------------------------------------------------------------------------------------- -------------------------------------------------------------------------------------

رواية ظلمات امرأة منسية (كامله جميع الفصول) بقلم هالة ال هاشم




 رواية ظلمات امرأة منسية الفصل الاول 1 بقلم هالة ال هاشم



#ظلمات_امرأة_مَنَِّسيِّةّ

#الفصل_الاول ..

#


انتِ الصَح الوُحيد بهُوست سَنيني .

::

✍️🌾


قبل خمسة اشهر ..

فتحت عيوني على صوت المنبه باوعت بملل للساعة بالموبايل بالسبعه ونص .. نزلت رجليه على كيف و ضليت افرك بيهم ، عندي عادة غريبة اول مااكعد من النوم رجلي ما تعيني اوكف اضل افرك بيها شوي يله اكدر ادوس عليها ، بابا حبيبي جان يكول رجليج فلات على امج المرحومة لذلك الوكفه الطويلة تتعبج هواية و كذلك المشي ، 

تنهدت تنهيدة طويلة و تذكرت حلمي ، الحلم الي دايماً يتكرر عليه و لليوم ما عرفت تفسيرة اشوف نفسي امشي بكاع خضرة بفستان اسود خفيف و هذا الشاب الي منطيني ظهره ، كل ملامح ممبينه منه بس طوله و هيئة جسمه و شعره الاسود الكثيف ، كل مرة اوصله و اريد انده عليه بس ما اعرف اسمه ، منو هذا و ليش هيج يطلع باحلامي ! 

فزيت من صفنتي على صوت بابا و هو يندهلي حتى نتريك سوه ونطلع لدواماتنا ..

اني اروح للمحكمة ، و هو يتوجه للمستشفى و مناك للعيادة ..

بابا دكتور جراح ذايع صيته بالبلد و سمعته تشهدله انسان عطوف و متواضع و كل الناس تحبه ..و اولهم اني 

و شلون ما احبه و هو كل دنيتي هو صار كل عائلتي بعد وفاة ماما بمرض عضال ، جان عمري صغير كلش كل الي اتذكره منها وجها الابيض المدور و عيونها السوده الوسيعة و الرمش الملفوف الي ورثته منها ..

اختزلت العالم كله ببابا الاب و الام و الاخوة و ما اتخيل حياتي لحظة بدونه ، رغم هو صارم وياي بعض الاحيان بس حتى صرامته ممزوجة بحنية ، تعلمت منه هواية اشياء اولهم الكرامة وعزة النفس و القناعة و تعلمت شلون اكون شجاعة و بميت رجال ، لذلك امتهنت المحاماة حسيتها قريبة على شخصيتي رغم هالشي عارض احلام بابا بدخولي لكلية الصيدلة لكن ما اعترض شغفي بالحياة و لا وكف بطريقي بالعكس جان داعم وسند الي ..

باوعت بالمراية و همست : شكد حلوة اني .. 

ضحكت بعد هاي الجملة ، الجملة الي تعلمتها منه جان كلما يمشط الي شعري كدام المراية يهمس شكد حلوة بنيتي ...

صاح عليه بتوبيخ و ضحكت ، صحت : نازلة .. والله نازلة 

خففت حمرتي قبل لا اترزل و اخذت مفتاح سيارتي بعد ما اتأكدت من اناقتي و عطري و جنطة اوراقي و نزلت ..

جان واكف ديثرم زلاطة و يدردم عليه بسته بركبته و فززته ::

صاح : عابت هالخلقة الحلوة و لا جوزين من سوالفج و مثل كل مرة اخرتينا : كال و هو يتفحص لبسي اذا بي شي و مكياجي 

اخذت لكمة خبز و كتله ها دكتور خير ... دتسوي جيك اب !؟

كال : ليش عندج مانع حضرة المحامية ، و بسرعة دار وجهة عرفته تذكر المرحومة ...

بلعت ريكي و حسيت بغصة و اني هم افتقدها بس شوفة بابا بهذا الحال تقسم قلبي وصل ، مرات اكول ليش ما صار عندي بعد اخوة و خوات .. يمكن جان ملوا البيت اكثر عليه و يمكن خففوا عنه وطأة غيابها ، بس هو حجالي انو صار عند ماما اربع مرات حمل غير مكتمل و و اني الوحيدة الي نجيت بمعجزة ...

دك الموبايل و فز قلبي لما قريت حروف اسمه و لا ارادياً ابتسمت ...

دكتور احمد يتصل بك ..

بابا انتبه لخدودي الوردت فجأة و للابتسامة الي شكت حلكي منا. ومنا ..

همس : خير ضحكينا وياج !

اني ببلاهه : هااا لا ماكو ..

بابا : جاوبي التلفون ثبرنا ثبيره .. دكتور احمد ؟ " حجاها باستفهام "

هاا : اي بابا هذا موكل عندي 

اااي و شنو قضيته ..

ابتسمت بمكر و جاوبت : انت تعرف كلش زين قضايا موكليني سر و خط احمر .

ضحك بابا ضحكة طويلة و صاح : شوف الفستقة كبرت و صارت تحجي بالقضايا 

باباااا " قوست شفتي بزعل يعرفني اضوج من لقب فستقة " 

شبيها فستقتي " كالها و هو فاطس ضحك "

خلص شبعت راح اروح "كمت و جلب بذراعي : 

اكعدي بنتي ، اريد احجي وياج

باوعتله بزعل : بس بدون اي نوع من الكرزات 

ضحك و كال لا والله جد بس اكعدي ..

اوك كعدت : تفضل يا نور العيون :

باوعلي بنظرة طويلة و حجه : بابا حبيبتي .. انتِ بعدج صغيرة و اني كبرت بالعمر و خايف اغمض عيني قبل لا تفتحين عيونج زين لهاي العالم و الدنيا 

اسمعيني بابا ، اني ما اعارض اذا بيوم اجيتي و صارحتيني بمشاعرج تجاه شخص و لاسيما اذا كان هذا الشخص ابن عالم وناس و محترم و يعرف قيمتج زين 

ارتبكت : هه بابا شدكول ، شنو اعجاب شنو مشاعر ..

كالها بهدوء : انت ربيتي على هذه الادين حافظ شعره شعره بيج و كل تصرف و كل ردة فعل و اعرف كلش زين الي بينج و بين هذا الدكتور اكثر من مجرد علاقة بين محامي و موكل ..

انصدمت لهذهِ الدرجة مفضوحة !؟

همست باستيحاء : بابا و الله مو قصدي اضم عليك بس ماكو شي واضح لحد الان كل الي بينا صداقة و احترام و شوية اعجاب و كلت اتأكد من مشاعري قبل لا افاتحك و اكيد قبل لا اخطي اي خطوة لازم ابلغك مثل ما تعودنا ما نضم شي ع بعض ..

اسمعيني بنتي .. اني مو همي تجين تبلغيني بقدر ما يهمني انك تعرفين هذا الشخص زين قبل لا تتعمقين بمشاعرج وياه ، حتى تتجنبين هواي عقبات بعدين

شلون يعني بابا، مافهمت ؟

يعني حاولي تعرفين كل شي عن هذا الشخص قبل لا تتورطين بمشاعرج وياه . 

حجاها و دك تلفونه رد مستعجل : الو : هلا و ميت هلا بالغالي ..

باس راسي و اترخص وًكال لازم يروح ..

ضحكت بزعل :و كلت طبعاً تعوفني ، عمو عبد الرحمن بعد 

غمزلي و شمرلي بوسه من بعيد ..

دكتور عبد الرحمن صديق بابا و عشرة عمر وياه و يحبه كلش ، طلعاتهم سوا و اسرارهم سوه و مرات احمد ربي هوايه اكو هيج انسان بحياة بابا ..

بقيت صافنه لحد ما رجع دك تلفوني و لا ارادياً جاوبت 

همس بصوته الحلو : صباح الخير مولاتي ..

كلبي رفرف على حجايته و حاولت اضبط مشاعري ، ماريد اقود العلاقة بسرعة جنونية احب اتأنى بالاشياء بس هالشخص اله تأثير و سحر عجيب ، يعني الي دا احسه وياه ممفهوم بس اكثر وصف اكدر انطيه هو الراحة و البهجة و يحسسني بانوثتي بشكل مو طبيعي رغم كلامة الموزون و المقتضب احياناً ..

طلب من عندي نلتقي و عنده حجي ضروري و مدري ليش اعرف شراح يكول ، لذلك كلبي يدك سريع و لحد الان ممحضرة الاجابة المناسبة ، بعدني ما فاهمة شعوري زين رغم مر على صداقتنا 6 اشهر و لحد الان احسها مرت بلمح البصر ..

احمد .. دكتور جراح مخ و اعصاب التقيت بي لقاء عابر لمريضة و دكتور ، 

مريت بضغط عمل و احلام هواية تمرضت و صارت عندي رجفة قوية و نزلت بالوزن هواية احد الاصدقاء رشح عيادته الي ، رحت لغرض الفحص و لهذه اللحظة اتذكر هيئته الرزنة و وسامته لما رحب بيه ترحيب حار و طمئني ع صحتي بعد ما سوينه بعض الفحوصات سوه كال اني بخير و مجرد حالة نفسية وضغط ..

بعدها تبادلنه الارقام في حال احتاجني بقضية ماليه او شي و بالفعل بعد شهر من اخر لقاء النه ، التقينا و وكلني ببعض الامور القانونية الي تخص شركته جان عنده شركة و مذخر ادوية ، توطدت علاقتنا و صرنا اصدقاء و صاروا عدنا اصدقاء اخرين من طرفه و طرفي و صرنا نلتقي هواية بس الرابط بينه و بيني صار اقوى و صار يتصل عليه هواية و يحجيلي شصار بيومه و اني احجيله شصار بيومي الى ان اجه اليوم الي صارحني باعجابه و انو ميكدر يخفي هذه المشاعر و التأثير القوي بهاي العلاقة ، بس اني طلبت منه وقت نتأنى و ندرس مشاعرنه زين و نتأكد هل هذه مشاعر حب ام انبهار .. واني بطبعي انسانه احب الحقيقة ، احب الاشياء الي تدوم ماحب الشعلة الي تنطفي باول عاصفة ..

و هسه و بعد 6 اشهر مااكدر اسمي مشاعري تجاهه اعجاب فقط ، يمكن بدأت احبه و يمكن شي ثاني بس الاكيد مااكدر اعتبره صديق و ممكن كلش اتخيله شريك حياة و اكون سعيدة وياه ..

اتفقنا نلتقي بأحد المقاهي الي اختارها هو طبعاً و اني وافقت ..

صعدت السيارة. وحركت و انطلقت ، حاسه بلوية بمعدتي و فراشات ترفرف بقلبي و خايفة لا يخوني الجواب و ما توفق بوصف شعوري و مثل كل مرة هو يتفوق بكل شي بالاهتمام و الفعل و الكلام ..

واني ابقى مرتبكة و حمار خدودي فاضحني ..

وصلت و لكيته كاعد كبالي بنفس الطلة الحلوة و الانيقة و طبعاً لازم باقة الورد الاحمر الاحبة بايده ..

احمد انسان مرتب ، شكلاً و اسلوباً يعتني برشاقته و صحته و حتى بشرته انسان مُنظم بشكل فضيع 

ابيض بعيون بنية و شعر خفيف نوعاً ما و النظارة بصمته الخاصة و اني احبها ..

نظرته ثابته و صوته هادئ بشكل يعني ودك ما ترفع بصرك عنه و لا تمل من نبرة صوته و هاي كل مرة اعجب بي و بشخصيته اكثر واني غركانه بصفنتي بيه ، فززني صوته لمن حجه : حضرتج معجبة بيا 

هنا انتهيت من الخجل و حسيت اني شكد فضيعة لزمت خدودي صايره نار ، شجاني تسمرت بمكاني و ضليت اباوع مثل الهبلة ..

بعد ما كعدنا و تبادلنا اطراف الحديث و مثل ما توقعت طبعاً اعترفلي بمشاعره و انه حرفياً واكع بحبي و اني تقبلت اعترافه برحابة صدر و حسيتني طايرة فوك الغيم بهذه المشاعر ..

احمد انسان محترم كلش و نزيه و ما شفت فديوم تصرف مو لائق من عنده و هذا الي خلاني اتعلق بيه و احترمه ..

توجهت لشغلي و الابتسامة شاكه حلكي وخدودي موردة بحيث كل زملائي سألوني ها سارة شبيج ، حليانه ، فرحانه ، متفحة كل الكلام الايجابي الي تلقيته كان سببه المشاعر الايجابية الي حسيت بيها اني وياه ..

لوهلة خطر بابا على بالي و بدون اي تردد كلت اصارحه بكل مشاعري و بلي دار بيناتنا خلال هاي الاشهر ..

فزيت على ضربة خفيفة ع كتفي ..

التفتت و منو غيرها رند .. صديقتي و اختي الغالية و كاتمة اسراري ..

رند صديقتي تعرفت عليها هنا بالشغل و بالصدفة طلعت امها تعرف ماما الله يرحمها و جانوا صديقات و طبعاً رند من نفس ديانة ماما لذلك دايماً امها تذكرني بامي و اروحلهم كلش هواية بس علمود تحجيلي اشياء عن ماما و اكعد اتخيل شلون كان شباب ماما ..

ماما كانت شابة جميلة و طموحة درست هي و بابا نفس القسم و ثنينهم حبوا بعض بجنون و تزوجوا بصعوبة جداً ، اهل بابا بيبي وجدو يعني مجانوا معارضين بس المعارضة جتي من العمام و العشيرة لدرجه قاطعوا بابا سنين طويلة لحد ما توفت بيبي و على اثرها جدو رجعت العلاقات باعتبار بابا الابن الوحيد ، احنا عائلة عدنا مشاكل بالانجاب ، يعني مو عقم و انما خلفتهم قليلة و بالكوه هذا الي عرفته من بابا ..

بابا شخصية قوية و متسامح رجعت العلاقة بشدة بينه و بين عمامة بس ضلت اكو حزازية بينهم و بين ماما الله يرحمها ، اتذكر من توفت ماما جنا نروح و اسمع حجيهم و قصة معارضتهم لزواج بابا و انزعج هواية ..

اخر روحة رحت جنت طالبة اول كلية و سمعت حجي منهم بخصوص لبسي و شعري و شفت عدهم كم ولد حقنة و نظراتهم مزعجة فبطلت بعد ما رحت ..

و كل ما بابا يطلب مني اروح اتحجج بالدراسة و الشغل و غيرها ..

لحد ما سولفتله كل الي صار و طلب من عندي ان اتحلى بالثقة و الشجاعة و ما اتأثر بهاي السوالف دام ممسوية شي غلط بس اني طلبت منه ما يضغط عليه بالروحة و هو وافق ..

::

صافنة على مكتبي و افكر بالي صار اليوم و فجأة حسيت انقبض قلبي ماعرف ليش ترخصت من المدير و طلبت ارجع من وكت للبيت ، جريت تلفوني و اتصلت على بابا و جان صوته تعبان ، حطيت ايدي ع قلبي و سألته لو جان مريض او بي شي بس هو تحجج بالشغل و سبحان الله هم طلب مني ارجع بوجهي للبيت .

خفت و همست يا ساتر شكو ، سامع شي صاير شي ..

اخذت جنطتي و مفتاح سيارتي و مشيت لزمتني رند : شبيج سارة لونج مخطوف ..

لا ما بيه شي يمكن ، بس فجأة حسيت بتعب و كلت ارجع للبيت ارتاح ..

رند : ماشي يروحي بس توصلين طمنيني عليج ..

..

في المستشفى الساعة الواحدة ظهراً : 

دكتور محمود فاضل ، قطرات العرق حركت وجهي مدري ليش انقبض صدري و اني اشتغل بعملية هذه المريضة ، رغم اني خبرتهم نسبة النجاح قد تكون معدومة لكن اهلها اصروا ان يجرولها العملية و وصلت بيهم المرحلة هددوني ، شكد مسكينة هذهِ الانسانة عاشت و ماتت مسلوبة الارادة ، لحد الان اتذكر شكد ترجتني اقنع زوجها و اهله انه يتركوها تموت بسلام بين اولادها بس عبث حاولت اقنعهم ، اخيراً غادرت بسلام عند ربّ رحيم ارحم من اهلها ..

راحت و عينها مفتوحة و ما شبعانه من اولادها ..

اعلنت ساعة وفاتها و طلعت بخطوات مهزوزة ابلغ زوجها الي واكف و سلاحه مبين من قميصة ، رجليه بادت مو خوف بس هذه المريضة عزيزة عليه كانت شابة ببداية الثلاثينات و عندها طفلين جانت تحجيلي شكد تحب الحياة و متمسكة بيها رغم قساوة زوجها و عيالها و قوانينهم القبلية و اضطهادهم للنساء بس جانت متمسكة علمود اطفالها حاولت اسوي الي يطلع بيدي و انقذها من هذا الورم الخبيث ، نفسه الي خطف وصلة من قلبي زوجتي حبيبتي و ام بنتي بس ارادة رب العالمين غلبتني و اكيد الله اخذها لمكان افضل ..

..

طلعت و تجمهروا كبالي مثل الذئاب و كلهم صاحوا ها دكتور ..

نظراتهم ما تتفسر و واحدهم منتظرلي الزلة حتى يطلع تفكته و يبرز ذكورته بداخل المستشفى ..

صحت بنبرة منكسرة البقية بحياتكم و هذا امر ربنا ..

اكاد اجزم اني ما لمحت ذرة انكسار او قهر بعيونهم كل الي شفته هو اشكال السباب و الاهانة و الكفران و زوجها يتوعدلي بمصيبة و انه راح يكاومني عشائرياً و ياخذ من عندي بدل المرأة اربعه ..!

ضحكت بسخرية على الحال الي وصلنه الها بعد كل هذا العمر وهذه الخدمة و المهنة الشريفة ، تجي شرذمة من الناس تهددك بسلب روحك و عرضك و مالك !

راد يتهجم عليه و لزموه الممرضين و الحرس ، عفته و مشيت لو جان مقهور من قلبه كان عذرته بس اني و هو نعرف كلش زين هذه مسرحية كان هو الجلاد بيها و زوجته الضحية ..

:: 

رجعت للبيت منهك نفسياً مو اول مرة اشهد حالة وفاة مريض بين اديه ، بس هالمرة الوضع يختلف المريضة عاشت مظلومة و ماتت مظلومة حرموها حتى من رثاء لائق بيها !

درت مفتاح الباب و تلكتني بنتي و حضنتي ملهوفة ، استغربت من تصرفها باوعت بوجهها بنظرة طويلة و شفت ملامحها ما تتفسر كل ظني صاير وياها شي بالدوام استفسرت منها : خير بابا بيج شيء ؟

همهمت بقلق : هاا لا ، بس اشتاقيتلك مدري ليش ..

فدوة لريحانتي الحلوة الي تشتاقلي .. شكد لعد اني ابّ محظوظ ..

عيونها دمعت و همست : اني المحظوظة بيك بابا ❤️

صفنت عليها ، شكد ماخذة صفات من امها طولها الحلو و بياضها و ذيج العيون السود الي تحجي ..

و حتى احساسها و حدسها و اني واثق لهفتها عليه مو لهفة اشتياق بس بنتي حسّت اكو شي مو صحيح صار وياية اليوم ..

حسيتها تلوب و تريد تعرف اذا اكو شيء ، طلبت منها تحضرنا استكان جاي و كعدت اسولفلها الي صار ..

عصبت و لعنت هذا الشخص الي حاول يتجاوز عليه ، و توعدت برفع قضية اعتداء على طبيب اثناء تأدية الواجب وهي تتكفل بيها ، بس اني رفضت رفض قاطع ، اولاً اهل المريض الان بمصيبة و ما اريد ازيدها عليهم و ثانياً و الاهم مستحيل ادخل بنتي بصراعات مع هيج ناس ..

بعد كعده طويلة راحت نامت على مضض و اني هم حاولت انام و بصعوبة يله غمض جفني ...

بعد اسبوع 

سارة ..

كعدت الصبح دورت على بابا و لكيته طالع من وكت حاطلي ملاحظة ع الثلاجة انه اليوم يتأخر لان عنده اجتماع عائلي ويه عمامه ما استغربت بابا كل شهر يتواصل و يا ابناء العمومة مرتين تقريباً و يحضر كل مناسباتهم كلش قوت علاقتهم بالفترة الاخيرة و رغم اني بعيدة كل البعد عن هاي الجمعات بس افرح انه بابا كدر يرجع حبال الود ويه اهله و ابناء عمه و اولادهم بمثابة اولاده ..

تنهدت بحزن شكد جنت اتمنى عندي اخ يكون سند الي و لبابا و يشيل اسمه على كدما جنت اسمع كلامهم لمن يكولون : هسه لو عنده ولد بدل البنية بس احياناً اعذرهم و اكول اني هم محتاجة الاخ بحياتي ..

رغم بابا يتخبل من هذا الكلام و دايماً يكولي : انتِ عندي ب100 ولد و سند ..

اوف بابا حبيبي شكد احبك ..

بدلت شلون ما جان و بغير واهس طلعت لشغلي و هناك شفت سيارة غريبة طابكة على صفحة من البيت .. 

ما اهتميت .، شغلت سيارتي و توجهت لطريقي بس باوعت بالمراية السيارة تتبعني هنا رجف كلبي و معرفت شسوي ، بس اني بنت المنطقة و اعرف كل دهاليزها ، ضليت افوت بالفروع و من فرع لفرع تيهته ..

بس منا لما تيهته يمكن خسرت نص عافيتي ، منو هذا و ليش ديلاحكني !

شفت نفسي مالي واهس اروح لشغلي فكرت اغير طريقي و اتوجه لعيادة احمد ، اعرف اليوم يداوم من الصبح كلت اسويها مفاجأة اله ..

وصلت لعيادة احمد و جانت الدنيا الظهر بس الجو حلو 

ترجلت من سيارتي و صعدت اله ، السكرتيرة مموجودة اعرفها تجي بعد الظهر لذلك فتت بوجهي لغرفته و ياريت ما فتت على الشوفه الي شفتها ..

جان واكف و داير وجهه ع الجامة و بنية واكفه كباله و لافه ركبته بأديناتها ، جانت الوكفه كلش حميمية و ابد ما استحملت المنظر ..

انقبض گلبي و معدتي صارت تلويني و اجيت استفرغ !

تراجعت راساً ردت اطلع بس شافوني هي خجلت و نزلت ايدينها و هو ارتبك و ماعرف شيحجي بس كال سارة لا تفهمين غلط انتظري !

هي فتحت عيونها بصدمة عليه و اني نزلت دموعي رغماً عني محجيت ولا حرف بس ركضت مثل المجنونة و كأنه خفت لا احد يچلب بيه و يسحبني للداخل ،

صعدت سيارتي و داشغلها نزل هو و هي نزلت وراه ، توسل انزل الجامة حتى نحجي بس اني ابد ما التفتت عليه ..

صرخت : شلون يوم هذا ياربي حركت و مشيت بعيد و ماعرفت وين انطي وجهي .. 

حسيت الهوا تكسّر بصدري و هيج روحي تكطعت وصل ، ما هان عليه غير بس كرامتي و ثقة والدي بشجاعتي و حسن اختياري ! مالي حل غير ارجع للبيت ، جريت خيبتي و يايه و رجعت ..

وصلت و طلعت تلفوني من الجنطة لكيت عشرين مكالمة فائته من احمد و بابا و حتى رند 

همهمت شكو انتشرت خيبتي ع الاذاعات و ما ادري !!

رفعت بصري و اشوف نفس السيارة كبال بيتنا ..

اوووف ياربي هاي جتي من الله ع الله تمشيت باتجاهه السايق صافن بوجهي و ما توقع هالحركة مني ، الدنيا عصرية و هو مصعد الجامة دكيت بايدي حيل و كتله نزل الجامة شعندك واكف هنا و الصبح تلحكني ..

باوع عليه بنظرة استفزازية و حرك و مشي ..

اني خفت اتعور و بسرعة رديت ليورا..

فريت ايدي و دخلت بيتي ..

مدري ليش تذكرت ماما و كعدت ابجي ويا روحي لحد ما نمت و اجاني نفس الحلم هذا الشاب كلشي ممبين منه غير ظهره و طوله الفارع وشعره الاسود الكثيف ..

بعدين اندار الحلم و اكفه كبال مرايا ولابسه اسود و عيوني مورمه من البجي مدري شلون وكف بصفي و همس بأذني كلام ما اكدر افرزنه زين ..

التفتت عليه ماكو و التفتت للمراية هم ماكو ، بس احساسي يكولي هو يمي هيج من تحس اكو روح قريبه عليك حتى جلدك يقشعر من قربها ..

فزيت بشهكة و لكيت بابا يكولي اسم الله بنتي شنو كابوس ..

حضنته حيل و ضليت ابجي و اعترفت اله بكل الي صار ..

ابد ما لامني بالعكس كالي هذا درس و تعلمتيه مو كل شي يلمع ذهب ، طلب مني ارتاح و بعدين النه كعدة طويلة نحجي بهذا الموضوع ..عافني و كام و جان مبين عليه التعب و اني انوب زيدتها عليه بمشاكلي ..!

ثاني يوم رحت لدوامي و حاولت قدر المستطاع ما اخلي الانكسار يبين عليه ، سولفت لرنده الي صار و لامتني لان مجاوبته و فهمت منه الموضوع !

كلتلها انو الصورة جانت واضحة و ماكو انسان يسمح لانسانة تكون منه بهذا القرب اذا مكان بينهم شي ، و بعدين هي تعرف كلش زين اني ماعندي امور وسط يا ابيض يا اسود و ما انكر عصرة قلبي يمكن لان بديت احب احمد او يمكن لان انخذلت من اول تجربة او لان انوثتي انكسرت معرفت بوقتها افسّر شعوري بس شي بداخلي يريد يعرف ليش احمد سوه هيج و هو يحبني هذا الحب الجنوني و انتظرني كل هاي المدة حتى اقتنع !؟

مر اليوم بثقل و بواهس مكسور اشتغل فكرت انطي لنفسي راحة و ارجع للبيت استسلم للنوم عسى و لعل الملم شتات نفسي .. 

رجعت للبيت و لمن وصلت انخطف قلبي لما شفت هوسة السيارات ملتمة ببابنا ، نزلت من السيارة مثل المخبله و بداخلي اناجي ربي : دخيلك يا الهي كون بابا بخير ..

بيتنا جان كبير مدخلين مدخل صالة و مدخل مطبخ و حولي ، دخلت للطرمة و جان اكو كم شاب وجوهم مو غريبة متجمعين بباب الصالة من شافوني بهتوا و اني بدون مقدمات كلتلهم وين بابا ..؟

دافوت بينهم جرتني ايد على صفحة التفتت ولد شاب ملامحه مألوفة بالنسبة الي مدري وين شايفته ، كتله هدّ ايدي شدسوي !؟

همس باذني : نصي صوتج مدا شوفين منا زلم ؟

جرني دخلني للمطبخ و دخل وراية و سد الباب ..

فوتي غيري ملابسج !

انت منو ؟ و وين بابا !؟ جاوبني بي شي

قاطعني و يصر على اسنانه وعيونه تريد تنز من مكانها نصصي صوتج كلتلج ابوج بخير و كاعد بالصالة .

خليني اروح اشوفه ، اعترض طريقي و كال بحدة : انتِ بعقلج شي شنو اروح اشوفه ابوج و العمام و الدنيا كلها ملتمة و تريدين تفوتين بنصهم بهذا لبسج ؟

باوعت على نفسي بثقة و رديت استفسرت ليش شبي لبسي !

جنت لابسة بنطرون قماش اسود و قميص لبيض وخاله البنطرون فوك القميص و حاطة الستره على ايدي ..

صفن عليه صفنه طويلة و كمل : ماكو فوته للصالة و ابوج يطلع و يفهمج !!

طلع و سد الباب عليه و قفله من برا !!

هنا انصدمت من تصرفه ، هذا شبي ؟ حاجيت نفسي ياربي وين شايفته ؟! 

هذا الطول و الملامح الحادة مو غريبة عليه كأنو اعرفه من زمان ..

كعدت ع نار انتظر منا لما راحوا و دخل بابا ..

ركضت عليه حضنته و كتله الله يسامحك ، ليش هيج تخوفني عليك ..

حجه بعتب جان شفتي تلفونج كم مرة دكيت عليج ، الله يسامحج انتِ بابا قلقتيني عليج لحد ما اتصلت برند و كالت راجعه للبيت .

باوعت بتلفوني فعلاً جان اكو هواية مكالمات فائته من عنده و رسالة مضمونها : انو راح يجونه العمام و اكو شغله ضرورية ولازم ارجع من وكت للبيت 

ضربت راسي و اعتذرت منه و تحججت بالشغل !

سألته شكو و شصاير ، الي عرفته منه اهل المرة الماتت طالبين عطوة و كعدة عشائرية من بابا ..

بس بابا انت بلغتهم مخاطر اجراء العملية ، و هم اصروا 

يا بابا محد يعترف بهذا الكلام و هذولة ناس قتالين قتله 

و سألنه عليهم و سمعتهم ذائعة بالشر و مسنودين من جهات معينة ، مع ذلك محد اله حق يمي ..

بس القانون بابا ..

قاطعني : باباتي رادوها عشائر نرد عليهم بقانون العشائر !

شنو يعني ؟ استفسرت بعدم دراية

رادو عطوة ( مهلة و مفاوضات بين العشيرتين ) حتى نتوصل الى حل معين

عمامج يسدون عين الشمس لتخافين بابا محد اله حق يمي 

مدري ليش عصرني گلبي و حسيت الموضوع مارح يعدي على خير ..

بعد ايام 

بابا جان ماخذ اجازة من المستشفى و طول الوقت مشغول عني لو هو يروح لعمامنا لو هم يجون ، اني جنت اتجنب اطلع جان عدنا مساعدة هي تتكفل بالجاي و الماي و الاكل من برا مجنت متعودة ع هذه الاجواء 

و جنت اتهرب من لقاءهم بالعمل و فعلاً دفنت نفسي بالشغل حتى ما اتصادم وياهم ،

كم مرة صدت عيني بعين هذا الشاب يخزرني و انهزم من نظراته و احاول اتفاداه نظراته الي تجردني من كل شي مرات احس طالعه بدون ملابس كدما يدقق بكل شبر بيه بس مو نظرة خبيثة ولا فاسقة بس لا نظرة لحد هذه اللحظة معرفت افسرها شنو ؟ و رجعت اسأل نفسي مدري ليش شكلة مألوف الي لحد ما فضولي سمحلي اسأل بابا عليهم جانو اربع شباب كلهم بنفس العمر تقريبا فارق بينهم سنتين او ثلاثة و جان اكبر واحد بيهم جهاد .. 

اي هذا الحقنة طلع اسمه جهاد و يصير ابن ابن عم بابا الكبير و صديق عمره ناصر قبل لا تصير المشاكل القديمة و اخوه الاصغر مجاهد و قائد و قتيبة يصيرون ولد ابن عم بابا نصير  

بابا ماعنده اخوان و لا خوات بس عنده ولد و بنات عم ..

بالنسبة لبنات عم بابا متزوجين من غير عشيرة و عدهم اولاد و بنات هم بعمري و اكبر و اصغر مني الي عرفته متزوجين غربه علمود سالفة الخلفة ..

اما سبب وجه جهاد المألوف لانو من جنت اروحلهم بالاعدادية جنا نلتقي بأكثر من مناسبة لحد ما انقطعت عنهم وخلصت ..

صاحني باباد و طلب اكعد يمه لان عنده موضوع مهم 

اجيت كعدت و لازمة گلبي بأيدي لان اعرف مشكلة العشيرة بعدها ما انحلت دام العمام ما انقطعت رجليهم عنا و لا بابا رجع لدوامه طبيعي ..

محمود : بنيتي مثل متعرفين المشكلة تطورت و اهل المرحومة مناوين يتخلون عن شرهم ..

حجيت بسرعة : يعني كل كعداتكم بابا هاي و محليتوها 

محمود : بنيتي عرضنا عليهم كل حلول الارض بس الرجال مجلب بفكرة و هاي الفكرة ما اوافق عليها لو يكصون ركبتي ..

ششه بابا بعيد الشر ، فكرتيش هذه 

يردون من عدنا مرة : حجاها بتلعثم 

ضحكت باستهزاء غير لو عدنا نسوان اشو خلفتنا قليلة و اغلبها ولد !

حجه بابا بتعب : بس الرجال واثق من نفسه بحيث طلب هذا الطلب و يدري حاجته يمي !

صفنت شويه و فزيت و ايدي ع حلكي : عزا لا دكولها 

دنك راسه و كال : للاسف الرجال طلب المرة من عندي و اصراره العجيب يكول شايفج بس جهاد انطاه المقسوم و طيح حظه !

جهاد : همست بأستغراب !

باوعلي بابا نوب دنك راسه و همس : جهاد يريد يحميج 

وسعت عيني و صحت : شلون يحميني يعني ؟؟؟

ابو سارة :اسمعيني بابا مو وكت عصبيتج هسه احنه نريد حل سريع هذا شخص خطر و مستعد يسويها دموم !

كمت ع حيلي و كلي يرجف كررت السؤال : شلون يحميني يعني ؟؟؟

باوعلي بابا بعتب و حجه : يعقد عليج !

صرخت لا شعورياً : شلوووون! 

الفصل الثاني من هنا

تعليقات