رواية حورية الفصل التاسع 9 بقلم سلمي رامي


 رواية حورية الفصل التاسع بقلم سلمي رامي 

... طوال الطريق في سياره ادم كان الصمت هو القائد ؛ لم يتحدث اي احد منهم ابداً .. او بالمعني الاصح لم يتجرأ احد علي التحدث ؛ قاطع عليه تركيزه العميق صوت حوريه الحاني الذي شتت تفكيره حتماً واشعل فتلات عقله النائمه ...
حوريه : انا عطشانه ..
ادم : -وهو ينظر للطريق امامه- في ازازه مايه ورا مدي ايدك هتلاقيها..
... وبالفعل مدت يدها للخلف ولكنها لم تصل عقدت تعابير وجهها بخيوط الغضب معلنه عن استيائها ...
ادم : جبتيها..
حوريه : -وهي تضع خصلاه بنيه خلف اذنها- ملقتهاش..
ادم : متقولي انك مش طايله !
حوريه : طلااما انت عارف بتسأل ليه ؟
ادم : رخامه ..
... مد يده خلفه يتحسس الي ان وجد قروره ماء صغير التقطها بصعوبه من ثم القاها علي قدمها ...
حوريه : الله براحه !
ادم : العفو !
... زفرت بحنق وهي تمد اصابعها النحيله ناحيه الغطاء ؛ لتفتحها بصعوبه فلا تريد طلب شئ من ذاك المتعجرف من ثم تتجرع منها بنهم تعبيرآ عن عطشها الحاد ؛ ليبتسم ادم من جانب ثغره بخبث وهو يضغط علي مكبح الفرامل فجأه ؛ لتشهق حوريه ذعراً عندما وقعت الزجاجه كامله علي ملابسها لتبتل كلياً ؛ لتذداد ضحكات ادم مع كل نظره يلقيها عليها ...
حوريه : -بنبره غاضبه- كنت قاصد صح !
ادم : -وهو يقترب منها بشكل مريب وينظر لـ حقل القهوه في أعينها- طبعاً كنت قاصد ؛ انتي متتصوريش يعز عليا ازاي اشوفك مدبهدله كده قدامي ..!
حوريه : -بحده- تعرف اليوم الي هطلقني فيه هعمل فرح ..
ادم : انا بقاا هعمل اكبر حفله في مصر ..
حوريه : -محاوله استفزازه- علي فكره في رجاله احلي منك بكتير وانا هروح لواحد منهم ..
... تحولت اعينه للأكثر حده وملامحه للغضب ليقول بلهجه غضب مكتومه ...
ادم : وفي بنات اجمل منك مليون مره ومش غالين علي فكره ...
... ابتسم بسخريه عندما لامح ارتعاشه جسدها بسبب قربه منها ؛ الجمت هي حبل لسانها مفرط الكلام ليضحك هو بشده عندما وجد الحزوقه قد انتابتها ...
ادم : -بتهكم- اشمعني يعني لما قربت منك قبل كده مجتلكيش زغوطه...
حوريه : -بغضب- عشان انا كنت بتمالك نفسي ؛ وممكن تمشي بقا..
... علقت انظارها علي الطريق الفارغ امامها تحاول عدم الشعور ببروده الجو نتيجه ملابسها الغارقه ؛ ليشغل ادم سيارته ويكمل طريقه بهدوء وكأن شئ لم يكن ...

***

( في فيلا احمد الصياد )

... صعدت ميس الدرج بخطواط منتظمه بطيئته ، لتبدأ بالمشي بالـ رواق ونغمه كعب حذائها تشكل مقطوعه مثيره تتناثر في الارجأ ، لتقف وتسكن امام احدي الغرف لـ تقبض المقبض بين كفها الهاوي من ثم تفتح الباب و ...

ميس : مازن ... -لم تتلقي الرد- مازن ... -وهي تسحب من فوقه الغطاء ليتمكن البرد منه- انت يا زفت ؟
مازن : -بتأفأف- اييه ؟
ميس : عيزاك ..
مازن : طيب بليل ابقي قولي الي انتي عيزاه بس بليز يا ميس مش قادر دلوقتي
ميس : -بحده- ما كفايه دلعك الماسخ ده وتقوم تكلمني عدل
مازن : -وهو يعتدل في نومته- اهو كده ارتحتي ..
ميس : هااا حطيت الفلوس ...
مازن : -بنبره مرتفعه- البنك و....
ميس : -بذعر- ششش الله يحرقك اتكتم وطي صوتك لحسن احمد يسمعنا ؟
مازن : -ساخراً- هههه وهو ده بيسمع اصلاً . اه ياما نفسي اشوف الريأكشنز بتاعته لما يعرف اننا بناخد فلوسه لينا وبنحطها في حسابنا ...
ميس : بس خد بالك يا حدق مش كل مره تسلم الجره ..
مازن : جرا ايه يا ميس انتي هتقوليلي حكم !
ميس : لا حكم ولا مش حكم انا كنت جايه اطمن علي الفلوس
مازن : متخفيش اخوكي مفتح !!!
ميس : -متهكمه- يا خوفي ترجع قطه مغمضه تاني ؟
مازن : عندك حق . اطلعي بقا برا
ميس : انت بتطردني يا حيوان انت ..
مازن : انا عايز انام كفايه بقا مش ناقص هو يوم قرف..
ميس : -بتهكم- ليه يا سبع البرومبه !
مازن : -بضيق- رحت الكورس النهارده وملقتش حوريه ..
ميس : -وهي تنظر للأعلي وتقول بحده- يوووه علي سي زفته الي طلاعلنا في البخت !!
مازن : انتي لو شفتيها بس !
ميس : -وهي تدفعه في كتفه- انت اهبل اشوف مين وزفت ايه ؟ -قالت بخبث وهي طرفع حاجبها الايمن- وبعدين هي البت عجباك وناوي تدبس بقا وتعالي قابل مامي وبابي والشبكه بكام والنجف عليك ولا عليهم ؟؟
مازن : تؤ تؤ تؤ انتي فهماني غلط خاالص !
ميس : فهمني انت الصح..
مازن : البت مقطوعه من شجره ، ومزه يخربيت اهلها ، مش هيجرا حاجه لو دوقت ومشترتش ...
ميس : اااه قول كده . طب يا حبيبي اسيبك مع حور بتاعتك..
مازن : ح...و...ر..ي..ه اسمها حوريه !
ميس : -وهي تنظر له بحده لتقول بفحيح كـ افعي الكبري- حوريه.......حووور الاتنين بيفكروني بحد مبحبوش ...
... نظرت له نظره حده ممزوجه بالغضب لتتركه وتذهب بينما ظل مازن يلعن ويسب من دون مبرر . فـ هذه هي اخلاقه اساساً ...

-... عجباً بـ وجُهه الناس ، تتشكل وكأننا في مصنع للـ دمي البلاستيكيه ، لماذا دائماً ما يرسمون خلف اظهرهم جناح الملائكه الطاهر العفيف ، ببعض الكلامات الحانيه والأسلوب الراقي يتحولون الي ذوادت ذوق رفيع ، وانت كلما خطوت خطوه يدب الذعر انصاله بقلبك ، الي ان تقترب و كلمه واحده ترددها ، ... ماذا هل كانو يخدعوني كل هذا الوقت ...

***

( في منزل حوريه )

... بينما كان عثمان يجلس اعلي اريكته الخشبيه يمسك بيده كوب الشاي ذو السكر القليل ويتجرع منه بنهم وتلذذ شديد ويأخذ قبله طويله الأنفاس من طرف سيجارته البيضاء التي كلما احترقت تحرق جزئ من صحته معها فجأه وعلي غير موعد شعر بيد تخترق ثيابه لتمسكه من ياقته و ...
حازم : -بصوت غاضب- تعالي معايا !
عثمان : -بذعر- ايييه يا بيه اجي معاك فين ؟
حازم : انت هتكتر في الكلام ! انجر قدامي يلا..
... قالها وهو يدفع عثمان لداخل العماره من ثم ينظر حوله بشك ...
عثمان : يا بييه..يا بييه فهمني في ايه بس !
حازم : -وهو يفتح باب الاسانسير ويدلف وسط ذعر الفتاه التي في الداخل- اتنيل طلعني لـ شقه حوريه وسلمي..
عثمان : بس...بس..
حازم : -بغضب- انجززز..
عثمان : -وهو يهرول علي الزر- حا..حاضر
... بينما انفجرت الفتاه الشقراء ذادت الشعر الاحمر والبشره البيضاء به ...
ليلي : الله جرا ايه مالك عمال تشخط وتنطر لييه هاا ولاا عشان هو الرجال الغلبان يعني ..
عثمان : -برعب- اه ونبي يا انسه ليلي اتكلمي معااه !!
حازم : انتي بتكلميني انا ؟
ليلي : -وهي تعقد ساعديها امام صدرها- علي اساس ان في حد غيرك هنا !
حازم : -وهو يحك طرف ذقنه بأنماله الغاضبه- اااه طب يلاا شاطره من هنا عشان مزعلكيش..
ليلي : ايه شاطره دي انت شايفني بلعب بالعروسه في الشارع ؟
حازم : والله انا الي ممكن العب في ملامح وشك البخت بس مش راضي !
ليلي : -بحده- متقدرش ...
عثمان : بسس يا چماعه استهدو بالله خلاص يا ست ليلي ..
ليلي : انت مش شايفه عامل ازاي يا عم عثمان ؟
حازم : -وهو يخرج من الاسانسر- بطلي لت ..
ليلي : -بصراخ- لت في عينيك..
عثمان : -بذعر- دوسي علي الارضي بسرعه !
حازم : -وهو يرمقه بحده- تعالي يا خويا ؟
عثمان : سمَعني يخراب ملامحك يا عثمان !!
... القت ليلي علي حازم نظره غائبه اخير وهي تمد انمالاها البيضاء لتضغط علي الزر الارضي ، بينما لم يزيح حازم اعينه من عليها مما ذاد ارتبكها ! حتماً عندما اغلق الباب معلنً عن بقائها وحدها ترخت قواها وسابت اعصابها كلياً اعينه الخضراء وشعره البني لا يفارقو خاطرها المتوجس ذو المشاهد الحانيه ، ...
• امام شقه حوريه •
عثمان : يا بيه افهمني هما عز....
... شُل لسانه عندما وجد حازم بكتفه العريض يعتدي علي الباب المسكين بالدفع . قرر فعلته الي ان كسر الباب ليدخل حازم بخطواط بطيئه مضطربه ويده المنقبضه وهو يتمتم ببعض الكلمات واولهم -يارب- ...
حازم : -وهو يفتح اعينه وينظر حوله- تعالي معايا ..
عثمان : يا بييه يا بييه هما عزلو ..
حازم : -بدهشه- بجد ؟
عثمان : اي والله ..
حازم : -بأرياحه- الحمد الله !!!!
عثمان : هاا ؟
حازم : -بحرج- انا اسف لو كنت اتعملت معاك بقسوه شويه .
عثمان : هاا
حازم : خلاص يا جدع بقا
عثمان : يا بيه انا مش زعلان منك
حازم : امال زعلان من ايه ؟
عثمان : علي كبايه الشاي المظبوطه الي ادلقت ..
حازم : -بضحكه ساحره- هههههه خلاص بقا ميبقاش قلبك اسود
... سمع حازم رنين هاتفه المدوي ليدث يده في جيبه ليأخذه ببطئ ، تلاشت ابتسامته بل انها انعدمت عندما وجد اسم المتصل زفر بحنق وهو يضع الهاتف علي اذنه ...
حازم : ايوا يا وليد .
وليد : -بصوت حاد- عملت ايه ؟
حازم : ملقتهمش عزلو ..
وليد : البواب مسالتوش هما راحو فين
حازم : -وهو ينظر لـ عثمان- اه سألته ميعرفش حاجه
وليد : دور في الشقه يمكن تلاقي حاجه ..
حازم : تمام يا وليد ..
وليد : اكيد السبب فأنهم عزلو انهم عرفو اننا وراهم
حازم : عندك حق ..
وليد : مالك يا حازم انت مش حامي اننا نجيب راس ابوك الي اتغرزت في الطين ولا ايه ؟
حازم : -بسخريه- قتلتو واحده وعايزين تقتلو الاتنين التانين .. والله الانسان بجح يا اخي !
وليد : جرا ايه يا دكتور الاخلاق !
حازم : بلا دكتور بلا مش دكتور انا اهو وبدور معاكو ولو لقيتهم هاجبهم
وليد : -بسخريه- ماشي يا سبع سلام..
حازم : سلام ..
... نظر حازم حوله يتفحص المكان بشئ من الحزن . ليعاود النظر لـ تلك الصوره الملاقاه علي الارض ، مد يده بخفه وهو ينحني بجذعه للأمام ليلتقطها من اعلي الارضيه بخفه ، من ثم ينظر لـ حوريه الساكنه بها لـ يبتسم بخفه معهوده ...

***

... في احدي الكافيهات المطله علي الـبـحـر ...

... تجلس عاليا منكبه علي الكتب امامها ، تقرأ وتعلق انظارها علي بعض السطور الفارغه تاركه السطور المليئه بالحروف لأصحاب نصيبها ، وكأن عاصم يجلس اعلي كتابها كلمها حاولت جاهده بالمذاكره يمنعها بالنظر في حقل الـ الزيتون في اعينها الواسعه ...

سلمي : -بصراخ- يا زفتته ؟
عاليا : -بذعر- هاا .. انتي جيتي امتي
سلمي : لااا دا دكتور عاصم عامل عميله ؟
عاليا : ده داخل جوا دماغي مبوظلي كل الاجهزه والله ..
سلمي : تخيلي كده لو اخوكي عرف ..
عاليا : محدش هيعرف طول منا بحبه بـ صوت مكتوم ..
سلمي : الحب كتمانه مبيطولش ، هتيجي ساعه تنفجري زي القنبله و وقتها محدش هيقف قصداك ..
عاليا : -بتنهيده حزينه- عارفه يا سلمي ، عاصم ده ، مش عارفه اوصفه خايفه اوصفه يطلع كلاامي اهبل ، ياريت تشوفيه زي منا بشوفو كنتي عذرتيني وفهمتي لوعه قلبي دي من ايه ..
سلمي : ايه ده رومانسيه ؟ لا مليش فيه .
عاليا : يخربيتك طلعتيني من المود .
سلمي : المهم تيجي معايا الشقه القديمه بليل ..
عاليا : هتروحيها ليه ؟
سلمي : نسيت الساعه بتاعتي الي كنت جيباه من الفيوم وهروح اجيبها .
عاليا : -وهي تعقد حاجبيها- اني دي ؟
سلمي : يابنتي السوده
عاليا : اه اه خلاص افتكرت ، بس انا عاندي مذاكره كتير احنا هنروح الرحله بكرا خليها لما نرجع .
سلمي : لا انا عايزاها النهارده خلاص مش مشكله..
عاليا : يابنتي متروحيش لوحدك !
سلمي : هتاكل يعني يا عاليا ؟؟؟؟
عاليا : براحتك ..

... بينما في الطاوله المجاوره ...

مازن : احمد الحق مش دي سلمي اخت حوريه ؟
احمد : -وهو يدقق النظر- اه هي !
مازن : هي مالها احلوت كده ليه ، انا هلاقيها منها ولا من اختها
احمد : لا خد انت المزه الي جمبها وسبهالي انا دي ؟
مازن : هتعمل ايه ؟
احمد : الكليه بتاعتنا عامله رحله بكرا للغردقه هحاول اظبطها.
مازن : دي قفل زي اختها ، ايه ده ، يبقي اكيد حوريه هتكون موجوده ..
احمد : ما انت عارفها ما بتخطيش الخطوه من غيرها
مازن : باينها احلوت يا معلم ..
احمد : ادعي بس دكتور زفت عاصم ميكونش هو المشرف..
مازن : يا سااتر ده قفل..
احمد : ده متنك بطريقه غريبه يقعد يقولك ملكش دعوه بيها ابعد عن دي وعن دي يعم انت مالك ؟
مازن : -بسخريه- هههه مهو لازم نحترم الحرم الجامعي بردك
احمد : اصل بص..احنا لما نروح الجامعه مش هنروح عشان ندرس ، عشان الجامعه مش مكان للدراسه .
مازن : صح انت صح ..
احمد : المهم ! القعده النهارده عند معتز ..
مازن : لا مش هقدر اشرب ..
احمد : ده كان في مزز بس يلا
مازن : الله انت صدقت ولا ايه جاي طبعاً...
احمد : -بسخريه- اهدي شويه...مش زي الكلب نرميلك عاضمه تجري عليها !
مازن : -وهو ينظر له بسخريه- بس متبقاش تنسي يا حدق مين الي بيشتري العضم ؟

***

( بعد عده سعات )

حوريه : -بصوت مضطرب- وصلنا .
ادم : -وهو ينظر امامه- وصلنا .
حوريه : ممكن بقا افهم انت هتعمل ايه !
ادم : انتي قلتي ان عمك واخد الاراضي من الفلاحين قوي
حوريه : مظبوط .
ادم : انا بقا هلم البلد كلها واجبلهم ظابط من بتوعي والشغل يبتدي ..
حوريه : بس ممكن يعرفو انك انت الي عملت كده ..
ادم : انا اسمي الچوكر .. ادم الچوكر ..
حوريه : -وهي تعقد حاجبيها- وده ايه علاقته بالي احنا بنتكلم فيه ..
ادم : عارفه بقا هما سموني كده ليه ..
حوريه : ليه !
ادم : عشان بحب العب علي المكشوف ..
... لا يمكن لـ الف شاعر ان يوصف نظره حوريه لـ ادم تلك الحظه نظره الخوف الممزوج ببعض لون الحنين نظره البعاد ولكن عندما تنطر للقمر الاسود الذي يتوسط مقلته البيضاء ف اعينه تود الاقتراب
ادم : -وهو يخرج من السياره- هتفضلي بصالي كده كتير ..
حوريه : -وهي تخرج ورائه- هو انت ليه مخلتش حد من رجالتك يجي هنا بدالك ؟ اظن سهله
ادم : -وهو ينظر لها ويقول بنبره مترخيه- عشان مبحبش حد يدخل في امور حور...مبحبش حد يعرف عنها اي حاجه...-قال بنظره غير مفهوم معناها- غيري !!
حوريه : -وهي تتخطاه- عمري ما كنت هصدق ان ممكن الغرام يتحول لـ قسوه ، صدقت ده لما....لما شفتك
ادم : يبقا لازم تكوني شاكره ، وريتك الجانب الضلمه من العشق..
... نظر لها نظره ثقه من الـ 100 التي لديه ليقول وهو يشير للأمام ...
ادم : نمشي ..
حوريه : اه ..
... مشت حوريه بخطواط بطيئه امام خطواط ادم السريعه كانت السيدات ينظرن لها بنظرات قاتله وكأنها تقتل انسانً علناً امام الخلق . بينما كان ادم كالأنسان الألي يحرق الرجال بنظراته الناريه عندما يجد احد منهم ينظر لها . ليهمس ادم في اذنها قائلا بحده من بين غضب اسنانه التي تكاد تكسر من شده الضغط علي بعضهما ...
ادم : مش ملاحظه انك بقيتي محور الكلام .
حوريه : اهاا ليه بقا مش فاهمه ؟
ادم : لا والله يعني مش عارفه
حوريه : والله ما اعرف !
ادم : الچيبه قصيره اوي يا هانم!!
حوريه : -بصراخ- نعممم دي تحت الركبه هو انا لبسه مايوه !!
ادم : -بغضب- قولتلك قبل كده صوتك ميعلااش ..
حوريه : -وهي تهندم من ملابسها- الله ما انت الي عصبتني ..
ادم : -وهو يمسك يدها- مهما حصل اوعي تسيبي ايدي او تبعدي عني فاهمه ..
حوريه : -وهي تنظر لـ يده بذهول وكأنها مغيبه عن الواقع وتحاول كبح نوبتها المجنونه- هاا هئ.
ادم : مش وقت سهتنه ؟؟
حوريه : -بغضب- لا انا مش بتسهتن !
ادم : لا بتتسهتني
الرجل : -بصوت عالي - تؤمرو بحاچه يا بهوات ، شكلكم مش من اهنيه !
حوريه : -بذعر وهي تضع يدها علي فمها مانعه شهقاتها من البوح- عاااااا ..
... صوت الرجل ارعبها ليمسك قلبها الجرس محركاً اياه معلناً عن قدوم خطر مستتعدي دقاتها العاليه بالمجيئ لدرجه انها ارتدت للخلف ليعيق طريقها حجر كبير كان سبب في ان تهوي ولكن للمره الثانيه علي التوالي يد ادم تلتف حول سور خصرها العالي كـ خيوط من عشق تقيد عنق عاشق وترفض تحريره ، رفعها ادم بسرعه بعد ان لمح بطرف عينه الفتيات يضحكن وكأن دراما تركيه تعرض ...
حوريه : -وهي تقف وراء ادم كالأطفال- انا عايزه امشي -وضعت يدها علي فمها بحرج- هئ!
ادم : -متجاهلها- اه انا عايز اعرف فين بيت منير الجبلاوي
الرجل : حچ منير دلوجيتي ، في مشوار اليمه التانيه كام ساعه بالكَتير ويرچع ..
ادم : -بتنهيده- طب مفيش اي اوضه ايجار !
الرجل : لاااع ايچار ايه اتفضلو عندي !
ادم : ربنا يخليك مش حبين ندوشك ..
الرجل : يا بييه احنا صعيده عيب اجديه داحنا اهل الكرم كلااته ؟
ادم : صدقني هنتصرف خلاص هنقعد في العربيه ..
الرجل : لا اله الا الله دانت متل والدي الكبير تعالي يا ولدي تعالي وهات الانسه !
ادم : -مسرعاً- المدام ..حرمي..
الرجل : -براحه- اجديه ، حرمتك يا هلاا يا هلاا اتفضلو ..
حوريه : -بحده- انا شيفاك موضوع المدام ده عجبك اوي ..
ادم : امال اقوله صحبتي واحد مسك ايد واحده وفي حته كلها ناس دمهم حامي ، وطباعهم مش زي المدينه ..
حوريه : خلاص هتديني درس ..
ادم : تمام اسكتي بقا طلااما غبيه ومش بتفهمي الشرح ..
حوريه : بطل تقولي يا غبيه ..
ادم : -بحده- مش انتي الي هتقوليلي اقولك ايه ومقولش ايه ..!
الرجل : اتفضلو اتفضلو خطوه عزيزه .. يا ام السعد عدنا ضيوف
ادم : ملوش لازوم ..
الرجل : اجعد اجعد اتفضل يا...
ادم : ادم . ادم الصياد ..
الرجل : والله شفتك افتكرتك الجدع ديه الي بيطلع في البرامج ..
ادم : لا ما انا الجدع الي بيطلع في البرامج ..
الرجل : يا حليله زرنا النبي ، ثانيه والشاي يبجاا جدامكو ..
... وما ان خرج الرجل من الغرفه حتي انهالت عليه زوجته بالاسئله المتلاحقه ...
ام السعد : مين دول ها يا سعد مين وجاين منين ..
سعد : يا وليه اختشي علي دمك واهدي دول ناس چاين من برا جاصدين الحاچ منير ،
ام السعد : طيب يا خويا اني هروح لهم..
سعد : بلاش اسألتك الكتير دي ..
ام السعد : اطمن وحط في بطنك بطيخه صيفي ..
سعد : يا خوفي لتكون جرعه ..
ام السعد : هههه لا يا خويا دي مرمله ومسكره ..
... ما ان دلفت ام السعد حتي انتصبت حوريه خوفاً ليكتم ادم ضحكاته بشده ...
ام السعد : زرنا النبي يا چماعه والله
ادم : ربنا يخليكي
ام السعد : اللهم ما صلي عالنبي ايه العروسه الحلوه دي تعالي في حضني يا بتي ..
حوريه : -وهي تشير علي نفسها- انا ..
ادم : هو في عروسه غيرك ؟
حوريه : -بتذمر- انا مش عروسه ..
ام السعد : -وهي تأخذ حوريه الي نبع الحنان الذي يستوطن كتفها- ايهي دانتي زينه العرايس ..
... اغمضت حوريه عيناها ببطئ وكأن جفنيها ستائر مسرح تغلق علي بطله بكت من ورده حمراء القت عليها ذلك الدفئ العارم الذي كساها يكاد يجعل شعرها البندقي يشيب ، تلك اليد التي تربط علي ظهرها بحنو كالأطفال تجعلها تود النوم للأبد ، تلك القبله الحانيه علي خدها كفيله بأن تجعل الدموع تتجمع في اعينها ، لم تكن تريد الابتعاد حقاً ولكنها مجبوره لـ تبتعد ! ...
حوريه : -وهي تبتعد حرجاً عن حضنها الحاني- م..معلش انا اسفه ..
ام السعد : لا ولا يهمك يا حببيتي اجعدي ...
ادم : هو انتو معندكوش خبر منير هيرجع امتي ...
ام السعد : هو كل يومين يخرچ في المعاد ده وهيرچع متجلجوش ، الاا بالحق انتو كنتو قاصدينه في ايه ؟
ادم : والله احنا مش جاصدينه لوحده !
ام السعد : كيف ..
ادم : انا جاي قاصد خير ، انا هخلصكو من ظلم مصطفي عواد ..
ام السعد : يا نهار طين .. -قالتها وهي تهرول وتغلق الباب-
سعد : -وهو يدلف من الباب- في ايه يا ام السعد ..
ام السعد : يابني انت متعرفوش زين مصطفي ده شراني ..
سعد : ياابوي ؟ ايه الي چاب السيره الي تعكر المزاچ دي !!
ادم : هو مش انتو عايزين تخلصو منه !
سعد : اني مش فاهم ..
ادم : خلاصه الكلام ، انا بيني وبينه تار قديم وانتو واهل البلاد لازم تساعدوني ..
سعد : تار ايه ديه !
ادم : مش لازم تعرف ! انا عايزك بس تقنع اهل البلد انهم يخرجو من السور الي مليان خوف ده ، وانا هجبلكو ظابط من عندي وانتو تقولو ازاي مصطفي بيهددكم وخد ارضكم..
سعد : يا بييه يا بييه ده شراني ولو شم خبر مش هيعتقنا .. ده غير ان رچلتو ماليه البلد .
ام السعد : هو مستغل ان احنا بلادنا مش معروفه ومفيش حكومه نوحيها هو ده الي مطمنه ..
ادم : -بخبث- انا بقا هجيبلو الحكومه لحد عندكو ..
ام السعد : لا لا لا انا مش مستغنيه عن عمري ..
سعد : -بغضب- واحنا لحد امتي هنفضل ساكتين ... وجافلين خشمنا
ام السعد : يعني انت متعرفوش ..
سعد : هي دي المشكله اني عارفه زين ، واحنا سواء اتكلمنا او لا هنتأذي !
ادم : انا مش عايزكو تخافو .
سعد : الساعه في يدك بجت كام !
ادم : -وهو يختلس النظر في ساعته- 5 معداش نص ساعه !
سعد : اني هروح اشوف الحاچ منير عن اذنكو ..
ام السعد : اني هروح اچيب الشاي لحسن الكلام طير عجلي ..
... انصرف كل من سعد وزوجته وتركو ادم و حوريه ، حوريه الصامته وگأن حبل فمها عقد بألف عقده يصعب فكها ولكن يسهل معاوده عقدها ...
ادم : ساكته ليه ..
حوريه : -وهي تنظر لعينه- لو قلتلك خايفه ، هتقولي غبيه .
ادم : هو انتي علي طول غبيه بس ايه الي مخوفك ..
حوريه : -وهي تطلع برعب علي نقطه الفراغ امامها- خ..خايه مصطفي يلاقيني انا و سلمي ويقتلنا .. معرفش هو هيقتل مين الاول .. بس انا مش عايزه مشهد حور يتعاد تاني .. -تحول صوتها للأختناق نتيجه البكاء المفاجأ- عشان خاطري متخليهوش يتعاد .. انا مش هستحمل موت تاني ..
ادم : -بجمود- بطلي عياط ..
حوريه : ان..انت فاكر انك لما تقولي متعيطيش انا هبطل لا انا هذيد علي فكره ..
ادم : -بتهكم- امال فين البنت القويه الي مبتتكسرش الي مبتنزلش دمعه ..
حوريه : -وهي تنظر له لتقول بنبره مخدره- هتصدقني لو قلتلك انك الوحيد الي بعيط قدامه براحه ...
... نظر لها ادم نظره طويله فتح فمه ليقول لها شيئاً ولكن قاطع عليهم دخول سعد ومعه رجل مسن وهو حچ منير ....
منير : -وهو ينظر لـ حوريه بحزن- چيتي تاني ليه يا بنت فاطنه !

***

_ في منزل عاصم _

... كان عاصم يجلس امام اللاب توب امامه وبيده اليسرا يضغط علي بعض الازرر امامه وبيده اليمني يمسك فنجان قهوته المليئه بالكافين ويرتشف منه بعدم اكتراث كأنه لا يذوق طعمها كل همه الان هو عمله ، ليقطع عليه صوت والدته الذي لم يؤثر به قط ...

نعمه : عاصم ..
عاصم : .......
نعمه : واد يا عاصم .
عاصم : -وهو ينظر للاب توب- امممم
نعمه : عيزاك في موضوع ..
عاصم : اه
نعمه : هو ايه الي اه ..
عاصم : اه ايه هو
نعمه : سيبك من الزفت ده دقيقه
عاصم : الزفت ده الي بشتغل عليه عشان يطلعلي الراتب بتاع اول شهر الي بنعيش منه ..
نعمه : اااه لا يا عاصم احنا مش في محاضره من بتوعك ..
عاصم : -وهو ينظر لها- نعم يا ماما افندم ..
نعمه : -بخبث- انا عايزه اعمل عزومه
عاصم : -وهو يعقد ما بين حاجبيه- عزومه .. عزومه لمين ..
نعمه : لصحابك ادم ومراته جاسر و....واخته..
عاصم : -وهو يغلق اللاب توب بأنفعال- اه اخته قولي كده بقا ، ماما عاليا طالبه عندي ومش هيكون في بينا اي حاجه تمام ..
نعمه : شفت شفت....انت بتفكر فيها عشان انا مكنش في دماغي كده اصلاً
عاصم : لا والله ..
نعمه : اه والله ..
عاصم : قصره يا ماما مش عازم حد انا
نعمه : -بغضب- الهي تعدمني يا عاصم لنتا عازمهم ..
عاصم : -بغضب- يوووه انتي ليه مصره تخليني اتخنق كل مادا اكتر ..
نعمه : انت الي معلق نفسك بـ حبل دايب عشان طليقتك عمرها ما هترجعلك عارف ليه ..
... نظر لها عاصم بحزن وكأنه يترجها الا تكمل ...
نعمه : اقولك انا عشان هي واحده زباله و...
عاصم : -بصراخ- اميييييي
... وقف فجأه لينظر لها وهو يرفع اصبعه في وجهها قائلا بحده ...
عاصم : الااا هي .. اياكي تقلي منها وانا عايش ..
نعمه : انت بتقولي اياكي وبتزعق في وشي ! -نظرت له بحزن- عارف .... عارف المشكله انك حبيتها بضمير ... حبيت الي متنفعش ليك ... حبيتها لدرجه انك تزعق في وشك امك عشان واحده ..
... فرت من امامه وهي تحاول جاهده عدم السماح لأعينها بفضحها بينما رفع يده في الهواء وكأنه يقول ..لا انا اسف صدقيني لم اقصد.. مده يده الغاضبه ليمسح علي الطاوله بغل حاد حتي القي بالفنجان ارضاً لينكسر الي اشلاء و اشلاء ، ولكن فجأه وجد من يلقي بقطعه قماشه عليه ...
نعمه : -بغضب- انت يا زفت امسك نضف الهباب ده جتك القرف انا داخله اتخمد ..
عاصم : -بصوت عالي- يا ماما..انا اسف..
نعمه : لا احنا متخاصمين ...
عاصم : يا ماما انتي مش مراهقه عيب كده ..
نعمه : تصدق انك حيوان
عاصم : ههههههههه

***

_ في منزل سعد _

حوريه : -وهي تقف- حضرتك عارفني ؟
ادم : انت تعرفها !
منير : دانتي بت الغاليه..
حوريه : انت عارف ماما ؟
منير : -وهو يجلس- فاطمه داي كانت ست الكل .
ادم : -بغضب- انا مش فاهم حاجه !
منير : انا افهمك يا ولدي ، زمان من كام سنه اجديه لما سالم عواد كان مسافر وسايب البنات وامهم وحدهم مصطفي منه لله كان بدو فاطمه وحاول يعني انت فاهم عشان اجديه كان عايز يخلي ابنه الشيطان وليد يتزوچ حور رحمها الله ولما سالم مرضيش اتفق و...و...
ادم : -بنبره هادئه مليئه بنوبات الغضب المكبوته- كمل ..
منير : -وهو يعلق انظاره علي حوريه- يعني مصطفي اتفق انه يدي لـ سالم الورث وبالمقابل يديله البنات و ..و فاطنه وهو يسافر بالورث كلااته برا البلد ؟
... شهقت حوريه بشده وهي تضع يدها علي فمها مانعه الاهتزاز ، ولكنها نظرت للجم

تعليقات



×