رواية أخباءت حبه الفصل التاسع بقلم محمد ابو النجا
لم تتحمل ساره الإنتظار ..
الساعه تقترب من منتصف الليل..
تتحرك بهدوء وحذر من فراشها
تتجه صوب حجرة محمود..
لقد طال انتظار رحاب التى
وعدتها بإصطحابها إليه..
ففعلت ذلك من دونها ...
وهى الآن على أعتاب باب
حجرته...
قلبها يخفق..
تشعر بسعاده بالغه كلما اقتربت
خطواتها من ذلك الرجل
الذى أحبته...
أحبته أكثر من نفسها ..
إنها تتنفس عشق وغرام له ..
وقلبها يتمزق من أجله ..
كان الصمت والسكون الشديد
يخيم على المكان..
وعبر الضوء الخافت كانت
تتطلع إليه ..
ولم تتمالك عيناها الصمود
فتتساقط دموعها...
واقتربت أكثر ..
حتى أصبحت على بعد خطوه
واحده منه ..
ربما تكون هى المره الأولى
التى تصبح بينهم المسافه
قريبه كهذا ..
لكنها لم تتخيل أن يكون المكان
مستشفى ...
وكلاهما فى حجرة منها ...
أحست برغبه فى لمس يده..
رغبه حاولت منعها دون أن تقدر..
إنها بالفعل كما قالت رحاب
لم تعد ترى ملامح محمود
التى تلاشت...
ولكن فى النهاية هو ..
هو ذلك الرجل الذي تعشقه ...
بهدوء وحذر مدت راحت يدها .
ولامست يده...
ليرتجف قلبها وجسدها بكل عنف ..
وكأنما يعلن سعادته لوجوده
بجانبه...
فجأة...
يهتز جسد محمود ..
وكأنما يستيقظ...
يقول بصوت هزيل :
هل هناك أحد بالحجرة ...؟
ساره بإرتباك شديد وبتعلثم
: نعم.. أنا...
محمود بهدوء : هل هو موعد
الجرعة...موعد الدواء ...؟
لم تجيبه ساره ..
ليقول فى سخط :
متى ستنزعون من فوق
عينى ذلك الرباط ..؟
لقد مللت منه ..
أريد رؤية الأشياء من حاولى..
ساره فى صوت وكلمات
مهتزة : قريبًا...قريبًا جدًا ...
ثم ابتسمت وهى تتراجع للوراء
لا تصدق أنه يتحدث معها ..
كم هى سعيده لذلك ...
يقاطع شرودها صوت محمود
: هل جاء أحد لزيارتى...؟
كانت ساره تدرك وتعلم من هو
الشخص المقصود بسؤاله...
والذى يبحث عنه...
بالتأكيد منى ..
لكنها لم تعلم بأي إجابه
تقول...!
وتعلم بأن قلبه متعلقًا بها ..
وبالتأكيد يحتاج لرؤيتها..
ولوجودها ...
وتعود للوراء ..
وتتخيل ماذا لو علم بأنها
قد تخلت عنه...؟
وأنها تريد الإبتعاد ..
وإنهاء علاقته بها ..
كيف سيكون حاله لو علم ..؟
يعيد محمود سؤاله :
هل جاء أحد لزيارتي ..؟
ساره بهدوء وكأنها تريد
إسعاده بأى وسيله : نعم ...
جاءت ..جاءت فتاه.. تدعى
على ما اعتقد منى..
ولكن للأسف جاءت فى موعد
غير مسموح فيه بالزيارة
رحلت بعد أن توسلة لهم
لرؤيتك ..ورفضوا..
كانت حزينه للغايه وهى ترحل ..
محمود في غضب : تبًا لمنع
تسبب فى منع تلك الزيارة..
أننى أريدها بشدة إلى جواري...
أرجوك إذا جاءت مره أخرى
اسمحوا لها بالدخول...
و بالزيارة ...
فأنا أحتاج إليها بشده ...
بالتأكيد هي أيضًا في امس
الحاجه لرؤيتي ...
بالتأكيد هي تتعذب من أجلي ...
انت لا تعرفي كم هي تحبني...
أنا بالنسبه لها كل شىء..
أنها خطيبتي..
وسنتزوج قريبًا ...
أنني أسمع صوتك للمره الأولى
هنا في حجرتي أليس
كذلك...
ساره في إرتباك : نعم...
إنها المره الأولى التي أتحدث
فيها إليك ..
محمود : ما أسمك ...؟
ساره في صوت خافت
وارتباك : أسمي ...اسمي...
ساره ...
محمود : هل يمكننى طلب
شيئًا منك ...!
ساره : بكل تأكيد ...
تفضل ...
محمود بنبره تحمل التوسل
: هل لديك هاتف أريد ..؟
أن الإتصال برقم منى...
أحتاج الى سماع صوتها ...
ساره في حزن بالغ :
يبدو بأنك قد اشتقت إلها ...!
محمود : لأقصى حد ...
أنني أشعر بأن جسدي سيشفى
لو أستمع إلى صوتها...
أو رؤيتها...
ساره في حزن شديد تقول
: يبدو بأنك تحبها بشده ..
وتريدها بجانبك بأقصى
سرعه...
محمود فى لهفه : نعم...
أنها أمنيتي ..
ليتها تتحقق على يدك...
فجأة ..
وقع أقدام وصوت
رحاب يهمس وينادي اسمها
ويكرر : ساره... ساره...
تلتفت ساره نحوها...
ثم تبتعد عن فراش محمود ..
تنظر لها رحاب بأعين غاضبه
وتقول : ماذا فعلت ..!
لماذا تحركت من فراشك
وجئت الى هنا..!
إنك مجنونه بالفعل ..
ساره في حزن :
لم استطع انتظارك..
لقد اشتقت له..
وكلما تخيلت أنه إلى جواري
جن جنوني...
ولم أتحمل ولم أستطع الإنتظار..
فتحركت وجئت لرؤيته...
وليتني ما جئت ...
رحاب تجذبها من يديها نحو
حجرتها وتعيدها إليها قائله
: ماذا حدث ...؟
ساره في دموع :
لقد طلب مني الهاتف لسماع
صوت منى...
رحاب فى تعجب :
هل تحدثت معه..؟
ساره : نعم...
تحدثت معه..وقال بأن
لقاء حبيبته سيشفيه ..
رحاب يبدو بأنكم قد
تحدثتم كثيرًا ..؟
تنفى ساره : لا..
ليس كثيرًا...
ولكن ما فهمته من حديثه
كان لا يحتاج الى الكلام
الكثير..
أنه يعشق تلك الفتاه
إلى حد الجنون..
يعشقها من شعر رأسه حتى
اخمص قدميه..
وسوف أحقق له أمنيته ..
تتراجع رحاب في دهشه
وهي تقول :
ما معنى حديثك هذا ...؟
ساره : حديثى واضح ...
سأذهب إلى زيارة منى ..
وسأدعوها واقنعها للمجيء
إلى هنا ورؤيته...
تتسع أعين رحاب في صدمه
وهي تقول : يكفى الإتصال
بالهاتف ...
لا تذهبى بنفسك ..
ربما يضعك هذا فى مهب الريح
ويسبب لك إحراج كبير..
أو ...
أو إهانه..
ساره : الحديث عبر الهاتف
لن يقنعها..صدقينى...
إنها تحتاج للحديث عن قرب...
رحاب فى صدمه :
لقد جننت..!
أصابك الجنون بلا شك ..
تنفي ساره برأسها : لا...
لست مجنونه ...
بل عاشقه ..
وتريد إسعاد حبيبها...
حبيبها الذي تعشقه .
سوف أحصل على العنوان منه وسأذهب إليها في الغد...
تنفي رحاب وهي تشيح بيديها
: حالتك لا تسمح لك بالخروج...
ساره في عناد :
انت تعلمي كم أنا مجنونه...
وكم أنا عنيده...
لقد وعدته بالذهاب إليها
وسأحضرها له ...
وسأوفي بوعدى...مهما كان..
سأذهب غدًا لزيارة منى...
مهما كلفنى الأمر..
******
بالفعل تستيقظ ساره في
الصباح الباكر ...
وهي تتجه صوبه فراش
محمود...
وتقترب منه وهي تهمس
: صباح الخير ...
يتحرك جسد محمود وكأنه
لم ينعم بالنوم وهو يقول
بصوت ضعيف :
ساره..!
أليس كذلك..؟
أتذكر أسمك ...
هزت رأسها وهي تقول
: نعم أنا كذلك...
هل يمكنك إعطائي
عنوان منى...
يشعر محمود بالفرحه
وهو يقول بصوت سعيد
: أشكرك ...
اشكرك.. لقد فعلت في
جميل لن أنساه لك أبدًا ...
ويبدأ محمود في إعطاء
ساره عنوان منى
والتي حفظته عن ظهر قلب
وخرجت ساره من المستشفى
دون إذن الطبيب ...
ومن ودون إذن أى أحد ...
أو علم حتى أهلها ...
وضربت بصحتها المتعبه
عرض الحائط ..
واتجهت نحو هدف واحد...
هو زياره منى...
واحضارها الى محمود
بنفسها..
فهي لن ترد أمنية
حبيبها...
حتى وإن كانت على حساب
قلبها ...
ستحضر له حبيبته...
بأى وسيلة ...
وبأى ثمن...