رواية نوح والامانه الفصل الثالث والثلاثون والاخير
بعد اسبوعين من عودة اسامة وخديجة الى الموقع
كانت امانة قد انتهت من جلسات العلاج الطبيعى وعادت حركة ذراعها الى ماكانت عليه بشكل كبير
وكان حمل نيللى يسير بشكل طبيعى وسط رعاية ابويها وزوجها الذى كان يتعامل معها بكل حب وهوادة
اما ايمن ونيرة فكانا فى عالم اخر ، فقد فاجأ ايمن والده بأنه سينضم اليه فى العمل ، ولكنه فى البداية سيكون بشكل غير منتظم حتى يستطيع التوفيق بين عمله مع والده وبين عمله الخاص ، وكم كانت سعادة والده بهذه الخطوة التى اعتبرها بداية جديدة ستضيف لرصيد الجميع ، وكانت نيرة تتأكد يوم بعد الاخر انها احسنت الاختيار عندما طاوعت حدس قلبها وتزوجت ايمن ، فكان نعم الزوج والسند لها ، خاصة عندما اوفى بوعده واصطحبها لمزرعة نباتات الزينة الخاصة باصدقائه وعندما اعجبتها الاجواء ووجد حماسها الكبير للفكرة ، قام بتكليف صديقه بان يشترى لهم مزرعة صغيرة بالقرب لكى تتولى نيرة رعايتها
وكانت مشاكسات اسامة وخديجة لاتنتهى ، فلا يملون من مشاكساتهم التى كانت تزيد حبهما واقتراب كل منهما من الاخر
اما نوح فكان يسابق الزمن لكى ينتهى من تسليم الجزء المتفق عليه فى جدولهم الزمنى حتى يتمكن من اصطحاب امانة فى اجازة لاتمام زواجهم والذى من المنتظر ان تكون بعد اسبوع اخر .
فى مكتب الموقع
نوح : كده خلاص يا اسامة ، القسم الخارجى مافاضلش غير التشطيبات الداخلية ، وانت معاك التصميمات بتاعة نيللى ، انطلق بقى
اسامة : ماتقلقش ياعريس ، كله هيبقى تمام
نوح : لا ..اقلق ياحبيبى ، عاوز اخد الاجازة
اسامة بمرح : انا مش عارف مستعجل على ايه ، بكرة تقول ولا يوم من ايام العزوبية
كانت عبارته اثناء دخول خديجة لتسرع بلدغه من ذراعه ليصرخ متأوها ، لتقول خديجة بتنمر : سلامتك ياحبيبى ، ايه ايام العزوبية قرصتك واللا ايه
اسامة وهو يدعى البكاء : لا ياحبيبتى ، ده العودة الى الواقع
خديجة بغيظ : اهو كده ياحبيبى شاطر ، خليك فى الواقع كده على طول عشان جسمك مايزرقش
امانة شاهقة بضحك: لاهو انتى بتقرصى الواد كل مايحاول يفكفك عن روحه بكلمه
خديجة : لا ، ماهو مش كل الفكفكة يا امانة ، اسمعى منى واتعلمى
نوح بهمس مسموع لامانة بمرح : انا بقول نقطع علاقتنا بيهم
اسامة : الله ، طب وانا مالى يالمبى ، هو انا هتقرص واتقاطع كمان
نوح : انا بقول تركز فى شغلك ياحبيبى عشان نخلص
اسامة بامتعاض وهو يتجه للخارج : واحدة تحمل ..وواحد يتجوز وياخد فى ايده التانية وانا كل حاجة تبقى فوق دماغى
ليجذبه نوح مرة اخرى من الخلف وهو يقول بتوعد : ليلتك بالوان الطيف ، انت بتقر على جوازنا من قبل حتى ماناخد الاجازة ، طب مانا واختك ياواطى كنا شايلين الشغل وانتم كلكم فى الهانى موون ، اتكلمت انا …اشتكيت ….قريت ، طب ع الاقل انت حاتم هيبقى مراعيك وهيجيلك ، خلى عندك رحمة
اسامة وهو يدعى البكاء ويجرى من امامه : انا هقول لهدى انك بتزعقلى ، وانى هخاف على امانة منك
خديجة لنوح وهى تخرج خلف زوجها : اخص عليك يانوح ، كده تخليه يعيط
ليضحك نوح وامانة بينما يقول نوح وهو يجذب امانة تحت جناحه : الا صحيح ممكن تخافى منى فى يوم من الايام
امانة بخجل : حد يخاف من روحه برضه
ليتنهد نوح بشدة ويقول : هو الاسبوع ده مش هيخلص بقى
………………………
ليمر اسبوع اخر دون جديد ليصطحب نوح امانة عائدين الى القاهرة ليبدأن فى التحضير لزفافهم
لتقيم امانة لدى والدتها بينما يصر نوح على ان يقيم بشقة امانة حتى يكون بجوار شقتهما اثناء فرشها حتى لا يضيع اى وقت
وكانت امانة تذهب اليه يوميا لوضع الرتوش الاخيرة بمساعدة احمد وغادة وايمن ونيرة
حتى انتهوا اخيرا من كل شئ ولم يتبقى غير الزفاف والتى اصرت هدى على ان يكون بفيللا عامر والتى اصرت امانة ان يكون الاحتفال منفصلا
فجعلوا الرجال بالحديقة والنساء بالداخل ، وكانت ليلة جميلة سعدت فيها امانة بحب كل من حولها
وبعد انتهاء الزفاف اصطحبها نوح بعدما اصر ايمن واسامة ان يقوم الجميع بعمل زفة اكثر من رائعة بالسيارات حتى صعدا الى شقتهما
وبعد ان دلفا الى الداخل سحبها نوح من يدها وهو يقول : تعالى اوريكى المفاجأة اللى عاملهالك
ليدلفا معا الى الداخل وهم متشابكى الايدى حتى وصلا الى غرفتهما لتجد على الفراش مظروفا من القطيفة الحمراء ليلتقطه نوح مقدما اياه لها قائلا وهو يقبل جبينها دون ان يرفع نقابها بعد : الف مبروك يا أمانة
امانة : ايه دى
نوح : افتحيه وشوفى اللى فيه ، دى هدية جوازنا ليكى
وعندما فتحت امانة المظروف وجدت تذكرتي طيران الى المملكة العربية السعودية لترفع رأسها اليه مستفسرة ليمد نوح يديه ليرفع عنها نقابها وينظر اليها بشوق وحنين قائلا : هنعمل عمرة مع بعض ان شاء الله بعد تلات ايام
امانة وعيونها تمتلئ بدموع الفرح : انت ماتعرفش اد ايه اتمنيتها
نوح : لا عارف
امانة : عارف ايه
نوح : عارف انك بتتمنيها من زمان
امانة : وعرفت منين
نوح : سمعتك مرة وانتى بتتفرجى مع ماما على مسلسل وكان العريس مقدم هدية لمراته
شقة تمليك بمناسبة جوازهم ولما ماما ضحكت وقالتلك عقبالك يا امانة لما اللى فى بالى يهاديكى يوم جوازكم بحاجة كبيرة كده ، فانتى قلتى لماما : والله يا ماما انا عندى الحج والعمرة ايهما متاح وايسر احسن مليون مرة من الحاجات دى
امانة بشرود : يااااه ، ده الكلام ده مر عليه سنين
نوح بحب : بس لسه فاكره وعمرى مانسيته
امانة : طب مش جعان
نوح بخبث : الا جعان ، بس عاوزين نصلى الاول ، ياللا غيرى هدومك واستعدى للصلاة ، وانا كمان هجهز للصلاة فى الاوضة التانية
وبعد ان اديا صلاتهما ردد نوح الدعاء النبوى الشريف وهو مغمض عينيه واضعا يمناه على راسها وما ان انتهى حتى اقترب من امانة ورفع وجهها اليه قائلا ببحة محببة : بحبك حب عمرى ما اتخيلت انى اشيله فى قلبى لمخلوق ليضمها الى صدره مقبلا اياها برقة بادءا معها عهدا جديدا بشكل جديد
……………………
بعد مرور خمسة اعوام
كان الجميع مجتمعا فى فيللا عامر بمناسبة العيد الكبير وكان هناك العديد من الاطفال باعمار متقاربة ومتفاوتة بين ضحك ولعب من بعضهم وبكاء وشكوى من البعض الاخر
هدى : يا ايمن ياحبيبى شوف ولادك بيتخانقوا ليه
ايمن وهو على نفس جلسته التى لم تتغير منذ سنوات محتضنا نيرة كعادته بيمناه وممسكا بكفها بيسراه يداعبها باصابعه ليقول بابتسامة : مش هيبطلوا خناق ياماما سيبك منهم هم شوية وهيسكتوا
نيللى : يارااايق ، ايه الدماغ دى
ايمن ببساطة : اصلها خناقة كل يوم ، بيتخانقوا على نوع الجنين اللى فى بطن نيرة ، نادر عاوز ولاد زيه وناريمان عاوزة بنات زيها
هدى : طب هو انتو ماقلتولهومش انهم توأم هما كمان زيهم
نيرة ضاحكة : مانتى اصلك مش فاهمة ياماما ، احنا لما قلنالهم انهم توائم زيهم كده بعد ماهديوا شوية ، على اساس نادر هيجيله ولد زيه وناريمان هيجيلها بنت زيها ،رجعوا تانى برضة يتخانقوا عشان نادر عاوز ولدين وناريمان عاوزة بنتين
اسامة باستنكار : انتو بقى بتسيبوهم لحد مايتعبوا ويسكتوا لوحدهم
حاتم ضاحكا : يابنى ده تلاقيهم بيتعمدوا يسيبوهم عشان يتعبوا ويناموا ويخلالهم الجو
خديجة : بصراحة الله اكبر عليهم ، اللى يشوفهم يقول فى شهر العسل
اسامة وهو يدعى الغضب من ايمن : عاجبك كده يازفت ، اديك جبتلنا الكلام
نوح ضاحكا : ده قصر ديل يا اسامة
اسامة : طبعا يا روميو انت التانى ، مستفرد انت بالموزة ومسوى الهوايل
امانة وهى تأتى من الداخل وهى تحمل طفلة بعمر العامين : هو انت مافيش فايدة فيك ، ماتروح تشوف ابنك اللى كل شوية الاقيه مستفرد ببنتى وعمال يحكيلها حواديت بالصينى ده …والبنت ياقلب امها بتبقى قاعدة سامعاله واكنها فهماه ، بحسها بتاخده على قد عقله
اسامة بمرح : ابنى مين فيهم
نوح : انهى فيهم اللى بيتكلم صينى يا اذكى اخواتك
اسامة : احياة عيالك ياشيخ ماتفكرنى ، ان كان على واللا يزيد الاتنين تلات اربع الحروف عندهم واقعة مابفهمش منهم كلمتين على بعض ، تحسهم بيتكلموا صينى بجد ، واقعد انده على خديجة عشان تترجملى بيقولوا ايه
امانة ضاحكة : لا وكله كوم واما يزيد يتنرفز كوم ، احنا اى نعم واهمين نفسنا ان كلامهم اللى مش مفهوم ده صينى والعيال هيطلعوا بيتكلموا لغات حية وميتة ، لكن يزيد لما بيشتم شتيمته بترشق
اسامة شاهقا : هو شتم مين الكلب ده
امانة ضاحكة : شتمنى عشان اخدت امنية اغيرلها
خديجة : قاللك ايه
امانة : قاللى يا أبيية
اسامة بعدم فهم : ايه أبيية دى
امانة ضاحكة : يعنى غبية بس ممطوطة
خديجة بامتعاض : شفت ولادك اهم لما قلدوك قلدوا شتيمتك ، عشان انت رايح جاى طول اليوم بتقوللى ياغبية
عامر : لا يا اسامة ، الولاد فى السن ده بيلقطوا بسهولة جدا
خديجة : قوله يا بابا
هدى : وبعدين عيب لما تقول كده لمراتك
اسامة باعتراض : والله بهزر معاها واسألوها
عامر : وهو انت لازم تهزر بطولة لسان ، يا اخى حسن ملافظك
نوح بدعابة : يا اخى اتعلم من اخوك الصغير ، قالها وهو يشير لايمن
ليضحك ايمن وهو يقول لنيرة : وبعدهالكم بقى ، ابقى فكرينى ياحبيبتى نشوف حد يرقينا احسن القر شغال على ودنه
حاتم : وتدور ليه ياحبيبى خلى خالو يرقيك
ايمن : وانت مش عاوز تضيف اى ملحوظة بالمرة
نيللى : مالكش دعوة بجوزى
اسامة : ااه طبعا طالما نيملك اخر العنقود ، حقك تدافعى عنه
نيللى : اسكت الله يكرمك ، ربنا يجعل كلامنا خفيف عليها ، احسن محمد ومحمود كوم وفاطمة دى كوم تانى خالص ، انا ماتعبتش كده مع اخواتها ابدا ، وبصراحة مابتنامش كويس غير فى حضن ابوها
امانة : زى امنية مابتنمش غير فى حضن نوح
نوح : طب ماتخلينى ساكت ، ما عمر باشا مابينامش غير فى حضنك لحد النهاردة رغم انه خلاص اهو المفروض قرب يدخل المدرسة
عامر ضاحكا : هى الطبيعة كده يا اولاد البنات حبايب ابوهم والولاد حبايب امهم ولما بيكبروا بتتظبط
هدى : ربنا يسعدكم يا اولاد وولادكم يتربوا فى عزكم ودايما ماليين علينا البيت ومونسنا
ليميل نوح على امانة قائلا : بقولك ايه
امانة : ها
نوح : ماتيجى نسيب الولاد مع اللمة الحلوة دى ونكت انا وانتى
امانة بذهول : على فين
نوح : ايه رايك ، تعالى نروح الفيوم يومين
امانة شاهقة : اسيب الولاد يومين بحالهم
نوح : تعالى بس ومش هتندمى
امامة وقد بدأت الفكرة تروق لها : طب هقول لماما
نوح : وانا هسبقك ع العربية
…………………
فى شقة نوح وامانة وبغرفة نومهما وامانة ترقد بسعادة باحضان نوح وتقول ضاحكة : بقى هى دى الفيوم اللى قلتلى عليها
نوح : انتى كنتى واحشانى اوى ، ولو قلتلك نسيبهم ونروح كنتى هتنكسفى تقولى كده لمامتك
امانة : ده على اساس انى ما اخدتش تريقة للركب
نوح ضاحكا : اللى يغير مننا يعمل زينا ، وبعدين بصراحة واحنا عند مامتك بتوحشينى
امانة بابتسامة : ازاى بقى
نوح : كفاية ان عيونك الحلوين دول بيبقوا بعاد عنى ومستخببين منى
لتندس امانة باحضانة وهى تستنشق رائحته بقوة قائلة : هتصدقنى لو قلتلك ان انت كمان بتوحشنى ، بس على طول ، مش عند ماما بس
نوح : كل يوم بيعدى علينا وانتى قدامى وفى حضنى بشكر ربنا على انك معايا
امانة : انا حلمت بنعمة امبارح
نوح بابتسامة : اللهم اجعله خير
امانة وهى تقبل نوح من وجنته : سألتنى وقالتلى نوح عرف يصون الامانة
نوح : ورديتى عليها
امنة وهى تومئ برأسها : قلتلها صانها ووفى
نوح : وانتى شايفة انى صنتها
امانة : انت صنت الامانة وقلبها وروحها كمان
نوح : كانت دايما تقوللى امانة ابوك وعمك ، ماكانتش تعرف انك امانتى انا وبس …امانة نوح
تمت
انتهت احداث الروايه