رواية نيران ظلمه الفصل التاسع 9 بقلم هدير نور
بعد مرور عدة ايام
كانت حياء واقفه بجانب عز الدين امام باب غرفة جدتها تشعر بالتوتر الشديد امسكت يده تشدها بخفه
=عز....انا....انا خايفه متوافقش تشوفنى او تتعب تانى
ضغط عز علي يدها بخفه قائلاً بهدوء
= لا متقلقيش انا اتكلمت معها في كل حاجه..المهم اننا نبان قدامها ان احنا مبسوطين مع بعض..اتفقنا
هزت حياء رأسها تأخذ نفساً مرتجف عندما فتح عز الدين الباب يخطو للداخل وهو لا يزال ممسكاً بيدها بين يده لتخطو خلفه بخطوات بطيئة مرتجفة كانت جدتها جالسة فوق الفراش تتصفح احد الجرائد
هتف عز بمرح وهو ينحنى مقبلاً خدها برقه
=ايييه القمر ده يا دريه هانم احلوينا وصغرنا ولا يجى عشرين سنه..
ابتسمت دريه وهى تربت بحنان فوق وجنتيه
=بطل بكش....
ثم التفت تنظر الى حياء التي كانت تقف مختبئه خلف عز بوجه شاحب متردد قائلة بجدية
=ايه يا حياء ..مش هاتيجى تسلمى عليا ولا ايه ؟!
همست حياء وهي تقترب منها بارتباك
=هاااا....لا ..لا..طبعاً انا بس كنت مستنيه حضرتك تسلمى على عز الاول
ثم مدت يدها تصافحها برسميه
امسكت دريه بيدها تجذبها الى احضانها ليتجمد جسد حياء بصدمه لكنها سرعان ما تبدلت مخاوفها وتشعر ببعضاً من الارتياح عندما رتبت جدتها فوق ظهرها بحنان
ابعدتها دريه عنها قائلة بحنان وهى تشير الى المساحة الفارغة بجانبها فوق الفراش
=تعالى اقعدى جنبى هنا يا حياء
نظرت حياء الى عز بتردد لكنه هز رأسه لها بثقة يحثها على فعل ذلك
جلست حياء بجانبها بجسد كالوتر المشدود من شدة التوتر
اخذت درية تثرثر مع حياء عن كل شئ و لم تذكر بتاتاً ما حدث بتلك الليله ابداً مما جعل حياء تشعر بالاسترخاء حتى انها كانت تضحك على مزحات جدتها ..
نهض عز الدين ببطئ مقبلاً كلاً منهما على خديهما مودعاً اياهم قبل ان يغادر الى عمله بعد ان اطمئن على تحسن الوضع بينهم...
فور ذهاب عز التفت حياء الى جدتها قائله بصوت متردد
=تيتا كنت عايزة اتكلم معاكى عن.....
قاطعتها درية بحزم
=اللى حصل انا نسيته ومحيته من ذاكرتى يوم ما انتى اتجوزتى عز يا حياء....
لتكمل وهى تربت على يدها بحنان
=انا المهم عندى دلوقتى اشوفكوا مبسوطين مش عايزه اكتر من كده
تمتمت حياء بارتباك
=بس يا تيتا انتى لازم تعرفى الح...
قاطعتها دريه
=لا مش لازم اعرف حاجه ...
لتكمل وهى تربت بيدها فوق بطن حياء بخفه
= المهم دلوقتى هتجبولى مسيرى صغير امتى...؟!
اشتعل وجه حياء بالخجل مما جعل درية تنفجر ضاحكه جاذبه اياها الى احضانها تحتضنها بحنان
=كل اللى عايزاه منك انك تحافظى على جوزك و بيتك ..
اومأت لها حياء بصمت لتكمل دريه
=و من النهارده اى حاجه تضايقك انا موجوده ..ولو عز عملك اى حاجه عرفينى وانا املصلك ودانه
لتكمل بصوت منخفض كانها تخبرها سراً ما
=بينى وبينك محدش بيقدر عليه غيرى حتى ابوه فخر يعنى متخافيش طول ما جدتك فى ظهرك
احتضانتها حياء و هى تشعر بالدفئ يتغلغلها فاكبر مخاوفها قد اختفت وها هى جالسه مع جدتها تتحدثات وتضحكان بمرح...
بغرفة الطعام ..كانت العائلة مجتمعة لتناول طعام الغداء
حيث جلس فخر يترأس طاولة الطعام بينما جلست بجانبه الايمن زوجته فريال تجاورها تالا بينما بجانبه الاخر كانت تجلس كلاً من حياء و نهى..
التفت فخر الي حياء قائلاً بهدوء
=حياء ...عز كان قالى ان ابلغك تجهزى نفسك علشان هتحضرى معاه حفلة النهاردة
تمتمت حياء بدهشه حيث لم يستوعب عقلها الكلام بعد
=حفلة ؟! حفلة ايه يا عمى ..؟!
اجابها عمها بهدوء وهو مستمر بتناول طعامه
=الحفلة السنويه للشركة اللي......
لكن قاطعت صرخة تالا التى ما ان سمعت كلماته تلك حتي انتفضت واقفه تهتف بغضب وهي تلقي بشوكة الطعام التي كانت بيدها فوق الطبق بحدة
=تحضر معاه الحفلة دي ازاى انا متعودة كل سنة ان احضرها مع عز الدين
رمقها فخر بغضب وهو يهتف بحده
=الكلام ده كان قبل ما يتجوز ...ولا تحبي يسيب مراته في البيت و يروح معاكى انتى الحفله يا ست تالا
تمتمت تالا بارتباك وقد ادركت انها قد تجاوزت حدها
= لا...انا..انا مقصدش يا اونكل...
انا بس اضايقت اني مش هقدر احضر الحفله
اجابها فخر بنفاذ صبر وهو يرمقها ببرود
=ومتروحيش الحفله ليه كلنا هنروح دي حفله الذكرى السنويه لتأسيس الشركة مش حفلة خاصه يعنى...
اجابته تالا وهي تجلس مرة اخري فوق مقعدها ترسم ابتسامة فوق وجهها تخبئ وراءها غضبها المشتعل
=عندك حق يا اونكل
رمقها فخر ببرود ثم التفت نحو حياء التي كانت تتحدث مع نهى بصوت منخفض حول عدم علمها بالامر
=حياء...تكونى جاهزة علي الساعه 9 عز هيوصل قبل الحفله على طول يعنى مش هايجي البيت الا قبلها علشان يغير هدومه وتخرجوا علي طول
اومأت له حياء بالايجاب وهي تفكر لما لم يخبرها هو بالامر فقد كان معها هذا الصباح ولم يذكر شئ حول الامر ..لكن سريعاً ما تبخرت هذه الافكار فور ان همست لها نهى بفرح
=هتلبسى ايه فى الحفلة ؟!
هزت حياء رأسها قائلة بصوت متخفض
=مش عارفه ...انا مفيش عندى اى حاجه ينفع البسها خالص
نكزتها نهى بذراعها قائلة
=احنا نخلص اكل و نروح الاتيله ال اللي بشترى منه على طول فساتينه تحفه و متقلقيش هنلاقى ح.......
قاطعتها حياء وهي تزفر باحباط
=اروح ازاى بس يانهى..انتى عايزة عز يخلص عليا..ده لو عرف بس ان طلعت الجنينه مش خرجت اشترى فستان هيولع فيا
تمتمت نهى وهى تمرر يدها بشعرها قائله بدراما
=عندك حق.....ده مش بعيد يولع فيا معاكى لو عرف ان انا اللى خرجتك
لكنها سرعان ما هتفت بحماس بصوت مرتفع لكنها اخفضت صوتها على الفور عندما التفتت رؤوس جميع من علي الطاولة نحوها ابتسمت لهم بحرج وهى تهز رأسها بصمت و فور التهائهم بطعامهم مرة اخرى
همست لحياء بصوت منخفض
=احنا نطلب اون لاين .. هما عندهم الخدمه دى ندخل على موقعهم و نشوف فستان يعجبك ونطلبه ايه رايك ؟!
لتكمل بصوت مرتفع قاصده ان يوصل صوتها الى تالا التى كانت جالسه تسترق السمع اليهم محاوله اغايظتها
=لازم تبقى نجمة الحفلة انتى مش هتبقى زى اى واحدة هتحضر لا ده انتى مرات المدير العام لأكبر مجموعة شركات فى البلد يعنى الاضواء كلها هتبقى عليكى..
شعرت.تالا نيران الغضب تشتعل بداخلها فور سماعها كلماتها تلك مما جعلها ترمق حياء بنظرات حاقدة تلتمع بالغل والكراهيه غرزت شوكتها فى قطعه من اللحم تضعها بغل فى فمها وهى تتوعد بداخلها لحياء...
كانت تالا جالسة بغرفتها تفرك يديها ببعضها البعض بقوة وهى تشعر بالنيران تشتعل بصدرها انتفضت واقفة على قدميها وهي تهتف بحده
=الغبيه دي اتاخرت كده ليه ؟!
لتكمل بغل وهي تهز قدميها بقوة
=قال الجربوعة دي تروح الحفله معاه و الاضواء كلها تبقي عليها وانا اروح لوحدي وابقي زى زى اى واحدة عادية حضرت الحفلة...على جثتى ده يحصل زى ما بيروح كل سنه معايا هيروح السنه دى
لتكمل وهي تغرز اظافرها بغل فى كفة يدها
=بس لا الموضوع بدأ يكبر ده شكله بدأ يقع فيها بجد ...بس انا اللى غبيه المفروض كنت افهم ده من اول ما عرفت انه طرد الممرضه علشان خاطر سواد عيونها....بس انا السبب..لما وافقت سالم الزفت ده وفضلت ساكتة كل الفترة دى......
لتهتف بغل وهي تزيد غرز اظافرها في كف يدها حتي ادمتها
=كنت مستنيه ايه ...مستنيه انه يحبها علشان سالم يبدأ يتحرك بس لا انا مش هستحمل اشوفه معها لازم اخلص منها ..ويبقي ليا لوحدى
اخذت تمرر يدها في شعرها تفركه بعصبيه وهي تكرر بصوت مرتجف
=عز بتاعي انا...علي جثتي اسيبهولها ولو فيها موتى
اخذت تزفر بحدة محاولة تهدئه ذاتها حتي نجحت في نهايه الامر رفعت وجهها بحده وقد التمعت عينيها بقسوة وهي تمتم باصرار
=و ديني لأخاليكوا تلبسوا عليها اسود مش هخاليها تتهنا به ابداً
سمعت طرقاً خفيف علي باب الغرفه صرخت بحدة
=ادخلى...
لتكمل بشراسة فور دخول جنات الخادمه. التى تعمل بالمنزل
=اتأخرتي ليه يا زفتة...كل ده كنت بتهببى ايه ؟!
بدأت جنات التحدث بصخب محاولة تبرير تأخرها
=معلش والله يا ست تالا اتاخرت عليكي اصل الست ف....
هتفت بها تالا وهي تضع يدها حول اذنيها تضغط عليها بقوة
=اخرسي..اخرسي ايه صداع
لتكمل بضيق وهي تشير بيدها نحو المقعد الذي يجوارها
=اترزعى اقعدى عايزاكى
جلست جنات وهي تعدل من رباطة رأسها قائلة وهي تبتسم بسماجة
=خير يا ست الناس اؤمريني
اجابتها تالا وهي تخرج قنينه من حقيبتها ثم رفعتها امام عينيها قائله وعينيها تلتمع بمكر
=شايفه الازازه دى....
هزت جنات رأسها وعينيها مسلطة علي القنينة الممتلئة بسائل شفاف اللون و ذات رأس بخاخى تتأملها بدقة....
اكملت تالا وهي تلقي بها في يدها قائلة بحدة
=تاخديها وتطلعى علي اوضة الزفته اللى اسمها حياء....
هزت جنات رأسها بالايجاب وهى تبتسم كالبلهاء
=ايوه هعمل بها ايه يعني ...
تمتت تالا بهدوء وهي تشير اليها لكي تقترب منها
=ركزى و افهمى الكلام اللي هقوله مش عايزة اى غباء منك لان لو غلطتي غلطة واحده هقطملك ساعتها رقبتك...
ثم بدأت تالا باخبارها ما تريده منها كانت جنات تستمع اليها وعلامات الصدمه ترتسم علي وجهها
هتفت وهي تنتفض واقفة على قدميها بذعر
=يا نهار اسود يا ست تالا انتى عايزاني اسممها
جذبتها تالا بحدة من يدها تعيدها لتجلس فوق المقعد مره اخرى وهى تجز عليكى اسنانها بغضب قائله
=اقعدى يا غبيه هتفضحينا اسمعى كلامى للاخر
هتفت جنات بارتباك وهي تضع يدها فوق صدرها
=اسمع ايه دي ..دي روح يا ناس انتي عايزه تخلينى اموتها بالسم اللى........
قاطعتها تالا وهي تجز علب اسنانها بغضب
= سم ايه يا غبيه و روح ايه ده مجرد مركب هترشى منه علي المكياج بتاعها هيسببلها حساسيه و وشها هيورم شويه وخلاص
لتكمل بحده وهي ترمقها بازدراء
=بعدين يعنى هو انتي هتعملي ده ببلاش ما انتي هتاخدى مبلغ قد كده
ارتسمت علامات الجشع علي وجه جنات فور سماعها ذلك لكن تجهم وجهها مرة اخري قائله بتردد
=لامؤاخدة يعني يا ست تالا بس عز باشا لو عرف اني عملت كده في مراته قليل لو ما كان دبحني فيها ؟!
اجابتها تالا بنفاذ صبر
=لا متقلقيش محدش هيعرف حاجه....هيفتكروا ان جالها حساسيه من اي حاجة كالتها او شربتها
لتكمل وهي تنظر اليها بخبث
= و علشان قلبك يطمن اكتر هديكي 20 الف جنيه علشان يقوا
قلبك ....هاااا موافقه
اجابتها جنات علي الفور وهي تلهث بجشع
= موافقه...موافقه طبعاً
هزت تالا رأسها قائله برضا
=تمام اوث ...المهم عندي بقي انك ترشيه علي نوع كريم. معين واللي دايماً هى بتستعمله علشان محدش يشك في حاجه
همست جنات باقتضاب
=طيب و ده انا هعرفه ازاى ؟!
ابتسمت تالا بثقة وهي تضع قدم فوق الاخري
=بسيطه هتشوفى ايه اكتر نوع كريم علبته ناقص منها كتير اكيد ده هيكون اللي هي بتستعمله دايماً ..ِركزي يا جنات انا لازم اضمن انها هتحط منه ومتقدرش تحضر الحفله
هزت جنات رأسها بثقة قائله
=متقلقيش يا هانم ...دي حاجة سهله
اجابتها تالا بهدوء وهي تعدل من تسريحة شعرها
=تمام يبقي تقومي وتعملى اللي قولتلك عليه.. هي دلوقتى مشغوله تحت مع الزفته نهى..
اجابتها جنات وهي تنهض على الفور
=متقلقيش يا ست هانم هخلص كله في السريع
نهضت تالا علي قدميها هي الاخري تستعد لمغادرة الغرفة
=انا هنزل اشغلها و اول ما تخلصى و ترنى عليا على طول فاهمه
هزت جنات راسها بالايجاب وعينيها لازالت تلتمع بجشع بينما تذهب لاتمام مهمتها...
كانت حياء جالسة بغرفة الاستقبال تتحدث مع نهي وهما يتصفحان الموقع بحثاً عن فستان ملائم ترتديه حياء بالحفل لكنها توقفت عن التحدث تلمح بطرف عينيها تالا الجالسة معهم بذات الغرفة تتلاعب بهاتفها لكن حياء شعرت بعدم الارتياح فقد كانت نظراتها مسلطة عليها تتفحصها بدقة مبالغ بها..
انتفضت ملتفتة نحو نهى التي ضربتها فوق يدها بخفه وهي تهتف بنفاذ صبر
=ايييه بقالي ساعه بكلم نفسى....
عقدت حياء حاجبيها قائله بعدم فهم
=بتقولى ايه يا نهي ؟!
اجابتها نهي علي الفور وهي تقلب عينيها بملل
=كنت بقولك خلاص استقريتي هتشترى ايه...؟!
اجابتها حياء وقد شع وجهها بسعادة
=اهاااا ...الفستان الاحمر عجبنى اوى
غمزت لها نهي وهي تمتم بخبث
=ايوووه يا سيدى ..علشان تشعللي عز بيه وتخليه يلف حاولين نفسه
ضحكت حياء بمرح تهمس لها بصوت منخفض حتي لا يصل الى مسمع تالا
=اتنيلى...ده يقبل العمى ولا يقبلنيش
نكزتها نهي في ذراعها قائله بمرح
=بتهيألك...مين يقدر يقاومك يا جميل انت
اخذوا يضحكون بمرح لكن توقفت ضحكاتهم تلك عند سمعاهم تالا تزفر بغضب وهى تمتم ببعض الكلمات الغير مفهومه بحدة
التفتت نحوها نهي تسألها بمكر
=خير يا تالا ...في حاجه مضايقكي يا حبيبتي ؟!
نظرت اليها تالا بحدة لكن سرعان ما تبدلت هذه النظرة الي الارتياح فور ان صدع صوت رنين هاتفها بارجاء الغرافة لتنهض علي قدميها وهي ترمق حياء باستخفاف قائلة ببرود
= لا ابداً كنت مستنية اتصال مهم من واحدة صاحبتي بس اهو اخيراً
وصل..
همهمت حياء وهي تنظر اليها بسخرية لاذعة
=وصل !! طيب حمد لله علي سلامته يا حبيبتى
انطلقت نهي تضحك بصخب بينما وقفت تالا ترمقهم بنظرات غاضبه حاقده قبضت علي كفيها بقوة وهي تخرج من الغرفه تتمتم بغل
=اضحكي براحتك بكره اخليكي تبكي بدل الدموع دم ..
كانت ناريمان جالسة تتناول الطعام مع ثروت بصمت عندما صدع صوت رنين هاتفها برقم مجهول اجابت ناريمان بهدوء
=الو.......
لكن رعشة من الذعر مرت بجسدها فور تعرفها علي صوت المتصل الذى اخذ يهتف بغضب
=جوزتيها يا ناريمان......
ليكمل صاحب الصوت بحدة
=فكرك كده بتحميها منى........
قاطعته ناريمان بحده وهي تنفس ببطئ محاوله تهدئة نوبة الذعر التي انتابتها
=ايوه جوزتها يا داوود ...ومش جوزتها لأى حد لا ....
لتكمل وهي تضغط علي كل حرف من كلماتها
= جوزتها لعز الدين المسيرى ..و انت عارف كويس هو مين عز يا داوود
صاح داوود بشراسة
=فاكرانى هخاف منه...ده انا داوود الكاشف فوقى اللى باشارة منه يهد الدنيا و يبنيها من تانى فى ثانية
تمتمت ناريمان بارتباك وقد شعرت بالذعر يضربها مرة اخرى
=عارفه كويس انت مين يا داوود وتقدر تعمل ايه...بس على جثتى لو خاليتك تلمس شعرة واحدة من بنتى.........
لتكمل بحدة و هى تضغط علي الهاتف بقوة تستمد القوة منه
=ايييه هو بالعافية عايزنى ارميهالك قصاد الفلوس اللي على ابوها ليك ما يولع ابوها و تولع انت كمان معاه انا مش هرمى بنتى فى النار بايديا.....
صاح داوود بغضب متوعد
=انتى كمان بتشتمنى.. والله واتجرئتى يا ناريمان وطلعلك حس بس و دينى لأكون مخل.......
قاطعته ناريمان تصيح بشراسة
=ايوه بشتمك ..و هشتمك تانى كمان لما تحط عينك على بنت قد عيالك وتهددنى بخطفها لو مسلمتهاش لك بمزاجى يبقى تتشتم ويتعمل فيك اكتر من كده كمان هو انت فاكرنى مش عارفه انتى عايزها ليه ...ده انت سمعتك الوسخه سابقاك
تمتم داوود بحده قبل ان يغلق الهاتف بغضب دون يتيح لها فرصة للرد
=انتي اللي جنيتى علي جوزك وعلي بنتك يا ناريمان ...وبرضو مش هتفلت من ايدى... مش هتفلت يا ناريمان و كويس انك عارفه ان هعمل فيها ايه.....
القت ناريمان الهاتف فوق الطاولة مخبئه وجهها بين يديها لتتعالي شهقات بكائها الحادة علي الفور
نهض ثروت مقترباً منها بتردد هامساً بصوت منخفض و هو يضع يده فوق كتفها
=ن..ناريمان
نفضت ناريمان يده عنها و هى تهتف بحده
=ابعد عنى.....ابعد منك لله انت اللي عملت فينا كل ده ..انت اللى خليت كلب زى ده يتجرئ و يحط بنتك فى دماغه القذره ...راجل سادى حقير
تمتم ثروت بارتباك وهو يشعر بالاختناق
=مش وقته ..مش وقته يا ناريمان...عرفيني قالك ايه ؟!
اخذت تزيل بيدها عن وجهها الدموع العالقه بوجنتيها وهي تتمتم بانكسار
=رجع من استراليا و عرف ان حياء اتجوزت و طبعاً شايط وعلى اخره وقعد يهددنى برضو ...مش عارفه البني ادم ده امتي هيتهد ...اشمعنا بنتى..ليه حاططها فى دماغه اوى كده دى حتى متكلمش معها ولا مره و لا هى حتى تعرفه
لتكمل تضع يدها فوق راسها تدلكه بعصبيه
= منك لله ياثروت من يوم ما عزمته على عيد ميلادها وهو حطها فى دماغه.... منك لله انت السبب..
اخذت تحدث نفسها بيأس تحاول ايجاد حل لما هى فيه
=لازم نسدد فلوسه في اقرب ..لانه في اي لحظه ممكن يوديك في داهيه بالشيكات اللي معاه
قاطعها ثروت بغضب
=واحنا هنجيب منين 15 مليون يا ناريمان ده مبلغ كبير
قاطعته ناريمان بحده وهي تنتفض واقفة
= مبلغ كبير ؟! وانت مكنتش عارف انه مبلغ كبير لما روحت كتبت على نفسك شيكات و ضاربت بالمبلغ كله فى البورصه ...
تمتم ثروت بغضب وهو يمرر يده فوق وجهه
=خلاص بقى مش كل شويه تذلى فى انفاسى..واهدي كده و خالينا نفكر هنتصرف ازاى
همهمت ناريمان بضعف
=نفكر في ايه ...مفيش قدامنا غير عز الدين ربنا يحنن قلبه عليك المره دي كمان
وقف ثروت ينظر اليها بتردد وهو يشعر بالخوف مما قد يصيبه اذا لم يوافق عز الدين على انقاذه ككل مرة.
خرجت حياء من غرفة الحمام تلف حول جسدها منشفه اخذت تتأمل بعينين تلتمع بفرح فستانها الملقي علي الفراش الذى قد وصل منذ بضعة ساعات لا يمكنها الانتظار حتي تقم بارتداءه فقد كانت
ِتشعر بالسعاده تغمرها فاخيراً سوف يمكنها الخروج لأول مره منذ اكثر من شهر اى منذ تلك الليله المشؤمه التي تغيرت بها كل حياتها
سوف تخرج وترى الشوارع مرة واناس اخريين يمكنها التحدث معهم ابتسمت بسعاده وهي تفرك شعرها المبلل بالمنشفة حتي يجف ثم اتجهت نحو طاولة الزينه تضع من الكريم المرطب الخاص بها قبل ان تبدأ فى وضع مكياجها وزعته علي وجهها جيداً واخذت تدلكه ببطئ حتي تاكدت من ان بشرتها قد تشربته تماماً ...
انتفضت واقفه بفرح تتجه نحو الحمام لجلب مكواه الشعر وهي تتمتم بسعاده قائله
=هظبط شعري قبل ما البس الفستان واحط الميك اب علشان ميتبهدلوش.....
لكن وقبل ان تكمل جملتها شعرت بنيران تشتعل بوجهها كأنها تلتهمه..اسرعت بخطوات متعثرة علي الفور نحو المرأة تنظر الي وجهها لمعرفة ما به لكنها صرخت برعب عندما رأت صورة وجهها المنعكسة بالمرأه
دخل عز الدين الي غرفته وهو يشعر بالارهاق يتملك جسده يرغب بالنوم لمدة طويلة دون ان يقظه احد لكنه لا يمكنه النوم لاكثر من ساعه واحده...فقد تخلص من عمله باكراً حتي يستطيع الاستراحه هذه الساعه ..قبل ان يتجهز و يذهب هو وحياء الى حفل شركة العائلة فقد سبقتهم العائلة الى هناك منذ اكثر من نصف ساعه..
لكنه وقف متجمداً بمنتصف الغرفة عندما رأي حياء تجلس فوق الفراش تدفن وجهها بين ركبتيها التي كانت تضمها الي صدرها و هى تنتحب بشدة اسرع على الفور نحوها والقلق يتملكه...
تمتم بصوت اجش وهو يقف بجوار الفراش
= ايه حصل ..بتعيطي ليه ؟!
لم تجيبه و اخذ انتحابها يزداد بقوة مما جعل قلبه ينقبض داخل صدره بألم جلس بجوارها فوق الفراش قائلاً بهدوء
=طيب فاهميني بتعيطي ليه ..؟!
ليكمل بنفاذ صبر عندما لم يتلقى منها اجابه
=فى حد زعلك ؟!
هزت حياء رأسها بالنفى دافنه وجهها اكثر بين ساقيها تخفيه وهى تمتم بصوت منخفض
=لا....
انتفض واقفاً بحدة وهو يهتف بنفاذ صبر
=اومال المناحه اللى انتي عاملها دي ايه سببها ...بعدين انتي ليه ملبستيش لحد دلوقتي انتي مش عارفه ان في حفلة مهمة ولازم نح......
قاطعته حياء بصوت مكتوم مفتعل
=مش هروح حفلات روح انت....
زفر عز الدين بغضب ممرراً يده بين خصلات شعره وعينيه مسلطه عليها بنفاذ صبر تمتم من بين اسنانه باستياء
=بقي كل اللي بتعمليه ده علشان مش عايزه تحضرى الحفله........
ليكمل وهو يجذبها من ذراعها بحدة من فوق الفراش حتي اصبحت علي قدميها امامه
=طيب ايه رايك بقي هتحضرى وغصب عن.......
لكنه ابتلع باقي جملته بصدمة يشعر بلكمه قوية سددت بمعدته عندما رأى وجهها المتورم والذى كان يسوده الاحمرار الشديد وقف متجمداً عدة لحظات غير قادر النطق بحرف واحد لكنه تنحنح قائلاً بصوت مرتبك فى نهاية الامر
=وشك ..ايه حصله ؟!
هزت حياء رأسها وهي تبدأ في الانتحاب بشدة مرة اخرى
=مش..مش عارفة يا عز ....
لتكمل وهي ترتمى بين ذراعيه تخفي وجهها في صدره وهي تمتم من بين شهقات بكائها الحادة
=مش عارفة ايه حصله مرة واحدة بقى كده...هو...هو انا كده اتشوهت..؟!
تجمد جسده عندما شعر بها بين ذراعيه لكنه سرعان ما زفر ببطئ محيطاً اياها بذراعيه القويه يضمها الي صدره بحنان وهو شاعراً بالضيق يجتاحه عند رؤيته لها بهذه الحالة من الضعف اخذ يمرر يده برقه فوق ظهرها وهو يتمتم بهدوء مطمئناً اياها
=لا متخفيش ...دى اكيد مجرد حساسية من حاجه اكلتيها او شربتيها انا هتصل دلوقتى بالدكتور وهخاليه يج حالاً ....
ابتعدت عنه حياء ببطئ تضع يدها فوق وجهها تحاول اخفاءه عنه بينما اخرج عز الدين هاتفه ليجري اتصالاً بالطبيب ولكنه لاحظ حركتها تلك فامسك بيدها يبعدها عن وجهها وهو لايزال يتحدث مع الطبيب بالهاتف لكنها رفعت يدها مرة اخرى باصرار تخبئ وجهها عنه اغلق عز الدين مع الطبيب ثم التفت نحوها يجذب يدها بعيداً عن وجهها بحدة قائلاً بنفاذ صبر
=بتعملي ايه...؟!
اخفضت حياء رأسها قائلة بصوت مرتجف
=مش عايزاك تشوفني كده... شكلى بشع انا عارفه ..
لتكمل بصوت منكسر ضعيف
= انا مستحملتش اشوفه في المرايا ما بالك انت بقى.......
رفعت يدها مرة اخرى تخبئ بها وجهها عنه لكنه اسرع بامساك يديها مقيداً اياها خلف ظهرها بقبضته قائلاً بحنان وهو يمرر عينيه فوق ملامح وجهها
=مين قالك ان شكلك بشع..حتي و انتى كده زى القمر
ارتعشت شفتيها بابتسامة خجله تشعر بدفئ غريب يسرى بداخلها عند سماعها كلماته تلك
قربها ببطئ من جسده وهو لايزال مكبلاً يدها خلف ظهرها انحنى نحوها هامساً بحنان
=مش عايزك تقلقىدلوقتى الدكتور هايجى ونطمن...تمام
هزت حياء رأسها بطاعه وهي تمتم بابتسامه رقيقه متناسيه قلقها السابق
=تمام...
وقف عز الدين متأملاً ابتسامتها تلك وهو يشعر بضربات قلبه تزداد بشده قبل ان يحرر يديها من قبضته و يوجهها نحو الفراش لتستلقى عليه اثناء انتظارهم للطبيب...
ظل عز الدين واقفاً بجسد متوتر وعينين قلقه يراقب فحص الطبيب لوجهها ولكن عندما التفتت نحوه حياء تنظر اليه وعلامات القلق باديه علي وجهها رسم علي وجهه ابتسامة و هو يهز رأسه لها يطمئنها مما جعلها ترسم ابتسامه مرتعشه فوق شفتيها ..
ظل الطبيب يسألها عدة اسئله عما تناولته خلال اليوم اجابته حياء ثم ذكرت له انها قد وضعت كريم مرطب علي وجهها قبل ان يحدث هذا التورم بوجهها تفحص الطبيب عبوة الكريم و التي كانت ممتلئة الي نصفها قائلاً
=النوع ده اول مره تستعمليه ؟!
اجابته حياء بهدوء
=لا علي طول بستعمله ..مش اول مره يعنى
هز رأسه بتفهم قائلاً
=من الواضح مش انه السبب بس من الافضل الفترة دى متستعمليش اي من ادوات التجميل اللي عندك لان ممكن يكون صلاحيتها تكون انتهت ومش لازم التاريخ اللي عليه يبقي مظبوط شركات كتير بتحط اى تاريخ صلاحيه ...
هزت حياء راسها قائلة باعتراض
=بس ..بس كل اللى عندي ماركات غاليه واستحاله..ِ...
قاطعها عز الدين بحدة موجهاً حديثه للطبيب
=تمام...كل المكياج اللى عندها ده هيترمى
هتفت حياء باستياء
=و المكياج ذنبه ايه ..؟! مش هو السبب يا عز
تجاهلها وكأنها لم تتحدث ملتفتاً نحو الطبيب قائلاً باهتمام
=احنا نروح المستشفي نطمن اكتر و لو في تحاليل ممكن نعملها او.....
قاطعه الطبيب قائلاً بهدوء محاولاً اطمئنانه
=الموضوع مش مستاهل يا عز بيه دي مجرد حساسيه عاديه..انا هكتبلك علي نوع حبوب للحساسية هيلغى مفعول الماده اللي اتسببت فى كل ده ..بس اول ما هتاخده هتنام علشان الالم ومتضطرش تلمس وشها وتتسبب في تهيج التورم اكتر
ليكمل بهدوء و هو يكتب في الدفتر الخاص به
=وهكتبلها علي نوع مرهم كويس اوي هيخفف الورم ده خالص
هز عز رأسه متناولاً الورقه منه ثم صاحبه بهدوء الى خارج الغرفة...
كانت حياء لازالت جالسة فوق الفراش تتأمل وجهها في المرأه الصغيره التي بين يديها وقد التمعت عينيها بالدموع وهي تمتم
=ايه النحس اللي انا فيه ده بس يا ربي حتي اليوم اللي قولت هخرج فيه.....
القت المرأه بأستياء فوق الطاوله التي تجاور الفراش واعتدلت في جلستها فور دخول عز الدين الغرفه وهو يحمل حقيبه لتعلم بانه قد اتى بالدواء الخاص بها ..جلس بجوارها ببطئ وهو يتأمل ملامح وجهها المتجهمه بنظرات ثاقبة
=مضايقة ليه دلوقتي ؟! مش الدكتور خلاص طمنا يبقي ايه لزمته القلق
اجابته حياء بصوت مرتجف
=مش ..مش قلقانه ولا حاجه...
لتضغط باسنانها فوق شفتيها بقوة محاولة كتم تلك الدموع الغبية التي علي وشك فضح امرها...
اقترب منها رافعاً وجهها اليه يمرر ابهامه ببطئ فوق شفتها محرراً اياها من بين اسنانها وهو يتمتم بصوت اجش
=شفايفك ورمه كده هتعوريها و فاهميني ..ايه اللي مزعلك ؟!
همست حياء بضعف وقد بدأت الدموع تنساب من عينيها مغرقة وجنتيها
=انا...انا كان نفسي اروح الحفله ...انا قولت اخيراً هخرج واشوف ناس ..بس...بس انا حظي وحش دايماً في كل حاجه
كان يستمع اليها وهو يشعر بقبضة حادة تعتصر صدره فور ادراكه مدي يأسها و حاجتها للذهاب خارجاً
ليعلم بانه قد تمادى في حبسه لها حتي انه قد قام بمنعها من ان تخرج الي جنينه المنزل لتروه عن نفسها..
اكملت حياء وهي تمتم بعصبيه تزيل بيدها بعنف الدموع العالقة بوجهها
=اصلاً مش مهم انا.........
لكنها قاطعت جملتها تصرخ بالم فور ملامسه كف يدها لوجهها المتورم
اقترب منها بلهفة قائلاً بقلق
=ايه...وشك حصله حاجة؟!
هزت حياء رأسها بالنفي
=لا بس نسيت وحطيت ايدى عليه
زفر عز الدين قائلاً بهدوء وهو لايزال يتفحصها بدقه مبالغ بها
=طيب تعالي .....خاليني احطلك المرهم
ثم اخرج عبوة الكريم الطبى من الحقيبه تمتمت حياء بارتباك وهي تراقب يده وهو يحاول فتح العبوة
=عز. هو ..هو...انت مش هتلبس علشان تروح الحفلة
اومأ لها برأسه بالايجاب قائلاً وهو لا يزال يحاول فتح العبوة
=اطمن انك خدتي علاجك..وهقوم اغير هدومى على طول........
قاطعته حياء بارتباك
=بس...بس انت كده هتتأخر والحفله من اللي فهمته من عمى انها مهمه بالنسبالك و...
قاطعها عز بهدوء وهو يمرر اصبعه الملئ بالكريم الطبي فوق وجهها يدلكه برقه حتي لا يتسبب في اليمها
=الدنيا مش هتتهد لو اتاخرت نص ساعه
اومأت له حياء رأسها بصمت فقد كانت ترغب بان تطلب منه البقاء معها وعدم تركها بمفردها لكنها تعلم بانها لن تحصل من طلبها ذلك الا احراجها فهى تعلم بان هذه الحفلة هامة له كثيراً كما انه سوف يكون مطمئناً بانها لن تحاول الهرب وهى بهذه الحاله وبوجود الخدم وجدتهم دريه المتواجدين بالمنزل معها ....
تبخرت هذه الافكار عندما شعرت باصابعه تمر فوق وجنتيها المتورمه يدلكها برقة ايقظت حركته تلك استجابه حارة في سائر جسدها اغمضت عينيها تستمع بالشعور باصابعه فوق وجهها لكنها لاحظت توقف حركة يده فوق وجهها فتحت عينيها ببطئ لترى سبب توقفه لكنها شهقت بخفة عندما وجدت وجهه لا يبعد عنها الا انشأت قليله و الرغبة تحترق في عمق عينيه الدخانية همست حياء بصوت مرتجف ضعيف
=عز ......
لكنه انتفض واقفاً مبتعداً عنها يدير ظهره لها وهو يضم قبضتيه بقوة بجانبه محاولاً السيطرة علي تلك الرغبة التي تشتعل بجسده زفر ببطئ ثم اتجه نحو الطاولة متناولاً كوب الماء الموضوع فوقها مناولها اياه ثم اخرج حبه من الدواء الذى وصفه لها الطبيب تناولتها منه وهي تخفض رأسها بخجل ظلت محتفظة بالحبة بين يديها تنظر اليها بتردد فقد كانت لديها دائماً صعوبه في بلع حبات الدواء التى في مثل حجمها فاذا ابتلعتها الان قد تتسبب فى ان تجعلها تتقئ امامه علي الفور وهي لا ترغب بان وهى لن تتحمل ان تخجل نفسها امامه بهدا الشكل رمقت عز بطرف عينيها لتجده ممسكاً بعبوة العلاج يقرأ التعليمات الارشادية التي عليها فاستغلت انشغاله هذا ودست الحبه اسفل وسادتها تنوى تناولها بعد مغادرته وذهابه للحفل ثم رفعت كوب الماء علي شفتيها تتصنع تناولها ثم اخفضته و وضعته على الطاولة التي بجانب الفراش بهدوء... انتبه اليها عز قائلاً
=خدتي الحبايه..؟!
اجابته حياء و هي تضع راسها فوق الوساده بارهاق جاذبه الغطاء فوق جسدها
=اها خدتها....مش هتلبس بقى علشان تلحق تروح الحفله
اجابها عز وهو يعتدل في جلسته
=لسه بدري اطمن انك نمتى...و هقوم البس على طول
اومأت له تغلق عينيها متصنعه النوم حتي تعجل من ذهابه لكنها استغرقت على الفور بنوم عميق اثناء ذلك
بعد مرور ساعه.....
استيقظت حياء تتنفض بقوة فوق الفراش وهي تشعر بالاختناق الشديد كأن هناك ما يسد عن رئتيها الهواء بينما كان صدرها اخذ يضيق بشدة حتى اصبحت غير قادرة على التقاط انفاسها اخذت تشهق بقوة محاولة ان تجذب الهواء الى داخل صدرها لكنها عجزت عن ذلك..نهضت بتعثر من فوق الفراش تقف علي قدميها بضعف وهى تتمايل بقوه اخذت تلهث بشدة مح
تكافح لالتقاط انفاسها مما زاد شعورها بانحباس الدماء داخل رأسها مما جعلها تسقط ويرتطم جسدها بقوة بارضية الغرفة حاولت ان تنهض مرة اخرى لكنها لم تستطع فقد بدأت تشعر بدقات قلبها تتباطئ وتنخفض بشدة اخذت تهمس بعجز وضعف من بين لهاثها الحاد باسمه مستنجده به و هي تبحث بعينيها بعجز عنه في انحاء الغرفة... لكنها تذكرت انه الان فى تلك الحفل بعيداً عنها بعدة اميال ولا نجدة لها مما هى فيه..
اخذت تلهث بقوة محاولة التقاط انفاسها مرة اخرى لكنها شعرت كأنما توجد صخرة عملاقه تقبع فوق صدرها تحبس عنها الهواء اخدت تضرب الارض بقبضة يدها و هي تشهق بحدة من خلال فمها المنفرج على اخره محاوله جذب الهواء داخل رئتيها لكنها فشلت فى ذلك حتى شعرت بدوامه سوداء تكاد ان تبتلعها لتستسلم لها بالنهاية مغلقه عينيها ببطئ وهي تعلم بان هذا ليس الا نهايتها ....