رواية شط بحر الهوى الفصل الرابع والثلاثون بقلم سوما العربى
الأربعه وثلاثون
كانت مشاجرة عنيفه و الأصوات عاليه ، الكل يحاول التدخل لفض ذلك النزاع القائم على الا شئ .
تجمهر عدد غفير فى الشارع و الشرفات يتفرجون على ذلك المشهد المسرحى .
لا يعلم اى منهم تفاصيل كثيره سوى أن "الست أشجان" تتشاجر مع أحد سائقى سيارات الأجرة.
و قد حاول عدد لا بأس به التدخل او محاولة إسكات أشجان قليلا لكنها لم تسمح لأحد بذلك او حتى تعطى الفرصه.
بل ظلت ممسكه بيتلابيبه تهزه يمينا و يساراً تقلل من قيمته و هى تهتف بصوت عالى : و الله لو عملتوا ايه مش هسيبه الناقص ده ، هو إيه سكتنا له دخل بحماره ، اربعين جنيه إيه الى عايزهم ، أربعين عفريت أما يبقوا ينططوه .. ليييه و لا على إيييه .
بينما السائق الذى غرته قواه مسبقاً و ظن انه لن يقدر عليه أحدا ،كان كالخرقه الباليه بين يدى أشجان بعدما أهانت كرامته شر إهانه يردد نفس الجمله من أول ما بدأ الشجار : أنا مش عايز أمد أيدى عليكى.
جذبت ياقة قميصه بصوره أكثر عنف و مهانه تردد بتجبر : لأ مد .. ورينى.. ما تمد .
و غنوة لجوارها تحاول إثنائها عن كل ما يحدث فلديها ما هو أهم .
غنوة : يا ستى سبيه بقا و لو على الاربعين جنيه أنا هدفعهم خلينا نشوف إلى ورانا .
لكن أشجان كانت ماتزال تقبض على تلابيب السائق فى وضع الاستعداد كى تضربه بجبهتها فى جبهته حين ردت عليها رافضه بشده : تديله إيه هما الخمسه و عشرين جنيه إلى خدهم و بس و يحمد ربنا و يبوس أيده وش و ضهر كمان ، ده الناس بقت جشعه اوى ، و من قدره ماشى ورايا لحد هنا و أنا وليه عزبه و وحدانيه .
ضحك عدد من الجمهور رغم عنهم فالتفت تبصر من ضحك هذا بحده ليكتم الكل ضحكاته فتدخلت غنوة بتوسل : يا ستى سبيه بقا أبوس أنا إيدك ، أنتى ناسيه المصيبه إلى عندى فى البيت .
توقفت أشجان لدقيقه تفكر ثم قالت : ماشى.. هسيبه بس عشان أنا رجلى وجعتنى من الوقفه مش أكتر .
أبعدت يداها من على قميصه و أستعدت لكى تبتعد و هى تقول: ما تبقاش تعمل كده تانى.
تقدم أحد الرجال يعطيه زجاجة ماء ليشرب و هو يقول له : خد إشرب يا أبنى خليك تمشى .
التقط منه السائق زجاجة الماء يرتشف منها القليل و قال بأنفاس مضطربه لاهثه : و ربنا ما رضيت أمد أيدى عليها عشان واحده ست و لو إنها مش ست اوى يعنى .
إستمعت إليه ، من حظه العسر أنها إستمعت إليه ... لقد كادت ان تغادر أخيراً ، لكنها استمعت لما قال.
و عادت تهجم عليه و هى تردد : سمعتك.. سمعتك .. هى مين دى الى مش ست اوى يا سليل سيد قشطة انت ، و الله و الدرافيل بقت تتكلم يا ولاد ، دى القوالب نامت و الإنصاص قامت .
غنوة: خلااص بقا.. كفايه.. قولتلك سبيه ورانا مصيبه.
انتبه لها أحد الواقفين و ردد بصوت مشدوه : مصيبه ؟؟ مصيبة ايه يا غنوة يا بنتى ؟!
ارتبكت غنوة لكن حاولت ان تظهر متماسكه و قالت سريعاً : لأ ولا حاجة ، ده الاكل شاط .. يالا أشجان عشان نشوف صرفه يالا سيبى الراجل بقا
ألتفت أشجان و نظرت للسائق قائله : أنكتب لك عمر جديد و اتنجدت من تحت إيدى.. لو شوفتك النواحى دى تانى هتبقى ليلتك سودا سامع.. يالا . .. يالا زق عجلك و اتكل على الله.
تعجل الرجل فى المغادره سريعاً فتلك السيده رهيبه فعليا و قد اضاعت له يومه فى الشجار على أجره زياده لم يأخذها بالآخير .
و هى سارت باتجاه البيت تدخل و هى تستمع لغنوة تردد بعصبيه : بقا انتى واقفه ساعه تتخانقى على عشرة جنيه زياده يا مفتريه .
فتحت الباب و دلفت للداخل و هى تردد : الله مش كنت بأمن تربه للمعدول .
صدح صوته يقول : ياااه بنفسك ، كنتى بتوصيلى على التربه بنفسك.
تقدمت تنظر له بشماته سعيده جدا ثم رددت : و أنا هعملها لأغلى منك يعنى ، ده مشوار الهنا و السعد ، بقالى كام سنه نفسى أمشيلك المشوار ده .
هارون : فيكى الخير فيكى الخير .
انتبهت غنوة و أشجان على وجود نغم تقف لجوار هارون فقالت : نغم .. مش كنتى بتقولى مسافره .
نغم : ايوه بس رجعت عشان فى موضوع مهم جدا و ضرورى لازم تعرفيه .
لكن غنوة لم تكن تبالى بالموضوع الذى عادت لأجله كل ما سيطر عليها لحظتها هو الحزن الشديد و قالت برفض : و الله .. أممم ده شكله موضوع مهم أوى إلى خلاكى تأجلى سفرك و ترجعى ، بس على فشوش يا نغم ، امشى إطلعى برا .. انا مش عايزه اعرف الموضوع ده .
صدم هارون كثيرا من ردة فعلها لكن نغم كانت متفهمه جدا و قالت : غنوة .. إفهمينى .. أنا مشيت غصب عني ... أنا قلبى اتكسر و كان لازم اسيب هنا .
حاولت غنوة مجاهدة الدموع لكن على ما يبدو لم تفلح و قد حانت منها رغماً عنها نظرة ناحية هارون رددت بعدها : فعلاً ؟ قلبك اتكسر ؟! ما أنا يومياً قلبى بيتكسر .. ماقولتش همشى و أفارق ليه.. جيتى من الأول ليه .. ما أنا كنت عايشه .. كنت عايشه و متأقلمه و أخدت على كده و أنا عارفه أنى بطولى ، جيتى انتى لييه و ليه خلتينى أتعلق بيكى .
زرفت الدموع رغماً عنها تحت أعين هارون الذى لم يحيد بنظره و تركيزه عنها يشعر و يتفهم ما تقوله .
إكملت غنوة بعدما مسحت دموعها و قالت بشئ من الحده و القوه : بس تعرفى .. الغلط مش عندك لوحدك.. انا الى كان لازم ارفضك من البدايه و أعرف أن زيك زي أمك ، هوايتكوا انكو تعلقوا قلوب الناس بيكوا و تستلذوا بشوفتهم و هما بيتعبوا و يتعذبوا بسبب بعدكم و انسحابكم من حياتهم ، أنتى بتعملى نفس الى أمك عملتوا فى أبويا زمان .
نغم : يا غنوة أنا....
قاطعتها غنوة صارخه بها : مش هسمع منك كلام.. اطلعى برا .. انتى لا عندك قلب و لا بتحسى زيك امك بالظبط... نسخه منها
كلماتها الأخيرة ذكرت نغم بنفس الحديث السام الذى بخه حسن فى وجهها فخرجت عن شعورها و صرخت فيها : و هو أنا بس الى زي امى ؟ انتى كمان بنتها و واخده نفس الطباع حتى الشكل و طبقة الصوت .
غنوة : إخرسى.
نغم: لا مش هخرس.. إيه زعلتك الحقيقة ؟ انتى زيها بالظبط.. مش ده هارون الى كنتى دايبه فيه دوب .
غنوة : دى قصه طويله إنتى ماتعرفيش عنها حاجه .. انتى ماعشتيش ربع إلى أنا عيشته.
تدخلت أشجان : ما نسيب بقا الغُسل الدفنه الى ورانا و نقعد نجيب تاريخ امكم من أوله ، اييه فى ايه ؟
أشارت على هارون و رددت بغيظ : أنا مش هرتاح و لا يهنالى بالى غير لما الواد ده يرتاح على جنبه اليمين فى التربه الى أنا اخترتها له بنفسى
مالت عليه و قالت بشماته و تشفى : اما أنا يا واد اختارت لك حتة تربه فى مقابر الصدقه إنما إيه
هارون: مقابر صدقه.. أخرتها فى مقابر صدقه .
أشجان: هو الموت كمان فيه أنعره ، هو كفن و تربه زى كل الأموات ، بس نقول ايه ما أهو إبن أدم مخلوق نمرود .
شمرت عن ذراعيها تقول : استعنى على الشقا بالله.
لكن هارون قد باغتهم بضربه من جبهته فى جبهتها جعلتها ترتد أرضاً و شهقت على أثرها نغم و غنوة التى قالت : انت فكيت نفسك أزاى؟
نظرت لنغم التى رفعت كفيها كعلامة إخلاء مسؤوليه و قالت : و الله هو إلى قالى أفكه و بعدها ما ابينش انى فكيته ماكنتش فاهمه حاجه افتكرتكوا بتهزروا مع بعض.
لم تتاح لغنوة الفرصه كى تسبها حيث باغتها هارون بأن وضع يده على فمها كممه و حملها على ذراعيه يغادر بها يستقل السياره السوداء التى توقفت للتو أمام باب البيت فوضعوا فيها غنوة قسرا دون أن ينتبه عدد كبير بما حدث و غادرت فى لمح البصر .
كانت تصرخ بصوت مكتوم من كفه التى تمنعها ، إقترب من أذنها و قال من بين أسنانه : أخرسى خاالص و أسكتى أحسن لك .
صمتت برعب مما تراه فى عيناه ، التوى جانب فمه بابتسامة شريره و قال : أيووه .. تخرسى خالص و تقعدى كده بينك و بين نفسك تستعدى للى جاى عشان الى جاى سواااد .... سواد يا غنوة... و لا أقولك يا غنوتى.
أبتسم بسماجه و قال : لأ أنا أقولك الأحسن ، يا زوجتى الجميله .
نزع كفه من على فمها ثم اعتدل فى جلسته يستند بظهره و رأسه على المقعد الخلفي للسيارة ثم أخذ نفس عميق يردد بصوت أمر لكنه هادئ : مش عايز من هنا لحد ما نوصل أسمع لك صوت.. فاهمه .
___________ سوما العربي _________
فورما سمعت صوته انتفضت من مقعدها و التفت حول الطاوله تتعثر فى المقاعد الكثيره المحيطة بالمائده بطريقه استرعت انتباه فلاديمير الذى يتابعها بأعين صقر .
و وقفت امام شاشة الهاتف تتسمع إلى صوته يردد : مرحبا سيد فلاديمير ، ما رأيك ، لم تكن تعتقد اننى قد استطع الوصول اليك بنفسى ، وحدى و بهذه السرعه.
أبتسم فلاديمير و ردد : للحقيقه .. نعم.. دعنى أسجل إعجابي بفريق عملك ، عمل جيد جيد يا صديقى فمن يصل بهذه الطريقة الى الحساب الشخصي الخاص بى فهو خارق الذكاء .
تدخل دونجل فى الشاشه و قال بابتسامة مغتره : شكرا لك سيدى .
ثم أكمل بنظره ملتاعه : كله لاجل العيون الرمادى ، يرخص لها الغالى و الله .
بسرعه كرد فعل طبيعي دون التفكير سدد له ماجد ضربه قويه مغتاظه ثم نظر إلى فلاديمير الذى جعد ما بين حاجبيه و قال يدعى الغباء و الجهل : ماذا قال ذلك الصبى.
ماجد : لا عليك و دعنا ندخل بصلب الموضوع .
فلاديمير : و لكنى مصر على فهم قصده.
وقفت دونجل بتعثر و قال له بعدما تأوه بألم : أاااه... لا عليك سيدى .. أنها مواضيع اسريه .. فأنا مجبر على تحمل ذلك البغل فقط كونه شقيق الفتاه التي انتوى بإذن الله الزواج بها .
فلاديمير : ماذا ؟ تتزوج من ؟
صرخ ماجد يقول : هل سنترك كل شيء و نصب كل حديثنا حول زواج كلايكما .
هنا و اقتربت فيروز أكثر حتى ظهرت مع فلاديمير فى الشاشه.
كانت تقف بعيد عن كادر الكاميرا لمنها تراه ، شئ ما حركه لتجعله يراها ، لا تعلم هل لتريحه بإشباع عيناه بها ام لتقتله بإزدياد شوقه لها.
و حينما لاحت صورتها أمام عيناه تقف خلف فلاديمير كأن الزمن قد توقف به ، لمعت عيناه بدمعه مزيج من الاشتياق و الفرحه يردد : حبيبتى ... وحشتيني اوى.
تدخل دونجل يقول خلسه : و أنا.
كانت تنظر له بأعين صامته تماما بها من الإتهام ما يكفى لأن تبدو كرصاص اخترق صدره.
انتبه الكل على صوت فلاديمير الذى ردد : من هذا أيضاً.
قالها يقصد ذلك المعجب الولهان الذى تقطر عيناه قلوب و هو يبصر فيروز أمامه.
تحدث دونجل بزهو و فخر : أنا مهند و الشهره دونجل سأصبح بإذن واحد أحد خطيب تلك الجوهره الحسنا التى نزع من قلبك كل إحساس و خير حين فكرت بإختطافها... هذه ؟! أتُخطف هذه ؟ كيف طاوعك قلبك يا رجل بحق الله ؟ كيف ؟! قل لي كيف ؟
بدأ الغضب يشتعل فى صدر فلاديمير الذى قال لماجد : بماذا يهذى هذا الجحش.
دونجل : لاااا.. لقد تمت إهانتى.. لن أصمت.. لن أصمت.
ماجد: كفااااااا.
صمت الكل و بقا هو ينظر فى أعين فيروز التى مازالت تواجهه بنفس النظره و سألها : فيروز.. عامله ايه يا حبيبتي ؟
جاوبت عليه بجمود : بجد ؟ بتسأل ؟! أنا المفروض أكون ميته دلوقتي بعد الى عملته فيا و جالك قلب تعمله و لا بعد كلامك الى قولتهولى.
اغمض ماجد عيناه يطبقهما بقوه شديدة و هو يردد : أنا آسف.. أسف.. حقك عليا.. الغيره عمتنى يا حبيبتي ..ال...
قاطعه دونجل يردد ببلاهه : حبيبتك إيه و غيرة إيه.. أنا ليه حاسس أنى فى حلقه من حلقات العشق الممنوع... لأ استنى.. غلطان غلطان.
ضرب كف بآخر و قال : شوف يا أخى الدماغ القذره لما تشتغل ... يعنى واحد و اخته ما لازم تبقى اخته و حبيبته يعنى.. صحيح يا ولاد إن بعض الظن إثم.
زفر فلاديمير بضيق و ملل بعدما قلب عيناه و ردد بنفاذ صبر : خلصتوا ؟؟ و لا لسه شويه.
جعد ماجد ما بين حاجبيه باستنكار بينما ردد دونجل : أوباااا.. ده طلع ابن بلد اهو و بيتكلم زيينا.
ماجد : يعنى بتتكلم مصرى و قاعد واجع قلبنا من الصبح... رجع فيروز و الى ليك خده و لو انى مش عارف هو ايه فعلا .
فلاديمير : اها بس مين قالك اني لسه عايز الماسه بتاعتى ، أنا مكتفى بالى معايا.
قال الاخيره و هو ينظر بوله ناحية فيروز ، نظره جعلت فك ماجد يهتز بغضب و غيره و نفور و صرخ فيه : هو فى ايه بالظبط و لا ايه الحكايه ؟
فلاديمير : زى ما فهمت بالظبط ، أنا موافق اتنازل عن صفقه الماس و أهديها لزوجتى فيروز و كمان الماسه .
صرخ دونجل : زوجة مين ، ده انا اروح فيكوا فى داهيه ، انا قتيل الجوازه دى .
فلاديمير : يستحسن الشئ ده يسكت و أنا من جهتى هسيبه عايش بعد الى قاله على زوجتى.
ماجد : زوجة مين أنت أكيد اتجننت .. مين قالك إن ده ممكن يحصل أصلا ؟
فلاديمير ببرود : إيه سبب إعتراضك ؟
و كعادة ماجد الشكاكه و المتهورة رفع نظره يوجه حديثه إلى فيروز متسائلاً بإستهجان : شايفك ساكته يعنى على غير عادتك و لسانك الطويل ؟!
أعوجت رقبة فلاديمير يرفع رأسه يبصر فيروز بفرحه و هيام ثم قال بصوت يرقص فرحا : ده دليل على إنها موافقه ، أنا كمان وصلتني معلومات عن لسانها الطويل .
بينما فيروز تقف متسعة العين مكسورة الفؤاد.
مجددا... مجددا يكررها ماجد ، الشك .. إنه الشك مجددا.
أقرب و اسرع شئ يفعله ، لم تنسى حتى الآن و هو حتى لم يبرر فعلته و يبدى ندمه حتى سرعان ما جدد و كرر الأمر.
بينما ماجد لم يكن يبصر دمعها جيدا ، حبه الشديد لهو كره ملتهبه تعصف داخله بغيره ، غيره تفتعل أخطاء فادحه لا تغتفر بسهوله .
صرخ بلا تفكير أوقفته الغيره يهتف : ما تردوا عليا ، هو انا بكلم نفسى ، تعرفها من امتى .
رفع عيناه المتهمه بوضوح و سألها هى : ما تردى انتى يا هانم ، يعرفك منين يخليه يخطفك عشان شغل انتى مالكيش دعوة بيه ؟ و من أمتى ؟! ايه إلى يخليه واصل للمرحله دى ؟ و انتى ... أنتى فين لسانك الى مابيرحمش ؟! شايفك ساكته يعنى ؟
اطبقت جفناها بقوه تكافح دموعها ثم فتحتهما مجددا تسحب نفس عميق ثم رددت ببرود: تفتكر هيكون ايه غير الحب يا ميجو يا أخويا.
اتسعت عيناه بصدمه بينما تهلل وجه فلاديمير فرحا و ضرب مهند وجهه بكفه مرددا : طارت المزه.
_________ سوما العربي ____________
كانت صامته تماما بترقب طوال الطريق الذى لم يستغرق الكثير من الوقت او يحتاج ذاكره قويه لحفظه و لا معلومات للتعرفه.
بل كانت تحفظه عن ظهر قلب ، أنه منزل الصواف العريق ، يرجع أصله إلى مؤسس تلك العائله منذ قرابة المئة عام ورثه الإبن للحفيد .
و بينما يشق السائق بالسياره للداخل كانت هى تنظر لذلك البارد الجالس بجوارها و قالت : إحنا جايبن هنا نعمل ايه ؟
رد عليها بكلمه واحده : بيتى .
صكت أسنانها بغيظ و قالت بينما تكور قبضة يدها بغيظ و غل : ما أنا عارفه انه بيتك.
وضع نظارة الشمس على عينه مما زاده وسامه و ردد بوقار ساخراً بينما ينظر أمامه : أه صحيح مانتى معاكى تاريخى كله و خط سيرى.
مد يده فتح باب السيارة بجواره و قال أمراً : إنزلى .
ترجل من السيارة ينتظرها لكنها لم تمتثل لأمره و تفعل فاستدار حول السياره يفتح الباب لها و قال بغضب : إيه ساعه هستناكى .. مش قولت إنزلى .
لكن غنوة لم تكن خائفه إلى حد كبير ، لا يوجد لديها ما يمكن خسارته فردت عليه بأعين قويه : و أنا بردو سألتك جينا هنا ليه ؟
باعجاب برع فى مداراته ردد بجمود : اظن عندك ودان ، و أنا قولت ده بيتى .
غنوة : خو أنا سالتك انت هنا بتعمل ايه ؟ أنا سؤالي واضح .. أنا هنا بعمل إيه ؟!
وضع كفيه داخل جيوب بنطاله و قال ببرود : ما هي دى إجابة السؤالين ، أنا هنا ليه عشان ده بيتى .. أنتى هنا ليه ؟
رفع صوته عاليا و قال : عشان انا هنا و ده بيتى .
عاد يخفض نبرة صوته و مال على أذنها يكرر : عرفتى أنتى هنا ليه ؟
رفع صوته مرة أخرى جعل صوته يهز الأركان و ردد : عشان إنتى مراتى يا هانم .
صدح صوت يردد متهللا : ايه ده ؟ أنت اتجوزت يا واد يا هارون ؟
التف ليبصر عمه يخرج من باب البيت فجعد هارون ما بين حاجبيه و سأله باستنكار : عمى ؟! أنت خرجت امتى من المستشفى ؟
كاظم : لاقيت مالوش لزوم بعد ما غزال مصر القديمة بطل يروح .
هارون : غزال مصر القديمة مين ؟!
لم بتخذ ثوانى حتى فهم و قال بغل : عمى ... لو عايز تفضل عمى و أنا أبن اخوك بجد تنسى الست دى نهائى .
كاظم : ليه كده بس.. مش قولتلى عندك استعداد تعمل أى حاجة عشان أسامحك و ارجع كاظم بتاع زمان
هارون بغيظ : و مالقتش إلا الحرمه السعرانه دى ؟
ردد كاظم بوله بينما يعض شفته السفلى : ماهو عشان كده .. حرشه .
تقوصت شفة هارون السفلى بتقزز و ردد : يخربيت مزاجك يا عمى.
إلتف و نظر إلى غنوة التى مازالت تجلس في المقعد الخلفي و صرخ فيها : ايه.. هتفضلى قاعده .. مش قولت لك إنزلى.
غنوة : و أنا قولت لك مش نازله.
هارون ببرود : يا سلام.. أوى أوى.. أشيلك .
صرخت برعب و قالت : لأ لأ خلاص.. هنزل هنزل.
ترجلت من السيارة بسرعة فقال : ايوه كده .. الادب فضلوه عن العلم.
غنوة : يعنى انت و لا متربى و لا متعلم.
اهتز فكه و صك أسنانه يردد بغيظ مكظوم : لمى لسانك عييب ... عيب تطولى لسانك على جوزك.
غنوة : جوز مين انت صدقت نفسك.
تدخل كاظم بذهول متسائلا : إنتو صحيح اتجوزتوا .. أنا كنت حاسس من أول يوم شفتك معاها فى القاعه ايام خطوبتك الاولانيه ، أسد و غزال و الله .. كان لازم تتجوزوا.
هارون : شكرا يا عمى .
كاظم : شكرا يا عمى ؟! يا أخى مش حلوه.. مش مستطعمه .
هارون : هو إيه .
كاظم : هارون المؤدب البار بأهله ... التانى أحلى .. هارون الواطى الزباله .
نظر هارون بوعيد ناحية غنوة و ردد : انا شايف كده بردو.
و فى لمح البصر مال عليها حملها بحيث تدلت رأسها من على ظهره و صعد بها الدرج غير عابئ بصراخها و كاظم من خلفه يردد : يارتنى بعرف أزغرط و الله ... حفيد الصواف بيتجوز يا ولاد
ظل يصعد بها الدرج و هى تصرخ فيه بغضب شديد
سار بها من ممر لأخر حتى وصل إلى غرفته و أغلق الباب خلفه حتى أنها استمعت لصوت المفتاح يدور فى الباب .
ثم أنزلها أرضاً سامحا لها بالصراخ : انت يا بيه انت يا استاذ .. انت فاكرها سايبه.
نظر لها و ضحك بصدق يقهقه عاليا ثم قال : الله .. ما هى كانت سايبه من كام ساعه و كنتى هتموتينى انتى و الوليه الى معاكى الى عايزه تريحنى على جنبى اليمين .. دلوقتي مابقتش سايبه و بقا فى حكومه فى البلد ؟
أقتربت منه تقول بتهذيب شديد : صدقنى.. أنا مش بكرهك و لا عايزه أذيك.
نظر لها هارون بعدم إستيعاب و قال : يا راااجل .. صحيح ماكنتيش عايزه تأذينى ، انتى كنتى ناويه تقتلينى بس.
اقتربت منه خطوه اخرى تردد بنفس التهذيب تشرح لها بيدها ببساطه و سلاسه : صدقنى أنا فعلاً مش عايزه منك أى حاجة و الله .. هما اربع غرز اتنين فى اتنين هفتح بيهم صدرك من ناحية الشمال و أخد قلبك و بس والله.
كان يستمع لها و هى تشرح بسلاسه و بساطة كأنها ستختلس معلقه مكرونه من صحن كبير .
ضحك رغماً عنه و هو يردد بجنون : يا سلام .. بالبساطة دى .
غنوة : أهو... شوفت .
هارون : انتى هبله و لا عبيطه.
تحولت ملامح وجهها للعضب الشديد ثم صرخت فيه : لأ مش عبيطه ... أنا فعلا اقسملك بالله ما عايزه منك حاجه غير قلب أبويا.. عشان ادفنه جنبه . أنا ابويا مش مرتاح فى نومته
انفجر هارون فى وجهها يصرخ بجنون: و لما تاخدى قلب أبوكى يا غبيه ما انا كده هموت.
صرخت هى الأخرى بدورها : ما تشوفلك قلب أى قلب تانى تشتريه بفلوسك ، هو أنت هتغلب يعنى .
زم شفتيه و هو يشعر أن الحديث معها يأخذه بإتجاه الجنون.
اتسعت عيناها و هى تبصره أمامها يخلع عنه معطفه ثم من بعده شرع فى فك أزرار قميصه فصرخت برعب : انت بتعمل ايه ؟!
أستمر في خلع ثيابه يردد : الكلام معاكى هيودينى مستشفى المجانين عشان كده أنا شايف إن الفعل أحسن من العته إلى إحنا بنتكلم فيه ده.
تراجعت للخلف برعب و هى تردد: فعل إيه الى بتتكلم عنه.
اخذ يقترب منها و هو يجيبها بشوق و رغبه : واحد و مراته لأول مرة لوحدهم فى أوضة نومه تفتكرى هيكون إيه الفعل.
فهمت ما يرنوا إليه و تملكها الرعب أكثر تصرخ عالياً خصوصاً و هى تراه قد تخلص من قميصه بالفعل و بقى امامها يقترب منها كالفريسه التى اوقعها فى الفخ و هو عارى الصدر ..