رواية ليلة تغير فيها القدر الفصل الالف ومئتان واثنين واربعون بقلم مجهول
بدت روكا وكأنها أميرة من إحدى القصص الخيالية، بشعرها الأسود اللامع وملامحها الرقيقة. جمالها الرائع جعلها مختلفة عن كل الفتيات الأخريات اللاتي قابلهن ليفي. تبادل نظرة خاطفة مع والدته، مشيرًا إلى أن المساء قد بدأ بشكل جيد. ثم تبادلا المجاملات وأجريا محادثة قصيرة. لاحظ ليفي المقعد الفارغ بجوار روكا وشغله بينما عرض عليها أن يسكب لها الشاي.
على النقيض من ذلك، كان بإمكان روكا أن تدرك مدى رغبة كلير في أن تتعايش مع هذا الرجل. لقد بذل قصارى جهده لإخفاء استيائه. تم إعداد العشاء تمامًا كما كانت تشك. تساءلت عما إذا كان والداها في الواقع لا يثقان في قدرتها على إيجاد زوج كما كانا يثقان في قبوله. الخاطبة بين يديه. هل فكرت يومًا في مدى عدم الارتياح الذي أشعر به؟
عندما سأل والدا ليفي روكا عما تفعله، أجابت كلير بسعادة: "إنها تعمل في قسم الترجمة".
رفعت روكا حاجبها باستخفاف وصححت لها: "في الواقع يا أمي، لن أعمل هناك بعد اليوم. أنا أستقيل".
نظرت إليها كلير بدهشة وقالت: "ماذا تعنين بأنك توقفت؟ لماذا؟"
عرفت روكا أن والدي ليفاي يحبانها، لكنها لم تكن بحاجة إلى موافقتهما. لذلك، قرر أنه لا يوجد وقت أفضل من الآن لكسر آماله. هزت كتفيها بلا مبالاة وقالت بصوت متقطع: "لا يوجد سبب. أعتقد أنني سئمت من العمل".
لقد حيرت كلير ابنتها اللامبالاة وطلبت منها: "لا يمكنك ترك وظيفتك في هذه اللحظة، روكا! علاوة على ذلك، ألم تحصلي على الوظيفة للتو؟ كيف يمكنك أن تتعبي بهذه السرعة؟ يجب عليك على الأقل التحدث إلينا قبل أن تتركي الوظيفة!"
أصاب روكا شعور شديد بالبهجة عندما رأت والدتها منزعجة. فجادلها بغضب: "لقد تعبت للتو، أليس كذلك؟ أنت تعلمين كم أستمتع بالكسل في المنزل. هل تعتقدين أنني مؤهلة لعالم العمل بينما لا أستطيع حتى غسل ملابسي وأطباقي؟" وأضاف بتحد: "لقد دللتني أنت وأبي، هل تتذكرين؟"