رواية أخباءت حبه الفصل الرابع والثلاثون
رحاب بوجه متجهم
وملامح خائفه ...
تنظر الى عادل الذي كان
في قمه البرود ...
وهو يقول : لدي الكثير في
جعبتي...
لدى الكثير من الاسرار التي
من المؤكد انك تخشي فضحها...
أو سماعها ....
بصوت مرتجف رحاب وحيره
تقول : عن اي شيء تتحدث ...!
عادل : أتحدث عن الماضي
الذي لا يعلمه احد ....
رحاب في قلق :
أي ماضي...!!
عادل بصوت خافت :
أتحدث الماضى الذى تحاولى
إخفاءه...
يسود الصمت ورحاب
تحملق فى وجهه وبملامح
صلبه وبصوت ساخر يكمل
: ابوك...
الموظف الأمين
(عثمان بركات)...
الذي سرق من اموال الشركه
وتم زجه فى السجن ...
ثم هرب...
وانضم إلى مجموعه من
المجرمين
وبعد ذلك تم القبض عليه
في قضيه بلطجه...
والام التي هربت ...
وتركت أبنائها ...
منذ عشر سنوات..
والى الان مجهول مصيره...
ولا يعلم أحد عنها شىء...
ويقال أنها هربت مع رجل ..
بعد أن كرهت العيش مع
أبوك المدمن...
وأخيك الأكبر الذى ..
ترفع رحاب راحت يدها
في وجهه لتوقفه عن إكمال
حديثه ...
قد بدأت في البكاء ...
قائله بصوت منكسر :
كفى...
كفى.. أرجوك ....
عادل بأعين يسكنها الشر
: مايزال لدى الكثير ...
ومن المؤكد أن الجميع
هنا لا يعلم قصتك تلك....
ولا يعلم عائلتك الكريمه...
حتى الحى الجديد الذى
سكنتم فيه أنت وأخوتك
هربًا من كلام الناس وأعينهم .
لا يعرف حقيقتك....
ثم عاد يضرب كفيه ببعضهما
: انني في غصون دقيقه
واحده...
قد كشفت لك بعض الخفايا
والاوراق التي لا يعلمها
احد ....
تخيلي معي حجم الكارثه
عندما تعلم المستشفى هنا
حقيقتك ...؟
وحقيقه اهلك...؟
تمسح رحاب دموعها
المتساقطه وهي تقول بملامح
منهزمه بلا حيله
: ارجوك..
اتوسل إليك ...
أننى فى ذهول لمعرفتك
كل هذا عنى ..
لقد تخيلت أن الماضى قد
انتهى ...
وتم دفنه ....
ثم عادت تشبك أصابعه ببعضهنا
فى توسل باكيه أكثر :
أرجوك...
لا اريد أن يعلم احد عنى
شىء...
لا أريد أن يعلم أحد قصتى ...
يغمغم عادل : حسنًا ...
الأمر بسيط ...
والمقابل لا يذكر ...
فقط اريد هاتفك...
اريد تحطيمه...
تنفى رحاب برأسها :
صدقني...
أنا لا أحمل عليه أي
صور تخصك ...
عادل وقد بدات ملامحها
جامده يقول : يبدو أننا
قد بدأنا التلاعب...
والمراوغه ...
حسنًا...
أنت من أخترت...
فبعد ساعه واحده...
ساعه فقط...
ستكون قصتك على كل
الألسنه هنا...
وفى الحى ...
فى كل مكان تخطو قدمك
فيه ...
أنت لا تعرفى من أكون..
تحاول رحاب إثارة عطفه
وهي تقول : أقسم لك أنني
لست كاذبه...
ولا احمل بالفعل أي
صور تخصك ..
عادل في غضب :
ولكن المعلومه التي لدي
تؤكد أنك قد ألتقط
صور لي مع منى ...
تنفي في خوف : لا ..
صدقني لم افعل ذلك ...
ثم عادت تخرج هاتفها
وهي تفتحه وتمده له :
تفضل ...
هذا هاتفي...
انظر فى محتواه ...
ليس عليه أى شىء .
وإن رأيت صوره هنا تخصك
لك الحق في ان تحطمه
بنفسك...
لن ألومك....
مط عادل شفتيه وهو
يلتقط الهاتف ويبدأ في
فحصه بدقه ..
ويراقب فى نفس الوقت
نظرات عينيها وملامحها...
ثم قال : إذن ما معنى
تلك الرساله التي قد وصلت
بأنك قد حصلت على صور
خاصه لي...!!
رحاب بصوت خافت :
لا أدرى...
ولا أعلم...
هز عادل رأسه : وهو يقول
حسنًا سأصدقك ...
ولكن سأعطيك فرصه
أخيره ...
وإذا علمت بأن هناك صور
قد ظهرت تخصني ...
صدقيني ...
لن أعاتب غيرك...
حتى وإن كنت غير مسؤوله
عن ظهورها ...
سألقن لك درسًا لن تنسيه ..
وهذا تحذير أخير ...
إبتعدي عن طريقى...
ولا تحاولي مساعدة
تلك الغبيه ساره ....
وعاده ينصرف مغادرًا
أما هي ...
فقد تراجعت بظهرها للوراء
وألقت بجسدها على مقعد
بلاستيكى ....
ثم دفنت رأسها بين راحت
يديها وانهارت تبكي....
تبكي في حسره ...
وخوف وحزن...
*******
(أنا غير مقتنع حتى الآن )
نطق سعيد جملتهم أمام
زوجته سمر داخل
شقتهم الجديده...
والأنيقه...
وهو يرتشف من فنجان قهوته..
تقترب منه سمر وهي تقول
: إنه الحب ...
ولا شيء غير الحب...
ينفي سعيد برأسه :
فتاه جميله مثل ساره...
لماذا تدفع عمرها وشبابها
مع رجل قد إنتهى مثل
محمود ...!
ما المقابل في هذا ...!!
إنه فقير...
وهى لم تكن تعلم بأمر الثروه
قبل أن تتزوجه ..
سمر : ولكنها كانت تحبه ...
وتعشقه ...
وكان حلمها هو فقط أن
تتزوجه...
ينفي سعيد بيده :
ولكن محمود قد انتهى....
آسف لو كانت تلك هي
الحقيقه القاسيه...
ولكنها لم تتزوج الرجل الذي
أحبته ....
لقد أختلف...
ذابت ملامحه الوسيمه...
سمر : يبدو بأنك غير مقتنع
بأن هناك شيء اسمه الحب...
يضحك سعيد وهو يرتشف
مره أخرى من فنجانك قهوته
قائلاً : بل مقتنع...
ولكن ما ارآه هو جنون...
وليس حب...
ليس منطقى...
ورغم ذلك العجيب ...
والغريب...
أنى أرى محمود لا يحبها ...!!
بل يعشق غيرها...!!
والأدهش أن منى أيضًا
هى الأخرى تبادله نفس
المشاعر....!!
ونفس الحب ...!!
أنا لا أصدق هل الإثنان
يحملان نفس التفكير...!!
تعقد سمر حاجبيها في حيره
قائله : ما معنى حديثك..؟
سعيد : أعني هل الإثنان
يحبان محمود
رغم تشوه ملامحه ...!!
بل ومحوها ...!!
تغمم سمر : بالنسبه لى ...
حب ساره مختلف ...
وأنا مقتنعه به ...
لأنها هي من قبلت الزواج
منه بعد وقوع الحادث ...
من في حين أن منى في
بدايه الأمر قد تهربت..
وفسخت الخطوبه...
ثم عادت بعد أن ظهر
الميراث بحب أنا لست
مقتنعه به...
هز سعيد رأسه : إذن ..
فالخوف فعلاً من منى...
ولكن كيف تقبل ساره حب
محمود لإمرأة غيرها...
وعاد يمسك رأسه :
لقد قتلنى التفكير...
تبتسم سمر : يبدو بأنك
قد فكرت في الموضوع
كثيرًا ...
حتى خرجت بتلك الأفكار...
يبتسم سعيد : بالفعل...
أسأله كثيره ومحيره....
ولكن لو كانت منى تلك
فعلاً كاذبه في مشاعرها
تجاه أخيك محمود...
فالوضع ربما يكون خطير...
بل كارثي...
تبتلع سمر ريقها في قلق
وهي تقول : لقد دفعت الخوف
الى قلبي ...
سعيد : رغم أني رأيت بأم
عينى حب منى الى محمود..
وجلوسهم كعشاق ...
ولكني عندما عدت الى البيت
شعرت بأن ساره ربما تكون
صادقه...
وما كانت تفعله منى مجرد
تمثيليه...
ربما بالفعل علمت أننا
نراقبها...
سمر فى دهشه :
وكيف علمت ذلك...!!
لقد كان الأمر في سريه تامه..!!
يضع سعيد فنجان قهوته
وهو يشير بسبابته في وجه
زوجته :
تلك هي الحلقه المفقوده في
الاحداث..
فإن كانت تعلم أننا نراقبها ...
من الذي أخبرها ...!!
ولا يعلم تلك القصه سوى
ساره وأخيك ...!!
سمر في تعجب : ومن المنطقي
أن الإثنان لن يخبران أحد ...
فليس في مصلحة محمود
أن يخبرها...
أو حتى ساره....
يأخذ سعيد نفسًا عميقًا
ثم قال : يبدو بأننا تسرعنا
فى الحكم...
يجب أن نعيد ترتيب الاوراق
من جديد...
ونبحث خلف منى هذه...
وأن أعرف قصتها بالضبط...
ومن تكون بالتفصيل ...؟
سمر : ولكنها كانت يومًا خطيبة
أخي ونعرف أن ...
يقاطعها سعيد بسرعه :
البحث الآن مختلف...
لقد تغير الوضع ...
سمر فى حيره :
ماذا تنوي أن تفعل بالتحديد ...!!
أخبرني ما الذي يجول بخاطرك ...!!
سعيد بهدوء : سأ راقب منى..
بنفسي ...
تتراجع سمر في قمة
التعجب : لماذا ...؟
سعيد فى حماس : حتى أعلم
من تكون تلك المرأه بالضبط..
وساده بعدها صمت طويل ...
كانت في سمر تفكر بشده ...
بطريقه لم تعهدها من قبل..
********
(لماذا تأخرت في إرسال
الصور ...؟)
نطقت ساره جملتها في لهفه
عبر الهاتف وهي تتحدث مع
رحاب التي كانت تحمل
نبرات صوت هادئه وكأنها
مريضه تقول :
لقد حاولت الإتصال
بكريم...
ولكن هاتفه كان مغلقًا ....
ساره في حزن :
حاولي أكثر...
وأعيدى المحاوله...
أو اذهبي الى مقر عمله ....
احصلي على تلك الصور
بأى ثمن ..
رحاب فى تعلثم واضح :
حسنًا...
ربما ...او...
تقاطعها ساره في تعجب
:ماذا هناك..!!
انني أشعر بأن هناك شيء
تخفيه...
هناك شىء مختلف فيك...
اليوم ..
ولكن لا أستطيع أن أعرفه...
هل أنت متعبه..؟
رحاب بهدوء : نعم ...
أنا مريضه بعض الشيء...
ساره فى قلق :
هل أسعى القدوم إليك ..؟
ولرؤيتك...
تنفي رحاب بسرعه : لا... لا ...
سأكون بخير...
اطمئني...
وسأحاول مجددًا الوصول
إلى كريم..
بأي شكل ...
للحصول على تلك الصور ...
وأنهت بعدها المحادثه ...
لتلتفت ساره وهى تتراجع
فجأه..
تنظر إلى محمود الذي كان
قريب منها للغايه ...
ويستمع الى الحوار قائلاً
: يبدو بأنك ما زلت تبحثين
خلف منى ...؟
تتنهد ساره قائله بصوت
قوي : نعم لابد أن أثبت
لك أن تلك المراه خائنه ...
وبأن هناك طرف آخر
فةلي القصه ...
أنها تخونك...
وتتلاعب بك...
وانت ترفض الإستماع ...
أو الإصغاء ...
أو تصدق ...
محمود في هدوء : أنها حبيبتي
في جميع الاحوال..
حبيبتي...
ساره في حيره تقول :
ما معنى حديثك هذا ...!!
محمود : معنى حديث
أنني لن اخسر منى...
مهما حدث..
أو كان...
ساره في تعجب شديد :
حتى وإن كان هناك رجل
آخر في حياتها...؟
ساد الصمت ولم يجب
محمود سؤالها...
لتعيده مره أخرى
وهي في تصميم على إجابته ...
حتى قال بهدوء شديد :
منى لي انا فقط..
ساره في غضب كلماتك غامضه
وغير مفهومه ...
محمود : حسنًا يبدو بأننى مجبر
على مصارحتك ...
تشعر ساره بقمة الحيره وهى
تردد : تصارحنى...!!
بأى شىء ..!!
يتنهد محمود :
لقد تزوجت منى ..
وتتراجع ساره فى صدمه
عارمه وهى تصرخ :
ماذا تقول ...!!
تزوجت منى..!!
هز محمود رأسه :
نعم تزوجتها ..
ساره وهى تكاد تبكى :
كيف...؟
ومتى حدث ذلك ..،؟!
محمود بهدوء شديد :
لم اتزوجها فحسب
بل هناك مفاجآت أكثر من
ذلك ...
تبتلع ساره ريقها فى خوف
شديد وبنبرة صوت مرتجفه
: اى مفاجآت...
ويبدأ محمود فى بصوت
قوى يخبر ساره بمفاجآت
مدويه ...
جعلت ساره تكاد
تفقد عقلها...