رواية أخباءت حبه الفصل الاول بقلم محمد ابو النجا
أنا ساره فتاه في منتصف العقد
الثالث من عمرها ...
جميله كما يقول الناس ...
أعمل في مصنع قريب من المنزل ..
تزوج جميع أخوتي ولم يبقى
سواي ...
لذلك ظل العتاب بيني وبين أبي
وأمي دومًا كل يوم ...
لأني أرفض كل من يتقدم
لخطبتي ..
كنت في كل مره يتقدم أحدهم
لطلب يدى ..
أصر بأني لا ارغب في فكرة الزواج
الآن ...
كان رد غير منطقي بالنسبه لهم ...
وغير مقنع لفتاه في عمري ..
اوشك قطار الزواج أن يمر بها ..
ثم بدأت أبتكر لهم عيوب غير
موجوده في كل المتقدمين
للزواج مني ...
ولكن هذا أيضًا لم يقنعهم ...
ولا أحد يعرف السبب الحقيقي..
وراء كل ما أفعله سوى قلبي...
قلبى...
الذي يعرف حبي وحده حبى
لهذا الرجل ..
الذي لم ينتبه يومًا أو يرى
تلك المشاعر..
ربما حتى لا يعرف اسمي...
أو ملامحي ...
أحيانا أشعر بالحماقه والسذاجه والطفوله من مشاعرى المفرطه
لذلك الحب الذي يسكن في قلبي
انه شاب يدعى محمود
لديه ورشه صغيره للخراطه
بالقرب من منزلى ..
يفصل بيننا شارعين فقط ...
ورغم أنه ليس فى طريق عملى
إلا أننى كنت اتخذ مسار
ورشته للذهاب فى سبيل
رؤيته ...
وكثيًرا ما أخجل النظر إليه
حين تخطو أقدامى بالقرب منه ..
كنت أرتجف وقدماى
لا تحملانى من شده الخجل
وأللوم نفسي وأوبخها
إذن لماذا قطعت كل تلك
المسافه من أجل نظره واحده
لم تفعليها ..!
كم أنت غبيه...
وحمقاء ..وساذجه...
أعوام كثيره مرت على تلك
المشاعر المخبئه فى صدرى ..
أعوام كثيره من الصمت ..
أعوام كثيره لم أستطع عدها...
لم أهتم بعدد السنين...
كان الشاغل فقط لعقلى
هذا الحب...
الذي أشعر كل يوم بإحتضاره...
بين جدران قلبى...
ماذا افعل لينتبه...؟
كيف لى أن أخبره انني احبه ...!
وحده فقط من العالم الذى اريده ...
هو فقط من تعشقه عينى...
لقد حاولت البحث عن أي
معلومات عنه بحذر..
فسر حبه لا يعلم غيرى..
ولن يعلمه أحد...
هكذا هو قرارى...
وبعد محاولات عديدة..
لم أصل إلا للقليل من المعلومات
عنه..
اسمه محمود صبرى..
وليس متزوج ...
هذا هو الأهم...
هذا هو ما أسعدني
وأراح قلبي ونفسي ..
وأعطاني الأمل...
ولو قليل...
لدى رغبه ملحه فى كل صباح
فى مصارحته بمشاعرى..
التى فاقت الحد ...
ولكن كيف سيراني حينها...!
كيف سينظر لى ..؟
هل سأكون ضئيله وهشه
وأهنت نفسي...بيدى ...
أم أظل في صمت فيتزوج
غيري..
وأتزوج أنا غيره...!
لقد كانت أكبر حيره وعذاب
يعيشها مغرمه مثلى ..
عاشقه تحمل حب صادق
من أعماقها ...
دون إرادتها ...
أننى أموت كل ليله على فراشي
حزنًا...
كلما فكرت فيه ...
كلما تخيلته قد تزوج غيري ..
أحيانا أهمس بكلمات بيني
وبين نفسي..
وأعترف بحبه بين جدران
حجرتى...
وكأنى ادرب نفسي على لقاء
أشعر بأنه لن يحدث...
واليوم جاء أبي وأخبرني ...
بأن هناك عريس قادم
ليس فيه أي عيب مناسب
من كل الجهات ...
وهذه المره لا يمكن رفضه...
ولن يهتم بأن يأخذ رأى..
وسيجبرني على الموافقه ..
شئت أم أبيت...
وإن رفضت سيعلن غضبه
الحاد بعد ذلك ..
ولا أعلم ماذا سيحدث...!
ماذا أفعل لقد دخلت الى
منعطف خطير من حياتي..
وأنا لا أرغب في رجل سواه
لذلك أجمعت شجاعتي
واتخذت قراري...
وسأعترف له وسأخبره
مشاعري ...
ولا يهمني بعد ذلك أى شىء
يحدث ..
ولكن كيف يمكنني أن أقول
ذلك ..؟
هل أعترف بحبي له..!
لن يقتنع وسيقول بأنني فتاه
غير سويه أو مهذبه...
حتى جاءتني فكره شعرت فيها
بأني فتاه مراهقه وربما غبيه
وحمقاء ..
ولكن لم أجد غيرها تدور بعقلي..
حيث أحضرت ورقه قرمزية اللون.. وكتبت فوق سطحها كلمه واحده...
( احبك )
وذهبت في الصباح قبل أن
يفتح الورشه ...
ونظرت من حاولى
حتى أطمئن أن الشارع خالى
من أى أحد ...
ثم دفعت بها من أسفل الباب ..
وجريت مسرعه كالطفله
الصغيره..
لا أعلم هل ما أفعله خطأ
أم صواب...
أسبوع كامل وأنا أكتب
ورقه بنفس اللون كل يوم تحمل
نفس الكلمه ...
أحبك ...
وسألت نفسي هل يراها ...؟
هل يقرأها ..
أم تركلها قدماه دون ان يراها...
حتى جاء اليوم الذي اقتربت
فيه من باب الورشه
وجئت لوضع ورقه جديده
كعادتى..
وعليها نفس الكلمه كانت هناك
مفاجأه...
مفاجأة غير متوقعه ..
تنتظرني هناك ...
مفاجأة لم اصدقها...
مفاجأة صادمه...
لم يتخيلها قلبي...
او عقلي..