رواية ظلمات امرأة منسية الفصل الثالث والثلاثون بقلم هالة ال هاشم
#ظلمات_امرأة_منسية. الأخير
يا صديقي.. عُد..
فوجهُ العمرِ منّا.. صار أصفر
أشعثَ الشِّعرِ، مُكسّر
عُد صديقي..
بائِعُ الوردِ الذي كان يُربي الحُب فينا،
كاد يخسر..
ثم ماذا؟
كُلمّا قُلنا انتهينا..
هلل الشوقُ و كبّر
أنت تدري .. أنني أدري..
و كُلُّ الكون يدري!
أن هذا الحُبِّ حتى
قبل أن نأتي مُقدّر!
قبل أن يُعجن طيني..
قبل أن تُدركَ أمكْ..
أنّ نوراً في حشاها قد تكوّر
لا تسلني بعد هذا..
أن أشُقّ الكُرهُ للنسيانِ معبرْ
يا صديقي ..
كلما قلتُ سأنسى
ذُبتُ في حُبّكَ أكثر
يا صديقي.. كُل ذنبٍ غير ذنبِ الحُبِّ يُغفر *
::
بعد سنتين و بضعة اشهر ..
رَشيت مي الورد على قبره بعد ما صليت و قريتله الفاتحه ..
مسحت المرمراية بكف ايدي و آني اعاين لحسن و حسين
و هم يلعبون داير مدايري ..
بيه عادة ابد ما اغفل عنهم لان حركين و ملّوتين
عيوني بدت تغوش .. هواي بـچيت
چنت تعبانه كلش .. و مشتاكه گلش
بس هذا وعدي اله .. بعمر السنتين اجيبهم و اجي يشوفنا
و يلعبون داير مدايره .. ...
أشرت الهم ، اجو گعدوا بسدي و حسن حاط اصبعه بحلگة ميعرف شنو السالفه ...
حسن أكبر من حسين بخمس دقايق ..
مد حسين ايده المدبدبة الصغيرة لوجهي
مسح دمعتي و بلسان طفل مكسرً
يسألني : ليش تبجين !
إبتسمت اله و گلتله : من الشوك ماما .. للي غافلونا و راحوا ..
..
يفر بعيونه و ما يفهم شأكول ..
حاولت أخفي عنه نشغاتي لان بي عادة من يشوفني ابجي
يبجي وياي ماخذ طبعي گلش ولاسيما عاطفتي !
اعاين الهم نُسخة من بعض بـ أستثناء حسن عيونه بيها لمحة خضار أكثر و يمص بـ اصبعه هواية ..
و ثنينهم بـ الاصل نسخة من ابوهم !
گُمت نفض تراب عبايتي و لَفيت شالي عدل
ودعت الغوالي .. و تنهدت بـ راحه
رُغم الفراك صعب بس نحمد الله على وجود هواي نعم بحياتنا ،و رحت بذاكرتي ...
قبل أكثر من سنتين ..
من اجاني خبر زلزل كل كياني
-عمه ليش تبجين !
-جهااد .. جهاد راح يمه !
وكع التلفون من ايدي و حسيت لساني ثگل و لوما ام محمد واكفه و سندتني جان طحت و تفلشت ع الكاع ..
لزمتها من چتافاتها و بطلاع الروح طلعت الجملة : خاله
الحكيلي ..
جهاااد
ام محمد مرة متزنة و قوية ، مد ايدها و خذت جوالي بسرعة و صاحت : الوو
جاها صوت عمتي تناشغ و تبجي
ام محمد : وحدي الله يا مرة
ترى بنت اخوج حبلة هو هيج تنطيها الخبر !
صحت من يمي و اني املخ بخدودي : شنو يعني
هو صدك راح .. مات يعني
ودوني اله .. عفيه خالة
جانت تحجي بالتلفون و وجهها انطعن احمر
و بسرعة سدته و اجت نصت بمستواي
همست : ما ميت .. و الله ما ميت ..
اهز براسي ممصدكه .. انتي دتجذبين عليه مو
كوليلي الحقيقة .. كولي جهاد راح و عافني
يطبني ستين مرض اني دفعته للموت
اني تكبرت عليه ... اني فرطت بي بسهولة
احجي و الطم على صدري و وجهي ..
لحدما فقدت ..
بعد مدري شكد من الوقت حسيت بريحة قوية ضربت بأنفي
و ايد تضرب بـخفه على خدودي .
لحظات و استوعبت فداحة ضياعي و حُزني
همست بصوت مبحوح : ودوني اله
سفروني خاله ...
ام محمد و هي تمسح بدموعها : و عيونج ما ميت
بس حالته خطرة !
هسه وديت محمد يقطع النه تكتات ..
بس محتاجة جوازج يمه فد اخذله صورة و ادزها ..
عاينت .. اني بغرفتي
باوعت لام محمد حالها ما يسر ، خلف الله عليها ابتلشت بيه ..
و جابتني لهناا ..
دموعي تنزل حارة تحرك وجهي ..
اشرت الها ع الكومدي ..
راحت فتحت المجر و طلعت الجواز ، صورته و دزته لابنها
همست : فدوة اروحلج كوليلة اقرب رحلة
مستعدة انطي روحي و ذوله الاثنين الي ببطني فدا اله
بس يكون عايش
انهاريت الطم على وجهي ..
و حتى بوفاة ابوية ما هيج قنطت و لا حسيت بندم
و حركة قلب ..
اجت لزمت اديه و حلفت بروح رجلها
مليووون مرة عايش .. بس بغيبوبة و حالته خطرة
مسحت وجهي و حاولت اتماسك !
رحت طلعت جنطة صغيرة ولميت بيها مستمسكاتي
و كم قطعة ملابس ..
و هي تركض ورايه هيج و هيج نخبصت مثلي
اخذت فلوسي و كم شغلة ضروري خلتهم بجنطتها
اجت رادت تبدل الي..
حسيتها احتارت ..
نشغت و أشرتلها على ثوب اسود !
صاحت : اسم الله ربي لايگولها !
صحت اني و فاقده : مات بعد .. راح و شتريدين البس
و حسيت روحي منهارة و اهذي بكلام مو مفهوم
هي انخبصت و ضربتني راشدي على خدي
انصدمت منها بس رجعت لوعيي !
كمشتني حيل من زنودي و تحجي و فاتحة عيونها
-اصحي !
رجلج عايش و راح يردلج لا تكونين ضعيفة
وايمانج قليل .. توجهي لربج بنية خالصة
يرجعه لحضنج و لجهاله الي ببطنج سالم
و ديري بالج اسمعج تدعين ع نفسج و عليهم
اخ لو تدرين ذولة معجزة ..
ما نطقت بكلمة بس دموعي حجن هواي ندم و شوك اله و احتضار ..
صاحت بأنفعال : هسه اعتمد عليج تصيرين مره حوك
و توكفين ويه رجلج بأزمته ..
مرة گد مسؤولية روحين بداخلها ..
مرة مؤمنة و صابرة و محتسبة على قضاء الله و قدره
هزيت راسي بـ أي
و بگلبي اگول يارب .. طلبتك حاشا ان تخذلني ..
مَر مدري شگد من الوقت ..
اتصلت بمجاهد ما يرد
زهراء و عمتي مغلق ..
اخر شي طلعت رقم ناز ..
جاوبتني بالبداية مستغربة
بس سمعت نشغتي عرفتني و ضلّت تبجي ويايه
و بضعف و قلة حيلة حلفتها ببنتها اذا جان ميت او عايش ..
كالتلي هاي العبارة بـ الحرف !
عايش بس بعداد الاموات ..
حاولي تجين بسرعة ..
جهاد بغيبوبه ، بلكي الله ع ريحتج يصحى !
رجعت دخلت بـ ازمة بكاء
و اني مو احسن منها ..
كالت : مسوي حادث .. مفترة السيارة بي
و مكادر يوكفها اصلاً بهيج حالة يصير الموت محتم
كالت : والله لو تشوفين سيارته
عجيبه شلون طلع بي نفس !
كمت اشهك بـ البجي
و استصعبت أجر النفس
لحدما انهيت المكالمة منها
ورجعت منهارة ..
لحظات و دخل محمد حاجز النه بـ اقرب رحلة
و كال لازم نتوجه هسه للمطار ..
محمد يبقى هنا يم زوجته و خلف الله عليها ام محمد راح تجي وياي ..
وَصلنه للمطار و الكل يعاين النه
نبجي و وجوهنا مصفرة من الحزن
ومبين علينا اللچمة و عثرة الحال ..
و اني كأني مُغيبة عن هذا العالم
فـكل شيء بيه غادرني و راح يمه
و راح عقلي سافر بـ ذكرياته
وبكل محطة من محطاتي وياه
رحت استذكرها و استشعرها
هنا حضني .. هنا لمسني و هنا باسني
هنا ضوجته و رد صالحني
وهنا غنالي من تزعل بلكي احن عليه و اسامحه
و هنا اني جافيته بكل قسوة و ماشيت كبريائي
غَميت نفسي .. و رحت ابچي بحركة و صوت مكتوم !
همست ام محمد : وحدي الله يوم ، لا تورجين الناس كسرتج خليها بينج وبين ربج
همست : موبيدي .. راح اموت
خاف ما الحك عليه ... شلون هيج عافني
و ارجع الوم نفسي و اوبخ ضميري
آني الي عفته .. لآخر لحظة هو متمسك بيه !
صعدنا الطيارة لحدما وصلنا لساني ما بطل
دعاء ...
من نزلت بـالمطار حسيت گلبي حيطك
اريد اغمض و افتح و آني يمه ..
اتصلت بمجاهد جاوبني بالگوه يحجي من التعب
و صوته جان رايح و حالته حاله
وصفلي اسم المستشفى
و اخذت تكسي بوجهي طرت الهم ..
لساني يردد : ربي اني مسني الضر و انت ارحم الراحمين
و ام محمد خلصت الرحلة و الطريق تسبح و لسانها ما بطل يلهج بـ الدعاء اله الى ان وصلنا
و مَدري شبيها رجلي انشلت و صار المشي صعب عليه
سندتني ام محمد و فتنا سألنه و وجهونا للعناية المُركزة
و قبل لا نتوجه للطابق المعني شفت اهلنا كلهم متجمهرين بمكان مُعين و وجوهم تصعب على الكافر ..
عمتي كاعدة و كأنها كبرانه الف سنة
و زهراء تفرك بأيديها
و مرتضى واكف على جهه
نضال و هند موجودات ..
هشام و بيت عمي نصير ..
بس عمي و مجاهد ما لمحتهم ..
ركضت تقربت الهم ، عمتي نشغت و فتحت ذراعاتها الي
دخلت بحضنها أبچي مثل الجاهل ..
و هي تبجي وياي و تسمي بسم الله على اسمي
زهراء انسحبت بصمت و حتى ما سلّمت عليه ..
صاحت :
يمه انتِ مظلومة و نظيفة ادعيله .. هذا راعي بيتج
همست : اموت اذا يصير بي شي
كافي عاد الدنيا شتريد مني
كم مرة لازم اتيتم !
لزمت وجهي بـكفوفها المُتعبة
و همست بكفوف اذا تحبيني ديري بالج على نفسج و الي ببطنج .. يمه ذوله رويحة جهاد
بلكي على عيونهم يصحى و يردلكم ..
اعاين بعيونها مجمرات من البواجي
تساءلت عن عمي ؟
مجاهد ؟
كالت عمي متخربط و ضغطه ما يستقر
و مجاهد يمه .. بچت و أردفت : الله يعين مجاهد
بيمن يفكر ..
حضنتها وهمست : اني ما عندي ام انشدها تدعيلي
بس انتِ امي و اعرف اني مقصرة وياج
بس معتازة دعوتج الي .. دعوة ام محرومة منها ..
ادعي يرجعلي مالي غيره ..
و ذوله الي ببطني منو الهم لو راح ..
آه ياربي !
الكل يبچي على بچيتي و بهاللحظة كلمن ترك اي مشاعر يكنها للثاني على صفحة و توحدنا بـ الدعاء اله ..
اجه مُجاهد و جهها ما يتفسر و لا اكو لمحة امل بي
عمتي گالتله بشر ؟!
مجاهد : شَ ابشر !
ابوي كلش تعبان و جهاااد ...
سكت لبرهة و أردف ..
-ماكو تحسن ، بعد العمليتين الي سووهن اله
وضعيته كلش اتأزمت .. و بسبب النزف دخل بغيبوبه !
الطبيب يگول ادعوله ..
كال و اختنگ بعبرته ..
همست بضياع : عمليتين ؟!
زهراء وهي تعاين الي بغضب - رجلج بطنه تكطعت !
و فقراته كلهن تحركن من مكانهن !
مادري شلون عايش لهسه ..
ارتاحيتي من ضلّيتي تصيحين ماريده و ما اريده
هل راح يروح من ايديج و انتِ ضلّي فرفري بشوارع تركيا.
مرتضى عاط بيها و عمتي سكتتها بخزرة ..
شيحجون عني احس استاهل
و بنفس الوقت اعذرهم محد عاش الي عشته
او حسّ بلي حسيته ..
سنين و اني على هالمنوال
توديني الدنيا بكيفها و تجيبني
شمدريني من بديت اخذ بثار روحي
يروح مني الاعز من روحي ..
اعاين لنضال و هند يباعن الي بتشفى و لا وحدة فكرت
تتقرب و تسلم لو تهون عليه ..
مجاهد : كلكم روحوا لبيوتكم آني أضل يمه
صحت : ما اتحرك من مكاني !
و أريد اشوفه !
مجاهد رفض قطعي و كال الطبيب مانع الزيارة
هل تشوفين كلنا واكفين هنا !
انهاريت .. فبعد مابي اناقش و أجادل
رحت اصيح و اكللهم معليكم اني جايبتله شغله وياي
اعرف شلون أخليه يگعد و يرجعلي ..
ام محمد متكتره على صفحة و الالم يعصر ملامحها و لا تكدر تنطق بحرف !
هي لحظات اتجادل اني و مجاهد على شوفته الى حسيت ضوه ابيض ضرب بعيوني ..
وشي حار نزل على رجليه ..
بعدها فقدت ...
و شفته بـ احلامي
مثل كل مرة بنفس الوسامة و الوجه يلمع
چن كلشي مابيه ..
واكف مچتف ايده و يعاين الي بنظرات تذوب بگلبي
صحت بغبطة : جهاد انت عايش
انتَ يمي .. صدك ما تريدني و لا تريد تشوفني
عدل وكفته رأساً و انطاني ابتسامة ملكت الدنيا بيها
اقترب و اني اقتربت و لمني بحضنه مثل الطفل
مسح راسي و همس يم اذني : حتى لو عفتج ..
فبضعة من روحي يمج بروح مها لا تفرطين بيها !
عافني و مشى ...
ضليت لبرهة صافنه عليه و ما اعرف شنو أسوي
الى ان قررت اركض وراه ... و احضنه من ظهره
مچلبه بي مثل آخر يوم من العُمر ما اريد اموت و اخسره
فزيت بنشغة ...
ام محمد طفرت لزمت ايدي تسمي بأسم الله
اعاين لزهراء عيونها مورمة و خشمها من البجي صاير احمر
تعاين الي بقهر
وعمتي كاعده بسدي ..
لحظات و أدركت الي صار ...
لزمت بطني و تساءلت : مماتو !؟
ام محمد : اسم الله ... سور سليمان بنيتي
كلشي مبيهم الجارة شوية تحركت ..
يا يمه من البارحه لليوم تلطمين و تاكلين بروحج !
و لكمة محاطه بحلكج ، ضغطج و السكر هبوط مخيف
لج اذا متفكرين بروحج و لا بالرجال الي بين الحياة والموت
فكري بهاي النعمة الي بحشاشتج يوم
اسندي نفسج بنيتي ،.
و عايني عمتج المسكينة شحالها منين تتلكاها
باوعت لعمتي حلكها ابيض
و لشتها ترجف ..
انطيت نظرة عتب لزهراء
و بأصرار : ودوني اشوفه و وعد مني اصير جبل
و اسنده و اسند نفسي ..
بس خلّوني اشوفه ..
كمت اريد اوكف حسيت بدوخة
ركضت زهراء سندتني ...
باوعتلها وبعتب : عوفيني !
همست : لج والله ما ادري بيج حامل
ادري تطاولت عليج ، بس جنت مقهورة منج
جافيتني و اعتبرتج اختي الوحيدة
و ذَليتي جهاد و ما رجعتيله..
حَسيت روحي قفلت عليج بعد
و صرتي صفحة و انطوت من حياتي
بس من شفتج وكعتي من طولج
و نوب سمعت بيج حامل
رجف گلبي و حسيت راح افقد جزء مني
و كأن اختي فلذة روحي بخطر
بجيت على كلماتها و عذرتها
و لُمت نفسي لان فعلاً قصرت وياهم بآخر فترة
و القرار الي اخذته عممته عليهم كلهم
رغم بيت عمتي ما يستاهلون جفائي و كطعتي بيهم
لَميتها بحضني و وجدتني اواسيها بدل ما اواسي روحي
لَفت ايديها على زندي و اخذتني خلسة و رحنا
نتوسل الدكتور المُشرف على حالته بأن ادخل ولو لدقائق معدودة
و بطريقة ما گدرت زهراء تشرحلة وضعي و حالتي
و بضرورة شوفتي اله ..
و طول ماهم يتناقشون و يتجادلون
اني دمعتي ما وكفت ، لحد مجسيت بحركة قوية بعيوني
و أحس قلبي يدق طبول جوه صدري ..
اخيراً قبل الدكتور لدقائق قليلة لا غير
و أجبرني على ارتداء كاب و قفازات و صدرية
مثل مال الممرضين بالاضافة الى كمامة ..
دخلت و ياريت نعميت و لا شفت هالشوفه ..
فـ حُب حياتي هُناك ممدد بلا حول و لا قوة
و هذا الجسد المفتول بـ العضلات
مستريح بشكل مُرعب و مربوبط بـ اجهزة و الكابلات
تظهر حالته على شاشه جانبية ..
أقتربت و كل شيء بيه يكاد يصرخ من الألم
فـ اين فارسي .. مُنقذي من كل ظلمة
فأين ذاك الرجل الشامخ ذو العيون العشبية
الذي خطف قلبي يوماً ما ..
هيانه نايم .. و ملامحه تكاد لا تُرى
فالكدمات المائلة للزرقة اخذت مأخذها على سطح وجهه الجميل
و الجروح انحفرت بجلده ..
و هاي ضماده شكبرها على سطح بطنه !
همست : حبيبي انتَ و نور عيني
شلون هيج نايم هالنومة
گوم أكعد و شوف شجايبتلك
هذوله جهالك جوه گلبي ..
عاين لبطني صغيرة صح
بس بيها روحين من عندك ..
هيج يطاوعك گلبك و تفكر تتركنا ..
مَديت أيدي .. و دَسيتها براحه ايده
اريده يُضمني .. مثل كل مرة يرجع ياخذ حضن مني عنوة
لو يلتهم شفاهي بجسارة !
گوم اكعد حاجيني .. داهرني راضية
اني شلون عفتك تروح مني ..
اجهشت بالبكاء
وذرفت دموع كثيرة و مؤلمة حركت روحي حرك !
شگد ناديته .. وناجيته
و توسلته يگعد ... بس ماكو
ماكو غير صوت جهاز الاكسجة و قارئ ضغط الدم المتكرر و الي يضرب بدماغي بطريقة مزعجة
لهناك و دخلت الممرضة تطالبني بأن اطلع ..
بسته بجبينه و بعيونه
بست صدره و أيده ..
تحسست نبضاته خوفاً من ان افقدها بأي لحظة
أصرت الممرضة مجدداً ..
-عفيه والله ميصير هلكد تبقين !
همست : طالعه والله ..
طلعت وكفت برا .. بجيت هوايه
و تذكرت مرة كلام احد المؤثرين الناشطين على السوشال ميديا
يگول من تطلب شي من رب العالمين
خليك جريء بطلبك
اطلب اشياء مستحيلة
او معجزة على سبيل المثال
فالله سبحانه و تعالى يحب ثقة العبد فيه
طلعت بلا اكتراث لصوت زهراء وراي
وهي تتسائل وين رايحه ..
مشيت مُسرعه لبرا المستشفى
ما ادري عليمن ابحث ..
يمكن ردت مكان .. فسحه او فضاء اقرب للسماء
عاينت .. الجو بي برودة بس السما صافية
و نجومها متلئلئة ...
سبحانك ربي ..
شلت ايدي مُتناسية تماماً بأني وسط هالعالم
و بوسط بكاء عارم ناجيت ربي و طلبت من عنده معجزة
يارب انت گلت انا عند حسن ظن عبدي بي
و انا محسنة الظن و كلي ثقة بيك يارب
لا تيتم اولادي و هم ببطني
ارزقني معجزة شفائه ..
اخذت امي و اخذت ابويه
و اني ممعترضه .. و مؤمنة بقضائك و قدرك
لكني .. تعبت ياربي من وحشة الطريق
من الظلمات التي ليس لها نوراً في النهاية
اررقني يارب معجزة نجاته ..
استودعتك اياه ... فأحفظه يارب ..
و كأني كنت مغيبة عن الوعي ..
و بعد مدري شكد رجعت لوعي ..
و لساني مازال يردد : ارزقني يارب معجزة شفائه ..
عاينت الناس تعاين الي ..
شي مصدومة و شي مشفقه على حالي
وشي تأثرت و نزلت دموعها ..
حَسيت بـ الحرج و رجعت ادراجي ..
و هيج مرت الايام داخل المستشفى
متعبة .. موحشة .. مخيفه من فكرة رحيلة
ام محمد تروح وتجي بيني و بين اهلها
و مرات اروح ويه عمتي و احسني فاقدة شي جبير ..
و ارجع ..
و عمتي و زهراء و الولد كذلك ..
نتناوب عليه و ما عفناه ..
حالته شوي استقرت و طلع من العناية
بس بعده فاقد ..
معفته ابد ..
اكعد يمه لساعات و احجيله عن اطفاله الي ببطني
وارسم حياة و اتخيلها وياه ..
و احجيله عن ندمي .. مُؤطر بكومة اعتذارات
لان عفته .. لان اخذتني العزة بـ الاثم
و ما حسّبت ساعات العمر معدودة و الدنيا صغيرة
و بأي لحظة ممكن نودع الي نحبهم ..
و من ماكو احد اتمدد بصفه و اخذه بحظني شلون الطفل
ابوسه و اغنيله ..
و ابچيله خوفي و شوكي اله ..
امسح وجهه و أقبل كل رمش من رموشة
و اندعي يارب بس گعده الي ..
وبيوم جنت كلش تعبانه
و نفسيتي منهارة
و بدأت افقد نفسي مع اخر ذرة امل
كامشه ايده بقوة و اعاتبة لان عايفني
حَسيت بحركة اشبه برفرفة جنح فراشة
گلت معقولة اتخيل ؟
لكن سقط نظري على سبابته من تحركت
گمت اكمز و اعيط من الفرح
ناديت الممرضين يجون يشوفون حالته
و بـ الفعل ، توقعي كان صحيح
و كالو كعد من غيبوبته ..
انشدهت بين هوسة الاطباء
بين مجاهد الي رجع دَب الدم بشرايينه
و عمي الي جَلس على الارض يبكي
فـ رجله ما عادت تعينه و هو يشوف بچرة
وفتحتة عينه و شَبيه صديق عمره رجع للحياة ..
و بعد مدة من الوقت و الاطباء متجمهرين فوك راسه
و احنا نعاين بقلق ..
فتح عيونه الحلوة ..
حطوا ضوة بعينه و سألوه بعض الاسئلة ..
صدت عيونه المُتعبه بعيني
و خفت لايكون ما يتذكرني
لكنه قدري ... كيف لهُ ان ينساني
همس بـ تعب : سارة ..
طلعت من بصوت عالي : يا روحها انت َ
و لو ما استحي كدام مجاهد
و الاطباء جان قفزت و اخذته بحضني
وضميته بگلبي بعيداً عن أسى و بؤس هذا العالم ..
بيومها سجدت سجدة شكر
و حمدت ربي كثيراً
و تيقنت بأن المعجزات موجودة
و ليس لها عصر معين
فما اراه امي الان ماهو الا معجزة
تجسّدت على شكل رجل ..
رجل ظهر في حُلمي .. ذاكرتي .. واقعي
امتلگني عنوة و حبيته رغماً عن انفي
عن توقعاتي و مبادئي و الطريق الي راسمته ببالي
رجل مهما ابتعدت عنه .. لُفضته
يرجع يجيني ياخذني من نفسي
و ينسبني اله ..
قطعنا معاً شوط گبير ..
عشنا اسوأ الظروف
احلك الايام
ياما افترقنا
لكننا نعود .. لطالما عُدنا ..
و ما مرت سوى ساعات و زَفيت اله خبر حملي
فرح لدرجة انه ضل يشهك و يشكر ربي على عطاياه الوفيره
لاسيما بعد ما سمع بيهم تؤام ..
اخذني بحضنه متناسي تماما حالته الصحيه
وضل يبوس براسي
ووجهي و ايدي ..
الى ان حاول يحرك جسده و تفاجئ بأنه كالصخرة
مدا يتحرك بمقدار شعره ..
و هنا بدأت رحلة ثانية من حياتي
رحلة شفائه !
فـ بسبب فقراته الي تضررت و الي بشطارة الدكتور
گدر يرجعها اول يوم بأيده بدون تدخل جراحي
لكن بعض الاعصاب مقطوعة و متضررة
على اثرها فقد قدرته على المشي ..
لكن الطبيب طمنا مع العلاج و الوقت و حضوره لجلسات العلاج الطبيعي
رح يرجع مثل الاول ..
دخل جهاد بحالة كآبة
و كره نفسه لان يشوف نفسه طريح الفراش
و يرادله عناية خاصة
وهو متعود طول عمره جبل ما يهزة ريح
مجاهد تبرع يساعدة و يداريه لاسيما ببعض الامور المحرجة
كا التغيير و التنظيف و السباحه ..
جهاد رفض رفض قطعي و طلب منه ما يهمل الشركة
اقترح مجاهد نعين اله ممرض ..
و عمي ناصر أيده بهذهِ الفكرة ..
وافق جهاد على مضض و الكسرة واضحه بعينه ..
صحت : كلكم تكتروا على صفحه ، هو رجلي و محد يتورج عليه غيري
طبعاً هو رفض ايضاً متحجج بحملي و حالتي الصحية ..
لكنني أَصريت و ما تركت اله اي مجال للنقاش ..
و هنا جان اختبار صعب جداً عليه
مخليت احد يتدخل بي
او يحس على مرضه
لاسيما و اني اخذته لبيت ابويه هناك سويتله بيئة خاصة
محد يشوف بيها معاناته او شديصير
اريد جهاد هو هو يبقى بعينهم و لا يكسر بي المرض و العجز
عمي هواي أيدني ..
هواي اعتذر عن الي سببه الي بالماضي
عن سكوته عن الظُلم و مسايرته لعمتي
و اني وصلت لمرحلة من التشافي الروحي
سامحت الكل و الغُفران ملئ روحي
فما عدت اطلب من الله شي سوى يرحعلي جهاد و يعافيه
كرست كل وقتي اله ، حتى انني نسيت سالفة حملي
جنت اوكله بأيدي شلون الجاهل
و اعرف محاولاتي فاشلة بأن اصنع اله اكل يحبه
لكني حاولت مخليت يوتيوب ولا كوكل ما طلعت منه وصفات
تفيد العظام و المفاصل ..
و جان ياكلها مغلوب على امرة و شكد يجاملني و يگلي الاكل طيب
الا ان ملامح وجهه الي تكرمش و هو يتذوق شورباتي العظيمة
تفسر نتيجة عكس الي يگولها
لكنه تحملني ..
و اني تحملته .. و شلته على كفوف اديه مثل الجوهرة
اسبحه بأيدي .. احلق لحيته و اشذبها
واطبع كم بوسه صغيرة على طرف أنفه المصقول بعناية ..
جان على كُرسي متحرك ..
تجيه ايام يكون شقي
لكني امنعه ..
احاول انطي ما يُريد بدون ما يأثر على صحته
و علاجه ..
يجلسني بحضنه مثل الجاهل
و يسولفلي عن معاناته ببعده عني
و معاناته الان و هو مشتاقلي و مُقيد بهذا الكرسي
و بـ المرض الي دَمر نفسيته ..
جنت اهون عليه ..
و اخذه بأيدي للجلسات لغرض العلاج الطبيعي
وبكل مرة اشوف حالته تتحسن
احسها مكافأة عظيمة بـ النسبة الي
و هو يكولي لوما انتِ جان اني انتحرت من زمان ..
خَوفني بجملته و زيد أصراري بأن اكون سبب بشفائه
مَرت ايام و ليالي و اسابيع و اشهر
اكاد انسى نفسي و احتياجاتي
الشي الوحيد الي اتذكره هو تناول المكملات الغذائية
منها لأجل تؤامي .. و منها لأكتسب بعض القوة
البدنية حتى اداري جهاد ..
مَحسيت الا بطني ارتفعت و شالت ثوبي
و منظري صار جميل بهذه الدويرة بمنتصف جسدي !
صرت احسّ بركلات و رفسات خفيفة
و اجيب ايده و امررها على بطني
نفسيته تتعدل و يرجع يدب الامل بي
طبيبه گثف علاجه ..
و صار يمشيه عنوه على جهاز خاص
حالته تطورت بشكل ملحوظ
و اني ملّكت الدنيا من ترك الكُرسي و استخدم العگاز
صارت مشيته متعرجة شوي
و الطبيب كال سهله عملية بسيطة للعصب
و الامور ترجع تمام ..
رجع اكتئب هو ..
لاسيما من خسر وزن و الكثير من الصحة ..
قررت اسويله مفاجأة تغير موده ..
اخذته وياي للطبيبه لمعرفة جنس الاجنة !
تحمس للشغلة و كيفلها ..
جنت اتمنى يكونون ولد و بنية ..
جالس بالقرب مني و محتضن ايدي
يفرك بيها بحنية ..
الدكتورة تساءلت شعجب بالثامن يله فكرت بالسونار
حجيتلها انه مجرد عادات عدنا
فشفتها صعبة احجي بظروفنا و الي مرينا بي
مررت جهاز السونار على بطني و ابتسمت ..
همست شنو جنتو تتمنون ؟
صحت : بلكي ولد و بنية ...
هو : كل شي من الله انعم الله اهم شي تمام الخلقة ..
ضحكت و كالت حيصيرون عدكم ثنين زلم ...
رأساً نزلوا دموعه و اني بچيت لبجيته ..
طمنتنا بأن كلشي تمام و صحتهم و وزنهم ممتاز
طلعنا منها الدنيا ما سايعتنا ..
و خطر على بالي ابشر حبيبتي و مرشدتي الروحية
عرابتي الحنونه ام محمد
اتصلت بيها و جاني صوتها و كأنها تعلم : كالت بشري
غزلان ثنين مو ؟
ضحكت و الدمعة بطرف رمشي : اي والله باركيلي
-الف مبروك يا رويحتي ، هسه كون يمج و اخذج بحضيني
هههه ، شكد احب من تكوليلي حضيني
الله عليج تعالي للعراق اشوفج قبل لا اجيب
-شلون ما اجي .. اجي هسه و من تجيبين
چم سويرة عندي ..
-اروحلج فدوة خالة ..
سديت المكالمة و اعاين لجهاد صافن بس بريق يجنن بعيونه
عرفت بي فرحان ..
اخذنا الواهس و رغم صعوبة المشي عنده أصر نروح ناخذ كم حاجة
للجهال ..
اتسوقت كم شغلة و اتحذرت ما اخلي يوكف هواي
تحججت بالتعب و كتله خلينا نرجع ..
رجعنا لبيتنا و بيومها ما نمنه من الفرحه و احنا ندور اسماء الهم
و نتخيل اشكالهم ..
الى نمنا مدري شلون ...
ثاني يوم كعدت على قرار غريب من عنده
و بوقت ممحسبتله اي حساب
كالي انه قرر يسوي عملية العصب قبل لا اولد
طبعاً هنا اشتغلن دموعي و رفضت رفض قاطع
بعدني ممستوعبة الصدمة قبل اشهر من سوه حادث
يرجع هسه يسوي عملية و اعيش نفس الخوفة و الشعور ..
صحت - دخيلك مو هسه
جهاد : حبيبتي هي براسي براسي
بعدين اريد اسويها و اخلص ، بلكي اكوم على رجلي قبل لا تولدين
هزيت راسي ممتقبلة الفكرة !
لزم وجهي بين اديه وكال : وكفتيلي وكفه رجال
رغم وضعج و حملج الكاسر ظهرج ماعفتي الغريب يتورج عليه
اسمعيني سارة ..
انتِ مالج بهالدنيا احد غيري ، اسمحيلي ارجعلج جزء من فضلج عليه
صحت : هذا واجبي ، انت حبيبي و شريك حياتي
يافضل هذا التحجي عليه ..
طبع بوسه بطرف شفايفي و همس : اروح فدوة لشريكتي
صدك من كالوا عادي تلكه زوجة بس صعب تلكه شريكة حياة
احبج يا من السما ...
وهيج مثل كل مرة يقرر يسوي البراسه
و لا اخذت منه حك و لا باطل ..
حدد موعد العملية بسرعة و رافقنا مجاهد ، عمي و مرتضى و زهراء
تمت عمليته و الطبيب بلغنا بنجاحها الحمدلله ، لكن يحتاج وقت و علاج
ايضاً حتى يرجع مثل الاول ..
و هالمرة الحق يقال مو بس اني وكفتله
لان جسمي ثكل و وضعي تأزم
مجاهد ما تركنه و لا مرتضى ..
دايماً وياه بكل خطوة
و بأيدهم يودونه للدكتور
مرات يرافقهم هشام على حسب وضعه
و زهراء تجي تعاوني بين فترة و فترة
و الي فرحتني بخبر حملها اخيراً
صحت : جيبيلي بنوته اخذها لواحد من التوأم
زهراء ممتعضة : لا ما انطي بنتي لواحد اله شبيه
بنت زهراء اكيد مميزة تعشق التفرد
عوجت حلكي و صحت : هجم بيتج من هيج اخذتي فرهود
زهراء و هي تشمرني بالمخده : فرهود صح بس متربع على عرش قلبي
و ماله شبيه بهالدنيا ..
بمزح جاوبتها : من هالناحية حقج محد يشبه هو بس حارس مدرستكم
و راح لدار حقه !
زهراء - امشي ولي لج ايزابيلا
الا يجي و احجيله ..
و بحجايتها فعلاً دخلوا علينا مرتضى و مجاهد و جهاد
الي بدأ يتحسن بشكل ملحوظ و مشيته تتعدل ...
و بيومها ركزت بي ، شكد وسيم
مرتب و انيق
و شكد مشتاقتله .. العينتين !
عاين الي بنظرة مرحة و غمزلي ..
سويت روحي ممنتبهة فما اريده يحس بأني رايدته ..
و خفيفه هههه
بعد ما تعشوا و تعللو يمنا
عمي قرر يفجر قنبلة ..
بقرار زواجه ..
بيومها الولد استلموه تصنيف و مزح من العيار الثقيل
لكنه و لا اهتم ..
بل زاد من أصراره ..
و بالفعل بعد ايام اتذكر اني داخله بشهري
كلشش ثكلت و تعبت ..
حدد عمي ناصر موعد زواجه
هو ما راد هوسه مجرد يعقد
مرة ارمله تصغره بسنوات ..
عدها بنية وحدة و متزوجة بغير ولايه ..
على گولته يريد ونس وياه بالبيت
بس جهاد و مجاهد روحهم خضرة و حبوا يسوولة كعده صغيرة
وعشا و يعزمون القريبين كلشش
عمتي و زهراء فرحن كلش
و قررنا نعدل من نفسيتنا و بما اني مقبلة على ولادة رحنا لصالون
اني وياها و ناز و هند الي أصرت على مرافقتنا
ام الصالون طلعت ع المتر بيه ..
جنت كلش تعبانه و هامله نفسي و شعري و صحتي
سوتلي عناية بشعري و شذبت اطرافه
صبغته لون اشبه بلونه الطبيعي بس ردته يكتسب لمعة
و سوينا بعض التغييرات لبشرتنا من تنظيف و نظارة
اشياء ما تأثر ع الحمل
كذلك ناز عدلت روحها شوي الا هند
اشتغلت شغل مال عرايس ..
و احس بيها عدها شي ببالها
لاسيما و هي كل شوية تذبلي حجاية
عن الحامل و شلون الحمل يخلي العلاقة تبرد بين الزوجين
و شلون اكو رجال خانوا زوجاتهم بالحمل
في سبيل يفرغون طاقاتهم بعيداً عن الزوجة الحامل المُتعبة ..
بداخلي اكول سبحان الله هالبنية ما تتغير
ام الصالون سألتني عن موعد ولادتي
فجاوبتها بعفوية ما معلوم والله .. تقريباً كملت شهري
ولهسه ماكو بوادر ..
اندعت الي هواي بتسهيل الولادة
كملنا و طلعنا بوجهنا لبيتنا بدلنا و تكشخنا
عاينت لروحي بالمراية مصدومة فمن مدة ما كشخت هيج
و لا اعتنيت بروحي هيج ..
وكتها حسيت شكد قصرت بحق نفسي
لكن من اتذكر جهاد و شلون رجعتله العافية
تهون كل الامور لأجل عينه ..
بيومها لبست فستان ماروني نبيذي
اللون الي يحبه جهاد ..
اعاين بالمراية ممتنة للتعب و الركضة الي مادخلتني اكتسب الكثير
من الوزن هههه
فقط اكو شي جبير و منفوخ يتوسط جسمي ..
دا اريد اطلع شفت هند واكفه و مدري شتبسبس ويا جهاد
طبعاً هو وكفته عاديه و ملامحه جادة
بس هي نظراتها مو راحة و تعاين الي بنظرات خبيثة
راح عقلي يحلل و يفسر كلامها
و قلبي صار يدك سريع
مشيت مسرعة من يمهم مُتجاهله تماماً
تصرفها و نظرات جهاد الي تلاحقني بصدمة ..
اشغلت نفسي بالتحضيرات ويه البنات
رغم الولد مكملين كلشي و محد طلب مني شي
حسيته واكف ورايه و انفاسه تضرب بشعري
متحركت من مكاني و سويت روحي ممهتمه
و اني نار الغيرة تسعر بروحي ..
همس بصوت رخيم : هاي شيسمونها تَشعلين عشيرتي
و تمشين متجاهلتني ..
انداريت عليه بحركة سريعه و لگيته هايم بتفاصيلي
همست رافعة حاجبي : والله عاد ما ردت اقاطع الموضوع المهم بيناتكم !
بعبوس كال : بيناتنا ؟
انت و هند .. مو جنتوا واكفين تتبسبسون !
ضحك بمكر و كال : يعني غرتي !
-احتركت ، مو بس غرت
شعندك واكف وياها ها !
تدري اليوم شگلتلي ؟
مَد ايده ابعد خصلة عن وجهي و همس ذايب
شگلتلج يا رحمة الله ..
كعدت اسردله كلامها بالصالون و تَلميحاتها ..
و هو نظراته و باله مو يمي ..
سافرت لكل جزء بيه
وايده ملتهية تتفحص بجسمي
و يجاريني بكلامي مثل الي يجاري طفل صغير
و يحاول ياخذ منه بوسه ..
اني محتركه حرك ، اسولف
و هو بس اي .. وياها لمسه
اي .. و نظراته لغير مكان ..
عرفته كلاوجي .. ضجت دفعته !
و مشيت من يمه ..
جرني و حبسني بزاوية
و اخذ شفايفي بدون مقدمات ..
حسيت بفراشات بطني ترفرف
فمن مدة ما اختبرت هيج شعور
ليويين رَجعني ..
صار يتجرأ اكثر و يطالب بـ اكثر
الى ان الشباب و مجاهد صاحوه
افلتني اخيراً .. ضايعه ادور انفاسي
يأشرلي بسبابته بتحذير
جولتنا ما خلصت ..
راح و گلبي يكمز و اتلبكت كلشش
رحت ادور ع البنات عاينت متجمعين متحضرين نروح نجيب العروس
هند تعاين الي بحقد
لحد الان ما اعرف ليش
لكن من صاحت زهراء : عزا بعينج سارة
شفايفج ملوصة ...
يمعودة مو هيج گالوها
مستعجلين أكثر من العرسان ..
و تعاين لهند بخباثة !
عمتي صاحت : ادبسز من يومج ادبسز
مرة و رجال حاطة روحج بالنص و مركزة بيهم شكو
زهراء / والله صح لسانج بس كون يحسّون ...
نضال / شكو شنو الصاير
صحت اني وامسح بشفايفي : ماكو شي يله الولد منتظرينه
رحنه جبناها و الطريق گله احس روحي ترفرف مثل الفراشة
فرحانه من لهفته .. من الشي الي حَسيته
من اخر الاحداث الي صارت و شلون الامور تغيرت و صارت لصالحي ..
من بعد ما جنت منبوذة بوسط اهلي
الان اني المميزة ..
و الجنة المفضلة لدى عمي
البنت المحبوبة لعمتي
الي صارت الي ام
اخت لزهراء الي عًَوضتني عن خذلان رند
صديقة روحية لأم محمد الي ظهرت بحياتي مثل نبراس سعادة
يضيء عتمة ضياعي ..
حبيبة و زوجة للرجل الي اختاريته و اختارني رغم محاولات هذا العالم
على تفريقنا ..
أم لطفلين يسكنون احشائي من بعد ما الجميع توقع اني صرت عقيم
كمل العشا و بعد ما تعللوا كلمن راح لبيته ..
و عمي دخل على عروسته و الي مبينه كلش خوش مرة
رجعنا اني و جهاد لبيتنا
البيت الي تركه الي ابويه
و الي بلحظة ضعف و تعب ردت اخسرة
لولا جهاد !
غيرت ملابسي و أَحس بالتعب الفضيع
و أحسب يوم يوم ولدي يجون و ينورون دنياي
و هنا قرر جهاد بصورة عفوية يساعدني
لاسيما بعد الشي الي عازم يسوي
بيومها شگد ردت افلّت منه مگدرت
اخذني من نفسي و سافر بيه لعالم
ثاني ..
عالم بس اني وياه .. يعزف على ايقاع مشاعري بهدوء
يُراقص احساسي على مهل ..
هل اكتفينا من بعض ..
لم نكتفي فـ نحن نروي ضمأ تلك الايام التي فاتت
و ذاك الحرمان الذي عصف بـ ارواحنا
و كأننا اول مرة نلتقي ..
و ندفي انفسنا بنيران الحُب و الشوق ..
همست بـ تعب : هم يجي يوم و تعاين لغيري
لو تعبت لو مرضت لو صار عليه شي ..
حط سبابته على فاهي و همس : ششش انتِ قدري
لو تعبتي اني اسندج واقويج
لو مرضتِ منو غيري يداريج
لو صار عليج شي لو طخج الهوا طخة
صدگيني اموت .. و اتبعثر گبلج
الف رحمة على روحج مها ...
جابتج دوة لجروحي ..
عدلت كعدتي و صحت : شوكت تجوز من امي ..
هااه ؟
جهاد : ما اجوز منها ..
احبها ليش ما تصدگين !
تنهدت بحسرة : يا ليتها موجودة يمي
هي و ابويه ..
لمني بحضنه و طبع بوسه على جبيني
الله يرحمهم حبيبتي ..
جهاد اطلب منك طلب !
كولي يابعد عيني ...
اريد من اجيب اخذ جهالي اوديهم لابويه يشوفهم
اول ما يبدون يمشون
اريد يلعبون داير مداير قبرة
اريد يشوف احفادة
اوعدني ، حتى لو متت تسوي الي گتلك عليه
هسه يا عمري ليش مُصرة تجيبين طاري الموت على لسانج
-اوعدني ..
-وعد اخذج بأيدي انت و زعاطيطج و نروح نزوره ..
وشيء ثاني ؟!
جهااد : كولي بت محمود !
-هند ابتعد عنها
-اني ماعندي شي وياها بس اليوم راح ادعيلها بالخير
رفعت حاجبي و صحت : ليش يمه !
-لان هيجتج عليه ولوما غيرتج ما تجين للدرب !
-لا والله ..
-اي وعيونج هذني الدمرني
و الرمش الي لف روحي لف
و الگصيبة الي قَيدتني و خلّتني اسير بحبج !
-كلاوجي شأجاوبك بالله ..
الشفاه قالت مالم تجرؤ على قوله الالسن
حضني و نمت .. مدري شگد نمت
و فَزيت على ألم فضيع و ماي غرك فراشي ..
صحت مفزوعة : جهااااد
اكعد .. يمكن راح اولد ..
فز و طفر مفزوع و ما يعرف شنو يسوي
ساعة ياخذ جنطة الولادة و يجيبها منا يحطها منا
ساعة يجي يفرك بظهري و يصبرني
ساعة يفتر مدري شيسوي
صحت متألمة : يمعود بس خابرلي عمتي
خل تجيني ....
اخذوني للمستشفى ، فحصتني الدكتورة كالت عندج ولادة
توسلت بيها تسويلي عملية فاني اخاف من ألم الطلوك
لكنها رفضت لاسيما بوجود توسيع ..
و اني بهذا المأزق و وضعي الي الي يبجي الصخر
جهاد يَطلق نكاته و تلميحاته بأن الي صار بيناتنا
هو الي سهل ولادتي ..
و گعد يمدح بنفسه و يشيد بأدائه لحد ما انهاريت
من الالم فقدت و اخذوني ...
بعد ساعات من الطلق المتواصل
و الألم الي نَهش بروحي
بحيث مخليت فشوره لو مسبه ما سبيتها لجهاد
انسلخت روحين من روحي .. نوروني أخيراً
و انطوا لدنيتي الشاحبه الوان ..
خلو واحد على صدري ...
ماكو احساس يوصف شعوري ساعتها
غير الدموع .. شميته و شمني
وبعد دقائق وضعوا الطفل الثاني ..
تحمدت لربي على عطاياه
شلون بلحظة تغير حالي و صار عندي اسرة
و صرت ام مسؤولة عن روحين ..
اخذوهم لابوهم كبر بأذانهم و اني نظفوني و اخذوني لغرفة اخرى
دخلت عمتي شايله واحد و جهاد شايل الثاني
بعد ما استلموهم من الخدج منظفينهم ..
باسني بجبيني و ماكدر يخفي دموعة
و بيومها المستشفى انترست ..
الكل اجه شافنا و تحمدلنا بالسلامة
اسميناهم حسن و حسين
و بعد ايام من ولادتي اجت ام محمد
و خلت بگماط كل طفل اية الكُرسي مصنوعة من ذهب
و ما تركتهم الا بعد ما رَقتهم و رقتني ..
هذه المرأة لو شما اسوي ما اجازيها ..
أصعب فترة هي فترة نفاسي
جنت اجهل معاملة الطفل و شلون احافظ عليهم
لكن جهاد و عمتي ابد متركوني
و ام محمد دايماً على تواصل ويايه و توجهني من بعيد
جهاد جان يسهر كل ليلة ويايه
يداريني مثل الطفل و يسهر على اولاده ..
احياناً اكعد الكاه نايم ع الكرسي و حالته حاله
اصورة بالجوال و احتفظ بهاي اللحظات كذكرى
فبالرغم من انها فترة صعبة لكن معزتها خاصة بقلبي ..
شگد دفعته يتركني اني اعتمد على روحي
او استعين بعمتي في بعض الاحيان
لكنه جان يرفض رفض قطعي
و ابد ما خلى احد يتورج عليه ..
جان يأكلني بـ ايده
يغسلني بأيده
يمشط شعري و يغازلني
و يسرق مني قُبلات و احضان لا تنتهي ..
كلاوجي و آني ما أكدرله ..
بحيث مرة اربعين الاطفال و آني محسيت عليهم ..
حياتنا هادئه و حلوة ..
عشنا ايام لا مثيل الها
و ما انكر مرينا بمطبات هواية ..
بس تجاوزناها سوا ..
و شگد رادوا يخربون حياتنا و منهم هند ما خلصت من شرها و مؤامراتها
وشكد رسمت حتى توكع جهاد بحبالها
لكنها قُوبلت بالفشل و الفشلة
الا ان طردها من حياتنا كُلياً و حرم عليها تدوس عتبة بيتنا
و امها زعلت على زعل بنتها ..
جان حريص على بيته و سعادتنا ..
و حريص بأن يعوضني عن كل اذى شفته ..
و حريص بإن انسى و اسامحه لو اخطئ يوم بحقي
حرصنا على تربية اولادنا و تكريس وقتنا لعائلتنا ..
و الناس الي نحبهم ..
هشام تزوج و صارت عنده بنوته
زهراء ولدت شهم و بقت عليه متفكر بالخلفة
مجاهد صار عنده ريان و سارة
و ام محمد صارت بيبي لثلاثة اولاد ..
و لليوم ما قطعت تواصلي وياها ..
فَزيت على صوته و رَجعني من ذكرياتي ..
التفتت اله ..
أقترب مني و بـ ابتسامة همس : كملتي ..
شبعتي من محمود و مهاا
ضحكني و آني بوسط حُزني !
يمعود ، شگد تلاهد حتى الميتين ما خلصوا منك !
مد ايده يضم خصلات طالعه من شعري
و يحجي : اغار عليج حتى من الميتين
اخاف تحبيهم أكثر مني ..
همست و أني ابعد ايده : تعيش بگد ترابهم ..
جهاد : تدرين طالعه تشگين بالحجاب !
امممم ، قنعني قنعني ابن نوال !
جهاد : و عيونج احجي الحقيقة وجهج المدور و رسمة عيونج
ويا الشال طالعة تَهيم ..
بعدين اني ما جبرتج .. گتلج اذا ممقتنعة بي لا تلبسينه
بس جانت امنيتي تلبسي ..
سارة : عيوني الك مو بس اتحجب و اطمئن مقتنعة قناعة تامة ..
و هذا الي لازم يصير ..
اخذ الاولاد مني شال واحد على كتفه
و حسين الوكح بأيده ..
نصى شاورني : امشينا نرجع للبيت عندي مشروع وياج !
بأستغراب رديت : مشروعيش بالله !
-مشروع طفلة ثالثة .. من السماية مدورة تشبهج !
صحت منفعلة : لو تطلع نخلة براسك ..
اتصّور حجينا بهذا الموضوع هواية ..
و انطيتك رأيي و قراري ..
يمشي كاتم ضحكته .. صعدنا للسيارة
و كعد مستريح ورا الستيرن ...
و لا چني اسولف وياه و ادري اذا حط فكرة براسه ينفذها ..
جهاد : كملي مناقشة الرسالة و بعدين نتفاهم ..
تنهدت متوترة و خايفة من المناقشة ..
جهاد : شگلنا مو انتِ بطلة و سباعية و منخاف !
حضري نفسج وراها للدكتوراء .. وراج وراج اني !
ابتسمت اله بـ امتنان فلولاه ماكنت درست ..
جان واهسي مكسور و الاطفال ماخذين كل وقتي
لكنه حرص على ان ادرس و احقق حلم ضل بذيج المحطة
و اضطريت ارحل و اعوفه ..
سهلي هواي امور و ساعدني و خلاني ارجع ..
::
بعد فترة ناقشت رسالتي و الحمدلله اخذت الدرجة بـ امتياز
عكس ما كُنت اتوقع ...
ممتنة لرب العالمين اولاً الي هيأ الي كل الظروف لصالحي
و أخرجني من الظلمات للنور ..
بيوما جهاد حضرلي مفاجأة و حجزلي بفندق و سوالي حفلة
صغيرة ..
رُغم توتري و تفكيري بالاولاد الي اول مرة اعوفهم من بعد أكثر من سنتين
يم عمتي ..
فأصريت اماشيه و احرص على جعل هذه الليلة مميزة و ذكرى مميزة
جنت متخيلة الموضوع ..موضوع احتفال بحصولي على الماجستير
لكن هذا الرجل الماكر بباله مخطط آخر ..
فكانت ليلة ما تشبه ذيج الليالي
البال صافي و القلب مستريح
و المشاعر تريد من يحتضنها بلهفة
و لهفته تجاهي هي .. هي
كان عاشقٍ مجنون تارة و متيم هاديء تارة اخرى
و اني .. اني احبه مثل كل مرة بكل طباعهِ
بكل جنونه و بكل طريقه يحبني بيها
و بكل مرة أَكتشف كم هو مغاير
مُختلف .. و خلاق بالعشق
محظوظة اني بيه ..
فعلاً مُقدران نحن لبعض ..
قبل ان يُعجن طيني
قبل ان تُدرك امي ان نوراً في حشاها قد تگور ..
مكتوبين لبعض
ممتنه لربي على عطاياه ..
بعد أَشهر ...
ادركت اني وقعت بشباكه ..
و عرفت انه لا مفر من دهاءه
و بيا مرة گدر يغافل حرصي و يخترق احتياطاتي ..
لما حللت و طلعت حامل ...
انصدمت ..
بس ما ضجت فشلون اضوج من هدية رب العالمين ..
و هاي اني منتظرة عسى ان تكون هذهِ البذرة بداخلي
بنت كما ارادها
تشبهني بكل صفاتي
لكني اتمنى و من كل قلبي ان تكون بنت ذات حظ ٍ عظيم
انتهت قصتي ..
الي عنوانها الصبر و اليقين بالله و انه بنهاية كل طريق مظلم لا بد اكو نور
صح اني يتيمة الاب و الام
صح انظلمت و انجرحت
لكن الله سخر لي عباده الطيبين
و وضع جهاد بطريقي ..
يمكن البعض يفسر تصرفاته مؤذية
لكننا نجبرنه نعيش ظروف قاهرة و معرفنا نتعامل وياها لولا لطف الله
و الناس الخيرة ..
نصيحتي الكم ..
لا تيأسوا مدام الله موجود
ف الدعاء بيقين اخرته يستجاب
و المعجزات موجودة لو انطلبت بأيمان مطلق ..
و اهم شي هو داخل الانسان يكون خام نظيف
انتهت ..
لمتابعه روايات سكيرهوم زورو موقعنا علي التلجرام من هنا