رواية ظلمات امرأة منسية الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم هالة ال هاشم

رواية ظلمات امرأة منسية الفصل الثامن والعشرون بقلم هالة ال هاشم 

كامشة ورقة التحاليل بيدي و لشتي لهسه ترجف 

و اني اتذكر ملامح الدكتورة المُتجهمة و هي تخبرني بوجود كيس كبير على المبيض الايمن ..

بـ الاضافة الى تضخم كبير بـ الرحم 


ما نطتني أي بوادر امل بـ امكانية انو يصير حمل قريباً

و لمن سألتها بـ خصوص هذا الموضوع وَبختني و اقترحت انو اهتم بصحتي افضل مما ادور حمل ..


سألتني أسئلة جَمه عن تاريخ وجود امراض عُضال بعائلتنا و كأني أكدت شيء من شكوكها لمن جاوبتها

بأني فقدت والدتي أثر مرض عضال ...


سألتني عن وجود احد مرافق وياي

اخبرتها بأنه زوجي لكنه مسافر بعمل ..


هزت رأسها بـأسف و بـ امتعاض كتبتلي مجموعة تحاليل

و دوبلار و فيلم دم اسويه ..


و العشم الي تعشمته بروحتي للدكتورة كله تبخر و راح و حل محله دُخان من القلق و الخوف الي جثم على صدري و قَيد أنفاسي 


و مدري شلون هربت دمعة من عيوني و خفت لا فعلاً اواجه نفس مصير امي ...

و صرت اندعي يارب تطلع تحاليلي نظيفة ..

بعدني ما شفت شي من دنيتي

و لا گلبي اكتفى حُبه للي ناسيني ..


و على طاريهِ اهتزت شاشة تلفوني و تنورّت بـاسمه ..

يا محلى اسمه ..

صرت أعشق حتى حروفه ..


احاجي نفسي .. اجاوبه لو ازعل عليه

و مثل گلب الأم ما يتحمل بُعد الاحباب 

رفعت خط عليه و لگيتني اسهب بـ دموعي

بدل كلماتي ..


و هي دموعي حجت كل الي المفروض ينگال اله ..

اجاني صوته .. مُرهق تعبان 


-سارة حبيبتي ليش تبچين ؟


رديت و الكلمات تطلع مُتقطعة لأوصال من حُزني و خذلاني منه ..


-ليش هلكد عفتني !

لگ اني بديرة غُرب ! و ين حرصك و غيرتك عليه ؟


-اهدئي سارة و خليني افهمج 

ترى حالي مو احسن من حالج ..


-وشبيها احوالك ؟

جنك العيد و البارحه شفتك تهوس و كأن العرس عرسك !


جهاد : لچ حقودة !

مستكثره عليه اغير جو و افرح بصديق عمري

و اختي الي ربيتها على ايدي !


-لا عيني ما مستكثرة 

انت افرح بـ احبابك و خليني هنايه لوحدي مثل البومة


-اتصّور گتلج أجلي كلشي و تعالي

و انتِ الي فضلتي دراستج عني

رغم جنت محتاج وكفتج ويايه

و لا ضغطت عليج و لا جبرتج ..


-بشنو تريد اوكفلك و اضحي

لخاطر منو .. امك الي تكره حتى خيالي 

و الي دعت دعوة عليه تقشعر الها الابدان !


-سارة ، سدي الموضوع لان راح نوصل لطريق مسدود

و اني الضحية بيناتجن اعاني !


-يعني شنو ، مراح ترجع قريباً 

حاجيني .. فهمني !


-سارة .. افهميني 

امي كلشش مريضة !


-مايطگها عرج !


-احترمي نفسج كلبة !


-انت احترم نفسك و لا تغلط

و لا تتصل بعد 

غيرتك وين ، لو بس من اخذت الي تريده مني

شردت ...

حسافة بيك حُبي و انتظاري !!


-اهدئي و لا تتعصبين انتِ مو مريضة


-وشعرفك بيا و بمرضي و شدا اعاني هسه


-سارة صح اني بعيد عنج بس موصي ناس 

من بعيد تراقبج و تحرسج 

ادري المفروض اني اولى بهالدور

بس هذا اضعف الايمان عندي هسه ..


سارة - شنو مخلي عليه مُراقبة

سوالف تحرسج و ما اعرف شنو ما تمشي عليه

احجيلي الحقيقة انت ما تثق بيه 

و بنفس الوقت حبيب امك و ما تكدر ترفضلها طلب

و طز بسارة تعيش تموت يطبون عليها عصابه


-سارة صح اني بعيد عنج بس موصي ناس 

من بعيد تراقبج و تحرسج 

ادري المفروض اني اولى بهالدور

بس هذا اضعف الايمان عندي هسه ..


جنت امطره بـ اقسى ما عندي من كلمات

و كأنني الومهُ على حظي و قسمتي العاثرة

و كأنني ارمي بـثقل مواجعي على عاتقه

و احملهُ كامل المسؤولية بما يحصل لي !


قاطع كلامي صراخه الذي ثقب مسامعي

و رجف قلبي .. 


جنت امطره بـ اقسى ما عندي من كلمات

و كأنني الومهُ على حظي و قسمتي العاثرة

و كأنني ارمي بـثقل مواجعي على عاتقه

و احملهُ كامل المسؤولية بما يحصل لي !


-لج كافي انفتحتي مو موتيني

لج امي بيها سرطان و هاي ايامها الاخيرة

لج داموت اني داموت ...

الدكتور كالي امك تودع على اي لحظة

و هاي اني من اجيت لليوم اداريها

ماريد تروح غضبانه عليه ...

اعرف امي ظلمتج

اعرف امي مو خوش

بس تبقى امي ..

و هاي الايام اخر ايام الها ....


دقيقة صمت ثم انفجر بوجهي باكياً

كالطفل الصغير الذي فقد لعبتهُ الوحيدة

التي تؤنسه في يومه و تحميه من سوء الاحلام


و انا والله حاولت .. اجعله يهدأ ..

و كل محاولاتي بائت بالفشل الذريع

فالكلام الذي تفوهت بهِ كان النيران

التهمت كل بوصه من روحه و احرقت فؤاده ..


لم يسمع ندائي بـ أن يعفو عن غضبي العارم

و سوء نيتي .. و اشتياقي


انهى الحديثُ مُسرعاً و ودعني و وعدني يحاجيني بس يهدأ ....


رميت الجهاز بقوة و تمنيت لو ممجاوبه اتصاله

على الاقل ليس قبل ما تهدأ اعصابي 

و تخمد ناري ..


انهى الحديثُ مُسرعاً و ودعني و وعدني يحاجيني بس يهدأ ....


هو حقه ..

و اني حقي ..

هي قسمتنا هيج عوجة

و احنه عبث حاولنه نجعلها تصير عدله !


و هيج مرت اليومين بهدوء مدوي

و وحدة قاتمة .. و قلق اكل كل جزء بروحي 

الى ان اجه موعد استلام تحاليلي و اخذتهم و رحت 

لدكتورتي الي اول مشافتهم بين على ملامح وجهها عدم الرضا على النتائج ..


فقر دم حاد و الجسم راجع على مخزون الحديد 

و قلة بكريات الدم البيض

و التهابات جمة ..


كالت لازم نسوي عملية و زرع لنشوف فيما اذا كان الكيس حميد او خبيث ..

وبعدها نقرر شنو حيكون العلاج ..

بس هي خلّتني كدام الامر الواقع و كالت محتمل

يطلع خبيث بأعتبار عدنا عامل وراثي ..


يومها بچيت بجي مصاير

و شكد اتصل جهاد و عمتي و زهراء

ما رديت عليهم ..

اكتفيت بذاتي الوحيدة و كعدت ارثي كل محطة من حياتي المُتعبة ..


و وجدتني أناجي امي ..

ليش هيج ماما ..

ليش ورثتيني حظج 

صفاتج .. ضعفج

و حتى مرضج ..


اني ما اريد اموت .. اكتفيت من الموت بحياتي

عوفيني اعيش ..

اريد اعيش و انجب و اصير ام

اريد تصير عندي بنوته حلوة و ولد يشيل گبرتي ..


التفتت و شفتها و يا الله شگد اشبهها

مدري تشبهني ..

و كأنني اشوف نفسي خلال مرآة 


فتحت ذراعاتها الي و كالتلي تعالي ..


هزيت راسي ممتعضة..

مو هسه ماما ..

جهاد ينتظرني ..


ابتسمت و صلت صلاتها 

مثل ما المسيح يصلون ..


و غمضت عيونها مُتفهمة لرغبتي ..


دارت وجهها و راحت بطريقها 

و اني ركضت بطريق معاكس 

على امل ادور و الكه جهاد ..

وفزيت ....

لا أمي و لا جهاد يمي

و لا احد أكدر احجيله عن الي بيه و يدعيلي

اعرف الدعاء يغير الاقدار 

و الصدقة تدفع البلاء 

تنهدت بـ تعب !


زهراء عروس مو مال أگدر خاطرها و هي بـ احلى ايامها

و عمتي اذا اكوللها راح تتعب و تتمرض 

و جهاد الي بي مكفي اصلاً و ضربتين ع الراس توجع


شلون ابتلاء هذا يا ربي 

امه و مرته بـ نفس المرض 


هزيت راسي و گلت اسم الله 

بعد ممبين شي اصلاً ..


و مرت ايامي و اني مغلسه على موضوع العملية 

و الزرع و ملهيه روحي بـ الدراسة

بس صحتي بالنازل و الادوية مدا تفيد 


الى ان اجتي ايام صرت ما اكدر امشي

و لا اطلع للدوام ..

طاقتي صفر و فقدان شهية دَمرني ..


و بيوم جانت الدنيا فجر 

صحيت غركانه بالعرق مالتي ..

ردت أكوم اشرب مي رجليه ما سندتني ..


وكعت و محسيت على روحي ..

فتحت عيوني و آني بـ حضنه 

يضرب ضربات خفيفة على وجهي 

ممصدكه عيوني الي تشوفه ..

هذا هو .. لو اني دا اودع الدنيا و صرت اتخيل


ملامحه مفزوعة ...

يصرخ و يصيح : لج هاي شصاير بيج

سارة حبيبتي اصحي !

ابتسمت بتعب و رجعت نمت 

و هالمرة مجلبه بي و ما اريد اتركه

و بسري اكول ...

حتى لو حلم راضية المهم وجهه اخر وجه اشوفه ..


كعدت .. و هالمرة احس وضعي احسن

أكدر افرزن و اقيم الامور ..

عاينت نايم على الكرسي ..

رجف گلبي داخل ظلوعي

و الفراشات سون حفلة بمعدتي..


هذا مو حلم ..

هذا هو بشحمه و لحمه ..


صحت بصوتي المُرهق 

جهاد .. جهاد 


فز من نومته مرعوب و بخطوة سريعة

صار يمه ، لزم ايدي و ضل يفرك بيها

و يطبع ببوساته على وجهي ..

راد يبوس عيوني 

اشحت بيهن بعيد


بجيت و كتله لا تبوسهن !


قوس شفته زعلان ...

و همس بكسرة : اعرف زعلانه مني 

لج اني ممرتاح و النوم مجافيني و انتِ بعيدة 


-انت عفتني و رحت ما كلت هلكد راح تغيب

شهرين و اسبوعين يا ظالم


جهاد -وست ساعات بالضبط 


حاسبهن دقيقة دقيقة


سارة غصب عني 

امي روحها بيه صارت 

و المرض ماكلها اكل 

لو تشوفيها ما تعرفيها ..


دمعت عيوني و همست : ما اريد اشوفها


-سارة انتِ گلبج ابيض

ترى دزتني عليج تريدج تجين تشوفيها

و تتبارن الذمم !


-هه و شمسويتلها حتى تبريني الذمة


-انتِ ممسويه بس هي الي سوت بيج هواية

تريدج تسامحيها

اعرف صعب عليج بس لخاطري

يمكن دتتعذب بدنياها بسببج


لبرهة تذكرت وضعي

وصحتي و المجهول الي خايفه منه

يمكن اذا اسامحه هالشي يشفعلي

و يدفع البلا عني ..


او يمكن اني هم اموت

و ما اعرف يجوز اني هم احتاج تبريني الذمم

على شيء اجهله ..


شلون دنيا هذهِ و شگد قصيرة و فانية


قاطعني صوته و هو يستفسر 

حبيبتي ليش هالشكل صايرة

تعبانه و جوه عينج اسود


همست بقلق : شكلولك شبيه ؟


-ما كالوا والله بس حطولج مغذي

و سوولج مجموعة تحاليل ...


ارتبكت و بـتلعثم كلت : عليمن

قبل فترة سويت تحاليل و كلشي مبيه !


-ميخالف حبيبتي ما يضر نطمن أكثر 


احاجي سري زين شلون 

هو بيا حال و ازيد همومه

و وضعي هم ما ينسكت عنه

لازم اسوي العملية ..


شلون حفهمة ياربي ...


شكد حاولت اطلع من المستشفى

و انسيه امر التحاليل مكدرت 

جان مُصر يطمن عليه


الا ان اجه الدكتور و وجهه ما يتفسر 

و القى بنتائج التحليل دُفعة وحدة


و وصف حالتي بين قوسين ( بعداد الاموات )

طلع عندي فيروس ضارب جهاز المناعة

الدم قليل جداً

التهابات و مشاكل اخرى


اعاين لجهاد انخطف لونه و صار يمتت بـالكلام

خفت عليه و طلبت منه يهدأ

و صرت اسردله الحقائق

و طلبت منه التحلي بالقوة في حال طلع اكو شي موزين

بعد الزرع ..

و هاي اول مرة اشوفه هيج منهار

يبجي مثل الجاهل و يحضني حيل

و كأن يريد ان يُخبئني بين اظلاعه

من قسوة الدُنيا و بلاويها ..


و وجدتني بدل ما اقويه

اضعف وياه تارة و انتفض على المرض تارة اخرى

ما اريد شيء يسرقني منه 

اريد اعيش عمرين وياه


اخر شي سكت و يهز برأسه

رافض فكرة احتمالية اصابتي بمرض عضال

طلعني من المُستشفى و طول الطريق

يحاجي روحه ..

لا هي متموت .. قوية

يلتفت الي و يصيح : اسفرج لاخر العالم و اشتريلج

حياة ..

و اجاني صوت داخلي ... خلاني اهدأ

و اسلم نفسي للخالق

كتله حبيبي : كل شي بيد الله

انت ادعيلي بكل يقين

واثقة الله يجبر بخاطرنا و يطعمنا فرحة

تنسينا لوعة هاي اللحظة ..

يهز براسه و يكول و نعم بالله ..


بس متبقين .. اوديج لاحسن مكان يسوولج زرع 

بس قبلها لازم اخذج لمكان ..

لازم نرجع للعراق !


و شفت حالته مو مال اناقشة

و لا اتدخل بقراره ..


همست : بس شلون تاخذني للعراق

و اني محتاجة عملية عاجلة ؟!


جهاد : نرجع لا تخافين

يوم او يومين بالزايد و نرجع 

بس لازم نروح ... 


التفت الي .. 

لج اموت بلياج

الله لا يسامح كلمن استحيف فرحة عيشتج وياي بيه


رجع بـجى ..

و عبث حاولت اسكته ..


رجعنا لشقتنا و الحزن تارس گلوبنا

دخلنا .. 

كعدت على طاولة صغيرة جانبية

يعاين الي بضياع ..

خله و اجه كعد گبالي ..


همست : اشتاقيتلك بذات

و دموعي كملت باقي العتب ...


نزلو دموعه .. و مد ايده و مسح دمعتي 


-عساني اموت و لا اشوف هالدمعة

طلعت ما استحقج !


سارة / ششش لا دكول هيج

انت مفصل عليّ تفصال 

ما يرهملي غيرك !


خايفة من العُمر يخذلني

و ما اسعدك !

و لا اجيبلك الجاهل الي اني امه !


مكدرت أكمل صرت اناشغ 

حد الاختناق ...

مخذولة و هالمرة من صحتي ..


اخذني و قيدني بكل قوته !

يهمس بأذاني : محد ياخذج مني 

و راح تتعافين و يطلع الزرع حميد


و ترسيلي البيت زعاطيط

و كلهم يشبهونج 

من السمايات صغار ...


ضحكت من بين دموعي 

و لا تبطل سوالفك

عابت هالعيون الي خطفتني من اول يوم شفتها!


صدك تعال گولي عيونك يا لون ؟

لا هن عسل .. لا نعناع 

ضيعتني بيهن !


-اوف منج 

هسه انتِ بيا حال و شعلتيني عليج

لج والله رايدج و مستخطيج !


رفعت حاجبي ممتعضة

لا تشفق علي ما احب الشفقة 

بعدين شگلت ..

تغزلت بعيونك .. قابل تحرشت بيك 


جهاد : اشتعل نصير 

لج شو تعالي ...


و جانت ليلة دافية .. نزلت على روحي البردانه

يعزف على اوتار شوكي بأنامل محترفة

نساني المرض .. و زعل ذيج الايام

و رغم ضعف روحي و وجعها 

ما فرطت بلحظة تجمعنا سوه

و بداخلي افكر ، يمكن هاي اخر ليالي تجمعنا 

ماريد يتذكرني بالمرض ..

اريد ابقى اني اني بعينه ..

الصبية العنيدة المُفعمة بالجمال

على گولته مَن السما

المدلّلة الي تفر بگصيبتها و تشعوط بـ قلبه !


::

صحيت من النوم و وضعي گولش مو تمام

تعبانه و مصخنة و كل عظم بجسمي يوجعني

متحملت .. ندهته بـ خفوت .

كعد بفزة من نومه و صاح بـفزع 

شبيج .. متوجعه !


همست بضعف .. تعبانه!


طُفر من مكانه بـ حركة سريعة و مدري شلون بدل 

ملابسه و ساعدني و بدلّ الي ملابسي 

و طار بيه للمستشفى !

هناك اتصل بدكتورتي ، و شرحتله نفس الكلام الي حجيته

اله ..

بعد عدة تحاليل اصروا يديرولي دم 

لان فقر الدم الي عندي مدا يتعالج بالعقاقير الفموية

ولا بالابر و تغذيتي اساساً صفر ..


اجت دكتورتي و سوتلي سونار لكت الكيس كلشش كبير

و أصرت تشيله الي و اكو احتمالية يشيلون المبيض الي تحته

و يبقى عندي مبيض واحد ..


بجيت و انقهرت بس ما قنطت من رحمة الله

وشكد حاول جهاد يرجعني لبغداد قبل العملية

لسبب اجهله ما صارت ..


حضروني لعملية عاجلة و بدون سابق انذار

خفت بيومها و بنفس الوقت كان اكو نوع من الطُمئنينة

بداخلي .. رب العالمين ما راح يعوفني

و ما خلاني اتجاوز كل هذه العقبات الا لسبب معين 

و متيقنه كاتبلي الشي الاحسن سواء بالدنيا او بالاخرة ..


لبسوني و جهزوني و بده يطلع ضوء الصباح

و لكيتني اتفائل بدل ما اذرف دموع الوداع

على عكس جهاد الي كل شوية يهرب بعيونه

و مايريدني المح الانكسار بيهن ..


نزلولي السدية و مددوني عليها و اخذوني

في طريقي للعمليات ،

هنا بديت اخاف ، اخاف لا اخر مرة اشوف الانسان الي احبه

جفوف اديه محتضنه ايدي بقوة ..

و قبل لا ندخل توسلهم يتركوني لدقيقة واحدة

و هالشي مايصير بباب غرفة العمليات ..


انقهروا على حالته و قرروا يبتعدون 

يعاين الي بضياع و اني مو احسن من حالته


فهل تكفي دقيقة واحدة لاحبك عُمراً كاملاً

وزع بوساته المليانه دموع بكل بقعة على وجهي ..

بـ استثناء عيوني المُرهقة ..

فهدهِ العيون لا تُريد توديعه بل تريد لقاءهِ الاف المرات


همست بنبرة مُتحشرجة : احبك يابو عيون عُشبيه ..


همس مودعني بـ الله : احبج يا من السما ...


فهل سألقاه ..

ام سأرحل الى السماء ..

في بُقعة أخرى ...


أم هشام : سوده عليه يمه ماشافت يوم راحة 

ليش هيج وليدي ما بلغتنا ، امداني بنتي بحلك الموت 

واني ضالّة هنا ..


جهاد : عمة اني اتصلت بيج حتى تقويني

صدگيني منتهي و منهار ..

گوليلي سارة ما بيها شي ،

تصحى و تصير زينه و الزرع يطلع نظيف

اني شراح يصبرني اسبوعين ..


أم هُشام : ابني خل تطلع بالسلامة هسه، 

و ان شاء الله كل الامور تصير بخير

امنتها يمك يا ابو طلبه ..

يا وجيهاً عند الله اشفع لها عند الله ..

يمه اني راح اخلي هُشام يقطعلي تكت و اجيكم

مااكدر اصبر بعد ..


جهاد : خليج عمة ، اساساً بس دكوم على حيلها

ارجعها لبغداد ..

اريد هواي اسوي شغلات و اولها لازم اواجه امي ..


أم هشام : ما فهمت ؟!

تواجه امك بشنو ؟ 


جهاد : عمة لازم اسد التلفون هسه

نجي و يصير خير ...


——-


اسمع اصوات عشوائية و ريحة ديتول قوية بأنفي 

اريد افتح شفايفي و اكول اني وين لساني ثكيل

و أعجز عن فتح جفوني ..


اسمع صوت انثوي يكولي :

سارة .. سارة 

تعرفيني اني منو ؟


همست : دكتورة .. ضمياء !


و فجأة خطف صوته من يمي 

ومسكت ايده دفت ايديه الباردة


حمدلله ع السلامة حبيبتي ، خطاج الشر !


و وجدتني اجاهد كي ابتسم و اعرب عن فرحتي 

بعودتي اله ..

همست .. بردانه ...


جهاد : جيبولها بطانيه .. بردانه ..


حسيت احد الممرضين القى علي بطانيه اضافية

و جهاد كعد يلفلفني بيها ..


شوي شوي بدأت اوعى للي حواليه ...


دقائق و دخلت الدكتورة كالت كلام هواي لجهاد 

بضمنه انها اضطرت تشيل المبيض الايمن 

بسبب كبر حجم الورم و لازم يسووله زرع 


وبهاي الفترة لازم مراقبة لصحتي و تغذيتي


رجعت غمضت عيوني و بداخلي حطام

لان خسرت عضو من جسمي ..

و خفت كلشش لا تكبر خساراتي مستقبلاً


بعد ايام صرت انسانة ثانيه ، رغم عناية جهاد بيه

و تدليله الي و تَحمله لمزاجيتي و عصبيتي ..


جنت ابكي بالساعات ..

ومزاجي مُتقلب و افكار سلبية جَمة سيطرت عليه

اولها خفت الزرع مو نظيف 

و اهمها خفت بعد ما اصير أم

رغم ان الدكتورة وضحتلي انه من الممكن احمل بمبيض واحد

لاسيما و ان كان حيضي منتظم ..


و من بعد اسبوع من عمليتي ..

جهاد ما تحمل يشوف ذبولي و نحولي

و استسلامي للكآبة ، اقترح نرجع للعراق

نزور و و نشوف عمتي و زهراء و امه ..

الي طلبتني بـ لسانها !


طبعاً موضوع دراستي انلغى 

التهيت بالمرض و الحالة النفسية الي تحت الصفر ..


و بالفعل رجعنا .. بس شرجعت انسانه ثانية

محطمة كُلياً و مالي خلك اشوف اي بشر

بس اصراره اتعبني و مالي خُلك اقاوم ..


تلگتنا عمتي تهلي و تمرحب و دموعها ما وكفن من شافت حالي

لاسيما بعد ان فقدت كثير من الوزن و بشرتي صارت شاحبه

و عيوني ذبلها المرض ..


لبرهة نسيت زهراء مُتزوجة و رحت ادورها بـ غرفتنا القديمة

و أصبت بالاحباط من مالكيتها ..


لكن جهاد و عدني انها راح تجي و تخلص يومين عندي

و خلي مرتضى يضرب راسه بـ الحايط ..


جهاد لم يتوقف لحظة عن محاولته لجعلي ابتسم

او يغير مودي بس اني قافلة واحس هذه نهاية العالم عندي !!


حتى من يحاول يتقرب يبوسني انفر منه

او يِلمسنى أجفل و ابتعد ..


و كأنه هو من سرق قطعة مني

و ليس القدر !


و اني ما اعرف دا اعاقبة على شنو ؟

على اوجاع الماضي لو على الي جنيته بحاضري

و الي خايفه منه بمستقبلي ..


و شگد حاول يوضحلي 

انو اني اسوى عنده الدنيا

و الف طفل ما يغير معزتي بقلبه 


لكنه رأسي المليء بالفوضى

و عقلي الذي يُخبرني بأنه سيملُ مني يوما ما

سيبحث عن انثى تعطيه ما يشاء من الابوة

سيبحث عن انثى لا ينقصها شيء

و لا يشوب جسدها المرض ..


هوايه افكار مخيفة تنهش بعقلي

و تجردني من كل لحظة امان

ممكن اشعر بيها و اني يمه !


و وجدتني فجأة افقد اليقين بهِ

افقد ثقتي بالعالم كلهُ

و افقد نفسي اولاً


و بيوم كاعدة و أحس حتى النفس اجره گوه 

و مزاجي قافل و ممرتاحه

طلب مني نروح مشوار ..

و لمن سألته وين 

رفض يخبرني ..

صعدت وياه على مضض 

فـقربه اصبح مصدر ازعاجٍ لي

على عكس عندما يكون بعيداً

فكل خليه في جسدي تُطالبني بـ حضورِه


فشلون اني بهاي الطلابه

دوامة الها اول ما الها تالي ...


و مدري شكد من الوقت

و اني غارقه بخيالي

ادور تفسير عن الي يحصلي ..


هسه افتهمنه صحتي مو تمام

گلبي شبيه وياه ..

ليش ؟ مو هذا العزيز !


اعاين اله الف بنية تنجبر بوسامته

بدمه و حسه الحلو

مرسوم رسم بعنايه ..

شجاني جاي اكرهه بدون ما احس

و هو شذنبه بلي صار !


محسيت الا كال وصلنه

عاينت هذا بيت اهله !


صحت ممتعضة : ويييين جايبني جهاد !


ما اريد اشوفها گلتلك !


نزل و اندار على جهتي ، فتحلي الباب

و جَرني بـ رفق 

و همس بـ انكسار : الخاطري انزلي 


عاينتله : شكو شصاير ؟

احجيلي ليش جبتني ؟


-جبتج حتى تحطين عينج بعينها

بلكي تنكسر من تشوف بروحها شسوت !


قطبت جبيني مستغربة : شجاي تحجي؟

شسوت امك انوب ؟


اخذ ايدي و مشاني عنوه وراه

و ما وكفته لا اسئلتي و لا امتعاضي 


دخلت ..

اعاين لهذا البيت شكد اكرهه 


عاينتله : شكو شصاير ؟

احجيلي ليش جبتني ؟


لكيت ابوه كاعد بزاوية .. شافني و كام رأساً

و ملامح الدهشة معتليه وجهه


سلم بخفوت : الحمدلله ع السلامة بنيتي ؟


همست بصوت يكاد لا يُسمع : هلا !


بس انتبهت جهاد ما سلم على ابوه 

نزل مجاهد و ناز وراه الي بطنها بارزة بوضوح !


ابتسمت بفهاوة الها ..

نزلت بسرعة اخذتني بحضنها و بچت : ولج عيني هاي شصاير بيج 


سلم بخفوت : الحمدلله ع السلامة بنيتي ؟


همست بصوت يكاد لا يُسمع : هلا !


بس انتبهت جهاد ما سلم على ابوه 

نزل مجاهد و ناز وراه الي بطنها بارزة بوضوح !


احاجي نفسي بسري : لهذهِ الدرجة حالتي يُرثى لها !؟


بس انتبهت جهاد ما سلم على ابوه 

نزل مجاهد و ناز وراه الي بطنها بارزة بوضوح !


سلم عليه مجاهد بحفاوة 

و انتبهت الكل بعيونه نوع من الشفقه الي جعلتني اشعر بالاستقراف


جهاد يسأله : المحروسة نايمه كاعده

ناز نبت من مكانها : قبل شوي شربتها دواها جانت كاعدة !


اخذني من ايدي و دخل عليها كـ الاعصار 


نايمة على سرير و صايره جلد على عظم

اعترف !

اشفقت عليها .. او بالاحرى على جهاد و هو يشاهد امه

بهالمنظر ..


ناز نبت من مكانها : قبل شوي شربتها دواها جانت كاعدة !


شالت ايدها بضعف و همست بخفوت :


جهاد ...


انفجر هو و صرخ : ااااي جهاد جهاد الي دمرتيه بسحرج و دعائج بالسوء


شالت ايدها بضعف و همست بخفوت :

جرني حيل و بثنين اديه ثبتني كدامها 


ارتبكت و لا فهمت شديصير !


صاح بنبرة قشعر الها جلدي ...


-هاج شوفي صنيعج !

اعترفي شسويتي من كارثه حتى ذبلت زهرتي بهالشكل 


من دعيتي و كلتي الله لايهنيك بيها

عبالي دعاء عن ظهر قلب

مجنت اعرف بيج تنفذين بيها !


انترست عيوني دمع ..

و لحظات يلا استوعبت !


يعني شنو .. سحر !!!

انترست عيوني دمع ..

و لحظات يلا استوعبت !

الفصل التاسع والعشرون من هنا

تعليقات



×