رواية جبران العشق الجزء الثاني الفصل الثالث عشر 13 بقلم دينا جمال


 رواية جبران العشق الجزء الثاني الفصل الثالث عشر 

لو فاكر أنك فهمت اللعبة
تبقى اللعبة
لعبتك !
____________
- أنا هوريكي خطافة الرجالة هتعمل فيكي إيه 
واقتربت منها في لحظة تجذب خصلات شعرها تطرحها أرضا لتبدأ كل منهن ضرب الأخرى ، والصرخات تعلو ، وتر غاضبة للغاية خاصة حين صفعتها أمنية بغتة فما كان منها إلا أن طرحتها أرضًا وجلست فوقها تقبض على خصلات شعرها بعنف تصرخ فيها :
- بتمدي إيدك عليا يا زبالة ، دا أنا وتر هانم ، اللي زيك ما يحلمش أنه يسلم عليها ، أنا خطافة رجالة يا حرباية 
وتر تعلم أن أمنية ليست زوجة مراد ولكنها أرادت أن تُشعل فيها النيران ، عضتها من كتفها بعنف فصرخت أمنية من الألم أما وتر فأردفت تتهكم منها:
- وبعدين يا حلوة أنتي لو مالية عينه ما كنش اتجوز عليكي ، يا معرقبة يا بومة
الوضع خرج عن السيطرة ووتر معه ، أعطى جبران كايلا لحسن حين صاح والده غاضبا :
- أنت واقف تتفرج عليهم يا واد ، شيل مرتك السعرانة دي من فوق البت هتموتها 
هنا وقفت وتر عن مكانها ولفت رأسها صوب رزق تنظر إليه بأعين حمراء غاضبة وصرخت فيه :
- هي مين دي اللي سعرانة يا راجل يا.....
انتفض جبران يكمم فم وتر بكف يده في حين لف ذراعه الآخر حول خصرها يحاول أن يمنعها عما تفعل يهمس لها خفية :
- اخرسي يخربيت جنانك هيدبحونا هنا 
نظر لوالده يعتذر له يتحدث غاضبا :
- حقك عليا أنا يا حج أنا هربيها على اللي عملته دا
توسعت حدقتي وتر غضبا تتلوى بجسدها ببن يديه بعنف تحاول دفعه ، إلى أن استطاعت عض كف يده بعنف ، فتأوه متألما يُبعد كفه عن فمها في حين بدأت هي تصرخ تسبهم :
- تربي مين يا عيلة خلل انتوا ، أنا هوديكوا في ستين داهية ، أنا هوريكوا إزاي تخطفوني بالمنظر دا ، أوعى سيبني يا جوز الإتنين يا بتاع المخدرات يا حشاش 
فاض الغضب برزق من زوجة ولده صاحبة اللسان السليط تحرك ناحيتها رفع يده كاد أن يصفعها لولا أن جبران أمسك بيده سريعا يمنعه  ، فصرخ رزق فيه غاضبا :
- ركبتك ودلدلت رجليها خلاص بقيت كيف الحمار ، أنت مش سامع هي بتقول إيه
حرك جبران رأسه لأعلى وأسفل يرمي وتر بنظرة حادة يتحدث غاضبا :
- مراتي أنا اللي أربيها يا أبويا ، وصدقني اللي عملته مش هيعدي بالساهل ، أنا هكسر عضمها على قلة التربية اللي هي فيها 
جحظت عيني وتر ذهولا ، أما جبران فنظر لحسن يطلب منه :
- حسن خد كايلا وسعد هاتلهم حلويات ، وما ترجعش على طول 
نظر حسن لجبران قلقا ليحرك الأخير رأسه يطلب منه أن يغادر ، ما أن فعل قبض جبران على ذراع وتر يجذبها خلفه يصعد بها السلم لأعلى ، تحرك رزق يقف عند نهاية السلم يعلو بصوته ليسمع جبران :
- عايز أسمع صوتها وهي بتستغيث من الضرب وأنا أهنه مكاني تحت 
تحرك جبران في الممر يصل بها لغرفة حسن ، دفعها للداخل يُغلق عليهم الباب بالمفتاح ، تحرك سريعا يُغلق النافذة ، تحرك يقف أمامها يهمس لها قلقا :
- أنتِ كويسة ؟ ، البت دي ضربتك ؟
ابتعدت وتر عنه ترميه بنظرة حادة كتفت ذراعيها أمامه تحادثه غاضبة :
- أنت إزاي تخطفني وتجبني هنا غصب عني
قلب عينيه ساخرا أقترب منها يُمسك ذراعيها بين كفيه أخفض صوته يحادثها غاضبا :
- ما تعليش صوتك دا أول حاجة ، مش أنا اللي خطفتك يا هانم ، رزق سمعني وأنا بتخانق معاكي في الموبايل وكنت ناوي أسافرلك النهاردة ، أشوفك وتر هانم اللي بتتصرف من دماغها ، لقيت رزق جايبكوا ، على أساس جايب مرات إبنه عشان تقعد هنا تحت طوع إبنه ، كل اللي حصل تحت دا مش فارق معايا بالعكس أنتي كدة اثبتي لرزق أن أنا تاجر حشيش أولا ، وأن أنتي الزوجة التانية المصراوية أم لسان طويل زي ما هو كان متخيلك ، أنا اللي فارق معايا الهباب اللي هببتيه هناك ، أنتِ إزاي تروحي للي اسمه داغر دا رغم أني قولت لاء ، وواخدة أمل معاكي دا حسن مستحلفلها 
حاولت وتر أن تدير دفة الحديث تبحث عن أي مخرج فعقدت جبينها انفعلت غاضبة :
- أنت مراقبني بقى ، أنت إزاي تراقبني أصلا، إيه مش واثق فيا في غيابك ولا إيه 
ولكن الأمر لم ينطلي على جبران فهو خير من يعرفها ، التفتت وتر توليه ظهرها تعقد ذراعيها غاضبة ، تحرك يقف أمام نظرات عينيه غاضبة حادة تقدم للأمام وعليه عادت هي للخلف تتغير نظراتها الغاضبة إلى أخرى قلقة خاصة حين سمعت صوته الحاد يهمس لها :
- جو خدوهم بالصوت دا مش عليا يا وتر ، أنا قايلك قبل ما أسافر أن في ناس هتكون حواليكي في كل مكان يحموكي ، وما تشوشريش على اللي عملتيه باللي بتقوليه ، أنا قولت ما تروحيش عند الراجل دا رميتي كلامي في الزبالة وبردوا روحتي ، ممكن أعرف دكتور داغر يبقى ايه في حياتك ال Godfather مش كدة ، بطلي هبل دا مش أبوكي ولا عمره هيكون ، الراجل دا نيته مش سليمة ، لو أنتي شيفاه أبوكي فهو مش شايفك بنته ، ويكون في علمك ما فيش شغل مع الراجل دا تاني ، اشتغلي في أي مكان تحبيه مش همنعك ، إنما مع الراجل دا لاء وألف لاء ، والقرار دا غير قابل للرفض أو النقاش يا وتر 
علمت في تلك اللحظة أنه من الغباء أن تصرخ رافضة فهي المخطئة هنا ، ولكنها لن تتنازل عن عملها ، تسارعت أنفاسها غاضبة وتمتمة خافتة خرجت من بين شفتيها ولكنه سمعها جيدًا :
- يا ريتني ما جيت الحارة في يوم 
خرجت من فمه وأصابت نفسه ، تبادل معها نظرة طويلة للحظات لم ينطق فيها ، ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه يردد :
- مش أنا اللي جبتك الحارة يا بنت الذوات ، القدر والنصيب هما اللي جمعونا ، بس لو ندمانة أوي كدة ، اخبطي دماغك في الحيطة عشان أنا مش هطلقك بردوا ، أصل اللي ربى خير من اللي أشترى وأنا عارفك كويس ، بترمي كلام زي الدبش لما بتتضايقي ، وبردوا قراري مش هرجع فيه ، دلوقتي في حاجة مهمة لازم تتعمل 
مد يده ينزع قميصه فلم تهتم كثيرا ، ولكنها فعلت حين جذب طوق سرواله يلفه حول يده هنا توسعت عينيها فزعا تبتعد عنه تحاول ألا تبدو خائفة تلعثمت تحاول تهديده:
- أنت هتعمل إيه ، هتضربني يا جبران ، لاء خد بالك لو عملت كدة أنا هكرهك طول عمري و...
صرخت مذعورة حين رفع يده وهوى بالطوق بعنف على الأرض جوارها مباشرة انتفضت بعيدًا تصرخ رغما عنها صدى صرختها العالية جعل رزق يصيح متفاخرًا به :
- جدع يا واد ، ربيها كسر عضمها قليلة الرباية دي 
أقترب جبران منها يهمس لها :
- رزق عايزني أضربك ، وأنتِ عارفة إني مش هعمل كدة ، عايزك تصرخي وأنا هضرب على الأرض 
حركت رأسها سريعا توافق ، ظنت للحظة أن جبران فعلا قد يعنفها ، بدأ جبران يضرب على الفراش والأرضية وهي تقلب عينيها ساخرة تصرخ كأنها تتألم تترجاه أن يتوقف ، وهو يحاول جاهدًا ألا يضحك ، صوته يعلو غاضبًا :
- طب اسكتي مش عايز أسمع صوتك ، أنا هربيكِ على قلة أدبك مع أبويا ومع أمنية ومعايا 
لم يتوقف عما يفعل ألا حين سمع صوت رزق قريب من الغرفة يحادثه قلقا :
- خلاص يا ولدي البت هتموت في إيدك ، ما توديش نفسك في داهية ، اطلع يا جبران 
توجه جبران سريعا ناحية وتر يهمس في أذنها بشيء ما ، فحركت رأسها سريعا توجهت إلى الفراش تمددت هناك تُخفي جسدها بالغطاء تبكي بصوتٍ عالي ، في حين تحرك جبران يفتح الباب لرزق ، فأبصر رزق ولده يقف أمامه وجهه أحمر أنفاسه متسارعة يلف الطوق على يده ، رفع رزق يده يربت على كتف جبران العاري يحادثه :
- عفارم عليك يا واد ، قولها تنكتم صوت عياطها وجع راسي
لف جبران رأسه ينظر صوب وتر يصيح فيها :
- بس اخرسي ما أسمعش صوتك 
ودخل إلى الغرفة يلتقط قميصه يحادثها محتدًا :
- أنا خارج وهقفل الباب بالمفتاح من برة ، أبقى أسمعك بتخبطي هاجي أكمل عليكِ 
وخرج من الغرفة يجذب الباب يغلقه من الخارج بالمفتاح ، وقف أمام الباب المُغلق يرتدي قميصه يحادث رزق :
- أنا هسفرها هي وكايلا أول ما النهار يطلع يا حج ، أنا مش ناقص مشاكل وغيرة ضراير 
ولكن رزق رفض ، حرك رأسه للجانبين يعارض ما يقول :
- لاء هتفضل أهنه ، طول ما هي بعيدة وسايبلها الحبل على الغارب هتتفرعن أكتر ، لكن طول ما هي تحت طوعك مش هتسترجى تكح في وشك ، ويلا حصلني عشان تراضي مين اللي المصراوية عملته فيها
زفر جبران أنفاسه حانقا ورطة غمسه رزق فيه ، وجود وتر وكايلا هنا كارثة يجب أن يجد لها حلًا ، تحرك خلف رزق إلى أسفل رأى أمنية تجلس بعيدًا منزوية ، تنظر له بحرقة تشعره بأنه غدر بها ، تنهد واقترب منها يهمس يواسيها :
- معلش يا أمنية حقك عليا ، أنا أدبتها ومش هتعمل اللي عملته دا تاني ، اطلعي أوضتك يلا الوقت أتأخر 
حركت رأسها دون أن تنطق بحرف وتحركت تصعد لأعلى فعلق رزق يتهكم منه :
- شايف البنات المتربية ، مش أم لسان تتلفح بيه كيف الحية اللي أنت متجوزها دي 
وقبل أن يلتفت جبران لرزق يقول شيئا يراضيه به ، ضحكات كايلا ابنته القادمة من ناحية الباب أخذت انتباهه ، رأى حسن يدخل يحمل كايلا على أحد ذراعيه ، وسعد يسير مجاور له كل من الصغيرين يحمل قطع الحلوى بين يديه ، نزلت كايلا ما أن رأت والدتها هرولت إليه تمد ذراعيها له ، فحملها جبران تعلقت كايلا بعنقه تصيح سعيدة :
- جوجي حبيبي ، شوفت حسن جابلي إيه حلويات كتييل أوي 
ضحك جبران يقبل وجنتها ، تحركت عينيه تلقائيا ناحية حسن فرأى الصغير ينظر إليه متلهفا ، تحرك جبران يجلس على أقرب أريكة يدعو سعد ليجلس جواره :
- سعد تعالى يا حبيبي أقعد هنا جنبي 
هرول الفتى يبتسم سعيدًا يجلس جوار أبيه لف جبران ذراعه حول كتفي الفتى الصغير يمازحه :
- فلستوا عمو حسن شكلكوا كدة ، بس مش مهم فدا الأستاذ سعد ، ما تيجي تقعد يا حسن
حرك حسن رأسه يخبره أن عليه إجراء مكالمة 
وتركهم وخرج يبعتد قدر الإمكان ، أخرج هاتفه من جيب سرواله فوجد عشرات المكالمات من رقم أمل ، طلب رقمها من اول لحظة أجابت تصيح مذعورة :
- الحقني يا حسن وتر اتخطفت هي وكايلا ، إحنا كنا راكبين تاكسي وفي راجل رش علينا مخدر ، فوقت لقيتني في البيت عند ماما ، وقالتلي أن سواق التاكسي وقف تحت البيت وقالها إني قولتله على العنوان قبل ما يغمي عليا ، بس وتر وكايلا ما كنوش في التاكسي
تركها حسن تقول كل ما حدث قبل أن يسألها فجاءة :
- ما تقلقيش وتر كويسة ، أنتِ إزاي تخرجي وتروحي عند راجل لا تعرفيه ولا بينكوا أي قرابة ، وكمان صاحبتك قيلالك أن جبران رافض مرواحها وأنتِ بكل بساطة خدتي بعضك وروحتي معاها 
خرجت أمل من صدمة اختفاء وتر واطمأنت أنها بخير ودخلت على سؤال حسن الذي يجب أن تجيبه إجابة مُقنعة ، تلجلجت تهمس متوترة :
- أنا ما كنتش عاوزة وتر تروح لوحدها ، دي الحكاية كلها ، وبعدين الراجل طيب ومحترم جداا ، ووتر بتعتبره زي والدها 
ما قالت أمل لم يُخمد نيران غضب حسن بل زادها اشتعالا ، قبض على الهاتف يصرخ فيها :
- دا سبب ، دا مبرر ، كنتي المفروض ترفضي مرواحها ، ولو أصرت ما تمشيش وراها ، لكن أنتي بتسلمي ودانك لكل الناس إلا أنا ، بتسمعي كلام الكل حتى لو غلط ، وما بتسمعليش كلمة مع أن كلامي بيبقى صح وفي مصلحتك ، عارفة يا أمل لو عرفت أنك اتصرفتي من دماغك ولا من دماغك حد تاني شدك وراه ، هيبقى آخر اللي بينا ، سلام
وأغلق الخط يتنفس غاضبا أنفاسه تتصاعد غاضب من نفسه أكثر من غضبه منها ، غاضب لأنه أخافها لأنه شعر في اللحظة التي كان يصرخ فيها أنه يشبه كمال ، رفع وجهه لأعلى يتنفس بعمق يحاول أن يهدأ ، يتحرك بلا هدى أخذته قدميه إلى المقابر تحت أعمدة الإنارة وجد مقابر عائلة رزق ، وبدأ يبحث بينهم إلى أن وصل للقبر المنشود ، قبر قديم منقوش عليه اسم ( طاهر حامد السواح ) ارتمى على ركبتيه أمام القبر ، المرة الأولى التي يجتمع فيها بأبيه أو بقبره ، تحركت حدقتيه على الاسم مرارا وتكرارا تملأ الدموع حدقتيه يهمس بحرقة :
- كان نفسي أشوفك ، كان نفسي اترمي في حضنك ، أنا خوفت من نفسي أوي وأنا بزعق فيها ، افتكرت كمال وهو بيزعق في جميلة مراته وهي واقفة مرعوبة وبتترعش من الخوف ، تفتكر هي دلوقتي مرعوبة بسببي ، أنا عيشت سنين عُمري مع الراجل اللي قتلك ، وكنت أجبن وأضعف من إني أحاسبه ، وأخد حقك وحق أمي ، سامحني أنا آسف يا بابا 
نزلت الدموع من عينيه وبدأ يبكي بحرقة شديدة ، انتفض حين شعر بيد تُوضع على كتفه ظنه جبران ولكنه حين التفت وجده رزق !! ، رزق يقف خلفه ينظر إليه يضيق حدقتيه مستنكرا وجوده وبكائه ، ابتلع لعابه متوترًا يمسح الدموع عن عينيه سريعًا ، إن سمع رزق ما قاله معناها انتهى كل شيء ، وقف حسن عن مكانه ينظر لرزق ينتظر رده ولكن رزق نظر لقبر أخيه قبل أن يعاود النظر لحسن يحادثه شاردًا حزينًا :
- أنا كنت جاي اقرا الفاتحة لطاهر زي كل ليلة ، سمعت صوت بُكا عالي ولما قربت شوفتك بتعيط ، مش هسألك كنت بتعيط ليه ، أنا من أول لحظة شوفتك فيها وأنت بتفكرني بطاهر أخويا الله يرحمه ، حتى فيك شبه منه 
اومأ حسن برأسه تنهد يردف بكل هدوء :
- الحكاية وما فيها إني كنت مخنوق يا حج رزق ، وأنت عارف عيب الراجل يعيط ، فقولت أجي المقابر ودخلت الترب بتاعتكوا عشان ما حدش يسأل أنت بتعمل ايه هنا ، أنا ما بصتش حتى على اسم القبر ، أنا آسف لو سببت أي إزعاج 
ابتسم رزق لحسن يربت على كتفه يحرك رأسه للجانبين :
- لا يا ولدي ما عملتش أي إزعاج ، تعالى نقرا الفاتحة ونروح 
في منزل رزق صعد جبران وهو يحمل كايلا إلى أعلى تحرك بها صوب غرفة حسن ولكن قبل أن يفعل احتضن رزق يقبل رأسه يقول باسما :
- يلا يا بطل روح نام ، أنا هدخل كايلا تنام وهروح أنام 
فتح جبران الباب يدخل رأى وتر تجلس على أحد المقاعد كادت أن تصرخ في وجهه ولكن وجود كايلا منعها ، دخل جبران يغلق الباب عليهم ، هرولت كايلا إلى والدتها تحتضنها تصيح فرحة :
- مامي ، كوكي شافت الحمال والحصان ، والبقلة وكانوا حلوين أوي يا مامي 
ابتسمت وتر لابنتها تنظر لجبران تحاول ألا تصيح في وجهه :
- جميل أوي يا حبيبتي ، ممكن أعرف يا معلم جبران أنا وكايلا هنبات في إيه ، إحنا ما عناش هدوم 
تنهد جبران يمسح وجهه بكف يده يحاول أن يجد حل لتلك المعضلة ، رفع وجهه إليها يردف حذرا من رد فعلها :
- أجبلك هدوم من عند أمنية تقضي بيها الليلة والصبح يحلها حلال 
احتقنت عيني وتر غضبًا تصيح في وجهه بلا مقدمات :
- نعم يا سي جبران ، أنت عاوز ألبس من هدوم الست دي 
صوت وتر العالي جذب أمنية التي كانت تقف بالخارج تختلس السمع ، فتحت أمنية الباب فجاءة بلا مقدمات تصيح فيها :
- أنتِ تطولي أصلا تلبسي من هدومي ، وبعدين مين قالك إني هديكِ من هدومي أصلا ،هدومي تتوسخ لو أنتِ لبستيها 
احتقنت عيني وتر غضبا اندفعت تود الأنقاض عليها ولكن جبران وقف في المنتصف حائلا بينهما ألتقط وتر سريعا مد وتر يديها تحاول الوصول لأمنية :
- هي مين جب اللي هتوسخ الهدوم يا جربوعة ، أنتي ما تحلميش تلبسي قطعة واحدة من هدومي ، أوعى سيبني أنا هجيبها من شعرها 
تخصرت أمنية ساخرة تنظر إليها من أعلى لأسفل تتهكم منها :
- أنتِ لسه فيكِ حيل تتخانقي بعد العلقة اللي خدتيها ، وصوت صريخك اللي كان مسمع البلد كلها ولا أنتِ جسمك تنح من كتر الضرب 
شهقت وتر بعنف تنظر إليها تكاد تُحرقها بنظراتها ، قررت ضرب الوتر الحساس بما أن جبران يمنعها من ضربها ابتسمت تقول ساخرة :
- أنا بردوا اللي جسمي تنح من كتر الضرب ، ولا أنتِ يا مهزقة ياللي سابك مرمية سنين زي البيت الوقف وجه لحضني أنا 
هنا التهبت حدقتي أمنية غضبا وحقدا ، وهرعت تحاول ضرب وتر ، وجبران يقف في المنتصف يحاول منعهن يدفع وتر تارة ويبعد أمنية تارة يصرخ فيهم :
- بس يا بت أنتِ وهيا ، انتوا بتضربوا فيا أنا الله يخربيتكوا ، سيبي شعرها يا وتر ، بس يا أمنية ، هطلقكوا وانتوا الإتنين وأرتاح من الهم دا 
أخيرا استطاع أن يحمل وتر من خاصرتها يبتعد بها للخلف ألصقها بالحائط ووقف أمامها يمنعها من الحركة التفت إلى أمنية يصرخ فيها :
- خلاص بقى أنتِ وهي يلا يا أمنية روحي على أوضتك 
ولكن أمنية رفضت وقفت تعقد ذراعيها تصيح حانقة :
- أنا مش هتحرك من الأوضة دي غير وأنت معايا يا جبران ، أنت في حضن الهانم بقالك سنين ، يبقى من حقي تبات معايا 
تأوه متألما حين قبضت وتر على كتفيه بأظافرها تحاول تجاوزه تصرخ في أمنية :
- سيبني عليها خطافة الرجالة دي ، يبات مع مين يا بت ، أنتِ فاكرة أن أنا هسيبلك جوزي يبات معاكي ، دا أنا أخد روحك قبلها ، أمشي اطلعي برة يا بت 
صرخت أمنية غاضبة توجه حديثها لجبران :
- سامع يا جبران بتطردني إزاي ، يلا يا جبران 
قبضت وتر على ذراع جبران الأيسر تصرخ فيه :
  - مش هتتحرك من هنا يا جبران 
تحركت أمنية سريعا تقبض على ذراعه الأيمن تصرخ هي الأخرى :
- مش هيبات معاكِ يا حرباية ، بطلي شد فيه بقى ، هو مش طايقك أصلا ، يلا يا جبران 
وبدأت كل منهن تصرخ في الأخري تشد ذراعه ناحيتها ، إلى أن فاض به الكيل فصرخ بعلو صوته :
- باااااس أنتِ وهي ، الله يخربيت الجواز على اللي عايز يتجوز ، خليكوا ولعوا في بعض أنا هاخد كايلا وأروح أنام عند سعد ، هاخد ولادي في حضني وأنام 
ونزع نفسه من بينهما يتحرك صوب الصغيرة الجالسة على الفراش تراقب ما يحدث مدهوشة ، ما أن حملها سألته :
- بابا هما بقوا مجنونتين 
ضحك جبران يحرك رأسه يصدق على كلامها :
- والله يا بنتي صدقتي هما بقوا مجنونتين فعلا ، يلا نروح ننام عند أخوكي !!
نظرت أمنية إلى وتر شامتة ، تحركت تتمايل في مشيتها تردد لتغيظها :
- على الأقل أنا معايا الواد أنا أم الواد !!
تحركت وتر تصفع الباب في وجهها وقفت خلف الباب تبتسم ساخرة تحادث نفسها :
- هتاخد حتة قفا لما تعرف الحقيقة ، بس تستاهل ، وقال وكانت صعبانة عليا ، دي سوسة !! 
دخل جبران غرفة سعد ، انتفض الصغير ما أن رآه يركض ناحيته يقول سعيدًا :
- بابا أنت هتنام جنبي النهاردة؟
 اومأ جبران برأسه تحرك صوب فراش سعد تسطح في المنتصف بين كايلا وسعد ، غطت كايلا في النوم في لحظات ، ابتسم جبران يربت على رأسها برفق ، أما سعد فأقترب مترددا من أبيه يضع رأسه على صدره ابتسم جبران يقربه منه يعانقه ، ابعد سعد رأسه للخلف قليلا يسأل والده وهو يبتسم :
- بابا هو أنا لما أكبر هتجوز اتنين زيك 
توسعت حدقتي جبران قليلا قبل أن يحرك رأسه للجانبين يردف سريعًا :
- لا يا سعد أوعى تعمل كدة يا حبيبي ، مالكش دعوة باللي أنا بعمله أنا عاوزك لما تكبر تبقى أحسن ولد في الدنيا 
- زيك يا بابا أنت أحسن راجل في الدنيا كلها
قالها سعد وهو يبتسم سعيدًا ، ينظر لجبران عينيه تلمع وكأنه يرى بطل خارق ، غص قلب جبران ألما قرب سعد منه يعانقه تدمع عينيه اختنق صوته يهمس يحادث نفسه :
- مش هسيبك يا سعد ، مش هيهون عليا تتكسر الكسرة دي ابدًا 
_________________
في صباح اليوم التالي في شركة مجدي التهامي ، اجتماع هام بقيادة وحيد وريث العائلة يجلس وحيد في المقدمة وعلى الجانبين أصحاب الشركات ، بدأ الاجتماع منذ دقائق قليلة فقط وبدأ وحيد يعرض عليهم أفكاره بأسلوب مهذب بسيط ، ولكن أحد الحضور كان يحمل صغينة شخصية مع مجدي على ما يبدو مما جعله يهب واقفًا يصيح معترضًا :
- أنت بتعك ومش هتعرف تعمل حاجة ، وأصلا إزاي شركات واحد حرامي وتاجر مخدرات ترجع تشتغل تاني بكل بساطة ، أنا مش معاكوا  ومن غير سلام
وتحرك الرجل يخرج من شركة مجدي إلى سيارته يتحرك إلى الطريق الرئيسي السريع ، يتحدث في هاتفه غاضبا :
- شركات التهامي مش هتكمل الكلب إبني مات بسبب القرف اللي بيبعه ، أنا هوديه في ستين داهية ، مش هخليه يتهنى على صفقة ، مش... 
وسكت وتوسعت حدقتيه ونضبت منهم الحياة حين اخترقت رصاصة سريعة لم تُرى من شدة سرعتها تقريبا ،رأسه 
صرخ السائق مذعورًا وقبل أن يقف بالسيارة كانت هناك رصاصة أخري أُطلقت صوب خزان الوقود في السيارة مما جعلها تنفجر !! 
ابتسم القناص الواقف بعيدًا ينظر سعيدًا لما أنجز يربت على بندقيته وكأنه يكافئها 
أما هناك في شركة التهامي في غرفة الاجتماعات، رن
هاتف أحد الرجال الجالسين فتح الخط يجيب لتتسع حدقتيه فزعًا حين سمع الخبر ، نظر لوحيد أولا قبل أن تتحرك عينيه على الجمع حوله يتمتم مدهوشا :
- صالح مات العربية انفجرت بيه ! 
تبادل الرجال النظرات ما بين الخائفة والقلقة والكل على يقين أن مقتل صالح ليس حادث أبدا ، هنا تحدث وحيد يقول بكل تهذيب :
- ربنا يرحمه ويغفرله ، تمام متفقين ولا حد جابب نغير أي بند ، ولا حد معترض خالص ولكن جمع الرجال حوله قال سريعا :
- متفقين !!
ابتسم وحيد في هدوء يحرك رأسه ، بيجاد صديقه يعرف متى يجب أن يتحرك جيدًا !!
تعليقات



×