رواية شط بحر الهوى الفصل الواحد والثلاثون بقلم سوما العربى
الواحد وثلاثون
جلست على ارضية الغرفة الباردة تضم قدميها بين ذراعيه تستند بذقنها على ركبتيها المضمومه لصدرها تحتضن نفسها و هى تبكى .
تبكى نفسها و تبكى وحدتها و يتمها.. لأول مرة تشعر بكم هى ضعيفة و لا وزن لها و لا قوه.
أنها لا تزن ريشه حقا... ما كانت به لم يكن سوى قوه مزعومة، قشره خارجيه فقط.
هى وحيده وضعيفه لا أحد لها و لا أحد معها.
شردت متذكره كل تصرفات ماجد من محاوطته لها و تدليلها و إلحاحه عليها بحبه .
دلاله و تحمله كل تقلباتها و أفعالها قربه بعض الشيء منها.. حتى أنها أصبحت تعشق مناكفاتهما معا و رفضها الصريح الذى يقابله بالتقبل و راحبة الصدر .
خوفه عليها و كذلك غيرته كل هذه الأشياء كادت أن تتحول الى شئ جميل.. شئ جيد قد يجمع بينه و بينها.
لكنه و بعدما فعل لن أصبحت تكرهه أكثر من أى شخص على الأرض.
بما فعل أنساها كل الحلو و ذكرها فقط بالبشع.. حتى انساها عمر و ما فعل ، لا تفكر فى خديعته حتى مطلقاً.
ماجد جعلها تنسى الدلال و الصبر و التحمل و تضحياته التى يزعمها .
أطرقت برأسها أرضاً و قد أظلمت عيناها و كل شيء يعاد على ذاكرتها كأنه شريط فيديو متسلسل.
فأى تضحيات و هو قد عاش بالعيشه التى تستحق مع العائله التى كان من المفترض أن تكن لها هى.
نام بفراشها الدافئ بينما هى تغو بجوار جثث الموتى ليلا ... درس فى احسن المدارس بينما هى كانت تذهب لما لا يمكنها تلقيبه حتى بالكتاب . .. حتى أنها لم تستطع أخذ أى درس خصوصي فلم تكن تملك تكلفتها.
ليالى من الجوع و البرد القارس و الحرمان و هو ببيت الذهبى يحيا مكانها.
و عندما ظهرت قام بتكذيبها و تزوير اوراق تثبت عكس الحقيقة كى يظل محتفظا بوضعه و تلقى هى بالشارع... يقول إنه يعشقها و سيتزوجها.
كيف... ف بعد تلك الصوره التى رأتها اليوم منه تكاد تجزم انه يريدها عشيقه لا أكثر.
ف بأى منطق كان سيفاتح عائلته برغبته فى الزواج من الفتاه التى ثبت أنها جاءت للنصب عليهم؟!
أيقنت آلان انه اتخذ العشق وسيله كى يزيحها من طريقه و لم يستسلم بسهولة إلا بعدما اثبتت بالدليل القاطع أنها ابنة محمود.
ليأتى بعدها و يخبرها أنه يريد الزواج منها ، كيف هااا؟! كيف؟!
إنه نفس المنطق... فكيف سيتقدم ليطلب يدها من الاسره التى ستكتشف انه ظل طوال خمسه و ثلاثين عاما يخدعها .. بل و ظل معهم ببيتهم يعشق ابنتهم يحضنها و يتقرب منها تحت اعينهم و هم غافلين على أساس أنها شقيقته؟!
رفعت عيناها تنظر أمامها ... كل شيء خدعه.. خدعه كبيره عاشت بها بل و كادت أن تصدقها.
لا تعلم ما هى نواياه او مسعاه.. ربما أراد الاحتفاظ بباقى أموال الذهبى لو تزوجها و ربما أراد خديعتها مجددا.
لا تستطيع تحديد أعراضه بدقه لكن ما تستطيع الجزم به حد اليقين أنه خدعها .
بل و الأكثر انه اتهمها بشرفها و لم يؤمن بها او ببرائتها و لو لثانيه واحده.
أدمعت عنياها أخيراً بعد تماسك طال لفتره لتبدأ بعدها بالنحيب و البكاء الهستيرى تعود لها تلك الحاله التى تملكتها حينما دلفت لبيت الذهبى أول مره.
فتقف من مكانها تتحرك بغوغائيه تحاول فتح الباب فتجده محكم الغلق من الخارج.
لتزداد هستيريا بكاءها و تبدأ في قذف أى شىء تطاله يدها و هى تصرخ بغضب و عجز شديد.
__________سوما العربي______________
و أخيراً وصلت غنوة إلى حيها العتيق ، تترجل من سياره الاجرى رفقة أشجان التى تساندها بيد و تحمل حقيب ملابسها باليد الأخرى.
ليتقدم منها لفيف من الاهالى رجال و نساء يطمئنوا عليها من بينهم حسن... حسن الذى جلس على باب بيته كالإسد الرابط ينتظر خروج جنيته من الداخل.
فمنذ ذلك اليوم و هو لم يرى وجهها ، توقفت عن مهاتفته بعدما كانت هى من تلح فى الاتصال به.
هى تقريباً اختفت تماماً.. هذا ما طلبه منها و بادر هو بفعله .
قالها لها بمنتهى القسوه و الجفاء ، طلب منها أن تبتعد و تنسى تلك القصه قاطعا أى سبيل للحديث او حتى احتمالية عودة المياه لمجاريها.
لفظها بكل قسوه و عنف و هو الآن غاضب..غاضب لأنها فعلت و امتثلت لما أمر و باشر هو و طلب.
و كأنها... و كأنها بالفعل كانت ستفعل ذلك مع مرور الوقت.. كأن ما فعلته سهل هين عليها و بضغطة زر نست كل شيء.
كأن حديث والدته صحيح و ها هى تنسى بسهوله... لو كل هذا صحيح فهو مازال يريد رؤيتها.
يريد رؤيتها ليسألها و يتعلم منها كيف يفعل ، كيف ينساها كما استطاعت هى.
جلس داخل البيت بحضور أشجان بوجه أحمر غاضب بشده أمام غنوة التى ترمقه بنظرات صامته متيبسه.
و أول ما نطقت به قالت: أد ايه انت بجح.
اتسعت عيناه بغضب فرفعت صوتها عليه أكثر رغم ألم جرحها تقول: ده انت تستحق الشنق فى ميدان عام ، عايز تدبح الى قدامك و تتقمص انه عيط.
وقفت من مكانها تضغط على جرحها الغائر بيدها لكنها فى حالة من الغل و الغيظ جعلتها تستجمع كل قواها و تهم كى تهجم عليه ، لتتقدم أشجان فى محاولة منها لمنعها تذكرها بجرحها.
و هو وقف بأعين متسعه غاضبه لا يتقبل الإهانه و قال بصوت عالى و هياج : كنتى عايزانى أعمل إيه ، عايزانى افضل لما ابقى نسخه تانيه من ابوكى.
عند ذكره لتلك السيره المحرمه كأنه قد خطى الحدود الحمراء.
فزادت هياج و عصبيه هى الأخرى تردد: أنت اتجننت .. بتجيب سيرة ابويا على لسانك.. أنت تيجى إيه فى أبويا.
رد عليها بغضب هو الآخر: لأ مانا جيت خلاص و بقيت مكانه بس انا قدرت الحق نفسى قبل ما أبقى نسخه تانيه منه .
توقفت عن حدتها و تحركاتها هنا و هنا تقف امامه متيبسه كأنها فقدت قدرتها او رغبتها في الحديث .
بينما هو يردد: إلى انتى عمرك ما كنتى بتحكيه أنا عرفته.. طول عمرى و أنا بسأل انتى ليه مش بتروحى لأمك وليه مافيش بينك و بينها اى إتصال وليه اول ما ظهرت لك أخت من ناحيتها كانت دى حالتك ، عرفت الحقيقه و عرفت امك و عرفت أنها هوائيه و لعبيه و عرفت قصتها مع ابوكى و أكيد بنتها طالعه زيها و أهو كل الى كنت شاكك فيه و خايف منه حصل ، الهانم أول ما قولت لها امشى مشيت... قدرت تمشى.. عملتها و مشيت... مشيت و سابتنى.
وقف يلهس أمام نظرات غنوة التى ترمقه بتشفى و هو يردد بصوت مختنق لاهث: عرفت تمشى و تنسانى ... طب و هى بتعمل كده كانت تعملنى ازاى أنساها أنا كمان.
ابتسمت غنوة برضا و هى تراه هكذا و قالت ببساطة: إيه يا سى حسن؟ مش ده كان اتفاقكوا.
اخذ يهز رأسه يمينا و يساراً برفض شديد و هو يردد: لأ ماتفقناش على كده.. ماتفقناش توحشنى و ماعرفش أشوفها.
التفت غنوة تعود للأريكه التى خلفها و جلست عليها متأوه بألم بينما تحدثت أشجان التى تراقب كل ما يحدث بصمت : غلطان يا حسن و غلطك كبير ، كنت فكراك عندك نظر و ليك نظره فى الى قدامك ، صوابع إيدك مش زى بعضها يا ابنى و البت دى مش كده و أنا أشهد.. سمعت كلام أمك و قولت البت لأمها ؟! غلطان يا حسن ما عندك غنوة أهى مش زى أمها خالص.. انا عارفه أمهم و طول عمرى من أول ما شوفتها لا أطيقها و لا اطيق سيرتها بس من نظرتى لنغم بقولك لأ هى مش زيها ابدا.
رفع حسن عيناه لأشجان ثم لغنوة التى رمقته بمقت و نفور ثم قالت بإزدراء : قوم روح لأمك قوم.
ظل بمكانه ينظر لها بأعين متسعه من إهانتها الساخره المبطنه لتكمل مردده و هى تشيح بيدها على الخارج: قوم يا حبيبي روح لأمك لا تستعوقك.. أنا مش فضيالك.
رفعت عيناها للسماء بقلب متعب تردد: يا ترى انتى فين دلوقتي يا نغم.
عاودت النظر له تقول: بقولك أخفى من قدامى ده انت ما عندكش دم ، البت ماتعرفش حد غيرنا هنا ياترى راحت فين بس.
أشجان : لا تكون سافرت تانى.
اغضمت غنوة عيناها بألم ، هل صحيح غادرت و تركتها بعدما اعتادت وجود شقيقه من دمها بحياتها؟
إن صدمت فى حسن فما ذنبها هى؟
بينما حسن وقف منتصبا فى مكانه يردد: مش هسيبها... هى مفكره نفسها ايه و مفكره قلوب الناس ايه لعبه فى أيدها.. أقسم بالله ما سايبها أنا مش شويه فى البلد.
إستدار ينوى المغادره لكنه التف بغضب يناظر غنوة مرددا: قسما بعزة جلال الله لاعمل الى صالح ماعرفش يعمله، مش أنا الى واحده تدخل حياتى تقلبها و تمشى كده عادى .. هجيبها و هقصقص جناحتها لو فكرت تطير ، هى مفكره الدنيا سايبه.
غادر سريعاً بخطوات مبعثره متخبطه ، لا يعرف اين يذهب ولا من اين يبدأ كى يصل لها
و غنوة تشيعه بنظرات ممتعضه غير راضيه ، كل ما تفكر به هو اين ذهبت نغم الآن.
_________ سوما العربي_________
كان يقف مقابل صديقه ينظر له بنفاذ صبر يتوقع ما أكتشفه الآن و يريده من أجله ، مستعد لمواجهة غضبه فلو طال الزمن او قصر بالتأكيد كان سيعرف كل ما فعله ، و هو لديه الكثير و الكثير من المبررات التي يعتقدها كافيه كى يصمت هارون.
لكن الأهم ألان هو العوده سريعاً لعند حبيبته المظلومة ، مرعوب من فكرة أنه ظلمها و أهانها يعملها علم اليقين و يخشى رد فعلها... يعلم فيروز لن تمرر ما حدث.
لم يكن رعب من رد فعلها وحسب ، بل قلبه ملتاع يؤلمه و هو يتذكر ما وضعها به من إتهام مهين ، ظلمها و لم يؤازرها أو يظهر ولو حتى كذباً ثقته الا متناهيه بها ، بل كان الشك هو أقرب شئ لقلبه .
يعصر عيناه بغضب و هو يتذكر كيف سحلها أرضاً يجرها على السلم رافضا حتى إستخدام المعصد بل تعمد سحقها و جرها خلفه حتى تمزقت ثيابها و انخدش جسدها .
للأن يتردى صوتها فى أذنه و هى تتعوده صارخه بأنها لن تنسى له ما فعل و سيندم أشد الندم.
أجفل على لكمه عنيفه سددت له من قبضة يد هارون.
اطبق جفناه بغضب يحاول تمالك عصابه و تحمل نوبة غضب صديقه فهى مبرره جدا و هو يعلم .
صك أسنانه يحاول كظم غيظه و غضبه يضع يده على وجنته مكان لكمة هارون ثم تحدث بصوت غاضب: قولتلك سيبنى امشى دلوقتي انا عملت مصيبه و لازم الحقها و بعدين نبقى نتحاسب.
لكن ما قاله هكذا ببساطة لم يفعل بهارون شئ سوى أن من غيظه و غضبه ليهجم عليه بلكمه اخرى على الناحيه الثانيه من وجنته.
اخذ ماجد يلهث بشده يحاول التماسك فقد بدأ غضبه يتفاقم و بدأ الجميع فى المكان يتجمهرون بينهما ، و أمام لكمات هارون الشديده رفع ماجد قبضه يده يسدد له لكمه هو الآخر مرددا: أهدى يا بنى ادم و اسمعنى الناس بتتفرج علينا.
رد له هارون الضربه يردد :خليهم يتلموا و يتفرجوا عليا و أنا بضرب صاحبى ، إلى كنت فاكره صاحبى ، ضهره فى ضهرى طلع هو بيعمل اييه.
وجه ماجد رغماً عنه لكمه لهارون و هو يردد: قولت هفهمك أنا عملت كده ليه؟ ماتكبرش الموضوع و بلاش نخسر بعض
زادت أعين هارون قتامه و هو يردد بهياج: نعم.. ما اكبرش الموضوع؟!
قبض على ملابسه و سحبه يمسح به سطح البار حتى ارتد على اثره فى نهايته و ارتمى أرضاً ليقع عند أقدام بعض زبائن الكازينو.
تقدم منه هارون يقبض على ملابسه بمهانه يوقفه رغماً عنه و ماجد يردد بأنف ينزف دما : أسمع يا غبى و افهم كان لازم اعمل كده عشان ده كان شرط مختار عشان الصفقة الى كلمتك عليها و انت طنشت.
زاد غيظ هارون و مال عليه يبرحه ضربا و هو يردد : بعت صاحبك يا واطى ، قالك أخلص منه وانت نفذت، و بتتكلم ببرود عادى و لا كأنك عملت حاجه .
كان يردد كل كلمه بكلمه و هو يزاد وحشيه يردد: بتحاول تقتلنى... تقتلنى انا ؟
اتسعت أعين ماجد ينفض يده عنه بغضب و يجابهه بلكمه قويه و هو يصرخ فيه بجنون : قتل إيه الى بتتكلم عنه ، أنت جرى لمخك حاجه.
ضربه هارون فى معدته بعدما سدد له ضربه من قدمه مال على أثرها جسد ماجد لاسفل متألما و بعدها باغته بلكمه جعلته يترنح أرضاً .
و صرخ هارون : كفايه بقا كدب و خيانه و بجاحه ، أنا ازاى عمرى ما شكيت فيك ، كل مره كان بيحصلى حاجه كنت بتبقى انت الوحيد اللي معايا فيها ، بلف أسلمك ضهرى و أنا مطمن لك، و عارف إنك حامى ضهرى ، لييييه ؟؟ عملت كده ليه؟
كان ماجد يتلقى ضرباته و قد توقف عن رد ضربات هارون ، هل يتهمه هارون بأنه هو من يحاول إغتياله من فتره؟!
فصرخ به : ايه الى بتقولوا ده ، أنا ماعملتش كده و لا عمرى افكر أعملها.. كل الى عملته هو أنى أخدت شوية شغل مهم منك و وقعت الصفقه الاخيره عشان مختار و أنا عارف إن مش ده اللي يهدك يعنى ولا يوقعك.. لكن قتل إيه الى أنت بتتكلم عنه ، أنت اتجننت أكيد.
تحدث هارون بغيظ : كفايه بقا بطل تمثيل كفايه.. كفايه.. كفايه أوى لحد كده.
توقف عن ضربه ينظر له بنفور و تقزز يردد: مش عارف اصدق أنك عملت كده ، بس فعلا كان لازم ابقى متوقع كده من واحد مالوش أصل زيك.
أتسعت أعين ماجد و توقف به الزمن عند جملة صديقه الاخيره بعدما عايره بأصله .
وقف ماجد من على ارضيه المكان و الكل من حولهما يتابع .
ظل كل منهما يتنفس بسرعه من شدة الغضب فقال ماجد : بتعايرنى بأصلى يا هارون ، يا ابن الأصول و الحسب و النسب.
هارون : و ندمان على سنين عمرى إلى كنت فيها مصاحب واحد زيك.
ماجد بجمود : عندم دليل واحد على تهمتك ليا؟
صرخ به هارون: كل حاجه دليل لوحدها مافيش مره اتعرضت فيها لمحاولة قتل إلا وكنت معايا و فى الاخر طلعت متتفق مع مختار ، أنا مش هرحمك ، هعيشك جهنم على الأرض ، هعرفك أنك غلط غلطت عمرى لما فكرت تلعب معايا.
رفع هاتفه كى يأمر رجاله بالدخول لتقييده و أخذه لكنه تفاجئ بوصول الشرطه بعدما ابلغ صاحب المكان عن نشوب عراك بالداخل.
لتأتى الشرطه كى تفض الأمر خصوصا بعدما علموا بمكانة هارون و ماجد .
لكن تفاجئ كل منهما و هما يجدان الشرطه تلقى القبض على ماجد يخبره أنه متورط في قضية مقتل مختار.
خرج من المكان و عقله يضج بالفكر ، ما علاقته بموت مختار و لما يتهمه هارون أنه وراء محاولات قتله.
قبضة قويه تعتصر قلبه و هو يفكر بحبيبته المحبوسه حاليا داخل جدران شقته يريد العودة إليها سريعاً يبدى ندمه الشديد يتحمل منها أى رد فعل حتى تصفح عنه
لكن كل شيء يخرج بعيدا عن حدود سيطرته و هو مكبل بأساور من حديد متجه الى عربة الشرطه لا يعرف كيف ستخرج فيروز من مكانها يلعن نفسه و غباءه فهو قد اخطفها و احكم غلق بابها بنفسه و لا احد يعلم أنها هناك فيمكنه الذهاب لها كى تخرج من محبسها.
صعد سيارة الشرطة و هو ينظر لهارون بنظرات خاويه لائمه و هارون يردد أنه لن يتركه ينعم بالراحة وأنهما اصبحا ألد أعداء الآن
_________ سوما العربي____________
جلست نغم على أطراف فراشها فى إحدى الفنادق السياحية الفخمه المطله على النيل و قد أغلقت هاتفها للتو بعدما أكدت حجز تذكره طيران لألمانيا.
تحاول منع دموعها ، قلبها مكلوم على ما حدث معها فى سفرة الاحلام كما كانت تلقبها معتقده ذلك بل و موقنه به بشده.
خانها دمع عيناها فالحياة بدون شخصك المفضل كئيبه للغايه.
تأمل أنها تستطيع النسيان و تجاوز تلك الفتره.. حسن كان تجربه سيئه جدا عايشتها وحدها بصمت و هى تراه مجذوب لشقيقتها و بعدما شعرت بالقليل من ميله ناحيتها و تأملت بغد أفضل معه جاء هو يلفذها من حياته كأنها علقه.
كانت تبكى كل ليله من فرط ما تشعر به و تعيشه... قررت الابتعاد تخرج من هذه التجربه بحقيقه واحده.
أنه افضل للإنسان الا يحب ابدا.
اغمضت عيناها و تقرر ألا تبكى مجددا فحتى البكاء لم يعد يكفى للتعبير عن نزيف قلبها .
يجب ان تغادر تلك البلاد حزينه على فراق شقيقتها التى تناغمت معها سريعاً و عشقت ذلك الإحساس.
تعلم أن غنوة ستغضب منها كثيرا و ربما لن تغفر لها فعلتها و أنها تركتها وحيده من جديد .
لكنها حقاً لا تستطيع .. المكوث معه تحت سماء أرض واحده يقتلها ، يقتلها حتى فكرة أنه يتنفس معاها هواء نفس المدينه ، تتذكر ءلك اليوم ، آخر يوم رأته فيه و هو يقف يتحدث بعصبيه مفرطه مع أحد العاملين معه متخذه القرار الصحيح و هى تحكم غلق النافذه أنه يجب التوقف عن مراقبة شئ لم يعد لك.
أخذت نفس عميق و حزين تأمل أنها ربما تستطيع فيما بعد التحدث مع غنوة تبرر لها لما تخلت عنها و عادت لموطن والدها.
تمددت على الفراش فى محاولة بائسه منها للنوم استعدادا لطائرة الغد.
____________سوما العربي____________
ظلت تدور فى الغرفه حولها و قد تأخر الوقت كثيراً و لم يعد ذلك النذل ثانيه كأنه لا يقوم بسجنها هنا.
حالتها مذريه و لديها خدوش و جروح تؤلمها ، شعرها مبعثر و ملابسها ممزقه من تعنيفه لها يأن جسدها كله بالألم علاوه على الجوع و العطش.
مر وقت ليس بقليل و هى تبحث عن أى شىء يساعدها في الخروج من هنا .
تمكن الإعياء منها و جسدها كله يرتجف تبكى هوان نفسها و تلك الحالة التي هى عليها.
حاولت بشتى الطرق فتح باب الغرفه المغلق لكنها لم تفلح.
كررتها للمره العاشره و بلا جدوى إلى أن ابتلعت لعابها بصعوبه و ألم تتجه للنافذه المغطا بستائر قامت بسحبها ثم فتحت النافذه ليتجدد داخلها الأمل من الخلاص و هى تراها مطله على شرفه اتخذت واجهه البيت كله تصل بها لشرفة الصاله.
فتحتها على الفور و ذهبت حيث شرفة الصاله لتغمض عيناها بتعب و هى تجدها مغلقه بباب زجاجى .
بللت شفتيها تفكر و بيديان مرتعشه رفعت إحدى المقاعد الموجودة و القته على الزجاج بعنف ساعد على كسره لتقم بفتح الباب و تصبح فى الصاله تحاول جاهده فتح باب الشقه.
بكت بحرقه و شعور العجز و الألم يتسلل لها ، حاولت التركيز مره اخرى و استجماع كل قوتها للخلاص.
و فكرت في استخدام سكين لفتح قفل الباب ، فاتجهت للمطبخ تبحث عن سكين و خرجت من جديد تحاول و تحاول بايدى مرتعشه حتى سقطت باكيه ترتجف.
تسأل ربها متضرعه إن يخلصها ، رمشت بأهدابها سريعاً و هى تتذكر ذلك الباب الموجود في المبطخ يؤدى إلى سلم من المعدن.
تهلل وجهها و ذهبت متعثره تسقط و تقف حتى وصلت للباب تخشى أن تجد صعوبه بالغه فى فتحه هو الآخر.
لكنها تنهدت بفرحه و هى ترى الباب يفتح بسهوله و طواعيه يبدو أنه قد نسى أمره و لم يغلقه كما فعل بكل شيء.
بدون أى تفكير اخذت تخبط الدرج تلوذ بالفرار من جحيم عايشته لساعات و على يد من؟! على يد ماجد ... الذى كاد أن يوهمها بحبه .
__________سوما العربى__________
جلس فلاديمير على بار كبير داخل قصره البارد يرتشف من كأس به نبيذ معتق.
ينظر بهوس لشاشة الهاتف المفتوحه على صورة لفيروز لا يحيد بنظره عنها.
تقدم أحد رجاله منه يتوقف بطاعه ليقول هو بغضب : هل تقدم بك العمر و أصبحت على مشارف التقاعد ستيڤ؟
التف ينظر له و ردد بفحيح: هل تحتاج سنوات كى تنفذ ما اطلبه.. قلت لك أريدها و الآن.
ابتلع ستيڤ لعابه بصعوبه ثم قال: أختفت فجأة سيدى و لأ احد يعلم أين هى؟
هدر فلاديمير بغضب : تصرف ، أريدها.
ضغط ستيڤ على سماعه بيضاء متصله بأذنه يسمع منها شيء ما فتهلل وجهه كأنه هري من عقاب بالقتل بعد هذا النبأ و قرر نقله لسيده بفرحه و انتصار: جدناها سيدى.. ظهرت الآن و رجالنا خلفها.
لمعت أعين فلاديمير و ألتف له يردد: أجلبوها الآن .. هل فهمت ، لتكن معى الليلة.
ردد ستيڤ بطاعه و هو يهز رأسه قبلما يغادر: أمرك سيدى.
إستدار مغادرا يترك خلفه فلاديمير و عاود النظر لصورة فيروز يردد: أاااااه حلوتى ، و أخيراً ، ستكونين الليله بأحضانى .
ابتسم بخبث و هو يطالع ضحكتها و شقاوه ظاهره بعياها الرماديه يردد : و ستعاقبين على كل الليالى التى سرقتى فيها النوم من عينى منذ رأيتك.
________سوما العربى ___________
جلس ماجد فى سيل من التحقيقات و الاسئله لا يعرف لما تم توجيه تهمة قتل مختار له او حتى فرضية تورطه بها ، لقد مرر له صفقه عمل فقط و لا يعرف عن سبب مقتله شئ.
كان يوم عصيب مرير مر عليه ، من أطول الايام فى حياته كأنه ضهر.
رأى فيه بعينه تاثير السلطه و النفوذ و فرق المعامله بينه و بين بقية المتهمين... إسم الذهبى وحده شكل فارقا.
و استطاع المحامى إخراجه بكفاله على ذمة التحقيقات التى لم تتوقف بعد و قد اخبره محاميه أن القضيه كبيره و لها ذيول وأطراف ولن تنتهى بهدوء او سريعا
ليدرك حقيقة واحدة كان غافلاً عنها ، أنه فى أشد الأوقات حاجه لإسم الذهبى بعد إسمه كى يسانده فى القادم و الذى على ما يبدو انه سيكون صعباً للغاية.
ذهب على فوره لاهثا إلى شقته يصعد بسرعه و يفتح الباب بحثا عن حبيبته ينوى الاعتذار لها و تحمل أى رد فعل حتى تسامحه.
لكن تخشب جسده بعدما فتح الباب بأيدى مرتعشه و ظهر له باب الشرقه المكسور .
ليتذكر سريعا باب المطبخ المؤدى لدرج خارجى ، ركض إليه و وجده مفتوح يعنى أنها خرجت منه.
هرول سريعاً يخرج من الشقه و البنايه كلها يقود سيارته بسرعه متهوره يتجه ناحية البيت ف بالتأكيد ذهبت لهناك.
يقود و هو يمسح على وجهه بألم ، إحساس بالعجز يخنقه ، و المراره كأنها مر العلقم فى حلقه ، يعلم فيروزته جيدا و يعلم أيضاً علم اليقين انه هدم كل شيء بينه وبينها هذا أن كان قد استطاع بناء أى شىء.
وصل للبيت يصف سيارته بإهمال ، يفتح باب المنزل بتخبط و يدلف للداخل تحت أنظار الجميع .
ينظرون له بإستغراب تحول لصدمه و هم ينادونه و هو لا يجيب هو فقط يصعد الدرج قاصداً غرفتها .
و هم من خلفه مستغربون حالته و لما ينادى شقيقته بهذه الطريقة المريبه.
فتح باب غرفتها يهجم عليه ليهوى قلبه بين قدميه و هو يجدها فارغه منها.
ألتف لهم بأعين حمراء و وجه مصفر هلعاً يردد بتلعثم : فين فيروز؟!
نظر له مصطفى بريبه مرددا: هى مش خرجت معاك الصبح ؟ أنا الى عايز اسألك هى فين و إيه إلى حصل فى القسم ؟ و هى راحت فين لما اتقبض عليك و لا أصلا ايه دخلك بحكاية قتل مختار؟
كان يتنفس سريعاً يبتلع رمقه بصعوبه بسبب جفاف حلقه يستمع لسيل من الأسئله من محمود تاره و مصطفى تاره أخرى .
كل هذا هراء ، غير مهم ، هم انفسهم غير مهمين و هو كذلك.
الأهم الآن حبيبته... فيروز.
رفع هاتفه يحاول الاتصال بها للمره الالف و للمره الالف أيضاً هاتفها مغلق.
كانت أنظار محمود و مصطفى مسلطه عليه و قد قذف الخوف لقلوبهما و هما يشاهدان حالة الهلع التى تملكته ترتجف اوصاله و هو يحاول الاتصال بها ، و أصبح السؤال الأوحد و الأهم عندهما اين فيروز .
وضع يده على وجهه يحاول أخذ أنفاسه ، و بشق الأنفس يمنع دموعه التى لم يسبق و ذرفها من بعد سن الثانية عشر.
كان بكاءه مسبقا خوف و هلع من تهديدات فريال إلى أن وعى قليلا و أدرك أن فى وجوده أمانها و ليس العكس ، و من يومها و بسبب نوبات بكاءه و الحاله التى عاش بها لسنوات أقسم الا يبكى أبدا، إلى أن جاءت فيروز.
زادت دقات قلبه و هو يجد اتصال بالفيديو من شخص ما.
زادت مرارة حلقه و عقله يرمى إليه بمئات السيناريوهات كلها أبشع من بعض .
بأصابع مرتشعه و ترقب خوفاً من اخبار سيئه أضطر لفتح الهاتف .
جعد ما بين حاجبيه و هو يرى شخص أمامه غريب لم يسبق و أن رأه.
و إبتسامة شر ممتزجه بإنتشاء منبلجه على وجهه البارد يردد بينما يحرك أصبعه على فوهة كأسه : أهلا أيها العربى .
زم شفتيه بإزدراء يغمض عيناه و يتصنع التذكر فيما يردد: أظن أسمك ماجد... و و
صمت يزيد من الضغط العصبى عليه ثم أكمل: تبحث عن شئ تقريباً...
تضخمت نبضات قلبه و زاد معدل الادرينالين فى دمه ينظر للهاتف كأنه سيتحول لشخص أخر مرددا: من أنت و من تعنى بحديثك الاخير؟
بنبرة شيطانيه و هاله من الغموض و الهيبه ضحك قهقه بصخب مرددا: انا من تجرأت و لعبت معه عزيزي أنت و مختار و سرقت ماستى الغاليه .
صمت يضع كأسه و يمد يده على صحن الفواكه الموضوع بجواره يلتقط منه إحدى حبات التوت البري ينظر لها بتلذذ مرددا: لكنها لم تعد أغلى من هديتى التى اختارت أن أحصل عليها عوضاً عن الماسه.
كان يردد حديثه و هو ينظر لحبة التوت كأنه يعنيها او يصفها ثم التهمها مهمها بتلذذ و هو يغمض عيناه يكمل بإستمتاع : شئ مقابل شئ .
صرخ فيه ماجد و عقله يضج بالافكار و لا ينقصه مراوغة ذلك الماجن : تحدث بوضوح ، تقصد من؟ أنا لا أفهمك .
أبتسم فلاديمير و جذب ببطء شديد جهاز لوحى أخر كان موضوع مقابل منه مفتوح على الكاميرا المسلطه على فيروز .
أنهار ماجد و هو يرى فيروز نائمه بهيئه مزريه توضح أنها مخدره ، فى طائره تبدو خاصه فى سماها متجهه إلى وجهتها الآن خارج حدود يده.
شعور بالعجز و فوران الدم يغزوانه و لا يجد ما بيده كى يفعله خصوصاً و هو يستمع لصوت فلاديمير يردد: أقصد صغيرتى الجميله ، لا تعلم كم أشتاق لإحتضانها بين ذراعي.
استحالت أعين ماجد لنيران و وجهه مكفهر يستمع له بصدمه يراه و هو يقلب الهاتف فى يده و ينظر لها عبره بوله مرددا : أميرتي النائمه.
ليصدح صوت ماجد و هو يزأر كالأسد الحبيس : سأقتلك، سأقتلك إن اقتربت منها.
قهقه فلاديمير بصخب و هو لم يشيح بعيناه عن صورة فيروز يردد قبلما يغلق : إلى اللقاء صهرى العزيز.....
__________ سوما العربي___________
وصل هارون إلى الحاره التى تسكنها فيروز يصف سيارته أمام باب منزلها و هو يهاتف مديرة أعماله : لأ مش هستنى كل ده يا هويدا ، نص ساعه و يكون عندى مأذون غيره ، و أستنى لما أخد كام صورة لينا بعد كتب الكتاب عشان تنشوريها على كل الصفحات العامه ، فاهمه ، عايز الخبر ينتشر ... سلام.
ترجل من السيارة يحاول نسيان غدر صديقه ينتظر فقط خروجه من محبسه كى يصفى باقى حسابه معه.
لكن ليتجه الآن حيث موطن راحته و حلاوة أيامه.
بشئ من التقزز و النفور كان يتقدم و هو يطالع سكان الحاره و بيوتها العتيقة الأيله للسقوط كلها إلا من بعض البنايات الحديثه نسبيا لكن تظل بأشكالها و ألوان دهانها أقل من شعبيه.
حاول التغاضى عن كل ذلك و لو لمدة نصف ساعة ، ليتحامل على نفسه فيها كى يبطل شرط حبيبته فى رغبتها بعقد قرانها ببيت والدها.
دلف داخل البنايه كما ينص العنوان ينظر للجدران المتهالكه بضيق يضغط على نفسه حتى يأخذ حبيبته من هنا.
وقف أمام باب شقتها يدق الباب ، ثوانى و فتحت له بوجهها المشرق تردد بصدمه : هارون؟!
لكنه إبتلع أسمه و شهقتها معا و هو يهجم عليها يقبلها بعمق و تهور يضمها له وهو يتقدم للداخل يغلق الباب بقدمه.
تمر إحدى يديه بلا اى تردد على مفاتنها يفترسها بيد جائعه و الأخرى تطوق خسرها .
أنت غنوة بخفوت مما زاده إثارة و تهور يزيد من ضمها له يبحث عن أول أريكه خلفه كى يزيد فى أخذ راحته.
بالفعل تعثرت قدمه بأحد الأرائك فمال بها كى يستريح عليها وهى مازالت بين ذراعيه يعتصرانها برغبه حارقه أفقدتها هى الأخرى تركيزها و شعر بها لاول تبادله تهوره ، فأبتسم من بين قبلاته بسعاده حقيقة و بدأ فى فك أزرار منامتها يكشف عن جسدها الرائع.
شهقت برعب وهى تسمع صوت دقات الباب و الذى انتشلها من تلك المشاعر الجارفه المحمومه التى أخذها فيها هارون فجأة.. لتدرك زوبانها بين يديه و انسجامها معه بل و شعورها بالاستمتاع أيضاً.
انتبه هو أيضاً نتيجه لتصلب جسدها بين أحضانه بدلا من الانصهار ينظر لها فيجدها محمرة الوجه لا تستطيع رفع أنظارها فيه .
هم كى يسأل عن السبب ليدق الباب مجددا و يستمع لصوت أشجان تردد: افتحى يا بت يا غنوة حمرتلك الفرخه.
صك أسنانه بغل مرددا: يا دى الفراخ الى مش وراكوا غيرها.
ترك غنوة تحاول إستيعاب فداحة ما فعلت و ذهب هو يفتح الباب يكتف ذراعيه حول صدره يردد: شامورت بردو؟!
نظرت له أشجان بنزق ثم قالت: إنت بتعمل ايه هنا يا معدول.
رفع إحدى حاجبيه يردد : معدول!
سب من بين أنفاسه ثم تحدث بضيق : جاى عشان أكتب الكتاب وسط الحته هنا و أخد مراتى و أمشى أظن كده أبقى بطلت حجتك ولا ايه؟
أصفر وجه أشجان و حولت أنظارها إلى غنوة فتجدها شاحبة الوجه هى الأخرى تنظر أرضاً بأنفاس لأهثه .
ابتلعت رمقها بصعوبه ثم قالت: لأ عداك العيب.. و حيث كده بقا يبقى حتماً و لابد نبل الشربات .
دلفت للداخل قاصده المطبخ و هو اتجه لغنوته يجلس بجوارها مرددا: ست لا تطاق و لسانها مبرد ، لأ و داخله مزاج كاظم أوى ، طول عمره و هو غريب حتى فى المزاج.
إلتف يضم غنوة له مبتسماً ثم قال : مبروك يا حبيبتى .
إبتسمت له بصعوبه فمال برأسه على كتفها يردد: و أخيراً النهاردة هنام فى حضنك.
تنهد بأنفاس ساخنه يردد: أعملى حسابك انى هبقى لازق فى ديلك زى العيل الصغير ، أنا ما صدقت لاقيتك ، أنتى أمى إلى اتحرمت منها.. مش هسيب حضنك ثانيه حتى مش عارف هعمل ايه فى شغلى و كمان أنا بفكر.....
قطع حديثه تقدم هادمة اللذات و هى تضع كأسين من الشربات امامهما و تبتسم مردده : أشربوا يالا يا عرسان على ما اروح انادى أهل الحته دول هيفرحوا اوى.
ابتعدت مغادره ثم التفت لهارون تردد: أشرب شرباتك يا عريس ألا ده فال وحش على الجوازه.
ليسرع فى رفع كأسه بلهفه و هو يردد: لأ فال وحش إيه ده أنا ما صدقت.
خرجت سريعاً تنادى أهل المنطقة بينما هو يكمل كأسه لأخر قطره تحت أنظار غنوة.
________سوما العربى _________
وقفت نغم فى المطار تستمع لصراخ والدتها عليها : ماذا الآن ألم تكن تلك هى بلدك و ترغبين فى المكوث بها فتره أطول و حينما أطلب منك أنا ذلك تقولين انك تريدين العوده.
صرخت بها نغم هى الأخرى تردد: نعم و لن أبقى هنا كثيرا ، لن أجعلك تستغلينى كى تحكمى مخططك ضد غنوة.
بادلتها والدتها الصراخ تردد: ضدها كيف يا غبيه ، هل تعليمن أى شىء عمن تتحدثين ، إنها فرصة الإحلام.
بصوت ناقم كاره رددت نغم: أعلم المدعو" ألبير " جيداً و أنه ضمن قائمة اغنياء العالم و أعلم أيضاً كم دفع لكى مقابل شقيقتى ، إنها ثروه.
رددت أمها بصوت حاولت صبغه بالبكاء : ما دمتى تعلمين لما تصرين على الوقوف ضدى ، قد أسجن فى أى وقت إن لم أسلمه غنوة لقد صبر على عامان كاملان و قد أخبرنى صراحة إن الشوق يقتله و لن يصبر كثيرا ، ساعدينى يا نغم بأن أمهد لها القصه فقد اخبرنى أنه وخلال شهران إن لم أتصرف فسيفعل هو.
أطبقت نغم جفناها بألم ثم رددت بصوت مهزوز : إذا بدلينى أنا بها ، أتركى غنوة و شأنها يكفى ما مرت به وحدها.
صرخت فيها والدتها تردد: يا غبيه ، يا غبيه ، الا تظنينى قد حاولت ، لا فعلت و عرضت عليه الكثيرات من أقاربى العربيات أيضا فهى إبنتى على كل حال لكنه مصر على غنوة إصرار قذف الرعب فى قلبى.
زاد الرعب فى قلب نغم على شقيقتها مدركه الخطر الذى يدور من حولها و هى لا تدرى عنه شيء .
فقررت استغالال تأخر إقلاع الطائرة بسبب الظروف الجويه و أن تذهب لغنوة تحذرها ، فتحركت على الفور مغادره تردد ببرود قبلما تغلق الهاتف : أعذرينى فأنا لن أساعدك فيما تريدين أبدا.
ثم أغلقت الهاتف سريعاً تنهى سماع صوت والدتها و هى تصرخ عليها و تحركت قدماها سريعاً تستقل أول سيارة أجرى متجهه إلى حى الغوريه.
__________ سوما العربي ___________
فتح هارون عيناه بتشوش و تخبط يشعر بثقل فى جسده و سائر أوصاله.
تأوه بخفوت و هو يشعر بصداع يعصف بدماغه ، يحاول تذكر ما حدث و أين هو.
رمش بأهدابه يرى سقف غرفة نوم ببيت قديم ، ليتذكر على الفور أنه ببيت غنوة.
أتسعت عيناه وهو يشعر بيداه و قدماه مقيده بأصفاد معدنيه.
هز رأسه بأستنكار يحاول الاستيعاب ، يرفع أنظاره على صوت أقدام متردده تقترب منه ، ليبصر غنوة و هى تقف أمامه فردد ضاحكاً: إيه يا حبيبتي إلى حصل ، و بعدين إيه التكتيفه دى؟!
ثوانى و إلتوى شدقه بابتسامة جانبيه وقحه يغمز لها بعينه مرددا: مش تقولى إنك ليكى فى الجو ده ، سسس يا شرس يا خطر إنت.
أبتلعت لعابها بصعوبه و اقتربت منه تردد بوجه صلب جامد : نفسك في ايه قبل ما تموت....
**********