رواية أخباءت حبه الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم محمد ابو النجا


 رواية أخباءت حبه الفصل الثاني والثلاثون 

تجلس منى بجانب محمود
 على مقعد داخل حديقه 
واسعه خضراء ..
وعن قرب كانت سمر أخته 
 وزوجها سعيد...
 وساره...
يتابعون عن كثب ...
ما يحدث أمامهم ...
ويرقبون ما تفعله منى ...
فقد كان ما يحدث عجيب 
بالنسبه لهم ...
وصادم...
فقد كانت منى  تمسك 
بيد محمود وتقربها من شفتيها 
وتقبلها ...
بعشق...
في مشهد غريب يدل
على مشاعر مفرطه ...
وحب كبير...لا حدود له ...
تنظر إليه بحنان وتهمس
بكلمات لا يسمعونها ...
حدق سعيد في وجه زوجته
سمر وقال : يبدو بأنها 
تحبه بشكل زائد...
سمر : لكننا ما زلنا ننتظر
قدوم عادل...
ينفي سعيد برأسه :
لا أعتقد بأن ما يحدث
أمامنا كذب....
من الواضح كالشمس 
إنها تحبه بصدق...
هذا هو مجرد رأي ...
ساره بصوت خافت : أو أنها 
تعلم أننا نراقبها..
 تتسع أعين سمر في
 تعجب : وكيف لها أن 
تعلم أننا نراها ...!!
أو نراقبها ...!!
مستحيل... أن يحدث ذلك ..!!
ساره : إن ما تفعله مبالغ 
فيه ...
وليس منطقى...
ينفي سعيد برأسه : 
بل أرآه واقعى...
واقعى للغايه ....
فيبدو من نظراتها فقط
بأنها تحبه بصدق...
 تحبه جدًا ..
 وأرى أن وجودنا هنا 
مجرد مضيعه للوقت ...
تنفي سمر برأسها :
دعنا ننتظر قليلاً ..
دقائق كثيره تتوالى...
ومنى ما تزال تمسك بأصابع 
محمود وتحتضنها بين يديها
 في حب...
 وتستلقي برأسها على
 كتفيه....
 لتزداد حيره سعيد..
 وهو ينفي بيده قائلاً  :
لا مستحيل ...
أن تكون تلك المرأه كاذبه
 في مشاعرها ....
تطلق سمر زفره حاره من 
صدرها : انني فعلاً في
 دهشه مما ارآه ....
ساره بصوت حزين :
أما أنا فأشعر بأنها تمثيليه...
أو مشهد مسرحي...
واضح أن تلك المرأه
تعلم بوجودنا....
صدقوني ...
إنها شيطانه...
 شيطانه بحق...
يطلق سعيد زفره حاره طويله
من صدره ..
وقد نفذ صبره وهو يدير 
بيديه محرك السياره قائلاً 
: سوف أرحل عن هنا ...
هل ستأتون معي....؟
 أم ستبقون تتابعون
 وتتلصصون على إثنين 
عاشقان...!
لا فائدة من تتبعهم ...
هزت سمر رأسها :
حسنًا....
لقد انتظرنا كثيرًا دون 
جدوى ...
دعنا نعود الى حيث أتينا...
وتبدأ السياره في التحرك 
والإبتعاد ...
فجأة...
تأتي رساله الى هاتف منى
التي لمست بين أصابعها شاشته 
وهي ترى رساله قد جاءت من
 عادل يقول :
 لقد رحلوا ...
لقد رأيتهم بنفسي الآن ...
تبتسم منى وهي تبتعد فجأة 
عن محمود وتتركه...
لينظر لها في دهشه قائلاً 
: ماذا حدث...!
 لماذا ابتعدت فجأه عني
هكذا ..!!
 منى بصوت حاد :
 لا شيء يا عزيزي ...
ولكن أريد الرحيل...
محمود بصوت ونبره 
تحمل التعجب يقول :
لماذا ...!!
أننا لم نكمل حديثنا بعد...!
منى بلهجه جافه : 
أنني متعبه...
 وأريد الرحيل...
محمود : نسيت أن 
أخبرك ..
هناك مفاجأه...
 عقدت منى ساعديها 
أمام صدرها وقالت :
 أي مفاجأه...!!
محمود بصوت هادىء 
: ساره حامل ..
تتراجع منى في صدمه 
قويه وهي تقول :
 حامل...!!.
 هز محمود رأسه :
نعم ...
منى مبتسمه :
 أنه لخبر مفرح...
 لقد ابتسم لنا القدر بهذا 
الحمل ..
وقطعنا شوط كبير في
نيل الميراث ...
محمود : أعلم ذلك..
 رغم أنني لم أكن أتمنى 
أن يكون لى إبن من تلك
 المرأه...
 تنفي منى بيديها :
على كل حال..
إنها عاجلاً أم آجلًا 
ستموت...
 ولكن ما أخشاه أن تموت
 قبل أن تلد الوريث...
ستكون بالفعل كارثه...
 فلو حدث ذلك....
 سنخسر كل شيء ....
الحل الوحيد....هو...
وعادت للصمت وهي
 تعتدل واقفه وتدور
 بجسدها لتجد أمامها 
يظهر فجأة عادل...
 الذي قبض على أصابعها 
ويبتسم ...
ويجلس الإثنان معًا 
بجانب محمود ....
الذي قال : أكملي حديثك ….
منى وهي تحتضن يدي عادل
: أنني أرى أننا لو أخذنا 
ذلك الجنين داخل حضانه
 خاصه..
 سيكون أفضل ...
وسيزيد من فرصه الأمان 
حتى يعيش ...
ونضمن حياه ذلك الطفل ...
محمود : لا أفهم حديثك ..!
هل يمكنك تبسيط الفكره...؟
تعض منى على شفتيها
 السفلى :
 أن نأخذ الجنين منها الآن...
ونضعه في حضانه حتى
 موعد ولادته ....
ساره مريضه..
والحمل يمثل لها خطر 
كبير عليها ...
ربما تموت قبل أن يتم ...
وحينها نخسر كل شيء ...
يغمغم محمود : أعتقد 
أن تلك المساله تحتاج 
الى الإستعانه بطبيب...
نسأله ونستشيره بخصوص
فكرتك...
منى : صدقني إنه الحل
 الامثل...والأضمن...
وبعد أن نحصل على ذلك
الطفل من أحشاء ساره
 لا يهمنا بعدها أن كانت
 تحيا أو تموت...
 فقد إنتهت مهمتها
 عند ذلك ...
وأصبح الميراث من حقنا...
 بل مؤكد سيكون لنا...
سنحصل عليه...
يغمغم محمود : فكره لا بأس 
بها ...
بالفعل حين الحصول على
 ذلك الطفل لا تعني
 ساره شيء بالنسبه لنا بعدها
لن تساوى أى شىء ....

******
(زياره مفاجئه أليس كذلك ..؟)
ألتفتت رحاب الى مصدر 
الصوت لتجد أمامها كريم
 الذي يبتسم وهو يقول :
 أتمنى أن لا أكون قد
أزعجتك...
 رحاب في تعجب :
 كريم ...!!
هز كريم رأسه : أعلم أنني
 ربما قد جئت في وقت
 غير مناسب ...
وفي مكان عملك....
 تنفى رحاب برأسها :
هل ثمة هناك شيء...؟
كريم بهدوء : 
بالفعل هناك أمر هام
 قد جئت إليك من أجله ...
فجأة ...
رنين هاتف رحاب...
 التي أشارت تهمس : 
دقيقه واحده...
 وسأعود إليك ...
وبدأ الحديث بين رحاب 
وساره ...
التي كانت تبكي وهي
 تروي لها ما حدث ...
لتقول رحاب بصوت خافت
حتى لا يسمعها كريم :
 من المؤكد أن تلك
 الشيطانه قد علمت أنكم 
تراقبونها من بعيد...
تنفى ساره : مستحيل...!!
 كيف لها أن تعلم...!
لقد كان الوضع سيء
 بالنسبه لي...
ومحرج إلى أقصى حد...
 لقد رأيت أعين سعيد 
وسمر يكذبانى...
أنهم ينظران الي على أني 
كاذبه ...
أو مجنونه...
 أو مخادعه...
 تتنهد رحاب وهي تقول
: كل شيء سيظهر في وقته...
 لن يستمر كذب منى إلى 
النهايه ...
صدقيني..
 سيأتي الوقت الذي يعلم فيه 
محمود مدى خيانتها له ....
ثم همست بهدوء أكثر 
يبدو بأن هناك زائر لم
 أتوقع قدومه الآن ...
ساره بصوت خافت وحيره :
 من تقصدي....!!
 رحاب : لقد جاء كريم
 لمقابلتي.. الآن...
 ولا أعرف لماذا جاء ...!!
سأنهي الإتصال معك الآن ..
ثم أخبرك عن سبب زيارته 
بعد ذلك ...
وعادت تنهي رحاب المحادثه 
وهي تدور بجسدها 
نحو كريم قائله :
 لم تكمل بعد حديثك...
 وتخبرنى سبب زيارتك...!! 
يرفع كريم هاتفه نحو 
وجه رحاب وهو يقول :
 انظري الى تلك الصوره ...
وتتسع أعين رحاب في صدمه 
لا حدود لها ...
فقد كانت ما تراه صوره
 مذهله ....
صوره لم تتخيلها على 
هاتف كريم.....
صوره تقلب الموازين رأس
على عقب ...

تعليقات



×