رواية ظلمات امرأة منسية الفصل الثلاثون بقلم هالة ال هاشم
#رَحيل
ذات يوم سقطت في غياهبِ الظلمِ
كل من ناولته يدي اخذ منها قضمة !
و تركني اتلوى من الألم ..
أنا هنا ، في دهاليز ظلمتك
هنا .. لتدرك اني مازلتُ حية !
لم يقتلني خذلانك لي
بل قَطع قلبي لأوصال عدة
كل جزءٍ منه نما على شكل امرأة
كل واحدٍة فيهم تكرهك !
أنا الوحيدة التي تُحبك .
فأنا منك و أنت مني
تعال و أَخبرني..
كيف أنجو منك و من براثن انتقامهن منك ؟
لـأنا .. هاله
تركني ..
جُثة .. و لا بيه احرك اي عضلة من جسمي
فَكل مابي استبيح قسراً
و قلبي تشظى لألف وصلة
ما تلمه الا مُعجزة !
وكف و انطاني ظهره ..
همس بصوت متحشرج ...
انتِ طالق !
تگسر الهوا بصدري و لا بيه أنطق بـحرف !
و لا بيه ألملم شُتات روحي الي تبعثرت !
جَريت ثوبي و بـ شهكات قطعت قلبي
لبست ..
و بسري أهونها على نفسي و أكول سهلة ..
اخذ الي اخذه مني
بس خلي اطلع منا ..
و اراويه شلون يكون الوجع الحقيقي
تفاديت النظر اله ..
لبس و تركني و طلع ..
فـ شُكراً له تركلي المكان بـ كبره حتى أبچيني
و أرثي كل أماني الضاع عنده !
ظنيته مُختلف .. مُتفهم .. حريص على نفسيتي الي تحطمت بسببهم !
مُتناسية تماماً بـأنه رجل .. ذكر تَحكمهُ غريزته
فلا شيءٍ عنده اغلى منها ..
فـ منو هي سارة في حياته ؟!
الصبية الحلوة الي رغب بيها أكثر من كل شيء
و ها هو اخذ كل رغباته منها و أكتفى ..
حتى انهُ لم يعد يحتاجني !
اكاد اجزم بأنه اكتفى مني من بعد هذهِ الليلة ..
و أرجع اتذكر حجايته ..
-انتِ طالق !
و أعرف الطلاق ما يوكع ، بس
شلون طاوعه گلبه ينطقها بهالسهولة
و بعد كل ما جرى بيني و بينه !
عاملني بـ منتهى الرُخص
و اني حكون أكرم منه و ما اعامله بشي اصلاً
ما اريده بحياتي بعد
و لا اريد عيونه ..
و لا لمسته الي تحولت نار على جسمي ..
فرط بيه و خل يگون كدها
كمت بيه ما بيه ..
و لميت شكو شي يخصني هنا
فـ حرصت ما يلمحلي أثر
و لو كان خرقة ملابس !
و قبل لا اطلع عاينت لوجهي بالمراية
كان اكو كدمة صغيرة على خدي الايسر
هنا ضربني بدون ما يحس لان قاومته ..
حفظت وجهي جيداً ..
و الكسرة الي بعيوني ..
ما اريد احن بعدين ..
و لا احن !
نزلتِ لكيته ماكو ..
و شمس الصباح بدت تشرق ..
على روحي الغركانه ببحر الظلمات ..
صُفنت وين اروح ..
لِعمتي راح تصف بـجانبة و تذكرني بحقوقه الزوجيه
و ان المرأة لازم تدوس على حالها حتى لو تمثل بس ما تنفر رجلها ..
زهراء ، عدها جهاد اولاً ثم البقية ..
لـ بيتي .. لا فمو صعب عنده يهاجمني متى ما اراد .
رفعت وجهي للسماء ...
يا الهي المن اروح و الجبهة شكبرها ضدي !
و هنا جنت لازم اخذ قرار جريء
يغير مجرى حياتي و لو على حساب هواي شغلات
و اعرف المفروض ما اسوي هيج شي
لكن حسويه ...
و لگيت جزء من سارة القديمة يُناديني من الاعماق
و يِطالبني بـ انقاذ نفسي !
اي نعم فأنا سارة
كم من امرأة ساعدتها و نقذتها من براثن الظُلم
وكم مرةٍ وقفت امام اعلى سُلطة بـ البلد
و اطالب بحقوق ناس أمنت روحها عندي
شبيه و حقي ضايع و اني المضيعته ..
خلص ..
لابو الحب لابو الي يريده ..
و شفادني و اني كل يوم اوكع بغياهبه
و لا مدلي ايده عزيز قومٍ و لا نقذتني قافلته..
و محسيت الا بوجهي لاحد اماكن الصيرفة ..
اخرجت بطاقتي الائتمانية و الي بيها كم فلس
و سحبت كل المبلغ الي بيها و اعرف المبلغ مو كبير
لكنه يسويلي حاجه ..
و بالشافعات لگيت صايغ مفتح !
حطيت ذهبي گله كدامه ..
بـ استثناء قلادة صغيرة على شكل رجل الثلج
احتفظت بيها لان ذكرى من ماما ..
الصايغ تعجب و تحسر على وضعي المُربك
كالي : الذهب جديد و ما ملبوس ليش عمو تبيعينه ؟
-محتاجه عمو ، و اساساً هالمعدن ما يوالمني
و يسويلي تحسس ..
قوس شفايفه ممقتنع لكن بالنهاية تم البيع ..
و سألني لو رغبت بأن يكسره گدامي
خاف نفسي بي !
ابتسمت بمرارة و شرحتله مالي نفس بكل شي !
بيعه و استفاد منه دامه جديد ..
صار عندي مبلغ جيد ..
و الوقت بدأ يُداهمني و متوقعة بـأي لحظة يربكوني بـ اتصالاتهم ..
طلعت جوالي و بِسرعة اتصلت بسؤدد صديقتي بمكتب جار الله ..
فتحت خط و بدت المكالمة باللوم و العتاب ..
لكني ما املك دقيقة زايدة للمعاتب ..
صحت بيها : سؤدد اسكتي و سمعيني زين ..
هي فشلت و بهتت ..
سارة : آسفة بس ما عندي وقت ..
راح اسويلج وكالة عامة مُطلقة الج حق تبيعين
كل ما املك و تحوليلي فلوسهن ..
بقت صامتة للحظة تحاول تستوعب هذا القرار المفاجئ ..
-سؤدد انتِ ويايه ..
-وياج گلبي بس شكو شصاير وياج !
-اني حجيج و افهمج كلشي بس ماريد تعطليني وقتي اساساً بدأ ينفذ هنا ..
درت ستيرن السيارة و انطلقت بأقصى سرعة الها
بس قبلها گصيت تكت رحلة ذهاب فقط ..
::
بعد مرور ساعات ..
كاعدة بصالة الانتظار بـ انتظار وصول طائرتنا
والقلق ماخذني و نسيت حتى ارتشف رشفة ماء
اعاين لملابسي و وضعي مبهذلة و شكلي مُثير للريبة
و هذا ما لمحته بوجه كلمن تصد عينه بـ وجهي ..
رحت اخذت زجاجة ماء و ارتشفتها دُفعة واحدة
و قلبي يتراجف جوه صدري و اتلفت مرعوبة ..
لحد ما اجاني اتصال من جهاد ..
ما رديت فبدأ يرسل كومة من الرسائل
انتِ وين ؟
جاوبي طركاعة !!
رحت لعمتي و لبيتكم انتِ ماكو ؟!
-سارة ارجعي خل نتفاهم
حجيتها بعصبية
انتِ روحي شلون اعوفج !
حَسيت بـ الخطر و ما لكيتني غير احضره
و اندعي لربي بأن يتمم رحيلي على خير
لحظات و اجاني اتصال من عمتي
و بالغلط فتحته !
صاحت بفزع : يمه سارة انتِ وين !
جااوبتها بتلعثم : هلو عمة !
صاحت بنحيب : سوده بوجه عمة !
لج حجالي جهاد و صخمت وجهة على هاي العملة
حَسيت بـ الحرج الشديد منها
و لگيتني انفجر بـ نوبة بكاء
فسّرت كل كسرتي ..
-يمه سوده عليه لا تبجين
بس گوليلي انتِ وين و روح المرحوم
اجي اخذج يمي و جهاد ما يلمح ظفرج
الا اسويله درس مصاير ابن نوال الي ماتت و ما خلصنه من بلاها ..
-عمة اسمعيني ..
الله يخليج لا تبجين اني بخير
لاتخافين عليه ..
-انتِ وين يابعد عمتج ؟
اجاني احساس جهاد يمها ..
ارتبكت و حجيت بسرعة : عمة اني عند وحدة من صديقاتي ارتاح و اجيكم ..
اسمعها دكول : ولج منو هاي صديقتج
يوم ترا الطلاق ما واقع ...
سديته منها و كظمت نار قلبي
و حضرتها .. و بالمرة قفلت الجهاز
نادو على ركاب الرحلة الفلانية التوجه الى ...
و اني هنا حسيت كأن فتحولي باب الجنة
ودعت هذا البلد و ناسه و عزمت هالمرة بدون عودة ..
بدت تحلق الطائرة و احلق معاها بذكرياتي وياه
و شيء من الندم داهم قلبي و صرت الوم نفسي
لو آني وصلته لهذا الحال ..
لو اني جافيته من دون اسباب
لو بس مصارحته بمشاكلي ..
لو متفهمته اكثر ... جان ما وصلنه لهذا الحال ..
و ارجع و اصارع افكاري و اكول
لا اني ضحية و هو حملني أكثر من طاقتي
و لگيت روحي وسط بكاء و دموع حارقة
مُتناسية تماماً بأنني بوسط الزُحام
و ان المكان مو بس اني بي ..
حَسيت ايد نمدت الي بيها محرمة بيضاء
عاينت قبل لا اتناوشها ..
امرأة متوسطة العُمر نور الرحمن متجسد بوجهها
بـ ابتسامة عطوفه كالتلي : هونيها و تهون ...
ابتسمت الها بوسط دموعي و اخذته منها
جففت وجهي و تشكرت منها بـخفوت ..
همست هي بصوت رخيم : انتِ يتيمة مو ؟
قطبت حواجبي مُستغربة : شلون عرفتي ..
-اليتم خالة ينقش على الوجوه
ولو عندج وطن ما جان بجيتي هالدموع هنا
وانتِ رايحة بنية و مبين للمجهول ..
اعاين الها بضياع و كأنها تقرأ افكاري
و تشوف گلبي بوضوح ..
كالت انطيني ايدج
مديت ايدي المُرتجفة ...
عاينت الي و كالت : يااااه شكد شفتي بحياتج
ظلم و قسوة و ضياع
كل شي جان امتحان يُمه و انتِ اجتازيتي الامتحان
الطرق المسدودة حتنفتح ..
و امنية مستحيلة ماتت جوه صدرج رح ترجع بيها الحياة .
اشوف غزلان ثنين يفترون داير مدايرج !
بس ..
-بس شنو خالة ؟
-الي شاردة منه رح يلگاج
مدري انتِ تلگيه
ماكو واحد ينهزم من قدره المكتوب يمه ..
جريت ايدي بـ فزة !
هي جفلت من حركتي ..
همست : آسفه خالة مو قصدي
بس خفت !
طبطبت على ذراعي و كالت : لا تخافين الما اله أب اله رب ..
ليش ما تاخذيلج غفوة عيونج ذبلانات ..
هزيت رأسي بموافقة و حسيت فعلاً ارتاحيت بعد الحديث وياها ..
نمت ما اد ي شگد بس حسيت بأيدها تكعدني
كالتلي وصلنه يمه الحمدلله ع السلامة
همست و النعاس ماخذني : الله يسلمج خاله .
عاينت .. الركاب مخبوصين بعدهم يجرون بجنطهم
التفتت الها لكيتها صافنه بـ وجهي
كالت : عندج مكان تروحيله ..
كلتلها : أرض الله واسعه .. خاله
عندي خوالي عايشين بالخارج بس يجون هنا كل فترة
راح اراسلهم بلكي يدبرولي مكان ..
-الله كريم يمه هاج هذا موبايلي سجلي رقمي
خاف تعتازين شي ؟
همست بأسف : ماعندي رقم تُركي
صاحت هي لولد شاب وياها ..
تعال حمودي .. سجل للبنية رقمي ..
اخذ الولد جوالي و دون رقم المرأة بي
وكتب عنه أم محمد ..
همست : تشرفت بيج خالة ..
آني اسمي سارة ..
الي الشرف بنيتي و ان شاء الله الجاي كله مسّرة
بس لازم تخابريني
مودعة بـ الله حبيبه
غادرت قبلي و ابنها كامش ايديها
و أَحس براحه فضيعة و كأنها نسمة هواء باردة مرّت من يمي ..
في مكانٍ آخر ..
-ولك عمة حاجيني لا تضل هيج كاعد و تحرك جگاير
البنية وين راحت !!
جهاد - ما ادري .. ما ادري فص ملح و ذاب
راح اتخبل .. مخليت مكان اعرفه ما رحت دورت بي
و لباجر اذا ما بينت ابلغ الشرطة و اطلع للمستشفيات !
-يمه اسم الله على اسمها
هي گالت حتضل يم صديقة عدها !
زهراء - يوم يا صديقة هاي
هي بس رند و مقاطعتها من زمان
و ام كريم ما شافتها من ايام
جهاد - اني راح اموت ناقص عمر بسببها
هي ناويه تجلطني !
ام هُشام : صوجك انت ، جبتها غصب ابيتكم
و امك سودنتها بالسحوره مالتها
جم مرة كالتلك طلعني ما مرتاحه
هاي نتيجة الضغط ، انفجرت البنية و انهزمت منك ..
جهاد : و اني ليش محد يفكر بيه
ليش اني مرتاح ..
مو اني تدمرّت ازيد منها
من يوم الي اخذها ذاك الملعون لليوم ما تهنيت يوم واحد بيها ..
لخاطر الكعبة يزي عاد ...
الكل تلوم بيه وين انهزم للكبور !!!
———-
كملت اجراءات الدخول و دخلت بـحيرة أكبر
لازم اشوفلي فندق !
بين ما اتصل بخالي و ادبر اموري ..
اخذت سيم كارت تركي و ضميت هذاك خطي
جان اكو خدمة سواق تابعة للمطار
استأجرت واحد منهم و من لُغتي المكسرة گدرت افهمة
انو رايدة فندق محترم و نظيف لبين ما ادبر اموري
و السايق اخذني لواحد من الفنادق الزينة و الي يكون اغلب نُزلائها عوائل ..
تشكرت منه و انطيته حقه و نزلت للفندق حجزت كم ليلة ..
..
جان الوقت غروب ..
ارتميت بحضن الفراش
جان دافي و الاجواء تساعد على النوم
ضليت اتگلب مكدرت .. فتت غسلت
وصليت و سبحان الله غُفيت ..
نمت مدري شگد و كعدت عصافير بطني تزقزق
عاينت بالمنيو مال مطعم شفت اسعار الاكل مبالغ بيها
اضطريت ابدل .. و اطلع اكل لكمة
و اني اتجول بالشوارع تذكرت زواجنا هنا
و الايام الي خلصناها سوا
تذكرت دراستي الي ما كملت
و مرضي و تركه الي بعز احتياجي ..
و ابتسمت رُب ضارة نافعة
الشهرين الي عافني بيهم تعلمت اعتمد على نفسي
و اطلع و اطب و استعمل المترو و الترام
و احفظ كم كلمة اكدر اتعامل بيهم ..
منو جان يدري اني راح احتاج الي تعلمته
و عانيته لوحدي بهيج يوم ..
تذكرت و خطرت على بالي غُفران
هي مقيمة هنا صارلها فترة و أكيد تعرف
بأيجارات الشقق و الاماكن الزينة ..
طلعت رقمها من جوالي و اتصلت بيها
و بعد عدة محاولات يله جاوبتني
و ارحبت بيه بأشتياق و سألتني هواية عن صحتي
اتفقت نتشاوف و احجيلها عن الي صار
و بالفعل التقيت بيها بمكان كلش احبه
امينونو ..
كعدنا ناكل سندويتشات و نتداول
احاديث و اخبار عن بعض و حجيتلها
اني انفصلت و اضطريت اجي لهنا
بين ما اتواصل ويه خوالي و ادبر امور الهجرة ..
خبر انفصالي احزنها و بينت ملامح الشفقة عليها
وكل ظنها جهاد تركني لان احتمال بعد ما اخلف
و نزلت عليه مسبة وغلط و اني كاتمة الضحكة
ما حجيتلها الاسباب الحقيقية
ولا حجيتلها امه شسوت بيه
فأحس هذا حديث عقيم و ماله بعد اي فايدة ..
فلا الكلام يرجع الراح
و لا الندامة تداوي الجروح ..
اتفقنا ثاني يوم هم نلتقي و نروح لنفس الحي
الي كاعده بي هي و مدحت بي هواية
و كالت انو بي هواي ناس عرب و عراقين
اهل حموله ..
تنفست الصُعداء مثل ما يكولون و تأملّت خير بـ ايامي الجاية
تمشيت هواي و فكرت هواي بحياتي
و أكتشفت مو بس جهاد و اهله غلطانين
لا اني هم ما تعلّمت الدرس من اول مرة
بعد وفاة والدي كلش انكسرت مثل الي طاح بحفرة و ما عرف يطلع منها
و كوني طفلة تربيت ع الدلال و كلشي جاهز
و شَبيت على نفس الشي ما تعلمت عبرة هذه الدنيا
و لا عرفت شنو يعني انسان يعتمد على نفسه بأسوأ
الظروف ..
جنت معولّة على بابا و من راح ذَبيت كل حملي
و احلامي على عاتق جهاد ..
ما فگرت بيوم ممكن الگلوب تتغير
و المشاعر ما تضل هي هي ..
رجعت للفندق ، و حطيت راسي على المخدة
و مدري ليش من يصير فراك
يبدي الحنين للي نحبهم يجيبلنا بس الذكرى الحلوة
و شگد حاولت استحضر ذكرياتي المؤلمة وياه
لكيتني اغوص بعمق حبه أكثر
و أحن و اشتاق لعيونه ..
و قاومت و صارعت بكل ماعندي ضده
و ادنته و حكمت عليه بالاقصاء من حياتي
لكن قضبان قلبي الي محاوطته شلون ..
و خطرت على بالي عمتي ..
يا ترى شدتفكر هسه و شتتخيل عني
يارب اتمنى اطمنها عليه حتى يقطعون الامل مني
و يعتبروني صفحة و انطوت من حياتهم للابد ..
و مرت الليلة .. بدمعة تواسي دمعة
و طل عليه صبح جديد
بـ احلام و آمال جديدة
رِحت ويا غُفران و الله يسلمها ما قصرت
دورت وياي و تعاملت ويا اصحاب العقار
حدما طاحت وصلة من لسانها
ماشاء الله عليها تحجي تُركي بطلاقة
و تعامل بمنتهى الشجاعة ..
لهناك و حصلنه شقة صغيرة و نظيفة
و ملمومه تشبهني نوعا ما
بحيث حتى لو غفران ما اتفقت عليها
كنت راح اخذها بالمبلغ الي يريدة
ولكن الله كتبها من قسمتي بعد ما ثنينا تراضينا ع الايجار ..
هم نظام شقق مفروشه ، يعني اجيب غراضي و اكعد
و البنية معافتني رغم التزاماتها و هي متزوجة
و عدها طفلة ..
راحت وياي للفندق و سجلنا خروج
و جبت جنطة هدومي الصغيرة و حطيت بشقتي
وصَتني انتبه على نفسي هواية
و دَلتني على كم شغلة تخص الاسواق المدعومة
وباقي الامور كمواصلات و نقل اعرفها ..
وَدعتني و واعدتني اللقاء القريب
و اني هم ما ردت اثقل عليها
بالرغم من حاجتي المُلحة لبقائها
ع الاقل وجودها يشغلني عن التفكير بلي عافوني و عفتهم ..
بعد ما كعدت و استقريت ..
فكرت اتصل بخوالي و اشوف شنو يقترحون عليه
بس قبلها سويت اتصال لسؤدد داشوف شسوت
على الي وصيتها عليه ..
اتصلت بيها و تفاهمنا راح تعرض بيت ابويه
و عمارة بأحدى المناطق للبيع
بس نبهتها بدون شوشرة و اذا احد سألها عني
لاشفتها و لا شفتني ...
اتصلت بخالي جمال و اجاني صوته بكمية
من اللوم و العتاب ..
عن غيابي و انقطاعي من بعد اخر مكالمة بيناتنا
و سألته عن امكانية يسويلي دعوة يمهم
وكال كلشي يرهم بالفلوس ..
بس مو شوية فلوس لازم مبلغ چبير
وحالياً ما املكه ..
بس ينتظرني اصفي املاكي ..
و واعدني يجي يزورني بأقرب فرصة
و هم نبهته ما يبلغ جهاد اني خابرته
وهم وافقني الرأي و كيف على موضوع انفصالي
مبرر انه من البداية مجان راضي على هيج زواج و ارتباط
و مَرت الايام ..
حياتي عبارة عن اكل و نوم ..
ماكو شي يسويلي واهس
شكد طلعت و مشيت و شكد تجيني غفران
اتونس شوي و من تعوفني يصيبني الاحباط و الملل
حتى الجيران يمي حبابين و شكد رادو يوطدون العلاقة وياي
بس اني شخص مو اجتماعي و صعب اتأقلم وياهم
وبيوم صافنه و جايتني حالة من الكآبة
خطرت على بالي ام محمد و گلت اتصل بيها
و اشوف احوالها ..
اتصلت بيها و رأساً جاوبت
فرحت و هلّت و ارحبت بيه
و كالت انه هي توقعت الاتصال هذا مني ..
و انها شافت حلم حلو بيه ..
طلبت نلتقي ضروري
و دزتلي موقعها ..
اخذت تكسي هالمرة و رحت ..
انطلق دون إعلانات
جنت محتاجة احد ايً كان اسولف وياه
محتصرة و مهمومة و مشتاقه و لا اريد اضعف و أحنلهم ..
وصلت للبيت و طلعلي ابنها ارشدني للشقة المقصودة
دخلت و عبالك عدها عرس من شافتني
اخذتني لحضنها و أعربت عن اشتياقها
مما اثارت دهشتي فكل الي حصل بيني و بينها
حديث عابر ...
جانت اكو بنية شابة تفتر بالبيت
كالت هذه زوجة ابني رهام !
استغربت فأبنها مو كلش كبير
و هي شرحتلي انه ابوه شهيد
و بس هو عدها و تريد تشوف احفاده على وكت ...
المرة مُقيمة هنا من زمان و وضعها المادي جيد
تروح بين فترة و فترة للعراق تزور اهلها
و اهل زوجها ..
اما السبب الي خلاها تطلب شوفتي
و تفكر بيه ..
كالت انها من اول يوم شافتني حسّت لقائنا مقصود
و انه اجاها صوت داخلي بشأني
كالت هي علوية ..
و تشوف رؤى و يجيها مثل الشعور مسبقاً عن الناس الي تصادفهم
ولما صادفتني حست انو بيه شيء موزين
و انو هي مُلزمة تعالجني ..
هي شافتنه غير مؤمنة كُلياً بموضوع السحر
و هذهِ الامور ..
بس حجتلي اني مثل ما أؤمن بالقانون
لازم أؤمن اكثر بدستورنا القرآن
و العين و السحر مذكورين و ما اكدر انكر حقيقة تأثيرهم ع البشر
تساءلت ..
-شلون حتعالجيني ؟
و أكثر من سيد و شيخ مؤمن كالوا الي مسويته نوال
يعجزون عن فكه و ما يفكه الا الموت !!
قلّصت عيونها عليه و كالت ..
بسم الله الرحمن الرحيم
"وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا"
همست اني : صدق الله العظيم
و آني مؤمنة و متيقنه محد يگدر يأذيني الا بأمر الله ..
كالت : هو اني ليش أصريت اشوفج
لان لمست الايمان المُطلق بداخلج
و حسيت انتِ شكد نظيفة ..
خليني اقرالج .. عسا و لعل ترتاحين يمه
أومأت برأسي موافقه ..
انطتني ماء اشربة بطاسة بيها ايات قرآنية يسمونها طاسة الخلاص
وبعدها اشعلت شمعة و بدت تقرأ على رأسي ايات قرآنية
اصابني الموقف بالخشوع و رحت ابكي من اعمق نقطة بروحي
و كأنني الفض كل موقف سيء و كل ذكرى مؤلمة عشتها ..
لحد ما خلصت يمكن ذرفت سطل دموع ..
مسحت وجهي بشويه مي ..
و كالت هسه ترتاحين ..
نضل نسوي هذه الجلسات لحدما أكولج كافي ..
مديت ايدي و اخذتها بحضني و تشكرت منها هواي
عاينت الي بعيون أُم ...
كالت :ترا الي دتهربين منه يلكاج
مدري انتِ تلگينه ..
استغربت : نفس الجملة كالتها الي بالطيارة
تنهدت بحسرة ..
معقولة على جهاد ...
صاحت هي : اشوف مرة كبيرة بالسن
مريضة و على فراش الموت ..
انخطف گلبي من حجت ..
خاله بس لا تقصدين على عمتي
يومي قبل يومها ...
اردفت هي : و الله ما ادري ..
بس داشوف هيج ...
توادعنا على امل يتجدد اللقاء
و برغم الراحة الي حَسيتها الا انه جملتها الاخيرة أثارت قلقي
و وَبخت نفسي .. اني شگد جاحدة
مافكرت اتصل بيها و اطمنها عليه
طلعت سيم كارت القديم و خليته بالجوال
اتصلت بيها ..
جاني صوتها بـلهفة و دموع و عتب : يمه سارة !
-عمة حبيبتي شلونج !
-شلوني ، اريد اموت ليش هيج سويتي بينا
-عمة كتلج اني بخير بس ما اكدر اتواصل وياكم بعد
و السبب تعرفينه !
-انتِ وين ، حاجيني يمه و الله ما اكول لجهاد
-ما اكدر اكلج عمة بس اتأكدي اني بخير والله
و بأحسن حال و مشتاقه الج هواي و لزهراء و هشام
بـ اقرب فرصة احاجيكم فيديو بس هسه لازم اروح ..
-جهاد يريد يموت يمه
تخبل عليج مخله مكان ما دور بي
آخر شي شك يمكن مسافرة
بس گلت سارة متسويها
رجف قلبي من حجت هيج ..
صاحت هي : وين رحتي ، ليش سكتي
لا تكونين فعلا مسافرة !
ولج يمه اذكري الله انتِ بعهدة رجال
و طلاقج ما جايز
انت محامية و تعرفين
ولج گلبج شسواه حجر !
يحبج و يموت عليج
انحسرت الحروف ببلعومي و مكدرت اخفي عبرتي
اضطريت انهي المكالمة وياها ..
و اختم ليلتي بدموع و شوك و حسرة
يحبني و أذاني
يحبني و فضل الكل عليه
و اولهم رغبته ..
ما اريد اضعف
ولا احن اله
—-
و مرت الايام .. و اسابيع و شهر ..
و خالي ما اتصل بيه و لا سؤدد سوتلي حل
و الفلوس الي عندي قربت تخلص ..
اتصلت بسؤدد و اليأس مخيم على حياتي
و عاتبتها لان لحد الان متصرفت ..
و تحججت بالسعر الي اريده
و ان عروض الشراء بسعر اقل بهواية من المعروض
و من محامية لمحامية عرفت بيها تريد تستغلني و ما استغربت
واعرف تريد تلعب لعبتها و تعضني بما انه اني بموقف ما يسمحلي ادقق وراها
بس مجبورة اسايرها ..
خالي مارح يسويلي حل اذا ما يشوف فلوسي جاهزة
اضطريت اخليها تبيع البيت بالمبلغ المعروض
مو سعره و لا ثمنه ..
بس مُجبرة آخر شيء اتوقعة ابيع البيت الي تربيت بي
و الذكرى الوحيدة البيها ريحة هلي ..
بعد منطيتها الموافقه ...
بجيت بجي مصاير ..
و اني استحضر كل ذكرى الي بهذا البيت
بعد وين المح غراض امي
لو كتب ابويه
لو ذكريات الطفولة الي تجمعني بيهم ..
بس مجبورة اسايرها ..
خالي مارح يسويلي حل اذا ما يشوف فلوسي جاهزة
اضطريت اخليها تبيع البيت بالمبلغ المعروض
مو سعره و لا ثمنه ..
بس مُجبرة آخر شيء اتوقعة ابيع البيت الي تربيت بي
و الذكرى الوحيدة البيها ريحة هلي ..
بعد يومين ردتلي خبر بأن تمت البيعة
و ما اوصف شعور الغصة الي حسيت بيها
بوقتها ..
هنا احتارينا شلون نحول هيج مبلغ
فأتفقنا تحوله على شكل دُفعات الي
وهم اشوف خالي شكد يحتاج ..
و بدل ما ارتاح و اتنفس وجدتني أكتئب و اضمحل حُزناً
حتى صحتي تدهورت .. و رجعلي انسداد الشهية
وهنا خفت لايكون نفس المرض رجعلي ..
و بيوم جنت كاعدة يم ام محمد الي كثرت روحاتي يمها
بالاونة الاخيرة والسبب كلش ارتاح من تقرالي
وصارت عرابتي الروحية و المرشدة و الام
حَسيت بدوخة سلبت مني حتى الانفاس
بديت اشهك و اختنك ..
هي ارتبكت و معرفت شنو تسوي ..
جابتلي مي اشرب عود ارتشفت منه القليل
ولكيتني اتقيأ كل ما اكلته ..
آخر شي محسيت على روحي الا وآني بـ عيادة مدري مستشفى
ريحة الديتول خلّتني ارغب بالتقيؤ مجدداً
سافرت بعيوني بالغرفة .. لكيتها كاعدة و تعاين الي
و تعلو ملامحها الراحه ...
همست بتعب : شنو .. شصارلي ..
اجت اقتربت مني لزمت چف ايدي
وباست راسي ...
همست : مبروك حبيبة
راح تصيرين أُم ........