رواية جمرية الصقر الفصل السابع عشر 17 بقلم سلوي عوض


 رواية جمرية الصقر الفصل السابع عشر 

في إيطاليا، كان ليو: جالسًا وحيدًا، يتحدث إلى نفسه:
ايه الي غير لارا نحيتي؟ مبقتش تقعد معايا زي الأول، ده أنا حتى مش بشوفها. وليه بترو نظرته ليا اتغيرت؟ ده حتى حاسس إن عمري مهفتكر أنا مين.

كانت لارا: تنظر إليه من خلف النافذة، تتحدث إلى نفسها:

وحشتني قوي يا ليو، بس غصب عني... خايفة عليك. بترو ممكن... لاء، لاء، مستحيل. أنا لازم أسمع كلام بابا.

يتصل ياسر: بلارا، فترد قائلة

لارا :نعم يا بابا؟

ياسر: لارا، عايزك تكلمي بترو: وتقوليله إنك عاوزاه يخرجك عشان تغيري جو وتعرفيلي دماغه فيها إيه من ناحية ليو.

لارا: حاضر.

ياسر: أوعي يعرف مشاعرك ناحية يوسف. بترو: مجنون، أرجوكي، الولد كده ممكن يبقى في خطر.

لارا: طبعًا، مش هعرفه.

يغلق ياسر: المكالمة، ويقول لنفسه:

ياسر: كده أقدر أعرف إيه اللي في دماغك يا بترو، واستغل حبك للارا

وفعلًا، تقرر لارا: الخروج وتنادي على بترو. يلاحظ ليو: المشهد ويقترب منها متحدثًا:
ليو : لارا...
لكنها تتجاهله. يصل بترو: قائلًا:

بترو: أنا جاهز.
ترد لارا: بابتسامة مصطنعة: تمام، يلا بينا.

يخرجان وسط ذهول ليو:، بينما يشعر بترو: بسعادة غامرة:

بترو: لارا، أنا فرحان قوي إننا خرجنا مع بعض.
ترد لارا: بشرود:

لارا: إنت بتكلمني؟ أنا آسفة، كنت سرحانة.
يسألها:

بترو: بتفكري في مين؟ في ليو: طبعًا؟

لاار: لا، مش بفكر فيه... أنا بس حاسة بالذنب.

بترو: لارا، أنا بحبك، ومستعد أقتل أي حد يقرب منك.

لارا: تقتل؟

بترو: آه، أقتل، عندك شك في كده؟

لارا: (بتمثيل) إنت إنسان طيب، وأنا معجبة بيك، وبعدين كمان شجاع قوي، وشجاعتك دي بتعجبني.

يبتسم بترو: بسعادة، بينما عقله يذهب بعيدًا في خيالات كثيرة. تنتبه له لارا:

لارا : بترو، رحت فين؟

بترو: تحبي تشربي قهوة؟

لارا: أكيد.

بينما يحضر النادل القهوة، يعود بترو: بذكرياته لطفولته، ويشعر بفرحة كأنه في عيد. يعود ليسألها بحماس:

بترو: لارا، تحبي بعد الجواز نعيش فين؟
تفكر لارا:

لارا:  ده مجنون رسمي، بيخطط لحاجة مش هتحصل.  ثم تتابع  .. أنا مش هقدر أرتبط بيك قبل ما ليو: ترجع له الذاكرة.

بترو: ليه بقى؟ مترجع ولا مترجعش؟

لار: اإنت ناسي إني أنا السبب في ده

بترو بغضب :وأفرضِ ما رجعتش؟

لارا: إن شاء الله هترجع.

بترو: وبعدها نتجوز؟

لارا بتوتر: آه... آه...
___________________________________

(في الصعيد- نجع الصائغ)

 كانت جمريه: جالسة مع الأطفال يلعبون. 
حور: إنتي هتقعدي معانا على طول؟
جمريه: لسه مش عارفة.
يزن: بصراحة، إنتي اسمك تقيل، مش هنعرف نقوله. إحنا هنقولك "جو جو".
جمريه: وأنا موافقة.
حور: أنا جعانة.
جمريه: بصراحة، وأنا كمان، بس مين هيأكلنا؟
حور: تعالي نعمل أكل.
جمريه: بس أنا اتكسف.
يزن: إحنا هندخل معاكي المطبخ.

وفعلًا، دخلت جمريه مع الأطفال إلى المطبخ وهي مكسوفة جدًا، لكنها ما كانش عندها حل تاني لأن الولاد جعانين. وأثناء ما هيّا في المطبخ، تتعرف على نعمة: أخت زيدان. يصبحان صديقتين ويتغدون سويًا.

أما نجاه: فبالها مشغول بالحاج محمود. على الرغم من جبروتها، إلا أنها تحبه جدًا. تأتي نعمة:
نعمة: مش هتتغدي يا حجة؟ إحنا كلنا اتغدينا.
نجاه: بعدين لما نطمن على الحاج.

___________________________________

(في المستشفى)
 يخرج الطبيب.
صقر: أبوي أخباره إيه يا دكتور؟
الدكتور: إحنا ظبطنا الضغط والسكر، بس لازم بعد كده تاخدوا بالكم منه، ومحدش يزعله. والعلاج يتاخد في وقته، وفي حقن مقوية للأعصاب كتبتها له. وياريت كمان لو حد يراعيه، لأن العلاج لو متاخدش في ميعاده بيفقد مفعوله.
عمار: تمام يا دكتور، جمريه أصلاً ممرضة وهيّا جاعدة عندنا وهتاخد بالها منه. والله يا صجر جمريه طيبة جوي وشاطرة.
صقر: نقدر نخرجه إمتى يا دكتور؟
الدكتور: ممكن حالًا إن شاء الله، بس زي ما قولتلك تاخدوا بالكم منه.
صقر: حاضر يا دكتور.

يكتب الطبيب الأدوية ويوقع على خروج الحاج محمود. يدخل صقر: ليطمئن عليه ويجهزه للخروج.
محمود: تعالي يا صجر.
صقر: في إيه يا أبوي ؛ خلعت جلبي عليك.
محمود : جلبك فيه الخير. أنا زين يا ولدي متقلقش. شوية تعب وراحوا لحالهم.
صقر: في واحد صاحبي عاوز يطمن عليا؟
محمود: أهلا بيه.
صقر : أدخلوا يا عمار.
يدخل عمار:
عمار: حمد لله على سلامتك يا عمي.
محمود: الله يسلمك يا ولدي، مين انت؟ أول مرة أشوفك مع صجر.
صقر: هتستغرب لما أقولك إن ده عمار ولد أمين من نجع الصياد.
محمود: كيف ده؟
صقر: عمار يا أبوي هو اللي ساعد جمريه: أخت يوسف إنها تهرب منهم وكمان حافظ عليها. ؛ ربنا هداه يا أبوي.
عمار: الفضل لربنا ولجمريه: ولمحاسن. حتى خالتي غزالة لما جعدت معايا قالتلي لازم جرشك يكون حلال عشان أديك بنتي.
محمود بلهفة: غزالة مين؟
عمار: غزالة: أم محاسن اللي هتبقى حماتي.
محمود: منين غزالة ديه؟
عمار: من هنا، من سوهاج.
صقر: في حاجة يا أبوي؟
محمود: لا يا ولدي، أصل اسمها غريب شوية.  ربنا يهديلك حالك ياولدي 
صقر : خلاص يلا بينا الدكتور كتبلك علي خروج
________________________________

(في نجع الصياد)

، كانت زبيدة: تقف عند باب الغرفة، قائلة:
زبيدة: أمين، إنت هتفضل كده نايم ليل نهار ومقضيش مصلحة؟
أمين: بقولك إيه، راسي وجعاني، همليني لحالي.
زبيدة: وجعاك من إيه راسك؟
أمين: معرفش، خدت مسكن وبرضه وجعاني، كأني عياني ببرد. وحاسس صدري واجعني. روحي اعمليلي إيسون.
زبيدة: نادم على أي حد من الخدم يعملك؟ منجصاش مرض، أنا
 أمين: مش عايزة تعملي حاجة لجوزك وهو عيان؟
زبيدة: خلص، انده على أي حد.
أمين: ربنا يبتليكِ بمرض يجيب أجلك. يا أبوي، مالي أترعشت كده ليه؟ وجسمي ماله ولع نار كده ليه؟ شكلها حمى ولا إيه؟ ما كانتش تيجيكِ إنتِ الحمى يا عجربة ونخلص منك. جاكِ ضربة الدم ورا ودنك. والله كرهتك عما. وكمان بعد ما لجيتك مخيفاش على بنتك! مرة عاملة كيف عجربة الشمش.
___________________________________

(في نجع الصائغ )
، يصل الحاج محمود وصقر وعمار: إلى المنزل.
نجاه: كيفك دلوقتي يا محمود؟
محمود: الحمد لله.
صقر: ادخل يا عمار، تعال.
نجاه: مين ديتي؟
صقر: صاحبي.
نجاه: مجطعينك كتير يا سيد.

صقر: فين جمريه يا أمي؟
نجاه: جاعدة مع عيال أختك، تاخد بالها منهم وتعمل بلجمتها.
صقر: أمي، جمريه مش داده.
نجاه: أمال إيه يا صقر يا كبير النجع؟ دكتورة، وإني معرفش.
عمار: صجر معيزينش مشاكل، أنا عوديها عند محاسن.
محمود: جمريه مش هتمشي من هنيه، دي زي بنتي.
صقر: إنت ناسي يا عمار إن يوسف موصيني عليها؟
نجاه: بتتخانقوا عليها ليه؟ تمشي ولا تجعد، إيه اللي هيفرج يعني؟
صقر: جمريه هتقعد معانا، ويبقى كرم منها لو خدت بالها من أبوي وعلاجه.
نجاه: لاه، إني اللي هاخد باللي منه.
صقر: الدكتور قال لازم ممرضة.
نجاه: خلاص، خليها مرزوعة.
_______________________________

عمار: أمك صعبة جوي يا صقر.  يامرك يا جمريه، من هم زبيدة لهم؟ أم صقر  .هتندهولي جمريه عشان اسلم عليها
صقر: أمي، ابعتي لجمريه خليها تاجي.
نجاه: طيب.

ترسل نجاه إحدى الخدم لتنادي جمريه، وتأتي جمريه:
محمود: ما شاء الله، إنتي جمريه؟
جمريه: حمد لله على سلامتك يا حج.
محمود: الله يسلمك يا بنتي.
عمار: أخبارك إيه يا خيتي؟
جمريه: الحمد لله، زينة. وإيه أخبار محاسن ونجاه وخالتي؟
عمار: زينين الحمد لله، قلوبهم اتعلجت بيكي. استني، هعنكلمهم فيديو.

ياخذ عمار جمريه بعيدا عنهم ويتصل  بـمحاسن على الهاتف:
عمار :هكلمك فيديو عشان تطمني على حبيبتك.
محاسن: ماشي.

يتصل عمار فيديو، لتسلم محاسن على جمريه:
محاسن: والله اتوحشتك جوي.
جمريه: وأنا كمان، والله. أمال فين نجمة وخالتي؟
محاسن: خالتك نامت، معرفش مالها. ونجمة بتنشر الغسيل. كيفه الحج؟
عمار: زين وخرج من المستشفى.
محاسن بعفوية: أمي هتفرح جوي.
عمار: وأمك دخلها إيه يعني؟
محاسن: مش عارفة، هي زعلت عليه ودخلت أوضتها.
جمريه: سلمي عليهم وأنا عبجى أجيكم إن شاء الله.

صقر: خلصتوا المكالمة؟
جمريه: أيوة.
صقر: لو سمحتي يا جمريه، كنت طالب منك خدمة.
جمريه: عيوني.
صقر: كنت عاوزك تاخدي بالك من الحج ومن علاجه، وخصوصًا إنك خريجة تمريض.
جمريه: بس كده؟ حاضر.
الحج محمود: تحضري يا بنتي.
جمريه: حضرتك الأول لازم تتغدى، بس معلش يعني، هتأكل أكل صحي وأنا اللي عاملاه بعد إذن الحجة يعني.
نجاه: ماشي يا أختي، اعملي، بس أهم حاجة علاج محمود. أنا كنت هشوف بنتي الدكتورة تيجي تقعد جار أبوها وتديه علاجه. بس جالو إنك ممرضة، جلت خلاص، اهيكي موجودة.
صقر: وهي بنتك فاضية لعيالها لما تفضي لأبوها؟
نجاه: بنتي دكتورة كبيرة، وده شغل ممرضة يعني شغل مش من جيمتها.

تعليقات



×