رواية تعافيت بك الجزء الثاني الفصل الواحد والثلاثون 31 بقلم شمس بكري


 رواية تعافيت بك الجزء الثاني الفصل الواحد والثلاثون

ليست حياتي بذلك الثباتِ كما يبدو، كيف ذلك و القلب بإسمك دائمًا يشدو ؟!
_________________________

الأمر ليس بتلك السهولة، هي لم تكن تجربة عادية، فالأمر يشبه شخصًا واقفًا على حافة جبلٍ لا يستطع الانتظار و لا يقدر على الفرار و لا حتى يملك قدرة العودة من جديد، الحقيقة تشبه شخصًا كان يسعى للسلام حتى قُرعت طبول الحرب فوق رأسه، فبات مُنهكًا بالكامل، بعدما كان يحلم بالسلام ما أخذ من تحقيقه سوى الآلالم.

بعد حديث «عمار» تمكنت الدهشة من أوجه الجميع ممتزجة بعدة نظراتٍ ساخطة و أخرى فخورة به، و بين ذلك و ذاك كان شقيق الفتاةِ يطالعه بدهشةٍ من موقفه فوجده يتابع حديثه قائلًا:
"أنا كدا هبقى صاحب حق و مركبك الغلط، و دي كفاية عندي إنك تقف عينك في الأرض أنتَ و جماعتك كلهم، الكف أنا مش هرده، علشان أنا قولتلك أني متربي و مش عاوز في يوم واحد نتحط في كفة واحدة سوا"

دفعه «عامر» من أمام الرجل ثم وقف مقابلًا للرجل يقول بنبرةٍ ثابتة يحاول التحكم في غضبه:
"أخويا متربي و سامح في حقه و دا حقه و هو حر فيه علشان هو متربي، لكن أنا مش متربي.."

أنهى جملته بصفعة على وجه الرجل بقوة كانت مشحونةً بالغضب و الانفعال و كل ما يراه أمامه في تلك اللحظة هي دموع شقيقه و صوته المنكسر حينما هَوْت الصفعة على وجهه، اتسعت أعين الجميع و قبل أن يتدخل صديق شقيقها أوقفه «ياسين» يقول بنبرةٍ جامدة:
"أقف عندك يالا بدل ما أفصل رجلك عن جسمك، واحد بياخد حق أخوه، زي ما أنتم اتحمقتوا و روحتوا تاخدوا حق أختكم، أظن إحنا قولنا إن القلم هيترد"

حاول شقيقها التحكم في ذاته وهو يتنفس عدة مراتٍ، ثم تحدث أخيرًا بنبرةٍ مهتزة:
"دا حقك يا أستاذ، طلبتكم إيه تاني؟"

رد عليه «وليد» بنبرةٍ جامدة:
"عمار يحكم باللي هو عاوزه، و اللي يقول عليه يتنفذ بالحرف، أصل دي سُمعة و إحنا عندنا السمعة زي عود الكبريت، دا شرف"

ذكره «وليد» بحديثه السابق، فتدخل «حسن» يقول بخبثٍ:
"بالظبط، إحنا هنا كنا جايين محقوقين بقينا صحاب حق، و كلكم شوفتوا أخونا وهو بيدافع عن أختكم، يبقى عمار يحكم باللي هو عاوزه و كل كلامه يتنفذ"

حرك شقيق الفتاةِ رأسه نحو «عمار» يسأله بنبرةٍ مهتزة و بصوتٍ مبحوح:
"اتفضل يا أستاذ عمار، طلباتك أوامر كلها، أنا دلوقتي محقوق ليك برقبتي"

نظر «عمار» في وجه من معه فوجد نظراتهم مُحذرةً له حتى لا يرفض عرضه، لكنه حقًا يريد حقه لذلك تحدث يقول بنبرةٍ جامدة:
"عاوز أختك تقول عملت فيا كدا ليه؟ و قدام الكُل علشان أنا واحد كنت بدافع عن بنت في الشارع و هي افترت عليا، و تجيبلي الواد دا هنا آخد حقي منه براحتي"

تدخل «خالد» يقول مُقررًا:
"و يترد حقه في مكان شغله قدام الكل، كل واحد فيكم يبوس راسه و يحق نفسه له"

أضاف «عامر» مُقررًا بنفس الجمود:
"و القلم يترد هناك في مكان شغله و بإيدي أنا برضه علشان دا مش مكيفني بصراحة"

أيد «وئام» حديثه من خلال قوله:
"عامر معاه حق، أظن الناس هتفضل تتكلم عن سُمعة أخوه، و دي كبيرة أوي على اللي هو عمله علشانكم و علشان أختكم"

تحدث صديق شقيقها يقول بنبرةٍ غلظة:
"ما خلاص يا جدعان، قولنالكم منظرها و هي راجعة كان يقلق و إحنا رجالة دمنا حُر، ما لو أنتم مكاننا هتعملوا كدا"

رد عليه «ياسر» بحنقٍ وهو ينفعل في وجهه:
"اتكلم عدل و بطل بجاحة، متبقوش خاربينها و تيجوا تدوروا على حق مش بتاعكم، الخلاصة حق أخويا هيرجع و الواد يجي هنا يتعلم الأدب، و أختكم تخرج تحكي اللي حصل كله قدامنا، بدل ما أطلع شغل الجنان عليكم و أسأل مجرب"

تدخل «طارق» يقول بنبرةٍ متريثة:
"بالظبط كدا، و المثل بيقولك اسأل مجرب و متسألش دكتور، و الباشا دكتور، يعني خبرة"

انسحب شقيقها من أمامهم يدخل غرفة الفتاةِ و بعد قليل كان يقف بها أمامهم بعدما أرتدت إسدال الصلاة و وقفت تبكي أمامهم جميعًا، و عندما رآها «عمار» في ذلك الوضع وهي ترتجف من أخيها الكبير ناهيك عن الآخر الذي يجلس دون وعي و يبدو أن المخدرات لها دورًا كبيرًا في حالته تلك، لذلك شعر بالشفقة تجاهها فاقترب منها يقف مقابلًا لها فوجدها ترتجف و هي تعود للخلف، فتحدث «ياسين» يقول بنبرةٍ هادئة:
"متخافيش يا آنسة، هو لا يمكن يأذيكي، احكيلنا حصل إيه بس علشان لو فيه حاجة نعرف نتصرف"

حركت رأسها موافقةً، فوجدت «عمار» يقول بنبرةٍ هادئة وهو يقول لها:
"وعد مني محدش هيأذيكي، كفاية اللي أنتِ فيه من ساعة اللي حصل، بس بالله عليكي قولي حصل إيه علشان الأمور توصل لـ كدا، حصل إيه علشان أتظلم و أشوف اللي أنا شوفته دا؟"

 قالت هي بصوتٍ مرتجف تجاوب أسألته:
"عبده....عبده اللي معايا في السنتر هو اللي قالي أقول إن عمار هو اللي عمل كدا.....علشان ميجيش يوري رسايلنا لأخواتي و ينزل صورنا مع بعض.....، و قالي إنه هيوزع رقمي على الشباب في السنتر، بعد اللي حصل....كلمني و قالي لو جِبتي سيرتي هفضحك"

سألها «عامر» بضجرٍ و نبرةٍ غلظة:
"وهو أنتِ أي حد يقولك حاجة تسمعي كلامه؟ و بعدين كنتوا واقفين مع بعض لما عمار شافكم بتعملوا إيه؟"

ردت عليه هي بنبرةٍ مهتزة من بين بكاؤها:
"أنا عرفت إنه بيكلم بنات تانية غيري و لما سألته قالي إنه بيتسلى و لو كترت في الكلام معاه هيوزع رقمي و صورنا على صحابه، أنا و الله كنت خايفة علشان كدا بهدلت نفسي و قولت إن عمار هو اللي عَمل كدا"

تحدث «وليد» بنبرةٍ مقررة لا تقبل النقاش:
"الواد دا لازم يجي هنا يتربى و يتعلم الأدب و عمار ياخد حقه و أنتو تاخدوا حق أختكم"

وافق الجميع على قوله، فاقترب منها شقيقها يمسك ذراعها وهو يقول متوعدًا لها:
"عظيم بيمين يا بنت ***** لو ما قولتي الواد دا ساكن فين و دلتينا على طريقه، أنا هخلي خَرجتك من البيت النهاردة"

ردت عليه هي بخوفٍ و بكاءٍ:
"هقول و الله هقول، القهوة اللي عند الكوبري الجديد هو علطول قاعد هناك، إسمه عبده زتونة و أخوه معاه إسمه حودة لمونة"

تحدث «وليد» يقول بسخريةٍ:
"زتونة و لمونة ؟! أنتِ ماشية مع برطمان مخلل؟"

تدخل «عامر» يقول بسخريةٍ هو الآخر:
"طب لو مش خايفة على سُمعتك ، خافي على كِليتك حتى"

حاول الشباب كتم ضحكتهم حتى نجحوا في ذلك، فتحدث «حسن» يقول مقررًا:
"أنا هاخد معايا عمار و أحمد و وئام نروح نجيبه، خليكم هنا مستنيين، عمار أكيد عارف شكله و عارف القهوة دي فين؟"

حرك «عمار» رأسه موافقًا، فاقترب منه «ياسين» يقول بهدوء:
"لما ينزلوا بلاش تنزل معاهم من العربية، خليك فيها علشان لو شافك أكيد هيجري"

تدخل «أحمد» يقول مؤيدًا له:
"متخافش يا ياسين، أنا مش هخليه يظهر أصلًا غير لما يكون معانا الواد دا، وئام و حسن هيعرفوا يتعاملوا"

أومأ له موافقًا وهو يتابع حركتهم من البيت، ثم عاد و جلس بجانب أبيه من جديد، فتحدث «رياض» يقول بخبثٍ:
"فيه كف تاني هيتاخد في السنتر علشان حق عمار، أظن دا أقل واجب معاكم بعد اللي حصل و بعد الليلة اللي باتوها في القسم"

تدخل صديق شقيقها يقول بنبرةٍ منفعلة:
"ما خلاص يا عم الحج عرفنا، رغم إن دي مش أصول أصلًا، بس ديشا علشان راجل محترم ساكت من الصبح"

اقترب منه «ياسين» يمسكه من تلابيب سترته القطنية وهو يقول بنبرةٍ جامدة:
"قسمًا برب الكعبة لو قليت أدبك على أبويا لأكون مطرقع الأقلام على وشك، و لو يا روح امك عاوز الأصول، مكنتوش عملتوا اللي عملتوه من الأول.... أهدا كدا و لم نفسك بدل ما ألمك أنا و الرجالة و من غير أصول كمان...فـــاهــم؟"

تدخل «عامر» يقول بحنقٍ:
"و ياريت بقى يكتر علشان أنا ماسك نفسي عنه من الصبح، و مش ناسي إنه زقني إمبارح، و دي ليها حق و هاخده برضه"

تدخل «ديشا» يقول بنبرةٍ قوية:
"اقعدوا طيب يا جماعة علشان نتفاهم، اقعد يا أستاذ ياسين، اقعد يا أستاذ عامر، و أنتَ يا زيكا تخرس خالص"

طالعه صديقه بدهشةٍ حينما تركه «ياسين» و جلس من جديد، بينما الشاب نظر لأخته وهو يقول بنبرةٍ رغم جمودها إلا أنها خرجت منكسرة:
"كل دا بسببك أنتِ، صبرك عليا لما الليلة دي تخلص، لو شوفتي الشارع تاني يبقى بحق، دا غير سمعتك اللي باظت"

لاحظ «ياسين» خوف الفتاة و وجهها المتورم بشدة ثم حرك رأسه يتابع المكان حوله حتى وقع بصره على شقيقها الآخر الذي حتى الآن لم ينطق بحرفٍ، و يبدو أنه في عالم آخر غير عالمهم، حينها فهم أن ذلك المكان هو السبب في تلك النشأة، لذلك حرك رأسه يطالع والده و كأنه يشكره على تربيته له، و لكن تلك التي ترتجف خوفًا كيف سيتم التصرف معها، بالطبع ستموت بين أيديهم، شعر بالشفقة عليها و لكن حينما تذكر هيئة أخيه عاد الجمود يتلبسه مرةً أخرى وهو يتذكر بكاء «عمار» بين ذراعيه.
_________________________

في المقهىٰ كان ذلك الشاب جالسًا برفقة أخيه و أصدقائه لكنه كان يتحدث في الهاتف مع إحدى الفتيات، بينما «حسن» أوقف السيارةِ على مقربةٍ من المقهىٰ وهو يقول لمن معه:
"بص يا عمار حاول متبينش نفسك لحد ما يركب معانا، و أنتَ يا وئام تدخل الأول بأدبك و أنا وراك بقلة أدبي و أحمد معانا"

رد عليه «أحمد» بنبرةٍ هادئة:
"قوله إنك عاوزه في إعلان و مصلحة حلوة و طلعله كارت الشركة، أكيد هييجي وراك زي الكلب"

رد عليه «عمار» مؤيدًا حديثه:
"كلامه صح، علشان الواد غاوي صور و تيك توك و فاكر نفسه شاروخان العرب، الغريب إن البنات كلها بتكلمه عادي، أنا واد و بقرف منه"

قال جملته بتقززٍ باديًا على ملامح وجهه و نبرته، بينما هم نزلوا من السيارة و تركوه بمفرده يختبأ أسفل المقعد المجاور لمقعد القيادة، في حينذاك اقتربوا هم من المقهىٰ و كان «وئام» في مقدمتهم و بعد تأكدهم من عامل المقهى من هوية الشاب حينها اقتربوا منه و أول من تحدث كان «وئام» حينما قال بنبرةٍ هادئة:
"حضرتك عبده زتونة؟ نجم التيك توك؟"

رد عليه أحد أصدقائه بفخرٍ:
"أيوا يا عبده يا مصيطنا، هو يا باشا أؤمر"

ابتسم كلًا منهم بخبثٍ للأخر بعد نجاح الجزء الأول من مهمتهم، بينما الشاب وضع قدمًا فوق الأخرى وهو يقول بتعالٍ زائف:
"أؤمر يا باشا، طالما جاي على السُمعة تبقى حبيبي، بس أنتَ تعرفني منين؟"

رد عليه «أحمد» بثباتٍ و جديةٍ متقنة:
"احنا اصحاب شركة الرشيد للدعاية والاعلان و عاوزينك تصورلنا إعلان جديد تبع براند هدوم شبابي، إيه رأيك؟"

قفز الشاب في جلسته وهو يقول بتلهفٍ و حماسٍ:
"بجد !! طب إمتى و فين؟"

رد عليه «حسن» بخبثٍ:
"دلوقتي حالًا علشان الإعلان ينزل بكرة، جاهز تيجي تصور دلوقتي؟ و الكارت أهوه لو مش مصدقنا"

خطف الشاب الكارت من «حسن» ينظر به هو و أصدقائه و كلًا منهم تلمع عيونه بطمعٍ في ذلك العمل، فأضاف «حسن» بنبرةٍ مقررة حينما رآى طمعهم:
"المرة الجاية يا رجالة هاخدكم كلكم عيوني ليكم، و الله ما هزعلكم، بس إحنا عرضنا الصور على الناس و هما اختاروا عبده"

وقف «عبده» يقول بلهفة واضحة:
"يلا يا رجالة علشان نلحق التصوير، طبعًا أنا مش فارق معايا الفلوس، أهم حاجة تريحوني في الشغل"

تحدث «أحمد» يقول بنبرةٍ هادئة لم تخلو من خُبثها:
"طبعًا، وعد مني هتعيط من كتر الراحة على عمرك اللي فات من غيرنا"

أومأ له موافقًا ثم تحرك معهم نحو السيارةِ، ركب «أحمد» أولًا و بعده «عبده» و أخيرًا «وئام» و تم حصاره بينهما في المنتصف، بينما «حسن» جلس على مقعد القيادةِ ثم حمحم بقوةٍ، حينها صعد «عمار» من أسفل المقعد وهو يقول بمرحٍ زائف:
"إزيك يا بودي ؟! مش برضه البنات بتقولك كدا؟ وحشتني بأمانة"

ازدرد لُعابه بخوفٍ وهو يقول بقلقٍ واضح:
"عمار !! هو أنتو عاوزني أصور إيه بالظبط و هصور فين؟"

التفت له «حسن» يقول بنبرةٍ جامدة:
"هتصور خلف الأسوار، معاك برنامج كلمة حق يا روح أمك"
أنهى جملته بصفعة قوية على وجهه فحاول الشاب الفرار و لكن «حسن» كان الأسرع حينما ضغط على الزر أمامه يمنع فتح السيارة، و من بعدها تحرك نحو منزل الفتاة مرةً أخرى بينما «عمار» طالعه بغلٍ وهو يقول:
"دا أنا هطلع عليك القديم و الجديد، و رب الكعبة ما هحلك من إيدي"

طالعه الشاب بخوفٍ ثم حرك رأسه ينظر حوله فوجد نظراتهم لم تقل حقدًا عن نظرات «عمار» و بعد مرور دقائق أوقف «حسن» السيارة من جديد ثم نزل أولًا و معه الشباب و كلهم يمسكون بالشاب حتى لا يهرب منهم، و بمجرد دخولهم المنزل وقف الجميع فتحدث «عمار» بنبرةٍ عالية:
"قبل ما حد فيكم يتحرك هاخد حقي بإيدي و بعدها انتم أحرار، بس أنا عاوز أربيه بمعرفتي"

أومأ له الجميع بموافقةٍ بينما هو التفت من جديد ينظر للشاب بنظرة غلٍ واضحة و في تلك اللحظة تذكر الصفعة التي تلقاها على وجهه و حينها اندفع نحوه يصفعه بقوة و لكن الصاع صاعين، و من بعدها أمسك فروة رأسه ثم سحبه لمنتصف الردهة يلقيه على الأريكة و من بعدها انهال عليه باللكمات و الضربات و الجميع يتركونه بحريته بعدما ذاق المعاناة بسببه و في تلك اللحظة خشى «ياسين» على «عمار» لذلك اقترب منه يبعده عن الشاب وهو يقول بنبرةٍ جامدة:
"خلاص يا عمار كفاية، سيبه علشان الرجالة تعرف تاخد حقها هي كمان، خلاص بقى"

ابتعد عنه «عمار» وهو يلهث بقوةٍ من فرط انفعاله فأقترب منه «ياسر» يقول بنبرةٍ هادئة:
"اهدا كدا و خد نفسك، أظن إنك خدت حقك و عملت اللي أنتَ عاوزه، خلاص بقى علشان نشوف الليلة دي هتخلص على إيه"

أومأ له موافقًا ثم جلس بجانب «خالد» و «طارق» و كلًا منهم يربت عليه بفخرٍ، فتحدث «ياسين» يقول بنبرةٍ جامدة:
"دلوقتي الحق بقى حقين، أخويا و سكت عن حقه و كبرك يا ديشا و كبر مقامك، و سكت على سمعة أختك علشان يحميها و الواد و جبناه لحد عندكم تتصرفوا معاه، يبقى كلامنا إحنا يتسمع بالحرف"

أيده «وليد» بقوله:
"أخويا بيتكلم صح، احنا نروح السنتر نرد حق أخونا و تبوسوا راسه كلكم و الواد يفضل معاكم تاخدوا حق أختكم منه، بس ليا طلب"

طالعه الجميع بتعجبٍ فقال هو مُردفًا بنبرةٍ مقررة لا تقبل النقاش:
"تليفون الحلو دا يلزمني، معلش بقى مش هتحرك من هنا من غيره التليفون ما يتسلم ليا؟"

اقترب «عامر» من الشاب يضربه على جسده ثم أخذ منه الهاتف وهو يقول بحنقٍ:
"هات يا حيلتها، دا أنا هرقصك من هنا لحد السنتر، صبرك عليا"
أخذ منه الهاتف بعد حديثه بعدما عاد الشاب للخلف بخوفٍ وهو يقول:
"طب...طب أنتَ هتعمل إيه بالتليفون....بس متمسحش حاجة من عليه، سيبه يا كابتن"

رد عليه «وليد» بثقةٍ وهو يتصفح الهاتف بعدما فتحه ببصمة وجه الشاب:
"تليفونك بيتولد من جديد يا عبده، بكسر عينك بصراحة و خصوصًا إنه مليان حاجات حلوة أوي"

رد عليه بنبرةٍ مهتزة:
"طب ليه طيب؟ يا عم اضربني بس سيب التليفون فيه مصالح يا عم"

اقترب منه «ياسين» في تلك اللحظة يقول بنبرةٍ بثت الرعب بداخله:
"تعرف إننا نقدر نخلي كل واحد مبقوق منك يجي يوجب معاك؟ أنا ممكن أخليك مترفعش عينك من الأرض تاني، أقسملك بربي أنا ممكن أوريك واحد تاني مني يفاجئنا إحنا الاتنين، بس أنا سايبك تجيب أخرك علشان أعرف أنا كمان أجيب آخري"

رد عليه الشاب ببجاحةٍ زائفة يحاول التحلي بها:
"أنتَ متعرفش أنا مين، أنا أبويا من أكبر الجزارين هنا يعني كلكم غلطانين لو فاكر إنكم هتعرفوا تفلتوا تبقى غلطان"

رد عليه «وليد» بوقاحته المعتادة:
"في جملة بتقول كسر العين واجب طالما بالحب مش عاجب، و أنتَ لا نافع مع أهلك أدب و لا حب، يبقى أكسر عينك صح بقى"
قال جملته ثم ألقى عليه الهاتف وهو يقول:
"التليفون بتاعك كل حاجة عليه اتمسحت و راحت، متدورش على أي حاجة فيه و لا أي رقم، و دلوقتي هنروح السنتر قبل ما يقفل"

تحدث «طارق» تلك المرة يقول بفخرٍ:
"ديشا !! إحنا كدا علمنا عليك ٣ مرات و صور أختك اتمسحت، يعني بقيت مديون لينا بالجامد أوي"

حرك رأسه موافقًا بخزيٍ منهم جميعًا بعدما أخفضت شقيقته رأسه أمام الجميع، و بعد ذلك نزلوا جميعًا معًا للمركز التعليمي بسيارات الشباب خوفًا من ترك السيارات حتى لا تتأذى، و بعد مرور بعض الوقت صعدوا جميعًا للمركز، و أول من تحدث كان «رياض» وهو يقول للجميع:

"إحنا جايين نرد الحق لأصحابه، مش جايين في مشاكل، هنرد اعتبار عمار قدامكم زي ما قلوا منه قدامكم"

اقترب من «سامح» صاحب المركز وهو يقول بنبرةٍ حماسية:
"منور يا أستاذ رياض، منور يا أستاذ فهمي، حقكم يا باشا المكان مكانكم"

حينها وقف «عامر» و بجانبه «عمار» في ردهة المكان فتحدث الأول يقول بنبرةٍ جامدة:
"زي ما فيه كف نزل على وش أخويا في المكان دا، ديشا و صاحبه هيبوسوا راسه، و عبده كمان علشان يقل أدبه كويس بعد كدا"

أومأ له الجميع بفخرٍ و الشباب الذي يعملون بالمكان أيضًا، و بعدها كلًا منهم اقترب من «عمار» يقبل قمة رأسه و هو يعتذر منه، بينما «عامر» وقف في المنتصف من جديد يقول:
"عمار أخويا متربي و مش عاوز يضرب الكف، أنا ضربت واحد و مش مريحني علشان كدا حقكم عليا، بس أنا حالف بربي أني ارد الكف مرتين، حقكم عليا"

قال جملته ثم اقترب من «ديشا» حتى يضربه مرةً أخرى بنفس الطريقة و قبلها نظر حوله يطالع الجميع فوجد نظراتهم تمنعه من فعلته تلك، فرفع هو كفه لكنه انزلها مرةً أخرى مثل فعلة أخيه وهو يقول له بفخرٍ:

"اللي مربينا راجل محترم و علمنا الأصول و كفاية أوي كسرتك قصادنا، و على رأي عمار هعلم عليك بالأدب و أقولك أني مش هضربك كف تاني و هكتفي بكدا و على رأي وليد كسر العين واجب طالما بالحب مش عاجب، مش أنا اللي أقل بالرجالة علشان أجي على الضعيف، و أنتَ ضعيف يا ديشا"

اقترب منه الشباب بفخرٍ و كلًا منهم يبتسم له، بينما «حسن» وقف في المنتصف يقول بنبرةٍ عالية:
"النمرة اللي اتعملت على أخويا دي جبنا حقها، بس فيه نمرة تانية وهي إن عبده الكلح دا دبس أخونا في ليلة مش بتاعته و ضايق بنت و لبسهاله و من غير دخول في تفاصيل عمار هيضرب الكف دا لـ عبده و كدا تبقى خلصت الليلة"

ابتسم الشباب بثقةٍ فتحدث «عامر» يقول بفخرٍ:
"زي ما أخويا الكبير قال كدا، يلا يا عمار ملكش حِجة الكف الحلو يكيفني على وشه"

أومأ له موافقًا ثم اقترب منه يصفعه على وجهه و بدل الصفعة صفعتين، حينها تحدث «ديشا» يقول بأسفٍ:
"احنا آسفين يا رجالة، و كدا الحوار خِلص بس حوارنا مع عبده لسه، و إحنا بنفسنا هنروح بيت أهله نخلص الموضوع مع أهله و أي واحدة الكلب دا مهددها اطمنوا، الأستاذ المحترم دا مسح كل حاجة على تليفونه"

ابتهج وجه بعض الفتيات الموجودة بعد معرفتهم بما حدث في هاتفه و من لاحظ ذلك كان «وليد» من خلال نظراتهن لبعضهن و في تلك اللحظة حمد الله أن أخته لم تكن من ضمن تلك الفتيات، فهو سعى دائمًا لمصادقتها هي و «سلمى» حتى أصبحت كلتاهما تثق به بشدة، بعد ذلك نزل الجميع من المركز و لكن صديق «ديشا» كان يطالعهم بغلٍ واضح بعدما اعتذر من شابًا في منتصف عمره أمام الجميع وهو من يحظى بمكانةٍ بين الجميع نظرًا لطريقته الفظة مع الجميع حتى اصبحوا يخشونه، كان الجميع غافلون عن نظرته تلك التي طالع الجميع بها و خصيصًا «عمار»، و بعد رحيل أسرة الفتاة، وقفوا الشباب مع بعضهم، فتحدث «فهمي» يقول ممتنًا لهم:
"ألف شكر يا رجالة، الموضوع خلص بفضلكم بعد فضل ربنا سبحانه و تعالى، تشكر يا بني أنتَ وهو"

رد عليه «طارق» بودٍ:
"متقولش كدا يا عمي، إحنا زي عامر و عمار، و شرف لينا إننا نكون معاكم، و ربنا يباركلك على تربيتهم"

تدخل «وئام» يقول بفخرٍ:
"و بعدين إحنا معملناش حاجة خالص، الشباب هما اللي عملوا كل حاجة، و طالما هو صاحب حق يبقى عينه لازم تبقى جامدة"

تدخل «ياسين» يقول بنبرةٍ هادئة و لكنها مرحة:
"بابا روح مع فهمي و طمن والدته و طمن امي و خليها تكلم البنات كلهم تطمنهم، و أنا و الشباب كلنا هنروح عند ميمي من ساعة ما عرفت و هي مش مبطلة عياط"

سأله «عمار» بخوفٍ عليها:
"و هو مين قالها يا ياسين؟ ميمي ممكن يجرالها حاجة من الخوف"

رد عليه «ياسر» بضجرٍ و تأفف:
"ابن لطفي عرف و قال لأهله و هما قالوا لميمي"

سأله «حسن» بتعجبٍ:
"مين ميمي دي يا عمار؟ خطيبتك ولا إيه؟"

رد عليه «وليد» بنبرةٍ ضاحكة:
"خطيبته آه، هي خطيبة الكل و لو شوفتها مش بعيد تخطبها أنتَ كمان"

ضحكوا عليه جميعًا ثم ركبوا السيارات بعد رحيل «رياض» و «فهمي» معًا، و بعد مرور دقائق نظرًا لتقارب المسافات وصلوا جميعًا لشقة «ميمي» و أول من دلفها راكضًا كان «عمار» فوجدها تذكر إسمه بلهفةً وهي تبكي حتى اقترب منها هو يحتضنها بقوةٍ وهو يبكي معها هو الآخر فوجدها تشدد عناقها عليه وهي تقول:
"يا حبيبي يا عمار، قلبي وجعني عليك يا روح قلبي، قولي إنك كويس و إن الموضوع بخير، حسبي الله و نعم الوكيل فيهم"

ابتعد عنها يمسح دموعها بيده وهو يقول بنبرةٍ مختنقة:
"خلص الحمد لله، و أنا خدت حقي و رفعت راسي قدام الكل، مش قولتلك يا بختي بأخواتي؟ أنا كان معايا ٩ أخوات في ضهري النهاردة، متقلقيش عليا علشان أنا راجل و في ضهري رجالة"

اقترب منها «خالد» يقول بفخرٍ:
"ولادك عملوا نِمرة حلوة أوي، و جايين نعرفك على أخواتنا، طارق و وئام و حسن و أحمد، و طبعًا وليد حبيبك"

اقتربوا منها يسلمون عليها وهي ترحب بهم و تشكرهم على موقفهم مع أبنائها و أكثر من شعر بالألفةِ معها كان «حسن» تلك المرآة ذكرته بوالدته و حنانها عليه، تلك التي حُرم منها في بداية شبابه ودّ لو احتضنها مرةً أخرى و لكنها فارقته، الآن هو أمام واحدةٍ تُشبهها، لاحظت هي نظرته لها فابتسمت له وهي تقول بنبرةٍ هادئة:
"تعالى كدا عاوزاك ثانية"

نظر هو حوله بقلقٍ فوجد الجميع ينظرون له يحثونه على الحركة، فاقترب منها بخجلٍ فوجدها تشير له حتى يجلس بجانبها، امتثل لمطلبها بخجلٍ فوجدها تقول بملامح وجه مبتسمة:
"أنا ميمي، زي ما هما سموني، لكن أسمي مفيدة، العيال الخمسة دول هما عيالي اللي ربنا كافئني بيهم، مليش غيرهم بعد ربنا سبحانه و تعالى، و هنا بيتهم الأصلي اللي كبروا و نجحوا و زعلوا و فرحوا فيه، البيت دا مفتوح بخيرهم و حنانهم و حبهم ليا، و مرحب بيكم كلكم هنا، كل ما واحد فيكم يحس بتعب أو حيرة يجيلي هنا، و أنتَ كمان معاهم يا حسن، مش حسن برضه؟"

حرك رأسه موافقًا بتأثرٍ ثم قال بنبرةٍ مهتزة و كأنه يخجل من تواجده معهم وهو يشعر بأنه غريبًا:
"أنا مش أخوهم، أنا صاحب وئام و طارق، يعني مفيش أي صفة تجمعني بيهم غير العِشرة، بس ربنا يعلم إنهم عندي كل حاجة"

ربتت هي على رأسه وهي تقول بنبرةٍ محبة:
"و هما كلهم غرب عن بعض، بس ربك ألِف بين قلوبهم، أوعى تحس نفسك غريب وسطهم، كدا أنا ازعل منك، أنا أمهم كلهم حتى وليد معاهم عارفني، متزعلنيش منك بقى"

حرك رأسه موافقًا ثم اقترب منها و قبل قمة رأسها و هو يقول بنبرةٍ هادئة:
"حاضر...حاضر يا ميمي"

تدخل «ياسر» يقول ممازحًا له:
"وبعدين غريب إزاي بقى و أنتَ جايب الواد متكتف و وقفت خليت عمار ياخد حقه في السنتر قدام الكل؟ موقفك دا كدا عقد أخوة رسمي يا حسن"

ابتسم له وهو يقول:
"كل الحكاية أني معنديش أخوات علشان كدا بندفع أوي و بعتبر نفسي أخ بجد، معلش بقى اتحشرت جامد"

نظر «عمار» لأخوته فوجدهم يحركون رأسهم له، و من خلال عشرته معهم فهم حركتهم تلك، حينها اقترب من «حسن» وهو يقول ممتنًا له:
"و أنا شرف ليا أكون أخوك يا حسن، ممكن تعتبرني أخوك الصغير و تفضل تدافع عني؟"

طالعه «حسن» بمشاعر عديدة وهو يحرك رأسه فوجده يفتح ذراعيه ثم قال:
"خش في حضن أخوك بقى يا أبو علي، مش موافق ولا إيه؟ و الله مظلوم و كل كلامهم عني كدب يا باشا"

قال جملته الأخيرة بمرحٍ فوجد «حسن» يقف مقابلًا له ثم احتضنه بشدةٍ وهو يقول بنبرةٍ متأثرة:
"الشرف ليا أنا يا عمار، و كفاية أني عندي أخ بالأخلاق و التربية دي"

تدخل «عامر» يقول بحنقٍ:
"أوي، البيه كان هيضيعنا بأخلاقه و غبائه، شوفته أخرة السذاجة إيه؟ شوفته أخرة التربية يا أستاذ ياسر أنتَ و ياسين؟"

رد عليه «ياسين» بحنقٍ هو الآخر:
"أنتَ زعلان إن أخوك متربي؟ طب ما أنتَ رفضت الكف أنتَ كمان؟ أخوك اللي عمله دا قمة الرجولة و الشهامة، ولو كان ضرب ديشا كنت هعاتبه، بس أخوك عمل الصح"

رد عليه «عامر» منفعلًا:
"أخويا عبيط، أخويا رفض ينقذ نفسه علشان سمعة بت شـ... استغفر الله العظيم، هتخلوني أعك، عمار كان هيودي نفسه في داهية علشانها و ساكت"

رد عليه «عمار» بقلة حيلة:
"و أعمل إيه يا عامر؟! عاوزني أفضح بنت و تبقى كلمة راجل قصاد كلمة بنت؟ كان هيتقال عليا إيه؟ أظن أنتَ عارف، دليل ومش معايا، شهود و مفيش، يبقى مجرد كلام في حق بنت أنا مرضاش بكدا"

رد عليه «عامر» بصراخ:
"يا غبي أفهم !! دي واحدة خرباها و مش خايفة من ربنا حتى، اتبلت عليك و ظلمتك و كنت هتدبس فيها طول عمرك، يا رقبتك تطير، السُمعة مفيهاش بنت و ولد، السمعة كلها واحد"

تحدث «عمار» يقول بنبرةٍ جامدة:
"مش أخوك اللي هيفضح بنت يا عامر، أنا عندي أصبر و أرضى بالابتلاء إلا أني أفضح بنت، و علشان أنا سكت و رضيت ربنا كرمني و ظهر حقي و اترد اعتباري، تقدر تقولي لو كنت غلطت في أختهم كان إيه العمل؟ كنا هنشيل حق فوق حقنا، و نتضرب تاني، و محدش كان هيسمي عليا و أنا بغلط في بنت"

تحدث «أحمد» يقول مؤيدًا له:
"عمار كلامه صح، هما بس عرفوا مكانه و راحوا لمكانه علشان يعلموه الأدب، ما بالكم وهو في بيتهم؟ جدع يا عمار و راجل، أنتَ مكسب لأي حد، و موقفك هيخلي ديشا دا موطي راسه طول العمر، كفاية إنك حميت أخته على حساب سُمعتك و لحد أخر لحظة كنت أسد في وشهم، ديشا كدا عينه في الأرض منك و من رجالته اللي عمل بيهم النِمرة"

رد عليه «عامر» بقلة حيلة:
"فضلنا نقول عاوزينك شهم و عاوزينك متربي، لحد ما طمعت في الاتنين لوحدك يا عمار، بس برضه أنا فخور بيك و برجولتك"

اقترب منه «عمار» يحتضنه بقوةٍ وهو يقول بنبرةٍ متأثرة:
"و أنا أول مرة أشوفك جامد و جد كدا، عرفت ليه أنتَ طول عمرك تقول إنك بتكره عامر التاني، أنا كرهته أنا كمان"

ربت على ظهره وهو يقول بنبرةٍ ضاحكة:
"معاك يومين لحد ما يخرج مني خد بالك، دا عامر اللي في الشغل، عرفت بقى أنا ناجح في شغلي إزاي؟"

تدخل «طارق» يقول بقلقٍ زائف:
"هكون شاكر ليك جدًا لو رجعت عامر التاني علشان قمسًا برب الكعبة أنا خايف منك و مش مستوعب إنك عامر"

ابتسم له «عامر» بعدما ابتعد عن شقيقه وهو يقول بمرحٍ:
"عيوني يا طاروق، هي الدنيا كدا عاملة زي صينية المكرونه بالبشاميل من فوق بشاميل كتير و في النص لحمة قليل"

ضحكوا جميعًا عليه فتحدث «وئام» يقول بنبرةٍ ضاحكة:
"كدا عامر رجع رسمي خلاص"

تحدث «وليد» يقول بيأسٍ منه:
"قصدك قناة الطبخ رجعت، البيه بقوله عاوز حاجة رومانسية اقولها لمراتي يقولي ابعتلها 
كلهم في عيني فيك و أنتِ لوحدك بوفتيك، فاكرني بحب بنت جزار"
ازدادت ضحكاتهم أكثر و «ميمي» أيضًا، بينما «عامر» طالعه بوجهٍ ممتعض وهو يقول بحنقٍ:
"و الله مبتفهمش، حلوة و مُعبرة بس أنتَ اللي غبي بقى و مش فاهم"

تدخل «خالد» يقول بنبرةٍ حائرة:
"بصرف النظر عن كل حاجة، بس حركة وليد و الفيديو محتاجة سقفة، عملتها إزاي دي يا معلم؟"

ابتسم هو بفخرٍ وهو يقول:
"دي دماغ وليد الرشيد، لولا الفيديو دا كان زمانكم تايهين"

سأله «عامر» بلهفة:
"صح الفيديو !! ازاي كان معاك أنتَ و ياسين؟ و إزاي ياسين ميقولش لينا؟"

رد عليه «ياسين» مفسرًا:
"علشان لو حضرتك عرفت اللي فيها كنت هتخش تبجح و تقل أدبك، أخويا و حفظتك، كان زمانك منزله في كل حتة علشان تثبت براءة أخوك"

زفر «عامر» بقوةٍ في وجهه وهو يقول حانقًا عليه:
"هو أنتَ علطول كدا كاشفني؟ بس برضه شكل ديشا و العلقة اللي البت خدتها مكيفاني، دا غير إن عمار علم على عبده، بس برضه الفيديو وصلكم إزاي"

تحدث «وليد» مفسرًا:
"الحكاية بدأت من عند خلود أختي، خلود قالتلي إنها لما بتروح الدروس هناك بالنهار بتمشي في شارع سعد هلال، و قالتلي إنها شافت البت و الواد دول مع بعض كام مرة، و قالتلي إن «عمار» أكيد شافهم هناك و هما لبسوها ليه"

اتسعت أعين الجميع بينما «عمار» ازدرد لُعابه بخوفٍ و قلقٍ حينما علم بمعرفتها بما حدث، فتحدث «وليد» مُردفًا:
"ساعتها أنا روحت لعمار و حكالي اللي حصل، أنا أصلًا كنت شاكك في الحوار و كلمة سمعة بنت دي خلتني أشك أكتر، علشان كدا تاني يوم الصبح كنت في الشارع بفليه زي ظباط الشرطة"

رد عليه «ياسر» بتعجبٍ:
"بس دا شارع جانبي يا وليد، حماة أختي ساكنة هناك، جبت فيديو زي دا منين؟ و بعدين شكله واضح"

ابتسم بفخرٍ أكثر ثم بدأ في سرد ما حدث بقوله المُفسر:
"الشارع جانبي آه، بس فيه ٣ حاجات لازم يكون فيهم كاميرات، مخزن خشب، و مطبعة ورق، و مخزن ملابس، التلاتة متفرقين في الشارع كله، صحيح تعبوني لحد ما جِبت الكاميرات دي، بس الحمد لله أول مخزن مكانش فيه حاجة خالص لأنه كان في أول الشارع، و المطبعة كاميرتها تعبانة أوي و مكانش ظاهر غير حاجة ضعيفة، المخزن بتاع الملابس بقى هو اللي فدني علشان في نص الشارع يعني عند مكان وقوفهم اللي بيسلم على شارع جانبي تاني في أخره السنتر"

نظر له الجميع بدهشة و فخرٍ من طريقة تفكيره و توصله للحل بينما «طارق» سأله بتعجبٍ:
"و هما هبل كدا سلموك الكاميرات؟ مكانش حد غلب"

رد عليه بسخريةٍ:
"آه هبل أوي، اتوكس يا طارق، دا أنا جايب فطار بـ ١٠٠ جنيه و سجاير و شاي ١٥٠ جنيه و كل واحد واخد مني ورقة بـ ٢٠٠ قال هبل قال"

اقترب منه «ياسين» يسأله بتأثرٍ:
"طب و ليه كدا يا وليد؟ ليه تعمل كل دا و توقف شغلك؟ كنت قولتلنا و إحنا روحنا و خلاص"

رد عليه «وليد» بنبرةٍ معاتبة:
"و هو لما جريتوا ورايا السويس دا كان عادي؟ و لما لحقتوني دا كان طبيعي؟ اللي أنا عملته دا علشان أخواتي لو أنتو فعلًا بتقولوا إني أخوكم"

احتضنه «ياسين» وهو يقول بفخرٍ:
"أخويا و صاحبي و حبيبي كمان، ربنا يديمك وسطنا، و يديمنا كلنا لبعض، اللي حصل النهاردة دا قوة لكل واحد فينا"

ابتعد «وليد» عنه وهو يقول بفخرٍ:
" و تربية عمار تستاهل جايزة و تمثال بصراحة، مش كل الناس عندها أخلاق علشان إنها تحمي سمعة بنت على حساب سمعتها و ميعملش كدا غير شاب شهم بجد"

في تلك اللحظة طُرق باب الشقة، تعجب الجميع من التوقيت خصيصًا انهم على مشارف منتصف الليل، فتحدث «عامر» مُردفًا:
"دا بتاع الأكل، أنا طلبت لينا أكل كلنا علشان نوجب معاكم، و علشان عمار من امبارح ماكلش و أنا كمان للأسف، هناكل بقى لقمة سوا"

أومأ له الجميع بقلة حيلة، بينما هو أشار لشقيقه حتى يفتح الباب، و حينها سأل «عمار» «وليد» بتعجبٍ بعدما دلف بالطعام:
"طب يا وليد معلش، لو مكانش فيه كاميرات في المكان دا، كنت هتعمل إيه؟ كدا كانت هتلبسني فعلًا علشان مفيش دليل"

رد عليه «وليد» بخبثٍ:
"كنت هنزل بالخطة ٢، أنا قابلت البنت دي يا عمار و هي جت لما خافت و عرفتني علشان مكانش فيه غيري في الشارع معنى كدا إنها واخدة على المكان دا، أنا لحد أخر لحظة كنت هشيل فكرة الفيديو علشان مكسرش أخوها كسرة زي دي، بس هي مسابتش ليا فرصة، هي بجحت و كدبت و صممت إنك عملت كدا فعلًا، أنا كان معايا الفيديو ساعتها و كان ممكن أهددها بيه، بس هي غبية و كانت هتروح تقول للواد على اللي فيها، و ساعتها العواقب هتكتر، أنا قولتلها إنها غبية و مترجعش تندم بقى، لو الفيديو مكانش موجود كنت هقول أني قابلتها و إن فيه ولد تاني في الحكاية و هي مكانتش هتكدب قدام أخوها خصوصًا لما تعرف أني هقوله على كدبها و إنها نزلت تقابلني، ساعتها برضه كانت هتقول من غير خوف"

سأله «حسن» بسخريةٍ:
"أنا استغربت إزاي وليد مطلعش المأذون اللي جواه و جوز البت دي، كنت مستنيك تقول نجوزها بس محصلش"

رد عليه بنبرةٍ ضاحكة:
"و الله العظيم كانت على طرف لساني أقوله جوزها زيكا صاحبك ، هما الاتنين يستحقوا بعض، بس الغلط عليه هو اللي فاهم الرجولة غلط و مش قادر يبقى أخ، خصوصًا إن أبوه ميت، بس هما أحرار بقى، يولعوا ببعض"

وافقه الجميع في الحديث، ثم شرعوا في تناول الطعام سويًا في جوٍ من المرح و السخرية على اليوم بأكمله و تفاصيله.
_________________________

بعد انتهاء الليلة عاد كلًا منهم إلى بيته بينما «ياسين» عاد إلى منزل والده حتى يلتقي بزوجته التي طوال اليوم لم يعرف عنها شيئًا، حتى أنه كان يفكر في كيفية مصالحتها، بالطبع ستتذمر من غيابه و تجاهله لها، لكنه تفاجأ بها حينما دلف غرفته بعدما وجد والديه بغرفتهما، كانت هي تجلس على مكتبه الخاص بغرفته و حينما شعرت به يدلف الغرفة اقتربت منه تحتضنه بقوةٍ وهي تقول بنبرةٍ ظهرت بها الراحة:
"الحمد لله إنك رجعتلي تاني، و الله كنت خايفة أوي حتى لما عمو طمني عليك، بس برضه كنت خايفة و كنت عاوزة اتطمن عليك"

ربت هو على ظهرها وهو يقول بنبرةٍ هادئة:
"طب الحمد لله أنا قولت هاجي ألاقيكي زعلانة مني، بس كان غصب عني و الله معرفتش أكلمك خالص"

ابتعدت عنه تنظر له بحبٍ وهي تقول:
"لأ مش للدرجة دي أنا مش أنانية يا ياسين، أنا خوفي عليك هو اللي بيحركني، بس أنا عارفة إنه غصب عنك كفاية شدة الأعصاب و الخوف على عمار و كفاية الخوف من عمتك دي"

طالعها هو بفخرٍ ثم اقترب منها يقبل قمة رأسها قبلةً طويلة ثم تبعها بقوله:
"و علشان كدا أنا و الله بحاول مزعلكيش و بخاف عليكي علطول، وفرتي عليا وقت المصالحة اللي كان هيضيع على الفاضي"

ابتسمت له هي ثم قالت بنبرةٍ جادة ممتزجة بخجلٍ طفيف:
"ياسين أنا عاوزة أقولك حاجة مهمة، بص أنا حسيت أني زهقانة شوية و الله غصب عني فتحت مكتبك، ممكن متزعلش مني؟"

جلس هو على الأريكة الموضوعة في غرفته وهو يقول بنبرةٍ ساخرة منها:
"لأ هزعل منك و هجيب ناس تزعل و هكشف راسي و أدعي عليكي يا خديجة"

جلست بجانبه وهي تقول بخجلٍ:
"بس بقى مترخمش عليا، أنا عملت كدا غصب عني و الله، بس لقيت حاجة غريبة أوي، معرفش جت هنا إزاي؟"

قطب جبينه يطالعها بحيرةٍ غير مدركًا عن ماذا تتفوه، فوجدها تميل بجسدها للخلف ثم عادت له من جديد تقول بنبرةٍ مضطربة:
"الـ...الدفتر دا كان بتاعي من و كل كلمة فيه بخط إيدي، الغريب أني لقيت صفحاته متلونة و كل حاجة مكتوبة جنبها علامة صح؟ ياسين هو إيه دا ؟!"

حمحم هو بقوةٍ يحاول تنقية حنجرته حتى يستطع التحدث، بينما هي حركت رأسها تسأله بصمتٍ فوجدته يقول بنبرةٍ مهتزة يحاول صبغها بالمرح:
"طب ممكن أسألك سؤال علشان أعرف أحدد كلامي؟ أنتِ زعلانة و هتعملي زي المسلسل اللي كنتي بتتفرجي عليه و تضربيني قلم محترم و لا نعديها ؟!"

ردت عليه هي بنبرةٍ تائهة:
"أنا مش زعلانة و مش فرحانة، أنا مستغربة إزاي حاجة تضيع مني من سنين ألاقيها في بيت جوزي و كمان مكتوب فيها؟أخر مرة شوفت الدفتر دا كان لما راشد متقدملي و من ساعتها معرفش حاجة عنه"

زفر هو بقوةٍ عند ذكرها إسم «راشد» و تذكيرها له بمشروع زواجهما، لكنه حاول الثبات وهو يقول:
"طب بصرف النظر عن الزفت و عن موضوعكم اللي بحاول أنساه، بس الدفتر دا بداية حكايتنا يا خديجة، الدفتر دا عهد بيني و بين نفسي إن كل كلمة فيه تتحقق، لو ركزتي كدا هتلاقي أول صفحة مكتوب فيها بخط إيدك "أمنيات لم يكتب لها أن تتحقق" بس أنا غيرتها و خليتها"أمنيات لم تكتب لها أن تتحقق حتى يأتي من يُحققها، كل كلمة هنا يا خديجة مرت على قلبي قبل عيني، ساعتها وعدت نفسي أني أحقق أحلامك كلها و لسه هحقق أكتر ليكي بس تفضلي موجودة"

بكت هي من حديثه تأثرًا بنبرته و حنية حديثه الذي يغدقها به مُكملًا ذلك بأفعاله معها، بينما هو قال بنبرةٍ هادئة:
"وليد كان واخده من أوضتك علشان يديه لراشد و كان فاكر إن راشد راجل يستاهلك و يستاهل وجودك، بس محصلش، و لما عرفني تفاصيلك و الخوف اللي كان عندك و لقاني مستعد لوجودك في حياتي ساعتها وثق فيا و سلمني الدفتر دا علشان يكون مساعد ليا في حياتي معاكي، من ساعتها و الله و أنا مليش غير الدفتر دا، كنت بنام و أقوم و أخلص حياتي كلها علشان أرجع أمسكه و أغرق في تفاصيله و تفاصيل خطك، مش عارف دي حاجة تزعل ولا لأ بس أنا اتصرفت كدا علشانك"

ردت عليه هي بنبرةٍ باكية:
"زعلانة !! كل دا علشاني و أزعل ؟! ياسين أنتَ عملت اللي محدش قدر يعمله، طلعت خديجة تانية مني و الله كنت فكراها اختفت، أنا استغربت وجوده عندك هنا، بس كان لازم أفهم إن السبب في دا وليد، وليد اللي لما بدأ يشوف حياته سلمني لنسخة منه علشان تكمل دوره، دلوقتي أنا بقيت بموت فيكم انتم الاتنين، العمر كله مجاش أعز منكم على قلبي فيه، شكرًا علشان كل حاجة عملتها و بتعملها و هتعملها علشاني"

احتضنها وهو يقول بنبرةٍ ضاحكة يحاول إنهاء حالة التوتر و الدموع تلك:
"إحنا خلصنا من مرحلة شكرًا دي من زمان يا ست الكل، إحنا بنرجع لورا ولا إيه؟"

ردت عليه هي من بين دموعها:
"طب أقولك إيه؟ ماهو لو الكلام يكفيك هقول و لو فيه حاجة توفيك حقك هعملها و الله"

شدد عناقه لها وهو يقول بنبرةٍ هادئة:
"خليكي....مش عاوز غيرك"

ابتسمت هي بهدوء وهي تقول بمرحٍ حاولت صبغ نبرتها به:
"و كمان جُمل اللغة العربية الفصحى طلعت مذاكرها و أنا اللي كنت فكراها موهبة؟"

رد عليها هو مفسرًا:
"و الله العظيم موهبة مدفونة طلعت ليكي أنتِ بس، بقيت بكتب كلمات غريبة أوي و أحط قصادها كلمات تانية و ألاقي نفسي بوصفك بيها، اتاري قلبي كان بيمشيني ورا حبك علشان عارف إنه جنة ليه"

حركت رأسها تطالعه بعينيها الصافيتين و كأنها احتفظت ببراءة الأطفال بهما فوجدته يقول بنبرةٍ هادئة ممتزجة بعاطفته حينما يغازلها:
"لَا الــسِحّـر الأسْـــودُ فَــعَــلَ بِــضَـحِــيْـتـهُ مِــثـل مَــا فَــعَــلَّتْ بِــي عَــيـنـيكِ....وَ لَا حَــلـت دُنــيْـايْ سِـــوىٰ بــالـتِـقَــاءِ يَــدي بِــيْـديْــكِ"

طالعته بدهشةٍ من قدرته البلاغية في وصف عينيها فوجدته كعادته يغمز لها وهو يقول بمرحٍ:
"خلاص يا ست الكل طالما سكتِ يبقى كدا أتثبتِ" 

صفقت بكفيها معًا تزامنًا مع قفزها عدة مرات على الأريكة بفرحةٍ تُشبه فرحة الأطفال بينما هو ضحك على تعبيراتها الغريبة عن فرحتها فوجدها تحتضنه ثم قبلت وجنته و تبعت فعلتها تلك بقولها المرح:
"عسل....عسل....عسل، أحلى من كل حاجة حلوة في الدنيا"
ضحك بيأسٍ عليها فوجدها تحتضنه من جديد بقوة وهو الأخر تنفس بعمقٍ ثم ربت على ظهرها وهو يفكر لو لم يحظى بها هي بعفويتها و براءتها و طريقة تفكيرها تلك، من كانت تستحق قلبه غيرها؟ لم يجد إجابةً لسؤاله و ذلك لأن الإجابةِ واضحة أمام عينيه وهي أنها فقط وحدها «خديجة» من تستحق ذلك القلب.
_________________________

وصل «عامر» شقته متأخرًا بعدما أوصل شقيقه و أطمئن عليه، دلف الشقة فوجد زوجته تطالعه بخوفٍ من حالته السابقة كما أنها تركت منزل والدته دون أن تخبره و لكنها هاتفته بعد وصولها، اقترب منها يجلس بجانبها بارهاقٍ واضح فوجدها تقول بنبرةٍ مهتزة نتيجة خوفها:
"بص و الله العظيم مشيت علشان نسيت دوا معدتي و كان لازم آخده، و فيه بنت كلمتني و قالتلي إنها محتاجة تعدل حاجة في الفستان، أنا مشيت لما عمو فهمي طمني عليك و هو وصلني بنفسه"

طالعها هو بتعجبٍ فوجدها تقول بنفس الخوف:
"بص متزعقش زي ما كنت بتزعق لعمار علشان بجد شكلك كان مخوفني، عامر أنتَ الجد فيك وحش أوي، محدش يحبه فعلًا"

زفر هو بقوةٍ ثم قال بنبرةٍ هادئة و هو يحاول كتم ضحكته على خوفها:
"يعني خوفك أهطل و هموت و أضحك بصراحة، بس مش قادر و الله، و بعدين أنتِ طول عمرك مبتخافيش و يوم ما تخافي تخافي مني أنا ؟! عامر !!"

ردت عليه هي بنبرةٍ حاولت صبغها بالثبات و لكن دون فائدة:
"علشان أنتَ كنت مكشر و صوتك كان شديد أوي و زعقت كتير حتى و أنتم نازلين كنت بتهدد عمار إنك هتخرب الدنيا، و أنا عمري ما شوفتك كدا، حتى مع عمي كنت هادي، إيه اللي حصل؟"

زفر هو بقوةٍ ثم قال لها مُفسرًا:
"اللي حصل يا سارة إن دا عمار، عمار ابني الكبير، يمكن محدش فيكم فاهم علاقتي بيه، بس عمار عندي بالدنيا كلها، مش سهل عليا ألاقي أخويا بيعيط و يقولي أنا تعتب و اتكسرت، أنا ممكن أكسر الدنيا كلها لو حد فكر يقرب من العزيز عليا، عمار بقى أو الشباب و أنتِ معاهم، أنا علشان اللي بحبهم ممكن أدوس على الدنيا كلها، و اللي حصل دا كان لواحد شيلته على إيدي و قلبي دق جنب قلبه دقة غريبة، مش دقة أخ لأ، دي دقة عرفتني إن دا حتة مني بتكملني، عمار لو زعل أنا ازعل الدنيا كلها علشانه"

ابتسمت له وهي تقول بنبرةٍ شبه باكية:
" الله !! هو أنا ليه مش عندي أخ زيك يا عامر؟ يا بختهم كلهم بيك"

شاكسها هو بقوله المرح:
"طب ما أنا أخوكي يا سارة، مزعلة نفسك ليه بس؟"

حركت رأسها للخلف وهي تقول بغير تصديق:
"لأ و الله ؟! أنتَ عبيط يا عامر؟ أخوات إيه بس؟ متضحكش الناس علينا"
ضحك هو على طريقتها ثم وضع ذراعه على كتفها وهو يقول مُفسرًا بنبرةٍ هادئة:
"مش أنا لما جيت اتقدم ليكي و بعد كتب كتابنا مامتك حلفتني على كلام ربنا أني مزعلكيش؟ و أني أفضل ليكي أب و أخ و صاحب و زوج و ساعتها عمي رياض قالها إنك وصية سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام؟ ساعتها أنا حسيت أني بترعش و الله، مسئولية كبيرة أوي إني آخدك من بيتك و ادخلك بيتي و متحسيش بغربة دي كلها حاجات مش سهلة أبدًا، بس اللي متربي صح هيعرف إزاي يخلي مراته ملهاش غيره و غير بيتها، من ساعتها و العهد في رقبتي هو إنك مراتي و كل حاجة ليا، و بعدين معنديش أخوات بنات، يعني مشيها أختي"

اقتربت منه هي تقبل رأسه ثم تنهدت بعمقٍ وهي تقول بنبرةٍ جاهدت حتى تخرج ثابتة:
" لو عليا بصراحة عاوزة أشكرك لآخر عمري يا عامر، أكتر حاجة تخوف البنت اللي شايلة مسئولية هي إنها ترتبط بحد يتعامل معاها إنها جامدة و زي الحجر، و علشان كدا كنت رافضة موضوعنا في الأول، بس أنتَ حاجة تانية و علشانك أنا ممكن أتنازل عن حاجات كتير أوي"

رد عليها هو بنبرةٍ ضاحكة:
"لو تتنازلي و تقومي تجهزي ليا هدوم و المياه السخنة هبوس راسك دلوقتي، جسمي مدغدغ و الله"

ضحكت هي بيأسٍ ثم قالت بنبرةٍ ضاحكة:
"قوم هتلاقي كل حاجة جاهزة زي ما أنتَ عاوز، جهزتها من بدري علشانك، قولت هيجي متعصب و يخرج عصبيته عليا"

حرك رأسه نفيًا ثم قال معتذرًا:
"متزعليش مني يا ستي علشان خوفتك، بس حلو دا هتعصب بعد كدا علشان تحمري البطاطس ليا الصبح، طالما دا بيجيب معاكي نتيجة"

ردا عليه هي بنبرةٍ جامدة:
"لأ روح نام علشان شكلك اتهبلت، هو أنا هسمحلك تتعصب ولا إيه؟ فوق يا عامر !!"

رد عليها هو بتعجبٍ:
"أهو اتحولنا تاني أهوه، ماشي يا ولية يا ظالمة، هما الطيبين اللي زيي كدا بتيجوا عليهم"

ضحكت عليه هي فوجدته يتحرك من أمامها وهو يقول بحنقٍ زائف:
"صدق من قال ستات مجانين عاوزة ناس فاضيين"

رفعت صوتها تسأله حينما اختفى أثره من امامها:
"بتقول إيه أنتَ سمعني كدا يا عامر، يلا يا بابا سمعني"

رفع صوته من الداخل وهو يقول:
"بزغرط، تيجي تزغرطي معايا؟"

ضحكت هي على طريقته فوجدته يدندن إحدى الاغنيات الشعبية بصوته العالي و كأنه يتحداها بتلك الطريقة.
_________________________

في شقة «خالد» وصل فوجد زوجته تجلس بجانب ابنه الذي قفز له من على الأريكة، فتحدث هو بنبرةٍ منهكة:
"ما تنام يالا بقى !! أنتَ إيه متبرمج على المعاد دا؟ تعبتني و تعبت أمك و أمي، نام"

حرك «يونس» رأسه نفيًا وهو يقول بنبرةٍ جامدة:
"لأ...نو"

ابتسم بسخريةٍ وهو يقول:
" أنتَ هتردحلي باللغات يالا ؟! و بعدين عمامك يوم ما ربنا كرمهم و علموك حاجة كانت نو !! صحيح مواكيس"

سألته هي بنبرةٍ ضاحكة:
"طب بمناسبة عمامه بقى عملتوا إيه؟ طمني الموضوع خلص؟"

حرك رأسه موافقًا وهو يقول:
"خلص و خلصنا معاه، الواحد بقى بيشوف نماذج من الناس غريبة أوي يا ريهام، واحدة عارفة إن فيه واحد هيتظلم و سمعته بتتهدد و اتضرب بسببها في مكان شغله و مصممة على موقفها، عامر كان هيجيبها من شعرها والله"

ردت عليه بقلة حيلة:
"العيال بقت غريبة أوي، عيلة و تعمل كدا زي ما عمو رياض قالنا؟ كلنا طبعًا واثقين في عمار بس حرام عليها تقبل بظلم الناس، بس الحمد لله إنكم معاه و مع عامر، سارة قالتلي إنه كان غريب أوي"

رد عليها هو بنبرةٍ ضاحكة:
"لأول مرة أخاف منه، عامر وراني نسخة منه غريبة، بس هو كدا لما حد بيحبه بيزعل بيتحول، و هو ضرب الواد قلم !! سمع، كان قلم غل و حقد دا كله علشان دموع عمار بس"

ردت عليه هي بفخرٍ:
"طب و الله أنتم جامدين، صحيح مشاكلكم كترت شوية، بس ربنا يبارك فيكم مع بعض، حاجة تشرف بصحيح"

رد عليها هو بسخريةٍ:
"احنا قربنا نبقى ولاد ليل خلاص، و كمان قرايب خديجة مرات ياسين كلهم كانوا معانا، كنا ١٠ رجالة يسدوا عين الشمس"

ردت عليه هي بنبرةٍ ضاحكة:
"الله أكبر كمان !! كدا خطر بصحيح و الله، الواد يونس هيتسيط على حسكم"

رد عليها هو بحنقٍ زائف:
"يتسيط !! مش محتاج هو هيضرب كل دول في كوكتيل و يطلع بشخصية جديدة تحير الكل فيه، بس تعرفي لما شوفت نتيجة تربيتنا لعمار، بقيت متطمن على الحيوان دا، رغم إن البداية مش مبشرة، بس واثق إنه هيبقى زي عمامه كلهم"

ردت عليه هي بتمني:
"يا رب يا خالد، يونس دا مخوفني أوي، رغم إنه حنين أوي بس برضه بخاف"

احتضن ابنه وهو يقول بنبرةٍ هادئة:
"و أنا معاه علشان متخافيش، يونس هيفضل صاحبي و ابني علشان ميجيش في يوم يقولي أنتَ السبب، و في النهاية أنا واثق في كرم ربنا علينا"
حركت رأسها موافقةً بتأثرٍ من حديث زوجها الذي حرك رأسه يطالع ابنه على ذراعه بحبٍ.
_________________________

في شقة «ياسر» كان جالسًا يرضي فضول زوجته و هو يسرد لها ما حدث معهم، و بعد نهاية حديثه وجدها تقول بضيقٍ منهم:
"أنتو أغبيا أوي، كنتوا كلمتوني أنا و سارة و ريهام، بلاش خديجة علشان متربية زيادة عن اللزوم، و كنا جبناها من شعرها و خليناها تتكلم من أول ما تشوفنا بس"

طالعها هو بدهشةٍ فوجدها تؤكد حديثها من خلال قولها:
"كنت هعمل فيها زي ما عملت في بنت أم عمرو، أصل عمار دا متربي برضه، هيتفرم و الله الواد دا، أخرة تربيتكم، طلع أهبل"

رد عليها هو بنبرةٍ ضاحكة وهو يسخر منها:
"يعني أنتِ أكيد هبلة رسمي، عمار دا رفع راسنا كلنا، خلى واحد كبير منطقة بحالها يقف و عينه في الأرض علشان عيل في نص عمره علم عليه بأخلاقه، عمار خلانا كلنا نقف رافعين راسنا و خصوصًا أنا و ياسين علشان هو بيسمع كلامنا إحنا الاتنين"

ابتسمت هي بفخرٍ وهي تقول:
"صحيح دا تربيتكم انتو الاتنين، لأ شاطر يا ياسوري، كدا اتطمنت على مستقبل عيالي، مش مشكلة أنتَ ربي و أنا هبوظ، قصدي هأكد على التربية دي"

طالعها بتشككٍ فوجدها تقول بمرحٍ:
"عيب عليك يا ياسر بلاش شك يا جدع، هخليك تتباهى بيهم، بص هخليك تمشي تبصم بالعَشرة إنهم تربيتك"

رد عليها هو بسخريةٍ:
"شكلي هتبرى منك و منهم و الله، الأضمن اديهم لرياض يربيهم، هو جدهم برضه، زي ما هو مربي يونس كدا"

ضحكت هي بسخريةٍ وهي تقول:
"يونس ابن أخويا !! طب دا خالد كل يصحى بقلم على وشه لحد ما وشه قرب يشقق، الحل الوحيد إنك تخرجني من حياتك لحد ما تربيهم، أصل أنا عارفة عيالي مش هيشوفوا تربية معايا"

فرد جسده على الفراش وهو يسحبه بجانبه و رافق حركته تلك قوله الهادئ:
"و أنا أصلًا لو عندي ميول ابقى أب، هبقى أب علشان أنتِ هتكوني أم عيالي، تيجي تقوليلي خرجني من حياتك؟ صعب و الله"

سألته هي بلهفة:
"يعني بجد مش هتخرجني من حياتك؟ قول و الله مش هخرجك يا إيمان من حياتي"

ابتسم هو بيأسٍ وهو يقول:
"و الله مش هخرجك من حياتي، إيمان أنا استنيتك كتير علشان تكوني ليا، و كنت متأكد إنك الوحيدة اللي هلاقي معاها الرحمة و المودة، و الوحيدة اللي معاها الصعب عدى، إيمان بلاش تفكير في حاجات وحشة و خلينا نفرح باللي إحنا فيه مع بعض، و نحمد ربنا على اللي بقينا فيه"

ردت عليه هي تؤيد حديثه بمرحٍ:
"أنتَ صح و الله، و على العموم أصلًا وافقت عليك علشان مكسرش بخاطرك، يلا بقى طيبة قلوبنا موديانا في داهية"

رد عليها هو بخبثٍ:
"طبعًا دا بأمارة الزغروطة اللي وقعت حيطة البيت، أنتِ هتقوليلي؟"

ردت عليه هي بنبرةٍ ضاحكة:
"يا عم ما صدقت الله !! خالد كان كل شوية لا لا لا، هي مكانتش هتيجي غير كدا"

حرك رأسه موافقًا وهو يقول:
"معاكي حق هي مكانتش هتيجي غير كدا، و سبحان الله مكتوبالي و مكتوبلك".
_________________________

في بيت آلـ «الرشيد» وصل «طارق» شقته فوجد الجميع نائمون بها، لذلك دلف غرفته بهدوء و بمجرد إضاءة الانوار وجد «جميلة» في غرفته حتى غفيت على الأريكة الخاصة به، تعجب هو من وجودها لذلك اقترب منها يوقظها بهدوء حتى خرجت من غفوتها تلك وهي تقول بنبرةٍ ناعسة:
"طارق !! بتعمل إيه عندنا؟"

رد عليها هو بسخريةٍ:
"قلة أدب و محدش رباني، فوقي يا جميلة و شوفي أنتِ فين"

فركت عينيها بشدةٍ فشهقت بقوةٍ ثم قالت بخوفٍ:
"يا ليلة مش فايتة !! أنا نمت هنا في أوضتك؟ يارتني ما طلعت"

رد عليها هو بتعجبٍ من حالتها:
"ما أنتِ كنتي بتنامي فيها جنبي، و بعدين طلعتي هنا ليه أصلًا؟"

ردت عليه هي بخجلٍ:
"مطلوب مني لوح للفصل بكرة و خطي زفت مش عارفة أتصرف فيهم، قولت أكيد هتعرف تساعدني علشان أنتَ بتاع تصميمات"

رد عليها هو بنبرةٍ ضاحكة:
" مالك بتقوليها كأني بتاع بنات كدا؟ على العموم ماشي هسهر عليهم و بكرة هسلمهم ليكي"

سألته هي بلهفةٍ:
"بجد ؟! يعني مش هتعبك كدا معايا؟ و بعدين أكيد راجع تعبان من مشوارك"

رد عليها هو مفسرًا:
"علشانك هعمل أي حاجة، و بعدين يا ستي مش هياخدوا مني حاجة، كلها نصاية و لو وليد معايا هتبقى ربعاية كمان"

اقتربت منه تمسك ذراعيه وهي تقول بنبرةٍ مختلطة المشاعر:
"و الله العظيم بحبك، أقولك على حاجة يا بختي بيك يا طاروق و الله"

ضحك عليها ثم قال بخبثٍ:
"دا أنتِ قلبك مات يا جميلة، بحبك و طاروق مع بعض !! و في أوضتي، مش خايفة من خالو محمد؟"

سألها بسخريةٍ و توقع خجلها منه فوجدها تقترب منه وهي تقول بمرحٍ:
"لأ مش خايفة من خالو محمد، و بعدين أنا واقفة مع جوزي، مش بعمل حاجة غلط"

_"و حياة أمك يا بنت مُشيرة !! أنتِ لسه هنا يا بت ؟! و لما اتصل بأبوكي بقى ؟!"
تفوه «محمد» بذلك حينما مر من أمام غرفة ابنه يطمئن على عودته لكنه تفاجأ حينما وجد الباب مفتوحًا و هما معًا، بينما «طارق» ابتعد عنها وهو يقول بخوفٍ:
"و عزة و جلالة الله هي اللي بتحاول تستفرد بيا و جيت لقيتها في أوضتي"

شهقت بقوةٍ ثم سألته بحنقٍ:
"بعتني يا طارق ؟! خايف من أبوك و أنا ظز فيا ؟!"

رد عليها «محمد» بتهكمٍ:
"خايف من أبوه يا ختي، هو زيك يا حلوة مش خايفة من خالو؟"

قلد طريقتها في الحديث فاقتربت منه هي تقبل وجنته وهي تقول بمزاحٍ:
"إيه يا خالو بقى ؟! ماهو بصراحة بقى أنا مش عارفة أكلمه، كاتبين كتابنا و كأننا لسه بنتعرف، الناس بتطلع قدام و أنا وهو بنرجع لورا ؟!"

طالعها «طارق» بدهشةٍ و فمٍ مفتوحٍ على آخره من حديثها فوجد والده يقول مفسرًا:
"علشان أنتم داخلين على حياة جديدة مع بعض، لسه هتكتشفوا فيها بعض، و بعدين كدا هتزهقوا من بعض بدري بدري، اسمعي مني، أنا عاوزكم توحشوا بعض علشان يوم فرحكم تحسوا فعلًا بقيمة اليوم دا و علشان الفرحة تبقى حقيقية"

أبتسمت له بخجلٍ فوجدته يربت على رأسها ثم قال:
"يالا انزلي نامي علشان الوقت اتأخر، و اللي أنتِ عاوزاه هو هيعمله ليكي"

حركت رأسها موافقةً ثم لوحت لهما تودعهما قبل نزولها، بينما «محمد» سأله بتشككٍ:
"البت عبلة فين ؟! مش في أوضتها مشوفتهاش لما جيت؟"

رد عليه هو بتعجبٍ:
"أنا دخلت على أوضتي علطول، و مشوفتش حد خالص، بس لو مش هنا تبقى مع وليد"

ضيق جفنيه بشدة وهو يقول بنبرةٍ هادئة متوعدًا لهما:
"حاضر يا ابن مرتضى، ماشي يا عبلة"

فوق سطح البيت وصل لها هو فوجدها تنتظره في مكانهما المُفضل، اقترب منها يجلس على الأرض وهو يقول بمرحٍ:
"القمر بنفسه مستنيني ؟! دا يا دي الهنا و يادي النور، و يا بخت قلبي بـ طلتك دي"

ابتسمت له وهي تقول بمرحٍ:
"شوفت علشان تعرف إن مقامك كبير عندي، مزوغة من الشقة بقالي ساعة علشانك، و علشان أشوفك و اتطمن عليك"

تنهد هو بعمقٍ ثم قال بنبرةٍ ظهرت بها الراحة:
"وليد فرحان علشان اللي معاه فرحانين، وليد بيتكبله عمر جديد فرحان بيه، أتمنى كل اللي حواليا يكونوا مبسوطين زيي"

أبتسمت له بحبٍ وهي تقول:
"طب الحمد لله، طمنتني عليك، أنا عملت حاجة ليك و قولت لازم تشوفها علشان دي عملتها بإيدي ليك"

قطب جبينه يسألها بعينيه سؤالًا صامتًا استطاعت هي قراءته لذلك التفتت بجانبها تمسك أحد المراسيل الورقية ذات لونًا بُنيًا يشبه لون عينيه الحنونة رغم قوة شخصيته، أعطتها له وهي تقول بنبرةٍ هادئة:
"لما ركزت في تفاصيلك عرفت إنك غاوي مراسيل بالورق، حاجة كدا جو قديم شوية، و كل حاجة بتحبها أنتَ بقيت بحبها يا وليد و دا غصب عني مش بإيدي، وليد أنا غصب عني بقيت بحب كل تفاصيلك، أنا عملت المرسال دا ليك بإيدي و معلش خطي مش حلو زي خطك، بس حاولت و الله، افتحه و شوفه كدا"

أخذه منها بكفٍ مرتجف بشدةٍ تأثرًا من موقفها و فعلتها تلك، ثم شرع في فتح الظرف و لكن ما لفت نظره كانت الزَهرة التي وضعتها هي في نهاية الظرف ثم دونت أسفلها عبارةٍ بخط يدها وهي:
"وَ كـأنَـكَ أتــيْـتُ لِــقَــلّـبي تُــؤنِــس لَــيْــلّهُ....تُــشـاركـنّـي الــعُـمْـرِ و تُــخـفـف عَــنّـي حِــمـلهُ"
ابتسم بقوةٍ عند رؤيته تلك الجملة ثم تنهد بعمقٍ و قام بفتح الظرف فوجد بداخله صورته وهو صغيرًا و بجانبها صورته و هو كبيرًا و دونت أسفل كلًا منهما عبارةٍ بخط يدها، فأسفل صورته وهو صغيرًا دونت:
"و كَأنّـك نِـجـمـة صَـغـيْـرة في سَــمايا....مِــش عـاوزة مِـن العُـمـر غـيـر وجــودك مـعـايـا"

رفع رأسه يطالعها بحبٍ من عينيه فوجدها تقول بمرحٍ:
"بص على صورتك و أنتَ كبير بقى كدا، هتنبسط"

ابتسم عليها ثم أخفض رأسه من جديد وهو ينظر لصورته وهو كبير فوجدها دونت عبارةً من المُحبين الذي أحبهم هو وهي عبارةٍ عن:
"ذاك البريق الذي يسكن عينيك، يزيل معاناة العالم"
فرانس كافكا ـ إلى ميلينا.

تنهد هو بعمقٍ ثم رفع رأسه وهو يحاول جاهدًا ألا يبكي أمامها حتى وجدها ترفع رأسه وهي تقول بنبرةٍ متأثرة هي الأخرى:
"عينك ترفعها طول عمرك يا وليد، أوعى تنزلهم تاني، و بعدين ليه شكلك زعلان كدا؟ هو خطي زفت أوي كدا؟"

سألته هي بمرحٍ طفيف تحاول تغيير حالته، فوجدته يحرك رأسه نفيًا ثم قال بنبرةٍ مختنقة إثر كتمه للدموع:
"مستغرب، قولتلك لما حد بيعمل حاجة علشاني غصب عني بتشد و بستغرب، و أنتِ عاملة كتير، كفاية إنك عملاه علشان أنا بحبه، كل يوم بتثبتيلي إني صح اتغير علشانك، لازم عيوبي تتغير علشانك أنتِ"

ردت عليه هي بفخرٍ:
"عيوني مش شايفة فيك، عيوني قبلاك زي ما أنتَ و اسألهم كلهم هنا هيعرفوا أنا بقول إيه عليك"

اقترب منها ثم قبل قمة رأسها بعدها نظر للسماء وهو يبتسم بحبٍ فسألته هي بتشككٍ:
"أنتَ معلق نجمة في السما ولا إيه؟ إيه حكاية بصك للسما كل شوية؟"

ابتسم بيأسٍ منها ثم حرك رأسه و كأنه يقول لا فائدة، ثم تحدث بنبرةٍ ضاحكة:
"البص في السما دا حلو أوي يا عبلة، مكان واسع زي القلب، يستاهل إنك تبصي فيه، السما لو زعلانة و بصيتي فيها هترتاحي، و لو فرحانة و بصيتي فيها فرحتك هتزيد، السما حلوة أوي و أنا قلبي حلو زيها، و علشان الحلو بياخد الحلو خدتك أنتِ"

ابتسمت بشدةٍ له فوجدته يغمز لها، و قبل أن يقترب منها وجد عمه «محمد» يقول بنبرةٍ ساخرة:
"رايح فين يا ابن مرتضىٰ ؟! هو انتم يا عيال معندكوش دم؟"

اخفضت رأسها في خجلٍ فوجدته يعض على شفته السفلى و هو يقف حتى اعتدل ثم اقترب من عمه وهو يقول بضيقٍ:
"نعم يا حمايا ؟! خير ؟! إيه اللي مصحيك لحد دلوقتي؟"

رد عليه عمه بتهكمٍ:
"علشان أمسك في قلالاة الأدب يا حبيبي، خير يا أخويا كنت رايح فين كدا؟"

رد عليه بوقاحته المعتادة:
"كنت رايح أبوسها، مراتي و حقي ابوسها، و لا أجي أبوسك أنتَ ؟"

اتسعتا حدقتيها بقوةٍ بينما والدها رد عليه بضجرٍ:
"قليل الأدب و كانت وقعة مهببة يوم ما جوزتهالك، حلك إن كتب الكتاب كان يتكتب يوم الفرح"

ابتسم له باستفزازٍ فوجده يقول بحنقٍ:
"نهايته، أنا دفعت العربون بتاع الأوض ليك و لطارق، هات الفلوس بقى"

 رد عليه بلامبالاةٍ:
"و أنا مالي ؟! خدها من أبويا هو اللي معاه الفلوس و أي حاجة ليها علاقة بالتشطيب"

تحدث عمه بحنقٍ:
"و هو أبوك اللي هيصرف على جوازك كمان؟ دا إيه دا؟"

 رد عليه هو بوقاحةٍ:
"هو أنتَ مش لاقي علاقات تبوظها، هتبوظ علاقتي بأبويا؟ ريح نفسك هو قال إن جوازي كله مسئوليته هو زي وئام أخويا، و بعدين ما أنتَ مساعد طارق و هو قالي، مالك بيا بقى"

رد عليه عمه بتوترٍ:
"طارق بساعده علشان كان شايل معايا مسئولية أخواته و ساعدني في جهاز عبلة، و بعدين هو أنتو مبتخبوش حاجة على بعض؟"

ابتسم له ثم قال:
"لأ مبنخبيش حاجة على بعض، و يمكن دي الحاجة الحلوة اللي طلعت بيها، إنهم معايا"

في تلك اللحظة اقترب منه عمه ثم قال بفخرٍ:
" و أنا بحبكم علشان كدا، طول عمركم مع بعض، و أنا بحبك علشان حنيتك دي يا وليد"

طالعه «وليد» بدهشةٍ فوجده يقول بنبرةٍ متأثرة:
"عيالي بيحبوك أوي كلهم، و أنا غصب عني حبيتك على حبهم ولاد الكلب دول، و أهو هديك حتة من روحي مكانش بالسهل أسلمها لحد"

احتضنه «وليد» بقوةٍ وهو يقول:
"وعد مني تفضل في عيني طول العمر، مش عاوزك تخاف عليها من واحد متمناش في كل صلاة إن ربنا يكرمه بيها هي"

ربت على ظهره ثم قال:
"و أنا واثق فيك، و عارف إنك بتحبها، رغم إنك مش متربي و سافل بس أعمل إيه بيحبوك"

ابتعد عنه «وليد» وهو يضحك فوجده يبدل ملامحه إلى الجمود مرةً أخرى وهو يقول لها:
"قومي ياختي يلا هو هيضحك عليا بكلمتين؟ قومي يا حلوة"

حركت رأسها بيأسٍ ثم تبعت والدها، و قبل مغادرتها نظرت له فوجدته يغمز لها، أبتسمت له ثم تركت السطح بينما هو زفر بقوةٍ من تلك المشاعر التي داهمته بقوةٍ، و فجأة وجد «طارق» يدخل له وفي يده عدة أشياء، ابتسم بسخريةٍ و هو يقول:

"شكلك بيقول عم محمد"

حرك رأسه موافقًا ثم قال بسخريةٍ:
"و أنتَ شكلك بيقول ابويا صح؟"
حرك رأسه موافقًا ثم انفجرا كليهما في الضحك بقوةٍ، بينما «وليد» تحدث يقول بنبرةٍ ضاحكة:
"طب و الحل ؟! دا فاضل شهور لسه مش أيام"

حرك كتفيه ثم قال بقلة حيلة:
"الحل إننا نصبر، صحيح صعب شوية، بس إحنا قدها برضه"

أومأ له موافقًا ثم سأله بحيرةٍ:
"إيه الحاجات اللي في إيدك دي؟ لوح و أقلام سبورة و كتاب ؟!!"

حرك رأسه موافقًا ثم قال بقلة حيلة:
"دي لوح لفصل جميلة عاوزاهم بكرة الصبح، و خطها مش حلو، يلا إيدك معايا خلينا نريح شوية"

أومأ له بقلة حيلة ثم قال بنبرةٍ ساخرة:
"خدامين عيلة الرشيد و العائلات المجاورة، هات يا عم وريني كدا"
_________________________

في سيارة «حسن» مساءًا كان يقودها هو وهي بجانبه تطالعه بتعجبٍ بعدما هاتفها و طلب منها النزول له، كان يقود السيارةِ وهو ينظر أمامه لا يستطع النظر لها حتى لا تخبره بحديثها الذي تفوهت به بالأمس، حتى أوقف السيارة أخيرًا في نفس المكان الذي سبق و جلسا به سويًا، نظرت هي حولها ثم سألته بنبرةٍ جامدة:
"دا إسمه إيه دا إن شاء الله؟ جايين هنا ليه دلوقتي ليه يا حسن؟"

تنهد هو بعمقٍ ثم قال بنبرةٍ يبدو عليها الحزن:
"مخنوق و عاوز أقعد هنا و عاوزك معايا ممكن؟ لو متضايقة هروحك و أرجع تاني"

ردت عليه هي ترفض حديثه بلهفة:
"لأ طبعًا، أنا معاك مكان ما أنتَ عاوز، و بعدين شكلك مش عاجبني أصلًا"

أومأ لها موافقًا ثم نزل من السيارة وهي تتبعه بتعجب باديًا على وجهها و هيئتها، حتى جلست بجانبه بعد سيرها مسافةً صغيرةً حتى وصلت إلى نفس المكان السابق، فوجدته يغمض جفنيه بألمٍ وهو يحاول التنفس، تخلت عن جمودها ثم أمسكت يده وهي تسأله بنبرةٍ رغمًا عنها خرجت حنونة:
"طب مالك فيك إيه يا حسن؟ أنتَ كنت كويس و هزرت معايا الصبح، حصلك إيه؟"

فتح جفنيه على مضضٍ وهو يقول بنبرةٍ متألمة:
"النهاردة حسيت إنها وحشتني، النهاردة حسيت إن حضنها ناقصني، و لو جينا للحق حاجات كتير نقصاني"

ابتلعت غصة مريرة في حلقها وهي تظنه يتحدث عن زوجته السابقة، على الرغم من أنها تعلم بمدى استياءه منها، إلا أن عقلها لم يسعفها في ذلك حتى وجدته يقول بنبرةٍ شبه باكية:
"سابتني زيه و أنا صغير، لأول مرة أحس إن حضن أمي وحشني، أنا مش عاوز أفضل أصارع نفسي كتير، بس أنا مشوفتش حنية طول عمري، حتى أختي أنا كنت أخر حاجة ممكن تفكر فيها، و مش بلومها بالعكس هي ليها بيتها و حقهم عليها، بس أنا حسيت بحاجات كتير نقصاني، أنا عيشت من غير أخوات و لا أهل، جسم فاضي من غير روح، النهاردة أنا جربت كل دول مع بعض، لقيت واحدة بحنية أم و أخوات و واحد حضني و قالي عاوزك أخ ليا، ساعتها عرفت إن اللي فاتني كتير، العمر مشي بيا من غير فرحة واحدة تجبر بخاطري، و امبارح لقيتك بتفكريني إنك هتمشي، عقلي بعد ما بدأ يطمن قلبي ليكي رجع يخوفه منك تاني، أنا لو اتسابت تاني هتعب"

بكت هي رغمًا عنها بقوةٍ و هي تعنف نفسها بينها و بين ذاتها على وصل إليه بسببها، فوجدته يحرك رأسه لها يطالعها بعينين يحاوطهما الاحمرار وهو يقول:

"قلبي و عقلي مش عاوزين يتفقوا معايا على حاجة، بس و الله عاوزك معايا، بلاش إنك تسيبيني دي، علشان تقيلة علىٰ روحي و قلبي، سيبيني أسلم نفسي ليكي واحدة واحدة، بس خليكي جنبي، عارف أني بضغط عليكي بس غصب عني و الله"

لم تتمالك نفسها أمام نبرته المتألمة تلك فوجدت نفسها تحتضنه وهي تنفجر في البكاء و رافق حركتها تلك قولها النادم:
"متزعلش مني و الله، كنت بهزر بس هزاري جه تقيل شوية، كنت فاكرة أني كدا هحركك بس طلعت بأذيك، زي ما طول عمري بأذي الناس، متزعلش مني علشان خاطري، و الله كنت بهزر"

ربت هو على ظهرها وهو يقول بنبرةٍ هادئة:
"مش زعلان يا هدير، هزعل فعلًا لو مشيتي، بلاش تكوني أنتِ سبب الزعل دا، و بعدين أنتِ مش مؤذية، أنتِ ملقتيش
حد يقومك و دي تفرق كتير، أنت معايا و أنا شايف إنك حنينة و طيبة و جميلة، فيكي حلو كتير أوي"

ابتعدت عنه تخفض رأسها بخجل فوجدته ينظر حوله يتفحص المكان ثم اقترب منها على غفلة يقبل وجنتها الناعمة، حركت رأسها تطالعه بعينيها الدامعتين فوجدته يقول بنبرة مرحة :

"دا علشان طبطالي آيات، خسارة العيون الحلوة دي تايت والله"

ابتسمت رغما عنها فوجدته يقول بنبرة تائهة في ملامحها "لما ضحكتي و أنت معيطة شكلك أحلو أكثر، زي اللوح المرسومة "

طالعته بدهشة من جديد فوجدته يقول بنبرة هادئة : " أنا مبعرفش أكدب و مشاعري مش بعرف اداريها، و لما تظهر و تبان هتحسي بيها في كل تصرفاتي يا هدير، أنا مش بعرف أزيف الحاجة، يا آه يا لا"

تفهمت هي مقصده من الحديث لذلك حركت رأسها موافقة حتى لا تضغط عليه أكثر من ذلك ثم نظرت أمامها تسخر من نفسها من جديد، في أي وضع هي؟ خفق قلبها له و أحبه و بات غريقًا في أدق تفاصيله و هي الفتاة، بينما هو يصارع نفسه حتى يتأكد من مشاعره ؟ حتى حيلتها ألمته؟ كيف تتصرف معه إذن؟ و حينما غرقت في التفكير قررت ترك التفكير و تنعم بقربها منه كما هو حتى يأتي لها هو بقلبه و حبه.

انتهى ذلك اليوم ومعه الكثير حتى أتى يومًا جديدًا، ذهب به الشباب إلى عملهم و «عمار» إلى جامعته و سار يوما طبيعيا على الجميع حتى منتصفه و عاد «عمار
من جامعته عصرًا، و لكنه كان يفكر بها من سرقت قلبه و تفكيرها مع «وليد» في حل معضلته و ثقتها به بعدما سأل «وليد»، و مع كثرة تفكيره بها شعر بالضجر من حاله ألم يسعى هو حتى تصبح له ؟ لكن لماذا يفكر بها، طريقه طويل و مساراته أكبر، وعمره صغير و لكن مع ذلك قلبه كبير، يسع حبا لها، لذلك هاتف اقربهم لحالته و هو «ياسر»

و اتفق معه يقابله قبل الذهاب إلى المركز التعليمي، و بالفعل عاد «ياسر» من عمله ثم قابله في مقهى شعبية وهو يقول بنبرة ممتزجة بالقلق والخوف

"خير يا عمار !! حصل حاجة تاني ؟ مكالمتك ليا قلقتني أوي"

حرك رأسه نفيا ثم قال بنبرة هادئة :

اطمن يا دكتور ياسر، أنا كلمتك علشان أنت شبهي، حالتك زي حالتي يعني عامر حب سارة لما لقى فيها مواصفات كان فاكرها مش موجودة، وخالد حبها لما اتجوزها و ياسين فضل مستني اللي هو راسمها في خياله، غالبا كلهم اتحكموا في قلوبهم، لكن أنت قلبك اتحكم فيك و كتب عليك حب إيمان، و أنا زيك"

غمز له بخبث وهو يقول:

" خلود مش كدا ؟!"

رد عليه بحنق زائف

يادي الفضايح !! هي يا دكتور خلود، بس حالتي زيك و بقت شبهك أكثر علشان هي بقت قدامي علطول، استنى إزاي و أصبر إزاي"

ابتسم «ياسر» وهو يقول بنبرة هائمة :

"علشان لما تبقى معاك تعرف إنك استحملت كتير علشان لما تصحى من النوم تلاقي اللي حبيتها و اخترتها معاك
يبقى أنت عملت اللي عليك، على يدك خالد كان قافلها في وشي و ظروفي كانت زفت و اتخرجت متأخر و ماديًا كنت شحات لحد ما أمي ورثت من عيلتها و ساعتها حاجات كتير اتغيرت جبت شقة و بقيت دكتور ياسر دا غير ظروف طفولتي اللي أنت عارفها، كل ما اتعب افتكر أني هفوز بيها علشان تكون راحتي في الدنيا، جايز الطريق طويل و الرحلة صعبة و السكة طويلة، بس أفتكر إنك بتحارب علشان تريح قلب بيدور على راحته و مش موجودة غير فيها هي"

ابتسم له بحب فوجده يضيف مفسرا " أنا ربيتك على الصبر وطولة البال و عارف إنك مستحيل تغضب ربنا علشان ترضي نفسك، بدليل إنك كلمتني تستفسر مني و أنا بقولك من دلوقتي صدقني هتبقى ليك"

تنهد «عمار» بقوة وهو يبتسم رويدا رويدا فوجده يقف وهو يقول ممازحًا

" عن إذنك بقى هروح علشان اتأخرت عليها، أصلها بقت في بيتي يا سيدي"

ضحك «عمار» بقوة ثم قال:

"أنا بقول متقعدش مع عامر تاني كفاية كدا، بوظ أخلاقك و الله"

رد عليه هو بحب بالغ

"مش بإيدي، حبي ليهم احتياج مش رفاهية، لو عليا مهرب من الدنيا كلها، بس يوم ما هعمل كدا هتلقيني عندهم برضه، قلبي ملوش غيرهم يا عمار

حرك رأسه موافقًا فوجده يلوح له ثم تركه و رحل إلى بيته بينما «عمار» رحل هو الآخر متجها نحو عمله وهو يتذكر ما حدث معه، صعد لعمله حتى جلس على مكانه 
المخصص فوجد الجميع يحكون عن أخلاقه و صفاته و شهامته و رفضه لصفع الرجل على وجهه، و استمر الحال على ذلك حتى نهاية عمله، و كان هو أخر من رحل من المكان بعدما أغلقه بنسخة المفاتيح الخاصة به، ثم نزل من المركز وسار على قدميه من طريقًا مختصرا حتى وجد

أمامه ذلك الشاب الذي يُدعى «زيكا» أمامه، زفر «عمار» بقوة وهو يقول:

"خير يا أستاذ زيكا ؟! هتقول أني اتحرشت بيك المرة "دي؟

حرك رأسه نفيًا ثم قال بغل واضح في نبرته و نظرته "حتة عيل زيك يعلم عليا أنا في حضانة بتاعة دروس ؟!

أنا زيكا اللي صيع مصر كلهم بيخافوا منه ، أقف أحق نفسي لعيل !!"

رد عليه «عمار» بضجر

"الغلط بدأ من عندكم متجيش تندم بعدها، و بعدين أنا معملتش حاجة أصلا، يعني دا حقي"

حينها أخرج ذلك الشاب سكينًا من ظهره وهو يقول بتوعد ممتزج بغل دفين

" و أنا هعلم عليك صح علشان أخواتك يعرفوا ينفخوا نفسهم كويس و علشان أخوك يعرف يتكلم عدل"

از درد «عمار» لعابه بخوف وقبل أن يفر من خلفه وجد رجلين من رجال ذلك الشاب خلفه وهو يبتسم له بشر ينوي على الانتقام، فإذا استطاع الفرار سيكتب له عهدًا جديدًا يحياه بمعجزة، و إذا طالته السكين و راح ضحية للغدر سيترك خلفه سؤالا هاما و هو بأي ذنب قتل ؟

تعليقات



×