رواية حكاية ادم الفصل الثالث و العشرون بقلم اسماعيل موسي
كنت اسمع أنفاس رودينة وأشعر بحرارة جسدها، سكونها وتقوقعها داخلى كأنى احتويها
ورغبت ان احتضنها بقوة، ان اعتصرها واضمها إلى ثم أدركت اننى فى اللحظه التى سأحاوطها فيها بيدى لن يكون هناك اى فرصة للرجوع، سألتصق انا وهى ببعضنا إلى الآبد.
وكيف احتضن أنثى تعشق غيرى؟ ان رودينة ارتكبت جريمة العشق وانا لست قاضى عادل، قد تنسى المرأه اى شيء
لكنها لا تنسى حبها الأول، ثم انها حتى تلك اللحظه لم تبدى لى اى شيء، لم تصرح لى انها قد تتخلى عن حب علاء
او حتى ان تصبح حره لم تبدى اى إشاره على كرهه او نية الأبتعاد عنه.
منعت نفسى عن الحركه، تسمرت فى مكانى، كنت فى مأزق واعرف ان مقاومتى ستخور رغمآ عنى
كما اعرف انها ليست لى واننى لست لها وانها زوجتى
وان كل واحد منا سيشق طريقة اما اليوم واما فى الغد
فلأترك الصفحه بيضاء نظيفة ولا اوسخها ان هذا اقل ما يمكننى فعله، ان لا اتسبب لها فى جرح انا الآخر.
الجو بارد جدا همست رودينه وهى تتكور على نفسها
_قلت اعرف، انا ايضا أشعر بالبرد
لكن جسدك دافيء يا ادم؟
_لأننى كنت تحت الغطاء لفترة طويله جدا يا سيدتى
طيب امنحنى بعض الدفيء يا اخى؟ همست رودينه بمزاح
_ كان بودى قلت بنبره مازحة أيضآ
جذبت رودينه يدى فوقها ولصقت رأسها بصدرى، شممت عطرها ورائحة جسدها وتسللت إلى نعومة جسدها
شعرت بكل شيء دفعه واحده، قلت رودينه؟
قالت ماذا؟
_همست انا، انا
قالت تكمل كلمتى متوتر صح؟
__كلمة متوتر قليلة على ما أشعر به
ضحكت رودينة لكنها لم تحاول الهرب وأدركت انها تعرف شيء، تخفى شيء، ترغب بشيء
هل من الممكن أن يأتى يوم تحبنى فيه يا ادم؟
__قلت ولما قد يحدث ذلك؟ كلانا يعرف اننا لسنا لبعض
همست رودينة بضعف احب ان اعرف اذا كان لا يضايقك؟
لما لا يا رودينة؟
لا أحد يعرف ما ينتظره وما تخبأه الايام
ادم؟ وصمتت رودينه كأنها امام اعتراف سيحدد مصيرها إلى الابد
_قلت ماذا؟
قالت بحزن ونبرة تعيسه منكسره علاء تخلى عنى ثم صمتت حتى ظننت انها نامت
اليوم وصلتنى رساله منه، رسالة اعتذار، تستطيع أن تقول جواب نهاية خدمه
تصور بعد كل هذا الحب وكل تلك السنين قال لى احنا مش لبعض
ثم همست، انا حياتى تدمرت يا ادم، انتهت
لم أعرف ما على قولة، كيف اواسى انسان مذبوح؟
كنت تعرف صح؟ واصلت رودينه كلامها لكنك لزمت الصمت حتى لا تجرح مشاعرى
سبحان الله، رغم اننى أكن حب لغيرك وتزوجتك كى انتظر غيرك كنت انت اكثر حرص على منه
ادم؟ هل من الممكن أن تحبنى يوم ما؟
ايمكن ان تمنحنى فرصه للعيش معك
ثم قالت اعرف انك لا تحبنى، لكن اعرف أيضآ انه لا توجد امرأه فى حياتك؟
ادم لقد تعبت من كل شيء، من نفسى، من علاء، من الحياه
وجدت يدى تربت على كتف رودينة برفق
_لكنك بالطبع تسأل نفسك، كيف امنح امرأه تحب شخص آخر فرصه؟
معك حق، انا لا أستحق فرصه، انا استحق الموت
لكن إذا كانت لديك رغبه لتعرف وانا لا أقول هذا لأبررنى
لقد قسى على علاء وان حبه فى قلبى سيموت، مات، لا مكان له ابدا
ادم؟ ولمست رودينة وجهى بشفتيها، اذا كنت ستطلقنى ارجوك انتظر بعض الوقت
امنحنى بعض الوقت للتعافى فأنا اوشك على الموت كمدا
اعرف ان كل ذلك ليس ذنبك، أليست الحياه غريبه يا ادم؟
اعنى قصتنا، ان يجد شخص مثلك نفسه فى هذا المأزق التعيس مع فتاه كانت تحب غيره وتطلب منه عدم التخلى عنها
ادم؟ وهمست رودينه بيأس، أشعر اننى آنانيه ولا افكر الا فى نفسى
لكن وصمتت رودينه اذا لم أفعل ذلك لا أعرف ما يمكن أن يوصلني اليه عقلى
سكنت رودينة فى حضنى، كانت يدى تحيطها كلها وجسدينا ملتصقين مثل الفراء بالغنم
لا تخبرنى برأيك الأن يا دام، امنح نفسك الوقت وامنحنى بعض الحياه قبل أن تصدر امرك بقتلى
قلت بما تقولى ذلك يا رودينه؟
__قالت لأننى اعرف انك رجل
قلت وما علاقة كل ذلك بكونى رجل؟
_قالت لانك رجل حقيقى قد لا تقبل بفتاه فى حياتها قصة حب كتبت تفاصيلها بنفسك
استدارت رودينة لتواجهنى وأصبح وجهها فى وجهى وجسدها فى جسدى وكلها فى كلى
انت شخص رائع يا ادم، اننى لا أقول هذا الان فى تلك الحظه لأوثر على قرارك او مشاعرك
انا اقول الكلام الذى منعنى احترام حبى لعلاء من البوح به قبل ذلك
لكن الآن وقد بت حره ومذبوحه عليك أن تعرف اننى كنت اراقبك واننى كنت أعجب بكل حركاتك
كنت اتلصص عليك وفى أكثر من مره تمنيت أن تحتضننى مثل الأن
وعندما كنت فى المطبخ وكانت عيونك تلتهمنى كنت أشعر بذلك بل هناك أكثر من ذلك
الموقف البايخ، اعنى عندما شككت والدتى فى رجولتك
وطلبت تأكيد كدت اصرخ فى وجهها انت لا تعرفين اى شيء
ادم ! ثم صمتت رودينه، خنقتها الكلمات وخانتها الشجاعه
همست مش لازم تبررى اى حاجه يا رودينه
لمست رودينه خدى بيدها الناعمه وابتسمت، هتسيينى يا ادم صح؟
انا كنت عارفه انك كنت منتظر رسالة علاء علشان تتحرر منى
ابسط يا عم، الفرصه جتلك اخيرا بقيت حر وبكره الشقه تفضى عليك من غير رودينه وتعيش فيها براحتك
ادم!؟ ثم قبلتنى رودينه بقوه، انسى كل حاجه انا قولتها ليك
انت مش مضطر تعمل اى حاجه عشانى
بكره الصبح انا هسيب الشقه، عايزاك بس تدينى شوية وقت الاقى سبب للطلاق ما يسببش ليك اى خسائر
حطيت ايدى على فم رودينه، اسكتى متتكلميش تانى انا لسه هفكر، بفكر وقضمت اذنها بفمى