رواية عشق أسر الفصل السادس والعشرون بقلم سيليا
#عشق_آسر
فصل 26
**في ليلة هادية، كانت العيلتين متجمعين في الصالون، بيهزروا وبيضحكوا ويتبادلوا الكلام. الجو كان دافي والضحك مالي المكان. ليان كانت قاعدة جنب والدتها سمية، وبتسمع سيف وأيهم بيتكلموا مع مروان وآسر. فجأة، ملامح وش ليان اتغيرت، وبدأت تحس بألم فجأة وحاد في بطنها، زي ألم الولادة**
ليان (بصوت مرتعش): "يا ماما... بطني... بطني بتوجعني قوي!"
سمية (بقلق): "مالك يا ليان؟ أكلتي حاجة ممكن تكون السبب؟"
ليان (بتضغط على بطنها): "لأ... ده مش زي أي وجع... كأنه بيمزقني من جوه!"
الكل بص لليان بقلق. مروان قام بسرعة واتجه ناحيتها.
مروان (بصوت جدي): "ليان، لازم نروح للدكتور دلوقتي حالًا!"
نورا (بتدخل بقلق): "أيوة، ماينفعش نستنى، الوجع ده شكله مش طبيعي."
عبد الله (بصوت هادي ومطمئن): "اهدوا كلكم، هنروح المستشفى فورًا."
سيف وأيهم جريوا بسرعة عشان يجيبوا العربية، ومروان شال ليان بهدوء واتجه بيها على الباب.
ليان (بصوت متقطع): "أرجوكوا... ما تسيبونيش لوحدي..."
سمية (بتمسك إيد بنتها): "مش هنسيبك يا ليان، إحنا معاكي."
سيف (بيسوق العربية بقلق): "يلا بسرعة، لازم نوصل بسرعة."
**في اللحظة دي، الضحك اللي كان مالي الصالون من شوية اختفى، ومكانه جي القلق و الخوف**
**في المستشفى، كان الجو مشحونًا بالقلق والتوتر. مروان يقف أمام غرفة العمليات، يتنفس بصعوبة وعيناه معلقتان بالباب المغلق. كل دقيقة تمر عليه وكأنها ساعة، يتردد في مكانه، غير قادر على الجلوس أو الوقوف بثبات**
مروان (يتمتم لنفسه): "يا رب... يا رب تكون بخير... ليان ما تستاهلش اللي بيحصل ده."
يرفع يده يمسح على وجهه بارتباك، بينما نظراته تتحول بين الباب والطبيب الذي يمر من حين لآخر دون أن يلتفت. في هذه اللحظة، اقترب منه سيف وأيهم، وجههما مليء بالقلق.
سيف (بصوت خافت): "مروان، إيه الأخبار؟ الدكتور قال حاجة؟"
مروان (بصوت مهزوز): "لسه ما خرجش حد... بس إن شاء الله كل حاجة هتبقى كويسة. ليان هتكون بخير، والصغير كمان، صح؟"
أيهم (يحاول التماسك): "طبعًا، ليان قوية، والصغير هيكون زي الفل."
لكن رغم كلمات أيهم، كان الخوف ظاهرًا في عينيه، فليان ليست مجرد أخت، هي جزء من حياته التي لا يتخيلها بدونها.
على الجهة الأخرى، كانت سمية جالسة على أحد المقاعد، تمسك بيد زوجها أسامة، وعيناها ممتلئتان بالدموع. تحاول أن تتمالك نفسها، لكن القلق سيطر عليها.
سمية (بصوت منخفض): "يا رب احفظ بنتي وابنها... مش قادرة أستحمل أشوفها في الحالة دي."
أسامة (بصوت خافت): "هتكون بخير، يا سمية. الدكتور قال إن الأمور تحت السيطرة، خلي أملك في الله كبير."
لكن هو الآخر كان يخفي قلقه، إذ كان الخوف يسيطر على قلبه. ليان هي ابنته الصغيرة، وكان دائمًا يراها كالأميرة التي يجب حمايتها، والآن هو عاجز عن فعل أي شيء.
بعد مرور وقت بدا كأنه دهر، خرج الطبيب من غرفة العمليات. الجميع نهض بسرعة، عيونهم معلقة بالطبيب منتظرين أي كلمة.
مروان (بصوت متلهف): "دكتور، ليان كويسة؟"
الطبيب ابتسم ابتسامة طمأنة.
الطبيب: "الحمد لله، ليان بخير، والبيبي بصحة ممتازة. ولد جميل، ربنا يحفظه."
مروان (بصوت متقطع ووجهه يفيض بالراحة): "الحمد لله... ولد؟! الحمد لله، يا رب."
سيف وأيهم احتضنا بعضهما في لحظة فرح، بينما أسامة وضع يده على كتف سمية التي بدأت تبكي من شدة التأثر، ودموعها هذه المرة كانت دموع فرح.
سمية (تتمتم بامتنان): "الحمد لله... ربنا حفظهم الاتنين."
أسامة (بفخر): "بقيت جدّ يا سمية... ما أحلى اللحظة دي."
**في تلك اللحظة، كان الجد حسن والجد عبد الله يقفان بجانب بعضهما في ركن المستشفى، يراقبان الموقف بعيون مليئة بالأمل. عندما خرج الطبيب وأعلن أن ليان والطفل بخير، امتلأت قلوبهم بالشكر لله. تقدما نحو مروان وأسامة، ووقفا مع باقي أفراد العائلة**
الجد حسن (يرفع يديه بالدعاء، وعيناه تلمعان بالدموع): "الحمد لله... يا رب لك الحمد والشكر... حفظت ليان وولدها. يا رب اجعل الولد من الذرية الصالحة وبارك لنا فيه."
الجد عبد الله (يضع يده على كتف حسن ويرفع رأسه للسماء): "اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك. يا رب نحمدك على سلامة ليان وعلى هذا الرزق الطيب. اجعله من عبادك الصالحين، وبارك في ذريتنا يا رب العالمين."
بدأ أفراد العائلة يرددون "آمين"، والدموع تسيل على وجوههم من شدة الفرح والامتنان. الجو كان مشحونًا بالمشاعر، والكل يشعر بالراحة والطمأنينة بعد لحظات التوتر والقلق.
مروان (بصوت خافت وهو يمسك يد جده عبد الله): "ربنا ما يحرمناش من دعواتكم يا جدي. دعواتكم اللي بتحمينا."
الجد عبد الله (يبتسم بحنان): "ده واجبنا يا ولدي... دي البركة اللي ربنا مدهالنا."
الجد حسن (يضم مروان إلى صدره): "مبروك يا ابني. ربنا يبارك لك في ابنك، ويجعل حياتكم مليانة سعادة."
**في تلك اللحظة، كانت القلوب مطمئنة بفضل الدعاء والشكر لله، وامتلأت الأجواء بمشاعر الحب والفرح التي جمعت أفراد العائلة**
***********************
**في الفيلا، كانت ماسة جالسة في غرفتها وحدها. الظلام يملأ المكان، لكن أفكارها كانت أكثر ظلمة. لم تستطع أن تهدأ بعدما سمعت بخبر دخول ليان إلى غرفة العمليات، وبدأت تتخيل نفسها في مكانها. حملها في شهره الخامس، والمخاوف بدأت تتسلل إلى قلبها**
ماسة (تحدث نفسها بصوت منخفض): "يا رب... إزاي ممكن أكون مكانها؟ لو أنا اللي في العمليات دلوقتي؟ لو حصلي حاجة؟"
تمد يدها ببطء على بطنها وهي تشعر بحركات الجنين الهادئة، فتزداد ضربات قلبها.
ماسة (تكمل بتوتر): "أنا خايفة... خايفة قوي... هو الجنين بخير؟ كل حاجة هتمشي كويس؟"
تضغط على بطنها برفق وتحاول أن تهدئ نفسها، لكن مخاوفها تسيطر عليها. تذكرت كل ما قرأته عن الولادة وعن المخاطر، وكأن كل شيء كان يحيط بها في تلك اللحظة.
ماسة (بحزن): "يا ترى ليان حسّت بالخوف ده زيي؟ ولا كان عندها طمأنينة أكتر؟"
في تلك اللحظة، غلبتها دموعها، فاستلقت على السرير وهي تحتضن وسادتها.
ماسة (بهمس وهي تبكي): "يا رب احفظني... واحفظ ابني... مش عايزة أعيش اللحظة دي بخوف. يا رب خليني قوية، متل ما أمي دايمًا بتقول إني قوية."
تسمع صوت الهاتف يرن، فتنهض ببطء وهي تمسح دموعها. تلتقط الهاتف وترى اسم والدتها، منى، على الشاشة. تجيب بصوت خافت:
ماسة: "أيوة، يا ماما..."
منى (بصوت مليء بالحنان): "إزايك يا ماسة؟ سامعة إنك متوترة بسبب ليان... حبيبتي، لازم تكوني هادية. هي بخير دلوقتي، الحمد لله، والبيبي بتاعها بخير كمان."
ماسة (بصوت مرتجف): "بس يا ماما، أنا خايفة... لو ده حصل معايا؟ أنا مش قادرة أتحمل الفكرة."
منى (تحاول تهدئتها): "يا بنتي، كل واحدة بتعدي من اللحظات دي، والخوف طبيعي، بس المهم تعرفي إن ربنا معاكِ، ومع كل أم بتحلم بسلامة ولادها. خلي أملك في الله كبير، وإن شاء الله هتكوني بخير وقتها."
ماسة (بصوت خافت): "يا رب... نفسي أعدي من ده على خير."
**تنهي المكالمة وتجلس بصمت، تحاول استعادة هدوئها بعدما شعرت ببعض الراحة من كلام والدتها، لكنها لا تزال تحمل في قلبها خوفًا لا يمكن التخلص منه بسهولة**
**في الفيلا، كانت حور جالسة في غرفتها مع زوجها زياد. الجو كان هادئًا، لكن التوتر كان واضحًا على وجه حور. كانت تفكر في ليان وما حدث معها في المستشفى. زياد لاحظ شرودها وتوترها، فاقترب منها محاولاً تهدئتها**
زياد (بنبرة هادئة): "حور، إنتي كويسة؟ سرحانة من ساعة ما سمعنا عن ليان."
حور (تتنهد بقلق): "أنا مش قادرة أوقف التفكير يا زياد... ليان دخلت العمليات فجأة وأنا مش قادرة أتخيل نفسي مكانها. خايفة... خصوصًا وأنا كمان حامل."
زياد يضع يده برفق على كتفها ويجلس بجانبها، يحاول بث الطمأنينة في قلبها.
زياد: "حبيبتي، أنا فاهم إنك خايفة، وده طبيعي. كلنا بنقلق في اللحظات دي، لكن الحمد لله ليان بخير وابنها كمان. وإنتي كمان هتكوني بخير بإذن الله."
حور (بصوت متردد): "بس فكرة إني ممكن أدخل العمليات زيها... وأحس بنفس الخوف... ده مرعبني. إحنا لسه في أول الحمل، وأنا مش عارفة إذا كنت هقدر أعدي اللحظة دي أو لأ."
في تلك اللحظة، تفتح ماسة الباب بهدوء وتدخل إلى الغرفة، وعيناها مليئة بالقلق هي الأخرى. جلست بجانب حور ووضعت يدها على يدها.
ماسة (بصوت خافت): "حور... إنتي حاسة نفس اللي أنا حاسة بيه؟ أنا مش قادرة أنسى اللي حصل لليان، وكل ما أفتكر إني ممكن أكون مكانها قلبي بيدق بسرعة."
حور (تنظر إلى ماسة بعينين مليئتين بالدموع): "أيوة... أنا كمان خايفة يا ماسة. فكرة الولادة نفسها بتخليني مش قادرة أنام."
زياد ينظر إلى ماسة وحور، يحاول أن يخفف عنهم القلق.
زياد: "بصوا يا جماعة، أنا عارف إن الموقف صعب، لكن اللي حصل لليان خلانا كلنا نخاف. بس خلوا عندكم ثقة، إنكم هتعدوا من ده، زي ما ليان عدت. أهم حاجة إنكم تبقوا هادين وما تفكروش في الأسوأ."
ماسة تبتسم ابتسامة خفيفة وتحاول تهدئة نفسها، بينما تمسح حور دموعها برفق.
ماسة (بهدوء): "يمكن عندك حق يا زياد... بس الخوف ده طبيعي. أنا وأنتي، حور، لسه قدامنا وقت، لكن الليان خلانا نحس بقرب اللحظة دي."
حور (بابتسامة صغيرة): "إن شاء الله كل حاجة هتكون بخير، وربنا هيحفظنا ويحفظ البيبيهات بتوعنا."
زياد ينظر إليهما بعينين مليئتين بالحب والاطمئنان، ثم يربت على ظهر حور برفق.
زياد: "الحمد لله إن ليان بخير دلوقتي، وأنتي وماسة هتكونوا بخير برضه. خليكم واثقين بالله."
**في تلك اللحظة، بدأت الأجواء تهدأ قليلًا. رغم القلق الذي لا يزال يخيم على قلوبهم، إلا أن كلمات زياد بثت بعض الطمأنينة في نفس حور وماسة، وبدأت الضحكات الصغيرة تخرج من حين لآخر، في محاولة لكسر حاجز الخوف الذي تملك منهم**
**********************
**في المستشفى، كانت الساعة قد تجاوزت منتصف الليل، والجميع يجلس في قاعة الانتظار، مترقبين بقلق أخبار ليان. بعد ساعات من الانتظار الطويل، أعلن الطبيب أن ليان قد أفاقت من التخدير ويمكنهم الدخول لرؤيتها. شعور بالراحة والفرح انتشر بين أفراد العائلة وهم يتحركون نحو غرفتها**
في الغرفة، كانت ليان مستلقية على السرير، وجهها شاحب بعض الشيء لكنها كانت مستيقظة، وعيناها تبحثان عن أقربائها. فتح الباب ودخل الجميع ببطء، يتقدمهم مروان ووالداها أسامة وسمية. خلفهم سيف وأيهم، يتبعهم الجد حسن والجد عبد الله.
مروان (بصوت حنون وهو يمسك يدها): "ليان... حبيبتي، الحمد لله على سلامتك. إزاي حاسة دلوقتي؟"
ليان (بابتسامة ضعيفة وهي تنظر لمروان): "الحمد لله... حاسة إني كويسة. فين البيبي؟ عايزة أشوفه."
سمية تقدمت نحو السرير ودموع الفرح تملأ عينيها، وضعت يدها على رأس ابنتها بحنان.
سمية (بصوت مليء بالحنان): "يا حبيبتي، ألف حمد وشكر لله إنك بخير. البيبي هنا، هتشوفيه دلوقتي."
أسامة أشار برأسه إلى الممرضة التي دخلت تحمل الطفل في حضنها الصغير، وابتسامة دافئة تعلو وجهها.
الممرضة (بابتسامة): "ألف مبروك، ابنكِ بصحة ممتازة. اسمه إيه؟"
ليان نظرت إلى مروان الذي كان قد اتفق معها على الاسم قبل الولادة، وابتسامة كبيرة ارتسمت على وجهها.
ليان (بفخر): "هنسميه ياسين."
مروان (ممسكًا بيدها): "ياسين... اسم جميل زي أمه."
الممرضة سلمت ياسين إلى ليان برفق، وضعت الطفل بين ذراعيها، وعينيها تلمع بالدموع. لحظة من الصمت سيطرت على الغرفة، الكل ينظر إلى ليان وهي تحتضن ابنها للمرة الأولى.
ليان (بصوت هادئ وهي تنظر لابنها): "يا ياسين... يا حبيبي... أنت أجمل حاجة حصلت لي في حياتي."
أسامة وضع يده على كتف زوجته سمية، والدموع في عينيه، بينما حسن وعبد الله يقفان في الخلف ويهمسان بدعاء الشكر.
الجد حسن (رافعًا يديه بالدعاء): "اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك. اللهم بارك في ياسين، واجعله من الذرية الصالحة."
الجد عبد الله (بتأثر): "يا رب اجعل حياته مليانة بالخير والبركة، واحفظ ليان ومروان وألف بين قلوبهم."
**الجميع بدأ يتبادل النظرات الدافئة والابتسامات، بينما كانت ليان تحتضن ابنها ياسين بقوة، تشعر بفرحة لا توصف. مشاعر الفرح والامتنان لله كانت تملأ المكان، والجميع يشعرون بالراحة بعدما مروا بساعات طويلة من القلق والترقب**
*********************
**بعد عدة أيام....خرجت ماسة من غرفتها وهي تشعر بالتعب بعد يوم طويل من المذاكرة. كانت بحاجة إلى كوب من الشاي لتستعيد نشاطها. تسللت بخطوات هادئة نحو المطبخ، وعندما وصلت إلى الدرج، قابلتها مارلين، التي كانت تنزل الدرج **
مارلين (بابتسامة استهزائية): "إيه يا ماسة، شكلها المذاكرة مرهقة، ولا إيه؟"
ماسة (بتوتر): "أه، شوية. إنتِ هنا؟"
مارلين (تتجاهل سؤالها، وتنظر إليها بفضول): "بتذاكري ليه؟ مش زي باقي البنات اللي بيستمتعوا بحياتهم؟ ولا عايزة تتطلعي من قفص الزوجية؟"
ماسة شعرت بغضب من تعليقات مارلين، لكنها حاولت الحفاظ على هدوئها.
ماسة (بجدية): "آسر زوجي، وهو أولويتي. مش عايزة حد يتدخل في حياتي."
مارلين (بسخرية): "آه طبعًا، بس هو أكيد مش فاضي يشوفك، مش كده؟ يمكن لو كنتِ مكانك، كنتِ هتلاقي واحد أغنى!"
ماسة (بتحدي): "أنا مش محتاجة واحد أغنى، آسر يكفيني. هو مش بس غني، لكن كمان يحبني."
لكن مارلين لم تتوقف، واستمرت في سخرية.
مارلين (بتعالي): "يا سلام! يعني هتفضلي قانعة بزوجك، ولا عايزة تحققي طموحاتك؟"
ماسة (بتجاهل): "أنا محققة طموحاتي من خلال دراستي وعلاقتي مع آسر. كل واحد عنده اختياراته."
مارلين (بابتسامة خبيثة): "إن شاء الله تحققي كل أحلامك، بس لما تشوفي آسر يضيع وقته مع واحدة أحسن، بلاش تنسي إنك عايشة في حلم!"
**استمرت مارلين في النزول، وترك ماسة تتأمل في تعليقاتها. شعرت بالإحباط من سخرية مارلين، لكنها عرفت أنها لن تدعها تؤثر عليها أو على حياتها مع آسر. واصلت طريقها إلى المطبخ، عازمة على عدم السماح لأي شخص بتقويض ثقتها بنفسها أو علاقتها**
**عادت ماسة ل غرفتها، منهمكة في مذاكرة دروسها الجامعية. الجو كان هادئًا والبيت ساكن. فجأة، رن هاتفها. نظرت إلى الشاشة ولاحظت أن الرقم مجهول. ترددت للحظة قبل أن ترد**
ماسة (بحذر): "ألو؟ مين معايا؟"
جاءها صوت بارد ومألوف، صوت لم تتوقع أن تسمعه.
طارق (بلهجة ساخرة): "وحشتك يا ماسة؟ فاكراني نسيتك؟"
ماسة شعرت بصعقة تسري في جسدها. قبضت على الهاتف بقوة.
ماسة (بصوت مرتعش من الغضب والخوف): "طارق؟ إزاي بتكلمني؟ إنت المفروض في السجن!"
طارق (بضحكة خبيثة): "السجن كان تجربة، لكن دلوقتي أنا حر. كنت فاكر إنك خلاص ارتحتي؟ أنا لسه هنا."
ماسة تشعر بتوتر يتصاعد بداخلها. كيف يمكن أن يكون طارق حرًا؟
ماسة (بتوتر واضح): "إنت هربت؟ إنت عايز إيه مني؟ بعد كل اللي حصل، المفروض تبعد عني وعن عيلتي!"
طارق (بنبرة مليئة بالتهديد): "لسه ما خلصناش، ماسة. فاكرة اللي حصل لأهلي بسببكم؟ ده لسه في حساب لازم يتسدد. وده هيبدأ مع آسر."
ماسة شعرت بخوف شديد يسيطر عليها، ولكنها حاولت الحفاظ على رباطة جأشها.
ماسة (بتحدي): "إنت مش هتقدر تفرق بيني وبين آسر. كل اللي بتعمله مش هيغير حاجة!"
طارق (بنبرة باردة): "ده اللي هنشوفه. خليكي مستنية يا ماسة، اللي جاي هيكون أصعب بكتير من اللي فات. وآسر؟ هتشوفي بنفسك إزاي هتعامل معاه."
**أغلقت ماسة المكالمة وهي ترتجف، شعور بالخوف والقلق بدأ يتسلل إليها. وضعت الهاتف جانبًا، محاولة أن تستجمع أفكارها، لكنها تعلم أن طارق لن يتركها وشأنها**
*********************
**كانت مارلين على وشك دخول غرفتها، عندما جاءها صوت سليم، شقيق ماسة الأكبر، الذي ظهر فجأة في الممر**
سليم (بتحدي): "مارلين، استني شوية."
استدارت مارلين، وارتسمت على وجهها ملامح الارتباك.
مارلين (بتصنع الثقة): "إيه يا سليم؟ عايز إيه؟"
سليم (ببرود): "أنا عارف كل حاجة عنك. عارف إنك ساعدتي طارق على الهروب من السجن."
شحب لون مارلين، وبدأت تتراجع خطوة للوراء.
مارلين (بصوت متوتر): "إنت مش عارف عن إيه بتتكلم."
سليم (بسخرية): "لا؟ طارق اللي حاول يضر عائلتي؟ حبيتوا تعيشوا في فيلم درامي، مش كده؟"
مارلين بدأت تشعر بالقلق، وحاولت أن تحافظ على هدوئها، لكن الأمر كان واضحًا عليها.
مارلين (تحاول التهرب): "أنا مالينيش علاقة بالموضوع. كل ده مجرد شائعات."
سليم (يضحك بسخرية): "شائعات؟! طيب يا ريت تخبريني، هل دا جزء من خطتك للانتقام؟ أو يمكن حبك للأثرياء؟"
تأملت مارلين في سليم، محاولة أن تجد الكلمات المناسبة.
مارلين (محاولة الدفاع عن نفسها): "إنت مش فاهم. كل اللي كنت عايزاه إني أكون مع آسر."
سليم (بابتسامة ساخرة): "وكنتِ عايزة تدخلي بين عائلتنا كده بسهولة؟ كنتي بتلعبين بالنار يا مارلين."
تراجعت مارلين مجددًا، وشعرت بالخوف يتسلل إليها.
مارلين (بتوتر): "إنتَ مش هتقدر تثبت أي حاجة."
سليم (بثقة): "وأنا مش محتاج. بس نصيحتي لكِ: ابعدي عن عائلتنا، قبل ما الأمور تتعقد أكتر."
**تركت مارلين سليم وأغلقت باب غرفتها خلفها، شعور بالخوف والرعب يسيطر عليها. لم تتوقع أن ينكشف أمرها بهذه السهولة، وأدركت أنها قد تكون وقعت في فخ أكبر مما تصورت**
*********************
**في إحدى الكافيهات الراقية، كان إياد يجلس على طاولة وحيدًا، يتبادل نظراته مع الفتيات حوله. بينما كان يرتدي ابتسامة جذابة، دخلت رانيا من الباب، وملامحها تعكس قوة وثقة**
رانيا (بصوت عالٍ): "إياد! مش هتوقف عن لعبة القلوب دي؟!"
إياد نظر إليها بابتسامة ماكرة.
إياد: "إزاي يعني، دي حياتي. فيه إيه غلط لو استمتعت شوية؟"
رانيا (تتجاهل سؤاله): "بتلعب بمشاعر البنات وكأنهم قطع شطرنج. وده مش صح."
ابتسم إياد بتحدي، لكنه بدأ يشعر بفضول نحو رانيا.
إياد: "هو في حد هنا يشتكي؟"
رانيا (بغضب): "مش محتاجة حد يشتكي. أنتَ بس محتاج تفهم إن الحب مش لعبة."
تبادلوا النظرات للحظات، وكانت الكهرباء واضحة بينهما، لكن رانيا سرعان ما انتبهت وعادت للتحدث.
رانيا: "على العموم، لو كنت عايز تلعب، اتأكد إنك مش بتخسر نفسك في وسط اللعب."
إياد (بابتسامة واثقة): "وأنتِ، ليه بتدخلي في حياتي؟"
رانيا شعرت بقلق، لكن أصرار إياد كان يجذبها بطريقة غير متوقعة.
رانيا (بتحدي): "لأن حد لازم يوقفك. لازم تحس بالمسؤولية."
إياد: "ويمكن أنتِ الوحيدة اللي قادرة توقفيني."
لحظات من الصمت خيمت عليهما، مع تبادل نظرات تحمل مشاعر متناقضة.
رانيا (بتردد): "وأنتَ مش شايف إن ممكن الحب يغير منك؟"
إياد: "يمكن. بس في حد محتاج يقولي إزاي."
رانيا نظرت إليه بحيرة، وداخلها بدأ ينمو شعور غير متوقع نحو إياد. شعور معقد، مزيج من الكراهية والإعجاب.
رانيا (بجدية): "إياد، لو كنت بتحاول تتغير، حاول لأجلك. مفيش حد يستاهل تخسر نفسك من أجله."
إياد (بابتسامة): "يمكن كنتَ أحتاج حد زيك يفكرني."
**بدأت اللحظات تتبدل بينهما، وكأن البداية كانت تنذر بتغيرات غير متوقعة**
**********************
**بعد شهر....كان الجو مفعم بالألفة والفرح في حفلة خطوبة جمال وماريا، حيث اجتمع الأصدقاء والعيلة في جنينة واسعة متزينة بأضواء ملونة وزهور جميلة. الموسيقى كانت بتعزف بهدوء في الخلفية، وضحكات الناس مليا الأجواء**
ماسة (وهي بتتكلم مع رانيا): "بصِ، جمال مبسوط أوي النهاردة. يستحق كل الحب، وماريا بنت جميلة."
رانيا: "فعلاً، بس شكلها في كيمياء غريبة بين ماريا وإياد. مش حاسة بحاجة؟"
بينما الكل مستمتع بالأجواء، ماريا قربت من إياد، وكان حديثهم بيسحب انتباه الكل.
ماريا (بابتسامة): "أنتَ النهاردة شكلها بطل فيلم، ليه مش بتحضر الدورات الرياضية معانا؟"
إياد (يضحك): "ممكن أبدأ التدريب، بس محتاج مدربة تشجعني."
ابتسمت ماريا بتحدي.
ماريا: "أنا ضامنة لك إن التدريب هيكون ممتع أوي. بس لازم تكون جاد."
إياد: "أنا جاهز لأي حاجة لو كنتِ أنتي المدربة."
بينما كانوا بيتكلموا، جمال قرب من الطاولة.
جمال: "إياد، هل أنتم منظمين دورة جديدة في الخداع؟"
إياد (يبتسم بسخرية): "لا، جمال. أنا بس كنت بجرّب مهاراتي في الإقناع."
جمال ضحك، وماسة ابتسمت وهي بتشوف التفاعل بين الأصحاب.
ماسة (تدخل في الحديث): "لا تنسى إن دي مش حفلة مسرحية، دي خطوبة!"
رانيا (تبتسم): "أيوة، إحنا هنا للاحتفال بجمال وماريا."
وصلت اللحظة اللي كان الكل مستنيها. جمال وماريا تقدموا علشان يقولوا كلمتهم.
جمال (بصوت عالي): "أنا ممتن لكل واحد هنا النهاردة. الخطوة دي مهمة أوي بالنسبة لي، وعايز أشارككم الفرح."
ماريا (بابتسامة): "وأنا محظوظة أوي بوجودكم في حياتي. يلا نحتفل مع بعض بحبنا وصداقتنا."
**التصفيقات اتعلت في الأرجاء، والكل كان مبسوط. بينما الأصدقاء بيتبادلوا الضحكات والتهاني، شعرت ماسة بدفء في قلبها تجاه جمال وماريا، وكمان تجاه العلاقات الجديدة اللي بدأت تتشكل بينهم**
********************
**كان الجو في الفيلا هادئًا، ولكن التوتر كان يملأ الأجواء بين أيهم وزوجته علا. كانت علا تجلس على الأريكة، تبدو حزينة وتراقب أيهم من بعيد وهو يمر بجانبها دون أن ينطق بكلمة واحدة**
علا (بصوت منخفض): "أيهم، في حاجة مش مظبوطة بينا؟ ليه مش بتكلمني؟"
أيهم (مستمرًا في الانشغال): "مش وقت الكلام دلوقتي."
توجهت علا إلى المطبخ لتعد لنفسها كوبًا من الشاي، ولكن عينيها كانت مليئتين بالدموع. بعد قليل، قرر أيهم أنه يكفي من التجاهل، وذهب إلى الغرفة حيث كانت علا.
أيهم (بصوت هادئ): "علا، أنا آسف على كل حاجة. كنت مشغول جدًا بالفترة الأخيرة وما كنتش واخد بالي منك."
علا (بتنهيدة): "كنت محتاجة لك. حسيت إنك بعيد عني."
أيهم (يقترب منها): "أنا آسف، وأحبك. لازم نتكلم ونحل كل حاجة."
علا (تنظر إليه بقلق): "أنا كمان بحبك، بس لازم نكون مع بعض في كل حاجة."
جلس أيهم بجانبها وأمسك بيدها.
أيهم: "إنتِ مش بس زوجتي، إنتِ شريكتي في كل حاجة. أعدك هاهتم بك وأسمع لك أكتر."
علا (تبتسم ببطء): "وأنا هكون هنا دايمًا."
بمجرد أن تحدثا، بدأت المشاعر تعود بينهما. قرر أيهم أن يأخذ علا في نزهة قصيرة في الحديقة. أضاءت الشمس في السماء، وبدأت الأزهار تتفتح حولهم.
أيهم (بابتسامة): "شوفى، الطبيعة هنا بتقول إننا لازم نبدأ من جديد."
علا (تبتسم): "بجد، المكان هنا جميل."
أمسك أيهم بيد علا وقادها إلى منطقة هادئة تحت شجرة كبيرة.
أيهم: "تعالي نجلس هنا."
علا (تجلس بجانبه): "أنا معك، أيهم. وأنا متأكدة إننا هنبقى أفضل."
في تلك اللحظة، اقترب أيهم منها ونظر في عينيها.
أيهم: "أنا محظوظ إنك في حياتي."
علا (تبتسم بخجل): "وأنا كمان."
ثم أضاف أيهم: "من النهاردة، هنقضي وقت أكتر مع بعض."
علا: "أحب الفكرة دي."
قبلها أيهم برفق، وكانت تلك اللحظة مليئة بالمشاعر والحب، وكأنهما عادوا من جديد.
بعد أن تصالحا، قرر أيهم أن يعد مفاجأة لعلا في المنزل. أعد عشاءً رومانسيًا، مع الشموع والزهور. عندما دخلت علا، تفاجأت بالجو الرومانسي.
علا (بتعجب): "واو! إيه دا؟!"
أيهم (يبتسم): "ده كله ليكي. عايزك تعرفي إنك الأغلى عندي."
جلست علا على الطاولة، وبدأا يتناولان العشاء معًا، يتبادلان الضحكات والذكريات الجميلة.
أيهم: "إحنا هنكمل حياتنا مع بعض، صح؟"
علا (بكل حب): "أيوة، مع بعض دايمًا."
بعد العشاء، قرروا أن يستمتعوا بالوقت معًا في الحديقة تحت النجوم. جلسوا معًا على الأريكة الخارجية، واحتضن أيهم علا بلطف.
أيهم: "اللي حصل قبل كده كان مجرد لحظة. حبنا أكبر من أي شيء."
علا: "أنت معايا، وأنا معاك، وده أهم حاجة."
**تبادلوا نظرات مليئة بالحب، وفي تلك اللحظة، شعروا بأن كل شيء عاد إلى مكانه الصحيح**
*********************
**في منزل والد طارق.....طارق دخل الغرفة ولقي سلمى قاعدة على السرير، وعليها علامات التوتر. قرب منها بغضب**
طارق: "سلمى، إنتِ فكرتِ في إيه لما قبلتي خطوبة سليم؟ إنتِ مجنونة؟!"
سلمى (بثبات): "أنا بحب سليم، ولازم تحترمِ قراري."
طارق (يصرخ): "تحترمين قراركِ؟ فكرتِ في عواقب ده؟ إحنا في وضع صعب، وعائلتنا تحت ضغط!"
سلمى (بشجاعة): "وأنا مش عايزة أكون جزء من الفوضى دي! أنا عايزة أعيش حياتي بطريقة مختلفة."
طارق (موبخًا): "لكن سليم ابن عائلة منبوذة! إزاي تقبلي ترتبطي بيه؟"
سلمى (بثقة): "مش كل حاجة بتحصل في عائلتنا بتحدد مستقبلي. سليم شخص طيب، ويستحق فرصة."
طارق (بغضب): "وإنتِ تخاطرين بمستقبلكِ عشان سليم؟ مش بتفكري في العواقب؟"
سلمى (متمسكة برأيها): "أنا بفكر في مستقبلي، وعايزة أكون مع حد يدعمني، مش مع حد يفكر في الانتقام."
طارق (محبطًا): "إنتِ مش فاهمة. لو فضلتي على كده، هفقد ثقتي فيكي!"
سلمى (بتحدٍ): "لو ده ثمن سعادتي، فأنا مش محتاجة ثقتك. أنا عارفة أنا عايزة إيه، ومش هستسلم لك."
**طارق سكت للحظة، وسلما كانت بتنظره بتحدٍ وثقة، مصممة على موقفها**