رواية شط بحر الهوى الفصل السادس والعشرون 26 بقلم سوما العربي

 

رواية شط بحر الهوى الفصل السادس والعشرون 

تقدم بخطى ثابتة يقترب من والدته التى ولته ظهرها و استدارت تختفى تنتظره بالداخل.

اخذ نفس عميق و هو يكمل سيره ناحية الداخل حيث دلف و وجدها تجلس على أحد المقاعد المستديره تنظر له بوجه يابس ممتعض تظهر أمارات عدم الرضا على قسماته.

زم شفتيه و هو يتوقع القادم يسحب نفس عميق و يزفره على مهل ثم اقترب يسحب مقعد له بجوارها ثم يردد بهدوء و تروى مرددا: مالك بس يا ام حسن ؟
ضحكه ساخره صدرت عنها و هى تردد بنزق: يعنى مش عارف يا عين امك؟!

قلب عيناه بتعب ثم ردد: أفهم بس انتى معترضه ليه ؟

قلبت رأسها باستنكار تشيح ببصرها عنه ثم عادت تنظر له بغضب مردده : المصيبه و الوكسه الكبيره أنك مش شايف إن فى ١٠٠ سبب و سبب.

صمتت ترمق ملامحه المنتبهه يتنتظر ما تقوله ثم أكملت : عمرك ما سألت أنا مش بطيق البت دى و لا أمها ليه ؟ طب عمرك ما سألت غنوة أمها سابت ابوها ليه ، دى وليه عامله زي السوس لما يعرف طريق خشبه عفيه بينخرها و يفضل يأكل فيها لحد ما يسبها مخوخه و بعدها يروح يشوفله عود خشب تانى ينخر فيه... بلاش تسمع منى أنا، أنا وحشه و كارهه البت و كارهه الجوازه ، روح أسأل غنوة عن أمها هى سيد مين يحكيلك الصدق.

سحب حسن نفس عميق ينظر بتمحيص لأمه ثم قال: طب اصدقك أزاى يا أم حسن و أنتى بنفسك قبل كده فاتحتينى فى موضوع غنوه و قولتى بصريح العباره كده إنك مرحبه.. إيه الى فرق دلوقتي؟!

بلا حاجه لوقت كى تفكر تحدثت سريعا برد جاهز فعلياً لديها تقول: لا فى فرق يا ضنايا.. فرق أن قبل سابق كان الكلام على غنوة ، بنتنا و متربيه وسط بناتنا و ابوها راجل صالح ماعشتش مع أمها و لا توعى عليها يعنى مالحقتش تشرب من طبعها و لو إن قلبى كان متوغوش من إنها تبقى وخداه بالوراثة... بس لاقيتك ميال قولت خلاص يابت بلاش تقفى فى النص ، لكن نبات الليل و نصحى الاقيك بقدرة قادر مغير رأيك و رايح جاى ورا البت الملونه دى أهو ده بقى الى خلى مخى يشت من مكانه.

سقط فى هوة سحيقه من المشاعر و الأفكار حين مست أمه تلك النقطه ، لا يعرف فعلياً ما الذى حدث له منذ رأها ، لقد جاءت و قلبت معها حقا كل الموازين ، يشعر حيالها بأشياء أخرى غير تلك التي يشعر بها ناحية غنوة .

تقريباً على يدها عرف معنى كلمة عشق ، ناحيتها و فور رؤيتها فقط تندلع بداخله نار و براكين ، يفقد السيطرة على نفسه حين الغضب خصوصا حين يغار ، يريد ضمها له و تسول له نفسه فعل أشياء حقا مريبه ، يريدها بجانبه بشكل غير طبيعي، تثير جنونه ، غيرته ، تثيره هو شخصيا ، أما غنوة فشعوره ناحيتها اتضح له ، أتضح أنه مختلف ، شعور إنسانى نبيل و قيم، شعور بالدفئ و الاحتواء و الحمايه أيضاً أما تلك الجنيه الألمانية فشعوره ناحيتها بعيد عن اى نباله او قيم ، عض على شفته السفلى و هو يتخيل فقط.

ليستفيق على صوت والدته و هى تردد بقنوط: الى واخد عقلك يطفحه يا نضرى.

رفع عيناه ينظر لها وجدها ترمقه بجديه و هى تكمل : كل بقا إلى أنا قولته ده كوم و الى جاى كوم تانى.

بملامح على وشك البكاء قال: هو لسه فى تانى يا أمى ؟!

استوت على مقعدها تضع يديها على فخذيها و تميل للامام قليلا ثم قالت: اه يا خويا ، فى، ماسألتش نفسك أم الغندوره متجوزة واحد ألمانى أزاى ؟

ضيق مابين حاجبيه ينظر لها يسأل عن مقصدها فقالت: يا دى الخيبه الى أبنى البكرى فيها،صحصح مع امك كده ، انت عمرك ما سألت هى ديانتها إيه؟

رمش بأهدبها من صدمه لم تكن على خاطره مطلقاً، يسأل باستنكار شديد و كأنه يريد الوصول لنتيجه واحده حين ردد: هتكون ايه يعنى يا أمى ، ما هى غنوة مسلمه زيها زينا.

 بهتت ملامحه و هو يسمعها تمتص شفتيها الاثنتين معا ثم رددت : صحيح ، الخلف بخت.

زمت شفتيها بحسره ثم ردد بضيق: غنوة أمها أصلاً ماكنتش مسلمه وهى أصلا مصريه على خفيف كان ابوها سفير برا و بيتنقل من بلد لبلد ، جت مصر مره زياره و شافت عمك صالح و كان إسم الله على مقامك كده مايتخيرش عنك ، طول بعرض ... جته و كتفه يجر طاحونه ، وقعت فى هواه طوالى و فضلت حطاه فى دماغها زى العيل الى شبط فى لعبه جديده لحد ما قدرت بحسنها و دلالها توقعه، لأ و مش بس كده ، دى كانت عندها إستعداد تعمل أى حاجة بس تتجوزوا ، حتى لما لاقت إن دينها فى مشكله قالت عادى أدخل الإسلام.

كان يسمعها و فكه متدلى منه يكاد يلامس الأرض من جنون الصدمه ، غير مستوعب ما يلقى على أذنيه... يرمش بأهدابه متسائلاً: أيه؟! طب ..طب أزاى؟؟ واهلها ..أهلها وافقوا؟

هزت رأسها نفيا و قالت: لأ طبعا ماوافقوش بس هى كان كل ما الموضوع يتعقد زى ما تكون لذتها بيه بتزيد و تتمسك أكتر ...عاندت أهلها و جت لصالح ، و هو كان راجل وابن بلد حس إنها بايعه الدنيا وشرياه ف مفكرش كتير و عقد عليها... و إلى بعد كده كان لا يتكتب و ينحكى يا نضرى.

وقفت عن مقعدها و تركته متخبط يرفع رأسه لها حينما استشعر صمتها ، ينظر لها يحثها على الحديث مرددا: كملى ، ايه الى حصل بعد كده؟

وقفت توليه ظهرها ثم قالت: دى تفاصيل ماعلمش عنها الكتير.. تقدر تسأل غنوة هى ممكن تقولك لو حبت و كمان عشان تتأكد.

اقتربت منه تربط على كتف العريض و هى تردد: أنا أمك و عايزالك الصالح ، صدقنى... البت دى نسخه من أمها ، مش هقف أشوفك بيتعمل فيك زى صالح و المرض يركبك و أنت فى عز شبابك عشان واحده كانت جايه تقضى أجازه سعيده ، و أما تخلص الأجازه تبقى عايزه تنهى كل حاجه و ترجع لأصلها ، دى واحده تربية خواجات بعادات غير عاداتنا البنات عندهم مش زى عندنا خالص ، فى كله ،حاجات كتير لسانى يعف إنه يقولها...فاهمنى يابنى؟؟

تركته و غادرت و هو مشتت متخبط ، يبدو كمن يقف على مفترق طريق لا يستطيع إنهاءه و لا يمكنه العوده حيث نقطة البداية.

وقف بفتور عن مقعده و بدى كمن يدور حول نفسه.. شعر بإهتزاز هاتفه فمد يده يخرجه من جيب معطفه الثقيل ليجد إتصال من حبيبته ، ظل ينظر للشاشه بمشاعر مبعثره متخبطه لكن صوت والدته مازال صداه فى إذنه بالقوه التى جعلته يدور في دوامه مغلقه .

____________سوما العربي___________

جلس على الفراش لجوارها متمدد يحتضنها له يبعثر خصلات شعرها ولكن، لكن كان متكئ برأسه يتوسد أحضانها يتنهد بخفوت يفكر بإستكانه.

شعرت أن صمته قد طال و لم تعهده مهذب هكذا حتى ظنته غفى .

فهزته برفق تناديه : هاروون.. هارون إنت نمت؟

أخذ نفس عميق يظهر عليه الراحه و هو يقول: لأ يا حبيبتي صاحى.

جعدت مابين حاجبيها باستغراب شديد ثم سألت: أصلك ساكت خالص و مش طالع لك صوت فكرتك نمت.

تحدث بخفوت يغلب على صوته التراخى و الكسل: لأ بس حضنك حلو اوي.. خلانى عارف أفكر و أربط الخيوط ببعض.

ضحكت ساخره و قالت: هههه ماشى يا سيدي.

لكن على ما يبدو أنها لم تكن مزحه فقد تحدث بخمول لكن عقله نشط: مش بهزر ، انا فعلاً استكانت كده بقالى فتره و حاسس جسمى ريح و مخى نشط و عارف أفكر أوى .

رفع رأسه عن أحضانها ينظر لها مرددا: طلعتى جباره و صعب الاستغناء عنك.

رفعت حاجب واحد ثم رددت : و أنت كنت عايز تستنغنى عنى و لا ايه؟

بلا تفكير او لف و دوران ردد: ايوه كنت ناوى بس ماعرفتش .

اتسعت عيناها بصدمه من صراحته الوقحه تبتعد كم إنش عنه ليجذبها لعنده و يتوسد أحضانها مجددا بالإكراه ثم قال و هو يغوص برأسه على صدرها: دى حاجة ماتزعلش.. ده أحلى من أحلى أعتراف بالحب.. انتى بقيتى إدمانى.

رفع رأسه ينظر لها مبتسماً بوله: و أمانى.

نظرت له بترقب و عدم رضا و هو يكمل بعد تنهيده طويله و شرود : زى ما قولتلك من شويه انتى بقيتى أكبر من إنك حبيبتى.

فصل حديثه يزيد من ضم نفسه لجسدها وهو يمرمغ رأسه فى أحضانها رغم شعوره بتخشب جسدها بين يديه وردد: كنت بشوفك بنت حلوه و جذابه و بعدين بقيت بشوفك حبيبتى وبسرعه بقيت فعلاً عايز اتجوزك و لما قربت منك و بقينا بنتكلم بقيت أشوف فيكى ابويا بمخه الى يوزن بلد و أمى بأناقتها و حنيتها ، يعنى انتى بقيتى إختصار للدنيا عندى يا غنوة.

رفع رأسه عن أحضانها ينظر لها بأنفاس لأهثه يراها تحملق فيه بصدمه وذهول ثم ردد متسائلاً مره اخرى بخوف و توجس: غنوة ؟انتى بتحبينى بجد مش كده؟

ابتعلت رمقها تومئ برأسها إيجاباً أكثر من مرة ليردد مجددا بصوت به من الخوف و الترقب الكثير: أمال ليه بحس كل ما المسك أن جسمك مخشب ، حتى دلوقتي أهو جسمك بين ايديا مخشب ، متشنج.

بللت شفتيها لا تعلم بماذا تجيب ليبتسم عليها و يزيح خصله متدليه بروعه على غرتها لكنها تحجب رؤية وجهها الجميل عنه فوضعها خلف أذنها و هو يحدق فيها بوله ثم يردد بفخر و انتشاء : أنا عارف أنه عشان أنا أول راجل يلمسك و إنك مش متعوده على كده و دى حاجة لوحدها بتودينى فى داهيه.

هزت رأسها أكثر من مرة سريعاً تؤكد فكرته و أنها السبب فقط ليكمل: بس يا حبيبتي لازم تتعودى عليا إحنا بقينا متجوزين خلاص و أول ما نطلع من هنا هنخليه جواز عند مأذون كمان.

ابتسمت تردد بنبرة ذات مغزى:عجبتك يعنى و دخلت مزاجك فهتحول الجواز لشرعى؟

بهت وجهه وداهمت ذاكرته ذاك المشهد بالمصعد حين ردد على مسامعها نفس الكلمات و ها هى تعيدها بالحرف على أذنه كأنها لم تنسى... أخذ يرمش بأهدابه متسائلاً: غنوة ..مش معقول؟! انتى لسه فاكره.. أنا كنت متضايق منك بس عشان شغلانى أوى و أنا ماكنتش شوفتك غير كام مره ، عصبتنى فكرة إن فى حد مسيطر عليا كده و أنا مش فارق له... بس دلوقتي لأ.. أنا بحبك اوى و عايزك تشيلى إسمى قدام الناس كلها و نعمل بيت واسره كبيره.

كانت تستمع له بملامح يابسه يرى بها حزن على تعرف خاطئ و بدايه أكثر من سيئه ، يتعرف على صفه جديده بحبيبته ذات القلب الاسود و الذاكره الحديديه.

إبتلع رمقه بصعوبه ثم ردد بمزاح محاولا قلب دفة الحديث و إلهاءها عن تلك الذكرى السيئه فيتخذ منها سبيلاً للمزاح و هو يدعى فك زرائر قميصها مرددا بعبث بينما يقترب أكثر منها بحراره: بس إن جيتى للحق من ناحية إنك دخلتى دماغى و عجبتينى فأنتى دخلتى دماغى.. اوى.

أخذ ينظر على جسدها و هو يستكشفه مرددا: أوى أوى أوى يعنى.

لينقلب المزاح جد بعدما ثار جسده وهو يشعر بها بين يديه وبدأت حراره أنفاسه تزاد حتى أنه بدأ يتوقف عن الشرح يقبلها بشفتيه عوضاً عن استخدامهما فى الحديث... دب الهلع فى أوصالها وهى تشعر به يهجم عليها بقوه مضاعفه متناسى أمر جرحها تماما يهمهم بإسمها من بين قبلاته.

بدات تحاول دفعه عنها و هو مستمر في محاولته وهى تردد بصعوبه: هااروون.. هارون فوووق.. فوق يا هارون أنت مش فى وعيك... هارون..ماتخزفنيش منك

لكنه لم يستطع الاستماع لها ، منكب ينهال عليها وشعر فعلياً بفقد السيطره.

يرفع رأسه لشفتيها يذيقها ببعض مما يشعر به فتصمت تائهه بقبله منه ، رحمها من قوته التى فاقتها صوت عويل أشجان و هى تصرخ: يا خرااابااااااااى ، الحقونا يا ناااااااس ، يالهووووى... هياكلها، هيبلعها .. إلحقونا.

تقدمت تقبض على ملابسه من الخلف تجذبه بكل ما اوتيت من قوه بعيدا عنه تزامناً مع تجمهر بعض الممرضات و أشجان تصرخ : الحقونا من وحش الغابه ده... أوعى شيل إيدك من على البت.

كان يرفع رأسه عنه لكن يحميها بذراعيه يصك على أسنانه و هو ينظر على طاقم التمريض المتجمهر بفضل سياح تلك السيده ثم ينظر لها بغضب مرددا: انتى اتجننتى ، إيه الفضايح دى، واحد و مراته مالك انتى بينا ،أصلا المفروض قبل ما تدخلى علينا تخبطى .

اتسعت عيناها تضرب على صدرها مردده: كماااان ، أما إنك بجح و عينك باكسه بصحيح ، زيك زى الشايب العايب الى هناك ، بقا من قدرك و بجاحتك هتخلينى أنا إلى أخبط عليك يا بجح يا يالى بايع دمك.

تقدمت إحدى الممرضات متطوعه تردد : حقى يا ست أشجان مالكيش حق ، انتى محقوقه له ، صراحه عيب تتدخلى كده بين الراجل و مراته و تفرجى عليهم الناس.

نظر لهم شذرا و هو ينظر على غنوته التى تلتقط أنفاسها بصعوبه وردد بغيظ : ماعلش يا حبيبتي حقك عليا أنا .
ثم إستدار بغضب ينظر لأشجان مرددا: شايفه وشها جاب ألوان ازاى.

نظرت عليها أشجان ثم صكت أسنانها تردد بغل: كويس إن لسه عندك  نظر وشايفها مش حملك يا طور انت.

بهت وجهه يشير على نفسه و هو يردد: أنا طور؟؟!

اقتربت منه بغيظ تحاول إزاحته عنها و هى تردد: أبعد عن البت مش عارفه تتنفس و انت كابس على نفسها كده.

نظر لها شذرا يردد: بقولك مراتى و أنا حر فيها.

أشجان و هى مستمره في محاولة إبعاده: مراتك إيه يابو مراتك ، دى حتة ورقه ياعين خالتك لو قطعناها تبقى خلصت ،انت صدقت نفسك... أوعى كده عشان النفس يبقى رايح جاى فى قلب المكان.

أمام شحوب وجه حبيبته ومظهرها و هى لا حول لها ولا قوه أبتعد مرغماً و هو يردد: ده انا لو ليا حما مش هتبقى زي دى أبدا.

توقف بغضب و هو يسمع صوتها يردد: خد الباب فى إيدك و أنت خارج.

عض شفته السفلى بغيظ ثم ردد: و ماله حاضر...بس راجعلك تانى.

خرج بعدما إنفض ذلك التجمهر يغلق الباب خلفه فعلاً بغضب شديد

______________سوما العربى____________

وقفت على أعتاب ذلك المخبز ترى على و هو يجلس على مكتب مدير المكان ، تجعد ما بين حاجبيها بزهول تسأل بعدم إستيعاب متى ترقى و كيف حتى يجلس على مكتب مدير المكان مباشرة بهذه السرعة بعدما كان مجرد عامل أمام النار؟!

شعرت بتوقف ماجد خلفها يستقر بصمت و هى تتلقى الصدمه الاكبر حين وجدت نفس تلك الفتاه تتقدم منه و تجلس على الكتب امامه بدلال بل و تمط ذراعيها تحيط عنقه بهما تستند بجبينها على جبينه .

تقدمت بصدمه يتبعها ظلها حتى توقفت على بعض خطوه منهما حيث مازالا منشغلان عنها ثم تحدثت بصوت مهزوم لأول مرة: إيه ده يا على؟

انتفض على كمن لدعه عقرب حتى أن تلك الفتره ارتدت بإهمال إثر فعلته ،و وقف ينظر لها وصدره يلهث من الصدمه الغير متوقعه و قد ضبطته بالجرم المشهود .

بلل شفتيه بتلعثم يحاول إخراج صوته و إيجاد أى رد لكنه لم يفلح ، ليحمحم بخوف و حرج ثم يحاول التحدث بلهفه ولوع مرددا: أنا...أنا هفهمك بس.. بس تسمعينى.

كانت تلك الفتاه تقف خلفه مصدومه متسعة الفم ت هى تراه فى أول مواجهة مع حبيبته الفعليه ولم ينساها كما زعم .

لكن تقدم ماجد يردد: أيه بس يا عريس؟! ما تقول عادى. 

تسارعت انفاسها و هى تسمع ما يقوله ماجد تردد بصدمه : عريس؟ عريس يا على؟؟

احتدت عيناه و هو ينظر لماجد بغضب جم مرددا: وأنت مالك أنت ،عمال بتنخرب ورايا ليه؟

صرخت به تردد: سيبك من كل ده و رد عليا أنا... انت فعلا اتجوزت؟؟ اتجوزت يا على؟!

صمتت ترفع أنظارها على تلك الفتاه التي تقف خلفه ترى الصدمه و الخذلان يرتسمان على قسماتها فرددت وهى تعود بأنظارها له : يا خساره ، فعلاً خسارة.

ولت هاربه تفر من أمامه وبقى ماجد أمام على الذى قال بغل: اوعى تفتكر إنك خلاص كسبت، انا مش هسكت... و مش هسيبهالك.

أبتسم ماجد يردد بشماته: الله ، دى حكيالك كل حاجه بقا... حلو ..جميل.

على بغل: أقسم بالله لأرجعها و مش هسيبك تتهنى بيها ساعه واحده.
 اتسعت ابتسامة ماجد ثم ردد: مش فاضى أقف بقا اهددك و تهددنى ، بص أنا مش هعرفك غلطك و هسيبك اصلى فرحان أوى و لولا الملامه كنت أبوسك من بوقك.

أوقفه على بقوه يردد و هو يهمس فى إذن ماجد: ردى على الى حصل هيوصلك قريب اوى.. فيروز دى بتاعتى.

كل الحديث عادى ، الا تلك النقطه الحساسه فعلى أثر تلك الكلمه التف له و سدد له لكمه جعلته يترنح أرضاً جعلت تلك التى ادعت الثبات تهتز وتذهب له تتفقده بقلب ملتاع عليه.

____________سوما العربى____________

ظل كاظم بمكانه ممدد على الفراش يحدق فى السقف بشرود إلى أن فتح الباب و تقدمت ممرضه بشوشه تردد: مساء الخير ، فى واحد صاحبك جاى يزورك.

زوى كاظم مابين حاجبيه ينظر على الباب بإستغراب ، لتتهلل أساريره و هو يرى صديقه المقرب يدلف لعنده مرددا: كاظومى ، فينك يا صاحبى ...كده تنسى صاحب عمرك ؟

أبتسم كاظم و هو يرى طيف الشباب يعود له من جديد بدخول صديقه عليه يردد بعد فتره طالت به و هو صامت مرددا: حامد المصرى ؟

تهلل وجه الممرضه تردد: إيه ده ..ده بدأ يتكلم أهو.. انا هروح أقول للدكتور.

خرجت تهرول من عنده بسرعه بينما إقترب حامد يجلس بجوار كاظم مرددا: أزيك يا صاحبى .

نظر له كاظم بحزن فقال حامد: عارف انك زعلان ، غيبتى برا طولت .

رفع عيناه ينظر لصديقه بحزن ثم قال: بس أنت عارف ليه.

أشاح كاظم بوجهه بعيداً عنه يردد بإقتضاب: تستاهل.

زم حامد شفتيه بحزن و هو يرى تشفى صديقه به دون مواراه ثم قال: شمتان فيا ، ماعلش مانت ماكنتش مكانى.
أغمض عينه يأخذ نفس عميق متعب فنظر له كاظم متفحصا ثم قال: إيه الى رجعك يا حامد مش كنت مش ناوى ترجع غير و أنت ميت.

أغمض حامد عيناه ثم قال: عزيز أبنى ( ده بطل من رواية الملكة)

نظر له كاظم باهتمام ثم قال: ماله؟

تنهد حامد و قال: عزيز بيحب الخدامه الى عندنا .

ضحك كاظم ساخراً ثم قال: و طبعا سبت ألمانيا و جيت عشان تعمل المستحيل و توقف الجوازه دى.

اسبل حامد عيناه و هز رأسه نافياً ثم ردد بإصرار رهيب: لأ... ده انا جيت مصر مخصوص بعد ما كنت حالف ما أرجعها إلا بموتى عشان أعمل المستحيل و أتمم الجوازه دى.

أتسعت أعين كاظم و ردد : ده إيه الى جرى في الدنيا ده انت سبت حب عمرك الى بسببها سبت مصر عشان كانت مش ولا بد.

و كأن بتلك الكلمه قد ضغط كاظم على جرحه ، مازال يتذكر حديث إبنها عنها و هو يخبره بأكبر صدمه فى حياته ، فحبيبته بائعة الهوى قد ماتت و هى ساجده فى رحاب الحرك المكى بعدما تاب الله عليها بعد زواجها من والده شيخ الأزهر الذى تابت على يده و إنجابها له حتى أنه أصبح شيخ فى الأزهر مثل والده (ضمن أحداث رواية الملكة هى كمان)

بمنتهى القسوه و الألم بدأ يحكى له تلك القصه  : أبويا أخد منها الولد بعد ما خلفته و مارديش يخليني اتجوزها ، و بعد تلات شهور اتجوزت الشيخ منتصر و جابت منه جاد ، شوفت يا كاظم مش كنت أنا اتجوزتها و كانت تابت معايا انا كمان ، شوفت هى ربنا رزقها بحسن الخاتمه و أنا و انت لسه تايهين فى المعصيه رغم إننا عجزنا خلاص.

صدمه كاظم من حديث صديقه الذى أخذ يردد بجنون: ههههه شوفت.. شوفت أبنى الى أبويا خاف عليه لما هى تربيه حياته عامله ازاى .... ههههه و ابنها ، إبنها الى أضغر من أبنى طالع شيخ ... شيخ فى الأزهر يا كاظم و حافظ كتاب ربنا .

صمت ينظر أرضاً ثم مسح دموع خانت عيناه وردد: بس مش هسيب الى حصل زمان يحصل تانى يا كاظم مش هيحصل . 

صمت كاظم ينظر له بعدم إستيعاب و ردد: وايه الى حصل زمان بعزيز والبت الى بيحبها.

مسح حامد عيناه و أخذ نفس عميق يردد  بجمود: البت الى بيحبها إسمها رحمه من نفس المنطقة بتاعت جاد أخو عزيز و هو الى جاب لها أصلاً الشغل عند عزيز فى الفيلا ، و شكلها بتحبه و هو كمان ناوى يتجوزها.

صمت بغضب فقال كاظم: طب خلاص يبقى ربنا يهنيهم.. ماتنساش أنه شقيق إبنك

لكنه صدم و هو يرى تحول ملامح حامد يردد بغل و إصرارا: على جثتى..على جثتى يا عزيز ، مش إبوه زمان ينتصر عليا و ياخد حب عمرى و إبنه ييجى دلوقتي ياخد حب عمر أبنى، عزيز الى بتقفله البلد على رجل بيبقى قدامها زى العيل الصغير يا كاظم ، و أنا مش هسكت.(استنوا القصه فى رواية الملكة )

__________سوما العربى_____________

كان يتقدم خلفها بسرعه يحاول اللحاق بها حتى استوقفها بصعوبه يردد من بين انفاسه الاهثه: فيروز ..استنى.

توقفت تحاول أن تبدو ثابته تنظر له بصمت فقال: أنا عارف انك مصدومه وأنها مش حاجه سهله بس.. بس انسى وخليكى فى الى شاريكى.

اخذ يقترب منها برفق حتى جذبها رويداً رويداً و بتشوش وضعت رأسها على كتفه و هو أطبق بذراعيه عليها بين أحضانه يغمض عيناه براحه و هو يشعر ببداية زوال كل العواقب واحد تلو الآخر ثم ردد بخفوت: تعالى انسيكى اللى حصل ده و اوريكى المفاجأة التانيه.

كان يتحدث برفق و هو مازال يضمها لأحضانه غافلاً عن تلك الكاميرا الصغيره التى تصورهم راصده كل شيء.

**** فى روسيا***"

حيث بلاد البرد و الثلوج و الرجال البيضاء ذو الملامح البارده القاسيه يجلس رجل ضخم الجثه عريض الكتفين ذو شعر أشقر غزير مرفوع و لحيه خفيفه يزين نهاية كتفه عنقه وشم لافعى ، يدخن سيجارة الكوبى بيد و باليد الأخرى يرتشف كأس به نبيذ معتق ينظر بتركيز على تلك الصوره المعروضه عليه يستمع لمن يقف بجواره مرددا: ها هو "سيد فلاديمير" يدعى ماجد الذهبى و يحمل الجنسية المصرية و الأمريكية أيضاً.

ظل يركز بأنظاره على ماجد ولكن تلك الفتاه التي بين أحضانه استفزت شئ به ، تتجه أنظاره لها يرتكز يعينيه على ذراعي ذاك الماجد و هو يضمها له ، يزعجه الأمر فرفع رأسه قليلا يحك ذقنه ثم سأل بإنزعاج: ومن تلك الفتاه؟

ضحك الرجل ضحكه ذات مغزى زادت من إنزعاج فلاديمير خصوصاً بعدما أردف الرجل: على ما يبدو أنها حبيبته سيدى.

رمش فلاديمير بأهدابه يحرك شفتيه ثم ردد: ما إسمها.

أبتسم الرجل له و ردد: فيروز... فيروز سيدى.

نظر له فلاديمير بضيق ثم اخرسه بغضب و هو يسمعه ينطق إسمها بتلذذ ثم قال: إخرس.. و إخرج من هنا الآن.

هز الرجل رأسه بطواعيه و هم لاخذ الحاسوب الذي يعرض عليه الفيديو، لكن فلاديمير استوقفه بحده و ردد بإقتضاب: أتركه.

ضحك الرجل ببرود ثم غادر سريعاً تاركاً خلفه فلاديمير يعود برأسه للخلف و هو يرتشف النبيذ من كأسه يردد بتلذذ : همممم... فيروز.
تعليقات



×