رواية أخباءت حبه الفصل السادس والعشرون
بأقدام مرتجفه خائفه تقترب
ساره من باب الشقه وهى تستمع
إلى صوت ذلك الرجل الضخم
ينادى لها ....
لتلتصق بالقرب من الباب وهو
يقول : ساره...
أريد أن أتحدث إليك..
أعلم أنك تسمعينى..
أنا أحبك..
أنا عاجز عن الحياه بدونك ..
أنا لن أوذيك..
أريد رؤية وجهك...
أنا مشتاق لك...
تجمع ساره شجاعتها وتفتح
نافذة الباب الجانبيه الصغيره.
وعبر الظلام الشديد تهمس :
من أنت...؟
أرجوك ابتعد عنى...
لا تأتي إلى هنا مجددًا..
أنا امرأة متزوجه..
فجأة..
تشتعل قداحة بين أصابع اليد
اليمنى لذلك العملاق ..
فترى ساره وجهه
وتتراجع للوراء فى ذعر..
وتغلق النافذه خائفه ترتجف...
أما هو فقد عاد يهمس :
لقد أحببتك منذ زمن بعيد ..
لم أستطع أن أخبرك ذلك...
لكن عندما تزوجتى لم أتحمل
أن أراك بين أحضان رجل
غيرى...
تتوسل إليه ساره :
أرجوك أنت بذلك تثير المشاكل
والمتاعب فى حياتى...
أنا أحب زوجى وأعيش حياه
سعيده معه ...
أرجوك ابتعد ولا تدمرها....
أنت بذلك تؤذينى...
يشير الرجل نحو صدره :
عبد الرحمن لا يمكن
يومًا أن يؤذيك..
أعتنى بنفسك..
وانصرف بعدها وسمعت وقع
أقدامه الثقيله تبتعد...
وتتنفس الصعداء والكهرباء
تعود إلى المنزل ..
( من هذا الرجل...؟ )
يخفق قلب ساره وهى تدور
بجسدها لترى محمود
واقفًا بوجه متحجر صلب
وبصوت حاد يعيد سؤاله :
لقد سمعت صوت رجل بالقرب
من الباب ..
كان يتحدث معك ...
أليس كذلك ...؟
تنفى ساره وهى مرتبكه :
لا ..
لم يكن هناك أحد...
يبدو بأن الأصوات فى الخارج
أختلطت عليك ..
أو ...
وعادت تتردد فى نطق جملتها
ثم قالتها بقوة :
أو يبدو أن لقاءك بحبيبتك..
قد أثر عليك ...
محمود فى غضب :
لا شأن لك بها..
ساره : إذن فقدت عادت
لسابق عهدها معك ...
عادت لقصة حبها وحبيبها ...
محمود فى لهجه عنيفه :
منى وحدها من تسكن قلبى...
كنت على يقين بعودتها
من أجلى...
ساره ساخره : يبدو
بأنك قد صدقت قصتها
كالغر الساذج..
صدقت بأتها قد عادت من
أجلك...
محمود فى سخط : نعم ..
أنت تكرهينها..
تكرهين رؤيتها...
وصوتها ..
وحبها لى ..
ساره في سخط : لقد
جاءت من أجل ميراثك أيها
العبقرى...
جاءت من أجل خمسة
وعشرون مليون دولار...
تلك الأموال كانت كفيله
لتعود إليك مجددًا فى صورة
ملاك ..
إنها شيطانه...
لقد جاء معها شاب داخل سياره
أسفل البيت لم تكن وحدها ..
شاب وسيم للغايه ...
ومعه سياره انيقه ..
أظن أنه شريكها فى الفخ
المنصوب لك ...
محمود فى قمة الغضب
ليتك نصف أخلاق وأدب
منى...
سوف تأتي غدًا ...
وسنخرج سويًا من جديد...
ستعيد أجمل الأيام
والذكريات. ..
تتسع أعين ساره في صدمه
وهى تردد : تخرج معها...!
مستحيل. ..
محمود : لا يوجد مستحيل. .
الحب هو من يصنع المعجزات...
تنفى ساره : أنا لن أسمح لها
بأخذك خارج البيت ...
لن ..
يقاطعها محمود : أنت بلا رأى
أو قيمه..
يبدو بأنك قد صدقت بأنك
زوجتى بالفعل .. !!
لقد تزوجتك من أجل تهديد
أبوك ...
والآن من أجل الطفل...
والميراث...
هذا فقط كل ما بيننا...
ونزف قلب ساره ألمًا....
********
دخل حديقه واسعه خضراء ...
كانت تجلس منى ومعها
محمود ...
الذي كان في غاية السعاده
وهو لا يصدق أنها قد
عادت له من جديد ....
كان يضحكان سويًا ...
ويتذكران الكثير من الذكريات
بينهم...
فجأة ...
منى تتذكر صوره ساره أمام
عيناها فتقول :
أنا لا أعلم كيف تتحمل
تلك المخلوقه معك في
شقه واحده...!!
انها ثقيله الظل
محمود : لقد أخبرتك بالقصه
كامله...
وذكرت الأسباب التي
دفعتني للزواج منها ...
منى : وبعد أن يتم العام ....
وتنجب لك الطفل ..
محمود : بكل تأكيد ستموت...
ولكن اخشى أن تفعلها
قبل أن تنجب...
سيضيع لحظتها كل شىء ..
ستكون خساره فادحه ..
تنفى ساره بيديها :
وماذا ستفعل بعد أن ترث
كل تلك الثروة ...
وتموت زوجتك ساره ...
محمود بالتأكيد ولدى يحتاج
لأم مخلصه مثلك للعناية به ...
وسنتزوج..
منى فى سعاده : ياله من حلم
جميل...
ولكن .. ولكن...
محمود في قلق :
ماذا يدور بخاطرك...؟
منى : ماذا لو لم تمت ساره...؟
محمود في صدمه : مستحيل..
موتها محقق...
وأكيد...
منى : ربما تحدث المعجزة ...
ويتم شفاءها...
حينها لن تنال ثروتك...
ستكون ساره الوريث الأكبر
معك فيها ...
إلا إذا...
وعادت للصمت برهة ...
ثم تنهدت : إلا إذا ماتت...
وإن لم تمت ...
محمود بكل قسوه وجبروت
: ستموت ساره ...
ستموت رغمًا عنها...
حتى وإن قتلتها..
منى فى تعجب : تقتلها ...!
وكيف تفعل ذلك وأنت...
آسفه أعمى...!!
يعود محمود للصمت
فتقوم بالضحك فجأة بطريقه
مرعبه قائله : لا تخشى شىء..
سأكون عينيك لفعل ذلك ...
محمود في حيره : كيف...؟
منى بهدوء وبرود شديد
: سأقتلها بيدى ...
أقسم لك ..
واتفق الإثنان على فعل ذلك ...
بمعاهده أسفلها توقيع
الشيطان...
شاهد على العقد ...
وهناك أعين عن قرب كانت
تتابعهم ...
وتسمع كل ما يدور بينهم ..
تسمعه بوضوح شديد ...
أعين أكثر شرًا منهم ..
أعين الشيطان نفسه ...