رواية الارواح المتناسخة الفصل الاول بقلم دعاء سعيد
فى منتصف الليل والهدوء يعم قصر الرواى ..واذا بالحاجة فضيلة تصيح منادية الخدم وهى لاتستطيع أن تتنفس ...(((إلحقونى ..ألحقونى بتخنق............
فاسرع كل من فى القصر لمساعدتها ....واذا بها قد فقدت وعيها.....فحملوها مسرعين واستقلوا سيارة القصر متجهين نحو المشفى .....
بالمشفى اسرع الأطباء لفحص الحالة فور وصولها وتم تشخيصها بذبحة صدرية غير مستقرة وتم عمل اللازم للحالة من فحوصات وتحاليل ووصف العلاج المناسب حتى استقرت الحالة ...وما ان اطمأن الخدم ع حالة سيدة القصر حتى اسرع عم سيد مدير القصر بالتواصل مع
أدهم ابن زوجها والمسئول عنها لاخباره بما حدث...
_(((الو..أدهم بيه ...انا سيد ...)))
_(((اهلا ياعم سيد ...إيه الأخبار عندكم ...ماما فضيلة كويسة ...؟؟؟))))
_(((الحقيقة يا آدهم بيه ،الحاجة تعبت فى نص الليل ونقلناها المستشفى....)))
_(((تعبت!! تعبت ازاى.؟؟؟.وانتم فى مستشفى ايه؟؟؟)))
فأخبره عم سيد باسم المشفى....
فاجابه أدهم...(((هاحجز اول طيارة واجيلكم ع طول....خلوا بالكم عليها ....))))
كانت الحاجة فضيلة فى العناية المشددة تتلقى العلاج اللازم تحت إشراف مجموعة من الأطباء...
ولكن الطبيبة المسئولة عنها مباشرة هى الطبيبة حنين ...وهى من اكفء اطباء المشفى رغم صغر عمرها بالنسبة لبقية أطباء المشفى
حيث تتعامل مع المرضى كما لو كانوا أفرادا من اسرتها....
فلا تكتفى بالمتابعة الطبية ،بل تتابعهم نفسيا وعاطفيا
فهى محبوبة بين المرضى ولكنها فى نفس الوقت لم تكن تجيد التعامل مع أقارب المرضى وخصوصا الرجال فهى مقتضبة فى الحديث معهم مهما بلغت مكانتهم.....
وما ان وصل أدهم إلى المدينة حتى اسرع إلى المشفى ليطمئن ع زوجة ابيه والتى تعتبر فى مثابة أمه فهى من قامت بتربيته بعدما انفصلت أمه عن ابيه وتركته.....
اسرع أدهم إلى العناية ليطمئن عليها كما أخبره عم سيد ..فما ان وصل حتى أبلغوه انها تم نقلها لغرفة عادية نظرا لتحسن حالتها ....
ذهب أدهم إلى الغرفة فوجد الطبيبة تفحصها وتراجع علاماتها الحيوية..فانتظر ع باب الغرفة حتى تنتهى وظل يراقب الطبيبة دون أن تراه وينصت إليها وهى تتحدث بلطف مع زوجة أبيه وقد بدا عليه الإعجاب بها ...فما ان انتهت حتى تحدث قائلا...
(((أيوة ياست ماما ...حظك من السما ان دكتورة لطيفة جدا هى
اللى بتابع حالتك.....)))
ما إن سمعت حنين صوته وكلامه حتى التفتت اليه فجأة وقد بدا عليها الغضب مما قال فأخذت ترمقه بنظرة حادة ولكن فى نفس الوقت كان يبدو ع وجهها استفهام حول من يكون هذا الشخص؟؟؟.......
أسرعت الحاجة فضيلة بالرد....
(((معلش يا داكتورة حنين ...اصل آدهم ابنى بيحب الهزار))
ثم نظرت اليه قائلة....(((تعالى يا آدهم ..ادخل لما اعرفك ع الداكتورة حنين ...)))
فى نفس اللحظة وقبل أن تكمل الحاجة لطيفة كلامها انتفضت حنين مستأذنة فى الذهاب وهى لاتزال تنظر لآدهم دون أن تتفوه بأى كلمه حتى غادرت الغرفة....
جلس آدهم مع زوجة ابيه يطمئن عليها ويضاحكها ...
(((ايه ياستي.....عايزة تعرفى غلاوتك عندنا...مانتى عارفة انى ماليش فى الدنيا غيرك و....)))
فقاطعته الحاجة فضيلة قائلة..(((ووالدتك يا آدهم ...ماهى بتحاول تقابلك ياابنى وانت اللى رافض... )))
رد آدهم وقد بدا الغضب ع وجهه ....
(((انتى اللى والدتى ومعرفش غيرك ...وأرجوكى يا أمى متفتحيش الموضوع ده تانى معايا خالص .....انا همشى دلوقتى وهجيلك بكرة بإذن الله.....مش هتعوزى حاجة !!!...)))
اجابته...((تسلم ياحبيبى.....)))
خرج آدهم من غرفة الحاجة فضيلة واخذ ينظر فى أروقة المشفى أثناء سيره بحثا عن الطبيبة ليحاول الحديث معها ثانيا والاعتذار لها عما بدر منه فى الغرفة من كلام، لكنه لم يجدها ....
وفى اليوم التالى حضر آدهم للمشفى للاطمئنان ع زوجة ابيه عازما ان لايعود دون أن يتحدث مع الطبيبة ولكنه لم يجدها أيضا.....فبدأ يسأل عنها الممرضات متعللا بأنه يريد الاطمئنان ع حالة والدته....ولكن وجد ان الممرضات لايعرفن الكثير عنها فهى تأتى لمتابعة الحالات ولا تتحدث كثيرا مع أحد إلا فى نطاق العمل ومتابعة الحالات.........
فلايعرفن أين تذهب فى وقت راحتها ....
جاء اليوم الثالث وآدهم حضر للمشفى للاطمئنان ع زوجة أبيه والبحث عن الطبيبة الغامضة ...فحاول أن يعرف عنها اى شئ من زوجة أبيه الا انها لم تخبره سوى أنها طبيبة بشوشة ومتميزة فى عملها تأتى لمتابعتها كل يوم ..ولكنها لا تعلم عنها اى شئ آخر ..وبينما آدهم يتحدث عنها مع زوجة أبيه اذا بها تدخل عليهما الغرفة قائلا...
(((مساء الخير ..ازيك ياحاجة فضيلة عاملة ايه النهارده!!)))
فتجيبها وهى مبتسمة ...
(((الحمد لله ياداكتورة حنين ..تسلمى يارب))
فدخلت الطبيبة لمباشرة عملها وطلبت من آدهم بلهجة حاسمة مغادرة الغرفة ...فخرج آدهم وقد ارتسمت ع وجهه ابتسامة انه أخيرا التقى الطبيبة....
فما ان خرجت حنين من الغرفة حتى وجدت آدهم ف انتظارها ويريد التحدث معها ...ثم عرض عليها الجلوس معا فى كافتيريا المستشفى...فقبلت حنين وذهبت معه ..وما ان جلسا حتى بادرته حنين بسؤال مفاجئ ...
(((خير يا استاذ آدهم ..بتسأل عليا كل اللى فى المستشفى ليه؟؟؟)))
تعجب آدهم من كلامها واراد ان يرد على صراحتها بصراحة أقوى....فسالها وهو مبتسم
(((دكتورة حنين تقبلى تتزوجينى........... ..