رواية أخباءت حبه الفصل التاسع والعشرون
تتسع أعين ساره إلى أقصى
حدوهى تشاهد أمامها
(عبد الرحمن)
كما أخبرها عن اسمه
حين طرق بابها..
ذلك الضخم الذى يشق وجهه
ندبه كبيره ...
الذى حاول قتل محمود
ذات يوم...
لقد أمسك بمعصم عادل ودار
به حول ظهره وأجبره على ترك
السكين التى كانت بين يده..
كانت الصدمه نفسها تكسو
وجه عادل ..
لقد كان يتباهى منذ لحظات بقوة
ذراعيه ..
وهو الآن كالدميه الصغيره بين
أيدى عبد الرحمن ..
الذى همس فى أذنيه :
لقد فعلت أثم عظيم ...
سأعاقبك عليه ...
وعاد يعصر بيديه القويه
الضخمه عنق عادل الذى
جحظت عيناه
ومد يده إلى ساره وكأنه
يستغيث بها.
وقد انتفخت عروق جبهته
ورقبته...
وشعر بأن أنفاسه تحتضر
وتختنق..
أحست ساره بأن ذلك الضخم
سيقتله...
سيصنع جريمه داخل شقتها..
وفضيحه لا تعرف عواقبها...
فأشارت له وهى ترفع يديها
: لا..أتركه...
سيموت ..
هنا توقف عبد الرحمن على
الفور ...
لقد أطاعها دون تردد..
يلتقط عادل أنفاسه
المتلاحقة..
ويتطلع بتعجب إلى جسد
ووجه ذلك الضخم ..
ثم يعض على أسنانه وينقض
فى غضب نحوه ...
يحاول الإنتقام منه ...
ليستقبله عبد الرحمن بلكمه
فولاذيه هوت كالقنبله على
أنف عادل الذى تراجع
على أثرها للوراء فيرتطم
بالحائط فى عنف ويفقد
وعيه..
وسط ذهول ساره التى
أتسعت عيناها فى صدمه
تهتف فى خوف :
لقد قتلته...
قتلته فى شقتى...
عبد الرحمن بهدوء شديد :
لن أسمح لأحد يمسك بسوء
مادمت حى...
أنه جزء من رد الجميل لك..
تزداد الحيره الرهيبه فى نفس
ساره وهى تتفرس ملامحه
الصلبه قبل أن ينثنى على
ركبتيه ويحمل عادل
كالطفل على كتفه ويهمس
: أغلقى بابك بالترباس
من الآن فصاعد..
وأعتنى بنفسك جيدًا..
ثم انطلق بعدها خارج الشقه
واغلق بيده الأخرى بابها..
وسط حالة صدمه لا حدود
لها من ساره التى أغلقت
بسرعه الباب بالترباس الصغير
وفعلت كما قال لها عبد الرحمن
وجلست تعيد ما حدث
وتشعر بأنها لا تصدقه.
يبدو بأنه كابوس ..
كابوس مخيف قد مر بها...
*****
(لن يصدقني)
نطقت ساره جملتها وهى
تتحدث إلى رحاب عبر الهاتف
ورحاب بلهجه حاده :
الوضع أصبح يمثل خطر
كبير عليك..
ربما يحاول مره اخرى
أن يتحرش بك...
لقد انقذك ذلك الضخم عبد الرحمن
بأعجوبه ..
فلولاه ربما كانت وقعت لك كارثه...
ساره : صدقت ..
أنا إلى الآن لا ادري كيف اقتحم
الشقه خلف عادل ..
كيف علم بوجوده ..!!
وكيف جاء في الوقت
المناسب لينقذنى...!!
والأغرب أنه أخبرنى بجملة
أثارت الدهشه والحيره فى
نفسي ...
بل أثارة قمة الذهول
داخلى ...
رحاب فى شغف :
أى جمله ...؟
ساره : لقد قال
إنه جزء من رد الجميل لك ..
تتراجع رحاب فى صدمه :
أى جميل فعلته له ...!!
إذن فهذا الشخص يعرفك...
يعرفك جيدًا...
ويريد رد جميل فعلتيه معه ..
عليك أن تتذكرى من هو ..
تنفى ساره : لا ..
لم أستطع ...
أننى لم أرآه أو اعرفه
من قبل...!!
أننى حاولت أن أتذكره ...
لكن بلا جدوى..
رحاب : يبدو بأنه قريب منك..
قريب منك للغايه ...
يتبعك لدرجة أنه أنقذك
فى توقيت مثالى...
إنها ليست صدفه ..
ذلك الرجل يرصد تحركاتك
عن كثب ..
صدقينى. ..
ساره فى قلق : أننى كل
يوم أزداد قلق وخوف ...
وعدم أمان ...
تتنهد رحاب : دعينى أصارحك...
بحقيقة ربما أنت غافله عنها...
ساره فى تعجب : تكلمى..
رحاب : زواجك من محمود
كان خطأ كبير ..
ساره فى صدمه : لماذا..!!
رحاب : العقل والمنطق
يرفضان هذا القرار ..
زواجك من محمود..
شاب لا يحبك ..
شاب قد انتهى بالفعل ..
والأدهى من ذلك يحب
ويعشق وقلبه مشغول بغيرك..
ورغم هذا تزوجتيه...
وتحملت وفعلت ما لا يفعله
أحد ...
تطلق ساره تنهيده طويله :
ولو عاد الزمن سأختار محمود
مرة أخرى ..
ولن أتردد ...
دعينى أبسط الأمر لك ..
تستمع لها رحاب في إصغاء
تام وهى تكمل :
بإختصار لو أن قلبك
عرف معنى الحب الحقيقى كما
عشته أنا ما سألت هذا
السؤال...
تغمغم رحاب : ربما ...
ربما ..
ولكنى دائما أنا أختار العقل
قبل القلب ..
و ..
بترت عبارتها فجأة وهى تسمع
صوت ساره تتأوه ...
رحاب في خوف وقلق :
ماذا بك...؟
هل تشعرين بشىء. ..
ساره فى ألم : نعم ..
يبدو بأن هناك الآلام داخل
صدرى...
أو قلبى..
رحاب يمكنك الحضور إلى
المستشفى ...
سأكون فى إنتظارك....
تنفى ساره : لا...
سأكون على ما يرام ...
يبدو بأن مشاكل القلب لدى
تتزايد ...
رحاب فى قلق :
إذن لابد من الإطمئنان عليك ..
هيا ...تعال...
أنا فى إنتظارك ...
يسود الصمت والتردد داخل
ساره ..
ورحاب تعلو بصوتها :
لا مجال للتفكير ....
ساره فى إستسلام :
حسنًا..
أنا قادمه...
وبعد ساعه بالضبط ..
كانت رحاب تستقبل ساره
داخل المستشفى وتحتضنها. ..
وتبدأ ساره فى إجراء الكشف
الطبى ...والفحصوات ..
وهنا يبدأ الطبيب فى الجلوس
فوق مكتبه وساره فى توتر
شديد تتابعه ...
وتنظر إلى تعابير وجهه الصلبه
خلف نظارته ..
وبين يديه قلم يكتب بسرعه
كلمات لا تستطيع رؤيتها على
ورقه فوق سطح مكتبه ...
وتشعر بالخوف يكاد يقتلها ...
والطبيب يعود لرفع رأسه
ويبتسم لها إبتسامه
باهته قائلًا : استاذه ساره ..
لقد جئت من قبل إلى هنا ...
وتم إبلاغ أبيك بنتائج ال...
تقاطعه ساره : دكتور أنا
أعلم بأن حالتى متأخره ..
وقلبى مريض...
وضعيف..
وربما لا أعيش أكثر من عام ..
أو شهور قليله ...
الطبيب : هل أنت متزوجه ...؟
ساره فى تعجب : نعم ..
منذ تقريبًا ثلاثة أشهر ..
يغمغم الطبيب وينفى برأسه
: لماذا ...؟
الزواج بالنسبه لك خطر ..
خطر كبير...
هزت ساره رأسها :
أعرف ذلك ولكن هناك ظروف
دفعتني لقبول الزواج و . ..
يقاطعها الطبيب : آسف
ولكن ...
ساره فى توتر شديد تهمس
: هل ثمة هناك شىء ..؟
هل هناك أكثر من أنى
سأموت قريبًا..!!
هل هناك كارثه أكثر من ذلك..!!
أرجوك صارحنى...
وتكلم ...
سأكون شجاعه فى تلقى
الخبر...
ينفى الطبيب : لا ..
ولكن كل ما هنالك أنك حامل ..
تتهلل أسارير ساره من الفرحه
وتتسع حدقت عيناها بمزيج
من الصدمه والسعادة..
وشعرت بأن الحلم قد
بدأ يتحقق...
وأخذت ترسم بخيالها بسرعه
صورة ولدها ...
والذى سيرث مع والده محمود
الميراث الكبير..
وستموت هى وقتها ..
بكل تأكيد ..
يقاطع شرودها صوت الطبيب
ولكن هناك شىء هام بخصوص
هذا الحمل ...
تبتلع ساره ريقها وقد عاد
الخوف يسيطر على ملامحها
وهى تسأله فى قلق :
ماذا هناك ..؟
الطبيب : هناك مفاجأة بخصوص
هذا الحمل ...
ساره وقد وصلت إلى قمة
الشغف لمعرفة ماذا
يخفى الطبيب عنها
فتسألها وقد اشتعل الفضول
الشديد فى صدرها :
أرجوك تكلم ماذا هناك...؟
وهنا يبدأ الطبيب فى الحديث.
ويخبرها بمفاجأة جديده
بخصوص الحمل ..
مفاجأة لم تكن في الحسبان.
مفاجأة صادمه ...
صادمه إلى
أقصى حد ..
ووقع الخبر كالصاعقه على
رأس ساره ...