رواية حكاية ادم الفصل العشرون بقلم اسماعيل موسي
حينما سمعت صوت رودينة ادرت جسدى ناحيتها، كانت للتو وضعت قدمها على السرير وانسل جسدها النحيل إلى جوارى
همست رودينة، انا كمان بردانة!!
قلت بنبرة لا تخلو من خبث، بردانة بس ؟
حركت رودينة يدها كأنها تؤدى قسم جاسوسة، بص إلى فى دماغك يا دومى لا محل له من الأعراب انا بردانة ومحتاجه ونس ثم اردفت رودينة ان تنام فى الشتاء بمفردك على السرير يشبة ان تلقى بنفسك امام القطار وانت تأمل الا يستحقك.
قلت صفى لى القطار والطريق؟
بجدية همست رودينة ماذا تعنى؟
قلت طريق القطار؟ هل كان الوقت ليل؟ اكان هناك ضباب ومحطة قديمه؟
وماذا عن الحشائش التى تنمو جوار القطبان الحديديه
وان كان القطار المتعرج يشق الحقول الخضراء مثل أفعى
ثم قلت وانا أدير ظهرى تجاه رودينة، على فكره مفيش فرق :!
ساد صمت طويل ربما عشرة دقائق كنت اسمع فيها أنفاسى حتى قطعته رودينة، تقصد ايه بمفيش فرق؟
قلت ياه كل دا بتفكرى؟
قالت رودينة بضحك معلهش خدنى على قد عقلى
ماشى، بصى يا ستى، البرد سيظل برد طالما الجسد لا يشعر بدفيء الجسد الآخر
همست رودينة، مش فاهمه لكن حاسه ان الموضوع خطير.
كبرى دماغك يا رودينة انا هنام
وانا هناك كمان يا ادم
بعد شويه، على فكرة كلامك عن الطريق والقطار كان جميل حبيته
همست شكرا، لكن الحب وحدة لا يجلب الدفيء
شدت رودينة البطانيه وحاصرت نفسها داخلها، ساعدها وزنها النحيل ان تفعل ذلك ثم بعد دقائق غرقت فى النوم.
روحت اسمع أنفاسها وهى تعلو وتهبط ببطيء، يؤلمنى انها لا تعرف ما ينتظرها، ما سيحدث لها من علاء ومنى.
عندما تشعر بالضياع ولا تجد أمامها طريق يمكن أن تسلكه وحين تتمنى ان تعود هذة الليالى ولو حتى مرة واحدة، إن ما يحدث فى حياتنا لا يتكرر آبدآ مهما حاولنا
_قلت احلام سعيدة رودينتى
همست رودينة وانت كمان يا ادم
_افتكرتك نمتى
وانام ازاى وانت عمال تتحرك جنبى؟
_والله افتكرتك نمتى بجد
وانا مش بهزر مش هعرف انام وانت بتتحرك
_اسيب غرفتى يعنى عشان تعرفى تنامى؟
وتسيبها ليه، ما انا كل ليلة بدخل انام وبتكون هادى وساكن؟
_لأنك بتدخلى وانا نايم، مش بكون حاسس بوجودك جنبى كده وانا صاحى؟
خلاص يا سيدى هخرج وهرجع بعد ما تنام
_لا خليكى، هنام من غير حركه
ماشى، همست رودينة وهى تتثأب تصبح على خير
_وانتى من آهلة
ومضى على الوقت بطعم البرقوق والكرز والتفاح وانتحلت صفة السارق المتلصص بجدارة ولم اتمكن من إجبار نفسى على النوم لكنى اجبرتها على السكون سمحت لها بالتخيل.
وردتنى رساله من علاء بعد يومين، رساله طويلة، ادم انا حاسس انى مش هقدر ارجع مصر تانى ومقدر حجم الورطه إلى حطيتك فيها، لكن يا سيدى الأمر فى النهايه واحد
رودينة كانت آمانة عندك لوقت رجوعى وكنت طلقها
دلوقتى تقدر تطلقها فى اى وقت لأن القصه انتهت سامحنى يا صاحبى وياريت تبلغ رودينة اعتذاري
طلعت فى البلكونه وقفلت الباب، كلمت علاء بغضب، وضحتله انى مش هكون مسؤل عن كيف ينهى علاقته
كلم انت رودينة وبلغها بنفسك
قال علاء ببرود حاضر يا ادم حاضر
هطلقها؟ ولا البنت عجبتك؟
كنت على وشك الصراخ، لكنى وجدت سؤاله منطقى ويستحق التفكير
قلت خليك فى حالك يا علاء وكفايه إلى حصلى من وراك
انا عملت بآصلى
طيب انت زعلان ليه يا ادم؟ مش ده الى انت كنت عايزة؟
طلقها وانا هكلمها واقولها قرارى
قلت علاء انا هخرج دلوقتى ومش هرجع غير لما تبعتلى رساله تقلى انك قلت لرودينه كل حاجه بصراحه
طلعت من الشقه كأننى هارب، مجرم مطارد من الحشرات والصراصير، اتلفت فى وجوة الناس واعبر بلاعات الشارع بسخريه، ساعدت امرأه عجوز على عبور الشارع وركلت كلب ركض خلفى وابتسمت لطالبة مدارس، كانت المسافات داخلى متباينه وكنت لست انا
مضى اغلب النهار وانا انتظر علاء افندى وبعد أن وصلتنى رسالته بت أكثر توتر ورهبة
كيف سأواجه رودينه، ماذا سأفعل؟ كيف سأوسيها وكيف سأنظر إلى وجهها الشاحب
واتسأل ان كانت ستطلب منى الطلاق احب هذة الفكره على الاقل ستوفر على الاحراج
طرقت باب الشقه، لم اتلقى اى رد، فتحت الباب ودخلت