رواية أرقام فى العتمه الفصل الحادي عشر بقلم اسماعيل موسى
#ارقام_فى_العتمة
١١____ 🌺
في صباح اليوم التالي، كان سامر أول من دخل القاعة
ألقى نظرة سريعة على السبورة، ثم توقف فجأة عندما لاحظ الإضافة التي لم تكن موجودة بالأمس.
اقترب ببطء، حاجباه معقودان، وعيناه تتفحصان ما كُتب. لمس حافة الطاولة بطرف أصابعه، كما لو أنه يتحقق مما إذا كان ما يراه حقيقيًا أم لا؟
قرأ التكامل الذي أُضيف:
∫[f(x) * g'(x) dx] = [f(x) * g(x)] - ∫[g(x) * f'(x) dx]
كانت تلك التفصيلة مثل خيط في نسيج معقد، لم تكن حلاً كاملا كما توقع
بل بداية، شيء صغير يكاد يكون تافهًا ولكنه في ذات الوقت مفتاح لما قد يكون الخطوة الأولى لفك هذا اللغز المستحيل.
ولأنه لك يكن متأكد من اى شيء كان بحاجه لدراسة التفصيلة الجديده لكن الطلاب بدأو في التوافد إلى القاعة، وأعينهم تلتقط على الفور تلك الإضافة الجديدة
صمت الجميع، وحدقت الأنظار نحو السبورة كأنها تقرأ شيئًا مقدسًا.
همس أحد الطلاب في الصف الخلفي: "هل هذا من عمل الدكتور سامر؟"
رد آخر بصوت منخفض: "لا أعتقد
دكتور سامر قال أن الحل يجب أن يأتي منا."
أما سامر نفسه، فكان يقف في ركن القاعة، يراقب ردود أفعالهم بصمت
شيء ما في ملامحه كان مختلفًا، خليط من الحيرة والإثارة والخوف
هو يعرف المعادلة جيدًا، يعرف أصولها، ويعرف أيضًا أن ما أُضيف عليها لم يكن مجرد عبث
بل كانت محاولة حقيقية، بداية منطقية تُظهر فهمًا عميقًا للمسألة
لقد وقف امام المعادله مثل غيره قليل الحيله ولم يكن يتصور ان الحل قد يأتى بمثل تلك السهوله
لم يتحدث سامر عن الإضافه، فقط أشار إلى السبورة، وقال بصوته الهادئ المعتاد
مين الى كتب المعادله دى؟
ساد صمت طويل لم يقطعه سوى همسات الطلبه والاساتذه الذى توافدو تباعا على القاعه
سأل تأمر مين الطالب إلى كتب المعادله دى؟
ونظر تجاه تقى ومازن وكل الطلبه المعروفين بعبقريتهم
لكن لا أحد تقدم او رفع يده
مش معقول صمت سامر؟ ممكن يكون واحد من الاساتذه بيسخر منه؟
بيبعتله رساله معناها ان المعادله سهله ويمكن حلها؟
سامر لم يستطع إخفاء الحيرة التي انعكست على وجهه، لكنه سرعان ما أخفى تعابيره خلف ملامح جامدة
وقف للحظة أخرى أمام السبورة، يتفحص الإضافة التي لم تكن فقط مدخلاً رياضياً، بل تلميحاً إلى منهجية أكثر تعقيداً مما توقعه الجميع.
عاد سامر أدراجه إلى مقعده المعتاد في نهاية القاعة
جلس بصمت، ممسكاً قلمه الذي بدأ يديره بين أصابعه ببطء لم يقل شيئاً، ولم يُظهر أي رد فعل على التساؤلات التي بدأت تظهر همساً بين الطلاب.
على الجانب الآخر، كان الطلاب يحدقون في المعادلة، بعضهم بدؤوا يدونون في دفاترهم، محاولين استيعاب ما كُتب، والبعض الآخر ظل جالساً في حيرة، وكأنهم يحاولون فك لغز أكبر من قدراتهم.
من بين هؤلاء، تقى كانت أكثرهم صمتاً، كانت عيناها مثبتتين على الإضافة الجديدة، لم تكن هذه مجرد تفاصيل رياضية بالنسبة لها، بل شعرت وكأن هناك رسالة خفية تُركت لتُقرأ بعيون واعية.
في الجهة الأخرى، جلس زياد دون أن يحرك ساكناً، مراقباً المشهد بعينين تحملان فضولاً واضحاً
لم يكن أول من يحاول فهم ما كُتب، لكنه كان يتفحص السبورة وكأنه يبحث عن توقيع خفي، عن دليل قد يخبره بمن كان هنا قبلهم.
في تلك الأثناء، ساد القاعة توتر غريب، حتى الأساتذة الذين دخلوا بعد سامر لم يتمكنوا من إخفاء قلقهم،أحدهم همس لزميله:
"دي مش مجرد إضافة عادية... الطريقة دي مش مألوفة حتى عندنا."
سامر، الذي كان يراقب بصمت، نهض فجأة وتقدم نحو السبورة مرة أخرى، رفع يده ببطء وأشار إلى الإضافة،
"عايز أقول لكم حاجة..." قال بصوت منخفض، لكن كلماته وصلت إلى الجميع:
"اللي كتب الجزء ده... مش طالب عادي،واللي بيحاول يفهمها، لازم يعرف إنه بيتعامل مع مستوى مش موجود في الكتب اللي درستوها."
عاد سامر إلى مقعده، ونظر إلى ساعته،
"الوقت معاكم. لو حد عنده شجاعة يبدأ، "
لكن لا أحد تحرك
ولم يكن الصمت ان يستمر أكثر من ذلك، نهض سامر ووقف امام الطلبه
خلينا متفقين ان إلى كتب الملحوظه مش هيظهر نفسه لأى سبب كان
لكن من ناحيه تانيه الملاحظه قدامكم حاولو تستخدموها للوصول للحل، ابنو عليها وكملو الاجابه
وبداء صراع مستعر مع الوقت لحل المعادله باستخدام الملاحظه الجديدده
ومع كل تعمق تظهر اشياء أخرى، كان سامر يعالج الملحوظه داخل عقله
واكتشف شيء غريب مذهل ربما تكون الملاحظه مقدمه للحل
لكن الذى كتبها وحده هو من يستطيع استخدامها للحل
كأنه يقول امنحكم جزء من الاجابه لكنكم لن تستطيعو استخدامه فكل طرقه مغلقه
وسرعان ما تأكدت شكوك سامر، رغم ان الملاحظه صحيحه الا ما من احد استطاع البناء عليها
مما جعل الجميع يقف بذهول امام تلك التركيبه العبقريه
وارتفع همس الطلبه
فشلت، وانا فشلت، وأخر يقول انها تؤدى إلى طريق مسدود
حتى الاساتذه وسامر ادركو الخدعه
وانصرف الجميع فى شرود ولم يكن امر المعادله يعنينهم أكثر من الشخص الذى كتب الملاحظه
ان المعادله فى حد ذاتها لم ينجح احد فى حلها ولا لوم على اى شخص يفشل فى الوصول للحل
لكن ذلك الشخص الساخر من يكون؟
حتى ان بعض الطلبه بدأ يراقب القاعه بحثا عن الشخص المجهول بلا فائده
وبعد أن انصرف الطلبه الى بيوتهم فى وقت متأخر دخل نفس الشخص القاعه وحينما وجد ملاحظته موجوده كما هى دون تكمله ابتسم فى سخريه
ثم امسك القلم وكتب جزء اخر ملاحظه أخرى مبنيه على الملاحظه الأولى
ثم ترك القلم على المكتب ورحل
شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم