفاجئت بعمي بيقولي كده وانا واقفه قدام البتوجاز بعمل شاي علشان افضل واقفه مكاني شويه قبل ما ابصله وانا بحاول اكون ثابته ومبينش حاجه )
يقين: ايه الغريب فيها دي يا عمي
براق: يعني مش شايفه ان في حاجه غريبه
يقين: لا، مش شايفه ، عادي بتحصل يخلق من الشبه اربعين
براق: اممم
يقين بربكه: ايه
براق: مفيش
يقين: امال بتبصلي كده ليه
براق: علشان مش شايفه حاجه غريبه لا في شبه ولا في وجود وحيد مع امك ولا في حبك واهتمامك بيه وكأنه ولدك
يقين بربكه: عادي انا بحبه علشان يعتبر اخويا والشبه مفهوش مشكله
براق:
يقين: إيه
براق:
يقين: في ايه ياعمي
براق: في ان شكلنا هنكتشفو حاجات كتيره وكبيره قوي الأيام الجايه ، ف ربنا يسترها عليكي
يقين تلمع دموعها: مش فاهمه قصدك ايه
براق: ولا حاجه ، خلصي
قال كده وسابني مرعوبه وجسمي سخن من كتر التوتر والخوف وانا مش عارفه ممكن يعمل إيه وزاد خوفي لما لقيت ميار جايه عندي تقول نفس الكلام تقريبا
ميار: مالك
يقين بربكه: ممفيش.. مفيش حاجه الشاي جاهز
ميار بشك: قوليلي يا يقين
يقين: ن نعم
ميار: هو انتي ليه روحتي لامك زمان مع انك كنتي بتعتبريها ميته
يقين: ما انتي كنتي شايفه اللي بيحصل وقتها
ميار: اه ، صح كنت شايفه اغماء وترجيع، كنتي تعبانه وقتها علشان كده روحتيلها يعني؟!
يقين تدير لها ظهرها لتجيبها بارتباك: لا انا روحت علشان عمي كان كارهني ومش عاوزني قدامه مش علشان تعبانه
ميار تمسك ذراعيها وتديرها اليها: طيب بصيلي وانتي بتكلميني
يقين: نعم
ميار: وحيد ابن مين
يقين: م معرفش ابن مين
ميار: اممم اها ، ماشي هاتي هودي الشاي ( قالتها قبل ان تذهب وتتركها في حاله من الارتباك والخوف حتي وصل عمار ودلف إليها لتهرول اليه بخوف)
يقين ببكاء: كلهم شكو فيه ياعمي ، لا دول اتاكدو مش شكو بس
عمار تتوسع عينيه: اتاكدو من ايه
يقين ببكاء: ان وحيد ابني انا ومؤيد
عمار : كيه ده ، مين قالهم
يقين ببكاء: الكلام جاب بعضه وكلهم ركزو في اللي حصل زمان
عمار بتوتر: طيب اهدي .. اعمل ايه ده حتي العده لسة بقيلها كتير .. ابوكي لو اتاكد مش هيعديها
يقين ببكاء: طيب وبعدين
عمار: ولا قابلين خليكي في اوضتك دلوك متطلعيش منها
يقين: طيب ومؤيد
عمار: مالو مؤيد مفيش خوف عليه الخوف عليكي انتي
يقين ببكاء: يا نهار اسود
عمار: اسكوتي خالص يلا علي الاوضه « بالصالة »
مؤيد: جيتي امتي
ندي: من نص ساعه، لقيتك مبتسألش قولت اسال انا
مؤيد: لا وانتي مكنتيش تعرفي اني من وقت ما سيبتك وانا في المستشفي
ندي: بجد.. طيب ليه
ملك: دخل في غيبوبه قصيره ورجع
ندي : بتتكلمو جد ، طيب ليه ماحدش بلغني
غاده: مكناش عاوزين نشغلك
ندي تنظر لمؤيد: تشغلوني ايه، ازاي محدش يبلغني
مؤيد: متقلقيش انا بقيت كويس
ندي بدموع: لا والله زعلت بجد ازاي محدش يبلغني علشان اكون جمبك
مؤيد ينظر للموجودين ثم اليها: خلاص مفيش حاجه اهدي
ندي بدموع: ازاي محدش يبلغني يعني
مؤيد: خلاص يا ندي .. تعالي عاوزك
( قالها وهو ينهض لتذهب معه ف يتفاجي بيقين تخرج من المطبخ متجه للغرفه ولون عينيها احمر من كثرة البكاء ف يقف للحظات ينظر إليها بقلق حتي امسكت ندي بذراعه وسحبته للخارج)
« بالحديقه»
ندي: مالك
مؤيد: مش عارف يقين مالها
ندي: مالها كانت كويسه وبتهزر معانا من الصبح
مؤيد: لا هي فيها حاجه ، واضح ان في مشكله حصلت
ندي: مش عارفه بس هي كانت طبيعيه مفهاش حاجه ( تشهق فجأه عند تذكرها لشي) اه ممكن فعلاً، ده من شويه بقو يتكلمو عن شبه وحيد وعن عمره.. تفتكر ممكن يكون حد خد باله
مؤيد تتوسع عينيه بصدمه: انتي بتقولي ايه
ندي: اه والله كان في حوار داير عن الشبه بينكم وعن عمر وحيد، وعن قعدتها عند امها
مؤيد: لا لا اكيد مخدوش بالهم ، اكيد
ندي: ان شاءلله ميكونش خدو بالهم متقلقش
مؤيد: دقيقه وراجع
#مؤيد
رجعت البيت تاني وحاولت اشوفها بس لقيت نظرات عمامي تقلق وكانهم فعلاً خدو بالهم وخاصه عمي صفوان اللي قام لما لقاني بتقدم لداخل وجه قدامي يقولي مالك عاوز حاجه ، كان بيقولها بطريقة تقلق وهو شكله شاكك في الموضوع بس مش قادر يقولها بصراحه علشان عارف اني ناسي وحتي لو قالي مش هيلاقي مني رد وقبل ما ارد عليه لقيت بابا جاي نحيتي بيقول مالكم
صفوان : مفيش ، كنت بشوف مؤيد مالو، شكله محتاج حاجه
مؤيد : مفيش كنت رايح اشرب
صفوان: ايوه ، طيب تعاله الحريم تجبلك
عمار: هاتي ميه يا ميار
ميار: حاضر ( قالتها وذهبت للمطبخ)
عمار: تعاله اقعد انت تعبان
مؤيد: لا انا هشرب وهطلع لندي
فضلت واقف مش عارف اعمل ايه ولا اوصلها ازاي وسط نظرات الشك اللي في عيون الكل لغيت ما ماما جابت الميه وشربت وبعدها سبتهم وطلعت بره اقعد مع ندي وانا تركيزي كله رايح مع يقين والموقف اللي هي فيه ، ومحتار اذا كان لازم اقولهم افتكرت ولا اسكت ف تكون دي حجه اني اعمل مش فاهم ، ولا اقولهم افتكرت ف يجو يسألوني وساعتها مقدرش اكدب .. مبقتش عارف اعمل ايه.
لكن انا عندي حجه اقدر اتهرب من الرد بيها لكن يقين اللي الحمل كله عليها ومش عارف ممكن تثبت لامتي، ولا لو عرفو هيعملو ايه ، اكيد عمي صفوان بذات مش هيقول نلم الموضوع ونجوزهم لو عرف
« محل الملابس»
عماد يدخل المحل باحثآ عن اسيل بعد ان اتاه اتصال منها تخبره بان ياتي فوراً ثم تغلق الخط ف يعود للاتصال بها ولا تجيبه ليذهب اليها سريعآ بعد ان انتابته حاله من القلق اضطرته لترك ما بيده لاجلها ، وعند وصوله للمحل اخذ يناديها حتي وصل لداخل ف اذا به يراها وهي.....