طريقتك في الحب أفقدتني عقلي، وأنا لم أكن في حياتي عاقلاً إلا حينما أحببتك... ما رأيكِ في أن نستبدل الأشياء، أنا أعطيك قلبى وأنتَ تمنحيني عقلك بدلاً عنه؟!
ومن قال لك بأنني ما زلتُ أحتفظ بعقلي!! منذ أحببتك ذات لقاء وأنا أهيم بك كالمجانين... ولكن دعني أخبرك شيئاً!! ما رأيك أن أمنحك روحي بلا مقابل؟!
ياساااادة
تحبهم .. أولئك الذين.
تتكئ أرواحنا على ضفاف الطمأنينة معهم.
وتستريح أفئدتنا من أعباء الحياة بصحبتهم .
وتتجدد .. سعادة نفوسنا بلقائهم
فهناك دوماً حب قصته لا تحكى ولا تكتب
هو حكاية قدر جميله
تصادفك مرة واحدة في حياتك ولن تستطيع تكرارها ...
وتبقى أجمل حكاية إن استمرت
او حتى إن انتهت
تبقى ساكنة فى أعماق روحك كعطر ورد ...
ان غفوت ايقظتك
وإن اخمدت مشاعرك ستنعشك ذكرياته
ذلك هو الحب الصادق الذي لا يلوثه شئ
ثم ماذا :
وانني لا نخدع في التسعة والثلاثين من أشباهها ....
حتى أصل لها وأكتشف أن لا أحد يشبهها
لأنها استثناء..
فوالله انى ارفض ان نتبادل الرهائن
فلا اريدها ان تأخذ ملامحها التي أدسها بين النصوص ولا أن ترد إلى قلبي ونبضى ..
فما ذنبى إن كانت النفس أمارة بالشوق إليها
بغرفة غزل قبل قليل .. مكثت مكانها تكبح غلالة دموعها التي انفجرت كالبرك.. أرجعت برأسها على الأريكة، لا تعلم أتسعد أم تحزن لما صار .. ابتسامة من وسط أحزانها، تردد مع نفسها
جاسر عايش يا قلبى ابنى عايش، یعنی هقدر ألمسه واحضنه تأتى .. ضحكة مرة مع شهقة مرة وهي تهز رأسها
المهم ابنى عايش حبيبي .... استمعت الى طرقات خفيفة على باب الغرفة، استدارت برأسها وجدتها جنى فتراجعت كما كانت .. استمعت إلى همسها
ماما غزل ممكن ادخل!!
لم تكترث لحديثها وظلت كما هي .. دلفت جنى إلى أن لست بجوارها تطالعها بصمت فهتفت غزل بتقطع :
من إمتى وانتوا بتدبحو فيا ياجنى من امتى وابنى وأبوه بیستغفلونی
ماما غزل الموضوع مش زى ما حضرتك متخيلة .. اعتدلت ترمقها وصاحت بغضب
انا بسأل سؤال تردى عليا وبس متلفيش وتدوری ابنی رجع امتى وانتو عارفين وبتلعبوا بمشاعرى ومين غيرك إنت وجواد
ماما غزل ممكن تسمعينى حضرتك مش مدیانی فرصة اتكلم
عرفتی جاسر عایش امتى وجواد كان يعرف ولا لا ... وصل كنان يمسك بيديه بعض الحلويات
مامي خادي فتحي.. مامي.. مامي
طالعته غزل للحظات وتذكرت هرولته على والده فهتفت بقوة
:
جنى هتقولى ولا تطلعي برة
ما حضرتك لازم تسمعيني الاول .. أشارت غزل على الباب بغضب
اطلعى برة مبقتش عايزة اتكلم معاكى
ماما غزل
فولت اطلعی برة!!
نهضت تنظر اليها لبعض اللحظات بصمت ثم أشارت إلى کنان
تميز مامي.. جاذبية الشعر الغنائي
سيبى الولد ما انت على طول سيباه ليه دلوقتى عايزة تهتمى بيه ، ولا علشان جوزك رجع .. دا ابني وانا اللي ربيته أنتِ مالكيش حق فيه
حاضر ياماما .. هو ابنك وخديه لو دا هيريح حضرتك ويخليكي متزعليش من جاسر، بس جاسر مظلوم
برة يابت مش انت اللي تطلبي اعمل ايه مع ابني وان كان فضلك عليا وقالك أنه عايش قبلى فدا علشان هو اهبل وغبى.. وحياته عندي لازم اربيه
تحرکت جنى بعدما عجزت من الحديث إليها
جذبت کنان وطبعت قبلة على وجنتيه مردفة :
حبيب نانا كينو .. رفع الصغير رأسه من فوق ألعابه قائلاً:
نعم نانا .. ملست على خصلاته واردفت بابتسامة:
كينان، هل شاهدت بوبي فين؟!
أشار بيديه الصغيرة وهتف بصوته الطفولي :
بابا جه لعب مع كنان بعيد اوووى يانانا، ومامي كمان كانت إلعب معانا ... صمت الطفل يضع أنامله الصغيرة على ذقنه ثم هتف:
وجدو جواد كمان
جزت على اسنانها تتمتم
وجدو جواد كمان .. طيب ياجواد انا تلعب بيا ظلت تدور حول نفسها بالغرفة تفرك جبينها
دول اعمل فيهم ايه .. صمتت تنظر الى كنان الذي يتناول الشيكولاتة فأردفت :
كينو حبيبي ، بتحب نانا
اومأ برأسه ونظر إليها بعيونه البريئة .. فأوقفته قائلة :
طيب اسمع يابطل نانا .. هتروح تقول لتيتا نهى نانا بتقولك هاتی هدوم کنان علشان انام في حضن نانا تمام يابطل
اومأ برأسه وتحرك إلى الخارج
هقول لمامي الأول .. أوقفته قائلة:
لا حبيبي روح وتعالى بسرعة علشان تخرج مشوار مع نانا بس سر لكنان محدش يعرف وشوف طنط عاليا فين وقولها روحي لنانا
اومأ برأسه وهو لا يعلم معنى حديثها وتحرك للخارج
توقفت تنظر إلى ذهابه وانسابت عبرة
كدا يا جواد تضحك عليا ، ابنك يكون عايش وانت بتلعب بيا
ظلت تدور فى الغرفة كالمجنونة، دلفت عاليا تفرك كفيها وتنظر إلى غضبها متسائلة:
حضرتك عايزانى ياماما اصل کنان
اقتربت تدقق النظر بعيناها ثم تسائلت
زعلانة منك قوى يا عاليا انا اعتبرتك بنتي وأنت تضحكى عاليا
فهمت عاليا عن ماذا تتحدث، ورغم كدا استدارت تهز رأسها متسائلة:
- معرفش حضرتك تقصدي ايه ياماما
تحرکت غزل إلى أن وصلت إليها وتوقفت أمامها :
ينفع تخبى عليا حمل جنی، کنتی مفکرانی هزعل ليه حرمتونى من الفرحة دى
تذكرت عاليا خروج جنى منذ فترة قليلة من غرفة غزل فظنت أنها أخبرتها بحملها فاجابتها بتقطع
حضرتك مكنش ينفع أقول لحد علشان ياسين شدد عليا وقالی دا علشان حياة جاسر ممكن تكون في خطر، هو بس كان عايز اراقب جنى لتتهور وتعمل حاجة وتعرض جاسر للخطر
رسمت غزل ابتسامة رغم نيران قلبها المشتعلة، حاولت المضى قدما لتعلم ما نويت على معرفته فتسائلت بخفوت أيوة فعلا كان لازم إنتِ تعرفي ماهو إنتِ اقرب واحدة لجنى وليكي الحق
وكويس انك عرفتي تحافظي على السر .. وبدليل حمل جنى اللي بقاله فترة ومحدش شك ..اه هي بالشهر الكام دلوقتي
ابتسمت عاليا قائلة:
في التالت أو ممكن الرابع معرفش والله يا طنط، بس اللي اعرفه انهم عرفوا بوجوده من أربع شهور تقريبا
قبضة قوية اعتصرت قلبها، لتشعر بغصة منعت تنفسها، مما جعلها تهوى على الأريكة تحاول ألا تنساب دموعها فأردفت بصوت كاد أن يسمع بسبب حالتها التي توصلت إليها مما عرفته
مين غير جنى وأنت وياسين تعرفوا
جلست بجوارها تربت على كتفها
الحمد لله أنه رجع بالسلامة أهم حاجة
استدارت تنظر إليها وتابعت سؤالها
مين غيركوا يعرف
- عامل الكفاية والمسؤوليات
عمو باسم وحضرة المستشار راكان البنداري
یعنی صهيب وعز ما يعرفوش
هزت راسها بالنفى واكملت
لا مفيش غير دول .. واللى اعرفه ان راكان البنداري هو اللى عرفهم بوجود جاسر
حماقي عادة الأمة؟!
هزت راسها قائلة:
- معرفش كل اللي اعرفه انهم اتقابلوا فى الفيوم اول مرة من أربع شهور تقريبا من خلال راكان البنداري
اومأت لها تشير إليها بالخروج .. توقفت عاليا تطالعها فتحدثت
حضرتك ليه مش فرحانة برجوع جاسر
ترقرق الدمع بعيناها، لترفعها تنظر إلى عاليا
موتوا جوايا فرحة رجوعه ، روحي شوفي بنتك...
تحركت للخارج، ولكنها توقفت عندما تسائلت غزل
هو فين ؟!
قطبت جبينها متسائلة:
مين ؟!... نزلت برأسها للأسفل تمتم اسمه بخفوت
جاسر !!.. أجابتها عاليا قائلة:
عند غنى الكل هناك
ومأت لها ثم تراجعت بجسدها للخلف مطبقة على جفنيها وهناك حرب شعواء بداخلها، حرب بين فرحة رجوعه، وحزن قلبها على ما فعله زوجها .. دقائق وهى مغمضة العينين وحياتها تمر أمامها كشريط سينمائى منذ زواجها إلى أن عاد ابنها ، تذكرت جميع معاناتها فنهضت متجهة إلى جناح ابنتها لتفتحه بعنف تنظر إلى جاسر الذي يجلس بالأرض يحاوط إخوته ثم اتجهت بنظراتها إلى جواد وألقت قنبلتها
"جواد الطالقاني"
هب واقفًا من مكانه يطالعها بصدمة ، لحظات وكأن أحدهم طعنه بخنجر بارد ليشعر ببرودة تجتاح جسده، بل تصلب بالكامل وكأن الله يزهق روحه ، تعانق عيناه الجامدة بعينها المرتجفة، فهتف بحديثه البارد الذي أخرجه من قلب ادمته دون رحمة قائلاً:
الكل يطلع برة.. نهض جاسر سريعا واتجه الى والدته
أمي، ماذا تقولين؟
جاسر .. خد اخواتك واطلع برة
الكل برة..
أمي، ماذا تقولين؟
انا قولت الكل برة .. صاح بها جواد ورغم قوتها إلا أنها خرجت بنبرة باردة اخترقت روحها قبل صدرها
خرج الجميع فاقترب منها لبعض الخطوات قائلاً:
عايزة ايه يادكتورة سمعينى قولتى ايه، أنت عارفة السن وتحكماته ياريت تعيدي اللحن الموسيقى بتاع غزل بنت 19 سنة
ارتجف جسدها .. ورغم ذلك عقدت ذريعها على صدرها وهتفت بصوت مرتفع :
إنت سمعت يا سيادة اللوا
تحرك بخطوات سلحفية وعيناه ترمقها بأسهم نارية يشير بيديه
لا عايز اسمع تاني .. صمتت ولم تجيبه ولكنه صرخ بصوت افزعها حتى قفزت بمكانها
سمعيني قولتي ايه ؟!
انسابت عبراتها وارتجف جسدها
هسيب البيت ،یا جواد هاخد كنان وارجع الفيوم، وانت خليك مع ابنك مثلوا براحتكم بدل غزل هانت عليك يبقى مالوش لازمة الكلام
كور قبضته وشعر بدوران الأرض حوله، فنظر إليها بعتاب
عايزة تسبيني يجزل بعد السن في كل ورش أطفالنا بعد السنوات الباقية
بكت بصوت مرتفع وهتفت من بين بكائها
أنا هونت عليك ياجواد ، موت فرحتي برجوع ابني ، دوست على قلبي ياجواد
سحب نفسًا وزفره يشير إليها :
اقعدي ياغزل لازم نتكلم وبعد كدا كرري اللي إنت عايزاه اقترب وحاصرها بعيناه :
اعملي حسابك مش سهل انك تراضيني بعد كدا ، مش هتنازل عن حقى مهما عملتى اعرفى انك دبحتيني وهدمتي قلعة الامان اللى كنت بحاول احصنك بيها
جلست وارتفعت شهقاتها كطفلة تبلغ من العمر عشر سنوات وضعت كفيها على وجهها عندما آزادت شهقاتها ، هي تعلم أنها اخطأت ولكن این حقها فيما فعلوه
جلس بجوارها وحاوطها بذراعيه يجذبها لأحضانه، محاولا تهدئتها
بطلى عياط، دى فرحة رجوع ابنك ياغزل .. ابنك كان ميت يا غزل
رفعت رماديتها التي اختلطت بمياه دموعها الحارقة
حقى فين ياجواد منك بتقولى مش هتتنازل عن حقك طيب وأنا حقى فين
حق الشهور اللي انت ارتحت فيها وانا قلبي بيتقطع على شاب دفنته عريس
حق وجع قلبي وانا كل ليلة احضن ابنه علشان يفكرنی بیه ومنساش ملامح ابنی حقى فين وانا طول الليل اعيط وادعى ربنا احلم بيه علشان وحشني بس ، حق قهرتي وانتوا عارفين ومخبين عليا
احتضن رأسها وانحنى يلثم جبينها
حقك في قلبي ياغزل، قالها وهو يزيل عبراتها بابهامه ثم تابع حديثه بقلبه المنفطر
مين قالك أنا كنت مرتاح بعد ما عرفت أنه عايش ، بالعكس
نهضت تهتف ببكاء تدور بالغرفة
بالعكس!! ازاى يا حضرة اللواء ابنك اللى كلنا صدقنا موته وفجأة عرفت أنه عايش وقابلته كمان دا مش طمنك وريح قلبك
رغم مرارة الألم الذي يشعر بها، وحديثها اللاذع الذي نزف قلبه هتف:
اه مرتحتش ياغزل، نهض من مكانه وأجابها بنبرة تقطر وجعًا :
بتعاتبيني على ايه ياغزل .. بتعاتبيني علشان خوفت عليكي. بتعاتبيني علشان استحملت الألم والخوف لوحدي، كنت منتظرة مني اشوفك بتموتي كل يوم وأنت شاكة أنه ممكن يروح وميرجعش أه الحمد لله الواحد قلبه مليان بالإيمان ، لكن احنا بشر مش أنبياء، ازاى كنت هتقدري تتحملی تعیشی هنا بهدوء واطمئنان وابنك هناك شايل كفنه ويا عالم يرجع ولا میرجعش
ابتعد ببصره عنها وتابع حديثه الذي عصر قلبها:
مكنش في أيدى حاجة غير اني ادعى له في كل صلاة، وأقول يارب استودعتك اياه متعيشنيش فقدانه تاني... يارب كفاية موت الناس بتموت مرة وانا كل فترة بموت وبضغط على
لا انا عارف اقول لأولادى لا ولا قادر اتحمل غيابهم ) المرة دى عرفت وحسيت بقد ايه ابويا وامي اتوجعوا
تعالت أنفاسه ينظر بأرجاء الغرفة كالتائه الذي يبحث عن ضالته
كل ما اسمع صوت التليفون وانا أقول خلاص دا خبر ابني خلاص بيبلغوني وفاته .. كنت عايش ومش عايش ، ضغط على نفسى ، وانا بحاول اعيش الوجع و مقدرتش عليه فتخيلي إنت هتقدری تعیشیه
جلس أمامها على عقيبه وغرز عيناه برماديتها التي تنساب منها دموعها
اصعب احساس في الدنيا انك تكونى عايشة وحاسة أن فيه حته من روحك في خطر وأنتِ عاجزة ومش عارفة تعملى ايه اه الاعمار مقدرة، لكن قلوبنا مسيرة ماتقدريش تتحکمی وتقولى هقدر .. دا ابنك ياغزل ، ابنك اللى دفنتيه من اكثر من سنة، ابنك اللى زى ما قولتى أنه احنهم واكبرهم ، كنتي هتقدري تتحملي تبعتيه هناك بعد ما رجعلك
انا مش فاهمة ياجواد ايه اللي بتقوله دا يروح فين ويرجع منين انا مش فاهمة حاجة
صرخ بها وفقد سيطرته على أعصابه
ماهو لو حضرتك مكسرتيش نفسه واديتي لنفسك لحظات وسمعتي هو حصله ايو جنون غزل رجع مش علشان ابنك خبى عليكى انه ورجع لادكتور انت اللي عامل فيكى كدة انه خبى عليكى ، نحنى وحاوط جسدة بذراعيه
ابنك كان ميت ورجع من الموت نحمد ربنا ونشكر فضله ولا نقعد نقطع فيه وهو ياحبيبي عنده اللى يكسره ، دا واحد كان عايش بشخصية مش شخصيته، واحد فتح عيونه معرفش هو مين ولا حتى اسمه ايه قعد سنة وهو عايش حياة مش حياته لولا أن ربنا رحيم بينا وربط على قلوبنا ووقفله ولاد الحلال اللي ساعدوه لحد ما وصل لعندي
اعتدل ناصب جسده ونظرته تحاصرها
راكان شك في الجثة اللي اندفنت وفضل يدور لحد ما أقنع ياسين أنهم يعمل تحليل نووى للجثة، وطبعا التحليل سلبى
تحرك بعض الخطوات وتابع حديثه بصوت مرتفع وانفاسا سريعة:
مسكتش وفضل يدور ورا الموضوع لحد ما اكتشف من كاميرا مراقبة لصيدلية مقابلة للمشفى أنهم خطفوا جاسر بعد العملية في الوقت اللى خرجت من عنده بعد ما اقنعوني أنه ابنى وخلاص ودعته بدلوا الجثة وخرجو جاسر على أنه ميت في عربية تانية ، وبعد كدا فضل شهور فى غيبوبة ولما فاق كان فاقد الذاكرة، ماهو واقع من فوق الجبل على دماغه ، يسكتوا على كدا ، لا يادكتور كان بيحطوله مخدر يموت الأنسجة الدماغية علشان يفضل فاقد الذاكرة وكمان يكون تحت رحمتهم بسبب المخدرات
شهقة خرجت من فمها وانسابت عبراتها كزخات المطر تهز رأسها بعنف
هبت واقفة متجهة إلى باب الغرفة
استنى عندك انا لسة مكملتش كلامي
جاسر كان عايز يقابلك من يوم ما قابلته وانا اللي رفضت ، والحمد لله اني رفضت ، عارفة ليه يا دكتورة .. قالها وهو يتحرك إليها حتى توقف أمامها ولم يفصلهما سوى أنفاسهما وأكمل
علشان خوفت على وجعك ياغزل اكثر ماخوفت على وجع قلبی محبتش تعيشي معايا الالم والفزع اللي انا كنت عايشه علشان متأكد انك مهما تكبري هتفضلي غزل العيلة اللي دايما جواد أمانها مهما كانت قوتها، ودا من واجبی مردتش اعرفك ولولا حمل جنى مكنتش هرجع جاسر غير لما يخلص مهمته
جحظت عيناها بذعر :
ايه اللي بتقوله دا يا جواد انا مستحيل اخليه يرجع سمعتني استدار يواليها ظهره حتى لا يضعف أمامها
ليه مش طردتيه وقولتي له ارجع مكان ماكنت مبقتش تفرق معاكى وجوده من عدمه
تحركت تتشبث بكتفه
جواد متعملش كدا مستحيل تبعت ابنك هناك قولى مش هتعمل فيا كدا
ابنك بيأدي واجبه ياغزل ومقدرش امنعه، ممکن امنعه ويموت قدامك من غير أى حاجة عايزك تقوى وتستودعى ربنا فيه، وان شاء الله لو مكتوبله يرجع هيرجع .. واياك اسمعك تقوفی قدامه
فتحت الباب وتحركت للخارج كالمجنونة
مستحیل اوافق على كدا .. اتجهت إلى غرفته
قبل قليل بعد خروج الجميع من غرفة غنى، اتجه جاسر إلى غرفته والحزن والألم علامات قاسية على وجهه
ربت بيجاد على ظهره
متخافش أنا متأكد عمو جواد هيعرف يسيطر على الوضع... رفع نظره الى غنى التي جلست على المقعد تحتضن رأسها ، ربتت ربي على كتفها
غنون حبيبتي متزعليش بابا وماما مهما اختلفوا عمر زعلهم ما يوجعهم من بعض وأنا متأكدة من كدا
جلست جنى بجوار جاسر واحتضنت ذراعه عندما وجدت الحزن مخيم على الجميع
وأنا كمان بقول زي ما روبی قالت عمو جواد هيعرف يحتوى الموقف كويس طنط غزل مصدومة مش اكتر ولما عمو يفهمها اول حاجة هتجي لعندك وكمان هتتأسف لعمو
اتجه بيجاد الى غنى ورفعها من أكتافها يضمها لأحضانه :
- ممكن تبطلى عياط متبقيش هبلة دا جواد الألفى وغزالته یعنى مش كلمة ولا موقف اللى يموت الحب اللي بينهم
البسى حاجة وتعالی ننزل نتمشى تحت في الحديقة
رفعت عيناها التي تورمت من البكاء وتمتمت ببكاء
تفتكر بابا هيدى ماما
احتضن وجهها بين راحتيه واقترب يلثم جبينها قائلاً:
دى مش عايزة سؤال، أنا متأكد من كدا ، مامتك حست انها عايزة تطلع حزنها فقالت كدا وخلاص ، لكن هي تموت لو بعدوا عن بعض ايه ياغنى انا اللى هقولك... بسط كفيه وسحب يديها
- تعالي حبيبتي ياله هننزل نشم هوا و هنرجع كله هيكون تمام
التفت بنظره الى جاسر الذي يرجع بجسده ويغمض عيناه ، فتحرك دون حديث بعدما أشار برأسه لجنى المتشبثة بذراعه عليه .. تحركت غنى بجوار زوجها إلى أن وصلت إلى باب الغرفة، فاستدارت تنادى على ربى لتترك خصوصية لأخيها
ربی تعالى حبيبتى اتمشى معانا شوية الهوا نضيف دلوقتي اتجهت إلى جاسر وانحنت تقبل جبينه
حبیبی" نورت بيتك من تاني
فتح عيناه ونزع ذراع جنى محتضنا كفيها يلثمه
حبيبة قلب اخوكى روحی ارتاحی و خلى بالك من حبيب خالو عايزك تاخدي بالك من نفسك .. ابتسمت تضع كفيها على أحشائها
إن شاء الله حبيبي .. اتجهت بنظرها إلى جنى :
قومي خدي شاور وارتاحوا من المشوار خلاص جوزك رجع ودا أهم حاجة دلوقتي ، أما ماما وبابا متأكدة هيتصالحوا قبل مالليل يجي
اومأ لها جاسر متوقفا
عارف وأكد أن روح الشان عز وانا حارته ساعتين واكيد حق معاه
ربتت على كتفه مردفة
- متزعلش منه حبيبي ، هو مصدوم مش أكثر
خرج الجميع ولم يتبقى سوى جنى وجاسر بغرفتهم، تحركت إلى أن وصلت إلى وقوفه حاوطت خصره تضع رأسها بصدره :
- حبيبي متزعلش هما معزورين اي حد مكانهم هيفكر كدا... ضمها لأحضانه يضع رأسه بخصلاتها بعدما أزاح وشاحها
ماما صبانة علياء كوي، عارف حقها تزعل باس بابا مشتلش رضا الفاعل دا خايف علية لزالها، ولاتينين اندام حق
رفعت رأسها من حضنه وتعمقت بالنظر إلى عينيه:
طنط غزل بتعشق عمو جواد ، ومستعدة تدوس على الكل علشانه، حتى على ولادها نفسهم ولو نسيت افتكر عملت ايه في بابا لما عمو وقع بعد سفري
حرك أنامله على شفتيها متذكرا تلك الفترة
بلاش نتكلم في ذكريات حزينة، عارف ومتأكد إن بابا هيعرف يحتوى ماما ، زى ما انا بحتوی جنان مهلکتی
حاوطت عنقه ترفع نفسها تطبع قبلة على خاصته تهمس بنبرتها المثيرة التي خطفت قلبه
بحبك" .. رفعها من خصرها واتجه إلى فراشهما ليستلقى عليه يضمها لأحضانه عله يستطع أن يخرج مما يشعر به
دفنت نفسها بأحضانه ومازال حديثها الذي جعل قلبه ترنيمة من ترانيم العزف الموسيقى .. ظلت فترة تسقيه من حنان عشقها إلى أن أغمض عيناه وذهب بثبات عميق هروبا من أحزانه التي طغت على كيانه
استندت على مرفقيها تمسد على خصلاته مرة وعلى وجهه مرة إلى أن استمعت الى طرقات على باب الغرفة
نظرت إلى نفسها، فنزلت بهدوء حتى لا تيقظه تجذب روبها وترتديه، متجهة إلى الباب .. لتفتحه وقفت متصنمة
طنط غزل !!
فين جاسر، هنا ولا تحت
التفتت برأسها تنظر إلى نومه، فأردفت بتقطع
اصله .. دفعتها بغضب ودلفت للداخل وجدته غارقًا بنومه اتجهت إلى فراشهما وجلست بهدوء حتى لا تيقظه ، رفعت كفيها المرتجف على خصلاته وانحنت تستنشق رائحته بإشتياق.. انسابت عبراتها وفقدت سيطرتها عندما اخترقت رائحته رئتيها
فتح عيناه على صوت بكائها همس بصوت متحشرج بنومه
ماما !!! قالها واعتدل جالسًا ينظر إلى جنى بذهول ، تراجعت متجهة إلى الحمام لتترك لهما مساحتهما الخاصة، مررت غزل كفيها على وجهه وهتفت معاتبة :
جالك قلب ياجاسر، جالك قلب متجيش تشوف مامتك، رفع
كفيها وقبله بدموع عيناه على حالتها التي أدت إلى انهيارها
آسف ياماما .. عارف اني غلطت في حقك سامحيني!!
جذبته لأحضانه واجهشت بالبكاء
حبيب وروح ماما انت ياقلبي..
بكى على بكاؤها ثم خرج من أحضانها يحتضن كفيها ويقبلهما مرة أخرى
من حقك تزعلى منى اسف بس والله ظروفي كانت أقوى منی
ظلت تتجول بعيناها على وجهه مرة وعلى جسده مرة
عملوا فيك ايه يا حبيبي ، فيه حاجة وجعاك .. وضعت كفيها على رأسه
دماغك سليمة، بتحس بصداع
ابتسم من بين دموعه
ماما أنا كويس اهو، ومفيش حاجة تعباني ولا حاجة .. المهم انك تكوني راضية عنى وتسامحيني
جذبت رأسه وبدأت تلكمه على ظهره بخفة:
مقدرش ازعل منك يانور عينى انا اتصدمت في الأول فيك انت وباباك ، بس مش مهم المهم انك رجعتلي وانت كويس انت اللى تسامحنى يا حبيبي
لف ذراعيه حول جسدها واغمض عيناه، ما أجمل أن تجد
حضن الأم الذي يربط على قلبك في أعظم أحزانك يا الله على هذا الشعور .. ربي يرحم والدتي ويدخلها فسيح جناته
همس بضعف من قوة مشاعره
ياااه ياماما كنت محتاج لحضنك قوى
قوى .. قالها بدموع قلبه قبل عيناه ... يا الله على قلبي المتمزق ايها القلب التعيس كيف لك أن تنسى ان الأم أعظم شخص في هذا الكون
كيف لك يا انسان أن تتغاضى عن أعظم نعم الله وهي الحنان الأموى
فالأم هي عظام العمود الفقري، التي تجعلك مستقيما وصحيحًا، إنها دمك، ودقات قلبك
>
هي الشمعة المقدسة تعمل من أجل إضاءة ليل الحياة الحالكة لنا بكل تواضع ورقة وفائدة ... الأم التي لا تقارن بأغلى الأشياء... . فإذا وضع العالم بالكامل في كفة، والأم في كفة، فبكل حب سوف أختار كفتك أنتِ فقط . ف صوتها هو أرق الألحان وأعذب الأنغام التي لا نستطيع نسيانها .. هي أعظم كتاب تقرأه ويفيدك ... اختااااه
إن غاب كل أصدقاؤك وأخوتك فالأم لك العالم أجمع. إذا صغر العالم كله فالأم تبقى كبيرة ، ليس هناك شيء في هذا العالم البارد الأجوف ولا ينبوع من الحب العميق القوى إلا ذلك الينبوع في داخل قلب الأم.
وكيف تنسى يا صديقى عندما ذكرها نبي الأميين حيث جعل الأم أولى الناس بحسن الصحبة؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه
قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يَا رَسُولِ اللهِ، مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: «أَمُّكَ»، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أَمُّكَ»، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قال "أَمْكَ "ثم أبوك
فرضاها جنة وغضبها نار ألم يقل الله بكتابه العظيم
و بالوالدين إحسانا"
وليس ما يتسع لي من الوقت سوى أن أقول من فقدها فقد فقد جنة الدنيا، فبعدها لا توجد سعادة حقيقة ولا دعوة من القلب نقية ... رحم الله امهاتنا جميعا
ضمت وجهه وطبعت قبلة حانية على جبينه قائلة:
آسفة حبيبي صحيتك من النوم، كمل نومك ياله
هز رأسه بالرفض :
نوم ايه بس ياماما ، كفاية حضنك عليا
قالها وهو يضع رأسه على كتفها وهي تحاوطه بذراعها
رفعت يديها تداعب خصلاته مبتسمة
إنت عارف لو بابا دخل علينا دلوقتى هيعمل فيا ايه، وانت قاعد معايا كدا ،
نظر لنفسه وتذكر أنه كان نائما بصدره العاري
آسف ياماما ما أخدتش بالی ... لمست وجهه وابتسامة حنونة تحتضن به بأعين امانها قائلة:
هتفضل طول العمر فى نظرى الطفل الصغير ابو خمس سنوات
ابتسم مشاكسا:
طيب والحج جواد أخباره ايه بعد قنبلتك دي
اعتدلت متوقفة، ثم تذكرت ماصار بينهما منذ قليل :
انزل تحت علشان نفطر كلنا مع بعض زی زمان حبیبی
استدارت وخطت بعض الخطوات ... بحث عن تي شيرتيه ولكنه لم يجده بجواره، فنهض متحركًا إليها :
ماما!! توقفت وهي تعلم عن ماذا سيحكي... تحرك إلى أن توقف أمامها ، هجيب حاجة ألبسها ، استدار متسائلاً:
بابا فين ؟!
رسمت ابتسامة واجابته
شوية وهينزل بياخد شاور .. قطع حديثه عندما دلف جواد ، توقف يطالعهم للحظات ، ثم اقترب من ابنه
يلكمه بصدره :
ايه الجحود اللي فيك دا يابن جواد مفكر نفسك لسة طفل ما تتلم يالا وتلبس حاجة دى امك ياروح خالتك
قهقه متراجع يجذب كنزته ، فدفعه جواد بقوة
ليه يا حبيبي خليك كدا، فرج عضلاتك لامك الفرحانة بيك وبشبابك
مش شايفة بغل قاعد قدامك عريان ، اضربيه بالقلم على وشه ، الواد عياره فلتتحركت تتشبث بكتفه
جواد متعملش كدا مستحيل تبعت ابنك هناك قولى مش هتعمل فيا كدا
)
ابنك بيأدي واجبه ياغزل و مقدرش امنعه، ممکن امنعه ويموت قدامك من غير أى حاجة عايزك تقوى وتستودعى ربنا فيه، وان شاء الله لو مكتوبله يرجع هيرجع .. واياك اسمعك تقوفی قدامه
فتحت الباب وتحركت للخارج كالمجنونة
مستحیل اوافق على كدا .. اتجهت إلى غرفته
قبل قليل بعد خروج الجميع من غرفة غنى، اتجه جاسر إلى غرفته والحزن والألم علامات قاسية على وجهه
ربت بيجاد على ظهره
متخافش أنا متأكد عمو جواد هيعرف يسيطر على الوضع... رفع نظره الى غنى التي جلست على المقعد تحتضن رأسها ، ربتت ربي على كتفها
غنون حبيبتي متزعليش بابا وماما مهما اختلفوا عمر زعلهم ما يوجعهم من بعض وأنا متأكدة من كدا
جلست جنى بجوار جاسر واحتضنت ذراعه عندما وجدت الحزن مخيم على الجميع
وأنا كمان بقول زيی ما روبی قالت عمو جواد هيعرف يحتوى الموقف كويس طنط غزل مصدومة مش اكتر ولما عمو يفهمها اول حاجة هتجي لعندك وكمان هتتأسف لعمو
اتجه بيجاد الى غنى ورفعها من أكتافها يضمها لأحضانه :
- ممكن تبطلى عياط متبقيش هبلة دا جواد الألفى وغزالته يعنى مش كلمة ولا موقف اللى يموت الحب اللى بينهم
البسى حاجة وتعالی ننزل نتمشى تحت في الحديقة رفعت عيناها التي تورمت من البكاء وتمتمت ببكاء
بابا هيدي ماما!!
احتضن وجهها بين راحتيه واقترب يلثم جبينها قائلاً:
دى مش عايزة سؤال، أنا متأكد من كدا ، مامتك حست انها عايزة تطلع حزنها فقالت كدا وخلاص ، لكن هي تموت لو بعدوا عن بعض ايه ياغنى انا اللى هقولك... بسط كفيه وسحب يديها
تعالى حبيبتي ياله هننزل نشم هوا و هنرجع كله هيكون تمام
التفت بنظره الى جاسر الذي يرجع بجسده ويغمض عيناه ، فتحرك دون حديث بعدما أشار برأسه لجنى المتشبثة بذراعه عليه .. تحركت غنى بجوار زوجها إلى أن وصلت إلى باب الغرفة، فاستدارت تنادى على ربى لتترك خصوصية لأخيها
ربی تعالى حبيبتى اتمشى معانا شوية الهوا نضيف دلوقتي اتجهت إلى جاسر وانحنت تقبل جبينه
11 حبیبی' نورت بيتك من تانى
فتح عيناه ونزع ذراع جنى محتضنا كفيها يلثمه
حبيبة قلب اخوکی روحی ارتاحی وخلى بالك من حبيب
خالو عايزك تاخدي بالك من نفسك .. ابتسمت تضع كفيها على أحشائها
إن شاء الله حبيبي .. اتجهت بنظرها إلى جنى :
قومی خدی شاور وارتاحوا من المشوار خلاص جوزك رجع ودا أهم حاجة دلوقتي ، أما ماما وبابا متأكدة هيتصالحوا قبل مالليل يجي.
اومأ لها جاسر متوقفا
عارف وأكد أن روح الشان عز وانا حارته ساعتين واكيد حق معاه
ربتت على كتفه مردفة
- متزعلش منه حبيبي ، هو مصدوم مش أكثر
خرج الجميع ولم يتبقى سوى جنى وجاسر بغرفتهم، تحركت إلى أن وصلت إلى وقوفه حاوطت خصره تضع رأسها بصدره :
- حبيبي متزعلش هما معزورین ای حد مكانهم هيفكر كدا... ضمها لأحضانه يضع رأسه بخصلاتها بعدما أزاح وشاحها
ماما صبانة علياء كوي، عارف حقها تزعل باس بابا مشتلش رضا الفاعل دا خايف علية لزالها، ولاتينين اندام حق
رفعت رأسها من حضنه وتعمقت بالنظر إلى عينيه:
طنط غزل بتعشق عمو جواد ، ومستعدة تدوس على الكل علشانه، حتى على ولادها نفسهم ولو نسيت افتكر عملت ايه
في بابا لما عمو وقع بعد سفری
حرك أنامله على شفتيها متذكرا تلك الفترة
بلاش نتكلم في ذكريات حزينة، عارف ومتأكد إن بابا هيعرف يحتوى ماما ، زى ما انا بحتوی جنان مهلکتی
حاوطت عنقه ترفع نفسها تطبع قبلة على خاصته تهمس بنبرتها المثيرة التي خطفت قلبه
"بحبك" .. رفعها من خصرها واتجه إلى فراشهما ليستلقى عليه يضمها لأحضانه عله يستطع أن يخرج مما يشعر به
دفنت نفسها بأحضانه ومازال حديثها الذي جعل قلبه ترنيمة من ترانيم العزف الموسيقى .. ظلت فترة تسقيه من حنان عشقها إلى أن أغمض عيناه وذهب بثبات عميق هروبا من أحزانه التي طغت على كيانه
استندت على مرفقيها تمسد على خصلاته مرة وعلى وجهه مرة إلى أن استمعت الى طرقات على باب الغرفة
نظرت إلى نفسها، فنزلت بهدوء حتى لا تيقظه تجذب روبها وترتديه، متجهة إلى الباب .. لتفتحه وقفت متصنمة
طنط غزل !!
فين جاسر، هنا ولا تحت
التفتت برأسها تنظر إلى نومه، فأردفت بتقطع
اصله .. دفعتها بغضب ودلفت للداخل وجدته غارقًا بنومه اتجهت إلى فراشهما وجلست بهدوء حتى لا تيقظه ، رفعت كفيها المرتجف على خصلاته وانحنت تستنشق رائحته بإشتياق .. انسابت عبراتها وفقدت سيطرتها عندما اخترقت
رائحته رئتيها
Noura منشور
فتح عيناه على صوت بكائها همس بصوت متحشرج بنومه
ماما !!! قالها واعتدل جالسًا ينظر إلى جنى بذهول ، تراجعت متجهة إلى الحمام لتترك لهما مساحتهما الخاصة، مررت غزل كفيها على وجهه وهتفت معاتبة :
جالك قلب يا جاسر، جالك قلب متجيش تشوف مامتك، رفع كفيها وقبله بدموع عيناه على حالتها التي أدت إلى انهيارها
آسف ياماما .. عارف اني غلطت في حقك سامحيني!!
جذبته لأحضانه واجهشت بالبكاء
حبيب وروح ماما انت ياقلبي...
بكى على بكاؤها ثم خرج من أحضانها يحتضن كفيها ويقبلهما مرة أخرى
من حقك تزعلى منى اسف بس والله ظروفي كانت أقوى منی
>
ظلت تتجول بعيناها على وجهه، مرة وعلى جسده مرة
عملوا فيك ايه يا حبيبي ، فيه حاجة وجعاك .. وضعت كفيها على رأسه
دماغك سليمة، بتحس بصداع
ابتسم من بين دموعه
ماما أنا كويس اهو ومفيش حاجة تعباني ولا حاجة .. المهم
انك تكونى راضية عنى وتسامحيني
جذبت رأسه وبدأت تلكمه على ظهره بخفة:
مقدرش ازعل منك يانور عينى انا اتصدمت في الأول فيك انت وباباك ، بس مش مهم المهم انك رجعتلي وانت كويس ) انت اللي تسامحني يا حبيبي
لف ذراعيه حول جسدها واغمض عيناه، ما أجمل أن تجد حضن الأم الذي يربط على قلبك في أعظم أحزانك يا الله على هذا الشعور .. ربي يرحم والدتي ويدخلها فسيح جناته
همس بضعف من قوة مشاعره
- ياااه ياماما كنت محتاج لحضنك قوى
قوي .. قالها بدموع قلبه قبل عيناه ... يا الله على قلبي المتمزق ايها القلب التعيس كيف لك أن تنسى ان الأم أعظم شخص في هذا الكون
كيف لك يا انسان أن تتغاضى عن أعظم نعم الله وهي الحنان الأموى
فالأم هي عظام العمود الفقرى، التي تجعلك مستقيما وصحيحًا، إنها دمك، ودقات قلبك
هي الشمعة المقدسة تعمل من أجل إضاءة ليل الحياة الحالكة لنا بكل تواضع ورقة وفائدة ... الأم التي لا تقارن بأغلى الأشياء... . فإذا وضع العالم بالكامل في كفة، والأم في كفة، فبكل حب سوف أختار كفتك أنت فقط. ف صوتها هو أرق الألحان وأعذب الأنغام التي لا نستطيع نسيانها .. هي أعظم كتاب تقرأه ويفيدك ... اختااااه
إن غاب كل أصدقاؤك وأخوتك فالأم لك العالم أجمع. إذا صغر العالم كله فالأم تبقى كبيرة ، ليس هناك شيء في هذا العالم البارد الأجوف ولا ينبوع من الحب العميق القوي إلا ذلك الينبوع في داخل قلب الأم.
وكيف تنسى يا صديقي عندما ذكرها نبي الأميين حيث جعل الأم أولى الناس بحسن الصحبة؛ فعن أبى هريرة رضى الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يَا رَسُولِ اللهِ، مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: «أَمُّكَ». قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أَمُّكَ»، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قال "أَمُك "ثم أبوك
فرضاها جنة وغضبها نار ألم يقل الله بكتابه العظيم
و بالوالدين إحسانا"
وليس ما يتسع لي من الوقت سوى أن أقول من فقدها فقد فقد جنة الدنيا، فبعدها لا توجد سعادة حقيقة ولا دعوة من القلب نقية ... رحم الله امهاتنا جميعا
ضمت وجهه وطبعت قبلة حانية على جبينه قائلة:
آسفة حبيبي صحيتك من النوم، كمل نومك ياله
هز رأسه بالرفض :
نوم ايه بس ياماما ، كفاية حضنك عليا
قالها وهو يضع رأسه على كتفها وهي تحاوطه بذراعها
رفعت يديها تداعب خصلاته مبتسمة
إنت عارف لو بابا دخل علينا دلوقتي هيعمل فيا ايه، وانت
قاعد معايا كدا ،
نظر لنفسه وتذكر أنه كان نائما بصدره العاري
آسف ياماما ما أخدتش بالی ... لمست وجهه وابتسامة حنونة تحتضن به بأعين امانها قائلة:
- هتفضل طول العمر فى نظرى الطفل الصغير ابو خمس سنوات
ابتسم مشاكسا:
طيب والحج جواد أخباره ايه بعد قنبلتك دى
اعتدلت متوقفة، ثم تذكرت ماصار بينهما منذ قليل :
انزل تحت علشان نفطر كلنا مع بعض زي زمان حبيبي
استدارت وخطت بعض الخطوات ... بحث عن تي شيرتيه ولكنه لم يجده بجواره، فنهض متحركًا إليها :
ماما!! توقفت وهي تعلم عن ماذا سيحكي... تحرك إلى أن توقف أمامها ، هجيب حاجة ألبسها ، استدار متسائلاً:
بابا فين ؟!
رسمت ابتسامة واجابته
شوية وهينزل بياخد شاور .. قطع حديثه عندما دلف جواد ، توقف يطالعهم للحظات ، ثم اقترب من ابنه
يلكمه بصدره :
ايه الجحود اللي فيك دا يابن جواد مفكر نفسك لسة طفل ما تتلم يالا وتلبس حاجة دى امك ياروح خالتك
قهقه متراجع يجذب كنزته ، فدفعه جواد بقوة
ليه يا حبيبي خليك كدا، فرج عضلاتك لامك الفرحانة بيك وبشبابك
مش شايفة بغل قاعد قدامك عريان ، اضربيه بالقلم على وشه ، الواد عياره فلت
غمز جاسر لوالده بعدما ارتدى كنزته
دى غيرة ياحج ولا ايه، غيران على أمي مني
لكمة قوية بوجهه حتى صرخ جاسر يمسك وجهه
ايدك تقيلة .. هرولت غزل تصرخ باسم ابنها
جاسر !!.. رفع رأسه يضحك
لا باين الحب من الضربة، توجه لوالدته
دا واحد تطلبي منه الطلاق، دا تطلبيه في بيت الطاعة
رغم ابتسامة جواد من مشاكسة ابنه إلا أنه دفعه وتحرك للخارج يسبه، خرجت غزل خلفه
جواد.. استدار سريعًا يرمقها بنظرات نارية يريد إحراقها بها
ايه !!! عايزة ايه .. ابتلعت ريقها بصعوبة من عصبيته وغضبه
الذي تجلى بعيناه، خطت مقتربة منه
انا آسفة!!
وأنا مش قابل اسفك ياغزل، سمعتى مش قابله ، إنت مش لسة عيلة علشان تغضبي وتثورى عليا قدام ولادك الرجالة اقترب منها يجز على أسنانه
بعد خمسة وتلاتين سنة جاية توقفى قدامی و تقولی طلقني ياريت بينا وبين بعض، لا يادكتورة، قدام ولادك
أطبقت على ذراعيه
حبيبي متزعلش منى .. نزع ذراعه وأردف بنبرة باردة :
إزاي قاعدة مع ابنك وهو من غير هدوم ايه مبقاش فيه حيا خالص، لا والحلوف عاجبه نفسه وبيضحك
قالها وتحرك بخطوايه التى تأكل الأرض بسبب شدة غضبه
توقفت تنظر إلى تحركه بابتسامة هائمة لفتاه تبلغ من العمر عشرون عاما
تهمس لنفسها :
- هتفضل رجلى الأول مهما يمر من سنين یا جواد اول راجل فتحت عيونى عليه واخر راجل ، الغيرة بتنط من عينك حتى من ابنك
بالداخل عند جاسر بعد مغادرة جواد وغزل
سحب نفسا وزفره بقوة بعدما شعر بالاطمئنان، أفلت ضحكة عندما تذكر نظرات والده وغيرته النارية على والدته، حدث حاله
هل هو بالفعل يشبه اباه ، هل هو كما وصفه عمه صهيب جواد الصغير، تنهيدة عميقة أخرجها بدقات قلبه
حينما اقنع نفسه ، أنه يفوق درجات العشق عن والده، ولا احل مثله مهما حدثوه واقنعوه، فهو جمع كل العشاق، بداية من العصر الجاهلي إلى أن وصل لعصره الحالى، فلقد فاق الجميع بحبه لمعشوقته، بحث بعينه عن مهلكته فاتجه إلى المرحاض ، دفع الباب وولج بهدوء وجدها تجلس بالبانيو مغمضة العينين كأنها تستجم.. اقترب ثم انحنى بجسده يهمس بجوار أذنها
ايه الخيانة دي .. فتحت عيناها مبتسمة ثم تسائلت:
طنط غزل خرجت.. استند على حافة البانيو وبسط كفيه على خصلاتها بالمياه قائلاً:
لا .. برة قالتلي ادخل خد شاور مع مهلكتك وانا هستناكم برة
رفعت حاجبها تطالعه بسخرية
لا والله .. حضرتك بتتريق يعنى ولا ايه
أفلت ضحكة غامرا بطرف عينيه
هو فيه احسن من التريقة ياروحي
أشارت على الباب وتحدثت
طيب يا سيادة الظابط الموقر، ممكن تخرج عايزة اخد شاور
أومأ برأسه متراجعًا للخلف .. تنهدت بإرتياح بعدما وجدت ابتسامته مرة أخرى .. فجأة شعرت بمن يطوقها من الخلف مما جعلها تصرخ وتضحك بنفس الوقت
بغرفة ياسين
ظلت تذهب إيابا وذهابًا تنتظره، فمنذ خروجه منذ الصباح لم يعد إلى الآن >
قطع توترها عندما دلف للداخل .. هرولت إليه:
فينك دا كله، ومبتردش عليا ليه
هوى على مقعده يطبق على جفنيه
عاليا عايز اخد شاور وانام بس ممكن تسألي بعد ما اقوم من النوم.. جلست بجوار تطالعه باستفهام
مالك ياياسين، أوس مرجعش معاك
نهض ينزع كنزته واتجه إلى الحمام
انا هاخد شاور وانام مش قادر اتكلم في حاجة
دلفت خلفه وامسكت روب حمامه الخاص به ...
تمام حبيبي ، البورنس اهو هستناك برة .. اومأ لها دون حديث ودلف تحت المياه لتنهمر على جسده وشعور بداخله يهز جبال وهو يتذكر حديث أوس
فلاش باك
استقل السيارة وتحرك خلفه، كان يقود سيارته .. تحرك سريعًا يقطع طريقه، وترجل منها متوقفا أمام أوس
دوس عليا ياله مستنى ايه ...
ترجل أوس يدفع الباب بقوة حتى كاد أن يهشمه، واقترب ودون أي حديث لطم ياسين بقوة على وجهه، يمسكه من تلابيه
عايز ايه يالا بتجري ورايا ليه .. رغم ذهول ياسين من فعلته الا أنه اعذره قائلاً :
- اسمعني ياياسين الموضوع مش زي ما انت متخيل .. ركل إطار السيارة بقوة وصاح غاضبا :
ارخص مش عايز اتكلم مع حد ابعد عني يا ياسين علشان مدهسش عليك بالعربية .. اقترب ياسين وحاول الحديث إلا أنه كان كالمجنون لا يمتلك عقلا ولا سيطرة على غضبه فاستدار يستقل سيارته وتحرك حتى كاد أن يدعس اخيه، لولا تراجع ياسين بسرعته .. ظلت نظراته على تحرك سيارته التي لم تظهر من كثرة غبارها بسبب سرعته المجنونة، اتجه وتحرك خلفه ليعلم إلى اين يذهب .. ظل خلفه إلى أن وصل إلى دخول مدينة الاسكندرية، حينها علم أنه ذهب الى ريان المنشاوى
امسك هاتفه وهاتف والده
بابا أوس داخل على اسكندرية .. اجابه جواد الذي كان حزينا بعد خروج غزل
- خلاص ارجع انت وانا هتصرف .. حاول مهاتفته ولكنه لم يرد على والده
خرج ياسين على صوت زوجته
حبيبي ماما غزل برة وقالت لازم ننزل كلنا نفطر مع بعض
جذب البورنس وارتداه قائلا
مش قادر يا عاليا قالها وتحرك للخارج وجد والدته تداعب ابنته، تحرك إلى غرفة ملابسه سريعا
- هلبس حاجة ياماما .. اومأت له دون حديث، ونظراتها تحاصر عاليا ، فتسائلت :
ياسين كان فين يا عاليا ؟!
رفعت كتفها بعدم معرفة
معرفش والله ياماما ، هو جه على الحمام .. قاطعهم خروج یاسین ، اقتربت غزل منه
- حبيبي كنت فين ؟!
حمحم وأجابها :
كنت بشوف اوس
أوس!! ليه هو أوس مش في اوضته؟!
هز رأسه بالنفى وأجابها
راح اسكندرية!!
- اسكندرية ليه عنده شغل یعنی اتصل بيه وخليه يرجع حالا وقوله جاسر رجع هتلاقيه هنا خلال ساعة
جلس على المقعد يفرك جبينه ثم هز رأسه والحزن خيم على ملامحه
عرف ياماما وغير متقبل رجوعه، وقال اخويا دفنته ومش متعرف على دا ، حتى قالى مش هيرجع البيت طول ما جاسر فيه
جحظت عيناه تصرخ به :
هات تليفونك .. أعطتها عاليا هاتفه التي لم تقل صدمة عن غزل .. ظلت تهاتفه ولكن دون رد .. اتجهت إلى غرفتها وامسكت هاتفها وبعد لحظات أجابها :
أيوة ياماما !!
مسافة الطريق تكون قدامى هنا ومش عايزة اسمع نفسك یابن غزل سمعتنى لو اتأخرت كتير يبقى اعرف ان مالكش ام ... قالتها وأغلقت الهاتف دون حديث .. هوت على الفراش وكلمات ياسين تحرق قلبها، إلى أين وصل اولادها، بدأت تعاتب وتلوم نفسها
منتظرة من أوس ايه وانت عملتى أكثر منه .. استمعت الى طرقات على باب الغرفة
الفطار جهز يادكتورة وفى الحديقة زى ما حضرتك طلبتي وبعتنا للباشمهندس سيف وصهيب، حازم
اومأت لها ثم أشارت بالخروج قائلة
انزلي وانا هجهز وانزل
بعد فترة على مائدة الطعام جلس الجميع بعد تلقيهم خبر رجوع جاسر ، وصدمات من بعضهم البعض إلى أن تقبل البعض بعدما قص جواد ماصار فى الشهور الماضية المنصرمة
ربت حازم على كتفه
نورت بيتك حبيبي وحمد الله على سلامتك ، ثم اتجه إلى جواد مردفا
يجب أن يعرف القائد يجواد أم لا
كانت نظراته على غزل التي لم تنزل عيناها من فوق ابنها فاستدار الى حازم
باسم أخبرهم يا حازم، يمكن من قبل ما انا اعرف باسم وراكان ثم اتجه بنظره الى ياسين يشير إليه بعينيه
وكمان حضرة الظابط
اتجه عز يرمقه بنظرة صامتة، فهز رأسه موضحا:
لا مش زي ما انتوا متخيلين انا عرفت أنه مش هو اللى اندفن بس عايش معرفتش غير قبل ما بابا يعرف باسبوع راكان كان حويط ومكنش عايز حد يعرف، ولسة لحد دلوقتي مصر محدش يعرف ياله كلها اسبوعين ونخلص من الكابوس دا
وليه خليته يرجع يا جواد دلوقتي ، كنت اصبر انت مش ضامن الناس دى بتخطط لأيه
ارتشف عصيره واتجه إلى ابنه يشير إليهم :
علشان الجن حامل ويمكن أن يفيد الحاجات في مكان الشك خطوة إلى أي مكان فيك
ألقى عز العصير من فمه دفعة واحدة حتى وصل إلى وجه جاسر ، يطالع أخته بذهول .. بينما رمقها صهيب بنظرات لم تعلم مداها
یعنی ايه جنى حامل ليه جاسر كان بيقابل جنى
ارتشف جواد عصيره بهدوء ينظر لابنه بابتسامة متشفية
وحرب النظرات بينهما .. جز جاسر يسب عز
كدا يا متخلف رجعت عليا جتك القرف .. قالها ونهض يسحب کف جنی
- تعالى هاتيلي طقم غير اللي اخوكى المتخلف غرقني بيه
ابتسامة ساخرة على ملامح جواد
اه يا حبيبي اجری لتاخد برد .. اهرب يابن جواد
جنى .. صاح بها صهيب الذي توقف يوزع نظراته عليهما
ايه اللى عمك قاله دا انت كنتى على علاقة بجاسر
ايه يا صهيب ماتوزن كلامك ياعم ، ايه على علاقة دي دي مراتی ، هو حضرتك فقدت الذاكرة ولا ايه
أفلت بيجاد ضحكة صاخبة جعلت الجميع يتوجه بالنظر إليه فأمسك كوبه قائلاً:
ايه مالكم يعني ضحكتي اذهلتكم والحامل من الميت مش اذهلكم
ثم اتجه إلى صهيب
ايه يا عمو صهيب لازم تفضح البنت قدام الكل، استر عليهم
خطى إليه جاسر وعيناه تطلق قذائف نارية لولا صيحات جواد
جاسر اطلع غير هدومك، ثم اتجه إلى بيجاد وعز
مالك يا حلوف منك له ماقولنا انا وياسين وجنى عرفنا من اربع شهور هتزودوا كلام مالوش لازمة واستعباط هتطردكم من على السفرة
توقف عز وعيناه على أخته يرمقها بنظرات عتابية:
عندك حق ياعمو هنتكلم في ايه احنا لزمتنا ايه في حياتهم اصلا ، افطروا بسعادة .. قالها واستدار ليتحرك إلا أن أوقفه جواد
اقعد افطر يالا واعقل ياعز احنا الايام دى محتاجين نتماسك علشان نقوى مش شوية هبل جاسر كان فاقد الذاكرة زي ما حكينا يبقى العتاب مش عليه .. نظر إلى منزله الذي يحاوطه الأمن وتابع الحديث
لاحظوا بقينا عايشين في سكنة عسكرية لازم نخاف على بعض ازاى علشان نخرج من الكبوة واحنا في عز قوتنا مش شوية زعل غصب عننا نثور ونقطع الارحام .. ونشتغل شغل اطفال علشان محدش يقدر عليكم لازم تحموا ضهر بعض القوة في الاتحاد يابني
بعد فترة عاد أوس الذي دلف إلى مكتب والده مطأطأ الرأس ، أشار له بالجلوس ، جلس كالتلميذ الذي ينتظر عقابه ، وضع جواد بعض الأوراق أمامه
-الصفقة دي متلزمناش، ارفضها، اتصل بالسكرتيرة وقولها تلغي اي اجتماعات للشركة دي
زوى مابين حاجبيه:
-ليه الشركة كويسة جدا ، ليه نرفض العرض دا
توقف جواد من مكانه واتجه يجلس بمقابله :
-علشان اخوك اللي ثورت وغضبت عليه من غير ماحتى تعرف ظروفه
-ظروفه!!..ظروف ايه دي اللي توجع قلوبنا كدا
-إنت هنا مش علشان اقولك اسبابه، والله لو شايف نفسك ابن جواد وخايف على اخوك ، روح له واسأله
بما أنه اخوك الكبير اللي هياخد مكان ابوك وكلامه المفروض هيكون سيف على رقبتك ياباشمندس وملكش حتى تعاتبه وتقوله ليه بتعمل كدا
-بابا..أشار له بسبباته للتوقف
-انا مش عايز اسمع حاجة ، انت مش زعلتني انا ..انت زعلت اخوك الكلام يكون له مش ليا ..اطلع راضيه، مالكمش غير بعض وهو هحكي لك ايه اللي حصل
بمنزل سيف
تقف أمام مرآتها تنهي زينتها، دلفت والدتها :
-حبيبتي روحتي عند عمو جواد شوفتي جاسر
استدارت لوالدتها مبتسمة :
-طبعا، كلنا كنا هناك، وصحيت سنا من النوم وقولت لها كمان وهتيجي بعد شوية
استدارت تنظر لثيابها بتقيم ثم التفتت لوالدتها
-بس تعرفي ياماما جاسر اتغير قوي، هو اه حسيته خس شوية بس ملامحه اتغيرت
اقتربت ميرنا تداعب خصلاتها:
-هو فعلا متغير شوية، مين فينا متغيرش الفترة دي، الحمد لله ، المهم بلاش تتكلمي مع حد من صحباتك، علشان دا لسة عنده مهمة ولازم تكون سرية
وضعت احمر شفاة على شفتيها ، ثم استدارت تقبل والدتها
-متخافيش بنتك مش طفلة وعمو جواد قالي ، نظرت إلى خد والدتها
-كنت خايفة الروج يكون مغشوش، اصلي لسة جيباه امبارح وأول مرة اجربه
أشارت ميرنا لنفسها :
-تجربيه عليا يعني
غمزت بعيناها واردفت بمشاكسة:
-لا اجربه على بابي، سلام بقى ياست الكل عندي سكشن عشرة ومبقاش غير نص ساعة وحضرتك عارفة زحمة القاهرة، معرفش ايه اللي رجعنا بس تركيا مكنتش احسن
❈-❈-❈
حملت حقيبتها وتناولت رسوماتها الهندسية
-دعواتك يامرنوش،..توقفت أمامها
-هتزلي من غير فطار ياهنا
لوحت بكفيها وهبطت للأسفل متجهة إلى سيارتها ..قابلها فارس الذي يقوم بعمل تدريباته الرياضية
-رايحة فين يابت بشكلك دا، عندك حفلة رقص
توقفت ترمقه شرزا وهتفت بغضب:
-انا طالعة من بيت ابويا كدا ، على مااظن مالكش دعوة، لا إنت اخويا، ولا جوزي ولا حتى حبيبي
ألقى مابيده واتجه إليها وعيناه تطلق نيران يريد احراقها، ثم جذبها من خصلاتها بقوة
-إنتِ مش محترمة عارفة ليه يابنت عمي ، جذب رأسها يهمس لها بفحيح
-علشان انا ابن عمك في مقام اخوكي، وهتدخلي تغيري لبسك وتمسحي حلاوة المولد اللي انت عملاها في وشك دي يامحترمة
-فارس!!..صاح بها جواد بغضب مقتربا منهما عندما وجدها بأحضانه، وزع النظرات بينهما وصدره يحترق بنيران الغيرة ، تراجعت مرتجفة تشير الى فارس
-فارس كان بي..أشار بسبباته
-اخرصي يابت..جحظت عيناها تتمتم
-بت!!..اتجه الى فارس
-فيه ايه وبينك وبينها !!
تحرك فارس يجذب جاكيت ترنجه الرياضي مردفًا:
-مفيش حاجة ، توقف واستدار برأسه
يطالعها بصمت يريد لطمها على وجهها من تلك الزينة المبالغ فيها ثم أستدار يشير لعامل الحديقة
-دخل الألعاب دي جوا ياعم حسين ..قالها فارس وتحرك دون حديث ..بينما جواد استدار إليها كالمجنون وجذبها من خصرها
-ايه عجبك احضان الشباب ياباشمندسة ، كل شوية ترتمي في حضن واحد شوية
انسابت عبراتها من طريقته، لم يرحم دموعها وبدأ يتجول بنظراته يقيم جسدها وثيابها الضيقة
-جسمك حلو بتعرضيه باللبس دا، عايزة تفهمي اللي حواليكي انك حلوة ومرغوب فيكي، وماله يابنت خالي، وانا عجبني ايه رأيك
دفعته بقوة وصرخت بوجهه:
-إنت مش محترم، وياريتني ماحبيتك ، لانك متسهلش، واياك تقرب مني تاني ..قالتها واستدارت إلى سيارتها بخطوات متعثرة تمسح دموعها بعنف، ثم فتحت باب سيارتها تلقي أشيائها بالخلف ، جن جنونه من بكاؤها وحديثها، هرول إليها يجذبها بعنف ويلقيها بالسيارة، وهي تصرخ به ثم اتجه إلى القيادة ليخرج بها من الحي ..بعد فترة توقف أمام النيل ينظر إليه ، والى انكماشها ونفورها منه ، أطبق على جفنيه وتحدث:
-احنا بينا عشر سنين ، عارف انك صغيرة عليا، علشان كدا كنت بحاول ابعد عنك، رفضت حبك اكتر من مرة، ودا مش علشان انت وحشة ولا أنا بارد، أنا كنت رافض علاقة العيلة ، لكن قدرتي تكسري الحواجز وقلبي دق لك للاسف، وبقيت مش عايز غيرك، لكن أنتِ مش بتساعدي الحب دا علشان يكبر بينا ويتوج بالجواز
التفت اليها وعانقها بنظراتها يخترق عينيها
-اسلوبك مش عاجبني ، اي واحد مكاني النهاردة وهو شايفك في حضن فارس كان ضربك، بس أنا ماليش في كدا ، مش انا اللي امد ايدي على بنت وخاصة بنت خالي
سحب نفسًا وطردته ثم اتجه بنظره للخارج :
-عايز أقولك انك علمتي جوايا ومسحتي ذكريات حاولت امحيها ومقدرتش، ورغم كدا بقولك أنتِ متنفعنيش ياهنا، اسلوبك مش على حياة جواد ، استمع الى شهقاتها ثم صوتها الباكي
-انت اهنتني، خلاص مبقتش عايزاك
اقترب يشير بإصبعه
-بلاش كلام يزعل وانت غضبانة ، سمعتي ، صوتك مسمعوش
وانا مبقتش عايزاك، بدل كل شوية هتهني كدا
شعر برجفة بقلبه من فكرة ابتعادها عنه ..
-هنا اسمعيني !!
دفعته واستدارت للترجل من السيارة
ولكنه جذبها بقوة
-مبقاش ينفع يابنت خالي، الموضوع مش لعبة سمعتي، انتِ بقيتي هُنا
وضعت كفيها على وجهها مردفة:
-إنت صعب ياجواد ، انا تعبت منك ومن غرورك ، حبيتك ووقفت قدامك وقولت بحبك ، ورغم كدا دايما تهني وتقلل مني ..أنا مبقتش عايزة الحب البارد دا
اتجه إليها سريعا يجذبها من عنقها
-حب ايه البارد دا، انا قولت لك بحبك ، عارفة يعني ايه بحبك، يعني كسرتي كل الحواجز اللي كنت بحصنها، وجاية دلوقتي تقولي حبك بارد
نظرت إلى قربهم وأنفاسه التي أحرقت وجنتيها مما توردت ..صمت يرسمها بعيناه وقربهما الذي انهارت حصون كلا منهما ..مرر أنامله على وجنتيها وعيناه تتجول على ملامحها القريبة حتى توقف على شفتيها المطلية بالأحمر وشعر بنيران تتسرب لجسده مما جعله يقترب من ثغرها متلاشيا كل القيود التي بينهما ..ارتجف قلبها واردفت بصوت متقطع بسبب دقات قلبها العنيف
-جواد ابعد مايصحش، هنا فاق من غمرة عشقه مستغفر ربه وقام بتشغيل محرك السيارة قائلًا:
-فارس كان عايز ايه ..
صمتت لبعض الدقائق فاستدار يصرخ بها بعدما شعر أنه لم يعد لديه القدرة عن الابتعاد عنها
-ردي كان عايز ايه وليه كان واخدك في حضنه
صرخت تهز رأسها قائلة:
-مكنتش في حضنه، كان بيزعقلي على لبسي ومكياجي، وبيقول بحكم اخويا مش عاجبه..
توقف بالسيارة فجأة حتى ارتطدم إطارها بالأرضية ، ليتجه إليها يرمقها بنظرات تحذيرية
-اخر كلام هيطلع مني ، اقسم بالله بعد كدا مش هتلاقي مني كلام تاني، أشار إليها
-لبسك دا يتغير، ممنوع مكياج برة بيتك ، شعرك دا هقطعه لو شفته
جذب رأسها يضع جبينه فوق خاصتها يهمس بنيران عشقه التي اشعلته تلك الصغيرة
-لو معملتيش كدا هندمك بطريقتي ، الروج دا لو شفته هقطعلك شفايفك اللي فرحانة بيها ، مش جواد اللي مراته تكون فرجة للناس
-جواد ابعد انا مش مراتك ..لف ذراعيه يضغط على خصرها
-بدل قولت بحبك ياهنون يبقى مراتي ، مرر أنامله على شفتيها بغضب من هيئتها يجز على أسنانه وغرز عيناه بمقلتيها
-انا بحذر مرة واحدة المرة الجاية مش هرحمك، لبس تاني بالطريقة هقطعه عليكي حتى لو في الشارع
غرز اصبعه برأسها وتابع :
-الدماغ دي لازم تفهم أنا مبقولش كلام وخلاص، انحنى وطبع قبلة على وجنتيها هامسا
-ياهنا جواد حازم الألفي، جننتيني ياهنون بعد ماكنت واخد عهد على نفسي ابعد عنك مبقتش قادر حتى اتحمل حد يبصلك، لو بتحبي جواد زي ما بتقولي اعملي اللي بقولك عليه انا خايف عليكي
رفعت عيناها بخجل وتوردت وجنتيها
تهز رأسها بالموافقة ..رفع ذقنها بابهامه
-طيب عايز اسمع بحبك ياجواد، وحشتني
نزلت بأبصارها الأرض ولم ترد عليه اقترب يهمس بجوار أذنها
-وحياة جواد عندك عايز اسمعها
رفعت رأسها وتقابلت نظرات العشق بينهما مردفة بصوت اقرب للهمس
"بحبك ياجواد"
ارجع خصلاتها للخلف وعيناه تفترس ملامحها يهز رأسه ثم قام بتشغيل السيارة قائلاً:
-لا دا الشيطان تالتنا وانا متهور، لازم امشي حالا ..افلتت ضحكة أنثوية قائلة:
-كدا اخرتني على السكشن
-سكشن مين ياما، دا انتي ولعتي قلبي ولازم تطفيه حالا
❈-❈-❈
بعد فترة بمنزل حازم
-يعني عايز تخطب "هنا " بنت خالك سيف ..اومأ برأسه بدخول والدته بالقهوة مبتسمة
-أنا اتكلمت مع ميرنا وشكلها مرحبة قوي ياحازم، عايزة افرح بيه لو سمحت
مازالت نظراته على ابنه لفترة ثم تسائل:
-ليه ياجواد "هنا" ...توقف جواد متجهًا إلى نافذة الغرفة ينظر للخارج
-بابا أنا عندي دلوقتي 31 سنة خلاص مينفعش أجل كفاية لحد كدا
توقف حازم وتقدم منه حتى توقف يضع كفوفه بجيب بنطاله واعاد السؤال مرة أخرى وهو يغرز عيناه بأعين جواد
-هنا بنت كويسة ، مشاعري اتحركت لها يابابا، وهي كمان بتحبني
-وفارس !!
زوى مابين حاجبيه متسائلاً:
-ماله فارس مش فاهم!!
-إنت متعرفش أن فارس كلم خالك جواد عليها
اومأ برأسه واجابه:
-اه هو فعلا كلم خالو عليها بس هو مكنش عايزها على حب وفهمني دا، وكمان هنا مابتحبوش
تحركت مليكة إلى وقوفهم تربت على كتف ابنها
-انا هكلم خالك ياحبيبي ونشوف اللي فيه الخير يقدمه ربنا
-مينفعش نتكلم في حاجة دلوقتي ياماما، لحد ما جاسر يرجع بالسلامة
-إن شاءالله حبيبي متشلش هم
بمنزل صهيب توقفت أمام والدها تفرك كفيها وهو يحمل ذاك الاختبار
-يعني دا كان يخصك، ازاي مااخدتش بالي أن بتاع روبي ايه اللي يجيبه هنا، وليه مسألتش ربى
-بابا حاولت افهم حضرتك إن جاسر عايش لكن محدش ادالي فرصة
نهض صهيب من مكانه واتجه متوقفًا أمامها ؛
-إنتِ مقولتيش انك بتقابليه ياجنى
-بابا..أشار بسبباته بأن تصمت ثم ألقى الجهاز وتحرك للخارج دون حديث آخر
جلست على فراشها تطالع ابنها الذي يتجول بالغرفة، ثم اقتربت منه
-تعالى هنا ياعفريت انت ، ممكن تقولي بتلعب في حاجة مامي ليه، مش قولنا عيب
-مامي نانا غزل عايزة هدوم كنان
طبعت قبلة على وجنتيها تشير للخارج
-روح لناني عبير قولها تحضر شنطتك علشان نرجع بيت بابي
هرول الطفل للخارج بينما هي جلست على فراشها تجمع أشياء خاصة بها لتعود لمنزل زوجها
بعد فترة دلفت إلى جناحها بمنزل عمها وجدته جالسًا بالشرفة يتحدث مع يحيى
-كويس قوي يايحيى، طيب عزيز اقتنع بنتيجة التحليل
قهقه يحيى وهو يجلس بجوار سمر
-دا فرحان ياعم، أصله بيحب سمارة، لكن سمارة اللي هتتجنن وكل شوية تقول أنا مش مصدقة غريب يعمل كدا
جلست جنى على ساقيه وحاوطها بذراعيه ثم أكمل حديثه :
-اجهز يابطل لازم عزيز والجيار والنعماني يكونوا موجودين ، لازم تقنع الراجل بتاعنا يقنع الممول شرط يكونوا موجودين في التسليم ، يحيى دي فرصتنا الوحيدة علشان نخرج منها من غير خسائر
-طيب سمارة ناوي تعمل فيها ايه ..صمت ينظر لزوجته التي تمرر أنامله بصدره فأجابه بعد صمت للحظات :
-البنت دي مالهاش علاقة بالقرف دا ولا مشاركة ابوها
نفث يحيى تبغه قائلاً :
-الصراحة لا ياجاسر، هي ليها في المشي الشمال والرجالة الحلوة تنهب فلوسهم بس مخدرات وشغل أبوها لا
مرر أنامله بخصلات جنى يجمعها على جنب ثم هتف:
-طيب ممكن البنت تنضف ونشوفلها شغل حلو، متنساش احنا مبنظلمش حد
ضغطت جنى على صدره بعدما استمعت إلى حديثه، ثم انحنت ونيران الغيرة تحرق قلبها لتطبع قبلة تضغط بها على شفتيه بأسنانها تخرج غيرتها و حتى يفصل حديثه عن تلك الدخيلة التي تريد اختناقها بعدما حكت سمر عنها بعض الأقاويل
أنهى مكالمته ..يطالعها بذهول لفعلتها، ثم مرر أنامله يشير إليها
-ايه دا يامجنونة ...
مررت أناملها على خاصته
-ايه ياحبيبي ، مش عايز تساعد الأمور ياأمور
قهقه عليها يضمها بين ذراعيه
قوليلي اعمل فيكي ايه بس
داعبت شفتيه
-حبني قوي ..
-بتغريني يعني ولا إيه !!
هزت رأسها قائلة:
-أنا بحبك كتير حبني قد مابحبك ..آآه عاشقة خرجت بدقة عنيفة كادت تصيب قلبه
-وأنا بعشق حبيبي ..وضعت كفيها على صدره تمرره
-إنت هترجع امتى !!
-بكرة !!..قالها وهو يبعد بنظره بعيدًا
ارتجف جسدها بين ذراعيه لتدفن رأسها بصدره :
-بسرعة كدا، وممكن ماترجعش دلوقتي
ضمها لأحضانه
-حبيبتي مش احنا اتكلمنا وانتِ سمعتي الكلام اهو
لفت ذراعيه حول عنقه تمسح رأسها بحناياه
-جاسر مش قادر اسيبك تمشي وانا عارفة انك رايح على الموت، بلاش ياجاسر لو سمحت
حملها بين ذراعيه متجها إلى الأريكة يضعها بحنان عليها ، يحاوطها بذراعيه ، يبحر بعيناه على ملامحها البريئة كطفلة صغيرة ..نعم فهي طفلته حبيبته ..انحنى يضع جبينه فوق خاصتها بعدما وجد عبراتها
-طيب ليه الدموع دي ، مش احنا مؤمنين بربنا وعارفين كله قدر ومكتوب
رفعت كفيها تحتضن وجهه
-خايفة وقلبي وجعني قوي حبيبي ، طمن قلبي ياجاسر، قوله هترجع لحبيبتك اللي هتموت لو حصلك حاجة
تمدد بجوارها يرفعها على صدره وحاوطها بذراعيه:
-وحياة ربنا هعمل كل اللي اقدر عليه علشان ارجعلكم..مسد كفيه على بطنها
وعلشان ابني الجاي ميجيش من غير اب
عانقته بعيناه تهمس بشفتياها المرتجفة كحال قلبها
-وعد!!..احتضن ثغرها يعصرها بأحضانه كأنه يوعد نفسه قبلها، ظل يغدقها بترانيم عشقه لبعض الوقت ثم اعتدل مبتسما يمرر ابهامه على خاصتها التي تورمت غامزًا
-مينفعش اخزن شوية ، لأيامي الصعبة دفنت رأسها بأحضانه تبتعد عن نظراته وتخفي حزن عيناها، نعم فهو يعد لديها الهواء الذي يخترق رئتيها لتبقى على قيد الحياة
مسد على خصلاتها بصمت، كيف يخفف عنها وهو لم يستطع التخفيف عن نفسه، دقائق من صمتت الألسنة ولكن هناك نبضات للقلوب بعشق كُتب عليه الألم والفراق ..رفع رأسها ليحادثها ولكنه وجدها ذهبت بنومها
ابتسم على جمال طفلته، كأنها لم تستمتع بالنوم سوى بأحضانه، تذكر حديث عز ومهاجمته وهو يذكره بما عانته حتى اتجه الأطباء للحبوب المنومة لكي تغفو بسلام
استمع الى طرقات على باب الغرفة، ثم تلاها دخول كنان بخطواته الصغيرة
-بابي العب مع كنان ..اعدل من وضعية زوجته ثم سحب ابنه يشير إلى الباب
-حبيب بابي مينفعش تدخل غير لما اقولك أنا ومامي ادخل ، عيب كدا
طالعه الطفل بنظرات لم يفهم بها حديث والده
لثم وجنتيه يشير إليه بالخروج
-اطلع برة وخبط على الباب وماتدخلش غير لما أقولك
هرول للخارج مع نظرات جاسر المبتسمة ، ثم طرق عدة طرقات ولم يرد عليه جاسر، إلى أن صرخ :
-بابي ادخل ولا لا ..قهقه عليه ثم تحرك إلى الباب يفتحه ، وانحنى يحمله وهبط به للأسفل
رفعه فوق عنقه يجري به بالحديقة
-يعني إنت اللي فضحتنا ياشبر ونص
ارتفعت ضحكات الطفل وهو يتمتم
ماما وبابا ..قالها وهو يصفق بيديه
كانت هناك عيون تلمع بالسعادة وهو يجد فرحة حفيده وصوت ضحكات ابنه ..دعى ربه
"اللهم اني استودعتك اولادي واحفادي"..توقف جاسر ثم انزل ابنه قائلا :
-روح هات الكرة علشان ننلعب مع بعض ونعمل فريق ضد خالو ابو رجل مسلوخة
هرول كنان إلى عز قائلاً :
-عز ..عز ، انحنى يرفعه ثم طبع قبلة على وجنتيه يشير إلى جاسر
-عارف عمو اللي هناك دا
نظر كنان إلى جاسر قائلاً:
-اه دا بابا جاسر..لطمه عز بخفة
-بيضحك عليك دا مش بابا انا اللي بابا ..اقترب جاسر منهما متسائلًا :
-بتقوله ايه يلا..انزل كنان وتوقف يضع كفيه بخصره قائلًا:
-بقوله أنه ابني عندك مانع ..جذبه من تلابيبه
-انا مكتوب عند الحكومة ميت يعني مش باقي على حاجة، فخف ياخفيف علشان مزعلكش
دفعه عز بقوة:
-وأنا عايز ازعل ، وريني هتزعلني ازاي ياحلوف ، يالي كنت بتقابل اختي من غير حتى ماطمني عليك
استمعوا الى صوت صفير خلفهم
فاستدار عز يسبه متمتم:
-كان نقصني انت ..جذبه بيجاد وتسطح على العشب قائلًا:
-اقولك نكتة ..مرة واحد دفنوه فكروه ميت بس بعد سنة لقيوه عايش ...هههههه
اضحك يالا ..دفعه عز يمنع ضحكاته ولكنه توقف عندما وجد نظرات جاسر النارية ..فاستدار للآخر
-تصدق ياخي ..طب خد النكتة دي كمان
مرة واحد ميت بعد سنة خرج من قبره يقول هيييه مراتي حامل وانا بس ظهرت علشان اقولكم اني عايش
ارتفعت ضحكاتهما إلى أن ألقى جاسر نفسه بينهما قائلًا:
-طيب سمعتوا النكتة دي ..صمت الاثنين ولكن هب عز من مكانه
سريعا بعدما علم بما ينتويه يبتعد عنه قائلاً:
-مرة واحد ضايق حضرة الظابط فقضى على حياته هههه
هرول خلف عز الذي ارتفعت ضحكاته وهو يلقي عليه كل مايقابله، بعد فترة تسطحوا على العشب
-وحشتني على فكرة
ابتسم له قائلًا:
-وأنت كمان ياحلوف..
استند على مرفقيه يطالع عز قائلًا :
-انا هسافر بكرة بالليل، خلي بالك من جنى وولادي ياعز، انا واثق ومتأكد انك هتراعيهم كأني موجود وأكتر ..لكمه عز حتى سقط بظهره
-اخرص ياحلوف، فيه ايه ، مش لما نتعاتب على القديم ، قاطعهم صوت أوس
-عايز اتكلم معاك ..ابتعد بنظره عن أوس فجذبه عز ليهوى فوقه
❈-❈-❈
بعد فترة من الحديث ومعرفة ماصار له
-يبقى بلاش ترجع..قالها أوس ونظرات الخوف تنبثق من عيناه، نظر بساعة يديه قائلًا :
-مينفعش يااوس، دا شغلي وواجبي
هب من مكانه يتجه إليه يلكمه بقوة
-إنت ايه ياأخي ، مش خايف على نفسك، طب خاف على مراتك وابنك، كفاية وجع بقى كفاية احنا كنا بنموت قالها أوس وهو يجذبه بقوة لأحضانه وارتفع بكاؤه ..ربت جاسر على ظهره
-حبيبي اومال سبت ايه للبنات وجنى
بعد فترة اتجه إلى المطبخ
-منيرة اعملي عشا خاص وطلعيه الجناح عندي
-حاضر ياباشا..تحرك للأعلى وهو يحمل كنان هتروح لناني تاخد شاور وبعد كدا تروح لنانا تحكي لك قصة
حلو كدا
-حلو يابابي ..قالها وهو يهرول إلى مربيته
دلف الغرفة وجدها مظلمة وزوجته مازالت نائمة ...خرج لغرفة المعيشة وقام بتجهيز طاولة دائرية مع دخول منيرة ببعض الأشياء التي طلبها، وبعد فترة صعدت بعشائهم
بالأسفل
جذب جواد مقعد وجلس بجوار أوس وعز وفارس مردفًا
-عندكم وظيفة خالية في الشركة يابشوات الألفي
اتجه أوس متسائلًا :
-وظيفة ايه، عندي شوية تجديدات في الشركة
-بنت عم صديق ليا، البنت يتيمة ولسة متخرجة ، تجارة انجلش، ممكن تعينها في المحاسبات أو أي حاجة
اتجه إلى عز قائلًا:
-إنت مكنتش عايز مساعدة، خدها مساعدة ولو تعرف لغات عينها سكرتيرة
نهض عز من مكانه وأردف
-فارس هيتولى الموضوع انا عندي اجتماع خارج الشركة بكرة، ثم اتجه إلى جواد قائلًا:
-فارس هيختبرها لو البنت خبرتها قليلة هتترفض، الشغل مفهوش واسطة .
-شوفها انت ياأوس، عندي شغل كتير..قطع حديثهم عندما استمعوا إلى بيجاد :
-يالة ياشباب العشا، عايز ارجع بيتنا بقى ..خطى عز إليه وترك أوس وفارس وجواد
-فارس عايز منك تراجع الملفات اللي بعتهالك ، وشوف عرض كويس للصفقة الجديدة ، وبالنسبة للمستشفى ، اتصل بالصيدلة العامة وشوف ايه الأدوية اللي فيها عجز
اومأ له ثم نهض
-هنتعشى واشوفهم حاضر..رمق جواد الجالس
-ايه مش هتتعشى معانا
نصب عوده متوقفا بوصول هنا إليهم
-مساء الخير!!
أطلق فارس صفيرا
-ايه يابت الحلى دا، تصدقي معرفتكيش ،لا تربيتي نفعت يابت
رمقه جواد بنظرة حادة ثم ربت على كتفه بقوة
-روح اتعشى يابغل..ابتسم أوس يبسط كفيه إلى هنا
-حلو قوي ياصغنن
-حبيبي ياآبية أوس
-حبك برص ياختي، ايه اجبلك شجرة وعصير
لكمه أوس وابتسم إليها :
-بس يالا ، هنا اختي الصغيرة، رفع ذقنها ينظر إلى عيناها
-مبروك ياهنون، وأهم من لبس الحجاب أننا نعمل بيه، فرحتلك يابنت عمي، ربنا يثبت عليه
-مرسي ياآبيه !!
لف فارس ذراعه حول كتفها وهز رأسه يشير بسبباته قائلًا:
-سؤال عميق ياهنون نفسي اعرف أجابته، طبعا احنا اتصالحنا مش صح ، لسة زعلانة مش مهم المهم ...ليه مفيش غير أوس وعز وجاسر اللي بيتقولهم أبيه ، وانا والولد المتلقح جنبك دا..ايه ولاد البطة السودا
دفعه جواد بعيدًا عنها:
-ماتتلم ياحلوف، مالك فيه ايه ، انت ازاي تمسكها كدا، وبعدين في واحدة هتقول لجوزها آبيه، إنما انت معرفش يمكن شافتك عيل متستهلش
قهقه فارس متراجعًا للخلف
-ماشي ياسي جوزها ، الله يرحم لما كنت بتقولها امشي يابت من هنا
أطبق على رسغها وتحرك جهة سيارته يسب فارس ، الذي تحرك خلفهم ومازال يضحك
-رايح فين يامعلم، اوعى ليكون عازم البت على العشاء علشان تنفرد بيها وهي هبلة مابتصدق
استدار جواد إليه
-فارس الموضوع مابقاش فيه هزار خلاص، هنا هتكون مراتي ..
اقترب منه وابتسامة خلابة على وجهه
-مبروك ياجواد اكيد بهزر معاك ، انا مقصدش حاجة
ربت جواد على كتفه وأكد على حديثه:
-الموضوع مبقاش ينفع للهزار ..نظر إلى هنا التي ابتعدت إلى سيارة جواد وأردف:
-البت دي بتحبك فعلًا، اتمنى تقدر حبها وربنا يسعدكم يارب
تحرك جواد مبتسما وهو يردف:
-وأنا كمان حبيتها يافارس، وقعتني المجنونة
-آسف على اللي حصل الصبح، واكدتلي انك خايف عليها
ظل واقفًا ينظر لمغادرتهم وهو يضع كفوفه بجيب بنطاله إلى أن اختفو من أمامه ، استدار إلى اوس وجده غادر المكان
وصل إلى مائدة الطعام
-فين جاسر وجنى ؟!
جذب فارس مقعده وجلس بجوار أوس قائلًا:
-مش عايزين يتعشوا معانا
زوى مابين حاجبيه متسائلاً:
-يعني ايه ؟!
ابتسم بيجاد وهو ينظر لجواد
-عندهم درس أخلاقي ياحج صهيب..هي دي عايزة سؤال
قهقه فارس يرمق والده بغمزة
-درس القيم والأخلاق دا عايز مجهود جبار
ارتفعت ضحكات بيجاد :
-انا شمتان ياجدع من اختراق قوانين حمايا ..اقولك حاجة ياعمو صهيب
-قول يافالح ..قالها صهيب متهكمًا
ضغط على شفتيه متمتمًا
-شامم ريحة تريقة
ارتشف عز من كوبه واجابه
-هي التريقة بقت تتشم يابني
رفع حاجبه ساخرًا:
-وهو الميت بيرجع تاني ..دا احنا جيل الانفلات في كل حاجة حتى الموت ..يالهوي مبقاش فيا عقل كله كوم وحماتي الجميلة كوم تاني
صمت بعدما وجد نظرات جواد فأردف
-بس مقولتش ياابو الجود اول درس في القيم والأخلاق بيدعو إلى ايه
منع عز ضحكاته وهو ينظر لصحنه بينما أفلت فارس ضحكة قائلا:
-إزاي تتعلم الانحراف على أصوله
ونقطة من اول السطر ..يعني مثلا ازاي تسمع اغاني عبده موته
ولا مهرجانات محمد رمضان وانت منكشح ولا رقصات السيدة الفاضلة لويندا وصفينار .ولا
-اخرص ياله واطفح وانت ساكت
قالها جواد بغضب ثم ألقى محرمته ونهض من مكانه قائلاً:
-على اخر الزمن اقعد اكل مع شوية منفلتين ..تحرك يقطع بخطوايه الأرض ..فاتجه صهيب متسائلًا :
-عمك ماله ؟!
وضع بيجاد زيتونة بفمه وصاح على جواد :
-حمايا انت محتاج محامي اسرة، ولا شكلك بايع وهتخلع وتريح نفسك
استدار إليه جواد ثم أشار إليه ، حمحم بيجاد وتوقف يهز رأسه بابتسامة :
-حضرتك عارف انا بهزر صح
جذبه من عنقه ودلف به لداخل المكتب
-اخرص ياحلوف شوية واسمعني، عند غزل مبحبش الهزار، واتنيل اقعد واسمعني كويس وبطل سخافة
-سيب غنى معانا الايام دي، هي مش هترتاح هناك ولا غزل كمان
-انا مسافر ياعمو مينفعش اسيبها، توقف جواد وجلس بمقابلته:
-اسمعني يابيجاد عمري ماوقفت في قرار ، بالعكس كنت بدعمك، لكن المرة دي لازم تدعمني، كفاية عليا قلقي على جاسر ، لازم كلهم يكونوا قدام عيوني
صمت لبعض الدقائق ثم اجابه
- حاضر ياعمو ، بس خلي بالك من الولاد، انا بكون قلقان عليهم
ربت جواد على ساقيه قائلًا:
-بتوصيني على بنتي واحفادي يابيجاد
هز رأسه بالنفي :
-مش قصدي ياعمو قصدي بخاف عليهم وهم بعيد عني
نصب عوده وتوقف متجهًا للخارج:
-متخفش يابيجاد دول روحي
صعد إلى جناحه وجد غزل تخرج من الحمام متجهة لمرآة الزينة، تحرك دون حديث يجذب منامته واتجه لغرفة أخرى
ظلت تراقبه بعيناها الحزينة، لأول مرة منذ زواجهم يحدث خلاف بينهم ..ظلت لبعض الوقت جالسة ظنا أنه سيخرج لينام على فراشه، توقفت بعد فترة طويلة وفتحت الباب تبحث عنه وجدته ينهي صلاة القيام ، ظل لبعض الوقت على سجادته يقرأ قرآن
تحركت إلى أن وصلت إليه ثم جلست بجواره تنظر إليه بصمت ، توقف واتجه يضع مصحفه بمكانه ، ثم اتجه لفراشه يجذب مفرشه ليتسطح عليه
ظلت لدقائق واقفة تنظر إليه بقلب يئن المًا، ثم تحركت إليه مسدت على خصلاته
-جواد انا آسفة !!
-وأنا مش قابل اسفك..أنتِ مغلطيش في حاجة سهلة ، قومي روحي اوضتك عايز انام ، ولا روحي كملي قعدتك مع ابنك اللي مفكراه لسة طفل وقاعدة معاه عريان
ضحك قلبها من غيرة زوجها،
-غيران من ابنك ياجواد ..نظر إليها يريد عقابها على كلماتها التي تؤلم قلبه ..ولكنه سحب بصره بعيدا عنها ، ظلت تنظر إليه بصمت ثم استدارت وتحركت دون حديث:
اعتدل يجلس على الفراش يمسح وجهه بغضب ، لأول مرة ينفصل فراشهما ، غضب منها ومن نفسه ومن الظروف التي اوصلتهم لتلك الحالة
دقائق مرت عليه وهو يشعر بالاختناق، يود لو يخرج يضمها لأحضانه ويعاقبها على ماتفوهت به ..قطع حديثه صوت موسيقى بالخارج ، نهض من مكانه وخرج وجدها تقف بالغرفة ترتدي تلك البدلة التي مرت عليها الكثير من السنوات دون أن ترتديها ..نظر إليها بذهول وهو تتمايل بجسدها أمامه بإغراء وتردد خلف الأغنية ..خطت باغراء إلى أن وصلت إليه تجذبه ثم عانقت رقبته وتوقفت على أصابع أقدامها تهمس بجوار أذنيه :
-متفكرش كتير ياجود، انا مش هتنازل عن حضنك حتى لو اضطريت اعملك عجين الفلاحة ودلوقتي عايزاك تستمتع بغزالتك زي زمان وبس
طبعت قبلة على وجنتيه ثم اقتربت لشفتيه هامسة
-تقعد وتتفرج وبس ، وانسى انك تخرج من جنب السرير دا علشان عقابي وحش اوي ياحضرة اللوا ..قالتها واستدارت ترفع صوت هاتفها وبدأت تتمايل برشاقة ورغم مرور السنوات إلا أنها ستظل غزالة الجواد ..وبحركاتها وشقاوتها تعلم كيف اخراج حزنه منها
ظل متصنم بمكانه غير مستوعب ما تفعله مجنونته، وخاصة عندما سحبته ودفعته ليجلس فوق فراشه وتكمل وصلة رقصها
جلس وعيناه تراقب حركاتها الأنثوية المجنونة، التي كادت أن تذهب عقله، بعد فترة قصيرة توقفت عن الرقص تضع كفيها على صدرها تشعر بالألم ..انتفض من مكانه إليها
-غزل مالك!!
تراجعت تسحب أنفاسها بصعوبة حتى شُحب لونها، اسرع إلى علاجها ، واعطها دوائها ..ضمها بقوة لأحضانه يفرك بكفيها مرة ويمسد على وجهها مرة لتعود إليها الدموية ..ضمها بقوة لصدره :
-ينفع كدا عايزة تموتي، اتجننتي اعمل فيكي ايه !!
أغمضت عيناها بأرهاق وهمست بصوت مجهد:
-عايزة اصالحك، انت زعلان مني ..قالت كلماتها بصوت متقطع
تمدد يضمها لأحضانه يمسد على خصلاتها ، وانسابت عبراته رغمًا عنه عندما شعر بفقدانها فأردف قائلًا:
-نامي حبيبي بطلي كلام ، بعدين نتكلم
ذهبت بالنوم بسب دوائها، ظل بجوارها يطالعها بقلب متلهف هامسـًا لنفسه
-مجنون ياجواد ، هانت عليك علشان تزعلها كدا ، كنت هتكون مبسوط لو حصلها حاجة ..هنا فقد عقله وهو يشهق ببكاء يضمها بقوة وكأنها ستختفي من حياته ، تمتمت اسمه بنومها ، قبلها يهمس لها
-انا جنبك ياروحي، اوعدك حبيبة جود عمري ماازعلك تاني ..أغمضت عيناها مبتسمة وكأنه يراودها أحلامها
بغرفة ياسين
كانت تعمل على حاسوبها ، فاستدار يعانقها من الخلف
-لسة قدامك كتير، رفعت رأسها إليه وابتسمت
-عشر دقايق ، اسجل دول ، علشان جنى عايزة تقفل الشهر القديم
جذب المقعد وجلس بجوارها :
-لولو احكي لي عن شغلكم دا، عايز افهم موضعك مع جنى ازاي ،يعني انت موظفة براتب عندها ولا ايه
ملس على شعرها ثم ضم وجهها واقترب يحتضن ثغرها
-عارف انشغلت عنك ، بس انا محبتش ادخل في حياتك العملية، وقولت لو عايزة تحكي اكيد هتقولي، بس شايف شغلك بقى كتير وراسيل محتاجة وقت اكتر
أغلقت الجهاز بعدما استمعت إلى صوته الحاني ثم توقفت وجلست على ساقيه تحاوط عنقه :
-ياسين عايزة اعترفلك بحاجة ..ابتسم من جرئتها ولملم شعرها على جنب يقبل عنقها لتسري بجسدها تيار كهربائي أفقدها اتزانها ناهيك عن وضعهما الذي تجرأت عليه ليضع رأسه بعنقه يتلاعب بجسدها الناعم فقدها السيطرة والانسياق خلف مشاعرها هامسًا بصوته الأجش :
-سامعك ياروح ياسين!!
أغمضت عيناها متأثرة بتلك المشاعر الجميلة التي يغدقها بها ، رفع رأسه عندما وجد صمتها واحتضنها بعيناها مردفا بصوت مبحوح من كثرة مشاعره التي سيطرت عليه
-ساكتة ليه حبيبي
انحنت تضع جبينها على خاصته
-بحبك قوي ياياسين ، فوق ماتتخيل وبتوحشني قوي وانت في الشغل
هنا صمتت الألسنة وارتفعت دقات القلوب ليقف يحملها بين ساعديه وهو ينثر ترانيمه فوق ثغرها ليفصلها قائلا
-عايز أقولك قد ايه بحبك يالولو ، واعرفك إن جوزك مغرم بيكِ فوق ماعقلك وقلبك يتخيل ، بس دا مينفعش كلام حبيبتي
بمنزل صهيب
ساعدها بالجلوس وبدأ يطعمها
-انا حجزت من الاسبوع الجاي هنسافر، مش عايز اعتراض لو فعلا بتحبيني
بالأعلى اعتدلت بكسل وهو يحاوطها بذراعيه
-حبيبي قومي ياله..بدأ يطعمها ثم أعطاها دوائها ، وضعت رأسها على كتفه تهمس له
-صهيب ممكن تزهق مني صح ..اعدل رأسها يطالعها بذهول:
-ايه اللي بتقوليه دا يانهى، بعد السنين دي كلها جاية تسألي السؤال العبيط دا
ضم وجهها ثم طبع قبلة حانية على جبينها
-إنتِ حبيبة عمري وام اولادي، أنتِ الشمعة اللي نورت دنيتي بعد ماكانت سواد، بعشق كل حاجة فيكي، أخص عليكي جاية بعد السنين دي كلها تقولي ازهق منك
اقترب يلثم خاصتها بكل عشق بقلبه يعاقبها على كلماتها، ويدفيها بحنان عشقه ..بعد فترة جلس بجوارها يتعمق بالنظر إلى جسدها الذي ضعف وهزل ..ضم كفيها يحتويها بحنان وانسابت عبراته يهمس لنفسه
-آسف ياروحي ، ازاي مقدرتش اخد بالي منك ياحبيبة قلبي
❈-❈-❈
استمع الى طرقات على باب الغرفة ، دثرها بالغطاء ثم اتجه يعدل ثيابه واتجه يفتح الباب وجد عز متوقف أمامه وعيناه متحجرة بالدموع
شهقة خرجت من فمه قائلًا:
-ماما مريضة بكانسر يابابا ..ماما بقالها سنة بتعاني لوحدها
خرج صهيب وأغلق الباب خلفه ، يجذب ذراعه :
-مالك يالا ماتثبت كدا، ايه اومال سبت لجنى ايه !!
ألقى نفسه بأحضان والده
-ماما هتموت يابابا !!
انسابت دموع صهيب ، يربت على ظهره :
-لا ياحبيبي ، ماما هتبقى كويسة ،
أخرجه من أحضانه يحتضن وجهه
-عز اجمد انا محتاج راجل جنبي، محتاج اللي يقويني مش راجل يقف ويعيط ، اومال انا كنت بخلفكوا ليه
استمعوا الى صوت فارس وهو يصعد الدرج يدندن ..توقف يوزع نظراته بينهما ثم هتف:
-مالكم واقفين كدا ليه ، زي اللي سارقين وخايفين حد يشوفكم
رمق صهيب عز بنظرة علم مضمونها
ثم هتف ؛
-ايه اللي بتقوله دا يامتخلف، سرقة ايه ..اقترب من عز عندما لمح دموعه
-عز إنت كنت بتعيط !!
هز عز رأسه بالنفي واتجه متحركًا لغرفته دون حديث ...دلف غرفته نهضت ربى إليه :
-عز والله كنت ناوية اقولك بس طنط نهى اللي منعتني، والله حاولت ياعز
جلس على الفراش بكتفين مهتدلين ونزل بنظراته للأسفل وحزن العالم بداخله كاد أن يدخله للجحيم
جلست بجواره ثم رفعت ذراعيها تجذبه لأحضانها
-حبيبي أنا آسفة ، تمدد على فراشه جلست بجواره تمسد على خصلاته
-عز ماتخوفنيش عليك لو سمحت
نزعت روبها وتمددت بجواره ..ظلت لبعض الوقت صامت ثم اقتربت تهمس له :
-زيزو وحشتني، انت ناسي أنا بتوحم ولا ايه
رفع عيناه و رسم ابتسامة يجذب رأسها على صدره :
-حبيبي المؤدب اللي بيفكر يخرجني من حزني ..رفعت رأسها واقتربت منه
-لا ياحبيبي اخرجك ايه ..لمست خاصته تهمس له
-هو انا ماقولتلكش ..ضغط على خصرها يغمز إليها
-لا مقولتيش ياروحي ..طبعت قبلة سطحية على شفتيه وهمست له
-بتوحم عليك يازيزو ، عايزة انام في حضنك بس
قهقه عليها، ودفعها لتسقط على ظهرها يحاوطها بذراعيه:
-وياترى الحضن دا برئ ولا لا
داعبت ذقنه بأناملها الرقيقة تهمس له
-اكيد بريئ ياروحي، ومحترم كمان ماانا عارفة زيزو حبيبى محترم ، بدليل ابنك التالت اللي جاي في الطريق
قهقه عليها يضع رأسه بصدرها
-اعمل فيكي ايه يامجنونة
-بوسني..اعتدل ينظر إليها بذهول
-ايه الانفلات دا يابت ياروبي
جذبت عنقه واردفت بدلال أنثوي
-ايه ياحبيبي هو لما احب جوزي يبقى انفلات، اومال لو طلبت حاجة تانية
ارتفعت ضحكاته يضرب كفيه ببعضهما
لا دا بقى انفلات رسمي ياحبيبي ..قالها وهو يهجم على ثغرها ليذهب بها إلى جنة عشقه يغدقها بترانيم عشقه
صباح اليوم التالي
فتح عيناه على ضوء الشمس الذي تسلل من النافذة، رفع كفيه يرفع خصلاتها التي أخفت وجهها، ورفعها من فوق صدره بهدوء ، ثم جذب جهاز التحكم ليغلق ستائر الغرفة لتصبح مظلمة سوى من ذاك الخافت من آثار شموع الأمس
استدار يجذبها مرة أخرى لتغفو فوق صدره ..تململت بنومها
-صباح الخير حبيبي ..التقط كرزيتها
صباح الورد ياروح حبيبك ..تمسحت بصدره العاري تستنشق رائحته بوله
-ربنا مايحرمني من الريحة دي ابدا ياجاسر
رفعها من خصرها حتى أصبحت فوقه يحاوطه بذراعيه
-ولامنك يانبض جاسر، عاملة ايه دلوقتي ياقلبي لسة حاسة بتعب
دفنت رأسها بصدره تهرب من نظراته واجابته
-عادي حبيبي ، متنساش الحمل لسة في أوله وكنت خايفة على البيبي ، رفعت رأسها تمرر أناملها على وجنتيه
-مش زعلان مني صح
-زعلان!! ايه اللي بتقوليه دا يامجنونة، انزلها بهدوء يضع كفيه على بطنها
-أنا كمان كنت خايف قوي على حبيبة بابا
رفعت حاجبها ساخرة
-حبيبة بابا، لا والله ، اومال انا ايه أن شاءالله ، وبعدين انت خلاص خليتها حبيبة بابا ..لكمته بصدره
-وسع كدا ، قال حبيبة بابا، وكنان برضو حبيبي اكتر منك
لم تكمل حديثها إذ وجدت نفسها باسفله يحاصرها بذراعه
-كنان مين يابت اللي حبيبك احنا هنهبل بالكلام، أشارت بسبباتها محذرة إياه :
-ابعد عني هضربك وسع كدا
ارتفعت ضحكاته:
-غيرانة من بنتك يامجنونة ،
-لا مش غيرانة مضايقة منك ومتسألش ليه .. وبعدين ماانت غيران من كنان
اعتدل جالسا يجذب كفيها:
-بطلي جنان ، انا برد على هبلك ..صمتت ثم اتجهت إليه
-تفتكر ممكن اغير من بنتي بجد
جحظت عيناه ينظر إليها بذهول
-اكيد اتجننتي صح ، فيه حد يغير من بنته
-بجد ياجاسر، يعني انا هكون ام كويسة، انا لسة متعملتش مع كنان ، طنط غزل يعتبر هي اللي ربته
-احسن !!
رمقته بنظرة نارية مردفة
-ليه أن شاءالله..رفعها على ساقيه
-علشان مش عايزك تتعلقي بحد غيري
انا وبس، وماما كمان هتعرف تربيه أما أنتِ ياروحي ماشاء الله هطلعيه فاشل
حاوطت عنقه وافلتت ضحكات مرتفعة تهز رأسها.
-اه والله كنت هدلعه، دا انا كل مااشوفه لازم اكل خدوده، لدرجة عمو جواد اخده مني وبيقولي أنتِ بتشفطي الواد مفكراه شوربة
قهقه جاسر عليها حتى أدمعت عيناه
-بابا دا مالوش حل ، وبعدين ياغبية براحة على الواد هتعلميه قلة الأدب
وانا بقول طول اليوم قاعد مع راسيل وكل شوية بابي رايح العب مع راسيل
لكمته بصدره:
-بس ياجاسر، عيب وبعدين راسيل اكبر منه هي ومسك ، ماشفتش أيهم عامل حصار على راسيل وكل شوية يضرب كنان علشان راسيل بتبوسه
-ابن الصايع سايب البنات تبوسه
استمعوا الى طرقات على باب الغرفة
-بابي افتح باب انا كنان ، افتح باب
نهض يجذب تي شيرته ثم اتجه بنظره إليها البسي الروب مينفعش تقعدي قدامه كدا ، دا ممكن يفضحك ..الواد دا بيجي على السيرة ولا ايه
ابتسمت تجذب روبها ترتديه، فتح الباب ودلف
-يووووه دا كله افتح باب ، تعالي ياراسيل اعرفك ببابي
دلفت راسيل تنظر لجاسر بصمت، جلس على عقبيه يشير إليها بالقرب
تحركت إلى أن أصبحت باحضانه ، قبلها على وجنتيها..ثم رفع نظرة إلى مربيتهما روحي وانا ههتم بيهم
هزت رأسها وتحركت بينما هو نظر إلى راسيل
-إنتِ عرفاني ياراسو
اومأت له قائلة:
-عمو جاسر، اخو دادي ..طبع قبلة مرة أخرى
-ياقلبي انتِ على دادي ..سحب كفيها واتجه للداخل وجد كنان يبحث بالثلاجة على الشيكولاته
-بدور على ايه يانصة !!
-بابي هنا كان فيه تشكوليت، عايزة اديها راسيل
غمز جاسر لجنى متذكر ليلة الأمس عندما كان يطعمها الشيكولاته فاقترب من ابنه
-القطة اكلتها ، هجبلك غيرها
-خلاص بقى ياكينو انا قولت لك مابحبهاش ..قالتها راسيل
هز رأسه ومط شفتيه بحزن
-لا سفيان يدي راسيل تشكوليت اكتر من كنان، قصي كمان ..
امسك بنطال والده
-بابي بابي روح هات تشكوليت عايز ادي راسيل قبلهم كلهم
تخصر جاسر قائلًا:
-نعم يااخويا ، اروح اجبلك تشكوليت لراسيل، مكنش نقصني غير حب الحفاضات كمان ، دا كنت امبارح بغيرلك الحفاضة انت بتحب يابن جاسر على قفى ابوك
ارتفعت ضحكات جنى بينما كنان ينظر إلى والده بدون فهم فهز كتفه إلى راسيل
-بابي بيضحك ليه
هزت كتفها هي الأخرى
ارجع خصلاته للخلف فجلس أمام راسيل قائلاً:
-هتخلي عيال العيلة يموتوا بعض عليكي ياأم عيون خضرا انت
حاوطت عنقه ثم طبعت قبلة على وجنتيه
-عمو جاسر هيلعب معانا في الحديقة
لمس وجنتيها ينظر إلى جنى
-البت بتغريني علشان العب معاهم
نهضت جنى واتجهت إليها تقبل يديها
-روحو لناني ياقلبي هتلعب معاكم، عمو جاسر مسافر كمان شوية، ولما يرجع هيلعب كتير مع راسيل وكنان
-حاضر ..ياله ياكينو
-بابي هي قطة تاكل تشكوليت
أشار عليه ينظر إلى جنى
-ابنك دا هيطلع حلوف ..انحنى ينظر إليه
-اه قطة بس ضخمة ..امشي يانصة من قدامي ..مط شفتيه يهز رأسه بالنفي..حزن داخله فجذبه من كفيه الصغير ينظر إليه كانه نسخة مصغرة منه فأردف
-لا امك كانت بتحبني بتحبني واهو باين عليك يابن جاسر ..قبل وجنتيه مردفًا :
-هجبلك تشكوليت كتييير قد البحر حبيبي ياله روح ألعب مع سفيان وأيهم وقصي حبيبي ، وراسيل تلعب مع مسك وجنة ماينفعش تلعب مع البنات تمام يابطل
-اوكيه بابي ..قالها وتحرك سريعًا
بعد اسبوع يقف فوق الجبل يراقب بجهازه ويستمع لما يدور
امسك جهازه وهتف لأحد الضباط
بالمعلومات التي استمع اليها، استمع الى هاتفه
-جاسر ارجع البيت بسرعة، عزيز بعت ناس تشوفك في البيت ولا لا
جمع اشيائه وتحرك بالسيارة وعاد خلال دقائق..سحب نفسًا وأخرج بعض الصور التي التقطها يحملها على جهازه وارسلها إلى باسم ثم قام بحرقها
استمع الى طرقات على باب الغرفة ، دخل أحدهم متسائلا
-عايز حاجة ياغريب
اجابه قائلا
-لا شكرا..فين عزيز والحج تميمي
-منعرفش راحو فين
اومأ دون حديث، وصلت إليه سمارة بفنجان قهوته
-غريب عملت لك القهوة ..رفع رأسه إلى سمر التي هزت راسها بالرفض
ابتسم لها وهو يجذب منها الفنجان بايد ويجذبها بكفه الآخر متحدثا
-زعلان منك ياسمورة، من وقت ماعرفتي التحليل وأنتِ بتبعدي عني ايه ماوحشتكيش
دنت تتلاعب بقميصه تنظر لرماديته
-آسفة ياغريب عارفة انك هتزعل، بس لو بتحبني بجد لازم تروح للدكتور دا وانا حجزت لك عنده بس من غير ماتقول لحد
وضع القهوة على المنضدة وأمسك كفيها الذي تتلاعب بزر قميصه واجلسها على المقعد
-حاضر ، هروح واعملك كل اللي انتِ عايزاه..امسك الفنجان
-خدي ياروحي اشربي شوية منه علشان اشرب مكانك نهضت منتفضة عندما سقط الفنجان على ساقيها نصرخ
-اه اتحرقت ..ينفع كدا
نظر إليها بتشفي ورسم الصدمة ، ثم اقترب وهي ترفع فستانها لترى الحرق
استدار متحرك للخارج يسبها
-حقيرة.وصل إلى سمر
-القهوة كان فيها ايه ..هزت رأسها وأجابته
-معرفش، شوفتها بتحط حاجة فيها قولت انبهك ، تفتكر شكو انك مبتاخدش العلاج
خرجت سمارة تنظر إليهم ثم اردفت
-كدا رجلي اتحرقت
-ألف سلامة، شوفي تلج حطيه عليها
مرت عدة أيام أخرى إلى أن جاء اليوم الذي انتظره الجميع
حاصرت قوات الشرطة تلك العملية التي كانت تقوم بتبديل السموم بالنقود
قامت الشرطة بالقبض على الجميع ولكن لم يكن بينهم عزيز
كان بمكتبه يهتف كالمجنون
-يعني ايه ابويا وخالي اتقبض عليهم انت اتجننت
-والله ياعزيز بيه فجأة لقينا الشرطة والضرب من كل حتة، انا هربت والبوليس بيجري ورايا ..وغريب يابيه طلع معاهم
-غريب!!
اه صرخ كالمجنون وهو يتذكر حديثه لوالده منذ عدة أيام
-أنا مش مرتاح لغريب يابابا ، الواد بقت نظراته تخوف
نفث الجيار سيجاره واردف:
-خلي سمارة تزود جرعة الهيروين شوية، احنا خلاص بعد العملية لازم نبعته لابوه جثة قبل مانسافر
-وليه جثة ياهادي، بالعكس أنا عايز ابعته وهو مدمن وبيموت على شمة
-
قهقهو الاثنين غافلين عن أعين يحيى الذي كور قبضته من حديثهما ، فأردف عزيز :
-هي بتحطها في القهوة دلوقتي عايز بعد كدا يشمها باي طريقة الواد دا لازم اخلص منه
خرج من شروده على دفع جاسر الباب بقدمه
-عزيز ياعزيز فينك ياراجل ازاي تسبهم كدا لوحدهم
-هشرب من دمك ياحقيير قالها وهو يرفع سلاحه الذي ركله جاسر بخفة بعيد عنه ثم رفعه من عنقه حتى كاد أن يلفظ أنفاسه الأخيرة ..ألقاه على الأرض يركله بكل اعضائه حتى انهك وهوى على المقعد
دلف يحيى إليه
-جاسر بلاش اللي ناوي تعمله ..نزل بركبتيه يجذبه من خصلاته ويخرج ذاك الكيس من جيببه ثم انزل رأسه يفركها بتلك الورقه
-شم واشبع ياحيوان علشان تدوق من اللي بدوقه للناس
-جاسر...أشار له بسبباته وصاح بغضب
-اخرص ..جذبه من تلابيه واقفه يمسك تلك القداحة ينظر إليه بخبث
-أنا عايز احرقك صدقني ، بس للأسف مينفعش ، لانك حيوان حقير متستهلش اضيع نفسي علشان ..رفع القداحة وقام بإشعال خصلاته
-صرخ عزيز ، إلى أن وصل إليه يحيى بالمنشفة يطفأ رأسه
جلس جاسر يشعل سيجاره، يضع ساقا فوق الأخرى
- ثم ألقى إلى يحيى القيود الحديدية
-لبسه شبكته وخده من قدامي بدل ماأموته
جاسر ..التفت وجد سمارة تشير إليه بالسلاح
-هموتك لو مسبتش عزيز، سيبه ..نظر يحيى بذهول إلى سلاحها الذي وجهته على جاسر
-سمارة ابعدي بالمسدس ، مالكيش دعوة انتِ، أطلقت طلقة على ساق يحيى
-اه ياخاين لازم اموتكم ..لحظات واستمع إلى طلقة إصابتها لتسقط قتيلة أمامهم التفت جاسر للذي اطلق رصاصته ..وجدها سمر ..صرخ عزيز مهرولا إليها
-سمارة ..ظل يصرخ ويبكي بصوت مرتفع ..أشار جاسر إلى يحيى الذي ضمته سمر عندما بكت
-انت كويس ...اومأ لها فنظرت إليها قتلتها ..انا قتلتها
حاول تهدئتها ..توقف عزيز وحاول الانقضاض عليها
-حقيرة، هقتلكم كلكم ..هقتلكم
-بس يالا ..مش عايز اسمع صوتك المزعج دا ..قول كلام على قدك ،
أشار للأمين الشرطة
-خده من قدامي بدل مااقوم اولع فيه الحقير
بشركة الألفي
دلفت تلك الجميلة
-حضرتك انا جوان يوسف العوضي
-اسمك جوان ودا من ايه
رفعت حاجبها مستغربة طريقته ثم هتفت :
-حضرتك الباشمهندس عز هو اللي عيني بناء على شهادتي
-طيب يااهداف هتقوليلي قصة حياتك
روحي هاتي الايميل من سمر
-تمام يامستر ..قالتها وتحركت ..نظر إلى تحركها يتمتم
-هي قالت لي مستر ولا أنا اللي اتخيلت ...عادت بعد دقائق معدودة وقامت بطرق الباب ثم دلفت :
مستر فارس دا الايميل اللي وصل الصبح والباشمهندس عز طلب من حضرتك لازم تشوفه
حاول تمالك غضبه من تلك الغبية فأشار بيديه دون حديث:
تحركت بخطواتها الهادئة، ووضعت تلك الورقة أمامه ..لحظات ثم رفع عيناه عن الورقة
-خديه ل أوس يراجعه وبعد كدا هاتيه
-تمام يامستر..ألقى القلم بغضب
-هو انتِ عندك كام سنة يااستاذة معرفش اسمك ايه
-جوان يامستر!!
-يابنتي انا مش في حصة انجليزي اقسم بالله ..روحي لمستر عز
جز على أسنانه يشير إليها بغضب
-اطلعي برة حفظتيني مستر
تحركت سريعا للخارج وتحجب دموعها ولم ترى أمامها وإذ بها تنصدم بأحد الموظفين بالشركة حتى كادت أن تسقط لولا أن امسكها بذراعيه
أطلق فارس ضحكة ثم هتف :
-إنت عمية وغبية كمان ..استدارت ترمقه بنظرات لم يعلم مداها ، لحظات من النظرات بينهما ثم سحبت بصرها وتحركت إلى مكتب أوس وبيديها ورقتين
-دا الايميل يافندم ، ودي استقالتي
رفع نظره من فوق جهازه
-استقالة هو أنتِ لحقني ولا ايه
انسابت دموعها
-آسفة ..توقف أوس ينظر إليها بتقييم
-اقعدي ياجوان ، احكي لي ايه اللي حصل معاكي
قصت له ماصار ..قام بتمزيق الورقة وأشار إليها
-روحي شوفي شغلك فارس بيحب يهزر
بعد عدة أيام ..قام جواد بإعداد حفلة للاعلان عن رجوع جاسر
دلف جواد إلى زوجته وجدها أنهت زينتها
-طول عمرك ملكة متوجة يازوزو
حاوطت عنقه مبتسمة
-طول عمرك حبيب قلبي المدلل ياجواد
❈-❈-❈
ضمها مقبلا جبينها ثم سحبها من كفيها
-ياله الناس بدأت تظهر، جهزتي شنطة السفر علشان هنسافر بعد الحفلة مع صهيب ونهى ..اومأت له ثم اردفت :
-ليه مش عايز حد يعرف غيرنا
-كفاية وجع للولاد ياغزل، احنا كبار ونتحمل، ومتنسيش جنى حامل لو عرفت ممكن تفقد جنينها
-حاضر ياجواد، وعد مش هعرف حد
يسلملي الفهمان ..ابتسمت تحتضن ذراعيه قاىلة
-أنا أسعد واحدة في الكون دا كله النهاردة
-ربنا يديم السعادة في بيتنا حبيبي
امنت على دعائه .
بغرفة جاسر ...ساعدها بارتداء فستانها ثم أخرج من جيبه تلك العلبة يطبع قبلة سريعة على ثغرها
-الليلة دي خاصة لجاسر ياجنجون اكيد فاهمة كلامي ..حاوطت جسده
-عمري كله خاص لجاسر مش الليلة بس
ابتسم برضا على حديثها ثم انحنى يهمس لها
-وجاسر وحياته كلها تحت رجل جنونته وبس، مفيش حد على الكون يقدر يبعدك عن حضني أدار جسدها
ألبسها القلادة ثم طبع قبلة مطولة على جبينها ..نظر إلى فستانها الفيروزي بتقييم وأطلق صفيرًا
-حبيبي قمر ولؤلؤة مصونة، لمعت عيناها بالسعادة ثم اقتربت إليه تطبع قبلة على وجنتيه:
-شكرًا على الفستان
أشار لذراعيه لتعانقه قائلًا:
-متشكرنيش دلوقتي ياحبي، أنتِ مفكرة برمي فلوس ببلاش، دا حاطط في أحجار كريمة وشوفي دي تمنها كام، كل حجر بطلب
-احجار في الفستان، هتستهبل
أشار إلى بعض الفصوص التي توضع على الصدر
-اومال ايه دول ..
لكزته ضاحكة، تهز رأسها قائلة:
-هتفضل عمرك استغلالي ..امال برأسه يهمس لها
-فاكرة القميص الاسود..قطبت جبينها تسأله
-أي قميص ...رفع حاجبه ساخرا وأجابها غامزًا:
-بتاع نفسي ارقص بس جسمي وجعني.. وضعت كفيها على فمه تنظر حولها
-جاسر متهزرش، صوتك عالي..قالتها بعدما وجدت نفسهما بداخل الحفل
-وأنا سمعته أردف بها فارس الذي تألق بحُلته الكلاسيكية واقترب منهما
-سمعت ايه يابغل..رفع جانب وجهه بشبه ابتسامة ساخرة
-مابلاش ياجوز الفنانة، ايه اسيح لك في الحفلة..طيب اسمعوا وعوا
ركله جاسر بقدمه
-امشي من هنا ياحلوف الهي توقع على جدور رقبتك، انا معرفش ساكتين عليك ليه، هشوفلك معزة واجوزهالك
رفع أكتافه بتفاخر
-بقى انا فارس صهيب الألفي اتجوز معزة، لو هتبقى شبه معزتك أنا موافق
تحرك جاسر يجذب جنى
-تعالي يابنتي نمشي من وش الخروف دا، معرفش رمي ودنه معايا ليه..توقف متذكرًا شيئا ثم بحث بعينه عن صهيب
-هو ابوكي فين حاسس هو اللي بعتلي الحلوف اخوكي
دفنت وجهها بذراعيه تمنع ضحكاتها، عندما تذكرت ماصار بينهما ..اومأ برأسه مردفًا بيقين
-أيوة دا شغل صهيب الألفي، فارس ميتجرأش غير لما يكون ابوكي وراه ..اصبر عليا يا صهيب الحفلة تخلص بس
-خلاص بقى ياجاسر انسى
طالعها بصدمة
-انسى دا نومني في الجنينة والله ابدا، كور قبضته ينظر الى فارس الذي توقف مع أحدهم
-نفسي اعرف الحلوف دا شربني ايه امبارح ..رفعت أناملها تغلق زر قميصه الأبيض وجزت على اسنانها
-وأنا نفسي اعرف ليه ملبستش كرافت زيهم كلهم ..ايه الحلو عجبه فتحة صدره ..حاوطها بذراعيه يجذبها من خصرها بقوة يضغط عليه:
-مش يمكن الاقي عروسة في الحفلة...داعبت أناملها زره وتحدثت بغنج أنثوي
-وماله ياحبيبي من حقك طبعا أنا أقدر امنعك دا حقك، ثم رفعت ذراعيها تحاوط عنقه وتابعت حديثها بنبرة جعلته فقد سيطرته بعدما ارتفعت نبضات قلبه من حركاتها الجريئة أمام الجميع
-ومن حقي كمان ابعد عن حضنك، مش كدا ولا ايه يابن عمي، وانت اكيد عارف اني مجنونة واولع فيك وفيها..قالتها بعد دفعه واستدارت متحركة بعيد عنه تسبه
-الراجل دا اعمل فيه دايما حارق دمي، ماشي ..قالتها بغضب ولم ترى أمامها إذ بها تنصدم بليليان التي تسائلت
-عاملة ايه ياجنى
-كويسة حبيبتي..ابتسمت قائلة
-فرحت قوي علشان رجوع جاسر
-ميرسي يالي لي ..إنما قوليلي هو انت ماتخطبيش ..
هزت راسها تبحث عن ياسين بكل مكان، حاوطتها جنى بنظراتها فأردفت
-خسارة ..احنا كلنا الحمد لله اتجوزنا حتى هنا هتتجوز جواد قريب مع تقى ومالك، وياسين ..نظرت منتظرة حديثها بلهفة فتابعت
-بيعشق مراته يالي لي عقبالك انت كمان اكيد فاهمة كلامي
عند فارس
امسك كوب عصيره وتحرك بالحفل يراقب الجميع بابتسامة بلهاء يهمس لنفسه
-دنيا كلها مظاهر، ممكن تلاقي الست وجوزها مدين بعض علقة وجاين هنا عاملين ولاد بشوات
-بتكلم نفسك اتجننت !!
ارتشف من كوبه وأشار إلى بعض السيدات التي تتمايل مع أزواجهن برقاصتهن
-بستعجب في المظاهر الطبيعية دي ياجدع
لكزه أوس ضاحكا ثم أردف:
-مظاهر طبيعية ليه الحلو بيحلم أنه قدام شلال ولا ايه
ارتشف مرة أخرى وأجابه
-ياريت ..طب والله الشلال احسن على أقل مش مضطر تضحك مغصوب
-اتغيرت كتير يافارس
استدار إليه يطالعه للحظات ثم
هتف قائلاً:
-قصدك اتعلمت كتير، نزل ببصره إلى كوبه ورفعه قائلاً:
-شايف لون العصير دا ، لونه احمر، لو دلقته وحطيت عصير مانجا الكوباية هيتغير لونها للاصفر، ومع تغير كل لون عصير،الكوباية بتتغير، بس لما تخلص جميع انواع العصير بألوانها هتغسل الكوباية وترجع للونها الطبيعي يابن عمي هي ثابته بس اللي بيتحط فيها زي ماهو
زينا كدا، ياما حصل حوادث ومشاكل وكل مرة نرجع نوقف، ونوقع ونقوم ولسة فينا تربيتنا ، انا شوفت من جميع الألوان واتعاملت معاهم ماهم عشر سنين مش شوية ، وكنت بتعامل مع كل واحد بطريقته بس لما برجع مصر، وخاصة حضن بيتي هنا برمي كل ألوان العصير وادخل بكوبايتي النضيفة ..آخرة الكلام يابن عمي
الناس بتقول على الدنيا وحشة، ابدا الكون ثابت بس الناس اللي بتتغير وكل شوية بيفقدوا حاجة من اللي اتربوا عليها ..قطع حديثهم صوت أحدهما:
-مساء الخير باشمهندس
اهلا استاذ محي..اتجه بنظره إلى أخته :
-اهلا جوان نورتي الحفلة،
أجابته بلباقة وصوتها الهادي
-اهلا باشهمندس أوس..ثم استدارت الى فارس
-اهلا مستر فارس ...صاح فارس على العامل ثم وضع كوبه يشير إلى محي وجوان
-هات للأستاذ وتلميذة الثانوية حاجة يشربوها ثم رمق أوس يجز على أسنانه
-قولها انا باشمهندس زيك، مش مدرس عندها في الحصة، يمكن بتفهم منك ..قالها وتحرك بعدما رمقها بنظرة نارية
بغرفة ياسين أنهت زينتها كان يراقبها من خلال المرآة، ثم توقف إلى أن توقف خلفها يضمها من الخلف
-اتأخرنا حبيبي الكل نزل مبقاش غيرنا
أخرجت مجوهراتها واجابته
-انزل انت حبيبي ، وانا شوية وهنزل، شوف راسيل في طريقك
طبع قبلة على وجنتيها ثم تحرك للخارج
توقفت ترتدي مجواهراتها
خرجت بعد قليل تبحث عن ياسين، استمعت إلى صوت بداخل غرفة جاسر، وكان صوت ياسين فتحت الباب وإذ بها تنصدم عندما وجدت ليليان تقبله ...تراجعت تهز رأسها بعنف متراجعة للخلف سريعا وهرولت إلى غرفتها عبراتها تسبقها
هرول ياسين خلفها ..عاليا استني
دفعته تشير إليه بغضب:
-اياك تقرب مني ولا تلمسني..أطبق على رسغها يجرها إلى غرفتهم ثم دفعها :
-لازم تسمعيني ، اللي شوفتيه دا مش زي ماعقلك مصورلك
-دنت تغرز عيناها بمقلتيه بجبروت انثى
-اللي شوفته انك واحد خاين وبس ..لم يتحمل المزيد من اتهامتها التي أصبحت كالطلقات النارية فأشار إلى الباب
-اطلعي برة..جحظت عيناها من أسلوبه الفظ فاقتربت منه ولم تكترث لحديثه
-ايه وجعتك بالكلام
-لو مخرجتيش دلوقتي مترجعيش تعيطي..بررررررة صاح بها مما جعلها تفزع من حديثه، ورغم صراخه إلا أنها جلست على الأريكة تحتضن رأسها بين راحتيها
-اوعى تفكر لما تصرخ كدا هخاف منك ..فقد سيطرته وحديثها ينخر عظامه كحيوان مفترس فلم يشعر بنفسه سوى وهو يجذبها
-أنا مقربتش منها
دموع فقط والمشهد يحرق قلبها
-طلقني ياياسين انا مستحيل افضل على ذمتك ولا لحظة ..انت خونتني
تراجع مصدوم ورجفة شلت اعضائه بالكامل حتى فقد الحركة، توقف يطالعها بصمت إلى أن استدارت
-اطلع برة، مش عايزة اشوف وشك
خرج مهرولا من الغرفة كالذي يطارده جن يصفع الباب خلفه بقوة كاد أن يصم أذنيه
هوت تبكي بصوت مرتفع تحتضن نفسها إلى أن استمعت الى رنين هاتفها برقم أخيها
❈-❈-❈
-اهلا يابنت عمي ..فيه فيديو حلو عايزك تشوفيه
فتحت الفيديو تنظر إلى أخيها الغافي بجوار فتاه بدون ملابس ، امسك خالد هاتفه قائلا:
-عارفة الفيديو دا ممكن يعمل ايه في مستقبل حضرة الظابط ، اكيد عارفة
-إنت حقير وزبالة !!
-اسمعيني وبطلي رغي، هتجيبي كل الفلوس والمجوهرات اللي معاكي وتنازل بكل ماتملكي وتيجي العنوان اللي هقولك عليه ، اقسم بالله لو لعبتي بديلك لاقتل اخوكي واعمله فيديو محترم أنه اتقتل لأن جوز البنت قفشه معاها على السرير وبعد كدا هتشوفي هيحصلك ايه
لحظات وجسدها ينتفض بالخوف، ارتفع بكاء طفلتها، ورغم ذاك لم تكترث لبكاؤها، انسابت عبراتها تهز رأسها بعنف حتى شعرت بتوقف قلبها، هرولت للأسفل واتجهت لغرفة مكتب جواد تدعو الله أن تجده ولكن كيف سيكون بالغرفة وهناك حفل بها بعض القامة العسكرية والأمنية
دقائق أخرى ووحد فيديو اخر بوضع اخر..هوت على الأرضية تبكي تحتضن أحشائها ثم اتجهت إلى علبة مجوهراتها وجمعت كل ماتمتلك ، وأشارت إلى مربية ابنتها
-خلي بالك منها...قالتها وتحركت إلى سيارتها
كان جاسر يتجول بين الحفل مع والده يقوم بالترحيب ..بعد مكافأته على تلك القضية التي أصبحت ضجة للأعلام بكل مكان ..لمح ياسين متجها إليهم بنظرات حزينة يقف بجوار والده ، ولكن لاحظ جاسر العبوس بوجهه
أشار جواد إلى ياسين وعز بالتحرك للتعرف على الجميع ..استدار جاسر يبحث عن جنى ولكنه لمح خروج عاليا تهرول إلى چراچ السيارات
استقلت سيارتها وخرجت سريعا ..تحرك خلفها ولكن قاطعه راكان وهو يدلف الحفل بيد ليلى
-نورت حي الألفي ياقتيل