رواية جوازة علي ورق الفصل الثامن والاخير بقلم عاشقه

 


رواية جوازة علي ورق الفصل الثامن والاخير

يرتمي بين أحضانها ثانية وهو يقول :

.... بحبك أوى... أوي يا نادية

لتقول له بخبث:
.... وأنا كمان بموت فيك ...بس بلاش تناديني بإسم نادية ... أنت عارف كويس إني بكره الإسم ده ......

ينظر لها بحزن:
.... في واحدة تكره اسمها

تبتعد عنه وهي تضرب كفاً على كف ثم تجلس على الأريكة وتقول بسخرية :

...... أنا مش عارفة أنت مجنون بيها كدا ليه فيها إيه زيادة عشان أنت وأخوك تعشقوها بالشكل ده ....

يقترب منها والشرر يتطاير من عينيه ليقول بغضب :
...... ماحدش حبها ولا هيحبها قدي... وبلاش تضايقيني أكتر من كدا يا نادية

تقلق كثيرا من هذا التحذير ... فهو بالنسبة لها خزينة لا تفرغ ولا ينتهي مالها ... لذلك عدّلت من أسلوبها معه لتقول بدلال وهي تتحسس وجهه بكفها :

..... ماقدرش على زعلك يا حياتي ... أنا نادية ونص كمان

يبتهج ويتجوّل في ملامحها التي طالما عشقها فهي تشبهها إلى حد كبير ...فعندما يراها يكاد يجزم أنها نادية... ..نفس الوجه المستدير والعيون البنية الفاتحة حتى الأنف صورة طبق الأصل .....

وحروف اسمها أيضا لها نصيب كبير من هذا التطابق.... فاسمها ندى... أي تتشابه معها ف النون والدال والياء ......

يمر بأنامله على خطوط وتقاطيع وجهها ليتذكر أول مرة رآها فيها ..... كان في أول يوم عمل لها بمحل أخيه سعد ... وقتها صُدم تماما فور رؤيتها ... سألها عن اسمها بشغف ... لتسحقه بحروف اسمها .... ومن هنا بدأت علاقتهم وتطورت ... فهي بالنسبة له نادية وهو بالنسبة لها خزينة مال ... هو يضحك على نفسه من أجل تحقيق حلم مستحيل.....وهي تضحك عليه وتقبل بكونها نادية من أجل المال. ......

تصل نادية إلى مشوارها الذي لم تخبر آمال عنه ... تقف خلف الباب وتطرق عدة طرقات ثم ينفتح الباب ليظهر منه إيهاب. .. يرمقها بحيرة فهو لا يتذكر ملامحها ... لتقول له:
.... إزيك يا إيهاب. .. أنا نادية مرات عم رغد

يرحب بها جيدا ... فهو يعلم حب رغد الشديد لها .....ثم تبدأ نادية الحديث قائلة :

.... أنا جايالك عشان رغد ... صدقني يا إيهاب رغد بتحبك جدا .....

يصمت تماما ... لتكمل هي:

.... ومن شكلك الحزين ده أقدر اقولك بكل ثقة إن أنت كمان بتحبها.....اوعى تخسرها يا إيهاب. .. رغد دي جوهرة وعمرك ما هتلاقي زيها ... طول عمرها عاقلة ومتدينة وعطوفة. ... ولو في حاجة جواك من ناحيتها واجهها وأتكلم معاها ...

تنتهي نادية من حديثها ليسرح إيهاب بنظره بعيدا ..يتذكر كل تفاصيلها... ابتسامتها ... مواقفها معه ... حنيتها المفرطة ..ثم يتذكر علبة المخدر ومرض امه فيعبس ف الحال ويتألم ......

بعد رحيل نادية ... ترمق أم إيهاب ابنها بحنان قائلة :
..... مرات عمها كويسة أوي .. وبتحبها من قلبها كأنها بنتها

أومأ إيهاب برأسه ثم سألها بحيرة :
..... قوليلي يا ماما هي رغد كانت بتنزلك أول أيام جوازنا أو أنتِ كنتِ بتطلعي لها

تقول نافية :
..... لا خالص ..

ليردف بحيرة :
...... اومال ازاي المخدر ده وصلك

تقول له بتردد:
..... بصراحة يا إيهاب أنا شاكة ف أبوها. .

..... سعيد... ليه

ردت عليه بحزن :
..... أنا حصلي كل ده بعد كوباية الشاي اللي شربتها يومها

يتذكر إيهاب الموقف بأكمله ثم يتنهد بألم .... فأمه شربت كوب الشاي الخاص به ... أي أنه هو المقصود بهذه المكيدة. ....

تجلس رانيا وحيدة في غرفتها ... فأمها مشغولة في إعداد الطعام ورغد تقرأ وردها اليومي .... لذلك ترى أنه الوقت المناسب لتنفيذ خطتها .... فابنتها أوحشتها كثيرا ......

تنظر إلى الكوب الفارغ أمامها ... تلمع عينيها شوقاً لابنتها ...ثم تلتقطه بسرعة رهيبة وتصدمه في الأرض بقوة ليتحطم إلى قطع صغيرة... تأخذ أكبرهم وتقربها من يدها التي ترتعش خوفا ثم تنظر إلى شريانها البارز بوضوح و تبتسم ابتسامة راحة .....

بينما تقرأ رغد وردها تسمع صوت تهشم الكوب بقوة .... تغلق مصحفها وتهرول مسرعة إلى الغرفة حيث مصدر الصوت....ثم تفتح الباب لتُصعق من منظر أختها المسكينة التي كانت تحاول قطع شريانها دون أي إدراك أو وعي....

تهرول إليها في الحال وتجذب قطعة الزجاج منها وهي تصرخ :
.... بتعملي إيه يا مجنونة

تلطم رانيا على وجهها وتصرخ بها :
..... سيبيني في حالي يا رغد ... سيبيني ارتاح من الهم ده

.... ومين قال إنك كدا هترتاحي ... دي أنتِ هتموتي كافرة ...

.... أكيد ربنا هيرحمني ويسامحني ... هو أعلم بحالي هو أحن عليا

تمسك يديها وتقول بهدوء :
...... طيب لما أنتِ عارفة أن ربنا حنين ورحيم ليه عايزة تغضبيه بانتحارك. .. ربنا نهانا عن قتل النفس ... وأمرنا بالرضا بقضائه ... الرضا بالقدر خيره وشره يا رانيا يعتبر أهم ركن من أركان الإيمان. ...

تنتحب رانيا بشكل هيستيري ... بينما تحتضنها رغد بحرارة وتقول لها :

.... أنتِ محتاجة لتأهيل روّحي قبل التأهيل النفسي يا رانيا .. قومي يا حبيبتي اتوضي وصلي ركعتين لله ... الصلاة هي اللي تهذب روحك وتطمنها ... ألا بذكر الله تطمئن القلوب ....

ثم تجذبها من يدها وتذهب بها إلى الحمام لكي تساعدها على الوضوء ... ومن بعدها تشرع رانيا في الصلاة وتنهار تماما بين يدي الله

تزور أم زوج رانيا ابنها في مصحة الأمراض العقلية .... فلقد جُن تماماً .. لا يعرف أحد ولا يشعر بالعالم من حوله. .. تنظر له بحزن دفين ثم تنفجر بالبكاء حسرة على ابنها ...بينما في هذا الوقت تجلس أخته وحدها بالمنزل منتظرة عودة امها. .. يتصل بها خطيبها ... ترد عليه بدلع :
..... وحشتني يا بيبي

.... طب إيه النظام

تقول له بضحك:
... عايز إيه يعني

يرد عليها بخبث:
..... ما أنتِ عارفة ...

.... قلت لك ماينفعش تيجي البيت وماما مش موجودة

ليقول لها برجاء :
....دقيقة بس هسلم عليكِ وامشي على طول بعدين أنتِ مش واثقة فيا ولا إيه

.... لا يا حبيبي واثقة فيك طبعا ... خلاص تعالى بس مش هتدخل جوا البيت ... هسلم عليك من برا بس

يأتي إليها ف الحال ويقضي معها بدلاً من الدقيقة ساعة كاملة ... ليفقدها أعز ما تملك وأغلى كنز لدى كل بنت .... تنظر إليه وتبكي بكسرة :
.... هنعمل إيه دلوقتي ...

يرد بلا مبالاة :
..... عادي يا حبيبتي متخافيش احنا كدا كدا هنتجوز قريب

لتقول له بلهفة :
..... بجد

.... طبعا يا قلبي ... بكرة امي هتيجي عندكم وتتفق مع امك على ميعاد الفرح

تمسح دموعها بفرحة حقيقية وتعد الساعات بلهفة وشوق. .. وبالفعل تأتي والدته ف اليوم التالي لتزف لها هذا الخبر المزعج ...حيث قالت :
..... بصراحة كدا كل شيء قسمة ونصيب ابني مش مستعد للجواز دلوقتي

تجحظ عيناها من هول ما سمعت ... تقوم سريعا لتتصل به.. ليرد عليها:

..... ابعدي عني يا بنت الناس أحسن لك بدل ما افضحك واخلي سيرتك على كل لسان

تغلق الهاتف وتنهار تماما ... ثم تتذكر رانيا طليقة أخيها ... هل من الممكن أن يكون ذنبها !!!!!!!

يدخل سعيد للاستحمام بينما ندى تفتش في ملابسه بسرية كعادتها ....تجد علبة المخدر في جيب بنطاله ... تقطب جبينها وتقول بدهشة:

...... حتى أنت يا سعيد ليك ف السكة دي .... يلا مصلحة لما احط لك بقا حبايتين ف الشاي عشان تروق كدا وتديني فلوس بزيادة

يخرج سعيد من الحمام ملفوفاً بالمنشفة ويتمايل وهو يغني :
.... يا خارجة من باب الحمام وكل خد عليه نادية ....نادية .... نااااادية

تضحك ندى له وتناوله كوب الشاي الساخن الممزوج بالمخدر ثم تقول :
.... وماله يا قلبي ... نادية نادية بس أنت تفضل رايق كدا على طول

يأخذ منها الشاي ويقبل يدها قائلا :
.... تسلم إيدك يا نونو

ثم يشربه بلهفة دون توقف... ليستريح بعدها على الأريكة قائلا لها :
...... ما تيجي تقعدي جنبي

ترد عليه وهي ترتدي ملابسها :
.... ماينفعش لازم امشي ... مفيش حد في المحل وأخوك ممكن يتعصب عليا

..... هشوفك تاني امتى

..... كلمني أنت بس قبلها وهتلاقيني عندك على طول ثم اقتربت منه بدلال :
.... مش هتديني فلوس عشان أجيب الخاتم اللي نفسي فيه

يضحك لها ويقول :
..... هاتي المحفظة من جيب البنطلون يا نونو أنا سحبت لك الفلوس مخصوص قبل ما اجيلك مش خسارة فيكِ بس بصراحة خسارة ف آمال الهبلة هي وبناتها

تهرول بسعادة لداخل الغرفة لتحضر البنطال.... تلتقطه وتذهب به حيث سعيد ... ولكنها تُصدم من منظره الصاعق ... فقد كان جاحظ العينين ... لا يستطيع التنفس بصورة طبيعية ... تقترب منه وهي تقول :

.... ف إيه يا سعيد .... مالك

لم يستطع الرد نهائياً .... يلهث بطريقة مخيفة ويشاور على شيء أمامه بفزع ... تقول له برعب :

.... في إيه يا سعيد ... بتشاور على إيه وخايف كدا ليه

لا يراها ولا يسمعها بتاتاْ ... فهو يرى شيئا آخر ... أعظم وأقسى ... فهذه كانت سكراته ونهاية أجله... لقد كانت سوء خاتمته....

تبتعد ندى عنه بخوف ... تفتح المحفظة وتأخذ كل ما بها من أموال .... ثم تلملم أشيائها سريعا وتهرول خارج الشقة وهي تقول :

.... سامحني بقا يا سعيد .. بس أنا كدا ممكن اتفضح

تخرج وتغلق الباب خلفها وتتركه ينازع مع لحظاته الأخيرة بالحياة ... فهو حتما يقال له :

.... أخرجي أيتها النفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث.... أخرجي ذميمة وأبشري بجحيم ......

يفكر بها كثيرا فرنا حبيبة عمره منذ الطفولة ... كيف ينتهي ما بهم في لمح البصر هكذا ...ألا تستحق فرصة ثانية ... يشعر من داخل قلبه أنها تستحق وبشدة .... يمسك هاتفه ويرسل لها رسالة .

هاتفها يعلن عن وصول رسالة ... تفتحها بملل يتحول لدهشة فور رؤية اسم المرسل ... أكرم ...ثم تقرأ حروفها بفرحة:

..... إيه رأيك لو ننسى اللي فات ونبدأ من جديد

تبكي من فرط سعادتها ... فهي تأكدت الآن أن الله غفر لها ذنبها ... فدعوتها استجابت وقُبلت إذًا ربها غفر لها وقبّل توبتها. .. فالذنب الذي يقف حائلاً بين العبد وربه ويمنع استجابة الدعاء.....

تجلس آمال بجانب بناتها والقلق ينهش قلبها ...فالوقت أصبح متأخرا للغاية وزوجها لم يعد إلى الآن وهاتفه مغلق .... تقوم من مكانها قائلة:

.... أبوكم اتأخر أوي ... أنا هنزل عند سعد المحل ... لازم يعرف ويتصرف

تنظر كلا من رغد ورانيا لها في صمت ... فهذا الموضوع لا يشغل بالهن بالمرة ....

تهرول آمال سريعاً إلى محل أخو زوجها .. لتجد ندى جالسة به ... تقول لها بتوتر :

.... ازيك يا ندى... فين سعد

ليأتي سعد في هذا الوقت .... ويقول لها مستغربا :

.... خير يا آمال إيه اللي منزلك ف الوقت ده

..... سعيد كل ده لسا مجاش وتليفونه مقفول

تتوتر ندى للغاية ولكنها تحاول أن تشغل نفسها حتى لا يظهر القلق على ملامحها .... يندهش سعد قائلا :
..... هو نزل من امتى

.... من 10 الصبح

يقلق سعد كثيراً ... فسعيد ليس متعوداً على السهر لهذا الوقت ... ثم يقول :
.... طيب يا آمال اطلعي أنتِ وأنا هتصرف

يستمر غياب سعيد ثلاثة أيام متتالية ... لا يعلمون عنه شيئاً ولا يصل لهم أي أخبار جديدة حتى الشرطة نفسها لم تعثر عليه ....

يسمع إيهاب بخبر اختفائه ... ينسى كل ما بينه وبين رغد ويذهب إليها مهرولاً لكي يقف بجانبها في هذه المحنة الصعبة ....

يجتمع الجميع في قلق .. ليقول إيهاب:
... أنا كلمت واحد صاحبي من الداخلية وهو وعدني أنه هيهتم بالموضوع بنفسه

تبكي آمال بينما رغد ورانيا ورحاب صامتات تمامًا .... مشاعرهم متضاربة ومتنوعة بين الحزن واللا شئ .....

وف نصف الليل يرن هاتف إيهاب. .. يرد بتكاسل :

..... الو. ... ايه.... معقول

يغلق الهاتف ويبدل ملابسه سريعاً ... فصديقه أخبره للتو بكارثة حقيقية .... فلقد تم العثور على جثة متحللة بمواصفات سعيد

يذهب إيهاب هناك سريعا دون أن يخير رغد وعائلتها ... فهو يريد التأكد بنفسه أولاً من صحة الخبر...

وفور وصوله يُصدم تماماً من هول ما رأي فهو بالفعل سعيد ... ولكنه عاري تماماً ... يا الله ما هذه الموتة الصعبة ... يقول له صديقه :

.... الجيران شموا ريحة صعبة وبلغوا ف الحال... بيقولوا أنه مأجر الشقة دي من كام سنة وعلى طول بييجي فيها هو وواحدة

يشهق إيهاب ويقول :
....إنا لله وإنا إليه راجعون ... اللهم أسترنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك

ثم يكمل صديقه :
.... احنا لاقينا محفظته فاضية و مافيهاش غير بطاقته بس ... ولاقينا علبة المخدر دي في جيب البنطلون

يصعق إيهاب فور رؤيتها فهي العلبة ذاتها ... يتنهد بحزن ويحدث نفسه :

.... سامحيني يا رغد

ثم يرمق صديقه بتوسل قائلا :
.... ممكن اطلب منك طلب.

ليقول صديقه :
... عارف هتقول إيه .. ماتقلقش مش هقول لعيلته حاجة ... هنقول لاقيناه مرمي في أي مكان بعيد ومش هنحكي تفاصيل

يشكره إيهاب بنظرة طويلة كلها إمتنان ..... فهو لا يريد جرح آمال الطيبة يكفي عليها ما عانته معه....

بعد مرور عام ...

..... يلا يا رغد هتتأخري على المحاضرة

تظهر أمامه ببطنها المنتفخة وتقول:

.... حاضر جاية اهو

..... يا بنتي ماكنش لازم تروحي الكلية النهاردة عشان تجهزي الدنيا مع رانيا .. ماينفعش تسيبيها ف يوم زي ده ... احنا لما صدقنا أنها أخيراً هتفرح وتبدأ حياة جديدة

..... متقلقش أنا ظبطت معاها كل حاجة ... مش قادرة اوصفلك فرحتي يا ايهاب مين كان يصدق أنها تحب الدكتور النفسي بتاعها والنهاردة فرحها... سبحان الله

.... أنا كمان فرحان لها من قلبي ... لأنه إنسان محترم ومناسب لها بجد

.... فعلا محترم جدا ... واكبر دليل على كدا أنه أول مرة يتجوز وهي مطلقة ورغم كدا طاير بيها من الفرحة ....

.....الحمد لله ... يلا بقا يا أم حزمبل عشان منتأخرش

تضربه على كتفه بهزار :

.... متقولش كدا على ابني تاني ... قال حزمبل قال

وف آخر اليوم يجتمع الجميع ف حفل زفاف رانيا ... رغد وإيهاب. .. أكرم ورنا ... رحاب وزوجها ... آمال وأم إيهاب اللتان أصبحتا أكثر من الأخوات .... نادية وسعد اللذان أصبحا الداعم الأساسي لهذه العائلة .....

تقف رغد بجانب إيهاب بفخر شديد.. فهو ليس مجرد زوج لها ... بل أب وأخ وابن قبل كونه زوج وحبيب .... يبادلها نفس النظرات ويقرب كفها من شفتيه ثم يطبع عليه قبلة حنونة ..... لتميل هي برأسها على كتفه وتحمد الله في سرها قائلة :
..... الحمد لله ... فعلاً إن بعد العُسر يُسرا

#تمت_بحمد_الله 
SHETOS
SHETOS
تعليقات



×