رواية ظلمات امرأة منسية الفصل السابع والعشرون بقلم هالة ال هاشم
#لا_تترك
" خُلِقتُ وكان مُقَدَّر لي أن أبحثَ عنك وأنتظرُك وأُصبِح لَكَ إلى الأبد. "
- روبرت براونينج
من آخر اتصال ويه مجاهد ، جهاد غلق تلفونه و حب هذهِ الايام تكون خاصة بينا ، جان حريص على ان ينطيني كل الحق بأمتلاك وقته و اهتمامه و كأنه يعوضني على كل لحظة عشتها من دونه ..
و هاي اني بـ فستاني الابيض ..
البسيط و الانيق للغاية ..
شكد الح عليه يشوفه و اني ما رضيت
ردت افاجئة ..
جنت داخل مركز عناية بـ المرأة و هو منتظرني على نار ..
خلولي اللمسات الاخيرة و الي برزت كل ما املك من جمال ..
ما انكر تمنيت هواي ناس يكونون بـجانبي هذا اليوم
اولهم بابا .. ماما
بس اعرف عينهم عليه من بعيد
و لاول مرة اكون ممتنة جداً للميديا
و التكنولوجيا الي خلتني اعيش اللحظة مع
عمة و زهراء و هم ويايه بمكالمة فيديو اول بـ اول ..
زهراء تصيح : يولي لا تخلفين هناك
خلي جهاد يستچن من ترجعين حتى نداريج
ضحكت على سوالفها
مفتقدتها بگد غربتي ..
و عمتي تصلي و تبارك ..
ودعتهم و اجاهد ما تنزل دمعتي
و طلعت لجهاد الي اول ما شافني نسى نفسه و صار
يصوفر .. و طبعاً لازم يذبلي فد حجاية
اليوم منين آكلج يا حلوة
و حجايته خلت دماغي يضرب اخماس بـ اسداس
و افكر بـ قلق الليلة شلون حتكون
لاسيما و اني صار ايام اتهرب منه
و من رغباته و من عيونه الي تلاحقني بكل مكان ..
يعاين و يهمس بـصوت مُثير
-اين تفرون يابه ، ولج مهاوي نسيبج حيذوك منسما قريباً ..
و عبث احاول الهيه او اسكته ، احس واصل حدة
و اي مُبرر ما الي للهروب ..
اخذنا لقطات سوه و جانت جلسة تصوير تجنن
على الطبيعة ..
و الاجواء جانت خياليه ..
رجعنا لشقتنا و جان حريص على ان يمليها زينة
و شموع و ورد ...
و طاولة العشاء تفتح النفس ..
احس عيونه تاكلني ..
استأذنته لآخر مرة ابدل و اغسل و ناكل بـ الاول
شكد تحججت ما اذكر .. بس الله يعينه عليه
ما توقعت يكون عنده هلگد صبر ..
بعد العشاء دعاني لرقصة على انغام موسيقى رائعة
حضني بين ايديهٍ و جان يتفنن بلمساته ..
لحد ما ابتديت احس ارتباكي خف و صرت امتزج وياه بنفس اللحظة ..
يعاين بعيوني و يحجيلي معاناته ..
احلامه بيه و افتقاده الي ..
اشواقه و لهفتهِ ..
مكابدته و عناءه لمن فقدنا بعض
لحد ما اختتمها بسرقة شفايفي بين شفايفه
و قيد جسدي بين ظلوعه ..
و كأن يريد يمزجني ما بين لحمة و دمه ..
و فعلاً هيج حسيت ..
اني مو الي ..
اني اله ..
انا لقلبهُ .. لحلمه الذي طال انتظاره
انا الحقيقة التي ستشفيهِ من لوعة الغياب
و عذابات الحرمان ..
همسلي بتوهان : ضُميني حيل
قيدته بكل ما أوتيت من قوة
و گتله : فـاما انا فلا اكتفي بـ عناقٍ
فـ وجدتهُ يبحر في تفاصيل وجهي مُصاباً بالسُكر
همس و هو يقضم طرف أُذني ..
شنو الي يكفيج يا ضياعي ..
همست بـغنج قاتل : شنو رأيك لو اغوص بـأعمق نقطة بيكِ
فـ الحضنه ما ترويني ..
و لا اكتفي بـ اقل من الولوج داخل قلبك الآن !
و كأني ما حجيت ..
و كأني فجرت كل ماهو مكبوت و مضموم بي لسنين ..
شالني و م خلا الي اي قرار بلي حسويه ..
و عجيب شلون جردني من كلشي
بما فيهم خجلي و ارتباكي ..
و اخذني وياه لعالم اجهله ..
خطير و لذيذ .. و مُسكر
فقدت نفسي بي لُمدة ..
فـ رحت ابادلة نفس الشعور
فلم تكن ليلةٍ عادية ..
كانت شيء من الجنة ..
كنت انا هو
و هو أنا ...
و لم ادرك ما فعلنا الا من بعد ما شاهدت اثار المعركة
على اجسادنا المُنهكة ... بـ شيء حلو
فـسقطت مُتعبة بين احضانهِ
و يال لذاذة التعب فـ الحُب !
...
فتحت عيوني ... على اثر اول شعاع شمس يداعب خدودي ..
جان اكو شعور حلو مسيطر عليهِ و لحظات يلا تذكرت الي صار الليلة الماضية ..
و بـ العجل و بحركة عفوية غطيت وجهي الي بدأ يسخن من خجلي ...
احاجي نفسي بخفوت هاي اني صدك هيج سويت ..
فززني صوته و هو يصيح : لا هاي خالتي
ولج يا ظالمة عايني شمسويه بيه
ماگلتي هالمكرود عنده اهل يردونه ..
لو باقي يمج بعد تاكليني ...
لطمت على خدي جوه اللحاف !
هسه شإسوي !
صحت بضياع ؛ روح منا عفيا !
جهاد : ما فرهدني غير الـ عفيا مالتج !
شنو رأيج نسوي مباراة ثانية
و نسجل بعد اهداف !
صحت : جهاااد اطلع برا !!
-اشو ما طالع ، حالف اشوف وجهج بـ صباحية عرسنا
لو تطلع مها من گبرها ما تحرمني من هاي اللحظة !
و خرت الغطا عن وجهي بحركة سريعة ..
و صحت : اترك امي عاد ...
اتسعت عيونه و عض شفايفه و اردف : هجم بيتج على هذا الجمال هيج الن.... تحلي !
-يبوووو، لسانك يمعود لا تحاجيني هيج
قهقه بـ ضحكة مُثيرة خلتني ارغب بتقبيله
لكن الخجل منعني و أستحيت ..
صاح هو : يلا كومي غسلي سويتلج الريوك ..
ورانا طلعه للجامعة لو نسيتي ..
يلا كسولة !
كمت بتكاسل فعلاً ، و جسمي كله يأذيني
همست : تعبانه يصير نأجل الروحه !
اجه كعد بصفي بسرعة ، فرك ظهري و كال حبيبتي بيج شي ! تتوجعين من شي ..
وشلون اشرحله السالفه ..
-ها لا بس ...
-غمزلي ، الجولة مال بارحه مو !
-جهاد روح من يمي ...
-ها لا بس ...
-اشاقى وياج حقنة ، و هالامور عادي تصير ويه كل بنية باول ايام زواجها ..
حمام دافي و تدليك و ينتهي الموضوع
و اذا ضليتي هيج اوديج دكتورة ..
صفنت عليهِ مثل الي يحلل الكلام بدماغه و متعجبة على خبراته الفريدة بهذهِ الامور ، صاح هو :
خير اشو تعاينين ماعاجبج !
-لا بس متعجبة عليك جهاد افندي ، خبرة !
-جا و الشيب ...
من وراج اخذت دروس خصوصية بخيالي لا صارت و لا دارت ..
و يوم يوم انتظر هاللحظة و انتِ تفتحين عيونج على ايدي مثل الوردة او ما تزهر بـ اول الربيع ..
-اويلي على لسانك ، و لا ينگدرلك !
عاينت عليه ، صدك كم شيبه طاكه براسه ..
هيج الحب يلوع ..
بس الحمدلله صبرنا و ظفرنا و گدر ينتصر على غروري
و ياخذ گلبي ..
لا هو صار گلبي و دكاته اعيش بيهن ..
..
مرت أول ايام زواجنا احلى من العسل ..
دللني مثل الطفل ، يعاملني كـ الورد
يسيقيني بـ أعذب الكلمات ..
يحن علي بـ اوقاتي الصعبة ..
و يدفيني من يعصف بـ روحي برد الذكريات المؤلمة
عرفت وقتها بابا ليش اختارلي جهاد
بـ الرغم من عصبيته ، تسرعه ، تحكمة
الا انه يملك اطيب قلب بـ الوجود ..
و من نكون سوا .. يحسسني بـأنوثتي بالكامل
بل يُفجر بي براكين من الانوثه و الغنج و الدلال
لدرجة انسلخ من ذاتي و امتزج وياه بـ روح وحدة
و اجاري ايقاعه و اتناغم وياه ..
الى ان وصلت قناعة تامه بـ أني خُلقت اله .. و بس
و هو نصفي الضائع و انا وجدته ..
كيف لـ رجلٌ من هشاشة احلامي تحول لشيء اجمل من الواقع
هو اخبرني بـ اكثر من حُلم بأنهُ قدري
و لن استطيع الهرب منه
فما اجملهُ من قدر و كم هو اجمل عندما لمستهُ في الواقع ..
مر شهر .. هو مجافي اهلهَ و زعلان منهم
و لا هم اتصلوا بي بعد ..
و شگد اصريت عليه يكسر حاجز الزعل و يبادر
بـ الصُلح وياهم
الا انه عنيد و مجروح من كلام والدته بيوم مهرنا
و لحد الان ما متخطي دعائها عليه ..
لكنني زوجته و اعلم جيداً الحزن الي بعيونه المن
رغم ضحكاته و لحظاته الحلوة العاشها وياي
لكن لمعة الحزن و الاشتياق لاهله هي .. هي
زمان كنت اتهمه بـ الضعف تجاه اهله
و مسلوب الارادة لـ امه
لكنني ايقنت ما هو الا رَجل نقي تربى على بر الوالدين
بل خُلق من اجل اثبات هالشي ، لاسيما من حجالي
كل التعب و الجهد الي عاشه حتى يوفرلهم حياة كريمة
و يدللّهم ..
و بيوم جنت احس مالي خُلك ، اعاني من دوار
و صخونه .. و خلگي گولش ضيك ..
اتصلت بعمتي و ضحكت كالت معقولة تكونين ...
و تساءلت بـلحظتها : اكون شنو ؟
-خاف حِبله يا يمه !
-عمة صارلنه شهر متزوجين ..
-تصير حبيبتي يمكن شلتي من اول ليلة ، هاي الاعراض اعراض حمل ..
الدوخة و لعبان النفس و ضيجة الخلك كلها اعراض حمل ..
ابتسمت و قلبي يتراجف داخل ظلوعي ..
هيج و اجيب طفل لـ جهاد و تصير عندي عائلة
تعوضني عن عذابات الوحدة الي عشتها بـ حياتي ..
جنت اتمنى اگوله على شكوكي ، بس
جان بيومها عصبي و متوتر و كل ما اسأله
يكولي مشاكل بـ الشغل و مجاهد مجاي يدبرها ..
و بيوم نايمه على صدره صافنه و بنفسي احجيله
عن الشي الي شاكة بي و متمنيته يصير ..
و لفتتني النُدبة الي على زنده ..
اثرها واضح و لا يزول ..
و مدري شبيها هرموناتي و نزلت دمعتي من تذكرت الطلقة الي ثارت بسببي و إصابت ذراعه ..
و لا مرة فكرت اعتذر عنها
او اطلب السماح منه ..
و من شافني أبجي بسكوت فز و عدل كعدته
و صار يهز بـ اكتافي شبيج حبيبتي؟
ليش تبجين ؟
من سولفتله .. ضحك ضحكة دغدغت قلبي
و كالي عبارة عميقة ..
-هاي سهلة بـ الريش طاحت
بس عيونج الي صوبت گلبي لليوم تاكل بيه ..
لج ما اكدر اشفى منج ، كل يوم احبج ازيد
و كل لحظة اتعلق بيج أكثر
اني ما كايلج مرات انتِ نايمة و اتخيلج ماكو بـحياتي
و تنزل دموعي مثل الطفل خنگه ..
رفعتله حاجبي و همست بغنج :
و منو گالك اريدك تشفى مني حبيبي
اني اريد حبي يستفحل عليك أكثر
و استوطن كل خلية بـجسمك ..
جهاد : خرب بعمي
من أكول تربيتي لا تلوميني
اشو تعالي .........
و ككل ليلة تنتهي الاحاديث الطويلة الي اريد اكولها
بـ نزال شرس بيني و بينه ..
و اخسر امامه .. و ياخذ كل شبر بـجسمي غنيمة اله ..
::
طل علينا الصباح بس مو مثل كل صباح
ثنينا كعدنا بوجوه عابسة
مثل الواحد الي بايك عشانا
احياناً تُكعد من النوم مالك خُلك شي
ضايج ومختنك و متعرف ليش
كتله خلينا نطلع نغير جو اليوم ماعندي دوام
رفض بعبوس واضح
و همس : مختنك سارة مالي خلك ..
عفته ما حجيت شي و رحت احضر سفرة الفطور
اجه كعد كبالي و احس بلسانه حجي مستصعب يكوله ..
عاينتله و حثيته يحجي لان عيونه تحجي هواي شغلات ..
همس بحرج ؛ سارة عندج مُشكلة لو رجعنا ؟
قطبت حاجبي : رجعنا ؟
شنو جهاد ، نسيت احنا لويش اجينا اساساً ؟
و دراستي و مستقبلي ..
جهاد : الدراسه تتأجل ، سارة بعدج شابة
و مستقبلج ويايه ،، الشركة و الشغل و الي بنيته المن
غير لعائلتي و لاطفالي مستقبلاً ..
علقت على كلامة بـ سخرية : اذن اني مستقبلي بين ايديك
و الدراسة هذهِ مجرد تسلية اخلص بيها وقت و ما راح تضيفلي اي شيء !
شنو شمتوقع .. اكعد بـ البيت و اخذ مصروفي منك مثل الجاهل !
اني مو هيج و انت تدري ، حتى من جان بابا عايش و وضعنا خير من الله
ما عولت على فلوسة و لا رسمت حياتي كـ عالة اكعد بالبيت و يصرفون عليها !!
جهاد : هوب هوب عمي شنو انفتكتي فد مرة !
اني شكلت ! مجرد اقتراح
و لان داشوف مجاهد ممدبرها وحده !
سارة : خو كول انت ما تگدر على فراك اهلك
و بزعت من العيشة لوحدك هنا
حيثُ لا صديق يؤنس رفقتك
و لا ام تحنو عليك
جهاد : اجذب لو گلت ما مشتاق الهم
ذوله التحجين عنهم اهلي سارة
لو شما يسوون بيه اطلع عاق اذا جافيتهم !
سارة : و منو گالك جافيهم يا ابن الحلال
دا اكولك راسلهم اسأل عليهم
سوي اتصال فيديو كل يوم
اني الي احثك على هذا الشي دائماً و انت تدري !
-سارة خصم الكلام
اني قدمتلج مُقترح ما عاجبج هذا حقج
بس ردت .....
-شنو الي ردته جهاد ؟!
-ردت ترجعين ويايه نوكع على امي و نصالحها
و نبدي صفحة جديدة بين اهلنا و احبابنا ..
-مستحيل ...
بل من سابع المستحيلات
انا و امك ما اتوقع تتقاطع طرقنا فد يوم
و بعمري ما اسامحها و اعفو عنها ..
انت ابنها تأذيك و تغفرلها مجبور
بس اني ما مجبورة اسامح انسانه اذتني بكل ما تحملهُ الكلمة من معنى
واذت و الدتي بشبابها ...
جهاد : اهوووو رجعنا على حجي النسوان
و التگرگر مالتهن ، شنو يابه جنتِ عايشه وياهن
بهذاك الوقت و شفتي امي كامشه صوت و تجلد امج !
سارة : اعتذر ما اكدر اكمل النقاش وياك جهاد
جهاد : يكون احسن
و لا اني اكدر اكمل النقاش ويه وحدة الحقد عامي گلبها
لج السماح من صفات الرب ، الله يسامح !
سارة : انت گلتها الله كريم و عفو و يسامح
اني بشر ..
و الكره و الحقد جزء من تكويني
مااكدر اتخطى الي سوته بيا
-ميخصج ، خليج بدراستج ست !
طلع و عافني افور مثل الماء المغلي
وكل ذرة ثبات بيه تتضائل
شبي و شجاه ...
هو الي اقترح يسافر وياي
و هو الي كال خلينا نهرب و نعيش حياتنا
مشاكلهم ما راح تخلص .
قررت اتركه و ما اناقشه لحدما يهدأ
و بيوما النوم جافى عيوني و اني اشوف طر الفجر و هو ما اجه للبيت
معقولة ما خلصت السهرة !
و منو هذوله جماعته ؟
و ليش ما فكر بيه و اني الي تعودت انام و متوسده ايده ؟
ديعاقبني لان اريد راحة بالي و كرامتي
شكد بچيت بيومها و حتى سالفة تحليل الحمل نسيته
و نسيت وضعي و نفسيتي المتدهورة !!
كعدت الصبح و لكيته مدد يمي بملابسة !
انخمش گلبي و خفت ليكون رجع للشرب و العربدة
ادنيت شويه منه و شَميت ريحته ... و الحمدلله ماكو ريحه
بس هذا ما يمنع اني شايله عليه بكد الدنيا
و زعلانه منه ..
طلعت لدوامي و هناك مُسبقا تعرفت على مجموعة طلاب من بلدي ايضاً
و من بُلدان ثانية و ضلينا نتناقش و نتحاور بمحاضرة اليوم .
و فجأة حسيت نفسي مو تمام و الدوخة لزمتني ..
و ملت بـ نفسي لا ارادياً و لولا تمسكت بي صديقتي غفران
كنت تمددت بالارض !
شربوني ماء و ملامح القلق ارتسمت على محياهم
و اني بداخلي ارقص من الفرح و اكول و اخيراً حصير ام
و احقق حلمي و حلم جهاد
و ارجع اتذكر الخلاف الي افتعله من لا شيء و ازعل على نفسي
و على الروح الي نخلقت بداخلي ..
فرزني صوت غفران و هي تصيح سارة انتِ ترى مصخنة
مدت ايدها و تحسيت جبيني المشتعل نار
و اني ما حس بغير نار گلبي الي واجه من شوكها لجهاد ..
رجعت للبيت و اني لكمه محاطه بحلكي ..
عدا كم شربة ماء ارتشفتها حتى اكدر استمر بيومي
فـ الاكل صار عدوي بـ اخر فترة
و فسّرت هالشي يمكن يسمونه وحام ..
درت مقبض الباب و لكيت جهاد حاضن قمصلته
و بأيده الثانية ماسك جنطة سفر كبيرة
سقط فكي مذهولة من المنظر ...
صحت : هاي شنو جهاد !
جهاد : ادخلي و نحجي ؟
هزيت راسي بنفي و صحت : حاجيني هسه
شنو عزمت على الروحه !
و حتى بدون ما تناقشني او تاخذ موافقتي !
جهاد : احجي عدل !
اخذ موافقتج شنو يابه ؟
شفتيني جاهل لو زعطوط
ادخلي خلي نتفاهم الموضوع صار بشكل عاجل ..
دخلت و اجر بأذيال الخيبة
فمهما راح يكول او يحجي او يفسّر
المحصلة هي .. هي
اني راح اكلها و انجرح لوحدي ..
كعدت على طاولة الطعام المركونة بـ الزاوية
و عيني بـ الفراغ منتظرته يحجي ..
اجه كعد يمي و اخذ ايديه بين ايديه
وصار يمسّد بحنو عليهن ..
رجف گلبي مشتاقله
و محتاج گلش للمسة ايده ..
جهاد : سارة حبيبتي اني لازم اسافر
امي وضعيتها تعبانه و صحتها متدهورة
اخاف يصير شي بيها ساعتها الندم راح يضل ملازمني طول عمري
و ما اكدر اسامح نفسي لو ماتت و زعلانه عليه ..
و مجاهد مخرب وضعية الشغل كلها
و هذا رزقنا و حلالنا ما يهون عليه
اشوف الي بنيته ينهدم ..
و انتِ دراستج هنا .. و ما يهون عليه
اجبرج تجين ويايه ..
او تتركين الطريق الي مشيتي بي
و اوكف حجر عثرة بـ مستقبلج ..
خليني احل الامور و اوعدج فترة وراجعلج ياحبيبتي
فاضت عيوني بدمعها و ارتعش گلبي خايف من المجهول
همست بشفاه مُرتجفة : ليش ما گلتلي ، ليش بهذه السرعة !
-والله اجاني اتصال مستعجل
من مجاهد و كال لو تلحك لو ما تلحك على امنا
و محسيت الا رجلي اباب شركة الطيران
و قاطع تذكرة ...
عاينت على الجواز بـ ايده
و بلايه شعور جريته و اني اقرأ بـ التذكرة
ذهاب بدون عودة !
شمرت الجواز بوجهه و انفجرت بنوبة بكاء عارمة
صحت من بين شهگاتي..
-ليش تزوجتني لو جنت ناوي تتركني بهالسرعة !
ضحك و صاح : مخبلة صرف !
هذا منو الي يعوفج ولج ..
حضني بقوة و أردف : ولج اخذتج بدموع العين
شلون ترديني اعوفج ؟!
اني اموت اذا ما انطق اسمج
اذا ما المح خيالج
اذا عيوني يوم ما تشوفج !
انتِ ما سامعة سعدون جابر شيگول ..
و مثل الطفلة امسح خشمي بهدومي و أهز براسي بمعنى لا !
جهاد : يكول يوم الماشوفج ما ريد عيوني
سارة : لعد شلون حتتركني هنا ، وحدي
لا اهل .. لا رفقه .. و لا انت
-لج والله مو هواي راح اغيب ، مسألة ايام احل كلشي
و اصالح امي و ان شاء الله احاول اصفي الكلوب و اصالحكم
هزيت راسي و صحت : عشم ابليس بالجنة !
عاين الي بعتب و كال : الوقت تأخر و ما اريد افوت موعد الطيارة
ديري بالج على نفسج
اكلي زين و ضعج معاجبني ..
ردت أكوله على شكوكي بلكي يكون سبب لبقاءه ..
بس شفتها اهانة لشعوري
و ما اريد استغل هيج شي نقي لمصالح شخصية
هو عازم ع السفر و ما بيدي غير اتمناله يرجعلي بسلامة
كام وكف على حيله تخصر و منتظر مني ارضى
ماردت ازيد همومه قفزت لحضنه مثل الجاهل
و حضنته بقوة مثل يتيم يشم ريحة امه لاخر مرة
احبك ... لا تعوفني هواية ..
حضن وجهي بين ايديه و باس جبيني
و باس عيوني و نزل التهم شفايفي الما بطلت ترجف !
احبج .. يـ لوعة گلبي ..
لا اله الا الله ...
و مدري شلون طلعت مني
محمد رسول الله ...
سديت الباب وراه و گلبي يناشغ مو بس العيون
هاي اني هيج احبه
و هيج مكبره الموضوع و هو ميستاهل !!
لو هرمونات الحمل لو شنو ...
من البچي نمت مادري شگد و گعدت لگيت روحي عركانه
و المخدة مبللة ..
جسمي نار مصخن و الدوخة ملازمتني ..
اخذت دوش فاتر و حبة بنادول ..
و سويتلي لفة و گوة اتجرع الاكل ..
و عزمت باجر اروح اشوف دكتورة
و اجيك و ضعي و أهتم بصحتي ..
صايرة عودة من الضعف ..
و وجهي اصفر و تحت عيوني هلال اسود
على عكس جهاد الي الزواج ضافله جمال و سحر فوك جماله ..
لهناك و تذكرته و داهمني الاشتياق
و كأنه سمع نداء قلبي فاذا بهِ يتصل
بي مكالمة فيديو ..
عدلت كعدتي و جاوبته مسرعة ..
هلو حبيبي ...
-اروح فدوة لهالصوت .. شلون بيه من هسه اشتاقيت الج
و اني بعد و الشقة ما تنطاق من دونك .. اشوكت ترجع !
-يمعودة توني حطيت رجلي بـ العراق و تسأليني شوكت ارجع؟
زَميت شفتي معاجبني كلامه بس اني هم زودتها عليه
يعني من وجهة نظر ثانية هو هم حقه ..
اوصاني بنفسي و آكل زين لاسيما شكلي معاجبه
و خايف عليه ..
و نهينا المكالمة بسرعة بعد ما وعدني يتصل بيه اول ما يوصل البيت ..
ثاني يوم اخذت اختبار حمل بطريقي للدوام
مع اني عازمة اروح لدكتورة بس دفعني الفضول
وحب هذهِ التجربة و هم ردت تذكار احتفظ بي لو جان اكو حمل
حللت و هنا كانت الصدمة .. كان خط وحيد
تماماً كوحدتي بهذهِ الدُنيا ..
و هالشي أثر بيه كلش ..
و بيومها ردت احد اتصل بي و وجدتني اتصل بغفران
صديقة الدراسة ، لان مدري ليش احس بالفشلة
من عمتي و زهراء الي خبصتهم خبص باعراض الحمل
وطلع كل شي ماكو !
و هم هم مخبوصين بتجهيز زهراء
حتى تتزوج خاف لا سامح الله
يصير شيء لام جهاد و يخرب عليهم ..
جاوبتني غفران و اني حاجيتلها مُسبقا
عن شكوكي بـ الحمل لاسيما بعد نوبات الاغماء الي تعرضت الها مسبقاً
بالجامعة ..
و وجدتني انفجر بالبكاء بعد ما اعلنت الها خبر عدم وجود حمل ..
بيومها ضحكت عليه ضحك مصاير
و كعدت تصنف عليه و انطتني مثل موتني من الضحك
يمعودة " حبها و لبط "
بعدج تو الناس
معرسه مصارلج شهرين و دورين حباله ..
اي هم صدك و اني شبيه هلكد مستعجلة
و صرت سينما و همزين ما حجيت لجهاد
وخبصته ...
بس ليش هيج اني دا اعاني من هاي الاعراض
كالت احتمال فقر دم حاد ينطي نفس الاعراض
و بالفعل سبق و ان اصبت بفقر الدم و صار عندي
هيج غثيان و صخونه و عدم شهية للاكل مع دوخة مريرة ..
مرت الايام و مجنت احسّ بسبب الدراسة
انو جهاد ما عاد يتصل مثل الاول
الا اني اتصل و اسأل
و من اراسل يتأخر بـ ارسال الجواب
و من اعاتبة يعتذر و يگلي السبب مرض امه
و الشغل المتراكم عليه ..
و اعاين الدنيا اخذته مني ..
و الايام الي كال عليها صارت اسابيع و شهر و شهرين
و هو ما اجه ..
اني بالنهار ادفن نفسي يوم بالدراسه و يوم بالتسوق و التجول مع البنات
و بليل يلازمني الوجد و الشوق اله ...
اول ايام كنت اخابره و احجيله شلون دا اعاني من لوعة الفقد
الا ان عز عليه كبريائي و منعتني عزة النفس اشتكيلة
من وجعي الي منه و اله ...
جانت عمتي و زهراء يصبرون بيه
و يكولون فعلاً امه منتهية على فراش الموت
و لا تقبل يجيبج تصالحون
و لا تقبل تهده و يجيج
و الشغل صار على عاتقه بعد ما ناز حبلت و مجاهد يداري بيها
لان لا اهلها و لا اختها قريبين عليها ..
و بـ ليلة من الليالي الي صادفت عرس زهراء و مرتضى
كلش اشتاقيتله ..
قاومت حدّ البكاء و ما ردت اتصل..
الاتصال الوحيد الي اجريته بهذا اليوم
كان اتصال فيديو مدته ساعة احاجي زهراء بالصالون و ببيتها ..
باركتلها لحدما اخذها العريس ..
سألتها عن جهاد كالت ما اعتقد يجي و امه مريضه
..
فتحت الانستا و دخلت على صفحة زهراء
جانت منشنه مرتضى بمنشور رومانسي
و اخذني الفضول و دخلت لصفحة مرتضى
الي جان ناشر قطار مال ستوريات ..
دخلت عليهن و اذا بي اتفاجئ بكل ستوري
وجود جهاد الي صاير احلى و اجمل من الاول
فيظهر مرة يبتسم و مرة يرقص الچوبي
و مرة يتمنى زواج الدهر لمرتضى
احاجي نفسي !
اذن عنده وقت يطلع و يتونس
و اني ...
اتصالاته وياي مقتضبة
و ردوده باردة و سريعةً
معقولة ما كدر يسرق بعض الوقت و يكرسه الي
انا احوج اليه اكثر منهم كلهم
و لاول مرة اشعر بـ الكراهية و الغيرة لناس مالهم ذنب
ذنبهم الوحيد جهاد يحسبلهم حساب اكثر مني !
نمت ليلتها بدموع ثقيلة
و بمشاعر مُرهقه لدرجه صحيت تعبانه جداً
و مصخنه نار و احس خلص اذا ما رحت اليوم للدكتور
ممكن اموت بعد ايام ...
لاسيما من بعدما شهيتي اصبحت شبه معدومة !
بيومها اخذت رقم دكتورة عراقية مقيمة هنا
و غفران اوصتني بيها ..
رحت و قصيت تذكرة دخول ..
و شعور لطيف لازمني
و اني اعاين للنساء الحوامل
و الي والدين توهم و ايدهم محتضنه صغارهم بلهفة ..
و اكول يا ترى شنو شعوري و اني اعاين بطني شايله الثوب
وخشمي مورم من الحمل ...
و قاطع احلام اليقضة صوت السكرتيرة وهي تدعوني للدخول ..
نومتني على سدية و كشفت بطني
جاست منطقة الرحم و قطبت حواجبها
همست : شو عبالك اكو حمل ..
دهنت بطني بـ جل لسعني من برودته ..
و عينها على شاشه تعرض ما يجول بـ احشائي ..
كالت ممتعضة : آخر مرة شوكت سويتي تحاليل !!!