رواية جبران العشق الفصل السابع والعشرون
عذراء !!
لم تُغتصب ولكن كيف ما قاله الطبيب التقرير الفحص ثورة غضب والدها العارمة كاد أن يحرق المستشفي بمن فيها ... تقف في المرحاض منذ أكثر من نص ساعة عينيها متسعة في ذهول عاجزة حتي عن الإحساس ، الحركة سقطت أرضا علي أرض المرحاض الباردة تضم ركبتيها لصدرها تتذكر ما حدث لها وكأنه يحدث الآن أمام عينيها
Flash back
سعيدة تبتسم في حماس بعد أشهر من التدريب أخيرا ستقابل أول حالة بمفردها ستمارس مهنتها التي لم تحصل علي شهادتها بعد ولكنه يُعد تدريبا جريئا قليلا خطت لداخل المصحة النفسية التي يمتلكها أحد أصدقاء والدها المقربين ذلك الرجل تراه كثيرا عندهم ربما تتذكر أن اسمه ( مجدي ! ) ما أن دخلت توجهت إلي مكتب المدير مباشرة الذي استقبلها بحفاوة يرحب بها :
- اهلا اهلا وتر هانم شرفتي ، مجدي باشا كلمني وفهمني كل حاجة ... اتفضلي معايا
منعت نفسها من أن تصرخ من شدة سعادتها ، سعادة لم تكن تعرف أنها ستكون قصيرة اصطحبها المدير إلي غرفة أخري فتح بابها يتقدمها إلي الداخل لحقت به لتجد غرفة مكتب انيقة بشكل مبهر علي الرغم من أنها تعش حياة الترف ولكن الغرفة ادهشت طبيبة صغيرة تتطلع للمزيد خاصة حين رأت لوح من الخشب حُفر عليه اسمها علي سطح المكتب توسعت عينيها اندهاشا تنظر للطبيب ليبادر هو مبتسما :
- دا مكتبك مجدي باشا أمر أن يبقي ليكِ مكتب خاص للتدريب مجرد ما تخلصي دراستك مكانك محفوظ هنا عندنا
شدت علي قبضتها حتي لا تندفع تعانقه ما يحدث الآن هو الحلم الجميل الذي تمنته كل يوم وتحقق أخيرا القت نظرة شاملة علي المكان عادت بعينيها إلي المدير حين أردف يقول مبتسما :
- اتعرفي علي مكتبك علي ما ابلغ التمريض يجيبولك الحالة
شقت ابتسامة واسعة شفتيها تومأ له بالإيجاب خرج مدير المستشفي من الغرفة يغلق الباب خلفه لتصرخ سعيدة تلتف حول نفسها تكاد تطير فرحا اقتربت من مكتبها تتلمسه بأصابعها
ترسمها بخطوط أحلامها الوردية الكثير من النجاح توجهت الي مقعدها جلست هناك اضطجعت إلي ظهر المقعد الوثير تحادث نفسها :
- أول خطوة في الطريق يا وتر ، بكرة هتبقي من أشهر الدكاترة النفسيين ... كل دا بيجيبوا المريض يلا بقي
لم تكد تنهي جملتها حتي سمعت صوت دقات علي باب غرفتها لم تسمح حتي للطارق بالدخول ، دخل دون إذن لتجد المدير بنفسه وجواره يقف رجل طويل القامة عريض الجسد يعلو وجهه ابتسامة غير مريحة بالمرة ذلك هو المريض الذي قرأت الملف الخاص به ماذا كان اسمه نعم آدم مصاب بانفصام في الشخصية بسبب صدمة نفسية شديدة تعرض لها آدم شخص هادئ منطوي قليل الكلام ولكن تلك الإبتسامة التي تعلو ثغره تقول الكثير دخل المدير يجذب آدم معه أوقفه جواره وضع يده علي كتفه يوجه حديثه لوتر :
- دا آدم يا دكتورة وتر الحالة بتاعتك اعتقد انتي قريتي ملف الحالة بتاعه قبل كدة
اومأت بالإيجاب سريعا ليعاود المدير كلامه :
- تحبي أفضل موجود في الجلسة بما أنها اول جلسة ليكِ
كم أرادت أن توافق علي عرضه ولكنها لم ترده أن يأخذ فكرة أنها خائفة وأن أنها لن تستطيع التعامل مع الحالة بمفردها لذلك حركت رأسها بالنفي تغمغم مبتسمة :
- لاء اتفضل حضرتك أنا هتعامل من هنا
ابتسم له ابتسامته كان بها شئ من السخرية ممتزج بالشفقة خرج من الغرفة يجذب الباب خلفه تحركت هي في تلك اللحظة من خلف مكتبها تبتسم في هدوء خاضت الكثير من التجارب صحيح أنها التجربة الأولي بمفردها ولكنها لن تفشل ... اقتربت منه تمد يدها لتصافحه تبتسم في خفة :
- آدم مش كدة أنا وتر
نظر لكفها الممدود يرفع حاجبه الأيسر ساخرا ليمد يده هو الآخر يمسك بكف يدها يصافحها في هدوء جيد إشارة جيدة حاولت سحب يدها من يده لتجده يحتجز كفها في كفه توترت قسماتها نظرت له لتري ابتاسمته تزداد اتساعا حاولت أن تبدو هادئة تردف :
- آدم لو سمحت سيب إيدي
ولكنه لم يفعل بل جذبها ناحيته بعنف ترك كفها يطوق خصرها بيديه ارتعش جسدها للحظات تحاول أن تهدئ نظرت له تغمغم في هدوء :
- آدم اللي أنت بتعمله دا ما ينفعش ومش هيخوفني أنا هنا عشان اساعدك فبعد إذنك شيل إيدك وأبعد
ولكنه لم يفعل بل جذبها إليه حتي التصقت بصدره رغما عنها مال علي اذنها يهمس لها في خبث :
- مش هبعد يا دكتورة هما اللي قالولي اعمل كدة وأنا داخل هنا عشان اعمل كدة
هنا بدأت تشعر بالخوف من هم وماذا سيفعل اضطربت حدقتيها ذعرا تسأله بصوت يرتجف :
- هما مين وتعمل ايه !!
ضحك عاليا ضحكات مخيفة دوي صداها في كل جزء من المكان احكم قبضته عليها بأحد ذراعيه ليخرج من جيب سرواله قطعه زجاج مدببة يهمس لها متشفيا :
- تعرفي اني بحب الرسم أوي بحب انقش فني بس مش علي الورق ولا الحيطان علي جتت الميتين والعيشين
صرخت مذعورة حين فمهت ما يقصد دفعته بكلتا قبضتها بعنف ليتركها بملئ إرادته تركض ناحية باب الغرفة ، الباب كان موصدا بالمفتاح
من اغلقه ؟ !!
صرخت مذعورة تدق الباب بكفيها تصرخ عل أحد ينجدها :
- الحقووووني حد يلحقني افتحولي الباب يا بااااااباااااااا
صرخت وصرخت ولم يسمع أحد صرخت من الألم حين قبض علي خصلات شعرها تلوت بين يديه تحاول دفعه بعيدا عنها تخدشه باظافرها تفعل المستحيل ليتركها الا أنها دفعها بعنف إلي الأريكة في الغرفة غاص وجهها في وسادة الأريكة حين رماها علي وجهها حاولت أن تلوذ بنفسها لتصرخ متألمة حين شعرت بركبته تضغط علي ظهرها يثبتها علي سطح الأريكة صرخت من الذعر والألم خاصة حين شق ملابسها من الخلف رفع قطعة الزجاج تلمع أمام عينيه دني منها يهمس بصوت مخيف :
- هما اللي قالولي اعمل كدة ، قالولي اشوهك
وصمت للحظات ليردف بنبرة أشد قتامة :
- واغتصبك
صرخت بلا صوت جرت دموعها تغطي وجهها والآهات من روحها تصرخ تتعذب تشعر بنصل الزجاج يحفر في ظهرها الألم كان أبشع من أن تتحمله فانسحبت عن الواقع غابت عن الوعي ترجو فقط أن يكن كابوسا ، كانت بين الوعي واللاوعي حين بدأت تصحو علي الدنيا من جديد رأت والدها يقف أمامها وأمامه يقف طبيب يحادثه مشفقا :
- أنا آسف جداا يا سفيان باشا في اللي هقوله بس وتر بنت حضرتك اتعرضت للاغتصاب دا اللي اثبته تقرير الطب الشرعي
Back
خرجت شهقة عنيفة من بين شفتيها ذكري بشعة لا تحب أن تتذكرها أبدا ولكن كيف ما قاله الطبيب لا تفهم شيئا اجفلت علي صوت دقات علي باب المرحاض وصوته يغمغم قلقا :
- وتر افتحي الباب يا وتر ... وتر أنتي كويسة افتحي الباب يا وتر
استندت علي أرض المرحاض الباردة توجهت بخطي فارغة إلي حوض الغسيل صفعت وجهها بالمياة بعنف فتحت الباب لتري جبران يقف أمامها سألها سريعا ما أن رآها :
- انتي كويسة
مد يده يتلمس وجنتها لتتسع عينيه قلقا :
- جسمك متلج وهدومك مبلولة ليه كدة وتر ردي عليا
تحركت بخطي فارغة خاوية من الحياة متجهه إلي الفراش وقفت أمامه لتري دليل برائتها هناك مدموغا علي سطحه الأبيض مدت يدها تنزع مفرش الفراش بعنف تلقيه بعيدا اندثت تحت الاغطية الوثيرة تضم ركبيتها لصدرها ترتجف من عنف الذكري التي داهمتها ... اقترب جبران منها جلس جوارها مد يده يمسح علي خصلات شعرها برفق يغمغم قلقا :
- وتر طب قومي كلميني
أمسك بذراعيها بخفة يجلسها جواره عينيها شاردة تنظر للفراغ البعيد تحدثت بعد لحظات صمت :
- أنا مش فاهمة حاجة يا جبران ، أنا افتكرته ... بعد ما نسيته افتكرته ، افتكرت اللي عمله فيا ...
انسابت دموعها فجاءة ليأخذها بين أحضانه تشبثت بصدره تشهق في البكاء يرتجف جسدها بعنف دمعت عينيه هو الآخر وجملة واحدة تتردد في عقله جملة يتذكرها جيدا
( اكسروا شوكتها شوهوا عنجهيتها وهي هتبقي تحت ايديكوا غصب عنها )
ضم شفتيه يحاول الا يصرخ هو السبب في العذاب التي تحياه هو من فعل بها ذلك هو الجاني في حقها دون أن تعرف ذلك الصدر التي تلجأ اليه تبكي عنده تحتمي به هو الجاني في حقها هو من القاها داخل ذلك الألم البشع
امسك بذراعيها يبعدها عنه يحتضن وجهها بين كفيه يمسح دموعها رسم ابتسامة كاذبة علي ثغره يغمغم ضاحكا :
- بقي كنتي بتضحكي عليا يا بنت الذوات وطلعتي ورد ورود ، بس ولاد الذوات حلوين أوي ، ما تيجي احكيلك حدوتة تاني
بالكاد ارتسمت ابتسامة خفيفة علي ثغرها ليتنهد بعمق يردف ضاحكا :
- بطلي عياط بقي عيلة عيوطة حد يتجوز المعلم جبران ويعيط يا بت ، دا أنا ملك الكيف والمزاج العالي ... تيجي نضرب سجارتين
ضحكة صغيرة خرجت من بين شفتيها لتصدمه علي صدره تغمغم بصوت بح من العياط :
- ملك قلة الأدب أنت مبسوط أنك تاجر مخدرات
- مخدرات ايه بس مين قال إن تاجر مخدرات أنا تاجر حشيش علف البهايم يا بنت الذوات
نطقها بالتواء يلاعب حاجبيه مشاكسا لتضحك عاليا رغما عنها تشعر برغبة ملحة في أن ترتمي بين أحضانه ففعلت ببساطة مسح علي رأسها حين سمعها تهمس :
- أنا شكلي هحبك والله يا جبران
ابتسم حزينا لو علمت الحقيقة لما نظرت في وجهه من الأساس تنهد بعمق يهمس لها مترفقا :
- نامي يا وتر
اومأت بالإيجاب تتعلق بأحضانه كطفلة صغيرة انتظر إلي أن نامت ليسطح جسدها علي الفراش برفق دثرها بالغطاء تحرك من مكانه خرج من الغرفة ومن المنزل إلي أسفل حيث وجد حسن منهمك مع رجاله اقترب منه يربت علي كتفه السليم يغمغم :
- اطلع أرتاح يا حسن كفاية كدة أنت تعبان ، هبعتلك حد من الصيدلية يغيرلك علي الجرح
ابتسم حسن مرهقا قواه استنزفت في الساعات الماضية تحرك لأعلي حيث ترك أمل بعد أن أعطته أمل في مسامحته دس المفتاح في الباب ما أن دخل رآها تهرول من المطبخ إليه ارتمت بين أحضانه تغمغم ملتاعة :
- حرام عليك نفسك يا حسن إنت متصاب في كتفك كنت هموت من القلق عليك ، تعالي أنا عملتك الأكل غير هدومك علي احطه
ابتعدت عنه توجه له ابتسامة رقيقة طبعت قبلة خاطفة علي وجنته لتفر هاربة شخصت عينيه ذهولا ما يحدث الآن أشد من أن يستوعبه عقله
أمل تغيرت تماما ارتسمت ابتسامة كبيرة عاي ثغره تحرك إلي غرفته جرح كتفه يشتغل كالنار نزع قميصه ليجد الجرح ملتهب والخيط الجراحي من الحركة العنيفة ممزق والشاش الطبي غارق في الدماء نزعه بعنف يكاد يصرخ من الألم وقف ينظر لانعكاس الجرح في المرآة أمامه المنظر بشع يحتاج للتنظيف والتقطيب من جديد ... خرج من المرحاض يشعر بحرارة قوية تجتاح جسده رأسه يثقل اقترب من الفراش بخطي تترنح إلي أن وصل للفراش ارتمي عليه فاقدا للوعي
________
في الأسفل تحرك جبران يساعد رجاله في طلاء أحد الجدران في عز انشغاله وقفت في منتصف الحي سيارة أجرة لم ينتبه لها في البداية ولكنه فعل بعد ذلك حين رأي جميع الرجال حوله أصابها شلل تقف كالأصنام نظر إلي ما ينظر رجاله لتشخص عينيه هو الآخر ينظر لحورية من الجنة نزلت علي الأرض حورية رقيقة بفستان أسود وحجاب من لون بشرتها الأبيض تحمل حقيبة كبيرة في يدها تقف حائرة لا تعرف أين تذهب ترك ما في يده يتوجه إليها وقف أمامها يسألها :
- عايزة مين يا أستاذة
ارتسمت ابتسامة بسيطة علي ثغرها تغمغم بصوت كزقزقة عصفور يغني :
- علي المعلم جبران قالولي أنه كبير المكان هنا أنا ممرضة بشتغل في المستشفى اللي علي الناصية دي أنا لسه منقولة النهاردة من الصعيد قالولي أنه ممكن يجيبلي شقة اقعد فيها ما تعرفش الاقيه فين
كاد أن يرد عليها حين دق هاتفه برقم حسن فتحه يرد ليسمع صوت أمل تصرخ مذعورة :
- الحقني يا جبران حسن قاطع النفس ، قلبه ما بيدقش حسن مات !!