رواية جبران العشق الفصل الواحد والثلاثون 31 بقلم دينا جمال


 رواية جبران العشق الفصل الواحد والثلاثون 

تجلس في لجنة الإمتحان تنظر إلي الورقة شاردة عينيها سارحة بعد أن قال ما قال في سيارة الأجرة لم ينطق بحرف آخر في حين عُقد لسانها كأنه التف يرفض الكلام أردت أن تبرر أن تخبره بالعكس أن تزيح تلك الحقيقة من رأسه ولكن لا شئ لم يخرج من فمها شئ ... وصلت السيارة أمام باب مدرستها فنزلت بصحبته وفقط كلمة واحدة قالها قبل أن يتركها متجها إلي المقهي الشعبي أمام مدرستها مباشرة ببضع خطوات :
- حلي كويس ولينا كلام تاني بعدين
لم يردف بحرف آخر التفت وغادر القت ناحيته نظرة اخيرة قبل أن تدخل إلي مدرستها تحاول التركيز في ورقة الإمتحان أمامها أجابت علي الكثير من الاسئلة تبقي فقط القليل عليها أن تركز لتنتهي لا يجب أن يشرد عقلها الآن تنهدت تزفر أنفاسها بعنف لا يجب ما عليها أن تفعل الآن وقد اكتشف خدعتها ما الذي سيحدث بعد الآن ... اجفلت علي صوت خافت يأتي من جوارها نظرت بطرف عينيها جوارها لتجد أحدي زميلتها تحاول أن تهمس لها بشئ ما :
- أمل السؤال التاني يا أمل ... السؤال التاني

نظرت لها بطرف عينيها بازدراء لتشيح بوجهها بعيدا متقززة منها تهمس لها :
- أنا ما بغشش حد 

احتقن وجه الفتاة غضبا تنظر لأمل في غيظ ، تعقد في نفسها أمرا من الجيد أن المراقب الواقف هناك أحد اقرابها بالطبع سيصدقها هي التفتت فجاءة ناحية أمل تصيح فيها :
- ما تذاكري قبل ما تيجي أنا مش هغشش حد خلي عندك دم بقي مش عارفة احل

توسعت عيني أمل في ذهول تنظر لها مدهوشة ما بها تلك الفتاة لما تصيح فيها هكذا ... اقترب المراقب منهم يغمغم محتدا :
- في ايه يا روان حصل ايه

وقفت تلك المدعوة روان تنظر للمراقب تصيح غاضبة :
- الحقني يا عمو سمير البت دي بقالها نص ساعة عمالة تقولي عششيني وأنا بقولها ما بغشش حد وهي مش ساكتة وأنا كدة مش عارفة اركز في الإمتحان كدة هسقط 

شهقت أمل مذهولة مما قالت تلك الفتاة تقلب الحقائق هبت واقفة تصيح تدافع عن نفسها :
- كذابة اقسم بالله العظيم كذابة هي اللي كانت عايزة تعش مني وأنا قولتلها لاء 

لم يصدقها بالطبع لن يفعل ... مد يده يسحب ورقة أمل بعنف من أمامها يردف محتدا :
- لو فعلا كانت عايزة تعش منك كنتي زعقتي زي ما هي عملت دلوقتي .. قدامي هنعملك محضر غش والامتحان دا ملغي 

شخصت عيني أمل فزعا تحرك رأسها بالنفي تصرخ باكية بحرقة :
- كذابة اقسم بالله هي اللي كذابة أنا ما غشتش من حد أرجوك صدقني هي اللي كدابة مش أنا ...
لم يصدقها فقط ابتسم في سخرية يتحرك لخارج اللجنة كان عليها أن تفعل شيئا ما هرعت إلي حقيبتها الموضوعة خارجا جوار الباب رقمه كان أول رقم ارتعش صوتها تصيح باكية :
- الحقني يا حسن !
ولم تكمل جذب المراقب الهاتف من يدها بعنف يصرخ فيها :
- كدة هيبقي المحضر اتنين محضر غش ومحضر استخدامك للموبايل في اللجنة هي بقي كبرت في دماغي وهخليكي تعيدي السنة دي كلها 
- دا عند أمك عارف أمك يلا 
صدح صوت حسن عند بداية السلم يبدو أنه اتي راكضا خلفه يتحرك المدير يحاول تهدئته :
- يا حسن باشا اهدي أكيد في سوء تفاهم ، سمير هو في اي 

نظر سمير لحسن باشمئزاز ليوجه حديثه للمدير يردف غاضبا :
- ومين دا كمان .. أنت هتسكت علي إهانته ليا يا سيادة المدير ... ولا هو جاي يبلطج عشان السنيورة اللي بتغش من أصحابها وكمان مش عاجبها

حركت أمل رأسها بالنفي انهمرت الدموع من من مقلتيها هرعت إلي حسن اختنقت نبرتها تتمتم بحرقة :
- والله يا حسن كذاب هي بتتبلي عليا أنا ما غشتش من حد وعايز يعملي محضر ظلم عايزني اعيد السنة كلها أنا ما صدقت وصلت لهنا ، ما تخليهوش يعمل كدة يا حسن عشان خاطري

وانخرطت في البكاء وضعت يديها علي وجهها تشهق في بكاء عنيف ... احمرت عيني حسن غضبا لا يرغب في شئ في تلك اللحظة سوي أن ينتزع ماديته ويمزق بها عنق الواقف أمامه ... مد يده يربت علي كتف امل برفق ... تركها متجها إلي المراقب وقف أمامه يمد يده له يغمغم في هدوء :
-  رجعلها الورقة بتاعتها عشان تلحق تكمل حل الإمتحان ... 

ابتسم الواقف في سخرية ينظر له باستخفاف رفع سبابة يسراه يشير لحسن بإزدراء:
- وأنت بقي اللي هتخليني أعمل كدةى

اتسعت ابتسامة حست يومأ له بالإيجاب دس يده في جيب سرواله سخرح حافظته الجلدية يخرج منها كارت تعريفي خُط عليه ( المقدم حسن كمال شريف الدين )
أصفر وجه الواجه خوفا لترتسم ابتسامة ساخرة علي شفتي حسن من الجيد أنه لا زال يملك تلك البطاقة ،، مد يده يسحب الورقة من يده أعطاها لأمل يمسح علي رأسها برفق يغمغم مترفقا :
- خشي كملي امتحانك يا أمل وما تخافيش أنا مش همشي من هنا غير وايدك في ايدي ، روحي كملي امتحانك

اومأت برأسها بالإيجاب سريعا تمسح دموعها بكفي يدها عادت ادراجها إلي داخل الصف تنظر بقهر لتلك التي كادت أن تودي بمستقبلها أدراج الرياح لولا حسن !! ... عجبا عجبا هذا عجب حسن وهو من يخرجها من المشكلات الصعبة الآن ... تنهدت تنفض ما حدث من رأسها مؤقتا تبقي القليل فقط عليها أن تنتهي ... مرت ربع ساعة إلي انتهت اغلقت الورقة تعطيها للمراقب الآخر ... خرجت تبحث عن حسن هنا وهناك لتجده في مكتب المدير الذي يحاول تهدئته :
- يا حسن باشا خلاص اهدي اللي دا سوء تفاهم وأنا اقسمت لحضرتك اني هحول المراقب للتحقيق 

- مش كفاية 
صاح بها حسن كور قبضته يضرب بها سطح المكتب أمام المدير لينتفض الأخير بزدرد لعابه خائفا توترت قسمات وجهه يغمغم :
- طب ايه يرضي حضرتك واحنا نعمله 

رآها ، لمح انعكاسها في زجاج غرفة مكتب المدير ليالتفت خلفه سريعا رآها تقف هناك كطفلة صغيرة وحيدة بدون مأوي اقترب منها سريعا أمسك بكف يدها يوجه حديثه للمدير :
أنا هعرف شغلي معاه اقسملك بالله اللي حصل دا مش هيعدي علي خير أبدا ... يلا يا أمل 
خطي معها خطوة واحدة للخارج ليعود يلتفت إليهم يغمغم محذرا متوعدا :
- ابقي أعرف أن ورقتها اتعلم عليها او حصل فيها اي مشكلة قسما بالله ما هيهمني وههدم المعبد علي رأس أصحابه 

دون كلمة أخري رجل تاركا خلفه ذلك المراقب ينزف الدماء من فمه وأنفه بعد عدة لكمات غاضبة سقطت علي وجهه من يد حسن السليمة ... خرج بها من المدرسة يشعر بكفها يرتجف داخل كف يده كانا في الشارع لم يستطع ضمها فقط وقف امامها يمسك ذراعيها بين كفيه يحادثها مترفقا :
- اهدي يا أمل ما حدش يقدر يأذيكي طول ما أنا حي علي وش الدنيا

رفعت وجهها ببطء ارتجفت حدقتيها بعنف اختنق صوتها تهمس مقهورة :
- أنا اتظلمت يا حسن ، اتظلمت وكان هيضيع مستقبلي بسببها هي اتبلت عليا وهو قرايبها كان بيحامي ليها 

حرك رأسه بالنفي يشدد بخفة علي ذراعيها يغمغم سريعا :
- لا عاش ولا كان اللي يقدر يظلمك وأنا علي وش الدنيا يا أمل ... أنا ضربته وخليته يتحول للتحقيق ولسه هوقفه خالص عن العمل هدفعه تمن اللي عمله غالي أوي هو وقريبته 

اومأت له دون أن تنطق بحرف ليعطيها ابتسامة هادئة يحادثها :
- تعالي نقعد نتغدا في أي مكان .. تهدي وتاخدي نفسك كدة وبعدين نروح
وافقته لم تكن في حالة نفسية تسمح بالرفض فوافقت ليترك ذراعيها امسك كف يدها يتحرك معها إلي أحد مطاعم الوجبات السريعة الشهيرة المنتشرة في كل مكان تقريبا
____________
تقف في الشرفة الصغيرة في منزلهم في أسوان تشاهد المياة الجارية أمامها والمعابد البعيدة بالكاد تلمح ظلالها المهيبة الشامخة الطيور تحلق في السماء والقوارب السياحية تجوب المكان ... لا تنكر المكان جميل هادئ نقي بشكل خلاب ولكنها لا تفهم لما أتي بهم لهنا ومن هم الذين كانوا يطاردوهم تنهدت بعمق تحاول أن تجد طرف خيط صغير بيجاد يرفض الإفصاح عن شئ يحول كل احاديثهم إلي كوميديا هزلية بخفة ظله السخيفة التي تكاد تقتلها اجفلت حين شعرت بيده تلتف حول خصرها ورأسه يهبط برفق علي كتفها يهمس لها حانقا وكأنه طفل غاضب :
- علي فكرة بقي لعنة أجدادنا الفراعنة هتحل عليكي عشان مش راضية تخليني احيكلك قصة بناء المعابد معبد معبد .. يا بنتي دا أنا مرشد سياحي ممتاز

وضعت يديها فوق يده تزيح ذراعيه التفتت وقفت امامه تنظر لعينيه مباشرة لتري إبتسامة انتصار تعلو ثغره وكأن فقط رؤيتها له تجعله ينتصر .. تنهدت حانقة تردف بحدة :
- بيجاد بطل تاخد كل حاجة بهزار أنا محتاجة افهم ومن حقي افهم مين الناس اللي كانت بتطاردنا دي وليه احنا هنا وهنفضل هربانين لحد امتي 

ابتسم يحرك رأسه موافقا ما تقول اقترب خطوة واحدة يحتضن وجهها بين كفيه ثقلت أنفاسه يهمس لها بصوت خفيض متخم بالمشاعر :
- هقولك بس هعمل حاجة الأول
اضطربت حدقتيها تتسارع دقات قلبها اغضمت عينيها تنصهر كقطعة ثليج يحتضن شعلة نار وهو يلحم بركان عاطفته المتأججة بعُناب شفتيها العذب لحظات خارج الكون في الفضاء الواسع لا أحد غيرهم في مدار العشق الخالص ... ابتعد عنها يسند جبينه علي جبينها يلهث بعنف يهمس لها :
- أنا بحبك يا رسل ... انسي كل حاجة في الدنيا وخليكي معايا هنا بعيد عن الشر والظلم اللي جوا مجدي وشيرين ... أنتي مراتي يا رسل انتي الوحيدة اللي بقيالي في الدنيا دي أنا ما حلتيش في الدنيا دي غيرك ... انسي كل اللي فات وتعالي نبدأ من أول وجديد 

علي الرغم من أنها كانت في دوامة تُغرقها حرفيا ولكن عقلها كان هنا يعمل يفهم يحلل يرفض ما يقال الآن انتشلت نفسها بعيدا عنه تنظر لعينيه تردف في حدة :
- لا يا بيجاد دي بداية هشة مالهاش أساس ... أنا من حقي افهم وأنت لازم تقولي يا اما كدة يا أما كل واحد يروح لحاله 

وتركته تدخل للمنزل ليلحق بها سريعا التقط رسغ يدها داخل كفه يمنعها من الابتعاد حاولت جذب رسغها بعنف من داخل كفه تصيح فيه :
- أبعد عني يا بيجاد سيب ايدي

جذبها إليه لتشهق بعنف حين طوقها بذراعيه يحتجزها داخل صدره يصيح فجاءة غاضبا :
- عايزة تفهمني .. اقولك ايه اللي بيحصل مجدي ابوكي بيساومني يا ارجع قناص ليهم زي الأول يا يقتلك ، كان عايز يخطفك عشان يساومني بيكي فهمتي بقي أنا مخبي عليكي ليه 

جحظت مقلتيها فزعا تحرك رأسها بالنفي بعنف دقات قلبها تؤلمها والدها لا مستحيل والدها يرغب في قتلها !! جسدها ينتفض بين يديه لم يكن يجب أن تعلم كان محقا في إخفاء الأمر عنها شهقت بعنف وكأن الحياة تفارقها ملئ الألم نبرة صوتها وهي تسأله :
- يعني هو اللي بعت الناس اللي ضربت علينا نار

حرك رأسه بالنفي ليزيد الأمر تعقيدا لم تعد تفهم شيء مطلقا مما يحدث حولها في حين اردف هو :
- اللي بعت ناس تضرب علينا رصاص دا واحد من أعدائي كان عايز يموتني لما عرف مكاني ... لما هربنا منه ووصلت هنا لقيت ابوكي بيكلمني وبيعرض عليا تهديده الحقيقة يا أما ارجع للشغل معاهم يا هيقتلك قدام عينيا 

بقيت جامدة تنظر للفراغ عينيها وكأنها زجاج تعكس شظايا روح تهشمت من الألم لحظات طويلة من الصمت شقه صرخة مدوية خرجت من بين شفتيها ...صرخة ألم صاح بها قلبها بعد ان فاض به الكيل لترتمي برأسها علي رأس بيجاد تشهق في البكاء تصرخ بحرقة :
- ياريتك ما قولتلي ، يارتني ما سألتك .. هو بيعمل كدة ليه يا بيجاد هو ليه بيكرهنا أوي كدة احنا اذيناه في أي ... طول عمره قاسي بس كنت بقول حتي لو قاسي علينا اكيد بيحبنا بس يقتل وليد ودلوقتي عايز يقتلني 
دا شيطان ، شيطان مش بني آدم أبدا

وانفجرت في البكاء وهو يحتضنها ينظر للفراغ يعلو ثغره ابتسامة ساخرة هل يخبرها بأن والدها هو من قتل والدتها بعد ولادتها لها بعد أن جعلها تتنازل له عن أملاك عائلتها بالكامل لا بالطبع لا يجب أن تعلم !
______________
تلك المستشفى الفخمة المهيبة ربما لن ترها سوي علي التلفاز أو الصور المعروضة علي صفحات التواصل الاجتماعي ولكن ها هو يمكث داخل أحدي غرفها الفاخرة المخصصة لكبار الزوار وهو بالطبع من كبار الزوار يكفي انه ابن مالك المستشفى ... يضجع بجسده إلي وسادة ناعمة من الريش ينظر للفراغ الشاش الطبي يلتف حول ذراعه الأيسر وفخذه الأيمن عرف حين دخل الي المستشفى أن رصاصات المسدس لم تكن رصاص حي بل تلك الطلقات التي تستخدم لصيد الطيور ابتسم ساخرا قتلوه دون أن يموت يال كرم أخلاقهم الحميدة سينتقم يقسم أنه سيفعل سيرد لهم الصاع صاعين سيسير وفق خطتهم إلي أن يضع يده علي وتر ومن هنا سيبدأ الانتقام فقط تصبح بين قبضتها وهو سيجعلها نسخة ميتة مشوهة الروح مثل شيرين والدته يقسم أنه سيحعلها تدمن اعتي أنواع المخدر يلقيها لهم جثة تحتضر أمام أعين أبيها فقط الصبر هو ما يحتاج إليه ... اجفل علي صوت الباب يُفتح بالطبع ماهي ومن غيرها يلتصق به كالغراء التفت برأسه ينظر للفاعل ليجد أبيه ها هو والده الحبيب الحنون أتي لزيارته ليطمئن أنه لم يمت لم يستطع إخفاء نظرات الكره والحقد التي ملئت حدقتيه حين رآه ليبتسم مجدي ساخرا اقترب يجذب مقعد يجلس جوار فراش طارق يغمغم ببساطة :
- حمد لله علي سلامتك يا طارق ... معلش هي قرصة ودن بس عشان سفيان يهدي ... دا كان حالف يقتلك بالبطئ بس أنا رفضت وهو عشان خاطر صحوبيتنا  

تعالت ضحكات طارق الساخرة يالهم من أصدقاء سوء يحبون بعضهم البعض كثيرا نظر لوالده يردف متهكما :
- والله أنا من زمان شاكك في علاقتك أنت وسفيان صاحبك
احتدت عيني مجدي غضبا حين فهم المعني المقزز في كلمات ابنه ليرفع يده يصفعه بظهر يده علي فمه بعنف صفعة قاسية شقت جانب ثغره في حين اردف مجدي غاضبا :
- حط لسانك جوا بوقك وبطل خطرفة لأقطعه وأكلهولك إنت فاهم 

لم يجيب فقط اشاح بوجهه في الإتجاه الآخر يشد علي قبضته المغلقة بعنف احمرت عينيه غضبا في وحين وقف مجدي من مكانه يغلق زر حلته يغمغم ساخرا :
- حمد لله علي السلامة يا حبيبي خف بسرعة بقي عشان البيت يرجع ينور بيك ...واجهز عشان سفيان بيجهز الضربة القاضية للي اسمه جبران دا هتخلصنا منه خالص 

التفتت برأسه ناحية أبيه قطب ما بين حاجبيه يسأله :
- هتعملوا معاه ايه ؟!
ارتسمت ابتسامة سوداء علي شفتي سفيان مال ناحية أذن طارق يهمس لها متلذذا العذاب :
- هندخله السجن وهندخل واحد من رجالتنا هناك يقتله !!
ربت علي كتفه برفق يغمغم مبتسما :
- جهز نفسك يا عريس مش عايزين فضايح بقي 
وتركه وغادر ليومأ  طارق بالإيجاب سيكون علي اتم استعداد ليحول حياتها جحيم !!
______________
أخيرا هدأت منذ أن جلست بصحبته في ذلك المطعم وجسدها يرتجف بعنف أين ذهبت أمل القوية ذات اللسان السليط ترتجف كطفلة خائفة من وحوش أسفل الفراش بعد كوب العصير الثالث تقريبا بدأت تهدأ شيئا فشئ إلي أن هدأ جسدها وانتظم تنفسها ربت علي يدها يغمغم مبتسما :
- هروح اجبلنا الأكل 
وافقت بإماءة صامتة تراقبه وهو يتحرك بعيدا تبتلع لعابها الجاف مرتبكة الآن وقد اكتشف حيلتها ماذا ستفعل لا شئ لن تفكر في خطط أخري عليه أن يعرف أنه هو السبب هو من تزوجها غصبا ليس من العدل أن تبادله العشق غصبا .. خدعة دنيئة صحيح ولكنها لم تكن تملك غيرها في الوقت الحاضر ... هو من سيقرر ماذا سيفعل وتتمني فقط لو يطلق سراحها وينتهي هذا العرض الهزلي للأبد ... تنهدت بعنف تنظر ناحيته لتراه يتقدم ناحيتها يمسك بيمناه السليمة حامل طعام عليه شطائر اللحم وقطع البطاطس والمشروبات الغازية وضعه أمامها علي الطاولة مدت يدها تبعد الغطاء عم شطيرته ليبتسم ساخرا يردف :
- كفاية تمثيل يا أمل ، أنتي مش مضطرة تمثلي عليا تاني لما نروح حاجات كتير هتتغير 
لا تعرف لما شعرت بالقلق من تلك الجملة وكأن بها وعيد مبطن خبيث ... فتحت فمها تريد أن تقول شيئا ما حين فجاءة بدأت الحركة حولهم يحدث فيها اضطرابا ... عدد كبير من الحراس يلتف حول المكان من الخارج والبعض منه دخل إلي المطعم التفتت برأسها هي وحسن ينظران للخارج من خلال زجاج المطعم ليروا سيارة سوداء وقفت أمام باب المطعم هرع أحد الحراس يفتح بابها لينزل منها رجل ما ... رجل ما أن رآه حسن هب واقفا ..اختفت أنفاسه إثر رؤيته له وشريط عذاب طويل يمر أمام عينيه ينتهي بصرخة والدته قبل أن تفارق الحياة ... التفتت ناحية أمل يقبض علي كفها بيمناه جذبها بعنف لتقف ليصيح فيها:
- يلا لازم نمشي

لم تفهم ما به ولكن حالته تبدو مريعة عينيه مضطربة تتحرك في كل مكان وكأنه يبحث عن مخرج كف يده بارد يرتجف برعشات خفيفة ولكنها تشعر بها ... المطعم له باب واحد فقط تحرك إليه ليخرج معها ليجد الحراس يسدون الطريق أمامه يمنعوه من الخروج تقدم أحدهم يحادثه :
- حسن باشا احنا آسفين جدا ما تقدرش تخرج دلوقتي كمال باشا والد حضرتك عايزك 

تقدم حسن ناحية الحارس يقبض بينماه علي تلابيب ملابسه يصرخ فيه غاضبا :
- أنا هخرج يعني هخرج اوعي من طريقي بدل ما اقتلك

- لسه عصبي ومندفع وسريع الغضب يا حسن اومال هما فصلوك من الخدمة ليه

صوته ... صوت والده الكريه الذي لم يكره شئ بقدر كرهه لسماع صوته ترك ثياب الحارس يلتفت ناحية أبيه الواقف علي بعد قريب منه يبتسم في استخفال كعادته يدس سيجارة تبغ كوبي ضخمة بين شفتيه ... فتح كمال ذراعيه علي آخرهم يغمغم في سخرية تمتزج بالضحكات :
- اهلا بعودة الابن الضال !!
____________________
تقف أمام غرفة الرعاية المركزة حيث تمكث والدتها الطبيب طمأنها أنها بخير وتستجيب للدواء وذلك حقا لأمر هام تتمني لو تفيق قريبا اجفلت حين وضع جبران يده علي كتفها يغمغم مبتسما :
- مش الدكتور طمنا أن ماما بخير يلا بقي نروح قعدتنا هنا مالهاش لازمة

اومأت موافقة تنظر ناحية والدتها تودعها للمرة الأخيرة قبل أن ترحل شبك جبران يدها في يده يتحركان في الشوارع بين الشروق والشمس في السماء ترحل والليل يأتي برفق رويدا رويدا والهواء الساخن يبدو أكثر برودة ينعش الروح تتحرك معه بين شوارع لم تخطها قدميها يوما تبتسم في سعادة تشاهد واجهات محال الثياب ومحال الأطعمة المختلفة التي تتراص جوار بعضها البعض والعجيب جميعها مزدحمة تراقب بابتسامة واسعة وهو يراقبها بابتسامة توازيها اتساعا .. اشار لها إلي بائع مثلجات متجول يغمغم :
- تيجي اجبلك آيس كريم من عند الراجل دا 

ولما لاء هزت رأسها بالإيجاب تتحرك معه ناحية بائع المثلجات وقفت أمامه تغمغم :
- عايزة توت وفسدق وبلوبيري 

عقد الرجل جبينه ينظر لها ولجبران ليحمحم جبران يغمغم
- هاتلها واحد مانجة علي فراولة

ابتسم الرجل يلتقط قطعة بسكوت يملئ نصفها بنكهة المانجو والنصف الآخر فراولة أعطاه جبران نقوده يعطيها المثلجات رفعت كتفيها تأخذها منه ليست كما أردادت ولكنها تبدو جيدة ... رأت كورنيش النيل أمامها لتغمغم سريعا :
- جبران النيل اهو تعالا نقعد هناك زي ما بيحصل في الأفلام

ضحك عاليا يهز رأسه يآسا تقدم معها إلي شاطئ النيل جلست علي حافة سور عالي تؤرجح قدميها ... ليخرج هاتفه من جيبه يشير لها :
- وتر بصيلي هنا 

نظرت لهاتفه تضخك برقة وهو يلتقط لها الصور ذهب إليها يجلس جوارها مد يدها له بمخروط المثلجات ابتسم يحرك رأسه بالنفي شردت عينيها في الفراغ للحظات قبل أن تلتفت له تغمغم فجاءة :
- أنا عايزة ورد 
- كيلو الكباب افيد يا يسرية 
غمغم بها ضاحكا لتنفجر في الضحك هي الأخري انزلق المخروط من يدها ليسقط أرضا توقفت عن الضحك تنظر له بصدمة لتدمع عينيها انهمرت الدموع تغطي وجنتيها تتمتم ساخرة :
- أنا عارفة أن الدنيا بتكرهني من زمان وهي بتاخد مني كل حاجة حلوة حتي الحاجات البسيطة ... مش كدة يا جبران

لما الدراما لأجل أن المثلجات سقطت ليست بجريمة بشعة ارتبكها القدر في حقها كما تنوح الآن قام من مكانه يغمغم ببساطة :
- مش مستاهلة دراما يا وتر هجبلك غيره

نفت برأسها بعنف لتهب واقفة تمسح دموعها بقوة تغمغم في اصرار :
- لاء مش عاوزة أنا عاوزة اروح يلا نروح

شبك كفها في كفه يتحركان بين الطرقات إلي حيهم استوقفه في طريقهم متجر ورود صغير للغاية دخل إليه بمفرده واشتري لها وردة واحدة حمراء اللون وضعها برفق بين خصلات شعرها غمزها بطرف عينيه يغمغم مشاكسا :
- اديني جبتلك الورد اهو يا يسرية تعالي بقي نجيب الكباب

وفعل ذلك حقا وقف أمام مطعم يبيع ذلك اللحم المشوي واشتري لهم طعام العشاء تأبطت ذراعه تسير جواره في الحي ليميل علي إذنها يغمغم بخبث :
- مش ناقص غير ازازتين بيرة مشبرين وكدة تبقي اتعشت أوي 
انتظرت الي أن صارا داخل مدخل عمارتهم لتصدمه علي صدره تغمغم حانقة :
- بطل.. أنا طالعة أنام ... ابقي اتعشي لوحدك بقي
ابتسم عابثا يلاعب لها حاجبيه تقدمته لأعلي وهو خلفها عند الطابق الذي تسكن فيه روزا انفتح باب شقتها فجاءة واطلت عليهم بقميص للنوم يكاد يكون شفاف تحمل في يدها حقيبة قمامة صغيرة شهقت وتر حين رأت منظرها لتندفع ناحية جبران تغطي عينيه بكفيها تصيح في صفا :
- خشي جوا 
صاحت صفا تعتذر خجلة من الموقف لتندفع للداخل توصد الباب سريعا لتزيح وتر يدها من علي عيني جبران لتري إبتسامة خبيثة تعلو ثغره يتشدق ساخرا :
- علي فكرة شوفت بردوا

احتقنت عينيها غيظا لتصدمه بساقها في ركبته بغيظ تندفع لأعلي ... في تأوه هو يمسد ساقه يغمغم مدهوشا :
- يا بنت المجنونة أما علقتك الليلة دي
اندفع خلفها لحقها قبل أن تغلق الباب دخل إلي الشقة يصفع الباب بعنف شمر عن ساعديه يلوح علي ثغره ابتسامة ماكرة يتشدق مستمتعا :
- تعالي بقي يا بنت الذوات 
صرخت تضحك عاليا تركض من أمامه وهو خلفها ما أن التقطتها بين ذراعيه تضحك وهو معها صدح صوت دقات عنيفة للغاية علي باب الشقة تركها يقطب جبينه متعجبا تحرك لباب الشقة يفتحه ليندفع عدة عساكر لداخل الشقة خلفهم زياد الذي وقف أمام جبران يبتسم في اتساع متشفيا بانتصار نظر لغريمه يغمغم شامتا :
- مش قولتلك نهايتك علي ايدي ... مطلوب القبض عليك يا معلم هاتوه !

تعليقات



×