رواية فراشة في جزيرة الذهب الخاتمة بقلم سوما العربي



رواية فراشة في جزيرة الذهب الخاتمة بقلم سوما العربي 


 #فراشة_في_جزيرة_الذهب_الحلقة_الخاتمة


جلس ينتظرها على أحر من الجمر وهي ذهبت اليه تخبره وتختبر نفسها...هل تريده؟ هل إشتاقت له؟


وما ان ارتجف قلبها كلما اقتربت من حجرته بالقصر المخصص له أثناء سيرها مع رجل الأمن حتى حصلت على الجواب.


بل تأكد لها حينما فتح الباب ودلفت للداخل تلاحظ إنتعاش روحها...إقترابه منها بلهفه راق لها...ولم تنفر من ضمته الوحشيه.


بل كانت تتمسح في صدره لتعلم انه لم يتبقى سوى الإختبار الأخير.


ابتعدت عن أحضانه تستمتع بفيض إحساسه ولهفته تراه وهو يقول بأعين تشع لمعان وشغف:

-وحشتيني...وحشتيني قوي


خفق قلبها بضراوة فهمست:

-انت كمان


أتسعت عيناه يسأل:

-فعلاً؟!!

هزت رأسها مقره ثم قالت:

-وعشان كده طلبت أقابلك

-ليه يا رنا؟!! ليه رفضتي تتجوزيني؟ 

-خوف


فقر بندم:

-أنا عارف...أنا إتواصلت مع إستشاري نفسي وقالي ان الي عشتيه بالجزيرة كان صعب وان ردود أفعالك طبيعيه.

-أنا كمان كلمت دكتوره نفسيه وهي نصحتني أدي فرصه لمشاعرنا بس...

-بس ايه؟

-هتقدر تضمن لي الحمايه 

-أوعدك ماحدش يقدر يقرب منك أنتي راجعه معايا ملكه مش جاريه

-هتقدر تحميني من الخوف والقلق وهتنفذ لي طلباتي؟

-أكيد 

-ماشي يبقى تنفذ اول وأهم طلب

-ايه هو؟

-مافيش بعد كده حاجة إسمها حرملك ولا جواري في رنا وبس

-ماذا ؟!!!


هتف بها بلغته لترفع حاجبها تردد:

-أرأيت

تراجع عن صدمته يقول:

-بس...دي قوانين مملكة

-انت الملك...انت الي بتسن القوانين..لازماك في ايه الجواري ولا أنا مش كفايه وهتاخدني هناك أشوفك كل ليله مع واحده ولا أبقى مضطره كل يوم أقابل البنات الي جوزي نام معاهم؟!! 


سحب نفس عميق ينظر ارضاً وهي بقت تطالعه منتظره ان وافق فهذا يعني ان القادم ميسر ومقدور عليه وان رفض فهي النهاية.


مرت دقيقة صمت إلى أن رفع عينه يطالعها ثم قال:

-موافق.

تعالت دقات قلبها وتضخمت شعرت وكان هنالك نافورة من النور والفراشات قد انفجرت داخلها ما أن سمعته يوافق على طلبها الذي ظنته مستحيل…هذا يعني انها تمتلك تأثير كبير عليه لدرجة جعلته يغير قوانين مملكة لم يغيرها أي مما سبق.


لاحظ بسمتها السعيدة وصدرها الذي يعلو ويهبط من الفرحه فوقف من مكانه واقترب يجلس بجوارها يضع يده أسفل طابع حسنها يجبرها على النظر له مباشرة ثم سأل بنبرة متوسطة:

-لكن بشرط، أن تجاوبي على سؤالي رنا.

صمتت تنظر لعيناه وقد تملكها سحره فسأل مباشرة:

-أتحبيني ؟


أبتسمت بحب شديد وهزت رأسها وهي تغمض عيناها زيادة تأكيد فقال بصوت متحشرج من فرط مشاعره:

-أفتحي عيناكي.


فتحت عيناها لتزاد سخونة أنفاسها وهي تراه قريب منها بل ويزداد قربهاً، انفاسه زادت سخونه واضطراب يظهر فيه اللهفه والعوز…وبلحظة التمس شفتيها بنعومة وعذوبه يعبر لها عنه حبه وشوقه وكذلك يختبر قبلتها.


سحب نفس عميق مرتاح وهو يستشعر تجاوبها وعدم رفضها فهو يعلم طعم قبلتها حينما كانت رافضه وكذلك حينما كانت تساير الأمور وتعد ألأيام لحين الخلاص.


لكن قبلتها تلك المرة مختلفه، فحتى لو لم تبادله لأنها لا تعرف التقبيل لكنها راغبه تستقبل بحرارة وحب على عكس الماضي وقد جاءته راغبه فيه كرجل يعجبها لكن …ضحك بداخله وهو يتذكر……لكن لديها شروط.


فصل قبلته يبتعد بشفتيه فقد تحصل على ما أراد فلا داعي للتمادي الذي قد يخيفها الآن.


مسح بإبهامه على وجنتها قريب جداً من شفتيها التي لازالت تحمل إثر شفتيه ونظر لها بهيام …..يتذكر كيف لم يعجب بأي فتاه وكيف كان يرفضهم ..لم يقضي ليله كامله بالمعنى الحرفي مع ولا جاريه من اللاتي جائت منهن…


هي فقط….هي من رغب بها ..أعجبته وأحبها رغم انها كالشرق والغرب.


كان يتطلع لها بانبهار متسائل …يبحث عن الشيء المشترك بينهما فهما ورغم الاختلاف إلا انه يشعر بإكتماله معها هي فقط دون غيرها.


سحب نفس عميق واجل كل الكلام هي الآن معه…رفع يده لشعرها يضم رأسها لأحضانه ثم أسند رأسه على خاصتها ومن ثم قال:

-أنا هسافر الليلة وإنتي خلال يومين هتجيلي 


شعر بها تهز رأسها إيجاباً فاعتدل يطلب منها النظر له ثم قال:

-رنا …بلاش روجوه في كلام…لأن لو حصل هجيلك وساعتهااااا…


هزت رأسها نفياً ثم قالت:

-هاجي…هاجي لك راموس.


ضحك بإنبساط وقال:

-قولي راموس تاني كده.


فضحكت كذلك بخفه يظهر على الكسوف ليتوق ظهرها بذراعه ويضمها له يسحب نفس عمييق معبق برائحتها ثم همس بإسمها يناديها لترفع رأسها له فيقول:

-هتوحشيني قوي…بلاش تتأخري عليا.


نظرت له بصمت ..فقط تطلع لها بعيناها وقد قررت تتبع إحساسها لثواني فما كان منها… وما صدمه…هو تقدمه بجسدها ناحيته و وضعت يدها على خده بنعومه تقربه منها ثم قبلت وجنته.


قبله جميلة أطاحت بعقله …لو كانت قبلته على شفتيه يقسم ما كانت لتكون بتلك الروعه…ان قلبه يؤلمه من شدة قرعه كطبول حرب حاميه وهو يشعر بكفها على خده وقبلتها البسيطة الرقيقة كنسمه بأرده على جلد جسمه الساخن وكأنها تقول ببساطة ولذاذة أروع من الكلام ( أحبك).


اتسعت عيناه ..قلبه وعقله غير قادرين على إستيعاب ما أحسوا به ..فعلتها كانت اضخم من استيعابه…حركتها الخفيفه جننته وأخرجت شياطينه فاستحالت عيناه من اللطافه و الوداعه لشيء أخر أكثر مجون وهوس أرعبها فبدأ يميل عليها يريد إقتناصها الان يريها نتاج فعلتها …لكن حمداً لله.


فقد نجدها دق الباب…ونجده ايضاً لينتبه أنه لو لو جارا قلبه وعقله ما أرادوا لعاد معها لنقطة الصفر وما بعده .


لبيتعد ويسمح على وجهه يقر ان رغبته بها تحتاج لتطويع وإرشاد حتى يعيشً معها بهدوء يناسبها.


ثم رفع صوته برزانه يأذن للطارق بالدخول والذي لم يكن سوى احد موظفي السفارة جاء يحمل بعض من أوراق إتمام الزواج لهما.


__________سوما العربي_________


وصلت للبيت تنهج بأنفاس متقطعة…كانت تجر قدميها بصعوبه وكأنها تحمل على ظهرها حبل مربوط في طرفه قلبها وتجره خلفه قسراً كل تلك المسافه.


تجبره على العوده للحيهم ولحياتها التي تشبهها ..رغم كونها شخصية متفائله حبوبه إلا أنها لم تكن يوماً طامعه أو متطلعه وخير دليل على ذلك انها تركت العمل بشركه صغيره كمحاسبه بجمالها وشهادتها ورضت بالعمل كعاملة بوفيه تصنع الشاي والقهوة وينظر لها من يحملون نفس مؤهلها على أنها أقل قدراً منهم…وقد ارتضت بذلك ولم تتذمر…هي تعلم ان كل شئ بمقابل وكان عليها الاختيار بين العمل بشهادتها او الحصول على راتب جيداً…ولأنها شخصية عمليه ومباشرة فالطبع وقع أختيارها على ما سيساعدها على المعايش وسد الإحتياجات ولكن قد طفح الكيل بعدما وقعت في المحظور.


لقد وقعت لأحدهم…وأحدهم هذا أعلى منها قدراً ومكانه يعشق الشقراوات والصهبوات منغمس في الملذات والنوادي الليلية.


صحيح فقدانه للذاكرة أبعده عن كل ذلك لكن …….لكن ماذا والى أين ذهب بها تفكيرهاا؟!!


من الجيد انها قد عادت للبيت تهوي بيدها على وجهها كما اعتادت تمسح حبات العرق تشعر انها الان بأمان بعيداً عنننن…..


لم تكتمل فكرتها بل اتسعت عيناها رعباً بعدما فتحت الباب لتجده يتوسط الأريكه في منزلهم………….


تعطل عقلها عن العمل…كيف ومتى وهي قد سبقته بالصعود لسيارة الأجرة التي أقلتها لأقرب محطة مترو.


صدمتها كان متمثل فيه سؤالها تقلب نظرها بينه وبين والدتها المثبته بوقفتها…وقفة شخص يعرف عملته وما جنت يداه…هي من فتحت له دماغه وأفقدته ذاكرته على من ستنكر؟! على نفسها؟!! هي معترفه..


ليقف ببطئ مثير ثم قال:

-اصل الفيراري بتوصل اسرع من المترو.


صمتت ومازالت تحت تأثير الصدمه ليكمل:

-شوفت التاكسي وهو بينزلك محطة المترو.


نظرت على صمت والدتها لتسأل بخوف:

-هي الذاكرة رجعت لك؟


ابتسم ساخراً وقد فهم عليها يقول:

-لسه.

حاولت بلع ريقها لكنه توقف بحلقها حين أكمل:

-بس عرفت كللل حاجة.


حاولت إعمال عقلها رغم تحجّره وسألت بشجاعه واهيه:

-وايه الي موقفك ماتروح تعمل فينا بلاغ


زم شفتيه وسأل ببرود:

-وهو البلاغ هيرجع لي الذاكرة؟!


فاندفعت والدة وفاء وقد تفح بها الكيل لتنفجر في وجهه:

-يعني انت عايز ايه في يومك اللي مش معدي ده


عاد يجلس على الأريكه بزهو وتفرد ثم قال مبتسما ببرود:

-هو الدين بيقول اييييه….اه …من أتلف شيء عليه إصلاحه….رجعولي الذاكرة 

-نعم يا حلاوة؟


كان هذا صوت والدة وفاء الغير راضي تماما ليرفع عينه في وفاء وقال ببرود:

-سكتي ماما …سكتي ماااما..هتخلي موقفكم وحش أنا ممكن أسجنها النهارده 

لتقترب وفاء متسائلة:

-مالي انت بتقولوا ده كمان مش معقول هنرجع لك الذاكرة ازاي؟


اندفعت الأم مجدداً بالكلام:

-سبيه يابت سبيه…هو مش هيرتجع غير لما ندقه على دماغه تاني بأيد الهون 

أشار لوفاء على أمها ثم قال:

-شوفتي ماما وعمايلها أنا كده مضطر افضل عندكم لحد ما الذاكرة ترجع لي

-انت أكيد أتجننت


نظر لهما ثم قال:

-خلاص احنا نروح القسم وهناك بقا كل واحد ياخد حقه

-ماتروح ياعم القسم انت هتهددنا 

-خلاص ماشي نتقابل هناك بقا وانتو متكلبشين والأساور في ايديكم


كاد أن يتحرك لولا صوت ام وفاء تهتف عالياً:

-لااااا…كله الا كده…إستنى 


وقف يضع يديه بخصره لتقول بتهذيب:

-طلباتك.

-قولت لك ترجعولي الذاكرة 

-نعملك ايه يعني نضربك على دماغك مره كمان 

-اه يالا عشان البسكوا مصيبة 

-اللهم طولك يا رووح

-وطي صوتك ده بس كده الأول قولت لك مش ماشي ..وعايز أتغدى 

-نعم؟!!!!

هز كتفيه ببرود يردد من جديد:

-عايز اتغدى..جعان

-تتغدى؟

-محشي..مشكل

-محشي؟!!

-وممبار 

-ايه؟!!!

-وحمام و…

قاطعته تهتف بحده:

-بس بس ايه انت فاكر نفسك في الجنة.


ناظرها يبتسم بتحدي وتبلد لتلفت إلى ابنتها تقول بقلة حيله:

-أمرنا لله .

__________سوما العربي________


جلست تهز قدميها بتوتر وهي لم تيأس من رفضه المستمر بل بعيناها تحدي وإصرار شديد يراهم بعيناها فينظر لها بضيق وهو يقضم قطعه الدجاج المحمر بالزيت مع الأرز المصري بالشعيرية 

وضع معلقته لجوار الصحن يغمض عيناه مهمهماً بتلذذ من مذاق الطعام اللذيذ ثم تنهد…ياللروعة…فحوريه طباخة ماهرة ولديها نفس بالطعام كوالدته بالضبط وياله من إكتشاف رائع بل هو ثاني أجمل شئ فيها بعد جمالها الفتان الذي اكتشفه بعد الزواج.


وبينما هو كذلك مغمض عيناه هتفت بخفوت تنادي:

-زيداان….زييييزوو.


فتح عيناه يرد :

-الأكل تحفه…ولا كلمة بجد.


ثم التقط معلقته ليتناول المزيد فزمت شفتيها ونادت بإلحاح:

-زيدااااان

-لأ

-عشان خاطري

-لأ

-طب فيها ايه بس رافض ليه

وضع المعلقه جانباً ثم قال:

-ممكن لو سمحتي تسبيني استفرد بالغدا ده …ده لو مش هزعجك يعني

وضعت يدها أسفل ذقنها ثم قالت والتذمر واضح عليها:

-ماشي

-شكراً يا ذوق 


ولم تكتمل الدقيقه حتى هتفت من جديد:

-يازيدان

لم يجيب وأكمل طعامه فعادتها:

-زيدان…زيزوو..يا زيداااان…زيدان.


أنهى صحنه كله ووقف يذهب يغسل يديه وهي خلفه:

-يا زيدان…زيدان…يا زيدان بقااا.


لم يجيب عليها وإنما أزاحها جانباً واستكمل سيره ناحية الأريكه يرتمي عليها ثم يشعل التلفاز بينما يشير لها:

-الشاي بتاعي بقا حبيبي.

فتزم شفتيها بتبرم ثم تذهب تحمل أطباق الغداء وتحضر الشاي ثم تعود به تضعه أمامه وتستكمل زنها:

-يا زيدان….رد عليا بقا…وافق بقا عشان خاطري

-لأ يا حوريه قولت لأ مش موافق ومش عاجبني 

-عشان خاطري عايزة أرجع الشغل ده أنا صحابي كانوا هيتجننوا لما عرفوا اني بشتغل في شركة تنقيب كبيرة كده وكمان ليا مكتب خاص ومرتب حلو …هندم ندم عمري لو سبتها ومش هلاقي زيها ولو لاقيت هجيبها من تحت قوي….عشان خاطري يا زيدان لو ليا خاطر عندك.

-قولت لا يا حوريه ياستي أنا مش عايز مراتي تشتغل وتتمرمط في الشارع وبعدين أنا لسه ماحسبتكيش انك اشتغلتي من غير أذني وأنتي لسه على ذمتي..وكمان عند الجدع السايب على روحه ده

-قصدك مستر عاصم 


نهرها بغضب وغيره:

-حوريه

-اسمعني بس…ده حاله يصعب على الكافر وبعدين ماتقلقش ده مشغول دلوقتي بواحدة تانيه ولازق لها زي العيل وأمه ومش شايف غيرها وبقا محترم خالص وأنا أصلا مش بتعامل معاه .

-بردو لا

-عشان خاطري

-لأ

-يا زيدان

لا رد

-زيدان…

لا يجيب

-يا زيداااان وحياااااتي…وحياتي وحياتي وحياتي…يا زيدان.


هز رأسه بجنون وقد أصابعه الصداع من زنها:

-لااااأ مش موافق وبطلي زن..

لكنها استمرّت:

-وحياتي وحياتي

فجذبها لأحضانه ثم ابتسم من مطالعته جمالها القريب بتلك الدرجه وقال:

-أنتي زنانة قوي وأنا صدعت فلازم أسكتك وكمان بالمره تضيعيلي الصداع.


ثم مال يخطفها بقبله أطاحت بعقله يدخلها لدوامه لشغلتها لفترة ليست بالقصيرة 


_________سوما العربي________


ترجلت من السيارة في الحي العتيق وتقدمت تنظر بترفع يميناً ويسارالا تعرف إلى أين تتجه بالتحديد حتى أوقفت سيده من نفس عمرها تقريباً تسألها عن منزل تلك الفتاة فدلتها السيدة ومن ثم إنصرفت لتتقدم السيدة الأنيقة من المنزل المنشود تدخله وتصعد السلم حتى وقفت أمام باب شقه عرفته بسبب إسم والدها المدون على يافته أسفل الجرس الذي دقته و وقفت منتظرة ليفتح الباب وتجد أمامها سيدة من نفس عمرها تقريبا لكن الهم أخذ من نضارته الكثير كذلك علامات المقت والغاضب ظاهرة على ملامحها تقول باستغراب:

-أفندم

-ابني فين

-أنتي عندك عيل تايه؟! وجايه تدوري عليه هنا؟ هو احنا جامع؟!!

-عاصم فين؟

-أنتي ام بسلامته

-اندهي له حالاً

-تعالي أنتي لو عرفتي تحركيه تبقي عملتي فينا معروف


اتسعت عينا السيدة الأنيقه تردد بغضب عاصف:

-عرفت أحركه….نهار اهاليكوا مش فايت…عملتوا في ابني اييه

دفشت الباب بغضب عارم وهي تصيح مناديه بأسمه لتصمت تماما بينما تقترب بلهفه منه وهي تراه يغفو على احد الأرائك ومعدته التي كانت دوما مسطحه قد انتفخت قليلاً وفمه مفتوح تظهر عليه علامات التخمه، لتتقدم منه وتهزه مناديه:

-عاصم…عاصم قوووم…عملوا فيك ايه الأوباش دول.


شمرت أم وفاء ساعديها لتنقض عليها وهي تردد:

-هما مين دول اللي أوباش يا وليه يا كسر يا فرز تاني.

-أخرسي بدل ما أحبسك 

-تحبسي مين يا عقربه سامه يالي كل الي يشوفك يصرخ ويقول ياما

تقدمت وفاء تحاول إسكات والدتها مردده:

-خلاص حاولي تمسكي نفسك بقا عشان خاطري..هيحصلنا ايه تاني هو إنتي لو سكتي هيقولوا الي سكتت أهي.


بينما قامت السيدة الأنيقة بإفاقة ابنها ومحاوله إقافه على قدميه تقول:

-عملوا لك ايه يا حبيبي

فردت ام وفاء٣

-ماحدش جه جنبه طفسته هي الي عملت فيه…كبس في الأكل زي المفاجيع..هو انتو ماعندكوش أكل في بيتكم ولا آيه يا حبيبتي..الي يشوفكوا كده يقول ياما هنا ياما هناك وانتوا….اسكت يا لساني مش عايزة أتكلم.

-مش عايزة تتكلمي؟!

-هي أمي كده كلامها قليل ومش بيطلع لها صوت.


فنظرت عصمت لابنها الذي يحاول أن يستفيق وأمرته:

-عاصم…حصلني على برا

-أيوه ياريت فعلاً تسمع كلام أمك يا حبيب أمك 


تقدمت عصمت تخرج بغضب وهي تعلم انها لا تستطيع مجاراة لسان تلك السيدة وخرج من خلفها عاصم طواعيه تشيعه كلمات أم وفاء:

-روح يا ضنايا روح واسمع كلامك أمك..روح وراها يا شملول..ياريتها كانت جابت دكر بط.


لتقف السيدة عصمت بجوار الباب تتحدث من بين أسنانها مع ابنها:

-عاجبك الي حاصل ده…ايه الي جايبك عند شويه اللمامة دول…سامع تهزيقنا بدونك؟

-سامع.

-والله؟! عادي كده؟! وجاي قاعد عندهم واكل شارب نايم..أنا قولت هلاقيك ساحبهم على القسم.

-ماما أنا مش متأكد أنهم هما الي عملوا كده ولو عملوا كده عملوه ليه وبعدين…


صمت يتنهد بحزن يقول:

- بيني وبينك يمكن الي حصل ده احسن 

-والله؟!! خير انك أتفتح دماغك وفقدت الذاكرة وبعدين انت ايه جابك هنا عندهم وبتعمل ايييه؟ أنت عايز تجنني؟!!!!!


صمت ينظر لها وهو لا يعلم كيف يفاتحها فيما يرغب فحسته بإلحاح:

-ماترد 

ليقول باندفاع:

-أنا معجب بوفاء يا ماما وعايز أخطبها.

-أفندم؟!!!!!!


لينتفض كلاهما على صوت زغرودة عاليه صاخبه انطلقت من تلك التي كانت تقف متلصصة عليهما :

-لولولولولولولولي…ياحبيب قلبي يابني …أنا بردك بقول حبيتك من اول ما شوفتك ليه؟حبيتك حبيتك بجد حبيتك ياخربيتك.

تركته متسع العين وهي تزغرد بقوة وفرحه لا تصدق تقترب من عصمت المصدومة تعتصرها داخل أحضانها وهي تقول:

-وأنتي يا حماة بنتي من ساعة ماشوفتك قلبي انشرح سبحان الله وشك طاقة نور الله وأكبر…لولولولولولولولولولولوي.


لم تكد عصمت تستفق من الصدمه إلا و وجدت شقق البنايه تفتح وتخرج منها رجال وسيدات يباركن مهللين وكذلك متسائلين:

-خير يا ست أم وفاء 

-كل خير زي قراية فتحت وفاء بنتي وده خطيبها ودي أمه 


لتنغمر السيده عصمت في مباركات لأ اول لها ولا أخر والسيدات من حولها يتلقفنها بأحضان ومباركات جعلت الأمر حتمي ولا مجال لموافقتها او رفضها بينما وفاء تقف بالجوار تضع يدها على صدرها الذي يعلو ويهبط بجنون لا تصدق ما سمعت وهل هو صحيح؟؟!


________سوما العربي ___________


صباح يوم جديد تكرر السيناريو على الفطوربشقة زيدان وهو لا يجيب عليها تذهب وتجيئ خلفه تصيح:

-وحيااااااااتيي..عشان خاطررري

وهو على حاله يرفض


استمرّت في الزن والسعي خلفه حتى باب الشقه وهو يغادر:

-وحيااااااتي…عشان خاطري…يا زيدان…عشان خاطري يا زيدان…يا زيدان…زيداااان..زيداااااان.


فصرخ :

-رووحي…روحي…موافق موافق..عليا الطلاق موافق …يا ساتر.


اتسعت عيناها من الفرحه والصدمه تسأل:

-بجد؟؟؟؟؟!

-آه بس تسكتي وماتزنيش 

-موافقة معاك شهرين من غير زن 

تنهد بتعب منها وهو رغم كل ذلك يحبها فقال:

-روحي البسي وتعالي أوصلك.

-حمامة


هرولت للداخل سريعاً وهو ينظر على جسدها مردداً بأفتنان:

-حمامة ايه دي بطه …عليا الطلاق بطه ثم دلف للداخل مقرراً ان يساعدها فقط لا اكثر يعني


_________سوما العربي_______


بينما كانت الأيام تمر ببطيء مرير على الملك العاشق المنتظر في مملكته كانت تمر سريعاً على أنجا التي إزداد غضبها بمرور الأيام تقف في شرفة مقصورتها تتابع بغيظ الإستعدادات الملكية المقامة على شرف إستقبال الملكة الوافدة من مصر 


ليقترب منها احد الوزراء يميل على أذنها محذراً:

-كمية الذهب الأخيرة كبيرة سيدتي وستلاحظ على غير العادة…أرى أن نقلل الكمية وإلا سينكشف أمرنا.


فرفضت رفض تام قائلة:

-بل افعل كما أمرتك كوترا…ونسبتك محفوظة 

-سيدة أنجا الفروقات ملحوظة 

-ستمر ولن يلاحظ أحد…نفذ ما أمرتك فالغد بات غير معلوم.

-لم افهم 

-المملكة على مشارف حقبة جديدة كوترا…أنا دوماً كنت أخشى من ما يحدث الان…الأسطورة تتحقق.. فتاة ولدت ليلة إكتمال القمر سيكون لها حكم كل تلك المملكة التي تعبت سنوات وأنا اخدمها…يكون لها نفوذ وشأن عظيم يعززه حب الملك لها …ضف على ذلك انها مصريه…المصريات مرعبات يا كوترا ومن المستحيل السيطرة عليهن وقد رأيت ذلك بأم عيني …لقد أنهت قواعد وضعت من عقود وبسببها دخل الإنترنت والجوالات المحمولة في المملكة من بعد المنع والغلق وذلك بسببها حتى لو أنكر الملك…لقد نسفت مفهوم الحرملك الذي وضع من قديم الأزل ولم تجرأ أي ملكة على الاقتراب او المساس به مهما بلغ نفوذها، وهي من قبل ان تأتي وبكلمه منها نسفته نسفاً ونُفذ الأمر فما بالك ان جائت وأصبحت ملكة ذات نفوذ.


سحبت نفس يكتم عيظها ثم قالت:

-نفذ ما أمرتك كوترا وكن حذر .


هز كوترا رأسه متفهماً مخاوف السيدة أنجا وقد وصلته الرسالة ليغادر ويترك أنجا تتميز في غيظ تحاول مداراته.


………..


المملكة تعمل على قدم وساق تتزين كلها لإستقبال ملكتهم الجديدة الحسناء التي سمعوا عنها العجب عن جمالها وحسنها وكذلك قوتها ..فهي وبسببها قد تحطم مفهوم الحرملك وحررت كل الجواري وعادوا لأسرهن وقد عين لهن وظيفه مناسبه براتب ممتاز لعيش حياة كريمة بعيد عن الرق والعبودية .


كل هذا بأمر من ملكة البلاد التي أحبها الجميع من قبل ان تأتي ورفضها قلة متعصبة كونها ليست من بلادهم ولا من لونهم

………


إستقبال تاريخي مهيب كان في إنتظآر السيدة رنا سيدة البلاد الأولى ترافقها والدتها وخالتها وقد وقفن مبهورين من جمال وإختلاف الطبيعه في تلك البلاد بينما مالت فوزيه تهمس في أذن اختها:

-بلدهم حر قوي…يا حول الله يارب …دي جهنم الحمرا ولا ايه يا ولاد؟ 


لتلكزها فوقيه في كتفها تخبرها انه لا وقته ولا مكانه فانتبهت كل منهما للسيدات المتقدمة منهم تقدم لهم الحلوة والهدايا 


…………


تقدم بخطى واسعه تسعفه قدماه الطويله يقترب من غرفتها الملكية يرغب في ضمها بين أحضانه يشبع شوقه ولهفته عليها وهم ان يفتح الباب لتوقفه فوزيه:

-عندك يا حلو

التف ينظر لها فتقول:

-على فين يا جميل

-أشوف رنا

-لا يجوز 

-؟؟؟؟

-آه احنا عادتنا كده …ماينفعش تشوف العروسه قبل الفرح فال وحش 

-ولو دقيقه

-ولا نص دقيقه 


ابتسمت بسعاده عليه ثم قالت:

-بكره ان شاء الله.


بينما كانت رنا منشغله بالتجهيزات للعرس تشوف على الطله النهائيه للفستان الذي طلبت ان تكن طلته معبره عن هويتها فاختارت فستان مستوحى من تصميمهات الفساتين المزين بها جدران معابد بلدها وتاج به علامة العنخ لتكتمل الطلة الأسطورية.


……………….


في يوم مميز لم يأتي مثله كان الملك يقف على باب أحد الحجرات الملكية ينتظر خروج ملكته الجميلة ليفتح الباب على وسعه فانحبست أنفاسه وهو يرى أميرة فرعونيه بديعه الصنع والجمال كأنها هاربه من أحد العابد المصريه…تخرج عليه وبعينها مزيج من الخوف واللهفه والشموخ مطعم بالقلق.


طلتها كانت مميزة خاطفه بل سالبه للأنفاس خصوصاً الملك العاشق .


سحب نفس عميق وقد طمأنها الأنبهار الواضح بعيناه…كم كان جميل ووسيم ببذلته الملكيه لتعلم كم انها فتاة مميزة ومحظوظة كونها حظيت برجل مثله وسيم وجميل بل وملك …


لا تكاد تصدق ….انه الان يقترب منها أمام الجميع يميل عليها قليلاً يقبل جبهتها بإجلال.


يا لروعة ما يحدث …فوقية تقف في أحد الأركان تبكي وفوزيه لجوراها تنهرها بحده:

-وليه وش نكد …افرحي بنتك بتتجوز.

-مش قادره يا فوزيه يأختي مش قادره كان نفسي أبوها يكون معانا ويفرح ببنته.

-وأنا كمان ..وكان نفسي بردو حوريه وجوزها ييجوا بس ابن الايه قالي طالعين عمره وجت الفيزا في توقيت الفرح…يالا ربنا يهنيهم….افردي وشك بقا كفايانا بكى.


لكن فوقيه لم تستجيب وبقت على حالتها لتتركها فوزيه وما تريد وبقت هي تنظر لما يحدث بفرحه تسمي وتصلي.


وقفت الملكة رنا بجوار زوجها الملك في شرفة الملك بالقصر لتحية الشعب الذي تجمهر اسفل المقصورة الرئيسية في القصر يهنئون ملكهم راعي الخير والتقدم والرخاء في البلاد على زواجه من عروسه الجميله بعد ما تداوله الناس عن قصة حبهم العجيبه.


كانت رنا مبهورة من هتاف الشعب بإسمها ومحبتهم لها مستغربه كيف ومتى عرفوها …تقسم ان تصنع لنفسها جماهيرية عريضه تدخل بها كتب التاريخ ويحكى عن قصتها في الأساطير ونصيحة وفاء ترن بأذنها بينما تشاهد أنجا تقف بجوار معاونيها في مقصورة اقل ارتفاعاً مواجهه للمقصورة الرئيسية وكلهم يناظروها بغضب وغل خفي لتعلم ان لديها معهم أشواط وحروب طويله تستلزم التأني وإتباع سياسة النفس الطويل.


لتترك كل ذلك جانباً فاليوم يومها …زفافها الأسطوري على أعظم الملوك والفرح بات من نصيبها وستفرح رغم أنف المعارضين.


لتلفت لراموس تنظر له بأعين لامعه من السعادة والأنبهار ثم همست :

-هو أنا قولت لك قبل كده اني بحبك؟


ناظرها بحب وتوق شديد يهز رأسه نفياً لا يرغب بان ترف عينه فيحرم من رؤيتها ولو لثواني فهمست هي :

-بس أنا بحبك…قوي

ليقترب منها يقبلها من شفتيها بتأني جميل ترتفع مع قبلته هتافات الحشود المتجمهرة من الشعب صانعه مشهد أسطوري سيخلد للتاريخ .


مشهد سطر معه بداية عهد جديد في المملكة مع ملكتهم الجديدة التي أصبحت من اليوم الملكة رنا ….ملكة جزيرة الذهب 


-تمت بحمد الله-

لمتابعه روايتنا زورو قناتنا على التلجرام من هنا 

تعليقات



×