رواية الشيخ وحيد الفصل الثاني والاخير بقلم شهيرة عبد الحميد
وللأسف وافقت، مش علشان عايز انتصر على الجن اللي دشملني لأ.. علشان أعجبت بـ البنت من أول نظرة، وحاسس أن هي دي اللي تنفع تكون "حرم الشيخ وحيد".
انتظرت لما تعافيت وقدرت أصلب طولي، وكلمت الشيخ سعفان ياخدلنا ميعاد من الحجة لزيارة معالجة بنتها كمان مرة.
الشيخ سعفان في الطريق قالي "مهما حصل يا وحيد ماتدخلش، وقول اذكارك علشان تحصن نفسك وملكش دعوة بالباقي".
ولأنه مُعلمي ويفهم عني سمعت كلامه وطبقته بالحرف، طلعنا البيت في الدور التاني ومجرد ما دخلت الشارع وأنا حاسس بقبضة في قلبي خصوصًا لما شوفت المكان اللي وقعت فيه.
وكالعادة شاورتلنا أم البنت على اوضة الصالون، وقبل ما ادخل سألتها "بقولك يا حجة، هي بنتك أسمها إيه ؟!"، ردت وقالتلي "اسمها رحمة يا حبيبي".
ومش عارف إزاي اسمها رحمة وهي كانت واقفة بتسقف وبتشجع في عشمار وهو بيرميني من البلكونة.
لكن ما علينا، دخلت ورا الشيخ سعفان لغرفة البنت، واللي كانت قاعدة بنفس الأسلوب المخادع اللي بيظهر مدى برائتها وهدوئها، وقالي الشيخ "بقا دي تعمل فيك كل ده ؟! يابني دي نسمة اومال لو تشوف الحالات اللي بتيجي معايا".
ولأنه معذور ومش فاهم اللي هيجراله قولتله "نسمة فعلاً يا شيخ سعفان، دي حتى أسمها رحمة.. ملاك ما شاء الله، شوف حتى مبترفعش عينها من الأرض".
قعدت جنب الشيخ على الكنبة وانا قلقان وخايف من هدوئها الغريب المرادي، لا ضحكت ولا حتى ردت السلام علينا، ثابتة في وضعية واحدة مبتتحركش.
الشيخ سعفان حاول يفتح معاها كلام وقالها "ينفع ياست رحمة اللي عملتيه في الشيخ وحيد ده، بقا الراجل جاي يساعدك تقومي رامياه من البلكونة".
رحمة ثابتة زي ماهي، مفيش غير رجلها اللي بدأت تتهز وبس.
الشيخ سعفان لأنه حكيم وقوي عني قالها "لا لا كل اللي بتعمليه أو هتعمليه مبياكلش معايا أنا بالذات، قولي لعشمار بتاعك أنه لو منصرفش بهدوء هو اللي هيزعل".
أول ما ذكر اسم عشمار، رحمة رفعت عينها وبرقتلي أنا ؟! لزقت في الشيخ سعفان وأنا بقولها "والله مانا اللي قولت ده هو".
المشكلة أنها مركزة معايا أنا بس كأن مفيش غيري في الاوضة قدامها! الشيخ سعفان لاحظ خوفي وضربني بكف أيده في صدري وقالي "ايه يا مولانا ما تقعد كويس، هو مين اللي معاه القوة والحق فينا".
حاولت اتماسك وافرد نفسي قدامها وقولتله "ايوا يا شيخنا مظبوط، وهنحرق أمه دلوقتي".
ويادوب بلتفت تجاه رحمة لقيتها في وشي مقربالي جدًا وبتقولي بتحدي وصوت شيطاني "وريني قوتك".
بصيت للشيخ سعفان وشاورتله بأيدي أنه يبدأ قراءة بسرعة، لكنه صدمني وقالي "مينفعش.. عشمار بيتحداك انت بالتحديد لازم تتغلب عليه، يلا انطق اللي علمتهولك بسرعة".
لساني مشلول وذاكرتي ممحية، مش قادر أتذكر ولا كلمة من اللي حفظتهم، كل لحظة عين رحمة كانت بتتحول وتتغير، وبتقربلي أكتر.
الشيخ سعفان قالي "ابدأ بـ آية الكرسي علشان اعصابك تتماسك".
كان زي حبل النجاة، وما صدقت أعرف بدايتي منين، وبصيت لرحمة بكل قوة وعليت صوتي وأنا بقول كلام ربنا، اللي خلاها تبعد عني وتخاف وعيونها ترجع للونها من جديد.
لساني انساب في الكلمات وتذكرت كل شيء فجأة ولقيت نفسي أنا اللي بقرب لرحمة وبقول عليها الرقية بكل شجاعة، وهي اللي بتحاول تهرب مني في الأركان.
كنت حاسس بشعور مش قادر اوصفه، لذة الإنتصار والقوة إني أخيرًا قدرت اسيطر عليه ويهرب مني، مفيش حاجة كانت مزعلاني قد رؤيتي لرحمة وهي بتتألم وبتصرخ تترجاني أسكت.
لكن علشانها كملت، ولما انتهيت كانت هي فاقدة وعيها وواقعة جنب كرسي الصالون، وده أمر طبيعي كنت بشوفه بيحصل لأغلب الحالات لما يتعالجوا.
الشيخ سعفان كان فخور بنتيجة علامه فيا، وقالي إني من اليوم اقدر أقول على نفسي معالج روحاني بصحيح، واقدر أواجه أي حالة مهما كانت صعوبتها.
بلغت الست أم رحمة أنها تراعي بنتها اليومين دول، وإني هتردد عليها من وقت للتاني علشان اتأكد من شفاها الكامل.
وفي أقل من شهرين اتجوزتها.
ليلة فرحنا طلعنا البيت، دخلت هي الاوضة وقعدت وقت زيادة عن اللزوم.
دخلت اخبط عليها "رحمة.. رحمة أنتي كويسة".
مفيش صوت.
كنت متأكد أن الليلة دي مش هتعدي على خير، خصوصًا أن تصرفات رحمة طول فترة الخطوبة كانت مش طبيعية وبتدل أنها مازالت مأذية ورحلة علاجها طويلة حبتين.
اضطريت إني أفتح الباب فجأة علشان اطمن عليها، ولقيت الاوضة فاضية..!
خرجت ادور عليها في باقي الشقة وانا بنادي بعلو صوتي "رحـمـة، رحــمــة أنتي فين".
ابتديت اتجنن، مش من عمل الشيطان أنه يخفي الإنسان بالشكل ده، مستحيل يكون عشمار خدها مني وانتصر.
اتصلت على الشيخ سعفان قولتله "ألحقني يا شيخي، رحمة اختفت من الشقة".
ولأنه خبر زي ده ميتصدقش قفل في وشي وقالي "شوفها في الحمام ياخي ولا تحت الكنبة، هتلاقيها طفشت من وشك متحملتش تقعد ساعة وياك".
الموضوع اتحول لـ تار بيني وبين عشمار، ودخلت الاوضة بزعق وبقوله "أظهر يا عشمار.. أظهر يا جبان ووريني قوتك".
وفجأة جالي صوت من فوق الدولاب لـ رحمة بتقولي "في ايه يا وحيد خضتني، حرام عليك أنا نايمة".
عارفين شعور جردل التلج اللي بينزل على النافوخ؟! ده كان شعوري وقتها، حاولت اكتم غضبي على قد ما قدرت وسألتها "انتي ايه اللي منيمك فوق كده يا بابا؟".
مسكت المخدة حضنتها وقالتلي بكسل "مانا متعودة أنام هنا، هو أنا مقولتلكش أن العرسان كانوا بيطفشوا لما بقولهم أني مبعرفش أنام غير فوق الدولاب؟".
حطيت ايدي على راسي بعد ما خدت نفسي وما صدقت اطمن عليها وقولتلها "روحي منك لله انتي وعشمار بتاعك".
وخرجت سبتها نايمة، وقولت بما أن الليلة كده كده بايظة أقعد اتعشى أنا مع نفسي، كان في صنية اكل كبيرة حماتي الله يكرمها محضرهالي من خيرات الله وطيور ومشويات.
يمكن دي الحاجة الوحيدة اللي هونت عليا اليوم، وعلى ريحة الأكل خرجت رحمة بتقولي بصوت تخين "أخص عليك يا وحش هتاكل لوحدك".
كنت متأكد أنها مش مراتي وقولتله "بقولك إيه، أنا عارف أنك عشمار ومتخفي فيها دلوقتي، لو عايز تاخدها بالشفا، دي بتنام فوق الدولاب ".
ودخلت نمت وسبتها، ومن بعدها اختفى عشمار واختفت كل تصرفات رحمة الغريبة اللي كانت بتحصلها بسبب الجن العاشق، إلا نومها فوق الدولاب، ده كان اجتهاد شخصي منها.
تمت*********
گ/شهيرة عبد الحميد.
لمتابعه روايات سكيرهوم زورو موقعنا علي التلجرام من هنا