رواية قلب حبيبي الفصل الخامس والعشرون والاخير
في منزل العزيزي
دخل مروان الي حديقة القصر بالسيارة ، فترجل مازن منها مسرعا ، ومشي يعدو الي داخل المنزل ، واسرع الي غرفة والدته ، جلس بجوارها علي الفراش يأخذها بأحضانه وهو يبكي علي الألم الذي تسبب به لها ، رفعت صفية وجهها تنظر له بأشتياق كبير وكأن عمرا طويلاً مرا دون أن تراه هالها شحوب وجهه وهزل بنيته ، بكت أيضاً على ما تسببت به من ألم له، ظل مازن يحتضنها وهما يبكيان سويا ، شاركهما في البكاءمريم ومروان أيضاً في البكاء تأثراً برد فعلهما ،
ربت مازن علي ظهر والدته وسار يمسح عليه صعودا وهبوطا وهو يطيب خاطرها بكلامه .
مازن: حقك عليا أنا يا ست الكل أسف أني كنت السبب في زعلك وتعبك
صفية: أنا اللي أسفه يا حبيبي ونور عيوني أني مفهمتكش وضغطت عليك تعمل حاجه غصب عنك متزعلش مني
مازن وهو يقبل رأس والدته: لا يا أكبر نعمة في حياتي كلها متتأسفيش أنتي مش غلطي أنا اللي غلطان بس صدقيني أنا لو مكنتش تعبت بعد ما روحت مطروح كنت رجعت تاني ونفذت كلامك حتي لو غلط لأني عارف أن مفيش حد هيحبني قدك ولا يخاف على مصلحتي قدك أنا حقيقي أسف
مريم بتأثر: يعني أنت مش زعلان مني أنا ومروان يا ميزو
مازن وهو يفتح ذراعه الأخرى لها: تعالي في حضني الأول عشان وحشتيني قوي يا روح قلبي .
أرتمت مريم بحضنه ، قبل مازن رأسها وهو يشدد من أحتضانه لها
مازن: أنا عمري ما أزعل من حد منكم أنتم كل اللي ليا في الدنيا ربنا يخليكم ليا وميحرمنيش منكم أبدا
صفية وهي تقبل وجنته: ربنا يخليك أنت ومريم ومروان ويامن ليا ويجعل يومي قبل يومكم
مازن: ربنا يخليكي لينا لغاية ما تشوفي أحفادك وتفرحي بيهم كمان
مريم ومروان معا : أمين يارب العالمين
مازن وهو يضع يده على بطن مريم: أن شاء الله أول حفيد لعيلة العزيزي حيوصل أمتي
مريم وهي تضع يدها فوق يده: أن شاء الله كلها أربع شهور الأ كام يوم وتلاقيه بيوءوء ليك هنا عشان تشيله ويزهقك في عيشتك
مازن بضحك : بس يشرف هو حبيب خالو وأنا هشهيصوه حب ودلع وكل حاجه ملكيش دعوه أنتي
مريم: ربنا يبارك فيك يا قلبي
مازن متنحنحا: ماما مروان مريم أنا قررت أني أخطب تالا بناء على رغبتكم
نظر الثلاثة لبعضهم بحيرة أخرست ألسنتهم فلم يقوا علي النظر بوجهه فا بقيت نظراتهم مسلطة لأسفل
استغرب مازن من حالة جمودهم الصامت المسيطر عليهم فسأل والدته
مازن : في حاجه يا ماما
صفية:___________________
مازن ناظراً لمريم ومروان: هو في حاجه يا مروان أنت وأنا معرفش
مازن : في حاجه يا مريم
صمتت مريم بينما تلجلج مروان في حديثه
مروان : أ اااا أص .... أصل
يامن والجاً من الباب بعد أن استمع الي اخر حديثهم: أه فيه يا مازن فيه أن تالا بقت مراتي
صدمة أحتلت مازن قلبا وقالبا ، غير مستوعب ما نطقه يامن تواً عن أي زواج يتحدث ، يامن تزوج تالا ، رددها بداخله كثيرا عله يتقبلها ، حتي يترجمها له عقله ، فيفهم معناها جيدا ، حالة من الجمود سيطرت عليه أيضا ، وشرد بعيدا عنهم بخياله ، يتذكر كلمات الحب التي كانت تغدقها به تالا ايعقل أن تكون كاذبة الي هذه الدرجة ، أكانت تتلاعب به وبمشاعره وعندما صدها ، أتجهت ليامن صار يهز رأسه يميناً ويساراً ،
تجمعت الدموع بعينيه وهددت بالنزول أمامهم ، فقام منتفضا من جلسته بجانب صفية ، لكي يختلي بنفسه يذرف الدموع علي جرحاً جديد وفراق جديد أيضا ،
تمسكت صفية بيده ترجوه أن يجلس حتي توضح له حقيقة ما حدث ، ترجتها عينيه أن تتركه حاليا فهو لن يحتمل أن يبكي أمام أحدا منهم فراق حبيبه مجدداً ،
فهمت والدته توسلات عينيه تركت يديه سار مسرعا خارج غرفة والدته ، الي سجنة ومكان عزلته الي غرفته المكان الوحيد الذي شهد علي ضعفه وبكائه علي حبيبه فارقته رغما عنها ، واليوم سيشهد هذا المكان بكائه مجددا علي حبيبه أخري فارقته لكن بأرادتها ،
دخل مغلقا الباب خلفه وجلس ورائه يبكي علي حياه ضاعت منه قبل أن يعيشها أو يخطو خطوة واحدة بداخلها
في غرفة صفية
مروان منفعلاً علي يامن: في أيه يا يامن داخل علينا كدا حتي مفيش سلام عليكم أيه يا أخي راعي أننا كنا طالبين أيد تالا لمازن كنت استني لما نفهمه أيه اللي حصل
يامن: عاوزني استني ايه يا مروان لما ياخدك وتروحوا تتقدموا فعلا لمراتي
مروان بغضب: أنت أيه مبتفهمش مخك وقف خلاص ومين هيسمح أنه يروح يتقدم لواحده مكتوب كتابها أنا بقولك كنا هنفهمه اللي حصل براحة بس أنت زي ما تكون قاصد أنك تجرحه وتحسسه أنك خطفت منه تالا
يامن بانفعال: أنا مخطفتش تالا هو اللي مرضاش بيها يبقي يتجرح ليه ولا يزعل ليه أصلا
صفية بحده: خلاص أنتوا الأتنين كفايا هتتخانقوا وانا قاعده
مروان مستغفرا: استغفرالله العظيم أنا أسف يا ماما صفية
يامن : أسف يا عمتي بس كلام مروان نرفزني
صفية: ياريت كل واحد يروح أوضته يلا يا مريم خدي جوزك وروحوا اوضتكم جوزك راجع من طريق طويل وعايز يرتاح وأنت يا يامن روح أوضتك دلوقتي وسبوني عشان ضغطي ميعلاش عليا تاني .
أنصرفت مريم ومروان الي غرفتهما ويامن ايضا ، حاولت صفية النهوض من فراشها واستقامت بصعوبة متغلبه علي دوارها وسارت خارج غرفتها وهي تستند علي الحائط حتي وصلت إلى غرفة مازن ، دقت بابها وهي تنادي علي مازن بصوت منخفض بعض الشئ لا تريد أن يسمعها أحد
صفية: مازن حبيبي رد عليا
لم يأتيها رد مازن ، فأعادت النداء عليه مرة أخرى وصوتها متحشرج بالبكاء
صفية: رد عليا يا قلب أمك أنا السبب أنا اللي غلطانه أني استبقت الاحداث بس كنت عايزه أفرح بيك واطمن عليك زي كل أم عايزه تتطمن علي ضناها حقك عليا يا نور عيوني ،
فتح باب الغرفة ليظهر مازن من خلفه بعيون صارت مثل الجمر المشتعل من كثرة ما ذرفت من دموع ، دخلت صفية مغلقه الباب خلفها ثم أخذت مازن في أحضانها تمسد علي ظهره ، عانقها مازن كطفلاً صغير يحتاج إلى حضن وحنان والدته يتلمس فيها الدواء لجرحه الذي فتح من جديد معلنا بداية عذاب جديد ،
جلست صفية علي الأريكة وهي تجلس مازن معها لكي يهدأ وتستطيع أن تسرد له ما حدث صفية: اسمعني يا مازن كويس في اللي هقوله صحيح أن يامن كتب كتابه علي تالا بس تالا بتحبك أنت وعايزاك أنت صدقني يا حبيبي أنا ست وميفهمش الست إلا ست زيها اللي حصل أن آسر أخوها هو اللي غصابها لما حس أنك مش عايز تالا واحنا فرضناها عليك فحب يبين للكل أن أخته غاليه ومش هيسمح أنها تبقي مفروضه علي حد مهما كان
مازن: خلاص يا ماما الكلام دلوقتي ممنوش فايده اللي راح راح وربنا يسعدها مع اللي أختارته بمزاجها
صفية: حرام عليك يا حبيبي متظلمهاش هي عليه غصب عنها
مازن بحده: كان المفروض ترفض وتقف قدام الدنيا كلها وتقول لأ لو بتحبني زي ما كانت بتقول
صفية بهدوء: عارف يا مازن تالا كان ممكن تقف قدام الدنيا كلها وتقول لأ بس لو شافت منك أي أمل تصبر نفسها بيه تدي روحها بيه طاقة إيجابية بس ازاي هتقول لأ وأنت كنت بتعملها أسوء معاملة عشان تبعدها عنك لأنك خايف تقع في حبها البنت مشفتش منك غير الكره يا مازن وجيت أنت كملت علي أخر أمل باقي عندها وخذلتها ومروحتش معانا لما روحنا نخطبها ليك
مازن بندم وهو يحتضن وجهه بكفيه: أنا مخذلتهاش لروحها يا ماما أنا خذلت نفسي كمان لما ضيعت حب صادق كان ممكن يطيب جراحي
صفية بحزن: أن شاء الله ربنا يعوضك بأحسن منها وبكرة تقول ماما قالت
مازن ناهضا من مكانه: مفتكرش يا ماما أنا خلاص قفلت باب الموضوع ده نهائي
أتجه مازن الي حمام غرفته وخرج منه بعد أن أزال أثار البكاء من وجهه بالماء وأرتدي سترته وأخذ سلسال مفاتيحه وخرج من غرفته دون كلام ، اسرعت صفية خلفه
صفية: رايح فين تاني يا مازن
مازن مطمئناً أياها: متخافيش يا ماما رايح مشوار كان لازم أعمله من زمان لازم اريح ضميري عشان ارتاح من عذابه ليا
غادر مازن بسيارته محيط قصره وصفية تنظر في أثره من شرفة غرفتها وهي تدعوا له
صفية: يارب ريح قلبه واكتبله الأحسن عندك يارب أنا راضية عنه فا ارضي عنه يا الله
في منزل تالا
وقفت تالا بغرفة أعداد الطعام بسعادة لا تعلم مصدرها فقط تشعر أنها سعيده قلبها يخبرها أنه بخير وهذا كل ما تريده حاليا فقط يبقي بخير ،
دخل والدها عليها وهي تضع الطعام علي الموقد وأبتسامة عريضه تزين ثغرها تعجب حسين كثيرا فهي لم تبتسم هكذا منذو فترة كبيرة ، التفت تالا لتحضر وعاء الملح وجدت والدها يقف خلفها شاردا وهو يتأملها ، فرقعت تالا بأصباعيها أمام وجهه
تالا: مالك يا سونسن واقف سرحان كدا ليه
حسين منتبها لها: مفيش أصلي شايفك مبسوطة وسعيده كدا ودي أول مرة أشوفك سعيدة من فتره طويله
تالا بخجل: مفيش يا بابا أفتكرت حاجه فرحتني
حسين: ويا تري أيه هي الحاجة دي يا تري
تالا بكذب: أفتكرت ماما الله يرحمها لما كانت بدخلني معاها المطبخ
حسين متفرسا وجه تالا: ميزتك أنك مبتعرفيش تكدبي يا تالا بس أنا هعديها بمزاجي طالما مش عايزه تتكلمي
تالا : صدقني يا بابا مفيش حاجه غير كدا
حسين: ماشي يا تالا مصدقك قوليلي بقي عماله لينا أكل أيه
تالا: بسلة ورز بشعرية ولحمة وسلطة وشوربة شوفان
حسين: الله الله ايه الإبداع ده كله تسلم ايدك يا حبيبتي
تالا بأبتسامة: تسلميلي يا حبيبي ساعة واحدة والأكل يجهز
حسين: ماشي اعمليلي القهوة بتاعتي من فضلك وهاتيها ليا في الصالة
تالا: خمس دقايق وتكون عندك يا سونسن
حسين وهو يغادر الغرفة: يا بت عيب سونسن دي أنا كبرت علي الدلع ده
تالا: عمرك ما هتكبر علي دلعي أبدا يا سنسونه ياقمر أنت
حسين: ماشي يا توتي يا حبيبتي بسرعة هاتي القهوة
تالا: حالا اهوه في ثانية
في احد الكافيهات المطلة علي النيل جلس يامن وآسر يحتسيان مشروبهما البارد
آسر: خير يا يامن في أيه اتصلت عليا جبتني من الموقع علي ملي وشي أيه اللي حصل
يامن: أسف بحسبك خلصت شغل قولتاتصل عليك تقعد معايا نشرب عصير فرش سوي
آسر: يامن من غير لف ودوران قول في أيه
يامن زافرا بقوة: أنا عايز أعرف تالا لما باجي عندكم بتقعدش معايا لروحنا ليه مش عارف اتكلم معاها كلمتين علي بعض دي حتي بترفض تسلم عليا وأنا جوزها
آسر : اسمعني كويس يا يامن تالا أختي خجوله جدا وهتاخد وقت لغاية ما تاخد عليك فا واحده واحده وبعدين يا سيدي الكلمتين المحشورين في زورك ليها أجلهم لبعد الجواز عشان أنا مش هسمح بانفراد ما بينكم حتي وانت كاتب كتابها
يامن بغيظ: تصدق قفلتني منك بعد محشورين في زورك دي قوم ياض من هنا قال وأنا اللي جايبك تعقل أختك وتقنعها نخرج سوي ولا تقعد معايا لوحدنا طلعت أفظع منها تلاقيك أنت اللي مواصيها
آسر بضحك: أي خدمة يا كبير هو أنا ليا بركة إلا أنت
يامن بغيظ: تصدق بالله كلمه كمان وهحدفك في النيل فاهم
آسر كابتنا ضحكه: حاضر خلاص مش متكلم
يامن بخبث: علي فكرة عمتي عيانه ولازم تالا تيجي تزورها ولا عايز عمتي تزعل منها
آسر: أيه طب ما قولتش من زمان ليه وأحنا كنا زورناها
يامن: أديني قولتلك أهوة
آسر: ماشي هجيب تالا واشوف بابا لو يقدر يجي معانا نشوف طنط صفية ليها معزه كبيرة عندنا كلنا
يامن : ماشي هتيجوا أمتي
آسر: أحتمال النهاردة أو بكرة بالكتير هو مازن لسه مرجعش
يامن بكذب: لسه مرجعش ما هو ده سبب تعب عمتي
آسر: ربنا يرطعه بالسلامة عشان خاطر طنط صفية دي متقدرش تعيش من غيره
يامن : فعلا عندك حق متقدرش تعيش من غيره
في مكان ما
وقف مازن يحاول منع دموعه من الهبوط لم يستطع وهو ينظر لشاهد قبرها وتلك اللوحة الجيرانيتية المزخرفة التي نقش إسمها عليها وكأنها نقشت علي قلبه هو وليس اللوحة رفع يديه يدعو لها بالرحمة ويقرأ ما تيسر من القرآن الكريم علي روحها وبعد انتهائه
جلس أمام قبرها علي مقعد خرساني عريض مغطي بالرخام وتحدث مع تولين بصوت مسموع
مازن: أنا أسف يا تولين أسف يا حبيبتي عارف أنك زعلانه مني أني نقضت عهدك وخونت حبك وحبيت غيرك ضيعتك من إيدي في الدنيا وكمان مش هتكوني من نصيبي في الأخرة صدقيني غصب عني معرفش حبيتها أزاي وأمتي كل اللي أعرفه أني لاقتني بحبها لأنها شبهك طيبه وحنينه ووديعه زيك هي صحيح شرسه شوية عنك بس أنا عشقت شرستها دي وعشقت كل حاجه فيها بس ياريت عرفت أحافظ عليها ضيعتها من إيدي فضلت أكابر أكابر لغاية ما تعبت وكلهم كانوا عارفين أني بحبها كان باين قوي عليا عشان كدا كانوا عايزين ياخدوا الخطوة دي بدالي لكن بغبائي ضيعت أخر فرصة ليا معها مش عارف اعمل ايه وهعيش أزاي بعد ما قلبي حبها وبقت من حق واحد تاني عايز أصرخ للدنيا كلها واقول دي حبيبتي دي بتاعتي أنا تخصني أنا بس أزاي وهي مش من حقي سامحيني يا تولين وبتمني من ربنا أن هي كمان تسامحني علي كل جرح جرحته ليها
وجد مازن من يضع يده على كتفه التفت له وجدها شيخاً كبير بلحية بيضاء جلس بجوار مازن وهو يبتسم ابتسامة متسامحة
الشيخ: تسمحلي أقعد جنبك يابني
اومئ مازن برأسه له
الشيخ : مالك يا بني بتبكي ليه
مازن بتنهيده: مش مرتاح يا شيخ في حياتي الشيخ وهو يهز رأسه: ومين فينا مرتاح في الدنيا كلنا بنعاني فيها كل واحد علي قدر أبتلائه
مازن: عندك حق يا شيخ كلنا بنعاني بس ليه مش بنلاقي الراحة
الشيخ: الراحة يابني مش وجدت في الدنيا راحتنا في الآخرة وعملنا الصالح اللي بيرفع درجتنا في چنان الله
مازن : ونعم بالله يا شيخ فعلا دنيتنا مفيهاش راحة
الشيخ بأبتسامة: بس أحنا في إيدنا نخلي حياتنا جنة
مازن: أزاي يا شيخ
الشيخ: بتقربنا من ربنا وعملنا الصالح نكتر من الزكاة والصدقات ونلتزم بصلاتنا ونوافلها نحب الخير للناس كلها ومنتكلمش علي حد في غيابه بسوء صدقني يا ابني لو التزمنا بدينا الحنيف هنلاقي الراحة
مازن: عندك حق يا شيخنا ربنا يكرمك من فضله
الشيخ: قولي مشكلتك أيه يابني
مازن زافرا براحه احس بها : هحكي ليك يا شيخنا عشان أرتحت معاك في الكلام
قص مازن عليه منذو طفولته الي اللحظة التي يجلس معه فيها
الشيخ بأبتسامة رضا: أنت مخلص قوي يا ولدي وده ميزة فيك قليل لو لقيتها في حد دلوقتي بس أنت ربنا هيراضيك من وسع صدقني وبالنسبة للعهد بينك وبين زوجتك المتوفاه ده مش اسمه نقض لعدها لما حبيت غيرها لأنها ميتة أصلا والوعد بينتهي بموت أحد الطرفين بس مش معني كدا أن لو حد أمن حد على سر يسوء سمعته أن لما الشخص ده يموت اروح أتكلم بقي وأقول ده عمل وسوى لا في الحاله دي لازم احفظ وعده بكتمان السر لأن رسولنا الكريم وصانا بذكر محاسن موتانا فقط معني كلامي لو الوعد أو العهد ده مش هتأذي بيه حد زي حالتك كدا أنك كنت خايف تحب وتجوز تاني لتكون بكدا بتخون عهدك مع زوجتك فا احب اقولك أنك كنت غلطان ولازم تسأل شخص يكون علي علم بأمور الدين عشان تعرف أنت بتتصرف صح ولا غلط
مازن : خلاص الكلام ملوش لازمه هي خلاص بقت لغيري
الشيخ: ودي عايز انبهك ليها أوعاك تبص لحاجه مش من حقك ولا تجور علي حق حد
نظر مازن أمامه بشرود : حاضر يا شيخنا هاخد بنصيحتك
أخرج مازن من جيبه عدة ورقات نقدية ودسها بيد الشيخ الذي حزن من فعلة مازن كثيرا
الشيخ: لا يا ولدي خلي فلوسك لحد محتاجها اني غني بفضل الله عليا دور علي المحتاجين ودول مفيش أكتر منيهم في زمنا ده
وقف الشيخ وربت علي كتف مازن وهو يبتعد قائلا
الشيخ: استودعك الله الذي لا تضيع ودائعه
أبتعد الشيخ عن مرمي نظر مازن ورجع مازن ينظر لقبر زوجته مرة أخرى .