رواية اختطفني وانا صغيرة الفصل الحادي عشر
حازم بشفقة:"عرفت... عشان كده اختارت أقرب طيارة نازلة مصر..وحجزتها اطلعي إلبسي... راجعين مصر."
ليلى بصتله بصدمة وهي مش مصدقة :"أنت بتتكلم جد يا حازم؟؟... يعني... يعني أنا خلاص... هشوف بابا !"
دموعها نزلت بفرحة:"أخيرا جيه اليوم اللي هشوف فيه أبويا بعد كل السنين دي كلها."
حازم حط إيده على خدها بحنان:"أيوة بجد.... يلا اطلعي غيري بسرعة عشان منتأخرش علطيارة."
ليلى جريت على فوق وغيرت هدومها وفي خلال دقايق كانت جاهزة نزلتله وهو خلى فيرونكا تحضرله هدومه عشان هيسافر معاها أيوة لازم يفضل معاها هي آخر مرة شافت مصر كان عندها تسع سنين لازم يكون معاها لحد ما يوصلها لباباها لبر الآمان ويبعد... أيوة هيبعد... قبل ما تكتشف أي شيء.... وخليه يفضل ذكرى حلوة في دماغها قبل ما تتوسخ.
طلعوا علمطار هما الاتنين وركبوا الطيارة وليلى اتضح إنها بتخاف جدا من الطيارة وابتدت أنفاسها تعلى وهي الطيارة بتبعد عن الأرض
مسكت إيد حازم وغمضت عينيها بخوف:"إحنا إحنا... بنبعد عن الأرض... حازم متسيبنيش."
حازم حط إيده التانية على إيديها:"متخافيش أنا جمبك...غمضي عينك و عدي من واحد لمية وبعديها هتكوني كويسة."
عقبال ما ليلى خلصت عد كانوا في السما وطول السفر ليلى فرحانة وعمالة تفكر هتقابل باباها إزاى... هي مش مصدقة... مش عارفة تظبط الكلام اللي هتقولوا له فضلت ترتب في كلام وحوارات تحصل في دماغها بينها وبين باباها أما يشوفوا بعض وبتتخيل نفسها معاه وبيخرجها زي زمان ويحضنها ويدخلوا سينما سوا كانت ذكريات بسيطة أوي لكن فضلت عليها طول حياتها تفتكرها وتتمنى تحصل تاني....دقايق وساعات بتمر عليها بالبطيء وحست إن الأربع ساعات دول كانوا أكتر عليها من العشر سنين وتقال أوي...
كانت متحمسة ومستنية الوقت اللي تهبط فيه الطيارة بفارغ الصبر وتجري تحضن أبوها........
________________________________
آسر بعد عنها وبص في عينها مسك إيديها واتكلم بسكر وهو موجوع:"أنا... لسه مش متقبل فكرة بعدك عني وجوازك من شخص تاني....! كانوا دايما كل اللي حواليا بيحاولوا يقنعوني اني اكمل وموقفش حياتي بعديكِ وإني أعيش حياتي وإن الحياة مش بتقف على حد... بس أنا فعلا حياتي وقفت عليكِ وقفت من ساعت اليوم اللي اتطلقنا فيه.... حياتي انتهت من يوميها وبقيت مكمل وأنا مستني أقابلك أو ربنا يقبض روحي حاجة من الاتنين..... مكنتش بفكر غير فيكِ وعمال أدور عليكِ زي الطفل اللي ضايعة منه لعبته المفضلة...... أنا حبيتك أوي يا سمر... فإزاي هقدر أنساكِ وأكمل؟..... حبيتك لدرجة العشق.... طب أنتِ إزاي نسيتيني بالسهولة دي؟؟.... معقول أكون حبيتك من طرف واحد...؟ "
سمر أخدت نفسها بصعوبة واتنهدت بحزن:"خلص وقت الكلام ده يا آسر... دلوقتي أنا اتجوزت وسعيدة بجوازي ده... مش فرحان بسعادتي؟ "
آسر بألم:"تؤ..... مش فرحان... بيقولوا إن الحبيب بيفرح لحبيبته لما يشوفها فرحانة حتى لو مع غيره المهم إنها تكون مرتاحة.... أنا لا..... أنا أناني وبعترف بده... أنا مش فرحان لإنك بقيتي ملك حد تاني بعد ما كنت ملكي أنا... "
سمر قامت وقفت واتنهدت :"خليني أمشي الوقت اتأخر."
آسر قام وقف قصادها:"لا لا... خليكِ شوية يا سمر... أنتِ وحشاني..."
مسك وسطها وقربها ليه وسند راسه على راسها بشغف:"مشتاق لقربك مني... لأنفاسك... لريحتك.... لسه لحد دلوقتي بتشقلبي كياني زي زمان ومبقدرش أسيطر على نفسي قدامك...."
قرب منها أوي بس سمر بعدت عنه بسرعة:"أنت سكران يا آسر.... سيبني أمشي... وابعد عني أنا بيني وبينك طفل مش همنعه عنك متقلقش وجيتلك عشان أعتذرلك وأحاول أصلح الموقف... بس أرجوك بلاش تخرب حياتي...أنا نسيتك وأنت بس اللي كنت بتفكر فيا طول السنين وأنا عرفت اتخطى عادي بعد إذنك ابعد وسيبني أمشي الوقت اتأخر وعيالي محتاجينلي."
آسر اتنهد بألم:"أنا كنت غلطان... آسف لو أزعجتك طول حياتك.... "
بعد عن الباب وشاورلها تمشي وسمر طلعت برا بسرعة ودموعها نزلت وتعبت من قلبها تعبت من الحب اللي بيسبب وجع ليها دايما...
_____________________________
أخيرًا الطيارة هبطت ووصلوا مصر بالسلامة ليلى أول ما نزلت من الطيارة بقت بتتنطط وبتجري في المطار
-أنا مش مصدقة إني في مصر وبتكلم عربي مع الناس... يالهوي... ده الغربة تربة زي ما بيقولوا....
حازم أخد هو وهي تاكسي
ليلى بسعادة:"رايحين لبابا دلوقتي... ياربيي قلبي بيدق بسرعة أوي مش عارفة هعمل إيه ؟؟"
حازم بابتسامة:"اهدي.... مش هنروح لباباكِ دلوقتي."
ليلى كشرت باستفهام:"ليه؟ "
حازم:"الساعة واحدة بليل يا ليلى... هنروح للناس آخر الليل وهما نايمين... بكرة الصبح من بدري يا ستي هنروحلهم بس دلوقتي رايحين على أي اوتيل نبات فيه ونرتاح من السفر عشان بكرة يبقى عندك طاقة."
ليلى بحزن:"كنت عايزة أشوفه دلوقتي... قلبي مش قادر يستنى أكتر من كده... تخيل عشر سنين عدوا واستحملتهم ودلوقتي كام ساعة بس مش قادرة استنى."
حازم مسك إيديها وابتسم بحب:"عارف.... "
قال في سره بوجع:"سبق وكنت متحمس زيك كده بس الفرق إني روحت ولقيت أمي ميتة... ملحقتش حتى أشوفها أو تحضني بشوق لغيابي عنها طول الفترة دي أنا بس اللي حضنتها بس حضنت تراب تربتها... وبدل ما كنت فاكر إني هعيط بدموع فرحة عيطت بدموع وجع وقهر ودخلت في حالة صدمة لمدة سنتين.... أنا رجعتك يا ليلى أول ما عرفت إن باباكِ تعب لإن مهانش عليا تدوقي الوجع ده... صحيح دوقتك منه في الأول لإنك مكنتيش تهميني كان كل اللي يهمني إنه يتوجع عليكِ زي أمي... بس دلوقتي أنا حبيتك.... مش هقدر أشوفك تتوجعي بالشكل ده لو مات وأنتِ لسه مشوفتيهوش.... عشان كده استعجلت في إنك تشوفيه.... بتمنى بس إن ربنا ميكشفنيش قدامها لإني عارف إنه أكبر وجع هتواجهه إن البني آدم اللي وثقت فيه طول حياتها واتحامت فيه هو السبب في كل ده..."
وصلوا الاوتيل والبنت سألتهم غرفة ولا غرفتين
حازم:"غرفتين."
ليلى بصوت عالي: "لا غرفة واحدة."
بصت لحازم:"إيه يا حازم هتسيبني في الأوضة لوحدي؟؟"
حازم أخدها على جمب:"أنتِ اتجننتي أوضة إيه اللي أخدها أنا وأنتِ؟؟"
ليلى:'هعمل ايه أنا في الأوضة لوحدي؟... أنا عايزة حد معايا مانت عارف إني بخاف."
حازم:"يا سلام.. مانتي بتنامي في الأوضة في بيتي لوحدك ما هي هي!"
ليلى :"لا تفرق.... في بيتك كنت أنت موجود أو فيرونكا موجودة لكن أوتيل طويل عريض فيه مئات الناس... هحس بالأمان منين بقى؟"
سابته واتجهت ناحية البنت :"غرفة واحدة لو سمحتي."
حازم شدها من إيديها تاني:"ليلى.... أنتِ نسيتي آخر مرة حصل بينا إيه ولولا إن لحقت نفسي كنت."
ليلى بصتله باستغراب:"إيه اللي حصل بيننا؟..مش فاكرة."
حازم سكت وافتكر إنه لما قرب منها ساعت ما كانت سكرانة هي كانت نامت وهو بعد عنها.
حازم:"ليلى متعذبينيش أكتر من كده... استحالة أنام معاكِ في أوضة واحدة... أنا يا ستي بتجنب أغلط... متعمليش الحاجة اللي تخلي الشيطان يونون في دماغي إني أغلط...متحطيش الزيت جمب النار وتستغربي الحريقة حصلت إزاي... بلاش."
ليلى بدموع:"أيوة بس أنا بخاف..... أنت فاكر إني كنت بنام في أوضتي لوحدي لا.... أنا كنت بنزل أنام جمب فيرونكا.... لإني بخاف... طول العشر سنين بيحبسوني في الأوضة لوحدي وأنا بخاف وأنا لوحدي... بلاش يا حازم....و مش هيحصل حاجة صدقني بس أنا بجد خايفة والمكان غريب عليا.... متصعبهاش أرجوك."
حازم غمض عينيه ورفع شعره بيأس راح للبنت للمرة التالتة
-خلاص هناخد أوضة واحدة
البنت ابتسمت وادتلهم المفتاح
وراحوا هما الاتنين الأوضة
كانت مرتبة وشكلها منظم
حازم:"هدخل آخد شاور عبال ما الأكل ييجي."
ليلى بصدمة:"هتستحمى كده عادي في مكان غريب؟؟؟"
حازم:"أه وإيه المانع؟"
ليلى :"افرد يا ذكي كانوا حاطين كاميرات أنت إيش عرفك؟؟"
حازم ضحك:"يا شيخة!!.. أوتيل خمس نجوم هيحطوا كاميرات في الحمام! "
ليلى قالت بثقة:"طبعا...."
حازم:"ليلى والنبي قللي فرجة علأفلام."
قفل الباب ودخل يستحمى طلع من الحمام وليلى أول ما شافته دخلت حتة الفرخة في بوقها بسرعة
حازم راح ناحية الأكل وشاف الأطباق فاضية
سأل باستغراب:"هما جابه الأطباق فاضية أكيد جايبن الأكل عشان نغرف فيها... فين؟... ولا لسه هيجيبوها ؟؟"
ليلى بلعت اللي في بوقها:"أه أه شوفهم اتأخروا ليه."
حازم قعد علسرير جمبها واتكلم في التلفون الأرضي :"لو سمحت هو الأكل بعتوا الأطباق فقط ممكن تنزلوا الأكل لإن أنت عارف جايين من السفر ومش مستحملين صراحة إنتظار أكتر من كده."
-حضرتك إحنا بعتنا الأكل من بدري لإننا عارفين انكوا جايين من سفر وأكيد جعانين فاستعجلنا يجيلكوا الأكل ... وحتى المدام اللي مع حضرتك استلمته."
حازم بص لليلى اللي كانت باصة في الأرض بذنب
حازم:"أه....أنا آسف... اتلغبط... ممكن تبعت وجبتين تانين."
-طبعا يا فندم تحت أمرك
حازم قفل الموبايل وبصلها:"كده تكسفيني مع الراجل مقولتيش ليه إنك خلصتي الوجبتين؟.... عادي طلبت غيرهم."
ليلى :"خوفت تقول عليا مفجوعة ولا حاجة."
حازم ضحك:"أنا already قولت..... "
ليلى اتكسفت أوي :"والله ما هعمل كده تاني."
حازم مسكها من خدها:"كلي براحتك لو عايزاني أنزلك المطعم تحت تخلصي عليه معنديش مانع المهم تكوني شبعتي أنتِ لسه راجعة من سفر عادي."
ليلى ابتسمتله:"يعني مش زعلان مني؟"
حازم ابتسم:"هزعل منك ليه؟؟"
ليلى:"عشان كلت وجبتك... وأنت أكيد جعان."
حازم:"لا.....(غير رأيه بسرعة) أه بصراحة أنا زعلان... زعلان أوي.. لازم تصالحيني."
ليلى ابتسمت وفهمته راحت حضنته بحب وابتسمت:"متزعلش مني أنا آسفة."
حازم ضحك وحط إيده على دماغها:"تعجبني أما تفهمني."
الأكل وصل واكلوا
حازم:"شبعتي؟ "
ليلى:"أه الحمد لله."
حازم:"لو مشبعتيش عادي.... أطلب لك وجبة كمان.."
ليلى ضحكت:"لا لا بطني معادتش قادرة كفاية أحسن أعمل اصوات بليل وروايح متعجبكش بلاش أدفسها أوي."
حازم ضحك وحط إيده على وشه:"الله يقرفك يا شيخة... لسه الأكل متشالش."
ضحكوا هما الإتنين وليلى اتاوبت ونامت على حرف السرير جابت مخدة طويلة حطتها ما بينهم:"أنت نص وأنا نص...كويس إن السرير كبير."
حازم:"لا لا... نامي براحتك في السرير الكنبة دي مريحة هنام عليها."
ليلى: لا أنت تعبان زيي.... مينفعش أكون كاسرة عليك حقك أهي مخدة ما بينا... نام في نص وأنا نص.... كده كل واحد واخد حقه ومحدش حاطط جميله علتاني... متتعبنيش بقى مش قادرة أناهد قول حاضر مرة.."
حازم رجع المخدة علسرير وزفر :"حاضر يا ست ليلى اللي يريحك... ممكن تنامي عشان بكرة الصبح."
ليلى ابتسمت وحطت دماغها علمخدة وغمضت عينيها وهي بتتخيل نفسها مع باباها أخيرا وفي حضنه
بقت بتبتسم وهي مغمضة عينيها وشعرها نزل على وشها وهي بتبتسم حازم بصلها وهي نايمة وشرد كالعادة أكيد بتفكر في باباها ربنا يتمم فرحتها دي على خير لف نفسه ناحيتها وسند دماغها على إيديه وفضل باصصلها وهو نايم ومبتسم.
ليلى فتحت عينيها واتفاجئت بيه باصصلها ومبتسم
ابتسمتله :"أنا دلوقتي اتأكدت إني بحبك... بحبك أوي يا حازم... ومبسوطة إنك دخلت حياتي وانقذتني من اللي أنا فيه."
حازم حط إيده على خدها بحب :"وأنا كمان بحبك.... "
فضل باصصلها كتير قد إيه هو بيحبها بص لملامحه اللي دوبته من أول مرة شافها فيها وهي طفلة ولحد الآن مدوبينه ملامحها محفورة في قلبه..قلبه بقى بيدق بسرعة فاتوتر وخاف ليتهور فقال بسرعة وهو بيتعدل :"يلا تصبحي على خير... نامي عشان تبقي فايقة الصبح."
ليلى ابتسمت:"وأنت من أهل الخير."
______________________________
تاني يوم الصبح آسر قرر يبدأ حياة جديدة.... خليه يحاول... هو كل الفترة دي مكانش بيحاول... بس خليه يحاول المرة دي مش هيجرى حاجه ما لازم يكمل... سمر خلاص مش بتحبه... ومش عايزة تبقى ليه وبقت ملك لشخص تاني....هيركز دلوقتي في إنه إزاي يرجع إبنه لحضنه.
كان قاعد في مكتبه وصلاح قدامه بيوريله شوية ملفات تبع الشغل فجأة الباب خبط ودخل منه آدم بيجري يحضنه
-بابا وحشتني...
آسر ابتسم وعينيه اتملت دموع وفتح إيديه يحضنه بس اتفاجئ إنه بيجري على صلاح ادور بالكرسي بسرعة يديهم ضهره عشان ميشوفوش دموعه اللي نزلت وبقى بيتمالك أنفاسه بصعوبة كل ده تحت أنظار سمر اللي عينيها دمعت من الموقف وصعب عليها آسر.
آدم بطفولة:"بالعافية لما أقنعت ماما نطلع نجيبك.... إحنا عارفين إنك لما بتقول استنوني شوية و أنزلكم بتنزل بعد كتير أوووي ..إيه ده عمو آسر!"
آسر ادور بالكرسي وحاول يبتسمله:"آدم حبيبي عامل إيه ؟"
آدم راحله وحضنه بحب:"كنت ماشي زعلان آخر مرة من عندنا.. أنت كويس دلوقتي صح ؟"
آسر ضمه لحضنه أوي وغرس راسه في رقبته وهي دموعه بتنزل مش قادر يوقفها....يااااه....كل ده بعيد عن إبنه....كان كل مرة بيحضنه ومش حاسس إنه إبنه إزاي؟....أول مرة حضنه فيه حس بشعور غريب...هو ده الشعور؟....إن اللي حضنه ده مكنش طفل عادي...ده كان حتة منه.
صلاح استغرب أول مرة يشوف آسر كده وبص لسمر باستغراب وسمر شاورتله إنها هتفهمه بعدين.
بعد حبة كتير أخيرًا آسر قدر يبعد عنه بصعوبة
آدم راح مسك إيد أبوه
-يلا يا بابا... أنا ما صدقت أخدت أجازة من التمرين وأنت قولت إنك معندكش شغل كتير النهاردة.
صلاح:"طب يا حبيبي استناني بره... وأنا هخلص اللي في إيدي ده وهجيلك... سمر."
سمر أخدت إبنها وطلعوا برا
صلاح:"أهي كل الملفات.... أقدر أمشي صح ؟"
آسر دمه بقى بيغلي واتكلم بعصبية مكتومة:"لا لسه عاوز منك شغل تاني للأسف مخلصناش."
صلاح باستغراب:"بس حضرتك قولتلي إني ممكن استأذن بدري لو حبيت وإن شغلنا النهاردة مش كتير... إحنا خلصنا كل حاجة للشحنة الجديدة متبقاش حاجة تانية؟"
آسر ببرود :"للأسف يا صلاح... طباعة الشحنة بالأدوات اللي فيها اللي هتتبعت فيها مشكلة محتاجة تعديل ه...... "
إخترع أي شغل ليه وطبعا صلاح مش هيعرف يعترض لإنه مديره
طلع صلاح بحزن ووطى لمستوى آدم:"سامحني يا حبيبي النهاردة برضو مشغول... نأجلها لمرة تانية."
سمر فهمت إن آسر إداله شغل عشان ميخرجش مع آدم هي حفظاه كويس
آدم عيط:"لا بقى مش كل مره تقولي كده.."
صلاح:"حقك عليا يا حبيبي أوعدك مش هنأجلها تاني.... بس النهاردة غصب عني اتحطلي شغل.. متزعلش ها."
آدم ربع إيده وإدا لصلاح ضهره:"لا يا بابا أنا زعلان... وزعلان أوي كمان."
صلاح باسه في خده:"هجيبلك حلويات كتيرة وأنا راجع من الشغل تمام... متزعلش بقى... خدي بالك منه يا سمر... وسامحوني لو عشمتكم وخليتكم تزعلوا كده... تيا عند مامتها ممكن نأجلها لحد ما ترجع ونبقى نخرج كلنا سوا."
سمر ابتسمت:"أنا عذراك... ولا يهمك.... روح شوف شغلك."
صلاح باسها في خدها بحب ومشي وآسر كان مراقبهم من ورا الشباك فاتح الستارة فتحه صغيرة يدوبك يشوفهم
سمر انتبهتله وبصت لآدم:"حبيبي استناني هنا ماشي... متتحركش."
سمر دخلتله المكتب :"حرام عليك اللي عملته... آدم ميت من العياط برا."
آسر قام وقف :"حرام عليا اللي عملته؟؟.... وأنتِ مش حرام عليكِ اللي بتعمليه فيا.... مقولتيش لصلاح ليه إني أنا... أنا أبوه ؟؟؟"
سمر:"هقوله.... بس مستنيه اللحظة ال...."
آسر :"مستنيه إيه؟؟.... إنك تخليني أصبر أكتر من كده على فراق إبني واعتباره إني مش أبوه ؟"
سمر :"متغيرش الموضوع يا آسر.... عاجبك دموع آدم دي... بسبب أنانيتك؟"
آسر :"أنانيتي!!"
سمر:"أيوة... المفروض تكون فرحان وهو إبنك كان هيتبسط أوي النهاردة لإنه ما صدق أبوه قاله إنه هيخرج معاه يوم."
آسر :"بتقولي أبوه كده بكل بساطه قدامي؟؟؟.... يا سمر حسي بيا ولو لمرة.... مش لازم يا ستي تكوني بتحبيني عشان أصعب عليكِ....أيوة أنا قاصد إني أعمل كده لإني حسيت بنار جوايا ناحية صلاح.... سميها غل بقى أو قهر على إبني زي ما تسميها.... بس مش طايق أشوف حب إبني لشخص تاني.... المفروض يبقى ليا أنا... معاكِ إني أناني.... أنا أناني يا ستي.... وكنت عاوز اسيء صورة صلاح في دماغه من حتة بسيطة... ولسه هكرهه فيه أكتر لو مستعجلتيش بقولك ليه إني أبوه.... واتصرفي بقى.... أنا مش هساعدك في حاجة... هخرجله دلوقتي وأواسيه وأنا اللي هخرجه عشان يحس إني أحسن من أبوه في الحتة دي ويبتدي يقارن بيني وبينه وهاخدها معاه واحدة واحدة لحد ما يكرهه فاهمة؟"
سمر :"أنت مريض... صلاح رباه واعتنى بيه وبقى بيعامله زي إبنه شيله ده جميل إنه ربالك إبنك طول السنين دي وهو مش إبنه أساسا."
آسر :"أشكره ده لو أنا كنت راميه... لكن أنا لسه عارف من كام يوم إن اللي برا ده يبقى إبني...."
وفجأة اتخضوا هما الاتنين على صوت صلاح اللي فتح الباب مرة واحدة وبيبصلهم بذهول.....
___________________________________
ليلى صحيت من النوم هي وحازم وفطروا ونزلوا من الأوتيل يركبوا تاكسي متجهين لفيلا سعيد عبد العال
ليلى بتوتر وهي في تاكسي بترتب الكلام اللي هتقولوا لأبوها أول ما تشوفوا وإيديها بتترعش حاسة إنها في حلم
ليلى بتوتر:"أنا خايفة أطلع بحلم.... اقرصني يا حازم."
حازم قرصها من خدها:"لا أنتِ مش بتحلمي... خلاص قربنا علفيلا يلا اجمدي.... أنتِ من إمبارح عمالة تتكلمي طول الليل وأنتِ بترتبي هتقوليله إيه ."
ليلى ضحكت:"خايفة أوي ومتوترة... بس في نفس الوقت هموت من الفرحة خلاص بيني وبينه كام كيلو مش أكتر."
حازم فضل يهديها طول الطريق لإنها كانت بتترعش ودقات قلبها بتتسارع وحاسة إنها مش كويسة
وأخيرا وصلوا للفيلا بتاعت سعيد
ليلى نزلت من التاكسي وبصت علفيلا اللي وحشتها من زمان أوي ما شافتهاش فيها ذكرياتها مع أبوها كلها
حازم اتكلم مع الحراس:"أنا معايا بنت الأستاذ سعيد عبد العال."
الحارس ضحك:"خلاص أخدنا من المقلب ده كتير... لف وأرجع يا بابا أنت وهي."
ليلى بصتله بتوسل:"أنت مش متخيل أنا بابا واحشني قد إيه... أرجوك دخلني..."
حازم:"دي بنته الحقيقة."
الحارس:"اتعمل الفيلم ده كتير أوي طول السنين والكل استغل إن بنته دلوقتي هيكون متغير شكلها وكذا محتالين يقتحموا البيت ويمثلوا علينا.... فارجعوا أحسن ما نطلب البوليس ييجي ياخدكوا."
ليلى عيطت:"يا أستاذ حرام عليك... أنت عارف أنا بعيدة عنه قد إيه؟... متخيل حالتي دلوقتي عاملة إزاي؟؟؟"
حازم:"دي بنته الحقيقة... وتقدروا تعملوا تحاليل وتتأكدوا بنفسكوا..."
فضلوا يتوسلوه كتير وعملوا دوشه برا والحارس جاله مكالمه من جوا من الست الكبيرة أخت سعيد نعمة:"إيه الدوشة دي يا سيد؟"
سيد:"يا ست هانم محتالين جداد بيقولوا إنها بنت الباشا."
نعمة:"مشيهم أو اطلبلهم البويلس إحنا زهقنا من الأشكال دي."
الحارس قفل معاها:"يلا امشوا من سكات أحسن ما أطلب البوليس شكلكوا مش وش بهدلة اقسام."
حازم:"يا اخي خلي أهلها يشوفوها... خليها بس تتكلم معاهم وهما هيتأكدوا إن هي بنتهم."
الحارس:"أطلب البوليس ولا هتمشوا ؟"
حازم مسك دراع ليلى بيأس :"يلا يا ليلى... هحاول أحل الموضوع بعدين... هما مش هيرضوا يدخلوكِ لانهم شاكين ف...... "
ليلى بصريخ:"لااا... مش بعد كل السنين دي يبعدني عن أبويا شوية حراس... اوعى يا حازم... أنا هدخل..ّ.."
ليلى باقت بتصرخ بوجع ودموعها بتنزل:"باباااااااا..... بابااااااا... أنا لوليييي...... باباااااااا.... مش هروح من هنا.... أنا ما صدقت لقيته واتحررت من اللي كانوا خاطفني.... مش همشي يا حازم... مش همشي...... بابااااااااا...... أنا لولي....لولي رجعت.... خليهم يدخلوني يا بابا... باباااااا...."
حازم عيونه دمعت على منظرها والحراس اتأثروا منها ونعمة طلعت برا تشوف إيه المشكلة الكبيرة ومستغربة الدوشة الفظيعة دي
نعمة بزعيق:"إيه ده!!مين بيصرخ بالشكل ده؟؟.. مش قولت اطلبوا البوليس؟"
نعمة وقفت قدام البوابة الحديدية
ليلى ابتسمت أول ما شافتها:"خالتو.... خالتو وحشتيني أوي ..."
مسكت في حديد البوابة وبقت بتعيط بفرحة:"أنا لولي يا خالتو مش فاكراني؟..... أنتِ وحشتيني أوي...."
نعمة بزهق:"نقصاكِ أنتِ كمان.... كفاية بقى حتى بعد ما تعب عاوزين تتأمروا عليه سيبوه في حاله بقى يلا امشوا من هنا."
ليلى بعياط:"أنا لولي والله العيظم مابكدب.... أرجوكِ صدقيني..... أنا مش طالبة غير إنك تدخليني أشوف بابا.... هو وحشني أوي.... خالتو خالتو اسمعيني... خالتو بصيلي...خالتووو..... "
نعمة سابتها ومشيت من قدامها وادتها ضهرها وبصت للحارس:"لو مطلبتش البوليس اعتبر النهاردة آخر يوم ليك."
ليلى بصريخ ممزوج بوجع وقهر:"لااااا..... لا يا خالتو اسمعيني.... باباااااا.... "
حازم دموعه نزلت ومسكها من دراعاتها يشدها:"يلا يا ليلى."
ليلى بعياط وهي بتصرخ:"لا لا.... خااالتو.... أنا لولييي.... أرجوكِ ما تمشيش.... طب طب... دخليني أشوفه ولو لمرة... بالله ما تعملوا فيا كده ميبقاش بيني وبينه باب وتمنعوني منه كفاية العشر سنين.... بابااااااا..... باباااااا خليهم يدخلوني..."
حازم بقى بيشدها والحراس كلهم كانوا متأثرين بمنظرها وفجأة ليلى صرخت على نعمة وقالت حاجة لايمكن كانت تتوقعها......