رواية أخباءت حبه الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم محمد ابو النجا


 رواية أخباءت حبه الفصل الخامس والعشرون 

تبتلع ساره ريقها الذى جف
كالصخر..
وهى تتفرس فى صدمه ملامح
منى التى تقف تبتسم إبتسامه
مخيفه لها ..
تفيق ساره من شرودها مع
 صوت منى تقول : 
هل تسمعينى...!!
ساره في صوت واضح عليه 
الخوف : منى ..!!
منى ببرود شديد :
أريد مقابلة محمود ..
لكن ساره ظلت واقفه ...
متجمده ...
لا تصدق ولا تستوعب 
ما تراه...
هل حقًا منى التي تقف أمامها ...؟
وفي ثواني معدوده ...
كانت تفكر وتسأل وتحدث 
نفسها ...
لماذا جاءت ...؟
وماذا تريد ...؟
فجأة ...
تعيد منى حديثها بصوت أعلى 
وأكثر قوه : أنني أتحدث اليك ...!
لماذا لا تجيبِ..!! 
ساره في تعجب : 
ولماذا تريدي مقابلة محمود...!
منى بلهجه جافه : أريد أن 
أتحدث معه وحدنا في أمر 
هام ....
ساره في تعجب : أي أمر ...!!
منى بلهجه جافه : 
هذا ليس شأنك ...
ساره : كيف لا يكون من شأني...!!
تطلق منى زفره حاره قائله :
أخبريه أنني على الباب...
وأريد مقابلته الآن ...
فجأة ..
يصدر في المكان صوت 
محمود الذى يصرخ : منى...!
هل هذا أنت....!!
هل هذا صوتك...؟
هل انت هنا....؟
تقتحم منى باب الشقه عنوه 
وهي تهتف : محمود ...
كيف حالك ...؟
نعم...
أنا منى....
لقد جئت من أجلك ....
تتسع ابتسامه محمود في 
سعاده بالغه وهو يقول : 
لقد سمعت صوتك وانا 
في الداخل....
لم أصدق ...
ظننت أنني أحلم ...
أو أنني أتخيل ....
أو أن عقلي يهذى...
تضحك منى : كيف حالك ...؟
محمود بلهجه مرحه : بخير...
أنني لا أصدق أنك هنا ...
بجواري ....
منى ضاحكه : عليك أن 
تصدق ذلك....
لقد جئت للتحدث معك ...
ومقابلتك وحدنا ....
محمود في سعاده : حقًا ...!!
جئت من أجلي ....!!
منى بهدوء : نعم ...
محمود : هل يمكن أن نذهب
هناك ... إلى الشرفه ...؟
ونتحدث بعيدًا وحدنا....
تلامس يده البارده وتشبك
 أصابعها..أصابعه...
وتشعر معها ساره بقمه الغيره
والغيظ ...
يالها من متبجحه...
وأخذت تتطلع إليها بغضب...
من تلك الفعله الجريئه...
تدور منى فجأة برأسها ناحيتها 
قائلة : أريد فنجانًا من القهوه ...
وتجذب بعدها محمود وتذهب
 به الى الشرفه...
 يجلسان وحدهما ...
وساره تتبعهم بعينيها في قمه
الغل والغضب والحنقه....
عاجزه عن إتخاذ أي قرار ....
ظلت تتابعهم من بعيد وهي
لا تعلم سر وسبب تلك الزياره 
المفاجأه وغير المتوقعه...
أما محمود فكان قلبه يكاد
أن يسقط من صدره وهو يقول 
في سعاده : 
ما زلت لا أصدق ...
عليكِ صفعي...
 عليكِ ضربي ..
أوقرصي ....
عليك فعل أي شيء في مقابل 
أن أصدق أنك هنا الى جواري ...
تعود منى لضحكتها الجميله 
وهي تقول : وأنا لا اصدق
أنني إلى جوارك ....
محمود في تعجب : لقد اشتقت
إليك كثيرًا ....
كنت انتظرك...
كنت دائمًا أقول أنك ستأتي ...
أنك لن تنسيني...
انك ...ما زلت.......
وعاده يقطع جملته وهي 
تقترب منه وتحتضن أصابعه 
من جديد بأصابعها في مشهد 
غرامى قائله : أنا لم أنساك 
لحظه...
كنت أفكر فيك دائمًا .. 
وفي كل وقت..  
محمود بصوت حزين :
إذن لماذا ابتعدت عني...؟
لماذا تخليت عنى...؟
زادت نبرته شجن وكاد أن يبكى
: لماذا تركتيني وحدي
أعاني ....؟
منى بصوت وكلمات ثقيله :
لم يكن بيدي ..  
صدقني...
لقد كنت مجبره على فعل 
ذلك ...
لقد أرغمني أبي وأهلي .. 
واخوتي وعائلتي...
أمرونى أن أبتعد عنك ...
ولقد فعلت هذا وأنا لا أريد ...
فعلته وأنا بلا حول ولا قوة...
إن قلبي لم يحب ولم يتعلق 
إلا بك....
ولن ولم ينساك لحظه واحده ...
أنت فقط من سكنته ....
محمود : لا تتخيلي ما تفعل
 فيه كلماتك تلك ...
إنها بقدر ما تؤلمنى ...
تحييني....
 تبث الحياه فى قلبي الذي 
مات من بعدك ....
أنني أشعر أنني أرتجف ...
بل كل جزء في جسدي يذوب
 عشقًا لك....
منى في لهجه حاده : ولكنى
 لم اتخيل أن حبك هذا يجعلك
 تتزوج سريعًا أكثر مما توقعت 
تلك الفتاه الحمقاء ....
الغبيه ....
لقد قابلتني بمنتهى القسوى ...
والغلظه والجفاف....
أنا لا اعلم كيف فعلت هذا 
وتزوجتها ...!!
لماذا هى ...!!!
محمود بصوت مهموم :
 لقد ارغمتني الظروف على فعل 
ذلك ...
لم يكن بيدي صدقيني...
 فقلبي لم يحمل داخله سواك ...
منى : إذن لماذا تزوجتها بهذه 
السرعه ...!!
لقد تعجلت في الزواج لم تنتظر 
ربما عدت إليك ...
محمود : لقد أخبرتك ....
لقد أرغمت على الزواج من تلك 
الفتاه التي لا أحبها ...
ولا أحب حتى سماع صوتها ...
ولا أطيق أنفاسها فى البيت...
لحظتها كانت خطوات ساره 
تقترب وتستمع الى تلك الكلمات 
وتشعر أن قدماها لا تستطيع 
حملها ...
وتبكي ....
تبكي بحرقه ...
تبكي بشده...وبحسره ...
وبوجع...
وهي لا تصدق أن محمود 
يتكلم عليها بمثل هذا الشكل 
والأسلوب ...
وتلك الغلظه....
 لا تتخيل أنه فجأه يتبدل الى 
شخص أكثر شراسه...
وأكثر كرهًا لها...
 أما منى فقد رأتها ساره 
بملامح أشبه من الثعبان ...
الحرباء ....
الشيطانه ...
الشيطانه التي ظهرت فجأه
بلا سبب في حياتها لتهدمها...
لماذا عادت منى ...؟
لماذا عادت بعد أن شعرت
 لبعض الوقت أنها قد نجحت
 في إخماد نيران الكره في 
قلب محمود لها ...
يتبدل فى لحظه كل شيء ...
ينهار حين رؤيتها ...
فجأه أمامها...
أنه يذوب عشقا لها...
إنه مجنون بحبها ....
ألتصقت ساره بالحائط..
وظلت تبكي وتخفي دموعها ...
بعيدًا عنهم ...
ومنى ما زالت تتحدث إلى محمود
زوجها...
وهي تقول له فى تلك الأثناء:
أخبرني كيف حالك ...؟
كيف صارت الأيام معك ..؟
وظل محمود يحكي لها ويروي
 سريعًا ما حدث له...
حتى وصل الى تلك النقطه 
وهو يقول لقد ورثت هذا
 المبلغ الكبير....
 لحظتها اتسعت أعين منى
 وهي تقول في صدمه : حقًا ..!
يا لها من مفاجأه كبيره ...
ميراث مهول ...
غير متوقع بالمره...
محمود فى أسى : ولكن ليست
 سعادتي كامله...
منى في حيره : لماذا..؟
 محمود : من المفترض أن 
أحصل على تلك الثروه من 
خلال ابني الذي انجبه من تلك 
الفتاه الغريبه عني ...
رغم أنها زوجتي ...
منى : إذن قم بذلك
وأنجب ولدك منها..
واحصل على الثروة...
 ثم بعدها قم بتطليقها..
 ودعها ترحل.. 
 واترك لها بعض المال..
محمود : نعم ..صدقت..
سأفعل ذلك ...
بكل تأكيد ..سأفعله ...
منى في صوت حالم : محمود ...
أنا مازلت أحبك ...
وما زلت أريدك  ..
ارجوك لا تتخلى عني ..
ارجوك أبقى الى جواري ...
ابقى بجانبي..
 فأنا من بعدك لا شىء ..
أشعر بالوحده والعذاب 
والقهر ...
محمود بصوت ونبرات 
صادقه : وأنا سأبقى معك ...
ولن اتركك ابدًا ...ابدًا..
منى فى صوت عذب : هل يمكن 
أن نخرج سويًا وحدنا..
محمود فى سعاده غامره :
سأكون أسعد أهل الأرض بهذا..
لقد اشتقت لتلك الأيام..
لا أصدق أنه من الممكن
أن نعيدها مره أخرى من
جديد ...
منى في سعاده وثقه :
 سنعيدها... 
سنفعل كل شيء ...
سأجعلك أسعد إنسان في
 الدنيا كلها ...
منذ متى وأنت حبيس هنا...؟
لا تخرج ...؟
محمود في آسى : منذ أن 
وقعت الحادثه وتزوجت 
وأنا حبيس داخل المنزل
 لم أخرج..
منى في غضب : كيف هذا..!!
 حتى وإن كنت مصابً أو لن 
ترى شيء...
 كان يكفي لك أن تخرج...
 أن تستنشق هواء مختلف
 عن المنزل ..
كيف لها أن تفعل ذلك بك..؟
 كيف لها .. أن..
فجأة تقتحم ساره الحديث 
وهي تقاطعها قائله في غضب
: كفى ..كفى ..
أعتقد أنك قد تماديتى في 
حديثك... وفي كلامك ...
وفي أسلوبك المتبحح ...
منى في سخط واضح : 
وأنا أعتقد أنني أخبرتك بأنى
 أريد أن أتحدث مع محمود 
وحدنا ...
ومن العيب أن تتلصصي...
 وتجسسي على ما نقوله...
 تبتسم ساره ساخره وهي 
تحاول إخفاء حزنها ودموعها
 التي كانت تملا عينها :
اعتقد انك نسيت انه زوجي...
وأنا سيدة هذا المنزل ...
 محمود في غضب يرفع
 يده في إشاره لها بالتوقف
 عن الحديث وهو يصرخ :
كفى أنت...أصمتى...
أنت زوجتي فقط على الورق...
وتعلمين أسباب الزواج منك ...
لكن منى هي الأصل ...
هي كل شيء ...
هى الحب...
لحظتها شعرت ساره بقمه
 الحرج والحسره والحزن....
وابتعدت تغادر المكان وتدخل إلى حجرتها وتبكي على فراشها 
وحدها ....
تبكي بطريقه لم تعهدها ولم 
تفعلها من قبل...
وبعد دقائق كانت منى تغادر 
الشقه ..
تفتح ساره جزء من النافذه 
لتتابعها وهى تخرج من باب
البيت وهناك فى الأسفل
كانت هناك سياره حمراء 
تنتظرها ...
داخلها شاب مجهول لا تعرفه ساره استقلت منى إلى جواره ..
وانطلقت بعدها مبتعده...
وساره قلبها ينزف حزنًا ..
فجأة تلمح وجه
ذلك الرجل الضخم..
الذى يشق وجهه ندبه كبيره..
ذو الوجه المرعب...
قادم نحو البيت...
ينظر نحو نافذتها من أسفل...
ودلف داخل البيت...
لتتراجع ساره فى صدمه 
مفزعه...
فهذا يدل على شىء واحد...
أن ذلك الضخم سيصعد
إلى أعلى...
إنه بكل تأكيد قادم إليها...
ظلت ساره ترتجف...
وهى لا تعلم ماذا تفعل...؟
فجأة 
ينقطع التيار الكهربائي...
ويطرق باب شقتها ..
ذلك الصوت المخيف
من جديد ...
ويهتف بإسمها...

تعليقات



×