رواية تمرد عاشق الجزء الثالث الخاتمه 1 بقلم سيلا وليد
الخاتمة ج1
❈-❈-❈
حبيبتي
كأنها مثل ماتهواها نفسي قد خُلِقَت
البدر طلعتها والمسك نكهتها..
كأنها أُفرِغَت من ماء لؤلؤة
ففي كل جارحة من حسنها قمر......
فإن أخبروكِ يومااا
أني سأنساكِ وأرحل
أخبريهم أن فكرة فراقك في عيني ككسرة الموت وأكثر...
كل خرائط العالم خطوطها بطولها وعرضها بالية..
ولا تخضع لقانون المسافات..
ف تباااا لهم...!!!
لا يعلمون أنكِ في عمق الوجدان قاطنة...
فليشهد الله وامام الجميع اعلنها ..
انتِ أعز العابرين فِي عُمري ، و مهما تكاثرت الاشياء الجميلة تبقِ أنت اجملها ، و يكفيني من الحب اني احببتك بصدق وبمشاعر عميقة ، ثم إني اضعك في ودائع الرحمن كل يوم خوفا من ان يصيبك اذى و انا لست بجانبك
واني لاعيذك انتِ وقلبكِ وعيناكِ من الم الدنيا ومشاقها ومن كل شعور يخفي جمال ابتسامتك..
دمتِ نبضاً لقلبي..
خرجت عاليا بخطوات اقرب إلى الركض إلى سيارتها، حاصرها جاسر بنظراته، ثم التفت الى ياسين الذي يتحدث مع أحد قادته..تحرك إليها مستغربا حالتها ، ولكنه اصطدم بدخول راكان البنداري الذي توقف مبتسمًا
"اهلا بيك يامقتول بحي الألفي"
عانقه جاسر بمحبة قائلًا:
دلوقتي اقدر اقولك مرحبا راكان في حي الألفي المتواضع
رحب به جاسر متحركًا بجواره بعدما القى تحيته على زوجته
"حي الألفي نور مدام ليلى"
ميرسي ياحضرة الظابط..قالتها ليلى بهدوء ..أمال راكان برأسه إليها
-حبيبتي هتروحي مع جاسر عند الدكتورة ..خطى إلى أن وصل إلى وقوف والده مع بعض قادة الأمن ..أشار إلى غنى يهمس إليها
"حبيبتي خدي مدام ليلى عند ماما وجنى، وانا عشر دقايق وراجع
شعر بأحدهم يتشبث بذراعه
-جاسر تعالى اعرفك على حضرة القاضي "بدر القاضي "
التفت إلى باسم يبسط كفيه إلى الشخص
-اهلا يافندم !!
ابتسم بدر قائلًا :
-أفندم ايه بس ، مش بنا كتير، سيادة العقيد كلمني عنك كتير
ابتسم جاسر إلى باسم
-سيادة العقيد بيعزني بس، علشان كدا شايفني احسن الناس
ربت باسم على كتفه ينظر إلى بدر قائلًا:
-دا ابني يابدر، قبل مايبقى تلميذين
امال جاسر يهمس له
-مابلاش تلميذك دي انا مش فاشل قوي كدا يعني
لكزه باسم يقهقه ، ثم أشار إليه
-الواد دا كنا عايزين نقدمله في فنون مسرحية
جحظت أعين جاسر متجهة إلى بدر ضاحكًا
-حضرتك عمو بيحب يتريق مش اكتر
ظل الحديث قائم على الدعابة بينهما إلى أن توقف بدر بنظراته على راكان متسائلًا:
-تعرفوه ..اومأ جاسر ضاحكا
-دا راكان البنداري، اكيد حضرتك تعرفه
ابتسم بدر وتذكر بعض اللقاءات بينهما فأومأ له
-فعلا اتعرفنا على بعض قريب من خلال قضية هو كان بيترافع فيها
تحرك جاسر إلى وقوف راكان بجوار والده وهمس إليه ليتحرك معتذرا متجها إلى بدر القاضي
-اوووه بدر باشا وأنا بقول الحفلة منورة ليه ..نظر جاسر بساعته فانحنى راكان غامزا إليه
- ايه حضرة المجهول منتظر حد ولا ايه
-اه ، عايز أخرج عشر دقايق وراجع ، وزع نظراته على الجميع، دقايق وراجع قالها ثم تحرك معتذرًا للخارج ..امسكه باسم
-رايح فين بسرعة كدا ؟!
راجع ياعمو غطي عليا سلام
أغطي عليك، ناوي تعمل ايه يابن جواد ربنا يستر بمصايبك، بحث عن جنى ظنا أنه هرب بها ولكنه وجدها تجلس بجوار غزل وليلى ..ضيق عيناه
-الواد دا رايح يهبب ايه..رفع هاتفه سريعا
-إنت فين يابني
-قدام البوابة ياباشا ..تحرك باسم إلى مكانا هادئا واردف
-جاسر هيخرج دلوقتي عايزك تكون ظله اياك يفلت منك
-علم ياباشا ...زفر ممتعضا على تحركاته الغير محسوبة، اتجه إلى جواد لعله يعلم شيئا
عند جاسر
تحرك إلى سيارته سريعا يتحدث بهاتفه
-مدام عاليا روحت بيت اهلها ولا فين ؟!
لا ياباشا داخلة على شقة في الهرم
-الهرم..!! رددها جاسر بذهول فتسائل
ابعتلي اللوكيشن بسرعة واطلع ورا مدام عاليا متخلهاش تحس بحاجة
-تمام ياباشا..ظل يتحرك بسيارته، وهو يهتف:
-ياترى رايحة فين ياعاليا
عند عاليا ..طرقت الباب وتوقفت بالخارج منتظرة أن يفتح إليها الباب ، ظلت لبعض الدقائق، فُتح الباب متوقفًا أمامها بجسده العاري وبيده مشروب مما حرمه الله
ابتلعت ريقها تنظر بالداخل
-فين كريم ياخالد، جبت لك الفلوس ، واتنازلت لك على كل ما املك ، هات الفيديو
أشار لها بالدخول
-طب ادخلي هنتكلم على الباب ،
ادخل ازاي يابني ادم انت ، أشارت إليه مشمئزة
-ايه القرف دا ، استر نفسك ورغم ماظنش انك تعملها
تراجعت بعيدا تصيح بغضب بعدما توقف بتلك الهيئة ينظر إلى الدرج ، ثم تحدث:
-تمام هلبس، جذب كنزته وارتداها ثم أشار إليها بالدخول قائلًا:
عارفة لو لقيتك بتلعبي معايا هقتلك واشرب من دمك
-لا متخافش ، خد حاجتك اهي وهات الفيديو وعايزة اخويا ياخالد
-طيب ادخلي صحي العريس، ماليش دخل انا ..نظرت حولها بخوف ودلفت بساقين مرتعشة بعدما تناول منها النقود والمجوهرات ..تنظر حولها برعب..دفع الباب بقدمه يغلقه ، مما جعل جسدها يرتجف تسائلت بتقطع بعدما فشلت بإظهار قوتها
-هو فين، اوعى تكون عملت فيه حاجة
أشار بعينيه لتلك الغرفة ، لكنها توقفت تشير إليه
-ادخل صحي اخويا ياخالد، وإياكي تكون بتلعب بيا مش هرحمك
اقترب منها وشبه ابتسامة ساخرة
-هتعملي ايه، عايز اعرف ناوية على ايه
أشارت بسبباتها :
متقربش مني علشان هموتك ..دفع المقعد الذي بجوارها ليختل توازنها فتسقط على المقعد ، كبلها بذراعيه وضحكة شيطانية تجلت بملامحه
-اخيرًا ياعاليا، أخيرا هتكوني ليا واستمتع بجمالك ..دفعته بقوة وحاولت التملص من قبضته ، فركلته بمنطقته المحظورة وصرخت محاولة الخروج ..بالداخل تململ كريم بنومه وأصوات متداخلة ولكن حالته لم تسمح له بالتركيز
دفع الرجل بالخارج الباب بعدما استمع إلى صرخات عاليا بالداخل، جن خالد وحاول الحصول عليها ، فهجم عليها ينزع حجابها وبدأ يلطمها بكل جزء ، هرولت إلى المطبخ تبحث عن شيئًا تدافع به عن نفسها، جذبها من خصلاتها يجرها لداخل الغرفة، لمحت سكين يوضع على رخامة المطبخ ، ولكنه ركلها بقوة ببطنها لتصرخ وتشعر بكم الآلام التي اخترقت جسدها ، انسابت عبراتها ، تستند بقوة على الرخامة بعد خروج خالد ليرى من بالخارج ..أمسكت السكين وتحركت للخارج تشير بوهن
-لو قربت مني هموتك ، جز على أسنانه واقترب كالمجنون وبدأ يضربها بأبشع الطرق بعدما علم بالرجل الذي أرسله جاسر خلفها
-هموتك ياحيوانة، بتضحكي عليا، طيب شوفي هعمل ايه، أشار إلى الكاميرا المعلقة بالحائط وقام بنزع ثيابه ونظرات حيوانية وهو يفترس جسدها ، اعتدلت تجذب السكين الذي سقط من يديها
-هموتك لو قربت، حالة من الهرج والمرج بالخارج ودفع جاسر للباب في الوقت الذي عاد وعي كريم يهب من مكانه وهو يرى نفسه عاريا بالكامل بجوار تلك الفتاة الغائبة عن الوعي ويبدو أن أحدهم انتهك عرضها
استمع لصرخات أخته بالخارج ، ارتدى ثيابه سريعا، ورغم شعوره بثقل جسده إلا أنه أنهاها وخرج ، بدخول جاسر والرجل ، هرول جاسر عندما وجد خالد يهجم على عاليا التي لم يرف لها جفن لتغرز السكين ببطنه ..توقف كريم ينظر بصدمة وكأن جسده اصابه شلل ولم يقو على الحركة، نظرات مذهولة وهو يجد أخته تتراجع بجسدها وشهقاتها ترتفع ، بجذب جاسر إليه يلقيه بقوة بالجدار، رغم نزيف بطنه
لم يشعر جاسر بوقوف كريم المصدوم، هرول إلى عاليا عندما وجد ارتجاف جسدها وصرخاتها تضع كفيها الملوث بدماء خالد على وجهها
رفعها بين يديه يحاوطها بذراعيه
-عاليا اهدي خلاص ..اهدي، ولكن ازدادت صرخاتها وهي ترى الدماء بيديها ..همس كريم اسم أخته كالفاقد للوعي
-عاليا..ورغم صوته الخافت إلا أنه اخترق إذن جاسر الذي استدار يطالعه بصدمة ونظرات استفهامية عن وجودهما بتلك الشقة
-صاح جاسر به حتى يفيق من صدمته
-كريم تعالى شيل اختك مش شايف حالتها، رفع نظراته الى جاسر وكأنه لم يستمع إليه، كل مايشعر به انسحاب أنفاسه وتذكره بما اوجده هنا، ولكن آفاقه عقله عندما لمح عاليا وهي تهوى بين ذراع جاسر فاقدة للوعي
بعد فترة جلس أمام غرفة الطبيب ينتظر خروجها، دقائق وخرجت الممرضة
-المريضة اتعرضت لصدمة عنيفة الدكتورة ركبت لها محلول شوية وتفوق ، سلامتها
جلس جاسر بجواره وكأن على رأسه الطير ..ظل الصمت سيد الموقف لدقائق حتى تسائل جاسر
-ايه اللي حصل، وليه كنت انت وعاليا في الشقة
مسح على وجهه بغضب حتى كاد أن يقلع جلده ، مردفًا:
-نزلت من عربيتي لقيت ست عجوزة قدامي بتستند على عكازها وبتقولي ممكن تساعدني يابني اعدي الطريق، مسكت أيدها ومشيت معاها اعديها الطريق علشان تركب تاكسي من الجهة المعاكسة تروح المستشفى ، وصلتها للتاكسي وبفتح لها الباب اساعدها وقتها مسحتش بنفسي ، غير لما قومت وانت عارف الباقي
توقف جاسر عندما ارتفع رنين هاتفه الذي لم ينقطع منذ وصولهم للمشفى، تحرك يرد على والده
-أيوة يابابا !!
-إنت فين ياجاسر، ينفع كدا ، ايه اللي بتعمله دا
-بابا أنا في المستشفى...ابتعد جواد عن غزل وحاول الثبات أمام الجميع
-ايه اللي حصل انت تعبانة
قص له ماصار ، ذهب جواد ببصره سريعا الى ياسين الذي يجاور أوس وعز وعلى وجهه علامات الحزن
سحب نفسًا عميقًا وزفره بهدوء
-الولد مات ولا لسة ؟!
لا لسة عايش في العمليات الضربة مش هتموته
-تمام هبعتلك ياسين وانت ارجع بعد مااخوك يوصل
-حاضر!!
❈-❈-❈
دقائق وخرجت عاليا إلى غرفة أخرى ، ظل جالسًا بالخارج
عند جواد تحرك معتذرًا ، واتجه إلى ياسين ، قبض على ذراعه
-تعالى عايز اتكلم معاك، ثم أشار إلى عز ..
-عز هات عربيتك علشان تروح مع ابن عمك المستشفى
زوى مابين حاجبيه متسائلاً:
مستشفى!! ليه مين تعبان !!
ربت جواد على كتفه وتحدث بهدوء
-اسمعني كويس وعايزك ابن جواد بحق، تهدى كدا وبلاش تتسرع وتتحكم بأعصابك، اسلوب الجحلفة مش عايزه، انت مش صغير سمعتني
التفت حوله يبحث عن زوجته فأدار والده وجهه
-مش هنا ، مراتك في المستشفى
-ايه مستشفى ليه؟!
روح وجاسر هيفهمك، وبلاش عضلاتك دي
-جاسر!! ...هو ايه اللي بيحصل بالظبط
استدار سريعا واطلق العنان لساقيه ليتحرك مهرولا وتمنى أن تكون له أجنحة ليصل إليها ، وصل إلى سيارة عز يفتح رابطة عنقه بغضب
-في ايه ياياسين ومين اللي تعبان؟!
اتجه ببصره يطالعه بشرود، وكأنه لا يستمع الى حديثه ، ربت عز على كتفه متسائلاً :
-إنت كويس !!
-بابا بيقول عاليا في المستشفى ، وجاسر هناك، اكيد الموضوع كبير، تفتكر ايه اللي حصل
تحرك بالسيارة وبدأ عقله يراوده وهو يراقب الطريق مرة ووجه ياسين الذي ارتسم على ملامحه الحزن والخوف بآن واحد ...وصل بعد قليل وخطوايه توازي دقات قلبه، صعد إلى الطابق المنشود ..زادت دقاته بصخب وهو يرى كريم بجوار جاسر أمام غرفتها، نهض جاسر من مكانه وتحرك إلى وقوفه..أطبق على ذراعه
-اسمعها الأول واياك تتغابى سمعتني
نظراته كانت على كريم الذي يحاوط رأسه بين راحتيه ،وتسائل
-ايه اللي حصل ، ثم اتجه ببصره وتعمق بالنظر إلى أخيه
-إزاي انت هنا، وليه أنا معرفش!!
قبض على ذراعه بقوة :
-ياسين مش وقت اسئلتك دي ، مراتك تفوق وبعد كدا يبقى اسألها ، انا هنا ليه علشان دا واجبي متنساش انا أخوك الكبير يلا، مالكش تحاسبني انا هنا ليه
أشار إلى كريم قائلًا:
-حالته مش متحملة أي كلمة ، تقعد لحد مامراتك تفوق، وانا الحفلة تنتهي وهجيب جنى ونيجي دا لو لسة عاليا متحسنتش
تجيب جنى هو ايه اللي بيحصل وعاليا مالها
ربت على كتفه وتحدث بأسى
-ربنا يعوض عليكم حبيبي !!
-يعوض علينا في أيه بالظبط انا مش فاهم
صمت جاسر عن الحديث للحظات، يحدث حاله
-ياسين مكنش يعرف إن عاليا حامل، فاق من شروده على قبض ياسين بذراعه
-عاليا مالها ياجاسر
حمحم جاسر ليتجلى صوته فأردف :
-كانت حامل ياياسين والحمل نزل !!
امتقع وجهه يردد حديث جاسر
-حامل وسقطت، ازاي !!
رفع عيناه إلى جاسر ونظرات الحزن ترتسم بعيونه وهناك سنيورهات رسمها لنفسه بسبب رؤيتها له مع ليليان فهمس بعيناه المترجية أن ما وصل إليه من فهم لم يكن صحيحا
-عاليا سقطت الولد ؟!
ذهل جاسر من حديثه ، اتجه ياسين بنظراته إلى كريم..
-اتصلت باخوها وجت هنا تنزل الولد علشان شافتني مع ليليان لدرجة دي
بدأ يهذي بكلماته وصدمة جاسر التي اذهلتها مما جعله يقبض على ذراعيه يهزه بعنف
-فوق وبطل هبل ، عاليا ابن عمها هجم عليها وهي ضربته بالسكين ولولا وصولي كان زمانها موتته، أدار وجهه إلى كريم وهدر به
-شوف حالة اخوها ازاي، شكل الموضوع كبير يامتخلف مش الهبل اللي بتقوله دا
ابتلع جمراته الغاضبة وهزة عنيفة أصابت جسده ، وبلسان ثقيل تسائل:
-تقصد ايه ياجاسر، ايه اللي جاب ابن عمها عندها
-اقعد استناها وهي تحكي لك انا لازم ارجع الحفلة دلوقتي ، هشوفك بعدين
مقدرش اتكلم في حاجة أنا معرفهاش ، ياله سلام ..اتجه جاسر إلى عز الذي يتحدث بهاتفه
-جنى عمال تتصل بيك مبتردش ليه
-أنا راجع وانت خد بالك من ياسين ، الحفلة تخلص وهاجي على طول ،
-هو ايه اللي حصل ؟!
تسائل بها عز..أشار بعينيه إلى كريم
-معرفش عاليا تفوق ونعرف، ياله سلام
قالها وتحرك متجها للخارج، بينما اتجه عز الى ياسين الذي توقف أمام كريم
-ايه اللي حصل ياكريم ؟!
فرك وجهه بغضب يهز رأسه قائلا
-معرفش ، بس شكل فيه لعبة اتعملت على عاليا وانا المقصود
ضيق ياسين عيناه مستفهمًا ؟!
-يعني ايه وليه اختك راحت الشقة وليه انت كنت موجود هناك وليه ضربته ياكريم صرخ بها ياسين عندما فقد وعيه ..توقف عز أمامه يجز على أسنانه
-صوتك ياحضرة الظابط احنا في مستشفى ، ومتنساش دي مستشفى خاصة ومش تبعنا والكاميرات في كل حتة ، مسمعش صوتك غير لما مراتك تفوق، ودا لو عاقل يعني ؟؟
دار ذهابا وإيابا بالردهة كاد أن يصاب بالجنون، لكم الحائط بعنف مما نزف كفيه ...واه حارقة خرجت من جوفه
وصل جاسر إلى منزله، قابلته جنى التي توقفت تنتظره بخارج الحفل وعلى وجهها علامات القلق ..اتجهت إلى سيارته عندما دلف إلى الحي، ترجل متجهًا إليها
-حبيبي واقفة كدا ليه !!
-عاليا مالها ياجاسر..تحرك بها للداخل
-بعدين حبيبي ، عيب بقالي فترة خارج الحفل وأكيد مش حلو في حق بابا، طبع قبلة على جبينها
-ادخلي عند ماما دلوقتي والحفل يخلص وهنروحلهم
اومأت متفهمة ودلفت للداخل ولكن هناك مايشغل بالها، ماذا حدث ، توقف جاسر بجانب والده معتذرا على خروجه ..ظل لبعض الوقت إلى أن انتهى الحفل
بعد فترة جلس بغرفة مكتب والده بصحبة أوس
-متعرفش ليه راحت هناك ؟!
اجاب والده:
-أنا معرفش لولا شوفتها وهي خارجة كان الله اعلم ايه اللي هيحصل، اومأ مفتخرًا به
-برافو عليك ياحبيبي ، عايزك دايمًا كدا، عيونك على الصغير قبل الكبير
-بابا تفتكر هددها بحاجة!!
تسائل بها أوس
تراجع جواد بجسده وأجابه
-دا أكيد، انا مش خايف غير من ياسين ، وزع نظراته بينهما مردفا
-حد فيكم يروح يجيبهم من المستشفى ، عز مش هيقدر عليه لوحده
توقف جاسر قائلاً:
-هروح أنا، علشان اخد جنى، أكيد هنحتاج واحدة معانا علشان تساعدها
أشار جواد له بالتحرك
بالاعلى بغرفة غزل
-يعني ايه ياياسمينا ، ازاي دا يحصل من غير ماحد يعرف
-حاولت ياسمين التحدث معها بهدوء
-احنا منعرفش ايه اللي حصل ياطنط ، المهم تكون كويسة
ظلت تتحرك وعلامات التوتر والقلق نصيبها ..بدأت تتمتم مع نفسها
-ياترى هيكون ردة فعل ياسين ايه ، ربنا يستر..أشارت إلى ياسمينا
-انزلي إنتِ علشان والدتك ماتشكش في حاجة، وأنا شوية وهنزل
-حاضر، بس لو سمحتي بلاش تتعصبي، العصبية مش حلوة ابدا علشان حضرتك
-انزلي يابنتي ، هما ولادي خلوا فيا عقل
بالأسفل بالحديقة كان الجميع يجلس على تلك الطاولة بعد انتهاء الحفل ولم يتبقى سوى الأقارب ، ارتفعت ضحكات ريان على حديث صهيب وهو يتذكر ظهور جاسر امامه، وكذلك شاركه بيجاد الحديث
ظل الجميع يضحكون، سوى من تلك العيون التي تبحث عن ياسين وعاليا
جذبت ربى المقعد وجلست بجوارها
-نورتي ياليليان
-ميرسي ياروبي ، عاملة ايه وولادك عاملين ايه !!
رسمت ابتسامة وتحدثت:
-الحمد لله..حمحمت متسائلة:
-عايزة ايه من ياسين ياليليان، شوفتك وأنتِ معاه ..رفعت نظرها إلى والدها الذي يتحدث مع ريان ثم اتجهت إلى رُبى
-مقدرتش اعيش من غيره ياروبي
اتكأت "رُبى "على الطاولة وغرزت عيناها بأعين ليليان قائلة:
-بس هو عاش من غيرك يالي لي ، وسعيد مع مراته وعنده بنت والتاني جاي في السكة، اتمنى تبعدي عنه ، ياسين مستحيل يخون مراته
سحبت كفيها تضمها وانسابت عبراتها
-ساعديني ياروبي، أنا راضية أكون زوجة تانية بس هو يحس بيا، مش هضايق مراته، انا عرفت كمان أنه اتجوزها غصب
-بصي ياليليان معرفش وصلك ايه، بس اخويا بيعشق مراته ، دنت تهمس إليها :
-مفيش حد من ولاد الألفي بيتجوز غصب عنه، دي كان مجرد مصطلح استخدمه اللي وصلك الكلام، بلاش احلامك تكبر على الفاضي، ونصيحة مني ابعدي بكرامتك حتى لو ياسين مش متجوز مستحيل يرجع لك لو هيفضل العمر من غير جواز ، دا توأمي وأنا اكتر الناس اعرفه من عيونه
قالتها ونهضت من مكانها ترمقه بنظرات عتابية ثم تحركت للداخل، قابلتها والدتها
-عز كلمك !!
توقفت أمام والدتها متسائلة!
-هو فين عز ، سألت عليه جاسر، قالي في مشوار
ربتت غزل على كتفها وأشارت إلى غرفة راسيل
-شوفي بنت اخوكي، كانت بتعيط والناني مش عارفة تسكتها
-بتعيط!! قالتها روبى بتعجب متسائلة
-ليه عاليا مش فوق ..استمعت إلى الخادمة
-دكتورة، سيادة اللوا بيسأل عن حضرتك، أشارت إلى أبنتها قائلة:
-روحي شوفي راسيل، وانا هودع ريان وجاية
بالمشفى وصل جاسر وجنى الى جلوس عز بجوار كريم ..توقف متسائلا
-عاليا لسة مفقتش...نهض كريم مردفًا
-هشوفها كدا، ياسين جوا
بالداخل عند ياسين
جلس بجوار فراشها على المقعد، يطالعها بصمت ، هناك حرب شعواء بين عقله وقلبه، يريد عقابها بأقصى العقوبة، ولكن كيف لقلبه التمادي على من عشقها
رفرفرت أهدابها لعدة مرات متأوهة ، ظل يحدجها بصمت إلى أن فتحت عيناها بالكامل
اقترب من فراشها يفترسها بملامحه الغاضبة قائلا
-حمد الله على سلامتك يامدام ..همست بصوت ضعيف بين حركة الوعي واللاوعي اسمه
-ياسين !!..استمع الى طرقات على باب الغرفة، فسمح بالدخول، دلف كريم بخطوات متعثرة، وعيناه على أخته
حاولت الأعتدال ولكنها تأوهت متسائلة:
-ايه اللي حصل ؟!
تذكرت ماصار إليها ، فوضعت كفيها على أحشائها تنظر إلى ياسين بدموع عيناها الحارقة
-ابني ..اعتدل بوقوفه، محاولا السيطرة على أعصابه
-كريم شوف الدكتورة تطمنا على المدام علشان نمشي
-ياسين ممكن تهدى ، انت مش شايف حالتها ..حدجه مستنكرًا حديثه
-اهدى، أهدى لحد امتى ممكن تقولي، اتجه بنظراته إليها
-ايه المدام مالهاش راجل علشان ترجع له ولا مفكرة نفسها مش متجوزة راجل
-ياسين لو سمحت
-كريم شوف الدكتورة، عايز امشي من المخروبة دي
انسابت دموعها على وجنتيها، فانحنى بجسده يغرز عيناه بعيناها
-ممكن اعرف بتعيطي ليه ، سيبي دموعك دي لسة هتحتاجيها يامدام
دلفت جنى بعدما استمعت لصراخه ..وزعت نظراتها بينهما ثم هتفت
-ياسين جاسر وعز عايزينك برة
التفت إلى جنى يشير إلى عاليا
-ساعديها ياجنى عايز امشي من هنا
بعد فترة وصلت إلى منزلها كان الجميع بإنتظارهم ..قابلتها غزل
-ألف سلامة عليكي حبيبتى ، ربنا يعوض عليكو
اومأت بحزن وتحركت بجوار جنى إلى أن وصلت غرفتها ...بعد فترة جلس جواد بجوار غزل
-اطلعي لها اسأليها عن اللي حصل ، لازم اعرف دا تخطيط منين بالظبط
-جواد البنت تعبانة بلاش دلوقتي
-غزل انا قولت ايه، عايز اعرف ازاي راحت هناك، اتجه ببصره إلى أوس
-شوفي لي ياسين راح فين ، الفجر هيدن خليه يجهز علشان نصلي كلنا مع بعض
جلست جنى بجوارها تمسد على خصلاتها ، فقامت بقص ماصار لها بدخول غزل التي توقفت متصنمة لما استمعت إليه ، فاتجهت إليها غاضبة
-وأنت مجنونة يابنتي، يعني الشخص دا عمل كتير قبل كدا وبرضو تروحي له
ظلت تجوب المكان بأعين مشتتة
-ياسين عرف، هزت رأسها بالنفي مع عبراتها المتساقطة ..
حاولت غزل التفكير بشيئا حتى تقنعه ، تعلم ابنها سيثور ولن يصمت حينما يعلم ..هزت رأسها رافضة مافعلته، ثم اتجهت إلى الأسفل لتحكي لزوجها ليتعامل بتصرف عقلاني مع ابنه
❈-❈-❈
مرت عدة ساعات وجنى بجوارها إلى أن غفت ، ثم نهضت من جوارها بدخول ربى متسائلة عن ماحدث
سحبت كف ربى وتحركوا للخارج
-أنا هلكانة وعايزة انام، الصبح نتكلم، هما رجعوا من الصلاة
استدارت متحركة وهي تجيبها
-قاعدين في الحديقة، هروح علشان أيهم وأدهم كانوا صاحين، تصبحي على خير
أشارت لها بكفيها وتحركت إلى غرفة ابنها وجدته غافيا مثل الملاك، انحنت تقبله، وقامت بخفض المكيف ثم اتجهت إلى غرفتها ، ولجت إلى المرحاض لتخرج بعد دقائق تتجهز بثياب نومها بدخول زوجها..وصل إلى جلوسها أمام مرآة الزينة، لينحني ملثم جيدها
-نعيمّا حبيبي ، ابتسامة رائعة تلمع بعيناها ثم توقفت تعانق رقبته بخصلاتها الندية
-كنت فين دا كله، أدار جسدها ليجذب المجفف ويقوم بتجفيف خصلاتها الناعمة ، ثم حاوط جسدها متجها إلى الفراش
-بابا كان قاعد مع ياسين بيحاول يمتص غضبه، لانه مش ناوي على خير
قامت بفك زرائر قميصه ، متذكرة ماصار بينهما
-ممكن اعرف ليه مالبستش الكرافت ياجاسر، احنا اتكلمنا قبل ماننزل وحضرتك ضحكت عليا
قهقه عليها يضمها لأحضانه:
-حبيبي غيران ..رفعت رأسها وتعمقت برماديته
-ليه حبيبي ميستهلش الغيرة، انحنى يحتضن كريزتها للحظات يضع جبينه فوق خاصتها
-تؤ ..متغيرش علشان حبيبك مش شايف غيرك اصلا، فاطمني ياروح حبيبك ..أغمضت عيناها تستمتع بمذاق كلماته التي جعلت قلبها كمعزوفة سيمفونية بأعذب الالحان يتدفق منها الحب بكل معانيه، لمس وجنتيها عندما وجد عيناها منغلقة ، رفعها من خصرها متراجعًا على فراشها ليدفنها بداخل أحضانه يود إذابة ضلوعها ..ظلا فترة من الصمت المعزوف بنبض القلوب حتى قطعه هو ممسدًا على خصلاتها
-عاليا حكت لك حاجة..هنا اعتدلت واستدارت تنظر إليه بحزن انبثق بتجمع الدموع متذكرة انهيار حالتها
-صعبانة عليا قوي ياجاسر انا حاسة بيها فقدان الولد صعب
وضع إبهامه على شفتيها ليقطع حديثها
-دا قدرها حبيبتي ، الولد مالوش نصيب يجي، واللي عرفته أنه لسة في الأول بدليل أن ياسين معرفش بوجود
تنهدت بمرارة متذكرة ماصار إليها فأردفت بنبرة تقطر وجعا:
-مهما كان بس دا قطعة منها ومن حبيبها ، دي كانت فرحانة وعمال تخطط ازاي تعمل حفلة خاصة علشان تقول لياسين، بس اهو زي ماانت قولت ، نصيبهم أنه ميجيش
احتوى وجهها بين راحتيه
-جنى إنتِ لسة متذكرة الماضي، انا مش عايز أي ذكرى حزينة تكون في الذاكرة
اهدته ابتسامة من عيناها، ثم رفعت كفيها تتحسس وجنتيه
-مفيش ذكرى ليك بتوجعني ياجاسر سواء حزينة أو سعيدة، كل ذكرياتنا بعشقها، حتى لو مؤلمة، مفيش غير ذكرى جوازك، دي بس اللي بيوجعني جدا .. والله حبيبي بحاول انساها، بس عارف مراتك موسوسة
تمدد على الفراش يحذبها لأحضانه عندما انعقد لسانه وانحبس النفس بصدره ليشعر بلاختتاق متألما لما شعرت به بتلك الفترة
حاوطت جسده تدفن رأسها بصدره تستنشق رائحته وكأنه جرعتها للبقاء على قيد الحياة، هامسة بصوتها الضعيف الذي كاد يسمع بسبب دفن رأسها بصدره
-بس عارف وقت مابنام في حضنك كدا مبفتكرش غير انا حبيبتك وبس وانك عايز تشتري لي العالم كله ، وعايز تخطف لي نجمة من السما
رفعت رأسها تستند بذقنها على صدره
-أنا كمان نفسي تكون أسعد راجل في الدنيا، نفسي مالمحش اي حزن في عينيك، نفسي افضل في حضنك وبس
دي سعادتي الحقيقية
لمعت عيناه ببريق عشقها ، خلل أنامله بشعرها وأردف وهو يرسمها برماديته
-زمان لما كنتي بتقعدي جنبي انا وعز كنت اكلم نفسي ياترى لو حضنتها هيكون حرام، طيب هما قالو احنا اخوات يعني حضنها مش حرام، لحد مافي مرة كنت بتكلم مع بابا بهزار فقالي طبعا هي تجوزلك مينفعش تقرب منها
بابا وقتها ابتسم وقالي انا زمان غلطت وربنا عاقبني علشان كنت عارف الغلط ورغم كدا كنت بعمله ، امك كانت محرمة عليا ورغم كدا كنت بحضنها عادي، بعد مااتجوزتها وبقت ملكي حمدت ربنا ودعيت كتير يغفرلي على خطايا، انا يابني مكنش قصدي حاجة وحشة، بس مشاعري اتحركت غصب عني..علشان كدا بقولك لو عايز بنت عمك اخطبها وكله بالحلال، لو مش عايزها اياك تقرب منها ، علشان كلمة اخوات، دي اخوة محسوسة ياحبيبي ، قصدي تقوا بعض وتكون سندها في الدنيا ، انما لو مشاعر متقربش علشان متاخدش ذنوب
وقتها فضلت اضحك وارسم على بابا
حب ايه اللي حضرتك بتقوله انا كنت بس عايز اعرف حدود العلاقة بيني وبين بنات عمي اللي حضرتك قولت عليهم اخواتنا، ياريت يابابا بلاش المصطلح دا علشان بجد ساعات بيكون موجع
اقتربت من أنفاسه ووضعت رأسها فوق صدره تلمس وجنتيه وتستمع لحديثه ، ابتسم ولمعت عيناه بطبقة كرستالية
-تعرفي بابا سألني وقتها، قالي جاسر مين من بنات عمك اللي بتحبها، وقتها مكنش قدامي غير اللي طلع من لساني وانا بقوله دي واحدة تانية يابابا متعلق بيها بس كنت بسأل على معنى الإخوة لبنات عمي، وبما أن عمو صهيب بيقول امثل دور حبيب جنى فكنت عايز اعرف ايه اخرة حدودي معاها
رفع ذقنها ودنى يهمس لها
-هو فيه حد يقدر يمثل أنه بيحب ياجنى، إلا الحب مينفعش التمثيل فيه ابدا، ممكن تخبي بس عيونك بتكون فضحاكي، كان لازم ادور على حاجة اقنع بيها الكل علشان محدش يلاحظ عيوني الملهوفة عليكي ، دمعة غائرة انبثقت من جفنيه رغما عنه متذكرا ذاك اليوم
-عارفة يوم ماغنى اتحجزت بالمشفى علشان العملية، رجعت لقيتك تعبانة وقاعدة في حضن عز، قعدت جنبك من الناحية التانية وقتها عز قام يرد على تليفونه، معرفش كان شغل وصفقة أو ايه مش فاكر، حطيتي راسك على كتفي ودي كانت أول مرة تكوني قريبة مني بالشكل دا، كنا بنقعد جنب بعض اها، بس عمري مالمست حاجة فيكي، حتى شعرك من وقت ماتحجبتي في اعدادي وانا مشفتوش
اختنق صوته عندما روادته تلك الليلة
احساس صعب قوي ياجنى لما يكون حبيبك بين ايدك وانتِ ضعيفة وبتحاولي تمنعي نفسك علشان متغلطيش وتشيلي ذنوب، انا وقتها ضمتك لحضني قوي كأني كنت بستمد من الحضن دا قوة علشان اقدر اعيش بعيد عنك وقراري اللي اتخدته بعد ماشوفتك في حضن جواد، وبعد ماجواد اعترفلي بمشاعره...قبض على خصلاتها بعنف وقربها إليه يحتضن ثغرها بقوة كأنه يمحي ذاك المشهد ويزيل اثاره ، ظل لفترة ليست بالقليلة حتى تذوق دموعها التي انسابت بصمت..ابتعد سريعا ثم نهض متجها إلى الحمام دون حديث ظنا تألمها من قبلته ولا يعلم أن دموعها دموع ندم على ماشعرت به بتلك الفترة، خرج بعد دقائق مرتديا ثيابا للنوم يهرب من نظراتها ..قام بعدل وسادته ثم تمدد بجوارها مواليها ظهره دون حديث..نهضت تنزع روبها ثم دنت منه تهمس بجوار أذنه
-من إمتى بتنام كدا جنب جنجونتك، أول مرة تديني ضهرك ياترى زهقت مني حالا كدا...استدار سريعا يجذبها حتى هوت فوق صدره لتقبل تفاحة آدم هامسة
-اسفة، آسفة على غبائي اللي وجعنا الوقت دا كله
مرر أنامله على شفتيها
-أنا اللي اسف وجعتك صح ..انحنت تقبله ثم هزت رأسها بالنفي
-وجعتني لما حرمتني من جنتي، انا كنت بعيط علشان أنا غبية وحرمت نفسي من حضنك الايام دي ، ياريت الأيام ترجع كنت أنا اللي وقفت قدامك وقولت انا بموت فيك ، مقدرش أعيش من غيرك ..بعشقك بجنون وياريت تحس بيه، وقتها هتدفني جوا قلبك
-دافنك والله جوا قلبي وعيني ياحبيبة قلبي من زمان قوي، ومكنتش هخلي حد يقرب منك، والله ماكلام ياجنى، مكنتش هخلي حد يقرب منك حتى لو اتنازلت عن جاسر نفسه
طالعته بدموعها التي انسابت بغزارة
-آسفة حبيبي، آسفة على أي زعل حصل بينا وبعدنا على بعض
ضمها تحت كنف ذراعه ثم التقط هاتفه يبحث فيه عن شيئا ، إلى أن وصل إلى صورها الذي يضعها بمكانها السري
-نظرت بذهول واعتدلت تجلس على ركبتيها أمامه
-دي صور أعياد ميلادي كلها ، مرر أنامله على الشاشة يقلب بها جميعها بكل الوضعيات
-كنت حافظهم عندي ، بس كنت ناسيهم لسة مكتشفهم قريب، راكان بيسألني عن حاجة وبدور لقيتهم ، ابتسمت على صورها
-دول قدامى قوي ..قبل جبينها وأغلق الهاتف
-قدامى بس أجمل صور لقلبي وروحي ، ياله ننام علشان الشيطان بيوزني ، قهقهت وأشارت إلى تيشرت
-طيب هتنام كدا جنبي ، طيب اشم مين دلوقتي ...نزع كنزته ، وفرد ذراعيه لتقترب تدفن نفسها بداخله
قائلة:
-مش عايزة حاجة من الدنيا غير حضنك دا حبيبي
-ضمها وأغمض عيناه وذاكرته تصفع عقله ..، وتابع حديثه الذي قطعه منذ قليل عن جلوسها مع عز:
-ضميتك وقتها معرفش فاكرة ولا لا ..ضميتك قوي وتمنيت كل حاجة توقف على الحضن دا يومها حجابك وقع من على شعرك ، لأول مرة أدفن راسي في شعرك وكأني بجمع ريحتك جوايا ..الليلة دي مش هنساها أبدًا ياجنى لأنها كانت مختلفة بأحاسيس ومشاعر تانية ، فتحتي عينك وابتسمي وقولتيلي فين عز ..دنى من شفتيها يلامسها بخاصتها
-كنت مغرية وجبارة يابنت عمي ووقفتي قلبي ودخلتيني في طريق سد فقد سيطرتي على نفسي فاكرة قولت لك ايه وقتها
رفعت كفيها على وجنتيه وأصبحت وجنتيها مختلطة بدموع عيناها
-كفاية ياجاسر متوجعش قلبي أكتر ماهو موجوع
سحب جسدها حتى أصبحت بمقابلته وملس على وجهها
-فداكِ قلبي وحياتي كلها ياجنجون، سلامة قلبك من كل وجع ياروحي
رفعت نفسها وقبلته وتمنت أن يسحب روحها بتلك القبلة حتى تطفئ نيران أشعلها بغباء احساسها بتلك الفترة ، شعر بها فهمس لها يربط على قلبها
-متعرفيش قد ايه عنيت وانتِ مش في حضني، مش معقول بعد ماامتلك دنيتي وحياتي ابص لغيرك، انا مكنتش عايز غيرك وبس، يعني مهما أقول او اعمل مستحيل عيوني تبص لحد أو تشوف حد غير ملكة ومهلكة قلبي
يكفي ما تشعر به من دقات قلبها الصاخبة التي آلامت صدرها، ايعقل أن حبيبها يعشقها أضعاف مضاعفة من احساسها اتجاهه
ظلت تمرر أناملها الناعمة على وجهه تقص لها إحدى معزوفات العشق لقلبها المتيم والموشوم بعشقه، دقائق ناعمة بينهما ولكنها بأعواما عديدة بالبعد عن احضان بعضهما البعض .اخذها لعالم لا يدون سوى اسمه فقط، ولا يسمع بها سوى نبض قلوبهما الصارخة
بعد فترة كادت أن تسحب أنفاسهما ويكتب بدفتر اموات العاشقين ، كانت تضع رأسها على صدره وترسمه بينيتها بنومه الهادئ التي شبهته بملاكها ونبض حياتها ...ذهب بسباتا عميق بعد اجتيازه جميع الاختبارات ليتوج بملك الملوك، نعم فهو ملك قلبها وفارس احلامها، ابتسامة عاشقة أنارت وجهها لتجعلها وكأنه فتاة من فتيات الحور وهي تتذكر مدى عشقه إليها أقسمت بينها وبين نفسها انها لن تذوقه سوى السعادة والعشق فقط، ستوهبه حياة مليئة بالحب والألوان البهية مثل زهور الربيع الذي يعطينا الروائح العبقة
دنت تقبله بلهفة تغمض عيناها مستمعة بطعم قبلاته حينها فتح عيناه وشعر بها، ابتسم مابين نومه ظنا أنها ترواده أحلامه ، دفن رأسه بعنقها وحاصرها بجسده يهمس لها بصوته الأجش
-اهدئ صغيرتي فأنت بحصن أمانكِ ..قبلة ناعمة بعنقه لتذهب بعدها بثباتا عميقا وكأنها امتلكت العالم بكلماته الدافئة
صباح جميل محمل بصوت العصافير فوق الاشجار، ورائحة الزهور العبقة بفصل الربيع تملأ المكان ، ناهيك عن ساكن ذاك الحي الذي يملأه البهجة وسرور ..بعد ذاك الحفل المهيب
غمرت الشمس الدنيا بنور ربها وهو يجلس يدخن بشراسة بالحديقة ، ظل لفترة إلى انهك جسده، ثم صعد بخطوات متعثرة وخفقات مؤلمة بعدما شعر بانهيار حياته الوردية التي كان يرسمها للمستقبل بحضن حبيبته، فتح الباب وولج للداخل بهدوء لكي لا يوقظها، خطى بخطوات مهزوزة وكأنه يتحرك فوق بلور ليشحذ قدمه ويشعر بكم التأوه ، وصل إليها، جلس بجوارها لفترة يراقب نومها ويحفر ملامحها العاشقة لقلبه، نهض ليبدل ثيابه ثم عاد مرة أخرى وتوقف بحيرة وحربه الداخلية تنهش بعقله كالشيطان يريد أن يصفعها ويبعدها عن حياته بعد ما فعلت به وبقلبه ذلك الفعل الشنيع ، تمدد بجوارها بعد فترة بالصراع بين قلبه وعقله ، تململت بنومها متأوهة تضع كفيها على بطنها ، بسط كفيه المرتعش واحتجز الدمع بعيناه وهو يضع كفيه مكان تأوهها، يهمس ببعض الكلمات لتسكين بنومها، اقترب منها بعدما ضعف وجذابها لأمان احضانه، تغلب قلبه على عقله ليضعه في خانة اليك أغمض عيناه دافنا وجهه بعنقها
بعد قليل تململت بنومها شعرت بجسد صلب تحت رأسها، فتحت عيناها وجدته يحاوطها بذراعيه يضع رأسها على صدره..رفعت رأسها تطالعه بحزن متذكرة ماصار ، شعرت بقبضة معتصرة وعيناها تخترق شفتيه أطبقت على جفنيها وانسابت عبراتها رغمًا عنها ، شهقة خرجت من جوفها على إثرها فتح عيناه ، اعتدل سريعًا يمسح على وجهه بعنف ، تراجع يستند على الفراش
-ايه موجوعة !!
هبطت من فوق الفراش بساقين مرتعشتين متجهة للحمام دون أن تتفوه بحرف
مسح على وجهه بغضب يستغفر ربه ، محاولا السيطرة على غضبه ..خرجت بعد فترة تلتف بالمنشفة متجهة إلى غرفة ثيابها خرجت تجلس على الأريكة تتراجع بجسدها للخلف مغمضة العينين ...نهض من مكانه واتجه يجلس بجوارها
سامعك عايز اعرف ايه اللي حصل
فتحت عيناها تنظر إليه
-قولي الأول ايه اللي شوفته دا، ازاي تعمل فيا كدا
اتجه إليها يطالعها بذهول، انا اللي بسأل مترديش عليا سؤال بسؤال يامدام
نهضت من مكانها تهتف بقلب ممزق:
-ليه ياحضرة الظابط مش شايف من حقي اعرف ليه جوزي كان في حضن واحدة تانية
جن جنونه ونهض من مكانه يقبض على ذراعها بعنف :
-أنا جيت لك هنا وصرختِ فيا وطلعتيني خاين حتى من غير ماتسمعيني، وياريت تسكتي على كدا، لا خرجتي من ورايا ورحتي شقة لراجل عازب وانت عارفة إن الراجل دا اكبر مصيبة
-إنت خونتي ياياسين، قربت منها وخليتها تلمسك، وحشتك مش كدا
تجمد جسده حتى شعر ببرودة تجتاحه وعيناها كزخات المطر ، تراجع مبتعدا عنها يطالعها بذهول ، فتح فمه للحديث ولكنه شعر بثقل لسانه، وكأن حروف الكلمات هربت، اقتربت منه مع زيادة بكاؤها
-ليه تعمل فيا كدا، طيب لما بتحبها ومش قادر تنساها ليه قربت مني وخلتني أتعلق بيك، أشارت على نفسها وازدادت شهقاتها
-دا أنا حبيتك من كل قلبي، سلمتلك قلبي على طبق من دهب، نظرت حولها بضياع وتشتت وتابعت حديثها المؤلم
-ليه توجعني ، لسة عايز تنتقم مني، انا مجبرتكش على جوازك مني، كنت قولي انك اتجبرت وعايز تعيش مع اللي بتحبها بس متأذنيش كدا
ارتجافة أصابت قلبه من حالتها وهي تتحدث بدموعها التي أخفت ملامح وجهها، ابتعدت متجهة إلى غرفة الملابس وجلبت الحقيبة لتجمع ملابسها ، كل هذا تحت نظراته الصامتة وجسده المتصنم ، دقائق لم يتحرك انش واحد إلى أن أغلقت حقيبتها مع صوت بكاؤها الذي فطر قلبه وجعله يئن وينزف دون دماء
خطى إلى أن توصل إلى وقوفها وهي ترتدي ثيابها ، حاوط جسدها من الخلف يضمها إلى أحضانه
-مفيش حاجة من دي حصلت يامجنونة، انا اتفاجأت بيها وانا خارج بتشدني وفي لحظة مجنونة منها لقيتها بتبوسني، والله ماقربت منها ياعاليا، وضع رأسه بعنقها يستنشق رائحتها بوله وهمس بصوته الأجش
-عاليا أنا بحبك إنتِ، ومستحيل افكر في واحد داست على قلبي حتى لو مش بحبك ...أدارها بهدوء واحتضن وجهها يتعمق بسحر بحرها:
-مجنونة ياعاليا، بعد الحب دا كله ، افكر في كدا ، انا مش بتكلم معاكي علشان ابرئ نفسي قدامك، انا بس عاذرك على اللي شوفتيه وعايز افهمك سوء التفاهم ..دنى من شفتيها وهمس وعيناه تحاوط عيناها
-مش ياسين اللي يخون مراته حتى لو بيعشق واحدة تانية، تخيلي بقى لو بيموت في مراته اللي هي نور حياته
ارتجفت بين ذراعيه وازدادت شهقاتها
فضمها بقوة يتراجع بها إلى المقعد ، حاوطها بذراعيه، يديرها إليه
-عاليا أنا مش هحاسبك على اتهامك ليا بالخيانة دلوقتي ، بس تأكدي عقابي هيكون موجع قوي أنا عاذرك مش أكتر، ودلوقتي احكي لي يااستاذة عاليا ايه اللي حصل معاكي، وليه معرفش بالحمل
-أنا لسة عارفة الحمل امبارح الصبح ، لسة شهر ، وكنت ناوية أقولك
-حتة ولو كان لازم اعرف، دلوقتي احكي لي ايه اللي حصل
تراجعت تاركة أحضانه وجلست بمقابلته وقصت له ماصار
كور قبضته ونهض يثور عليها وكأن أحدهم يلف ثعبان حول عنقه عندما خيل له هجوم ذاك الحقير عليها ولمسه إليها
انحنى يرمقها بنظرات نارية يود أن يقبض على عنقها وهمس بهسيس
-خرجتي من غير اذني، وروحتي شقة لواحد حقير وكأنك مش متجوزة، قوليلي اعمل فيكي ايه ايه..صرخ بها حتى ارتعبت من صوته
نهضت من مكانها وهدرت بدموع
-كنت منتظر مني ايه منتظر اشوف اخويا مستقبله بيضيع ، وانا معرفش الحقير دا ناوي على ايه
ضغط على ذراعها بقوة آلامتها
-إنتِ عارفة لولا جاسر شافك كان ممكن يحصل لك ايه، مفكرتيش أنه ممكن يكون فخ، دا كان ناوي على اغتصابك يامدام ..توسعت عيناه وتغير لونها حتى أصبح كقعر جهنم من شدة غضبه..دفعها بقوة وبدأ يحطم في كل ما يقابله ..ابتعدت عنه عندما وجدت حالته ..حاولت الحديث إلا أنه اخرصها بصياحه
-عايزاني اعمل ايه ، واحد كان هيغتصبك ، واحد قرب ولمسك، غيى أنك موتي ابني يامدام ، اقترب منها وازداد جنونه حينما لاح عقله بأنها المسؤولة عن فقد الجنين ..أطبق على كتفها بعنف
-مش عايز اسمع صوتك، الباب دا لو خرجتي منه هدفنك مكانك سمعتي، وحياة ربي ياعاليا لاندمك علشان تعرفي تخرجي من ورايا حلو
دفعته وصاحت به
-متقدرش تعمل فيا كدا انت مين إن شاءالله علشان تقولي اعمل ايه ومعملش ايه، ولو رجعت تاني هعمل كدا ، ايه عايز تخبي فضحتيك فقولت تطلعتي غلطانة ، انا أعمل اللي انا عايزاه، وانت روح عند الست اللي خليتها تبوسك، ايه مفكرني هبلة وهصدق كلامك العبيط دا، حضرة الظابط طفل علشان واحدة تقرب منه وتبوسه كمان ..أشارت بسبباتها وهدرت بصوت مرتفع
-روح شوف نفسك وتعالى حاسبني، انا كنت رايحة علشان انقذ اخويا مش قافلة على نفسي الباب وبحب في حد
ضغط على فكها بقوة حتى شعرت بتحطيمه
-طيب اطلع برة الباب دا وشوفي هعمل فيكي ايه ..قالها ودفعها بغضب حتى كادت أن تسقط على الأرضية واستدار متحركًا للخارج كالذي يطارده عدوه
جلست تحتضن جسدها وانسابت عبراتها
استمعت الى طرقات على باب الغرفة، بعدها دلفت ربى ، بحثت عنها وجدتها جالسة بالأرضية وتبكي بشهقات ..اتجهت إليها وأوقفتها ثم ساعدتها بالجلوس
-ياسين مقابلني ووشه بيطلع نار، ايه اللي حصل وليه عملتي كدا ياعاليا ، كدا تخرجي من غير ما تعرفي حد، طيب عرفي بابا
اتجهت بنظرها إلى ربى
-ياسين كان مع ليليان في اوضة واحدة ياربى، انا شوفتهم ، كنتي منتظرة مني ايه والاستاذ شوفته في حضنها ، دورت على باباكي بس كنت عارفة أنه مشغول مع ضيوفه، قوليلي ياربى لو عز مستقبله في خطر هتستني حد يقولك تعملي ايه ، عارفة ان خالد حقير لكن دا اخويا مقدرتش اشوف مستقبله بيضيع
ضمت رأسها تربت على كتفها
-اهدي حبيبتي ، ربنا ينتقم منه الحيوان، المهم انت بطلي عياط وامسحي دموعك والدتك جت تحت، بلاش تفهم سوء التفاهم اللي بينكم
اتجهت إلى حقيبتها ووضعت بها أشيائها الخاصة
-لا أنا همشي مع ماما،مستحيل اقعد له تاني، خليه يروح للست ليليان بتاعته، وخليها تبوس فيه حلو
شهقت ربى تضع كفيها على شفتيها مذهولة:
-عاليا ايه الجنان دا ..مسحت دموعها بعنف
-ايه مش مصدقة، روحي اسأليه، جاي يحاسبني بأي حق ، مالوش يحاسبني وهو كان في حضن الهانم وسيباه تبوسه كمان
انا لازم امشي من البيت دا، وخليه يطلقني، انا عارفة جوازنا احنا الاتنين اتجبرنا بسبب ظروفنا، ودلوقتي انا مش عايزاه
جذبت ربى الحقيبة من يديها وأجلستها
-طيب ممكن تسمعي مني، انزلي دلوقتي قابلي مامتك وباباكي، علشان يطمنوا عليكي، وبعد كدا وعد مني لأخليكي تاخدي حقك من ياسين ، قومي حبيبتي اغسلي وشك كدا واعيدي قوتك، أنتِ مش ضعيفة علشان بنت زي ليليان تخطف جوزك ، دا جوزك وأبو بنتك وقبل دا كله حبيبك ياعاليا متنكريش دا
ربتت على ظهرها
-متخربيش بيتك ياعاليا،اما ليليان دي توقفيها عند حدها ياهبلة، مش تسيبي بيتك ..قومي واقوفي كدا وخليكي جنب جوزك النهاردة تبيني انك الأقوى ، بابا عازمهم على الغدا ، تفكري ازاي توقفي وتاخدي حقك مش الهبل اللي بتقوله
خرجت ربى بعد إقناعها بنزولها لوالدتها ، ثم اتجهت إلى غرفة والدتها
بغرفة غزل كانت تجلس تقرأ وردها اليومي بعد صلاة الضحى، استمعت الى طرقات على باب الغرفة، فسمحت بالدخول
-ماما فاضية،اشارت لها بالدخول، همست بصوت خفيض
-بابي نايم ولا نزل ..قالتها وهي تجلس بجوار والدتها
-لسة نايم محتاجه حاجة حبيبتي
سحبت نفسا وقصت لها مااستمعت إليه من عاليا ..تنهدت غزل وحاولت أن تسيطر على غضبها فتحدثت بصوت خافت:
-بلاش بابا يعرف، وانا لما تيجي الست ليليان هعرف اتصرف معاها ازاي
هزت رأسها ونهضت قائلة :
-انا خارجة الجامعة النهاردة كمان ساعتين كدا، يبقى شوفي طنط نهى، وابعتي هاتي ايهم وأدهم هنا، مبحبش اسبهم مع الناني
ابتسمت لها واردفت:
-حاضر ياقلبي ربنا يوفقك، خلي بالك من نفسك ،
-طيب حبيبتي مش هتنزلي لأهل عاليا ولا ايه..نهضت غزل وأومأت إليها ونهضت تنظر بساعة يديها
-جاين بدري كدا ليه ؟!
-معرفش بس شكلهم مسافرين علشان سمعت كريم بيقولهم هتتأخروا على الطيارة واللي فهمته أنهم ميعرفوش حاجة
أومأت غزل وتحدثت:
-نسيت دول رايحين عمرة، طيب انزلي وأنا شوية هنزل ...قبلت جبين والدتها وتحركت إلى الخارج
بغرفة أوس توقف أمام المرآة ينهي تجهيزه للنزول لعمله، فتحت ياسمينا عينيها بعدما تسللت رائحته إلى رئتيها
رفعت رأسها هامسة بصوت مبحوح من النوم
-صباح الخير حبيبي..استدار إليها ثم خطى إلى أن وصل إليها وانحنى يقبل جبينها
-صباح الرضا ياروح حبيبك ..نظرت بساعتها متسائلة:
-الساعة كام دلوقتي
جلس بجوارها على الفراش يضم رأسها لأحضانه ثم انحنى يطبع قبلة على رأسها
-الساعة 11ياقلبي كملي نومك، انا عندي ميتينج 12 يادوب اتحرك
اعتدلت جالسة ترجع خصلاتها الشاردة للخلف واردفت:
-لا هقوم كفاية نوم، عمو جواد عازم بابا وخالو يوسف على الغدا،انا مش هنزل شغل النهاردة
نهض من مكانه واتجه إلى المرآة يعدل من رابطة عنقه قائلًا:
-براحتك ياياسو،انا هحاول ارجع بدري، خلي بالك من" مسك"، عندها ليسون الساعة 4 عايزك تقابلي الميس وتشوفي قدرات البنت
نهضت من فوق الفراش تجذب روبها ثم تحركت إلى وقوفه.. توقفت أمامه وساعدته بربط رابطة عنقه مبتسمة
-حاضر، هشوفها وهنظم الوقت علشان النادي ..سمعت كمان" ربى" بتقول هتنزل ايهم وادهم النادي علشان يمارسوا لعبة لنشاطهم فايه رأيك ننزل مسك كمان
قبل كفيها واتجه إلى حقيبة عمله
-حبيبي اللي في مصلحة البنت اعمليه، شوفي النوادي الكويسة وابعتي لي اختار نادي كويس وميكونش فيه تجاوزات
انحنى وطبع قبلة سريعة على شفتيها واتجه للأسفل
-اجهزي بدل صحيتي علشان نحضر الفطار كلنا مع بعض
اومأت إليه بالموافقة وتحركت إلى الحمام لتجهيز نفسها
بغرفة جاسر
فتحت عيناها، بعدما داعبتها أشعة الشمس لتجد نفسها محاصرة بتلك الفولاذية وكأنها مسجونته ..رفعت أناملها تمررها على وجهه تنحط ملامحه بعيونًا هائمة بعشقه..شعر بها ولكنه ظل كما هو و لم يرف جفنه، ولكن كيف يستطع السيطرة على دقات قلبه العنيفة عندما اقتربت تتنفس أنفاسه تهمس له
"مستعدة أتنازل عن كل حاجة لمجرد كل يوم الصبح افتح عيوني على أغلى راجل بحياتي ..هنا صمتت الألسنة ولم يتبقى سوى دقات قلبه التي أعلنت الحرب عليه ليفتح رماديته، يجذبها بقوة حتى تلاشى المسافة ولم يتبقى سوى الأنفاس المرتفعة المختلطة بالعشق السامي هامسًا لها
"وأنا مستعد أموت كل يوم علشان اشوف جنون حبك ليا ..وضعت كفيها على فمه
-اسكت مسمعش الكلمة دي ابدًا، مستعدة أعشقك اكتر واكتر بس بلاش تجيب السيرة دي، انت متعرفش انا عيشت ازاي ولا عانيت ايه
خلل أنامله بخصلاتها:
-عايز اعرف واحس وأنتِ جوا حضني ..تلألئت عيناها بنجومها
-حقيقي ياجاسر، لسة معرفتش ولا حسيت قد ايه انا عانيت
هز رأسه وابتسامة لاعوب وهو يمرر أنامله على عنقها
-ايه اللي يثبت، لو على المستشفى ممكن يكون علشان موضوع كنان
دفعته بقوة وهبت كالمجنونة
-طيب يابن عمي ..كان عندنا وخلص، ودلوقتي بح ..ياله روح مكان ماجيت
كانت عيناه تخترق جسدها الذي ظهر أمامه دون أن تعي ما تفعله
ظلت تصرخ وتلكمه ثم توقفت عندما وجدت صمته ونظراته إليها
نظرت إلى ماينظر إليه
-اه قليل الادب يابو عيون زايغة
قالتها وهي تهجم عليه مما جعله يجذبها حتى سقطت فوقه وضحكاته ترتفع بالمكان من يسمعه لم يقل أنه لم يعاني طيلة حياته ...
-يابت اتهدي أنتِ ليه بتنسي كدا، مش قولنا كلام حلو قبل النوم، أشار إلى صدره غامزًا:
-حتى بليتي دا وغرقتيه مية ومليون آسفة ، أكلتي كلامك دا كله
نظر للذي تنظر إليه فجذبه سريعًا
-تيشريتي ومستحيل تلبسيه عايزك كدا ..ابتسامة لاعوب على شفتيها وهي تجذب المفرش تلتف به وتحركت بدلال أمامه
-اشبع بالتيشيرت ، بس وحياتك بعد كدا لانام جنبك بالبيجامة ياابو كنان الحلو
-بيجامة ايه يابت هو إنتِ عندك بيجامة اصلا، تحركت سريعا بعدما وجدت اقترابه ونظراته التي تعلمها جيدا إلى أن وصلت الحمام وأغلقت الباب، ولكنه كان الأسرع ليضع ساقيه يمنع غلقه واستند على الجدار
-مكنش في نيتي يابت ياجنجون لكن دلوقتي ، وحياة عشر سنين حب لأطلعهم على جتك دلوقتي
تراجعت تشير إليه
-اعقل ياجاسر، متنساش انا حامل ، والله من عمايلك دي شكلي مش هجيب عيال تاني ..لم يكترث لحديثها وتحرك للداخل ينزع ثيابه
-معرفش دايما نيتك شمال ليه ، انا قصدي اخد شاور ، لكن إنتِ دايما اللي عقلك واخدك سكة شمال، طول عمري محترم ، يارب تقتنعي بكدا
توسعت عيناها تنظر إليه بذهول ، منع ابتسامته من الظهور واستدار للجهة الأخرى من مظهرها المصدوم بحديثه
فتحدث مشاكسًا ليقضي على وقوفها
-لو عجبك شكلي كدا ، ممكن تيجي ناخد شاور مع بعض، وهغمض عيني
استدار يغمز إليها وهتف:
-امور صح ..جزت على اسنانها تضرب قدمها بالأرض
-وقح...دلف إلى كابينة الحمام وهو يدندن ثم التفت إليها
-وقح بس أمور وعندي جيش معجبين
استشاطت غضبا، لتهرول إليه تدفع الباب بعنف تلكمه بصدره
-جيش ايه ياوقح يابو عيون زايغة، وانا طول الليل بقول فيك شعر ، متستهلش
لم تشعر بنفسها سوى وهو يحملها بعدما نزع المفرش عن جسدها
-اهدي بس ياأم العيال، ليه العصبية دي كلها، دا كله علشان قولت لك هناخد شاور مع بعض...سكنت بين ذراعيه واختتق صوتها
-عندك جيش معجبين وعجبينك قوي ياجاسر
لم يدعها تكمل حديثها ليفتح المياه تنظر حولها بذهول
جاكوزي ..وضع إبهامه على شفتيها
-استرخي استمتعي، وضع كفيه على بطنها التي بدأت بالظهور
-خلي حبيبة باباها تستمتع معانا ..
❈-❈-❈
بالحديقة تجري خلف ابنها المشاغب وهو يقود دراجته وبضحكاته وحركاته الطفولية يداعبها لتسرع خلفه خوفًا من سقوطه
-قصي والله هضربك..توقف بدراجته بالقرب من المسبح
-امسكيني يامامي الأول وبعد كدا اضربيني ..هرولت إليه بغضبها الأمومي ..وهدرت به متصنعة عقابه
-طيب مفيش عَجل تاني ..لم تكمل حديثها لتجد نفسها بالمسبح
شهقة خرجت منها تنظر لذاك الذي دفعها بقوة وهو يقفز الى المسبح
-نفسي اعوم دلوقتي ، والنفسية محتاجة غنونة قلبي تعوم معايا، مش من الفجر بتصرخ بالواد الغلبان دا كله علشان محضرش درس الميوزك ..سيبي الواد ياغنى خلي له شخصية
اقتربت منه ونظرات نارية تريد إحراقه بالحال ثم تمتمت بصوتًا خرج عكس ملامح وجهها
-بتقول ايه ياحبيبي..
تراجع للخلف يسبح على ظهره قائلًا
-بقول أن قصي دا ابن كلب لازم تعاقبيه ..توقفت تمنع ابتسامتها تضرب كفيها ببعضهما
-اذا كان رب البيت اهبل هيكون ولاده ايه ..خرج من تحت المياه يرفعها قائلًا:
-هيكونوا عاقلين لأمهم ياروحي
حملها واتجه بها للخارج ، حاوطت عنقه
-ينفع كدا، مفكر نفسك في بيتنا، متنساش بيت بابا دايما ولاد عمي هنا
-حبيبي أنتِ بلبسك وبحضني كمان يعني محدش يقدر يكلمك
على مائدة الطعام كان جواد يتحدث مع صهيب في مختلف الأشياء إلى أن وصل بيجاد وهو يحمل غنى بملابسها المبللة ..اتجه ببصره إليه :
-بتعمل ايه يالا..تحرك قائل داا
-كنا بنصطاد سمك..اجابه متهكمًا
-ومسكت كام قرموط ياحيلتها
توقف مستديرًا إليه عندما استمع الى تهكمه فأجابه :
-هقولك بينا ..اصل خايف من ردة الفعل..
جز جواد على أسنانه يسبه بعدما علم بمغذى حديثه
بعد قليل جلس عز بجوار ربى وبدأ يطعمها ..ضيق عيناه
-عز أفطر ياله علشان متتأخرش على الاجتماع ..اجابه ومازال يطعم زوجته قائلا
-أنا إجازة النهاردة ، لو مش عاجب معاليك ممكن تحضر مكاني
جحظت عيناه فاستند على الطاولة متسائلًا:
-ليه الباشمندس عنده ساعة رضاعة..استدار يغمز لعمه قائلاً :
-لا مراتي وحشاني وعايز انفرد بيها ..قهقه صهيب يبتعد بنظرات عن نظرات جواد النارية التي ذهبت لتلك الجالسة فوق ساق زوجها
-بتعملي ايه ياجنى
اجاب جاسر :
-بتقيس الضغط ياحج ..هو حضرتك مش بتفطر ليه بدل مارمي عيونك علينا ..
قوم يالا فز من هنا
نهض يتنفس بعمق قائلا
-ياااه اخيرا بقالي ساعة بحاول اسمعها
جاسر صاح بها جواد بغضب فهبت جنى واقفة وجلست بجواره،عندما وجدت نظرات عمها الاستيائية، ضحك
صهيب
-براحة عليهم ياجواد اصل ابنك لسة كان فرحه امبارح
وضع جاسر الطعام بفمه وبدأ يلوكه بهدوء وتحدث:
-مابلاش انت ياصهيوب..قطع حديثهم وصل عاليا ملقية تحية الصباح
رفعت غزل نظرها إليها ثم إلى ابنها الجالس بصمت فأشارت إليها بالجلوس
جلست بجوار جنى مبتعدة عن ياسين، حدجها جواد بنظرة هادئة ثم تسائل
-إنتِ كويسة حبيبتي ..اومأت برأسها بصمت ..نظرت غزل إلى جنى
-جنجون حطي قدام عاليا البيض حبيبتي خليها تتغذى تعويض على اللي حصلها
هزت رأسها بالنفي، وأمسكت كوب العصير ترتشف منه قائلة:
هشرب عصير بس ياطنط، ماليش نفس للأكل توقفت ربى تضع أمامها بعض الطعام وتغمز إليها
-الجميل لازم ياكل ويهتم بصحته كويسة..ابتسمت بحنان تشكر ربى واخدث منها قطعة التوست بالمربى وبدأت تلوكها بهدوء، ونظراتها على ياسين الذي تظاهر بانشغاله بقراءة الأخبار ..رفع رأسه عندما هتف جواد
-ريان ويوسف هيتغدوا معانا قبل مايرجعوا اسكندرية مش عايز حد يتأخر برة ، اتجه إلى جاسر واردف :
-إنت بالذات مينفعش تخرج دول ضيوفك، وطبعا ريان مواقفه الحلوة كتيرة
-بس أنا كنت ناوي اسافر النهاردة فعلا
ارتشف جواد عصيره وتابع حديثه
-سافر بكرة، ومستعجل ليه يااخويا، دا انت بتقعد مع مراتك اكتر مابتروح شغلك، ثم اتجه بنظره الى جنى
-بطلي تنطيط يابت متنسيش انك حامل، دا اهبل
زم شفتيه فاتجه إلى عز الذي يشاكسه
-افطر ياعز عندك شغل..نهضت ربى واتجهت تجمع أشيائها
-حبيبي ياله هتأخر على أول محاضرة
توقف فأشار جواد إليه
-مفطرتش يابني ..سحب الطبق الذي يوضع أمام جاسر وتحرك به اتجاه السيارة
-كل كويس ياجسور اوعى تزور يلا
-حلوف..سبه بها جاسر وهو يتناول الطعام بغضب ..وصل بيجاد بجوار غنى
-ايه دا انتوا فطرتوا من غيرنا، مش من الأدب تستنونا
-الحق علينا ياحبيبي ، كان المفروض نستنى الزعيم المافيا، قومي ياغزل قابلي الحلوف جوز بنتك بالسفارة على السلم ..قالها جواد متهكما
جذب المقعد وأجلس غنى عليه ثم استدار يجلس بجوار جواد وصهيب
-بتتريق ياحمايا، تنكر اني جو البهجة في العيلة دي
جلس فارس الذي وصل للتو بمقابلته وأجابه
-اه يابني وناوين نعملك راتب شهري
حدجه مستهزئًا:
-دا أنا اوزنك فلوس يلا ..بس يلا انت وهو ..قالها جواد ثم توقف يشير إلى ياسين :
-بعد ماتخلص فطارك تعالي لي على المكتب، نهض يضع سلاحه بخصره قائلًا:
-أنا اتأخرت يابابا، لما ارجع إن شاءالله بعد اذن حضرتك ..أشار بعينيه إلى غزل التي توقفت تتحرك خلفه
-ياسين !! توقف يواليها بظهر
ايه اللي حصل بينك وبين مراتك
ذهب ببصره لعاليا التي تطعم ابنتها ثم إلى والدته ، مفيش ياماما ، سوء فهم بسيط.. وسوء الفهم دا يخليها عايزة تسيب البيت
سحب نفسا ببطى عندما شعر بأختناقه كأن هناك صخرة فوق صدره واردف:
-ماما ممكن محدش يدخل بيني وبين مراتي ياماما ، انا عارف بعمل ايه
بعد عدة ساعات بجروب الألفي
طرقت على بابا المكتب
-اتفضل حضرتك دي كل الايميلات اللي وصلت الصبح
رفع عيناه من فوق جهازه يشير إليها بالجلوس قائلاً:
-اقعدي فيه حاجة هنا عايزك تبعتيها لاستاذ مسعد علشان يقفلها مع الحسابات
جلست مرغمة تنتظره إلى أن ينتهي ، ولجت السكرتيرة
- ابعت قهوتك ياباشمهندس ..
-أيوة هاتيلي قهوتي وكلمي مسعد قوليله ميقفلش الحسابات غير لما ..توقف يطالعها
-اسمك ايه !!
زفرت متأففة ثم تحدثت بصوت خافت:
-حضرتك بقالي شهرين في الشركة ولسة مش عارف اسمي
أشار للسكرتيرة بالخروج بعدما تحدث إليها
-الاستاذة هتبعتله الحسابات كاملة ، ثم اتجه بنظره إليها بعدما غادرت السكرتيرة:
-آسف ياست العفوية اني مش عارف احفظ اسمك
ارتبكت من حديثه وابتلعت ريقها بصعوبة
-مش قصدي حضرتك، انا قصدي ..توقف من مكانه يشير إليها بالصمت ثم أشار على الجهاز
-ادخلي ابعتي الحاجات دي لمستر مسعد
اومأت له دون حديث ونهضت من مكانها تجلس أمام شاشة الحاسوب
ظلت لدقائق تعمل بصمت بينما هو اتجه إلى الشرفة ينظر للخارج استدار بعدما تحدثت
-فيه غلطة هنا في الأرقام دي، الارقام اللي في الورقة غير اللي على الجهاز، تحرك إليها ، بدخول السكرتيرة تضع القهوة على مكتبه..ثم تحركت مغادرة وهي ترمق جوان الجالسة على جهاز حاسوبه ،، انحنى ينظر بجهازه ، تراجعت برأسها بعدما وجدت تلاشي المسافة بينهما
جز على أسنانه وهتف بضجر
-الغلطة عندك ياستاذة بدل ماتكتبي اتنين كتبتي سبعة، ايه الاستهتار دا ..قالها بغضب وهو يحرك يديه لتنسكب القهوة على يديها ، هبت من مكانها تنظر لكفيها الذي تلون جلده ..اقترب يطالعها بأسى قائلًا:
-مكنش قصدي..تراجعت تشير إلى الجهاز
-الارقام دي حضرتك اللي مسجلها مش انا ابدا ..على العموم انا ظبطهم وبعتهم كدا خلاص ..بعد اذنك قالتها واستدارت تتحرك للخارج ..أوقفها صوته
-انزلي العيادة تحت خليهم يدوكي حاجة للحروق
نظرت لكفيها ثم اتجهت بنظرها للقهوة
-مفيش حرق ولا حاجة ، القهوة مكنتش سخنة قوي ، بعد اذن حضرتك
بالجامعة عند هنا
خرجت من البوابة الرئيسية وجدته متكأ على سيارته يتحدث بهاتفه، اتجهت إليه بابتسامتها الرقيقة
-حضرة الظابط واقف من زمان ..سحب كفيها يقربها إليه
-وحشتيني، نظرت إلى الأرض وتوردت وجنتيها ..رفع حاجبه يطالعها بسخرية
-اللي يشوفك دلوقتي مايقولش دي هنا المجنونة
رفع عيناها لتتشابك النظرات قائلة
-خلاص بقى الأول كنت عايزة البرود بتاع حضرتك يتفك، لكن دلوقتي ، اقترب يجذبها إليه منتظر حديثها
-لكن ايه دلوقتي ، انت عارفة عملتي فيا ايه
تشابكت عينهما ناهيك عن تشابك اناملهم ليقترب منها أكثر
-وقعت لحد مابقتش قادر على البعد ياهنون
التفتت حولها بعدما وجدت تقاربهما
-جواد احنا في الجامعة، ابعد شوية
تحمحم متراجعًا للخلف ، ثم استدار يفتح الباب ويشير إليها بالركوب
بعد قليل دلفت السيارة إلى حي الألفي، كان متوقفا بالحديقة فذهبت أبصاره لترجلهم من السيارة، أشار إلى صهيب بعينيه:
-كلم حازم يروح يطلب البنت من سيف، مبقاش ينفع دخولهم وخروجهم كدا من غير رابط رسمي
-ابن عمتها برضو ياجواد
-صهيب ، انا مابشككش في أخلاقهم بس دول شباب ، وانا شايف الاتنين متعلقين ببعض، ليه نستنى ، يبقى يخرج بيها وهي مراته حتى علشان الحرمانية ياأخي
اومأ متفهما ثم تحرك إلى تلك المنازل التي أعدت حديثا، دلف إلى منزل أوس ببداية الأمر ينظر إلى التجهيزات التي أوشكت على الانتهاء
-حلوة الحاجات اللي الولاد عاملينها ..اومأ جواد برأسه قائلاً:
-عصر التكنولوجيا ياسيدي، تحرك بعض الامتار ليدلف لمنزل اخر ببوابة أخرى وحديقة أخرى
توقف جواد متخصرا
-أنا مقولتش مش عايز فواصل، ليه البوابة دي ..وصل إليه عز يشير إلى بعض التصميمات
-من الافضل ياعمو كل بيت يكون منفصل، والصراحة عجبني إصرار جاسر على كدا، متنساش فيه حمام سباحة مينفعش يكون مفتوح
اتجه إليه قائلًا:
-مااحنا عاملين حمامات سباحة ومفيش فواصل
حك عز أنامله بعنقه وحمحم قائلاً
-لا الحاجات دي قدمت انك تعمل حمام سباحة مغلق وخلفي، خلي كل واحد يعمل في بيته اللي هو عايزه
وافقه صهيب الرأي قائلًا:
-بدل في مكان واحد مفيش مشكلة ياجواد، وأنا شايف ان كدا احسن بدل المساحة تكفي
حلوة الفكرة قول امين بقى وبارك علشان تكون بنفس راضية
-مين اللي عرض الفكرة دي ياعز، أكيد أوس مش كدا
غمز عز قاىلًا:
-المنفلت ابنك الكبير ..امتقع وجه جواد واردف مستوبخا؛
-اتفضل اللي بقول هيبقى كبير العيلة ، دا كبير العيلة في الانفلات وقلة الادب
قهقه عز يتراجع بجسده يضع كفيه معتذرا
-والله ياعمو حضرتك اللي وصلته لكدا
تهكم جواد يرمقه باستخفاف
-لا والواد مفكر نفسه شيخ، دا انت اكبر منفلت فيهم، انت هتقولي على ادبك
مساءًا بغرفة الاستقبال
جلس ريان بصحبة يوسف وبدأو يتحدثون عن اخر التطورات ، بينما في الأعلى كانت تجلس بشرفتها ، استمعت إلى ضحكاتها مع ياسمينا وهم يتجولون بالحديقة ، هنا تذكرت ماصار بينها وبين ياسين، شعور قاس تغلغل بداخلها والغيرة تأكل صدرها كنبات شيطاني تفرعت جذوره ليتشعب بكل أعضائها لتحولها لكتلة نارية ، ظلت تجوب بالمكان ، استمعت الى طرقات على باب غرفتها فتحت الباب وجدتها جنى
-عاملة ايه يالولو ، بقولك جاسر عايز يتكلم معاكي شوية، قطبت جبينها مستفهمة:
-يتكلم معايا في ايه، انا مش عايزة اتكلم مع حد دلوقتي والله ياجنى..اقتربت جنى تطالعها بعيون مستفهمة
-مالك ياعاليا ..صاحت بجنون ، استمع جاسر الذي يهبط الدرج إلى صياحها
-البت دي جاية هنا ليه ياجنى، جاية تكمل اللي عملته امبارح
اقتربت جنى منها متسائلة:
-عاليا اهدي أنا مش فاهمة حاجة.. ايه اللي البت عملته وبت مين!!
ابتلعت غصتها وتلك الصورة ترواد مخيلتها لتتجمع الدموع بعينيها فتتحدث بألم فتت قلبها
-ليليان هانم اللي شوفتها امبارح وهي بتبوس جوزي
توقف جاسر على أعتاب الغرفة بعدما ألجمته الصدمة من حديثها ، مما جعل قدميه تتسمر بالمكان وهو يستمع إلى باقي حديثها
-شوفتهم امبارح في اوضة مكتب جاسر، الحقيرة بتقرب من جوزي وبتتحرش بيه، طرق جاسر الباب ودلف للداخل يوزع النظرات بينهما ، اقتربت جنى ظنا أنه لم يستمع إلى حديثهما فرسمت ابتسامة
-حبيبي عاليا تعبانة ومش قادرة تتكلم
دلوقتي ، ممكن بعدين ، مسحت عاليا دموعها مبتعدة عنهما أوقفها جاسر
-ايه اللي سمعته دا، توقفت ثم استدارت إليه :
-السؤال دا لحضرة الظابط المحترم، مش ليا ياحضرة الظابط
ارتفعت ضحكات ليليان بالاسفل وهي تنادي على الأطفال
-مسك راسيل كفاية لعب بقى، ثم هتفت إلى ياسمينا
-أنا تعبت هدخل جوا، البنات دول ينسوا الواحد همومه والله
كورت قبضتها وهي تنظر إليها بنظرات نارية، اقترب جاسر يشير إلى جنى
-ايه اللي حصل ، كانت نظراته تراقب انفعالات عاليا من صوت ليليان بالأسفل، فاستدارت كالمجنونة قائلة :
-أنا هعرفك حالا ايه حصل..توقف أمامها محاولا منعها من الخروج بسبب حالتها قائلًا:
-عاليا ممكن نتكلم، اهدي علشان نعرف نتكلم
-خرجني ياحضرة الظابط ، انا محدش هياخد حقي، دي واحدة حقيرة ولازم اوقفها عند حدها
- عاليا ممكن تهدي، متنسيش انك تعبانة ..اتجه بأنظاره إلى جنى
-هديها وانا هشوف ايه اللي حصل ، دفعت جنى من أمامها وخرجت كالمجنونة ، دفعت الباب أمام الجميع ..نظر جواد إليها مستفهمًا :
-فيه حاجة ياعاليا ..!!
اتجهت بأنظارها الى ريان ويوسف ثم اقتربت من ليليان
-اه فيه..ولج جاسر حتى يسيطر على الوضع ولكنها رفعت كفيها ونزلت فوق وجنة ليليان مما هب جواد من مكانه وصدمة أُذهلت الجميع
أشارت بسبباتها :
-أنا بقى مش هتخبى زيك ، انسابت عبراتها رغمًا عنها بوصول ياسين الذي دلف للتو وجذبها من كفيها ولكنها دفعته وهدرت
-أنا آسفة ياعمو جواد بس الاستاذة المحترمة اللي مشفتش جزء من الاحترام بتتحرش بجوزي
جذبها ياسين بقوة وخرج بها من الغرفة وسط ذهول من الجميع
توقف يوسف يطالع ابنته مذهولا لما استمع إليه
-ايه اللي سمعته دا، تتشبث بريان وانسابت عبراتها
كور قبضته وشعر بتوقف دمائه عندما أكدت له مااستمع إليه من عاليا
حمحم ريان وحاول الخروج من المأزق قائلاً:
-اهدى يايوسف اكيد فيه سوء فهم بين مدام عاليا ولي لي
بينما جواد الذي توقف ينظر إلى جاسر بعيونا مستفهمة عما صار، أومأ له بعينيه أن مااستمع إليه صار
تحرك يوسف بعدما جمع أشيائه الخاصة معتذرًا
-آسف ياحضرة اللوا ، فرصة تانية يكون الوضع افضل، واسف بناء على اللي عملته ليليان
عجز جواد عن الرد ، واتجه لريان ليحتوي الموقف ، ولكن تأزم الوضع عندما هتفت ليليان
-أنا عارفة اني غلطت ياعمو، بس والله الموضوع جه عفوي، انا كنت بتأسف لياسين وبقوله راضية أكون زوجة تانية لاني بجد مش قادرة انساه
-ليليان صاح بها يوسف، يسحبها من كفيها وتحرك مغادرا لسيارته ، بينما ربت ريان على كتف جواد متأسفا
-بعدين نتكلم ، معلش لازم ألحقه
اومأ له جواد متفهما ليجلس على المقعد بعيون مشتتة وصلت إليه غزل
-ايه اللي حصل ليه ريان اخد نغم ومشيوا، ايه قلة التقدير دي
مسح على وجهه بغضب ثم أشار إلى جاسر الصامت
-شوفلي ياسين فين وابعته
دفعها بقوة داخل الغرفة حتى سقطت على الأرضية والغضب المحموم يخرج من عينيه
-اي قلة الادب والاحترام دا، ازاي تصغري ابويا كدا اتجنني
لم ترد عليه وظلت كما هي بالأرضية، إلى أن انحنى يجذبها بعنف من منكبيها
-ايه اتخرستي، نزعت نفسها واستدارت مبتعدة عنه
-طلقني ياحضرة الظابط، خايف على مشاعر الست الحبيبه طلقني وروحلها
قالتها بدموع كادت أن تحرق وجنتيها واستدارت إليه يعيونا ملامة عتابية:
-طلقني ياياسين، وشكرا لوقوفك معانا
اقترب منها ببطى وهتف بصوت اجفلها من شدة غضبه
-أنا اللي بتأسف لنفسي علشان لتاني مرة بغلط نفس الغلطة وبختار غلط
تصارعت أنفاسها وكثرت دموعها بسبب حديثه المهلك لقلبها:
-طلقني !!
قاطعهم طرقات جاسر على الباب
-ياسين ..فتح الباب وتحرك للأسفل مهرولا كالذي فقد عقله..وصلت غزل تطالعها بأسى
-ليه يابنتي كدا ، طول عمرك وأنتِ عاقلة وبتحاولي تستحملي غضبه ..
أغلقت الباب بعد خروجهم وهوت على الأرضية تحتضن جسدها باكية
بعد عدة ساعات بمنزل سيف جلس الجميع في جو من البهجة، سوى من عاليا التى انكمشت بجلوسها، جلست جنى بجوارها بمنزل عمها
-عاملة ايه !!
-كويسة ياجنى، انا مخنوقة وعايزة أخرج هما مش لبسوا الدبل تعالي نخرج
اه لبسوا الدبل وقالوا كتب الكتاب يوم الجمعة، توقفت عاليا بعد استماعهم لأصوات الاغاني والزغاريط بمنزل
توقفت جنى قائلة:
هروح ابارك لهنا لتفكر مرحتش علشان حاجة وراجعة لك تاني
صعدت غرفتها بعد خروج جنى وقامت بسحب حقيبتها لتغادر المنزل ، توقفت توزع نظراتها على تلك الغرفة التي شهدت قصة حبهما
انسابت عبراتها تجر حقيبتها تجمع بها ذكرياتها المأسوية والجميلة معه وتحركت متجهة للأسفل ، قابلها أوس على باب المنزل، نظر للحقيبة ثم إلى دموعها
-عاليا رايحة فين ؟!
أزالت دموعها وأجابته
-راجعة بيت والدي، وصلت المربية براسيل
-راسيل يااستاذة عاليا ..أشارت إلى السيارة واردفت
-وديها العربية ..رفع أوس هاتفه يهاتف ياسين ..بينما هي تحركت إلى السيارة، وجدت من يقبض على كفيها بعنف
-يعني مش مكفيكي الفضيحة اللي عملتيها لا وكمان عايزة تسيبي البيت
-سيب ايدي ياياسين، احنا خلاص مينفعش نبقى مع بعض
وصلت إليهم جنى وهي تضع حقيبة صغيرة بالسيارة
-سبها ياياسين ، هنروح على بيتنا كام يوم تهدى وبعدين نرجع تاني مش كدا ياعاليا
-لا مش كدا ياجنى، انا هرجع بيت ابويا وياريت حضرة الظابط يبعت لي ورقة الطلاق
قالتها ثم استقلت السيارة فاتجه يفتح باب السيارة بعنف يحمل ابنته
-يبقى ارجعي لوحدك ، بنتي مش هتبعد عني
❈-❈-❈
وصل جواد على صوت الضجة
-في ايه ؟!
ترجلت من السيارة تشير الى ياسين
-هات البنت ياياسين، لو سمحت متخلنيش اندم على جوازنا
-أنا قولت بنتي مش هتبعد عني عايزة تمشي مع السلامة مش ماسك فيكي
-عاليا أنا بسأل فيه ايه
-آسفة ياعمو جواد، مش هقدر أكمل مع حضرة الظابط ، قالتها واستقلت سيارتها وقامت باستخراج حقيبة جنى -مالوش لزوم تسيبي بيتك علشاني قالتها وتحركت بالسيارة للخارج
حملت جنى راسيل التي ارتفع بكاؤها بعد خروج والدتها ، بينما توقف ياسين مذهولا من فعلتها، اتجه إلى الأعلى ، دلف إلى الغرفة وبدأ يثور ويحطم كل ما يقابله
-ايه اللي حصل دا ياغزل ، كنتي فين
وضعت كفيها بخصرها تمسح على وجهها بحزن:
-والله مااعرف العيال دول ايه اللي حصلهم، عاليا اتجننت خلاص
-ايه يادكتورة ماتعقلي كلامك ، واحدة شافت جوزها في حضن واحدة تانية منتظرة منها تاخده في حضنها، رغم تصرفها الغبي لكن عجبتني، اه هي قلت بينا بس البنت تستاهل، البنت دي اللي زمان دمرت ياسين ايه البجاحة دي راجعة وبتقول انا راضية أكون زوجة تانية ، ترضيها لحد من بناتك
جلست غزل تضع رأسها بين راحتيها
-ياربي لو شوفته فوق بيعمل ايه، دا مسبش حتة سليمة في الاوضة
بالشركة الألفي
اتفضل حضرتك دا البروجرام بتاع النهاردة، وكمان فيه جدولة لبعض المشاريع الباشمهندس أوس شيك عليها
كانت نظراته تحاصر كفيها، وضعت تلك الأوراق أمامه
-الورق دا ممكن حضرتك تمضي عليه علشان...بتر حديثها عندما لامس كفيها
-ايدك عاملة ايه دلوقتي...
سحبت كفيها سريعا، وابتعدت خطوة للخلف
-كويسة الحمد لله ، متشكرة للأهتمامك
نصب عوده وتوقف:
-آسف...ترقرقت عيناها بالدمع وابتعدت ببصرها عنه
-على ايه يافندم، ياترى على اهانتك المتعمدة، ولا حرق ايدي، ولا غرورك اللي مفكر أن مفيش حد بيفهم سوى الباشا
دنى منها مذهولا من حديثها الذي امتزج بدموعها، حتى توقف أمامها مباشرة
-جوان مش قصدي
استدارت ترمقه بنظرة لم يعلم معناها ثم هتفت
-اكيد مش قصد حضرتك، بس ياريت تنزل من البرج العالي لواقع الأرض علشان تحس بغيرك
على العموم انا ماليش أعاتب حضرتك
-الورق عند حضرتك، ولما تخلصه ابعته مع ميس نادين ..قالتها واستدارت للتحرك إلا أنه أطبق على كفيها ، فصرخت بتأوه من آثار الحرق، تركها سريعا يرفع يديه
-آسف ..اسف
طالعته بنظرة نارية وهتفت باستنكار من فعلته
-اتمنى تحافظ على الحدود. بينا
جذب ذراعها بعنف ودفعها لتجلس على المقعد عندنا رأى التهاب حرق يديها، ثم جذب من درج مكتبه ذاك الكريم الذي جلبته ربى بناء على طلبه
-دا كريم ومرهم كويس للحروق ، حطي منه علشان يرطب الحرق ، ايدك التهبت
سحبت كفيها مبتعدة عنه واردفت شاكرة:
-شكرا لحضرتك ياافندم ، انا مش قاصر علشان معرفش اهتم بنفسي
-جوان ..تمتم بها وهو يطحن ضروسه
-اسمعي الكلام مش عايز دوشة ...سحب كفيها بقوة بعدما فتح أنبوب الكريم يضعه على كفيها الخارجي بهدوء، ثم دلكه بأنامله بحرص وهو ينظر إليه بأسى
-مش المفروض تلمسي اي حاجة سخنة، ولا تمسكي قلم
سحبت كفيها وأردفت شاكرة
-شكرا لحضرتك مكنش فيه داعي لدا كله..نهضت هاتفة
-فيه اجتماع بعض عشر دقايق ، اومأ إليها وتحركت ونظراته على مغادرتها
جلس ينظر إلى أنامله التي مازال بها أثار الكريم ..ابتسامة لاحت على شفتيه ولا يعلم لماذا، هل من صوتها الهادئ اليوم أو من روددها المتسرعة
بعد قليل جلس الجميع بغرفة الأجتماع ، جلست بجواره تضع بعض الأوراق
-دا اللي مفروض نقدمه للمناقصة، أستاذة نجوى قالت اسلمه لحضرتك
أشار بعينيه لخصلة شعرها التي هوت من حجابها ..هزت رأسها غير مستوعبة نظراته ..رفع أنامله وضمها لداخل الحجاب .. ألجمتها الصدمة من فعلته رغم شعور بفراشات تدغدغ معدتها ، ارتجف جسدها وانحبست أنفاسها بداخلها ..حتى شعرت بعدم قدرتها على التنفس ..لم يرحم ضعفها وأمال إليها
-روحي الحمام ، ظبطي حجابك، فيه خصلات باينة من شعرك
طالعته بصدمة ولم تقو على الحديث أو الحركة ، كانت هناك من العيون تراقب حديثهما..دلف الجميع لحجرة الاجتماع ، بينما هو أشار بعينيه إلى الحمام الموجود بالغرفة الكبيرة
نهضت تستند عندما فشلت بالوقوف والابتعاد عنه..ابتسامة ظهرت على وجهه عندما توردت وجنتيها وأصبحت كالتفاح ، ابتعد بنظره مبتعدا عنها ، يستغفر ربه ، ويحدث حاله
-البت دي عملت فيك ايه يافارس اتجننت فوق ..قابل عيناه عين عز الذي غمز إليه ..ولكن قطع حرب النظرات عندما تحدث أوس مبتدأ الاجتماع ، بوصولها تجذب المقعد وتجلس بجواره ..تحدثت إحدى المندوبات
-احنا سعداء جدا بالعمل معاكم، وانا النهاردة جايبة عرض هنستفيد منه احنا الاتنين
أشار أوس إلى جوان
-جوان شغلي العرض ... توقفت امام شاشة العرض وبدأت تشير إلى أرقام الميزانية التي وضعتها الشركة المنافسة بالتفصيل
اومأ أوس يشير إليها بالجلوس، ثم اتجه إلى نادين العضو المنتدب للشركة الأخرى
-حضرتك سمعتي دلوقتي..عروضكم مش مستوفية شروطنا
رمقت جوان بنظرة ثم توقفت بدلال وأشارت إلى بعض الارقام وتقوم بعكسها ثم التفت إليهم
-ليه منعملش كدا ، المكسب هيكون الضعف ..انحنى فارس وابتسامة ساخرة هاتفا
-شوفتي الشطارة يااستاذة جوان، وحضرتك بتزعلي مني، عايزة تروحي الجامعة مرحلة تأهيل
استندت على طاولة الاجتماعات متناسية حديث الجميع واردفت وعيناها تخترق أعين فارس متوقفة
-اه دا مكسب قريب بس فيه خسارة الضعف قدام، غير طبعا إنهاك العمال والمكن، مصانع الأدوية بتعتمد على الجودة قبل الكمية، مش علشان نكسب اسبوع كويس نخسر شهور قدام ..ثم اتجهت بنظرها إلى نادين
-أنا بتكلم في مجالي وطبعا الرأي الاخير للمهندسين، وانا متأكدة سمعة الشركة في السوق مستحيل تغامر بكدا
صفق أوس يشير إليها بالجلوس
-برافو ياجوان، دا اللي عايز افهمه للاستاذة نادين، عرضكم مرفوض ..وافقت نادين على مضض على شروطهم وتم التوقيع بين الطرفين ..انتهى الاجتماع وتحركت إلى مكتبها،تحرك خلفها أوس يشير إليها
-انقلي مكتبك عندي ، هحتاجك في الأيام الجاية، فارس معاه نجوى، والصراحة مستخصرك في الميزانيات فارس
ابتسمت له بمجاملة بوصول فارس متسائلًا:
-في ايه ..أشار عليها
-عايزها عندي، شوف مسعد يجب لك غيرها
-ليه هي عروسة حلاوة ، دي وظيفة ، روح دورلك على واحدة تانية ، وأنتِ مكانك متسبهوش لأي سبب ..قالها بغضب عارم واتجه إلى مكتبه لا يعلم مالذي بها ليجذبه بتلك الطريقة
مرت الأيام والشهور سريعا وعاليا التي اعتزلت بنفسها بمنزل والدها ، حاولت غزل معها بعد الذهاب إليها ولكنها لم تعود
تغيرت حالة ياسين وأصبح أكثر غضبا
واعتزل الجميع سوى ابنته التي اقترب منها وجعل حياته كلها منصبة اتجاهها
استيقظ على صوتها
-بابي ..بابي ، يالة حضرتك قولت هتوديني لمامي، انطي جنى تعبانة ومش قادرة تروح
فتح عيناه وحملها واجلسها فوق صدره
-عاملة دوشة ليه على الصبح
-عايزة اروح أشوف مامي النهاردة الجمعة وحضرتك وعدتني
شعر بانشقاق قلبه لنصفين، لقد اشتاق اليها حد الجنون، مرت قرابة الثلاث أشهر على عقابه أشد العقاب، رغم تهديدها بأبنته إلا أنها ظلت تعاقبه ، بوقوف والده بجواره، وجلوس راسيل معها ثلاث ايام بالاسبوع ، حتى يضغط جواد على كلاهما ولكن كليهما تمسك برأيه
قبل رأس ابنته وأشار إليها بالخروج
-انزلي العبي مع ولاد عمك وانا هاخد شاور وانزل حبيبتي..قبلت وجنتيه تصفق بيديها وهبطت
مساء قبل حلول شهر رمضان
أغلق ألبوم الصور..ثم انحنى يطبع قبلة مطولة على جبينها
-حبيبة بابي لازم تنام علشان عندها حضانة الصبح ..رفعت رأسها تحاوط والدها
-بابي احنا هنفضل عايشين بعيد عن مامي قد ايه، هي وحشتني قوي..لمعت عيناه بالعبرات فلقد شقت كلمات ابنته صدره، واشتعل من اشتياقه الكامن لها، فنهض من فوق فراشها مهرولا للخارج يحبس عبراته حتى لا يضعف أمامها، ولج لداخل غرفته واطبق على جفنيه بقوة يمنع عبراته من التمرد..قطع جحيم اشتياقه هاتفه ..ابتلع غصة واجاب
-أيوة يابابا..على الجانب الآخر
انزل بالبنت كلنا تحت وسفيان هنا كمان بيسأل عليها
حمحم حتى يجلي صوته قائلا
-عندها كويز بكرة ولازم تستعد..قاطعه على الجانب الآخر
-قولت نزل البنت، انا عارف انها صاحية ..وبعدين احنا في رمضان يعني مفيش نوم قبل الفجر، مش هتكلم كتير
استمع لطرقات على باب غرفته..طلت برأسها
-بابي ممكن انزل شوية لجدو ونٓانٓا
أشار بيديه تقدمت منه
-جلس على عقبيه أمامها يمسد على خصلاتها
-إنتِ زعلانة من بابي علشان منعك تلعبي تحت
هزت رأسها بالنفي
-لأ يابابي، انا كان عندي هوم ورك وكان لازم اخلصه مع الناني ، حضرتك زعلان مني ..ابتسم لها ثم رفع كفيها يقبله
-ابدا ياحبيبة بابي انزلي شوية لجدو وابعدي عن سفيان وآدم وقصي ..أمسكت يديه
-طب ممكن اكلم كنان يابابي
-انزلي حبيبة بابي هغير رأيي
بعد فترة من مراقبة جواد لأحفاده، وصل حازم وجلس بجواره
-كل سنة وانت طيب ياجواد
ابتسم إليه :
-وأنت طيب حبيبي، فين مليكة
-عند ميرنا بيشوفوا ايه اللي ناقص العروسة
-خلاص جواد نوى يدخل بعد العيد
اجابه حازم
-إن شاءالله كانت هنا خلصت امتحاناتها، لو على جواد عايز يتجوز الصبح
ابتسم جواد بحزن ثم رفع رأسه الى حازم
-عندي مشوار مهم ، شوية وراجع لك
-حضرتك طلبتني يابابا ..قالها أوس
أشار إليه بالدخول
-جهز عربيتك يابابا هنروح لمرات اخوك
دلفت غزل تطالعه بصدمة
-جواد هتروح فين دلوقتي
تحرك قائلاً:
-رايح اجيب ام البنت ..صاح على جاسر ?