رواية عشق أسر الفصل الثاني والعشرون بقلم سيليا
#عشق_آسر
فصل 22
**بعد يومين....في الممر خارج غرفة الطبيب، الأجواء متوترة وهادئة في نفس الوقت. ماسة تمشي بجانب آسر ووالدتها منى، تشعر بالقلق والفرح معًا. كل خطوة تقترب بها من الباب تزيد نبضات قلبها. آسر يحاول تهدئتها بابتسامة خفيفة، لكنه أيضًا يشعر بالتوتر**
آسر (وهو يمسك يد ماسة): "مش لازم تقلقي، كل حاجة هتبقى تمام إن شاء الله."
ماسة (تبتسم ابتسامة صغيرة): "عارفة، بس مش عارفة أتحكم في التوتر ده... أول مرة هشوفه، أول مرة هنعرف إنه بجد..."
منى (تقاطعها وهي تضع يدها على كتفها): "ده إحساس طبيعي يا حبيبتي، دي لحظة مهمة ليكي ولآسر... وأنا هنا جنبكوا، متخافيش."
آسر (ينظر إلى ماسة بعينين مليئتين بالحب): "مش هسيبك لحظة، وهتبقى أحلى لحظة في حياتنا سوا."
ماسة (تضحك بخفة): "مش مصدقة إننا فعلاً هنشوف البيبي النهاردة... زي ما الحلم بقى حقيقة."
منى (تنظر إلى باب غرفة الطبيب وتتنهد): "أيوه، وكل ده عشان تعبتي وصبرتي، دلوقتي جاي وقت الفرحة."
فجأة، يفتح الممرضة الباب وتنادي على ماسة بابتسامة لطيفة.
الممرضة: "اتفضلوا، الدكتور مستنيكم."
ماسة تأخذ نفسًا عميقًا وتشد على يد آسر. تنظر إلى والدتها وتهز رأسها بثقة خفيفة، ثم تتجه نحو باب الغرفة بخطوات مليئة بالحماس والترقب.
آسر (همس وهو يمسك يد ماسة): "يلا، هنشوف ابننا لأول مرة."
**يدخلون إلى غرفة الطبيب وهم جميعًا مليئون بالشوق والفرحة لرؤية المستقبل الجديد الذي ينتظرهم**
**في أوضة الدكتور، الجو كله توتر وحماس. ماسة قاعدة على السرير بلبسها الواسع، وآسر ماسك إيدها بحنية ظاهرة. هما الاتنين قاعدين قدام الشاشة الصغيرة اللي هتوريهم صورة البيبي لأول مرة. منى، أم ماسة، واقفة جنبهم، وعينيها مليانة مشاعر مختلطة بين الفخر والفرحة. **
الدكتور: (بابتسامة) "جاهزين تشوفوا ابنكم؟"
ماسة (بصوت مرتبك ومتحمس): "أيوه، إحنا جاهزين..."
الدكتور بيبدأ يحرك الجهاز على بطن ماسة، والصورة بتبدأ تظهر على الشاشة. نبضات القلب الصغيرة باينة بوضوح، والبيبي ظاهر كخيال.
آسر (عينيه مليانة دهشة وهو ماسك إيد ماسة بقوة): "ده هو... ده ابننا..."
ماسة (وعينيها بيلمعوا من الدموع): "يا رب، مش مصدقة... ده بجد..."
منى (حاطّة إيدها على بُقها بفرحة): "سبحان الله... صغير أوي... بس قلبه بينبض... ما أجمل ده!"
الدكتور: "كل حاجة تمام. البيبي بينمو كويس، وده قلبه بينبض بانتظام. مبروك، قريب هتبقوا أب وأم."
آسر (بيبُص لماسّة بحب): "هنجيبه للعالم ده مع بعض يا ماسة... هنبقى عيلة."
ماسة (بابتسامة واسعة ودمعة نازلة على خدّها): "حاسّة إني بحلم... بس ده أجمل حلم في حياتي."
منى (بتبص لهم): "البيبي ده هيبقى سبب سعادة كبيرة لعيلتنا... مش قادرة أستنى لحد ما أشيله في إيدي."
**لتضحك ماسة بخفة، وكلهم مغمورين بمشاعر الفرح والسعادة بعد أول مرة يشوفوا ابنهم المنتظر**
*********************
**في غرفة الزيارة داخل السجن، الإضاءة خافتة، والأجواء ثقيلة بالحقد والمشاعر المتوترة. وائل يجلس على الطاولة الخشبية بوجه صارم وهو ينظر باتجاه باب السجن بانتظار دخول طارق. أصوات الأبواب الحديدية تصدر صدى في المكان، وطارق يظهر بوجه مليء بالانتقام والحقد. عيناه تمتلئان بالغضب وهو يتوجه نحو الطاولة**
يجلس طارق بهدوء أمام وائل، يبتسم ابتسامة باردة، بينما يداه مكبلتان بالأصفاد. وائل ينظر إليه بنظرة حادة، لكنه يبقى صامتًا.
وائل (بصوت منخفض وجاد): "إيه اللي عاوز تقوله يا طارق؟ ليه طلبت تشوفني؟"
طارق (يضحك بسخرية): "فكرت إني أديلك فرصة أخيرة، فرصة تنقذ اللي باقي من عيلتك."
وائل (يرفع حاجبه ببرود): "تنقذ إيه؟ أنت اللي في السجن، مش إحنا."
طارق (بنبرة تهديدية): "أيوه، أنا اللي في السجن، لكن دا مش معناه إن الحكاية خلصت. عارف كويس إنك فاكر إنك أمنت عيلتك بعد ما دخلتني هنا... لكن انت غلطان."
وائل (بهدوء غاضب): "انت اللي جبت ده لنفسك، بتجارتك المشبوهة، وكرهك المليان حقد."
طارق (ينحني للأمام، وعيناه تلمعان بحقد): "ماسة، إياد، وحتى سليم... كله بسبب سليم، صح؟ هو اللي قدم لي التهمة اللي خلتني هنا؟ بس ما تفتكرش إن السجن هيوقفني... لما أطلع، الدنيا هتتقلب."
وائل (بثبات): "السجن مكانك الطبيعي، وإنت عارف كويس ليه دخلت. لو كنت بريء، ما كنتش هتبقى هنا."
طارق (يبتسم ابتسامة مريرة): "بريء؟ ماشي... خلي عندك براءة في الكلام. لكن أنا أقدر أوصل لعيلتك حتى وأنا هنا، وأقدر أخلي حياتكوا جحيم."
وائل (يقف بثبات، وينظر إليه بنظرة صارمة): "اسمعني كويس يا طارق، ما فيش تهديد من ناحيتك يهمني. عيلتي محمية، وأنت تفضل هنا، تدفع تمن غلطاتك. لو فكرت تلمس حد فيهم حتى بنظرة، هتندم ندم عمرك ما شفته."
طارق (يضحك ضحكة مريضة): "هنشوف، يا وائل... هنشوف."
وائل (ببرود وثبات): "التهديدات بتاعتك ماتخوفنيش، وعمري ما هسيبك تأذي حد من عيلتي. انتهى الكلام."
**وائل ينظر إلى طارق نظرة نهائية ثم يدير ظهره ويغادر الغرفة بثبات، بينما يظل طارق جالسًا، محاطًا بحقده، وملامح وجهه مليئة بالغضب والعزم على الانتقام**
**وائل يغادر الغرفة، لكن قبل أن يصل إلى الباب، يستدير ببطء ليواجه طارق مرة أخرى، ناظرًا إليه ببرود وكأنه يتذكر شيئًا**
وائل (بصوت حازم): "فاكر والدك، سيد علي؟"
عند ذكر اسم والده، يتغير تعبير طارق قليلًا، لكنه يظل محتفظًا بابتسامته الباردة.
وائل: "نفس الأسلوب، نفس الغلطات... هو برضه كان فاكر إن الحقد والانتقام هيحلوله مشاكله. أبوك دخل السجن بسبب التجارة المشبوهة اللي كان بيعملها، مش بسببنا. أنت وأبوك الاتنين اخترتوا الطريق الغلط، وكل واحد فيكم دفع الثمن."
طارق (بنظرة تحدي): "أبويا كان ضحية، زيي بالضبط. أنتو اللي دبحتوه في المحكمة، ودلوقتي بتحاولوا تدفنوني حي."
وائل (بصوت هادئ لكنه مليء بالقوة): "سيد علي كان يعتقد إن المال الحرام هيجيبله القوة، زي ما إنت بتفكر دلوقتي. لكن الفرق بيني وبينكم إن أنا ما بعتمدش على الحقد والظلم. أنا بحمي عيلتي بشرفي وبحق. وأي حاجة بعملها بكون مستعد أتحمل نتيجتها."
طارق (بغضب مكتوم): "عيلتك مش هتفضل آمنة للأبد. أنا أبويا كان عنده نفس الحلم اللي عندي... تدميركم."
وائل (يقاطعه بصوت صارم): "أبوك ضيع نفسه، وإنت ماشي في نفس الطريق. مش هديك الفرصة تكرر نفس الأخطاء. عيلتي محمية، واللي تفكر تعمله مش هيغير حاجة. إحنا مستعدين لأي تهديد منك، واللي هتفكر فيه هيتقلب ضدك."
طارق يضغط على أسنانه بغضب وهو يحاول الحفاظ على هدوءه، لكن كلماته تخرج مشحونة بالحقد.
طارق: "إنت مش عارف مين طارق سيد علي... هوريك الجحيم بنفسه."
وائل (بهدوء وثبات لا يتزعزع): "وأنا عارف مين وائل، وعارف كويس إني مش هسمح لك أو لأي حد تاني يأذي عيلتي. أنت فاكر إن الحقد هيخليك تكسب، لكن الحقيقة إنك بتدمر نفسك وأي حد حواليك."
وائل يستدير مرة أخرى ويتوجه نحو الباب، لكنه يتوقف للحظة وينظر لطارق نظرة أخيرة مليئة بالحزم والقوة.
وائل: "العيلة دي وقفت قدام أبوك وانتصرنا، وهنتصر عليك برضه. سلامة عيلتي في إيدي، وأنا مستعد أعمل أي حاجة علشان أحميهم. انتهى الكلام."
**وائل يغادر الغرفة بهدوء وثقة، تاركًا طارق جالسًا في مكانه، مشحونًا بالغضب والكراهية، بينما حقده يتزايد ولكنه محاصر خلف القضبان، غير قادر على تنفيذ تهديداته في الوقت الحالي**
**********************
**في غرفة النوم الفسيحة داخل الفيلا، الأجواء هادئة ودافئة. ليان تجلس على السرير، مستندة إلى الوسائد الناعمة، وتحتضن بيدها صورة الموجات الصوتية التي تظهر جنينها الصغير. مروان يجلس بجانبها، عينه تلمعان بالحب والفخر. الليل يعم المكان، وضوء القمر يتسلل من النافذة ليعكس دفء المشاعر بينهما**
مروان (وهو ينظر إلى الصورة بابتسامة): "يا سلام... ولد! مش مصدق إننا قريب هنكون أبو وأم."
ليان (تبتسم وهي تنظر له): "فعلاً، شعور غريب ومثير في نفس الوقت... بس إحنا لازم نختار له اسم، مش هنقدر نستنى كتير."
مروان (بمزاح): "طب إيه رأيك نسميه مروان الصغير؟"
ليان (تضحك برقة): "إنت عاوز تخليني محتارة بين مروان الكبير والصغير؟ لا يا حبيبي، لازم نختار له اسم مميز."
مروان (يقترب منها ويلمس بطنها بحنان): "طيب، أنا كنت بفكر في اسم زي... ياسين. إيه رأيك؟"
ليان (تفكر قليلاً وهي تلمس يد مروان على بطنها): "ياسين... حلو جداً. فيه دفء ومعنى جميل. حاسة إنه يناسبه."
مروان (يبتسم وهو يقترب أكثر ويهمس): "يبقى ياسين هو اسم ابننا... ابننا الأول."
ليان (بابتسامة حالمة): "ياسين مروان عبد الله... حاساه اسم قوي ويليق به."
مروان (يحتضن ليان برفق): "دايماً بتعرفي تختاري الأحسن. مش بس الاسم، حتى في كل حاجة في حياتنا."
ليان (تنظر له بعينين مليئتين بالحب): "لأنك إنت جزء من كل حاجة حلوة في حياتي. لو مش معايا، ما كنتش هعرف أعيش كل اللحظات دي."
مروان (يميل ويقبل جبينها بلطف): "وأنا كمان. أنتِ كل حياتي، ليان. وابننا هيكون جزء من الحب دا... هيكون رمز لكل حاجة بنيناها سوا."
ليان تضع رأسها على كتف مروان، وتشعر بالدفء والأمان بجانبه. تلمع الدموع في عينيها من شدة السعادة، لكن مروان يمسحها بحنان.
ليان (بهمس): "ما كنتش أتخيل إني هكون سعيدة بالطريقة دي، إنك تكون جنبي ومعايا في كل خطوة... حتى في اختيار اسم ابننا."
مروان (يهمس في أذنها): "وأنا مش هسيبك أبدًا، ولا هسيب ابننا. إحنا عيلة دلوقتي، وكل حاجة بنتمناها هتحصل سوا."
**لينتهي المشهد برومانسية ناعمة، بينما يجلسان معًا يتحدثان عن المستقبل الذي ينتظرهما مع طفلهما المنتظر، وكل منهما يملأ الآخر بالحب والدعم**
********************
**في أوضة علا و أيهم، الأضواء خافتة والستائر مقفولة، مخلية الأوضة كأنها بعيدة عن الدنيا كلها. الحزن مالي المكان. علا قاعدة على طرف السرير، دموعها بتنزل بحسرة على خدودها. عينيها مليانة باليأس، وفستانها نازل حواليها زي ستارة من الحزن**
علا (بتكلم نفسها بصوت واطي): "كان في وقت كنا سوا... كان كل حاجة حلوة. ليه كل حاجة اتغيرت؟"
تحط راسها في إيديها وتبكي بحرقة. بتفتكر لحظاتهم الحلوة مع بعض، إزاي كان أيهم بيضحك ويحضنها بحب. دلوقتي حاسة إنها بقت غريبة في بيتها.
علا (مكمّلة كلامها لنفسها): "ليه بقى مش شايفني؟ ليه قلبه بقى بعيد عني كده؟"
تمسك صورة قديمة لها مع أيهم في مناسبة، وهمّا بيبتسموا. تبص للصورة بحزن، كأنها بتحاول ترجع للحظات دي تاني.
علا: "كنت فاكرة إننا هنفضل مع بعض طول العمر... لكن دلوقتي بعيد، وكأني مش موجودة في حياته."
وهي غرقانة في أفكارها، تسمع صوت الباب بيتفتح، وأيهم يدخل. ملامحه متجهمة، بيبعد عنها، وقلوبهم بعيدة عن بعض أكتر من أي وقت فات.
علا (بصوت واطي): "أيهم، كنت فين؟ كنت مستنياك..."
أيهم (بوجه متجهم): "مفيش. كنت مع الشلة."
علا (بتحاول تمسك دموعها): "بس إحنا كنا متفقين نتعشى سوا... كنت بفكر نرجع ذكرياتنا."
أيهم (بيبعد أكتر وصوته فيه إحباط): "لازم تفهمي إنه مفيش وقت للكلام الفاضي ده. أنا مش فاضي للحاجات دي."
كلام أيهم زي صفعة لعلا. حاسة كأن كل حاجة حلوة بينهم انهارت.
علا (بتبعد شوية): "أنا مش فاضي... أنا مراتك. كنت فاكرة إننا هنقدر نتخطى أي حاجة سوا."
أيهم (بغضب): "حياتنا مش زي الأول، علا. انتي مش فاهمة. كل حاجة اتغيرت."
علا تبص له بعيون مليانة ألم، بتحاول تفهم اللي حصل له، لكن الكلام واقف في حلقها.
علا (بصوت بيتهد مع البكاء): "كنت بتحبني، ليه دلوقتي بتعاملني كأني عبء؟"
أيهم يبصلها لحظة، لكن ملامحه تفضل باردة. بعدها يلف ويمشي بعيد، ويسيب علا لوحدها في الأوضة.
علا تنهار على السرير، تبكي بحرقة، مغمورة بأحاسيس الوحدة والحزن. حاسة إن الحياة فقدت معناها، وإن حب أيهم انهار تحت ضغط الكلام القاسي. بتتوسل في قلبها إن أيامهم السعيدة ترجع، لكن الفراق بقى قدر لا مفر منه.
علا (بصوت ضعيف): "ليه يا أيهم؟ ليه؟"
**تفضل قاعدة لوحدها، والألم بياكل قلبها، عازفة على وتر الحزن اللي استقر في حياتها**
**********************
**في مطعم هادي، الأضواء خافتة والمزيكا شغالة في الخلفية. سيف، ابن عم ماسة، قاعد على ترابيزة مطلة على الشباك، ووشه معبر عن مزيج من الجدية والحنان. جنبه، تالا، صديقة ماسة المقربة، والشعور بالخجل متسيطر عليها، وقلبها بيدق بسرعة. بتحاول تركز على المنيو، لكن كل اللي قادرة تفكر فيه هو نظرات سيف الجادة**
تالا (بصوت خافت): "إيه رأيك في الأكل هنا؟"
سيف (يبتسم برفق): "الأكل حلو، بس أنا مش جاي هنا عشان الأكل."
تالا بتحس بالتوتر، وبتتجنب إنها تبص في عينيه، وكأنها متوقعة حاجة كبيرة جاية.
تالا (تبتسم بشكل خجول): "إيه يعني... مش متعودة على الحوارات الجادة."
سيف يبتسم، بعدين يبص في عينيها بجدية.
سيف: "أنا عارف إننا مرينا بظروف صعبة، وخصوصًا بعد اللي حصل معايا ومع عيلتي. لكني حسيت إنك كنت دايمًا معايا."
تالا ترفع عينيها وتبصله، والخجل ظاهر على وشها.
تالا: "سيف، أنا... أنا معاك في كل حاجة، بس..."
سيف يقطع حديثها بلطف.
سيف: "أنا مش عايز أضغط عليك، بس أنا بقولك إنك شخص مهم في حياتي. عايزك تعرفي إنك وقفت جنبي في أصعب الأوقات."
تالا تتنفس بعمق، وكأن الكلام بيقبض على قلبها.
في اللحظة دي، كأن الزمن وقف، وكل حاجة حواليهم بتتلاشى. الأضواء تتلألأ في عيني سيف، وقلوب تالا مليانة بالحنان اللي كانت بتدور عليه.
سيف: "أنا عايز أبدأ صفحة جديدة، ومعاك أقدر أعيش حياتي بطريقة أفضل."
تالا (بصوت هامس): "وإنت عارف إنك صعب تعوض كل حاجة... خصوصًا بعد ما فقدت."
سيف (ينظر في عينيها مباشرة): "لكن معاك، ممكن أكون أحسن. تالا، أنا بحبك، وعايز أعيش معاك."
سيف ياخد نفس عميق، بعدين يسحب علبة صغيرة من جيبه. يفتحها ببطء، ويظهر خاتم زفاف بسيط وأنيق.
سيف: "أنا عايزك تكوني شريكة حياتي. تالا، هل تقبلي الزواج مني؟"
تالا تحس بصدمة، عينيها تتسعان، والدموع تتجمع فيهما.
تالا (تتلعثم): "سيف، إنت جدي؟"
سيف (بابتسامة دافئة): "أكتر من أي وقت فات. معاك، حسيت بالأمل من جديد. هل تقبلي تكوني جزء من حياتي؟"
تالا تبتسم، والدموع تتساقط على خدودها، وقلبها بينبض بشدة.
تالا (بصوت مختنق): "أيوة، أقبل. أقبل بكل قلبي."
**سيف يحط الخاتم في إصبعها، وفي اللحظة دي، بتحس تالا كأنها في عالم تاني، كل حاجة ممكنة، وبدأت رحلة جديدة معًا**
*********************
**في صالة الألعاب الرياضية، المكان كان مليان أضواء ساطعة وصوت الآلات الرياضية. رانيا، صديقة ماسة المقربة، كانت بتمارس الرياضة على جهاز المشي، وتركز تمامًا على تمرينها. فجأة، ظهر قدامها إياد، شقيق ماسة الأكبر، وكان واضح إنه قاعد فترة في الجيم**
إياد (يبتسم بفخر): "يا رانيا، ما شاء الله، بقتي قوية! إنتي بتشتغلي على نفسك بجد."
رانيا وقفت عن التدريب وبصت له بنفور.
رانيا (بغضب): "إياد، بلاش كلام فاضي. أنا مش في مزاج للعبط و الهبل."
إياد اقترب منها شوية، مظهرًا اهتمامه.
إياد: "لا يا حبيبتي، أنا جاد. بصي، ممكن نتمرن سوا؟ أنا عارف تمارين ممتازة."
رانيا بصت له بتصميم، وكتمت غضبها.
رانيا: "لا، شكرًا. أنا مش عايزة أي مساعدة منك. عارفة إنك زير نساء، ومش هآخد نصيحة من حد زيك."
إياد رفع حاجبيه مستغرب.
إياد (مستفز): "إيه يعني لو أنا بحب البنات؟ ده طبيعي. بس مفيش مشكلة لو حبيتي تتدربي معايا."
رانيا (بغضب): "أنت مش فاهم. أنا مش عايزة أكون واحدة من البنات اللي بتجري وراك. خليك بعيد عني."
إياد حاول يبتسم عشان يخفف التوتر، بس رانيا ما ردتش.
إياد: "يا رانيا، ما تصغريش الأمور. ممكن نكون أصدقاء، بس."
رانيا قطعته بحدة.
رانيا: "مافيش صداقة مع واحد زيك. لو عايز تحترم نفسك، أبعد عني."
إياد اكتفى إنه يبص لها، وكأن كلامها مفيش تأثير عليه.
إياد: "أنا بس كنت بحاول... بس تمام."
**ابتعد إياد، ورانيا رجعت تتمرن، وإحساس الفخر ملأ قلبها لأنها ما ترددتش في التعبير عن رأيها**
*********************
**في مكتبة الجامعة الهادية، كانت الأضواء بتنور فوق الطاولات اللي مخصوصة للدراسة. مازن، شقيق مروان الأصغر، كان قاعد في ركن بعيد محاط بعدد من كتب الطب، مركز في المذاكرة بتاعته، لأنه امتحاناته قربت. وفجأة، دخلت ليلى، زميلة ماسة في الجامعة، وكانت تدور على مكان هادي عشان تذاكر**
ليلى (بتردد): "ممكن أقعد هنا؟"
مازن (بابتسامة لطيفة): "طبعًا، اتفضلي."
ليلى جلست جنبه، وشافت الدروس المعقدة اللي بيدرسها. بدأت تشعر بالقلق.
ليلى (بصوت خافت): "أنا مش قادرة أركز. كل ما أحاول أفهم حاجة، أحس إني بعيدة عن الدرس."
مازن (مطمئنًا): "ما تقلقيش، كلنا بنعدي بلحظات زي كده. ممكن أساعدك لو تحبي."
ليلى (بتنهد): "بس أنا فاشلة في دراستي، وكل ما أفكر في اللي فاتني، بحس بالضغط."
بدأت الدموع تتجمع في عينيها، ومازن لاحظ كده.
مازن (بلطف): "لا تبكي، ليلى. كلنا بنغلط، والأهم إنك تحاولي تعوضي اللي فات. إنتي عندك إرادة، وده هو المهم."
ليلى (بتتكلم بين الدموع): "لكن أنا مش فاهمة أي حاجة، وكل اللي درسته كان ملوش معنى."
مازن (يضع يده على كتفها): "يلا بينا نبدأ من الأساسيات. هشرحلك الدروس بطريقة بسيطة، ونبني على اللي عرفتيه."
بدأ مازن في شرح الدرس بأسلوب سهل، وكلامه كان كفيل إنه يخفف الضغط عن ليلى. بدأت تشعر بتحسن.
ليلى (تبتسم بخجل): "شكرًا ليك، مازن. إنت فعلاً طيب."
مازن (يبتسم): "دي واجبتي، وأنا هنا عشان أساعدك."
ومع مرور الوقت، ومع كل لحظة يقضوها سوا، بدأت ليلى تحس بشيء أكبر من الصداقة. قلبها كان بينبض بشدة، وهي بدأت تدرك إنها بدأت تنجذب لمازن.
ليلى (بخجل): "يمكن في أمل إني أكون أفضل، صح؟"
مازن (بابتسامة): "طبعًا، وكلنا معاك. إنتي هتنجحي."
**استمروا في الدراسة مع بعض، والأجواء مليانة راحة وأمل، وكل واحد فيهم حس بشيء جديد بيتشكل بينهم**
*******************
**في فيلا العائلة، كانت نورا جالسة في الصالون، تحتسي فنجان من القهوة وتستمتع بالجو. فجأة، رنّ هاتفها، وظهر اسم مادلين، زوجة أخوها، على الشاشة**
نورا (بتسرّع): "مرحبا مادلين، كيفك؟"
مادلين (عبر الواتس): "مرحبا نورا، كيف حالك؟"
نورا: "الحمد لله، كل شي تمام. إنتِ كيفك؟"
مادلين: "أنا منيحة، بدي أقولك شي. رح نجي ع مصر قريبا، أنا ومارلين."
نورا (بفرح): "يا هلا! متى رح تجو؟"
مادلين: "رح نجي بعد أسبوع. بس للأسف، نور ما رح يجي معنا. عنده شغل كتير."
نورا (بتفهم): "آه، الله يعينه. بس على الأقل أنتو جايين، بدي شوفكم."
مادلين: "إن شاء الله، رح نعمل جو حلو. مارلين متشوقة تشوفكم."
نورا: "أنا كمان. ولادي رح يفرحوا كتير."
مادلين: "إن شاء الله تكون الزيارة حلوة. خلينا ننسق المواعيد."
نورا (بابتسامة): "أكيد، لازم نعمل برنامج. رح أجهزلكم كل شي."
مادلين: "عظيم! بدي شوفك قريبا، باي!"
نورا: "باي، سلام."
**وضعت نورا الهاتف وابتسمت، وهي تتخيل الزيارة وكيف ستقضي وقتًا ممتعًا مع عائلتها**
*********************
**في اليوم المنتظر، كانت العيلة مجتمعة في الفيللا الكبيرة، والكل مشغول بترتيب المكان لاستقبال مادلين وابنتها مارلين. الأجواء كانت مليانة ترقب وترحيب**
لما وصلت مادلين ومارلين، عانقتهم نورا بحماس.
مادلين: "أهلاً وسهلاً، أخباركم إيه؟ شكرًا على الاستقبال!"
نورا: "أهلاً بيكم، مادلين. شرفتوا مصر. تعالوا، هأوريكم البيت."
مارلين (بتغنج): "شكرًا، نورا. أنا متحمسة أوي أتعرف على العيلة."
الكل كان مبتسم، لكن لما شافت مارلين آسر، ابتسمت بطريقة مغرية وبدأت تتجه نحوه.
مارلين (بلطف): "آسر، أخبارك إيه؟ سمعت عنك كتير. عايزة أعرف كل حاجة عن الأماكن الحلوة هنا."
آسر (بإحراج): "أهلاً، مارلين. أيوة، في أماكن كتير حلوة."
مارلين (بحركة مغرية): "ممكن تاخدني في جولة؟"
في اللحظة دي، دخلت منى، والدة ماسة، وشافت اللي بيحصل.
منى: "آسر، ممكن تساعد مارلين في الجولة، بس خلينا نذكر إن ماسة حامل دلوقتي، ونحتاج ندعمها."
مارلين (تتجمد شوية): "آه، صح؟ حملها؟"
منى (تبتسم): "أيوة، ماسة في الشهر الخامس، لازم نهتم بيها."
مارلين (بغضب خفي): "حمل ماسة يعني إن هي هتاخد كل الاهتمام؟"
الجد عبد الله (يبتسم): "أيوة، العيلة دائمًا تهتم ببعض."
مارلين (بتحفظ): "بس أنا هنا كمان."
الكل كان بيرحب بيها بأدب، لكن الانزعاج كان واضح في أجواء المكان.
مادلين (بتفاؤل): "طالما إنتوا مع بعض، كل حاجة هتبقى تمام."
الكل بيتبادل الابتسامات، لكن الغضب كان شغال جوا قلب مارلين.
مارلين (بابتسامة مفتعلة): "أكيد، بس في حاجة مضايقاني، مش متعودة على كده."
آسر: "أكيد، كلنا هنا عشان ندعم بعض."
مارلين (بتصميم): "أنا هتعرف على العيلة، ومش هاسمح لحد يمنعني."
الجد حسن (بابتسامة): "كلنا هنا عشان نرحب بيكي، بس لازم نحترم بعض."
**فضلت الأجواء مشحونة شوية، لكن الكل حاول يحافظ على الهدوء والترحيب بمادلين ومارلين**
شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم