رواية حكاية ادم الفصل الرابع و العشرون بقلم اسماعيل موسى
اوفت رودينة بوعدها، أشرقت الشمس وعلت فوق سقف البناية، ولما فتحت عيونى لم أجدها فى حضنى او حتى قريبه منى، لم تكن رودينة موجودة فى الشقة كلها عندما تحركت لأصنع شاي الصباح
وضعت باكت شاى انجليش بريك فاست داخل ماء الكوب المغلى واحتويت الكوب بين يدى ثم وقعت عينى على ورقه
ورغم خطها السيء تمكنت من قرأتها
لقد رحلت يا آدم، تمتع بوقتك، ارجو ان تتذكرنى ولو حتى صدفه عندما تجلس فى الشرفة تدخن سيجارتك الصباحية وانت تراقب الباعة الجائلين، ان تفتقد حركتى المستمرة داخل الشقة من أجل إثارة انتباهك واخيرا طعامى اللذيذ الذى كنت اطهيه كل يوم
كان لذيذ لا تنكر.
قرأت الرسالة وانا ابتسم، وسألت نفسى ليه الرسالة توقفت عند تلك النقطة؟
ليه رودينه مذكرتش اى حاجه تانيه؟
وما الغرض من كل ذلك؟
أنهيت كوب الشاى وجلست امام التلفاز ولم اتخيل ان يتسرب إلى شعور الوحدة بتلك السرعة.
فى وسط شرودى انطرق باب الشقة، حدقت فى ساعة يدى القديمه كانت الحادية عشر صباحآ
انا مش منتظر زيارة ولا معارف لدى فى هذة الحاره العفنه
سحقت عقب السيجارة بيدى، معقول تكون رودينة عامله خدعة؟
فتحت الباب ثم تسمرت فى مكانى من الصدمه، قلت بشك
انتى؟
بنت عم رودينة همست وهى على الباب تحدق داخل الشقه
_قلت بسرعه رودينة مش هنا
قالت ليه طلقتها؟
للحظه سكت لسانى وتوقف عقلى، انتى بتقولى كده ليه؟
همست أصلها مش موجوده وبعدين احنا هنتكلم على الباب؟
ممكن ادخل؟
قلت اتفضلى
ايه سبب الزياره المفاجأه دى؟
قالت انا جايه اعتذرلك
_قلت تعتذرى ليه
قالت من الموقف البايخ إلى عملته معاك فى الشارع
فكرت فى سرى، اكيد رودينه كلمتها لما فتحتها فى الموضوع دا اول امبارح
قلت محصلش حاجه، كان موقف وعدا
_حقيقى استاذ ادم انا اسفه جدا مش عارف ازاى قلت كده
قلت اسفك مقبول يا
قالت أسمى رزان
ماشى رزان اعتذارك مقبول، تشربى ايه؟
ابتسمت رزان بخجل، هو انا ممكن اطلب منك حاجه؟
قلت اتفضلى، قالت هشرب شاى بس ممكن اعمله بنفسى؟
استغربت طلبها
لكنها همست ارجوك؟ نفسى استخدم مطبخ رودينة
قلت ماشى مفيش مشكله وكان باب الشقه مفتوح ولا توجد اى خطوره
نهضت رزان وقصدت المطبخ
استاذ ادم فين الشاى؟
قلت فوق عندك
فين السكر؟
همست فى الدرج إلى تحت، بعدها وقفت ومشيت على المطبخ شاورت ليها على كل حاجه ورجعت مكانى
وصلت رزان بالشاى وجلست نحت حقيبة ظهرها جانبآ
وقالت متقلقش مش هضيع وقت كتير هشرب الشاى وامشى!
قلت بكسوف ولا يهمك لكنى كنت اتمنى ان ترحل
رزان تشبه رودينة ربما أكثر جمال وجسدها مضبوط فى عينيها نظره غريبه وغامضة
احتسيت الشاى مع رزان وشعرت بثقل فى رأسى وجسدى قلت رزان انا حاسس انى مش على طبيعتى ولازم انام قالت رزان اه عادى مفيش مشكله انا هقوم امشى.
فتحت عينى كنت نائم على السرير
حاولت أن اتذكر تلك المده المقطوعه من ذاكرتى اخر ما اتذكره ان رزان كانت راحله ولما اغلقت رزان باب الشقه
ذهبت لسريرى ونمت، كانت حاله غريبه لكن لم اشغل بالى أكثر
كنت مقرر اخرج اقابل صحابى، اخدت شور وبدلت هدومى ووقفت قدام المرايه افكر اكلم رودينة ولا لا؟
ويدوبك هخرج الباب خبط
قلت ايه اليوم الغريب ده؟
فتحت الباب بغضب وجدت رزان واقفه بأبتسامه تجر حقيبه خلفها
قلت ايه ده؟
ازاحت رزان يدى لبعيد وسط دهشتى ودخلت الشقه، فين غرفتى يا ادم؟
صرخت بهوس غرفة ايه؟ انتى فاكره نفسك فى فندق
همست رزان بنبره بارده، مش عيب تقول كده لمراتك؟