رواية حواء بين سلاسل القدر الفصل الثالث و الثلاثون 33 بقلم لادو غنيم

رواية حواء بين سلاسل القدر الفصل الثالث و الثلاثون بقلم لادو غنيم

اللي بينى و بينك نهر من الدم بيجري في عروق عروستك بنت عمى يا حضرة الظابط 


هكذا تحدث ببحه ثعلبيه ثـمَ هتفَ برسميه:

أنا جأت و معايا بطاقة العروسه بأسمها الحقيقي أكيد الماذون هيحتاجها'


زم الأخر فمهِ ببسمة جافه و إشاره لهُ بسبابتهِ فـقتربَ الأخر منُه قليلاً فـسكن "جواد" جوار أذنهِ يتمتم بـربحاً ساحق: 

هعمل لمراتِ تعقيم من نسلكُم'و'على فكره أنتَ جأت متأخر أوى عارف ليه عشان العروسه أورقها جاهزه'و'بردو بأسمها الحقيقي "ريحانه حسن الغنيمى"


حدقة عيناه بـدهشة الإستفسار'فـقاله الأخر بكامل ثقتهُ: 

أوعا تكون مفكرنى مختوم علي قفايه و هتجوز واحده معرفش أصلها من فصلها'فوق أنا معلق دبابير علي كتافي مش عصافير'


تلاشت الكلمات من فم الأخر الذي قبض أصابعهِ بختناق بينما أخرج "جواد" بطاقة هويه تحمل كنيتها الحقيقيه'ثمَ صاره إلى الشيخ و أعطاهُ أياها تالين بجفاء محتفظاً بأصول لكنتهُ: 

لمؤاخذه يا رچاله "البارون" مش هيجدر يكمل معانا الليله بسبب مشاغلُه'واچبك وصل يا أبونسب و متجلجش هبجى أوصل سلامك لبت عمك'


التفت مثل النيران يصير مثل الرياح العفيه'بينما نظرا العمُده متسائلاً: 

إيه اللي بيحصُل يا "چواد" فهمنا يا ولدي"؟ 


جلسَ "بجوار" الشيخ مردداً بتجاهُل: 

حاچه بسيطه يا عُمده متشغلش بالك'خلينا نكتبُه الكتاب يلا يا شيخ على خيرة الله'


أومأه الشيخ بـالموافقه و بدأ بأتمام الزواج'

"

أما بـقاعة النساء المُجاوره لقاعتهم'

آتت الحجه نـعمات و جلست بـجوار "ريحانه" تحادثها وسط أصوات الطبول و الغناء: 

طلعتى عفيه و عملتى الواكل أيوه أكده عفارم عليكِ'بس دلوك عايزاكِ فى حاچه تانيه'


نظرت لها بـقلقاً: 

خير يا خاله'! 


خير يابت متخفيش أكده'جـربي عليا مش عايزه حد يسمع هـجولك إيه'؟ 


أنحنت إليها قليلاً فتمتمت العجوز ببعض الكلمات التى جعلت الأخر تتلون بـقرمزية بـخجلاً تلازم ببعض الدهشه التى جعلتها تتراجع برأسها للخلف بـمعارضه إستوحت الربكه: 

إيه اللي بتقوليه دا يا خاله لاء حرام و بعدين

"جواد" مش هيوافق على حاجه زي كدا'


ضربة بعصاها الأرض بمعارضه شخطً: 

هيوافج غصبن عنُه دي عوايدنا عـرض مارتُه لازمن أهل البلد تشوفُه'و ضرب النار يملئ دوار "رضوان" 


إرتجفَ جسدها بـرهبه إثارة أنتباه بـعض الحاضرين'و أولهُم كانت "بـهيه" التى إسرعت بالحضور و الجلوس بجوارها متسائله: 

فـى إيه أهدى أنتِ تعبانه و الا إيه'


نـفت بعين غرقت بدموع تثير دفائن نوبتها التى لم تلتقي بها مُنذ لليالي'بينما هتفت "الخاله" بـحنقاً: 

كويس أنك چاتى عشان تسمعى اللي بتجوله العروسه جال إيه مش موافجه أن أهل البلد يشوفُه عرضها جال إيه ميصحش و "چواد" مش هيوافج'


عارضتها بلكنه طيبه: 

الحاجات دي بقت قديمه أوى يا "خاله" مبقاش فيه الكلام دا دلوقتى و بعدين هى عندها حق "جواد" مش هيوافق بحاجه زي دي نهائي'


كاف يعنى مش هيوافج'دي عوايدنا إيه ولد "رضوان" هيخالف العوايد"!! 


مش كُل العوايد لازم نوافق عليها اللى بتطلبيه دا ضدد الدين و الخصوصيه'ربنا مأمرش أن الناس تشوف حاجه خاصه زي ديه'دي حاجه مُحرمه مفيش أي سوره أو حديث بيقول أن الزوج يفشى عرض مراتُه للناس عشان يحيوه و يصدقهُ أنها كانت عذراء'دا لو عمل كدا معناها أن هـو نفسهُ مكنش واثق فيها و بيوري الناس حاجه زي ديه عشان يثبتلهُم أنها شريفه'


أنتِ مش خابره بتجولى إيه جعادك فى مصر خرب مُخك 


أنا بقول الحق يا خاله ربنا مأمرش بالكلام دا'! دي كلها بدع عملتها الناس الجاهله اللى معندهمش وعى بـدينهُم و الا ثقه فى تربيتهُم'و علي العموم "ريحانه" معاها حق "جواد" مش هيوافق لو السما أطبقت ع الأرض أنا عرفاه كويس مش هيقبل أن حد يشوف حاجه خاصه زي ديه'


بجى أكده ماشى هيبجالى كلام تانى معاه'

نـهضت بـستياء و همت بـمغادرة الديون'فـدخلا "جواد" قاعة النساء بذات الحظه ممسكاً بـدفتر الشيخ فتعالت أصوات الزغاريط و الطبول'فصاره بهيبتهِ المغمغه بـفرض شموخهِ ببسمه إستوحاها من إيقونة إصولهِ'ثمَ جلسَ بجوارها فنظرة لهُ بـذات الملامح الخائفه'فـعقد حاجبيه بستفسارً: 

مالك فى إيه أنتِ كويسه'؟ 


أنكرت بـرأسها فـراوضهُ الفضول الملتحم بـضيقاً ثمَ نظرا للعمه متسائلاً: 

مين اللى زعلها يا "عمتى" 


ربتت علي منكبهُ بـبتسامه: 

محدش هى بس خافت شويه لما الخاله "نعمات" إتكلمت معاها'


إتكلمت معاها فى إيه'


إنحنت "بهيه" و تمتمت بالحديث داخل إذنهِ ثمَ إبتعدت عنهُ فلتفت للأخرى بعين ضيقها بستفسارً: 

دا اللي مخوفك كلام الخاله'


أومأة بتأكيد فـزم فمهِ ببسمة عتاب جاده: 

و أنتِ بقى مفكره أنى هوافق على الكلام دا'؟ 


تسألت بـعين تشتاق للنفى: 

يـعنى مش هتعمل كدا و توري الناس زي ما عوايدكُم ما بتقول'؟ 


تتحرق العوايد'طبعاً مش هقبل أن حد يشوف حاجه خارجة منك' دي حاجه تخصنى لوحدي'

أنا عمري ما هفرط فى حاجه منك و خليها تتوزع

بين عيون الناس'


بجد يا جواد"


بجد يا قلبهُ'


أنتفض قلبها من مخدعهُ فـرسمت الفرحه البسمه علي شفاها التى باحت بتسأول مستوحه من خلايه غرامها: 

أنتَ قولت إيه قلبهُ أنا بجد قلبك يا "جواد" 


لوي وجههِ ببسمة إستخفاف: 

يسلام'


إنحنت بخجلاً ذاده جمال طلتها التى تاثر كيان رجُلاً يسعى لنيل رضا أحد بنات حواء'ثمَ قاله بهدؤ يُدرس: 

أتفضلى دا عقد جوازنا عشان تمضى عليه'


أعطاها الدفتر و القلم و إشاره لها على خانة التوقيع الخاصه بها فأمسكت بالقلم و كادت تضع أمضتها فـقاطعها بـحديثهِ الجاد: 

أمضى بأسم "ريحانه حسن درويش الغنيمى" 


ضيقت عيناها بـتسأول: 

بس أنا أسمى"ريحانه القص"


تنهدَ برسميه بحته: 

بعدين هفهمك كُل حاجه'ثقى بس فيا و أمضى بالإسم اللى بقولك عليه'


لم تعارضهُ بل أتمت الأمر كما طلبَ منها'لم تكن تلك مُجرد أمضاء علي وثيقة زواج بل كانت بالنسبه لهُما أمضاء علي وثيقة الحياه التى هجرتهُم مُنذ الصغر'تلك الحياه الباغيه بـبرئز حاولت سجنهُما بـملاذ مخادعها و شهواتها الخبيثه'تلك الوثيقه كانت طوق النجاه التى أخرجتهُما من بحور الحياه السوداء إلى نهر الحياه الجديد المتدفق بطهارة القلوب و النفوس'نهراً خالى من الإوساخ و مخلفات نفوس البشر"'نهراً يشهد على خلود قلبان حرمتهُما الحياه من الحب و هُما صغارً لـتجمعهُما عاشقين كباراً: 


أنتهت من الإمضاء فـتعالت الزغاريط أكثر فأكثر'و بدأت أصوات المباركات تتلاقي من حولهُما'فـهتفت "نسمه" إثناء تشغيلها لأحد مكبرات الموسيقى: 

و نسمع أحله سلام "لحضرة الظابط جواد باشا الهلالى و حرمُه الفراشه ريحانه جواد الهلالى" ورقصنا يا جدع'


تالقت أصوات التصقيف من حولهم فـقتربت "نسمه" و أمسكت بيدهُما ثمَ أوقفتهُما أمام بعضهُما أثناء ترددها لكلمات الأغنيه و هى تشير إلى "ريحانه" 

دي منها مفيش أتنين دي أحله من الحلوين

بدبله و كتب كتاب دخلنا البيوت من الباب العروسه تحسها زي الفراشه حتت قمر ووشها أخر بشاشه'


ذادة بسمة "ريحانه" فاشارة تلك المره إلى "جواد" تكمل الغناء: 

و عريسنا ملوه هدومه قُصر الكلام باشا'أيـــــوه'


أنضمت لهُم "زهره" و العمه "بهيه" يتقاسمون بالغناء بينما تتراقص"ريحانه" مثل الفراشهَ على رحاب الهواء المفخم بـسعادة الحياه الإتيه'ممسكه بيد رجُلها الذي يبرز الكمال من عيناهُ العاشقه التى جعلتهِ يتناسَ و يتناغم معا كمال عشقها'الذي جعلهُ ياخذها في عناقاً باحَ بنبضاً أرهقهُ لليالي طويـله'فـرددَ معا كلمات الغناء  بجوار إذنيها بحقيقة كانت مُخبئه داخلهُ: 

يوم ما بدانا كلام بقت الحياه أنتِ و هو مين يتلام 

ع الحب يابنتِ ياللي في عيونك دار خدتينى من قوام'و الا حد هيقدر ياخدك في الدنيا دي منى'


أرتوي قلبها بـبحوراً من النبض الذي أعطاه الحياة لقلبها'صدق كلماتهِ تسببت بسيولاً من النبضات العازفه على أوتار القدر الذي شن هجوم السعاده عليهُما'فـلم تخبئ غرامها لهُ بلا عانقتهُ بشوقاً جارف غير أبياه بمن حولها فتلك الحظه التى تجمع العشاق تجعل الزمن يتوقف من حولهُما'

ظلت الإغانى تتردد من حولهُما و المبادره بالتصقيف و المشاركه بالرقص'ثمَ أنضمت لهُم "معالى" تمسك بيدهِ تراقصهِ بفرحة الأم لزفاف أبنها'كانت الأجواء إسريه بدفئاً هجرهُم مُنذ شهوراً'

ــــــــــــــــ


"بمنزل هـشام" 

يعنى إيه مش هتلبسي'


تسأل بغرابه فـجلست"غنوه"على فراشها بـتمثيل المرض: 

تـعبانه يا "هشام" مش قادره حتى إتحرك جسمى كُله بيوجعنى'


أنتابهُ القلق حيالها فـجلس بجوارها يفحص حرارتها: 

مالك تعبانه فيكِ إيه يا حبيبتى'


بذور العشق التى تترعرع بعيناه جعلتها تتسأل ببحه مرهقه من الحياه: 

أنتَ بتحبنى بجد يا "هشام" 


الحب فى قلبى إتخلق عشانك يا "غنوه" 


بتحبنى ليه'


ينفع تسالى الهواه أحنا ليه بنتنفسهُ أو المياه ليه بنشربها'عشان يخلونا عايشين و أنتِ بالنسبالى زيهُم النبض اللي بسببه عايش'


فرت الدموع من عيناها التى باهتت بنكسارً جعلتهِ يتسأل بـستفسار: 

مالك بتعيطى ليه قوليلي فى حاجه مزعلكِ'؟ 


أيوه نفسى مزعلانى بقت بشعه بسببِ'


عارضها بهدؤً يدعمها بكلماتً: 

متقوليش كدا على نفسك'


زمة شفاها بـندماً: 

يارتنى كان ينفع أقول غير كدا'بس خلاص مبقاش فيه وقت للرجوع المهم أنتَ متشغلش بالك بيا أنا هرتاح و هنام و بكرا نتكلم'! 


على راحتك و لو أحتاجتى حاجه رنى عليا'


أومأة بموافقه فـذهبَ من لديها تاركها تبحر بمركب خيباتها بين ضفاف القدر الذي هدمها'

ـــــــــــــــــ


"بعد ساعتين بـحديقة مـنزل رضوان" 

تـوقفت السيارات و نزلوا جميعاً ثمَ إتجهوا للداخل اما "جواد" فـنزلا من سيارتهِ بـرفقة "ريحانه" ثمَ حملها بين ذراعيه فـزمة فمها بخجلاً: 

نزلنى لأحسن حد يشوفنا'


بدأ بالسير لها إثناء قولهِ: 

اللى يشوفنا يشوفنا أنتِ حلالى'! 


إثار إنتباهها تخطيهُم لمدخل البيت و أتجاههم للحديقة الخلفيه فتسألت: 

"جواد" رايح فين'


بيتناً: 


إتسعت مقلتيها بـصوره مشرقه لذلك البيت الصغير الذي يسكن بالحديقه الخلفيه خلف ذلك البيت الكبير'فأسرعت بالسؤال: 

إيه دا هـو هنا في بيتين أنا مكنتش شوفت البيت

دا قبل كدا'


أنزلها برفقاً ثمَ أخرج المفتاح أثناء قولهِ: 

لإنك ماتمشتيش في جنينة البيت لو كُنتِ أتمشيتى كُنتِ شوفتيه'


فتحَ الباب فـدخلت بقدمها اليُمنه مستعينه بقول الله: 

بسم الله الرحمن الرحيم'


فـدخلا خلفها يردد بقولاً مختلفاً: 

آلَلَهّمً إنِيَ أسِألَکْ خِيَر آلَمًوٌلَجّ وٌخِيَر آلَمًخِرجّ، بًآسِمً آلَلَهّ وٌلَجّنِآ، وٌبًآسِمً آلَلَهّ خِرجّنِآ، وٌعٌلَﮯ آلَلَهّ ربًنِآ تٌوٌکْلَنِآ


ثمَ أغلق الباب خلفهُما و حملها من جديد يصعد بها الدرج أثناء قولهِ الهادي: 

من النهارده دا بيتك تقدري تعملي فيه اللي أنتِ عايزاه'


هو أحنا مش هنعيش معاهُم في البيت الكبير'


لاء دا من النهارده بيتنا'اما البيت الكبير فكل يوم وأنا رايح الشغل هـتروحى تقضى اليوم فيه معاهُم و لما هـرجع هخدك و نيجى هنا'


قصدك أننا هنام هنا انما بالنهار هعيش معاهُم علي ما ترجع من شغلك'


بالظبط كدا'


طب ليه مش المفروض نعيش معاهُم'


لاء مش المفروض و بعدين البيت فيه ناس كتير 

و مش هينفع نعيش في أوضه و الكل يبقي سامع صوتنا و حكايتنا'من الأحسن أننا ننفصل عنهُم 

الفتره ديه'


بس هيوحشُنى'؟ 


'اللي يشوفك و أنتِ زعلانه يقول أننا سبنا البيت

و مشينا' أحنا في نفس جنينة بيت أبويا لو بصيتى من البلكونه هتلقي بلكونة أوضة'نوم'نـسمه" في وشك'البيتين في وش بعض'


وصلا للطابق العلوي حيث حجرة نومهُما فـانزلها برفقاً فقالت بتصحيح: 

أنا فاهمه أننا لسه عايشين يعتبر في نفس البيت أنا قصدي إنى أتعودت أعيش جوه البيت معاهُم'


زي ما تعودتى هتتعودي علي وجودك هنا'و بعدين هو البيت دا مش عجبك و الا إيه'؟ 


نظرت حولها بستحسان: 

دا جميل أوى بجد بس أنتَ لحقت توضب كل دا أمتا'


نزع سترتهِ ثمَ حادثها: 

مانا قولتلك بجهز لكُل حاجه من بدري'يلا أدخُلى الحمام و غيري و توضى عشان نصلى'


حاضر'


أنصتت إليها و فعلت ما طلبهُ'بصدراً رحب"

بعد نـصف ساعه تقريباً على سجادة الصلاه كانَ  أمامها بتلك الصلاه التى جمعتهُما بـحلال القلب و القدر'و بعد الإنتهاء وضع يدهِ على رأسها يتلو عليها دعاء الزوجه'و عند أنتهائهِ أدياه سلام الله ثمَ نهضا فنحنى و حملا سجادة الصلاه و طواها ثمَ وضعها علي الإريكه'و لتفت لها فاشرقت داخل عيناه   بشعرها الذي حررتُه من الحجاب و عقدتهِ


ممكن بقى تقولى أزى أسمى "ريحانه حسن الغنيمى" 


أقتربَ منها قليلاً يحتوي وجنتها بيداه هاتفاً بهدؤ: 

مش وقت الكلام دا يا "ريحانه" 


تراجعت للخلف قليلاً هاربه من خضوعها لهُ: 

لاء وقتُه مانا بردك لإزم أفهم'


أدرك أنها لن تكُف عن التسأول فتنهدا برسميه ثمَ قال: 

أبوكِ مسموش القص أسمه حسن درويش الغنيمى من عائلة الغنيمى و كان هربان و مغير أسمُه عشان  محكوم عليه بالإعدام لأنه قتل أبن واحد من كبرات البلد و مقدرش يهرب بره البلد'فقرر أنُه يستخبا وسط الناس الغلابه في الإرياف و عاش بهوية واحد صاحبه اتعرف عليه لما هرب و كان أسمه القص'


تصارعت الصدمات بضرب رأسها التى أمتزجت بالكثير من الأمور ثمَ باحت بسؤلاً أمتزج بالبكاء: 

يعنى أنا بنت "حرام" 


نفى على الفور: 

لاء طبعاً لأن أبوكِ أتجوز أمك باسمه الحقيقي حسن دا غير أنُه كان مسجلك بأسمُه الحقيقي'


تشتت عقلها بما تسمع فذادة التساولات: 

أنتَ عرفت أزى كل دا و من أمتا'و بعدين هـو الغنيمى دا مش أسم عائلة "ياسر" أنتَ كُنت قايلى كدا'؟ 


أنا عارف كُل حاجه من قبل ما اقابلك'من يوم ما بدانا التحقيق في قواضي "البارون" و عرفنا أنُه بيتردد علي بيتكُم'و عملنا تحريات و قدرنا نعرف كل حاجه عنكُم عرفنا أن اللي ساكن في البيت يبقي حسن درويش الغنيمى الأبن التانى لدرويش الغنيمى "اللى هربان من الإعدام'و" البارون "أو" ياسر"اللى كان بيتردد عليكُم يبقي أبن عمك دا غير أنُه كان الممول لعيشتكُم بالفلوس'


هو اللي كان بيصرف علينا قصدك كدا'؟ 


بالظبط'و بعدين أنتِ عمرك ما سألتى نفسك أزى كنتُ بتصرفهُ'مين مصدر فلوسكُم'المفروض أن أبوكِ كان عاجز و طبعاً "غوايش" مكنتش بتشتغل'البارون'هو اللي كان بيصرف عليكُم من فلوس أبوكِ اللى من ورث جدك درويش"


أرتجفت ببكاء مروع لتلك الخدع التى لازمتها لسنواتً عبرت عنها بكلماتها المنكسره: 

يعنى "البارون " هو اللي كان بيصرف علينا بما انُه أبن عمى و عارف الحقيقه'و أكيد مرات أبويا كانت عارفه'تعرف أنا ياما سألت بابا عن "البارون دا" و ليه بيجلنا كل شويه و يدخل يقعد معاه في الأوضة كان دائماً يقولى راجل خاير بيعنا يابنتِ'كان بيجلنا علي أساس أن اسمُه "ياسر" 


أبوكِ خبه عليكِ عشان سرهُ ميتكشفش و 'البارون'و "ياسر" تؤام جابز جداً يكون فعلاً "ياسر" هو اللي كان بيجلكُم'


إرتفعت شهقات بكائها فحاوله التخفيف عنها برفق: 

عياطك مش هيفيدك في حاجه إستهدى بالله و تعالى خلينا نتكلم شويه فى هدؤ'


رفضت بحركه رآسيه: 

نتكلم إيه أنا مش هتكلم أنا تعبت من كل حاجه'


كل حاجه هتتغير اهدى أنتِ بس'


أنا زهقت بجد كل حاجه كدب و خدع إيه الدنيا المُخيفه دي'


حاولا إحتوائها بذراعيه فأبت: 

أنا مش عايزه شفقه من حد سامع مش عايزه شفقه'


بالله كنت عارف أنى مش،هقضي لليلة دخله زي الناس'و أنا اللي موضب بيت جديد عشان نبقي علي راحتنا بعيد عن الدوشه' و الخاله نعمات محضرالي نص أكل البلد'و فـى الأخر هقضيها نـوم على صوت عياطك'


هكذا إشتكا"جواد"أثناء سحبهِ للغطاء ليسكُن الفراش'فـجففت دموعها بـستياء: 

غصبن عنى مش قادره إسيطر على الدموع و بعدين أنتَ مش حاسس بيا أكيد يعنى هـزعل بعد اللي حصل'قاعد بتقطمنى دا بدل ما تسكتنى'


زم فمهِ ببحه أحتوت ع السخريه: 

إسكتك إديكِ البزازه يعنى و الا أعمل إيه'بقولك إيه يابنت الناس نامى خلى الليلة تعدي'أنا مبقتش مستحمل نفسى'


أنتهى من الحديث و خبئ وجههِ إسفل الغطاء'فقتربت و جلست بجوارهِ تضم ساقيها أمام نهدها تحاوطهُما بـذراعيها'تـحقن الدموع عيناها بـظلماً تتورثهُ'ثمَ قالت بـحزناً: 

حقك عليا مبوظلك كل حاجه من يوم ما دخلت حياتك'حتى النهارده بدل ما أحاول أصالحك و أراضيك منكده عليك'بس والله غصبن عنى يا "جواد" 


إبتلعَ حنقهِ تاركُه إسفل الغطاء من ثمَ جلسَ بجوارها يضمها إليه بـرفقاً: 

أنا هتحمل أي حاجة عشانك بـس بلاش تذوديها على نفسك و عليا الماضى أرميه ورا ضهرك و متشغليش بالك نهائي بيه'أحنا أتولدنا من النهارده عيشي اللي جاي و أفرحى أنا مش عايز غير سعادتك والله أي حاجة تانيه تهون عشان خاطر عيونك'


دفنت وجهها بصدرهِ تحتمى بـهِ من آحزانها: 

أوعا فى يوم من الإيام تسبنى أنا ماليش غيرك و مش عايزه إصلاً غيرك'أنا بحبك بجد والله العظيم'؟ 


ذاده من أحتوائها ليدفنها بجوار نبضهِ المحلق بكنيتها: 

ورحمة أبويا مبقتش عايز غيرك إستكفيت بيكِ عن كل البشر يا "ريحانه" 


خرجت من صدرهِ تخاطب عيناه بـجمال الغرام متسائله: 

لسه زعلان منى'

لاء خلاص

طب سؤال و تجاوبنى بصراحه و مش هزعل أنتَ بتحبنى و الا لأ"

تنهدا بـعواطف العشق يعانق عيناها: 

مانا قولتها خلاص و هـو مين يتلام ع الحب يابنتِ

أشاده بحقيقة مخبئه وسط الحروف حقيقه لمستها بقلبها قبل أذنها'حقيقه جعلتها تتنسا الزمان حقيقة جعلتها تبحر بين ضفاف القلوب تُهلل بنبضاً يُفصح عن المحفور داخلها'

و بتلك الحظه الحالمه بـمشاعر كادت تفرط الحان الحروف و المسات دق هاتفهِ بـرقم "البارون" فحملا الهاتف و أجاب بـجمود: 

يا مساء العكننه'

الفصل الرابع والثلاثون من هنا

تعليقات



×