رواية ظلمات امرأة منسية الفصل الواحد والثلاثون 31 بقلم هالة ال هاشم


رواية ظلمات امرأة منسية الفصل الواحد والثلاثون بقلم هالة ال هاشم 

كل هالمَسافَه .. البعد !! 

وِسوالفَكْ تنسمِع چن إحنه 

ًحلگ إب حلگ

والله عشگنا عشگ

يامن إمگًدٌر عَليْ غيرك فصاله صعب

جم دوب أخيٌط و أشگ

حنيت أنه إل شوفتك

واصبرت بس ما صبر گلبي وصرخ !!

 راح اطگ

جاباني إلك وإذعنت . . جيتك

بليلة شتا

ظلمه ومطرها رَشگ

وشبعده صار الدرب

خوف ..

و رعيـــد

وثلـــــــج

وجفوف إديـــٌه زرگ

إبابك طحت ها گمت

ضَمٌيت إدَيٌـــه إوْ رِدِتْ 

عالباب بالروح أدگ

بس گالو إلمَن تدگ

كلمن مشه إلحالته 

واحد سكن بالغرب

واحد سكن بالشـــــرگ


لـ كاظم اسماعيل كاطع 

 ..


مَرة عجبني مشهد بمسلسل گلش احبه

تسأل بيه البطلة زوجها 

گالتله شوكت الاب يصير أب !


ضحك بسخرية و أجاب !

شوكت يعني غير لمن يصير عنده ولد !


ضحكت هي !

و أردفت : كالتله صحيح 

بس الأم تصير أم من أول يوم يتشَكّل الجنين بداخل رَحمها ..


و آني من هاي اللحظة أَحسني صرت أُم 

من بعد ما الله أَنزل بيه مُعجزته و خلق هالروح الصغيرة بداخلي ..


الفرحة ما سايعتني و ما عرفت شلون أعبر عنها

ولان الدموع ضمير العين و صوت روحي النقي

بـجيت ..


اتلّمس ببطني و الود ودي أضم روحي عن هذا العالم

و أكتفي بهالشعور أعيش و اقتات عليه طول عُمري ..


منو جان يصدك بعد الكسرة الي كسرنياها جهاد

ربي يُجبر خاطري بهالرحمة ..


قاطع شرودي صوت أم محمد الحنين

هذهِ المرأة الملائكية .. و الي جانت سبب كبير براحتي و شفاء نفسي !


كل جلسة يمها جانت تنتزع مني صدمة و عذابات و ألم و تبدلهم براحة و ثقة و يقين بأن الله راح يطيب جروحي ..

و هاي آني احس طبت ، و تخليت حتى عن حقدي تجاه كلمن أذاني ..

فأنا أشعر بـ الاكتفاء من هذهِ الدُنيا

و لا اريد غير جاهل يصيحلي ماما

و يدوخني بسوالفه .. و يخلص اليوم و اني بس اداريه


ام محمد : راح تخلصيها صفنات و دموع و تجرين بخشمج !

يمه مشايفة مثلج وحدة دموعها تشتغل ع الريمونت !


ضحكت من كل قلبي !


و فسّرتلها الي دا اشعر بي حالياً


و بنفس الوقت صارحتها بمشاعري المخربطة بخصوص وضعي الجاي ..

و شلون راح تتغير خططي فآني الان مسؤولة عن روح بداخلي و لا يُمكن افرط بيها و اعرضها للخطر


ابتسمت راضية عني ، و كالت فرحانه : يعني حتبقين يمي

و تعوفين سالفة السفر يم خوالج ..


اوربا بعيدة يمه و احنا مصدكنا شگلتي بجاهل ..


سارة : كلامج صح خالة .. زين فهميني شأسوي هسه !


ام محمد : گدامج خيارين !


-شنو خالة .. شوري عليه فدوة 


يا اما بفلوس بيتج تاخذيلج شقة هنا 

و تفتحيلج مشروع صغير بالباقيات 

و المشروع وحدة مو كافي نحاول نلكيلج شغيله هنا 

بس كون ما تعذبج و انتِ حبله ..


يا أما ...


-يا اما شنو ؟


-رجلج يمه .. لازم دكوليله و بلكي الله تتصلح الامور بيناتكم 


ضحكت بسخرية : رجلي !

منو الي اعتدى عليه و طلّكني !


-يوم بس على كيفج، صح الي سواه مو خوش

بس ترى طلاقج ما واقع و اني و انتِ نعرف هذا الشي 


و بعدين هونيها يا بنتي ، هل الله رزقج بحمل منه

شلّج بالبهذلة و شلة الحال ..

و انتِ مبين عليج بزر دلال .. يبنتي و بعدج صغيرة و الناس ما ترحمج

حتى خالج هذا الي معولّة عليه ترى خل اگولجياها ليكدام مبين يريد يعضج عضة چبيرة و يشمرج بعدين 


بعبوس جاوبتها : حرام خالة تظلمين بختج و انتِ ما تعرفينه !


ام محمد : صح اني ما اعرفه بس من كلامج مبين معدنه شنو ، و الما فگد اخته بمرضها و ازمتها عود يفكدج بعدين ..


و انه مرة گلبي دليلي و خوالج ممرتاحلهم گلبي 


انعفست ملامحي مزعوجة و عقلي ييأيد كلامها

لكن الحاجة هي من دفعتني الهم

و الا بـعمري ما حسيت بالانتماء الهم


لفضت كل فكرة سيئة و هم ممكن يگدر خاطري هاللحظة

فما ممكن اخلي شيء يسرق فرحتي ..


وَدعتني أم محمد على أمل تحيني فد يومين 

توديني لدكتورة نساء و توليد شاطرة من معارفها

حتى اتابع الحمل و اخذ سونار يمها ..


و هالمرة عكس كل مرة ، لمن جانت ام محمد او غفران تتركني .. و أحس بالوحدة و الاكتئاب ..

اني اليوم مو وحدي فهناك روح صغيرة تنبض بداخلي 

واني بالرغم عن أنفي راح احافظ على نفسي و عليها ..


جريت تلفوني و أتصلت بـسؤدد

على امل تحولي مبلغ مالي ..

و اجاني صوتها و هالمرة مدري شبيها

احسها ملبكة و مرتبكة ..


كالت متگدر تحول مبلغ چبير 

انزعجت من حججها و تهربها و اعرف هي شگد استغلالية ، لكن مفكرت بـ لحظة قد تشلع گلبي و تشلّ حالي بموضوع الفلوس ..


طلبت منها تحولي مبلغ بسيط خاطر امشي اموري

و بلغتها تتوقف عن بيع العمارة فقلبي يتوجس منها

و حالياً دا افكر بطفلي و افكر هالعمارة تصير ضمان اله مستقبلاً..


دليتها على مكتب صيرفة قريب متعاملة وياه سابقاً

و انطيتها الرقم و التفاصيل دا تحولي المبلغ 


و فضول بـداخلي خلاني اسألها فيما لو اجه احد و سأل عني ، و بداخلي اگول مو أحد بل ذاك الرجل الي تمحورت عليه كل حياتي .. هل يا ترى استفقدني

دورني .. لو هم تعب و صفگ اديه بيأس و كعد و سكت ..


و شفت قلبي يلومه و يعتب عليه شلون كل هالفترة ما لگاني ... و عجز عن ايجاد مكاني !

و رِحت اوبخ قلبي بـ لسان عقلي 

و أكول هو آني شأريد منه !

مو آني الي عفته بعد ما ذَلني و استباحني قسراً

و ان كنت زوجته .. فمو من حقه يسوي بيا هيج 

و لا المفروض لسانه يطاوعه بهالشكل و يذكر كلمة الطلاق بـ لسانه !


حَسسني بـ الذُل فلا المكان و لا اللحظة جانوا مناسبين

كل الي حسيتها بوقتها بأني هنت عليه كلش ..


لحظة .. 

يعني الله رزقني بـطفل بعد هذهِ الليلة !

الليلة الي أنكسر بيها الفؤاد و تكطع نياط القلب من حُزني ..

فهل هذا الطفل هو الجبر الي راح يرمم روحي !


و لگيتني ادخل بـ نوبة بكاء و اشتياق اله

و تمنيت لو وضعنا غير شكل ..

يمكن جانت عشت فرحة اضعاف الي دا اعيشها حالياً 


و مثل كل أمرأة تتنسى على فد شيء معين

قد تكون فاكهة او اكلة ما !

لگيتني اتوحم على ريحته .. و شوفة عيونه الي خضارهم 

سلب روحي ..

و هاي آني مرة أُخرى اخذل كبريائي و اعود مشتاقه لحضوره ..

تعبت ..

ارهقتني كل الافكار الي لا مفر منها

قررت اغطي وجهي بوسادتي 

و أعصر خلايا دماغي و استجدي النوم !


وبعد مدري شگم خيال 

و شگم حضن .. و قُبلة استحضرتها من ذاكرتي 


اخيراً استسلمت للنوم !


::


كعدت ثاني يوم .. احس جسمي گله مكسر فلا اقوى عن تحريك عضلاتي .. و شعور بالغثيان رَهيب سيطر على معدتي ..

بيا ما بيه گُمت للحمام و استفرغت كل ما تناولته بالليلة الي مُضت ..

و كعدت مُرهقة على ارضية الحمام 

احس روحي طلعت .. و تَمنيت بلحظتها عمتي و زهراء يمي فعلاً الواحد ما يحس بالنعمة الا يفقدها ..

و اني اعترف قصرت بحقهم و جافيتهم

بس جنت مغلوبة على امري و خايفة من جهاد يبوك لسانهم و بطريقة او بأخرى يندلني و ترجعلي المشاكل ..


و مدري بسبب هرمونات الحمل او الشوگ هو الي هزني الهم ، فكرت لبرهة أتصل و اسمع اصواتهم ..

و لگيتني اطرد الفكرة من الاساس من بالي ..


كُمت بيه ما بيه ..

و حركت روحي فما اريد استسلم للوهن 

اريد اعتمد على نفسي بكل شي ..


اتصلت بيه غُفران و بشرتها بخبر حملي

و البنت فرحتلي فرحة اخت لاختها

و بيومها كلشش تفائلت 

وحسيت الدنيا فعلاً بعدها بخير 

و الخير الي فگدته عند القريب وارد كلشش تلگاه عند غريب التقيت بي صُدفه ..


جنت منتظرة اتصال من سؤدد علمود تحويل الاموال

و كلشي ما اجاني منها ، ارسلتلها مسج

يمعودة عاد حوليلي كم فلس ع الماستر كارد امشي بيهم اموري ..


و على راحتج سوي حواله عن طريق مكتب اذا مشغولة 

فلا رد اجاني منها !!


الموضوع قلقني كلشش 

اتصل بيها ماكو رد ، انخطف گلبي و خفت تكون لعبة ما

و راح بالي يحلل و يفسر بكيفة !


الى ان اتصلت بيه و جان الوقت متأخر !


جاوبتها بـلهفة : وينج يمعودة ، هشكل تضربيني بوري !؟


سؤدد : سارة حبيبتي عذريني والله 

ما لحكت احولج المبلغ ، صار عندي ظرف طارئ

بس من حسن حظج قريبي قريبي عليج

وصيته ينطيج فد مبلغ تتصرفين بي 

منا لما ادبر مسألة التحويل .. تدرين 

مبلغ مو قليل و الا عن طريق Western Union

للامان ...


ضحكت بسخرية وكأن الي كدامها غشيمة !


صحت ممتعضة : سؤدد مخج بي شي 

شنو الموضوع شلعتي گلبي ، تلفين و تدورين بنفس النقطة و سويتيها سنينة !

الف مكتب موجود ببغداد و لا هي عطلة حتى اكول عطلة و ماكو تحويل شنو القضية !

ممكن تصارحيني !


بررت بسرعة : و الله ماكو شي يولي بس راسي مفتر بسبب الشغل و نسيتج !

و لمن اجيت احول الوقت تأخر و مو كل المكاتب تقبل تحول !


هسه انتِ مستعجلة !


-مو مسألة استعجال بس اني بحاجة هذا المبلغ

لان فلوسي دفعتها ايجار كم شهر مقدم 

و الباقي تصرفت بي !


و تدرين اني دا رتب لسفر للخارج 

وعندي مصاريف اخرى !


و بسري ماردت اگوللها على موضوع الدكتورة و الحمل

و اخش بمحادثة عميقة وياها فكلبي ممرتاح لشغلتها ..


سؤدد ارسليلي موقعج احوله لقريبي يجيبلج مبلغ اتصرفي بي !


سارة ميحتاج : منتظرتج باجر تحولين المبلغ كامل


سؤدد : تمام حبيبتي ..


اغلقت الجهاز مختنكه بضوجتي 

مدري ليش احسها تتهرب من موضوع الفلوس

اخاف حلن بعينها و استغفر و ما اريد اظلمها 


نمت ليلتها ضايجة و الشي الوحيد الي مصبرني

هو روحتي للدكتورة باجر و اطمن على وضع الجنين

وبعدها يحلها الف حلال عود ..


و بالفعل التقيت بـ العلوية ام محمد ثاني يوم

و توكلنا على الله و رحنه على الدكتورة الي من معارفها

و الي اسمها زينب ..


دخلنا للعيادة و تفاجأت كثير مريضات عراقيات

و عرب ينتظرون بصالة الانتظار ..

الي حامل و الي تراجع على حمل ..


لحد ما وصلني السرا يمكن اكلت حتى اصابيعي من التوتر ..


بالبداية سلمت عليه بوجه بشوش يبعث الطمئنينة بالنفس وكعدت اسردلها كل الي مريت بي بالفترة الي مضت و ما استغربت لان حبلت فمدام عندي مبيض سليم .. كلش طبيعي احمل ..

و جتي اللحظة المُنتظرة و الي مررت بيها جهاز السونار 

على بطني .. فـ بالرغم من برودة المادة الي لسعت جلدي، الا ان دفو هذهِ اللحظة مغلف قلبي و عقلي و ما اريد اخرج منها ..


ام محمد تعاين للشاشة الموضوعة بجانبي

و الدكتورة ابتسمت بـ راحة و صاحت هاي شنو 

ست سارة !


بـ لهفة صحت : شنو دكتورة ؟


-حيصيرون عندج ثنين ، مبروك حامل بتوأم

كل شي تمام !

حالياً انتِ حامل اربع اسابيع بالضبط ..


منطقت كلمة واحدة !

فكل شي كالته دموعي بالنيابة عن لساني

و ادركت ان عوض ربي كبير ، لدرجة صعب أفسّرها 

لحظات يله حسيت لساني يردد بشكل متواصل

الحمدلله .. الحمدلله


و اعاين لام محمد شايله اديها و تحمد 

و كأنني ابنتها .


كمت و وصفتلي الدكتورة مجموعة حبوب للغثيان

و فيتامينات و كتبتلي موعد للجيك اب 


طلعنا منها و كامشة الوصفة بـ ايد ترجف

ممصدگة للي ديصير بحياتي و شلون ربي 

قلب كل الموازين لصالحي 

فشگد عشت تعب

و شگد عشت يُتم 

اكاد اجزم بأني نسيته ..

و فعلاً گلبي المجروح و المليان أذى ترمم بهذه المعجزة ..


فرحت لدرجة سامحت كل هذا العالم

و أعفيت عن كل من ظلمني

فلا اريد ان احمل حقد بـقلبي فيتغذى عليه اجنّتي 


اريدهم يگبرون تحت شغاف قلب نقي

يتغذون على مشاعر مُتصالحة مع الذات و النفس 


اريد أعتني بـ تلك الارواح البريئة 

من هاي اللحظة ..


ايدي على بطّني و اتلمس بيها و كأني اتحسسهم 

متناسية تماماً اني بوسط الشارع

و امام مرأى هذهِ العالم

فلا بأس .. خلي العالم يدري احنا صرنا عائلة

وسارة ماراح تبقى وحيدة 

وراح تخرج من الظلمات الى النور ..


ام محمد اضطرت ترجع للبيت لان جنتها مريضة

اما اني فأجتني رغبة كبيرة بـأن اجلس امام البحر

و استنشق شيء من قوته .. 


اريد اتحلى بالقوة .. و العزيمة

لتربية هذين الطفلين وهم بـ أحشائي ..


لهناك و قاطع خلوتي اتصال سؤدد تبلغني بأنه تم تحويل كامل المبلغ الي ردته للصيرفة المنشودة ..

فرحت و اتصلت بيها و تشكرتها


و لُمت نفسي لان اسأت الظن بيها 

اخذتني رجلي للمكتب و هو قريب من شقتي ..


دخلت و استفسرت عن وصوله و هو كال انه بالفعل وصل

جلست انتظر يحسبولي اموالي حتى اخذهم و اروح لبيتي ..

و اذا بي اسمع رنة جوال غريبة ..

لا ليست بـ غريبة !

هاي الرنة محفورة بقلبي 

مثل ما گلي بيوم من الايام

هاي الأغنية انكتبت الج ..

و لو رياض احمد عايش و شافج جان طاح بغرامج مغشي عليه ..

مثل ما آني طحت و محد سلّم عليه ..


من تزعل توحشني الدنيا واتصور غيرت اضنونك

من ترضى يظل شوق البي

يذوبني بنظرات اعيونك

من تزعل توحشني الدنيا واتصور غيرت اضنونك


من ترضى يظل شوق البي


يذوبني بنظرات اعيونك

من أزعل ترجع تتعذر.. بعد أيام وهم تتغير


كم مره تبعد واغفرلك ..متكلي

اليغفر كم مره كم مره

كم مره تبعد واغفرلك .

متكلي اليغفر كم مره كم مره

طبعك صاير صاير مره ومره


لبرهة .. حَسيتني اتخيل و رحت ادور بعيوني بين الشباب الواكفة عسى ان المح اثرة !


و النغمة بسرعة تلاشت و كأن الصوت جاي من برا


قاطع شرودي صوت ابو المكتب و هو يبلغني بأن اخذ فلوسي ..


اخذت الفلوس بلا ما اجيكهم و المبلغ جان مو قليل 

دسيته بجنطتي و رحت اتلفت مرتبكة ع الواكفين و هم يعاينون الي بدهشة ..


وبخت نفسي بسري ، المفروض اجيب احد وياي

على القليلة لو مبلغة محمد يرافقني ..


قلبي صار يدك سريع جوه صدري 

و خفت اتعرض للسرقة و الاذية ..


لذلك طلعت رأساً استأجرت سيارة

و انطلقت لشقتي الي جانت كلشش قريبة 


نزلت من السيارة و حاسبت السائق

و مشيت بخطوات حذرة للشقة

صح الوقت مو كلش متأخر 

بس برد و ناس قليلة واكفه و اني شايله مبلغ 


صعدت بتوجس و احس احد يمشي ورايه

حتى خفت التفت و اشوف ..

و مخليت آية ما قريتها بسري

و صار الطريق شبعده ..

لمن وصلت باب شقتي ، حسيت الشخص كلش قريب

لدرجة صرت استشعر انفاسه وراي ..

التفتت و بعصبية صحت : شعندك وراي !


سقط فكي من الصدمة و اني اشوفه واكف گدامي

بلحمه و شحمه ..


هل خيال ؟!


لا بل كان حقيقي .. لدرجة احس المكان امتلئ بالدفو

و صوت الانفاس المُشتاقه .. ضربت بجدران قلبي 

قبل أُذني ..


حاولت أَخفي صدمتي الممزوجة بـ ارتباكي 

حاولت أَقيد جسدي خاف يقفز رُغماً عني و يحضنه !


وَقفت مُتصنمة اعاين لهذا الرجل الي عذبني بـحبه

فـ وجدتني عبث حاولت انساه ..

هجرته .. و عبث حاولت اكرهه !


لكني غاضبة منه و قلبي ممتلئ قيح من اثر اخر جرح خلاه بيه 


قاومت .. ما بچيت رغم أحس اكو دموع تستغيث حتى تبچيه

لكني أقسمت بعد ما تنزلي دمعة !


أقترب مني و بشوك گال : مشايف مثلج بذات و قاسية

لچ شلون گدرتي تبعدين عني كل هذهِ الفترة

شلون راسج توسد فراش آني مو بيه !


و أنتِ الي گلتيلي بعد ما اعوفك

و ليو يمنتج غلطت بيوم و عافت ايدي

يسرتج ما راح تسويها !


فهميني سارة !

شلون گدرتي تعيشين كل هالمدة بدوني 


صحت : انت طلگتني !


جهاد : باطل و انتِ قانونية و تعرفين !


-بس نطقتها .. و شوكت نطقتها هه !


-جنت منهار ، مجروح منج !

لچ انتِ بعمرج مَحسيتي بيه شعانيت و شحاربت حتى اخذج

و لمن اخذتج الدنيا. وامي و المرض حاولوا يبعدوج عني 


و لمن فضّت حروبي و گلت هانت لگيتج انت تندفعين بنفسج بعيد عني 


المن احارب حتى احظى بيج فهميني 

احاربج انتِ ؟


-جهاد روح الله يخليك منا عالم

عاين الناس مستغربه وجودك 

و اني هنا انعرفت بالسمعة الطيبة !


-لچ شجاي تحجين شنو نسيتي بعدني رجلج

و أكدر اخذج هسه و كون زلمة الي يفتح حلكه بكلمة عليج 


-هه احلام اليقضة !

اصحى جهاد .. الي بيني و بينك انتهى !

حجيتها و جتني دوخة .. على غثيان

لا ياربي ما اريد اضعف گدامه

و لا يتورج عليه ..


اقترب مني بتوجس و لزمني من زندي و يحجي بصوته

الاحبه : بيج شي ... مريضة انتِ


عاينت لوجهه و جان قريب كلشش على بعد قُبلة !

يا ربي .. هالانسان كل ما جاله يزيد بوسامته

و العيون اه منها .. تخطفني و تاخذني لبعيد


عرفته وضعه تخربط من نزل بصره على شفايفي

حسيت بـخطر ،، و بنفس الوقت تمنيت

لو اكو هُدنة من الكراهية .. فسحة صغيرة

بعيدة عن الزعل ، نروي بيها ضمأ ارواحنا المشتاقة


لكن فجأة قرر عقلي المتضامن مع هرموناتي 

بأن يرفضه و يذكرني بلي سواه بيه

و بالعهود الي قطعتها لنفسي

بـ الانتقام منه !


مديت ايدي و دفعته من صدره !

و استشعرت ضربات قلبه و هي تدغدغ راحة ايدي ..


كمش چف ايدي و همس بضعف :

مو كافي .. ما مليتي من الجفا

مو ضعت .. تمرضت و ضربتني جلطة خفيفة

لج شناوية تحطيني بـ اللحد !


جريت ايدي حيل 

و اغرورقت عيوني بدمع لاذع

صحت : شششش اسم الله و ديربالك تعيدها


ابتسم ..


و همس : عرفت بعدج تحبيني

من خوفج عليه !


خلينا ندخل جوه و نحجي 

عايني معليج بالحلاة فهذا رزقج 

بس والله عافيتي على گدي 

رجلج مريض يا بنية ..


عاينتله : مغرور .. شايف روحه حلو

اي هو كلشش حلو

بس طبعة مُر حنضل !


درت وجهي و بصمت فتحت باب شقتي و دعيته للدخول


وكفت مجتفه ايديه ، و بأمتعاض حجيت : تفضل جهاد

كول الي عندك و خلصني !


فات و عيونه ابحرت بشقتي و أعرب عن اعجابه بتفاصيلها


-طول عمرج نازكة .. حتى من انتِ بالغربة !


عاينت كاتمة فـرحتي بـ اطراءه 


سألته : شلون اندليتني ..


كعد مستريح على القنفة .. و شرع بأيديه منا ومنا

حط رجل على رجل و بثقة حجه : مو عيب !

تسألين هالسؤال !


عدل گعدته و ثبت نظره عليه و همس : ولج انتِ لو طيرين لغير كوكب 

اطير وراج اني شگلتلج سابقاً ..


جريت كرسي كعدت گدامه و كررت سؤالي بدافع الفضول : هسه غير تفضني

و تحجيلي شلون لگيتني !؟


صاح بمكر : مو فضيناج و زعلتي و نطاني غمزة


لحظات يله استوعب عقلي انه يحجي بأمور فاسده !


صحت و ايدي على حلكي : لگ مو عيب شهالحجي !


خزرني و همس : هاي عليمن ولك !

و ليش عيب مرتي و امازحها !!


-اهووو اني مو مرتك !


-غصباً عن مها مرتي و يلا كومي سويلي جاي 

حتى احجيلج شلون لكيتج ..


اعاين اله بعيون غاضبه

و بداخلي مكيفه على اللعبة هذهِ


كمت خدرت شاي و استرق النظر اله

والكاه يلتهم بيه بشوك مثل الي ممصدك


احس دا انتقم لكبريائي خلي يصبرلي 


حطيت شايه كدامه ..

و جتفت ايدي و بحاجب مرفوع منتظرة تفسير ..


اي .. كمل ؟!

اسمعك ..


صفن عليه و نوب ضحك !


كال ادري. انتِ بتركيا من زمان

بس وين ما اعرف ..


و مخليت احد من معارفج و صديقاتج القديمات مسألته

حتى مكتب جار الله و بصراحة هاي صاحبتج الخوثه

من اول يوم حسيتها تجذب و تعرف شي 


بتساؤل كلت : سؤدد ؟'


جهاد : اي هي !


الى ان وصلني خبر بأنج عارضه بيت ابوج للبيع

و هنا ادركت انتِ فعلا بايعه و عازمة على الرحيل 


سارة : بس اني وصيتها ما تحجي 


جهاد : هي محجت ، بس توقعت منج هالحركة فخليت ناس تراقب وضع املاكج

ووصلني الخبر ..


وشكد شلت عليج بلحظتها شلون طاوعج گلبج تبيعين بيتج 


بحزن همست : شأسوي جنت محتاجة مبلغ ادبر اموري 

اروح لخوالي و استقر بـ اوربا !


قهقه بضحكة ساخرة و صفك بأيديه : لج بابا اشوكت تفهمين خالج اكبر مصلحجي

و ابوج منعج من شوفتهم لسبب !

لج ذوله تبروا من امج و هي على فراش الموت ما صحى ضميرهم


ليش ورا ما ماتت رجعوا

و ليش خالج بس ذبلج لكط مال سفر و بعد ما راوانه وجهه 


اصحي سارة .. و ثقي بقرارات ابوج المرحوم هو يعرفهم اكثر منج !


اعاين اله يحجي و عقلي يحلل و يأيد كلامه !


قاطعته : كمل !


جهاد : اي ما عجبج الحجي مو !


سارة : جهاد لا تلاهدني ..


باوعلي كاتم ضحكته و اردف : بس والله نجرة شكد حاولت اجيج بلايه خسائر 

ما كدرت .. هل خمطتي مني كومة دولارات 


يحجي و عينه على جنطتي ..


بعبوس جاوبته : انت شتقصد ؟

شنو كومة دولارات ...


كام و اقترب مني و طوقني ما بين ذراعيه الي استندت على الكرسي منا و منا


نزل راسه قريب من أُذني و همس بصوت ذوبني : بيتج ما انباع كذب

واني اتفقت ويا سؤدد دكلج نباع بهالمبلغ

جنت دا احاول اكسب وقت حتى الگاج

و الفلوس هذهِ اضطريت احولج مني بس حتى الكفج 


كله بترتيب مني ..


شلت راسي مصدومه فلي عشته و لا بـ الافلام

و هالرجال الواكف فوك راسي طلع بليه شكبرها


و بلحظة تذكرت الاغنية ..


و خليت عيني بعينه و انفاسنا اختلطت

فلا وجود لسنتمتر واحد بين وجهينا 


كتله : الرنة مال التلفون ... 

اقصد اغنية رياض ...


بعدني ممكملة .. غناها بصوت اجش 

صوته الي يشبه ضمة حبيب بعد سنين عجاف من الفراق


:


كم مره تبعد واغفرلك متكلي

اليغفر كم مره كم مره

كم مره تبعد واغفرلك متكلي


اليغفر كم مره كم مره ....

الفصل الثاني والثلاثون من هنا

        


تعليقات



×